الدراما العربية... بدائل متواضعة وسكون إلى التكرار

 

شبكة النبأ: في محاولتها للتغير والتفاعل مع الانتفاضات العربية الكبرى حتى لا تخرج عن الإطار العام لنبض الشارع العربي، حاولت الدراما العربية جاهدة في وضع لمساتها الفنية لوصف مجريات الإحداث الأخيرة عبر رؤية إعلامية تتخذ طابع الهزل أو الواقعية في السرد ومن منظور نقل هموم المواطن العربي البسيط الذي تعرض إلى الكثير من الظلم على يد الأجهزة القمعية للنظم الشمولية الحاكمة في اغلب هذه الدول، لكن هل أفلحت منظومة الدراما العربية في تحقيق ما تصبو إليه أم ما زالت على عهدها في السكون والدوران في حلقة مغلقة لا نهاية أو مخرج فيها؟.  

أسلوب مكرر

حيث يوجه كتاب واعلاميون انتقادات حادة للدراما السعودية التي تعرض خلال رمضان لانها تحاول التطرق للعديد من القضايا الشائكة في المجتمع وتسليط الضوء عليها عبر اسلوب ساخر مكرر منذ اعوام عدة، ويقول الكاتب حسين شبكشي ان "الخطورة تكمن في ان التطرق الى قضايا حساسة في المجتمع لا يزال يعالج من جانب كوميدي ساخر، اي طرح واحد على مدى سنوات ما يجعل المشاهدين يرونها كطبق الكنافة اليومي على وجبة الافطار"، ويضيف ان "الدراما السعودية بحاجة الى تغيير في اسلوب الطرح والمعالجة وفتح المجال للتطرق الى جوانب اخرى عبر ادخال السينما مثلا واذاعة المسلسلات بدلا عن الاغاني"، وكان المسلسل الرمضاني الشهير "طاش 18" تطرق الى مسائل الدين والتشدد في عدد من حلقاته الاعوام الماضية، بينما كان عنوان الحلقة الاولى من المسلسل للعام الحالي "التعايش" لمحاربة تصنيف الاسلام، ويقوم الفنان ناصر القصبي بدور احمد الصحافي الذي يطالب بمحاربة التشدد والتطرف ويشيد بالحرية والتحضر، في حين يلعب الفنان عبدالله السدحان دور المتدين المتشدد المناهض للحريات والمهاجم لدعاة التغريب، وختم ابطال "طاش 18" حلقة "التعايش" بكلمات مؤثرة وقوية موجهة الى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الذي كان دعا الى "عدم تقسيم الاسلام والمسلمين وتصنيفهم بالعلماني والليبرالي والمتطرف وغيرها"، يذكر ان القصبي والسدحان سبق ان انتقدا المتشددين والليبراليين على حد سواء خلال مواسم سابقة، وتؤكد استطلاعات الراي ان "طاش 18" الذي تعرضه قناة "ام بي سي" ما يزال في المرتبة الاولى بين البرامج الرمضانية في المملكة. بحسب فرانس برس.

ويعتبر شبكشي انه "اذا تم التعرض لهذه القضايا بجانب كوميدي يبكي المشاهدين كما يضحكهم، فسيكون له تاثيره الايجابي لان العناصر الدرامية قادرة على التغيير"، واشار الى الفيلم المصري "شرف" الذي احدث تغييرا في احد القوانين بسبب تطرقه الى الموضوع بطريقة درامية وليست ترفيهية فقط، وكانت حلقة بعنوان "تعدد الازواج" التي عرضت ضمن مسلسل "طاش 17" العام الماضي اثارت جدلا حادا بين بطليه والتيار الديني، واتهم الشيخ سعد البريك المسلسل "باستخدام الكوميديا للسخرية من العلماء والجهات الشرعية، لقد آلمنا ما يفعله هؤلاء باسم الفكاهة من سخرية بديننا واستهزاء بعقيدتنا"، وطالب باحالتهم الى "المحاكم الشرعية مع القناة التي تبث هذا المسلسل"، لكن السدحان رد قائلا "اردنا ان نقدم الصورة مقلوبة لايصال شعور الظلم والقهر والمعاناة التي تقع على المرأة جراء التعدد دون حاجة لذلك"، ويعرض مسلسل "طاش ما طاش" منذ 1992، وقد تعرض لهجمات المحافظين والمتشددين، كما ان بعض ممثليه تلقوا تهديدات بالقتل، في الجانب الاخر، تطرق مسلسل "سكتم بكتم 2" على القناة الاولى السعودية الى موضوع "العنصرية القبلية والتفرقة المجتمعية" التي تحدث في المملكة مشيرا الى ما يعانيه من تطلق عليهم تسمية "خط 110"، اي غير المنتمين الى قبيلة، وتطرقت الحلقة الثانية بعنوان "كلنا سعوديون" الى قضية الزواج بين القبائل والجماعات، ورفضهم الاحتكام الى الشريعة بجانب مخالفتهم لاوامر الاسلام وتعاليمه لانهم لا يريدون تغيير اوامر الاجداد، ويقول محمد التونسي رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" بان "وظيفة الدراما معالجة الظواهر التي تختلف طرق التصدي لها"، لافتا الى وجود "مشكلة في كتابة السيناريو لدى كتاب الدراما السعوديين"، ويتابع ان "هذه الظواهر مستمرة وموجودة ويجب على الدراما تقديمها بالشكل المطلوب للمشاهدين"، وردا على سؤال العلاقة المتوترة بين الاعلاميين والدعاة، يعتبر التونسي بانها "لم تعد متأزمة في السنوات الاخيرة واتضح ذلك من خلال العديد من الامور، كما ان السياسة الداخلية للمملكة تقوم على مبدا التعايش وعدم اقصاء الاخر".

دراما القذافي

الى ذلك تركت الثورات العربية أثرها الواسع على أحداث المسلسلات الدرامية الجديدة والتي يتم عرضها في شهر رمضان هذا العام بطرق مختلفة وبصيغ متباينة ظهرت في التنويهات والأجزاء الدعائية التي تعرض منها حاليا على عشرات القنوات التلفزيونية، وتم رصد عددا من تلك التأثيرات في مشاهد محددة من مسلسلات عدة بينها من الأعمال المصرية مسلسل 'شارع عبد العزيز' للمخرج أحمد يسري حيث يظهر أحد أبطاله 'هيثم محمد' في مشهد يتم تكراره كدعاية للمسلسل قائل، 'نهاية اللي بيحصل دا مش هتكون عادية، الشعب مش هيسكت، بكره نشوف ثورة'، وتدور أحداث المسلسل الذي كتبه أسامة نور الدين في شارع 'عبد العزيز' التجاري بوسط القاهرة حول تغيرات واسعة في المجتمع المصري بطبقتيه الوسطى والعاملة التي تتعامل يوميا مع جهاز الأمن بممارساته العنيفة وغير القانونية قبل الثورة ويقوم ببطولة المسلسل عمرو سعد وعلا غانم وهنا شيحة وسامي العدل وهادي الجيار ورامي وحيد، وفي مسلسل 'دوران شبرا' للمخرج خالد الحجر تنتهي الأحداث بخروج أهالي الحي المصري الشهير إلى ميدان التحرير للمشاركة في الثورة بعد تفاعلات طوال الحلقات بينهم وبين بعضهم البعض وبين الجهات الأمنية ورجال الأعمال والساسة الذين يعيشون بينهم في الحي الذي يتميز بعدد أكبر من المسيحيين بجوار الأغلبية المسلمة حيث يظهر المتطرفون في الجانبين، ويشارك في بطولة المسلسل الذي كتبه عمرو الدالي الفنانون دلال عبد العزيز وعفاف شعيب وزكي فطين عبد الوهاب وهيثم أحمد زكي وأحمد عزمي ومحمد رمضان. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الوضع بالنسبة لمسلسل 'الريان' مختلف تماما فالعمل بالكامل كان من الممكن ألا يظهر للنور لولا قيام الثورة في مصر حيث يرد في أحداثه أسماء أو إشارات واضحة لشخصيات سياسية وأمنية مصرية لا زالت على قيد الحياة مثلها مثل رجل الأعمال أحمد الريان الذي تدور الأحداث حول قصة صعوده وتدميره التي يزال يشوبها الكثير من الغموض حتى الآن، وبينما يفرض فريق العمل ستارا من السرية على تفاصيل الأحداث الساخنة والمتعلقة بأسماء شهيرة في النظام المصري السابق إلا أن خضوع العديد منهم للمحاكمات وانتهاء سطوته السابقة سمحت لمؤلفيه حازم الحديدي ومحمود البزاوي ومخرجته شيرين عادل بمساحة أكبر من الحرية في الحديث عن تفاصيل وعلاقات متشابكة لم يكن بالإمكان الحديث عنها في السابق، ويقوم ببطولة المسلسل خالد صالح وباسم سمرة وجمال إسماعيل وصلاح عبد الله والتونسية درة وأحمد صفوت وريهام عبد الغفور، أما البرامج الرمضانية فكانت أكثر مباشرة في التعاطي مع الثورة المصرية حيث لا يخلو برنامج واحد من الحديث عنها وعن تداعياتها لكن برامج بعينها لم يكن من الممكن ظهورها لولا الثورة وبينها برامج تتعلق باختيار الرئيس القادم، كما رصد برنامجين مباشرين عن انتخابات الرئاسة في مصر التي لم يتحدد لها موعد بعد يشتركان في أنهما يتناولان الأمر بطريقة السخرية والكوميديا الأول بعنوان 'مطلوب رئيس' ويقدمه الممثل هشام إسماعيل ويستضيف فنانين ومشاهير والآخر بعنوان 'أنا الرئيس' ويقدمه المخرج والممثل محمد عبد الفتاح ويستضيف أشخاصا عاديين يضعهم في مقعد المرشح للرئاسة، وعلى مستوى الدراما الخليجية، ظهرت الثورات العربية بشكل أقل من خلال مشاهد محدودة معظمها كوميدية من بينها الجزء الجديد من المسلسل السعودي الشهير 'طاش ماطاش' وفقا للتنويهات حيث يظهر بطله عبدالله السدحان وسط أشخاص يبدون كمتظاهرين مرددا 'إلى الأمام إلى الأمام' و'من أنتم' و'زنقة زنقة' وغيرها من العبارات المنسوبة للعقيد الليبي معمر القذافي.

المسلسل من إخراج الأردني محمد العايش والسعودي سمير عارف ويشارك في بطولته مع عبد الله السدحان وناصر القصبي يوسف الجراح وعلي المدفع وعبد الإله السناني ومروة محمد وماجد مطرب وبدر اللحيد وعبد العزيز السكيرين وإبراهيم الحساوي، وظهرت الفكرة نفسها تقريبا في المسلسل السعودي أيضا 'قول في التمانيات' حيث يردد الممثل حبيب الحبيب عبارات منسوبة للعقيد القذافي داخل الأحداث بأسلوب كوميدي في المسلسل الذي كتبه علاء حمزة ويخرجه الكويتي حسين أبل ويقوم ببطولته راشد الشمراني وحسن عسيري وحبيب الحبيب وعمر الديني وريماس وسحر خليل وزارا البلوشي وأمينة العلي، وكان القذافي أيضا الشخصية الأبرز في الدراما الخليجية حيث يقوم الممثل الكويتي طارق العلي بتقليد شخصيته بأسلوب كوميدي خلال أحداث المسلسل الكويتي 'الفلتة' الذي كتبه أيمن الحبيل وفايز العامر وأخرجه نعمان حسين ويشارك في بطولته منى شداد ونورة العميري ومبارك البلاك وسلطان الفرج

يمنع من العرض

في سياق متصل لفت الممثل السوري مصطفى الخاني إلى ان رقابة التلفزيون السوري لم تسمح بعرض مسلسل "شيفون" الذي يلعب فيه دور البطولة والذي اخرجه نجدت أنزور ومن تأليف هالة دياب "في فترة نتجه نحو حرية إعلامية أكبر وهامش أكبر للتعبير عن الرأي"، بحسب ما قال الممثل الذي اشتهر بأداء شخصية "النمس" في المسلسل الواسع الانتشار "باب الحارة" تساءل "هل بهذه العقلية الرقابية المتخلفة سنطبق قانون الإعلام العصري والهام الذي يصدره السيد الرئيس؟"، ويضيف "إن من المفاجئ أن هناك من لا يجيد قراءة هذه القوانين وتنفيذها"، وأكد الخاني أن "لجان الرقابة وافقت في الأساس على النص وسمحت بالتصوير ووافقت على شراء المسلسل، بل واهتمت به بشكل كبير كما حرصت على عرضه حصريا، حتى أنها قامت ببث إعلانات ترويجية على اساس أن يعرض في رمضان"، وأضاف "حتى أنك تجد على الموقع الرسمي لوزارة الإعلام أن العمل سيعرض في رمضان"، وهنا يتساءل الفنان السوري "ما هذا التضارب الرقابي؟، هل نحن نحتكم لمزاجية وشخصانية الرقيب، أم لفكر مؤسساتي رقابي؟"، ويتابع "على الرقابة أن تقرأ جيدا قانون الإعلام العصري وتوجهاته، فبقدر حاجتنا إلى قوانين جديدة، نحن بحاجة إلى أشخاص تجيد قراءة وتنفيذ هذه القوانين"، ولدى سؤاله عما يعتقده سببا في احتجاج الرقابة، أجاب الممثل السوري "لا جواب لدي"، واستطرد "لكنني أذكر أن بعصر الفضائيات لم يعد بالإمكان أن تمنع عن المشاهدين عرض مسلسل، وإن لم يعرض العمل الآن سيعرض بعد رمضان على الفضائيات. بحسب فرانس برس.

وقد يكون التلفزيون السوري إحدى هذه المحطات"، أما مدير الرقابة في التلفزيون السوري غياث سليطين فقد نفى بشكل قاطع أن يكون العمل قد منع، وقال "هذا كلام عار عن الصحة، جملة وتفصيلا"، وأحال سليطين سبب عدم العرض إلى تأخر وصول المسلسل حيث "وصلتنا الحلقة الأولى منه عشية اليوم الأول من رمضان، ولم نستطع بالتالي أن نعطي القرار في شأن عرضه، لأننا ببساطة لم نكن قد شاهدناه"، وحول أحداث المسلسل، قال الممثل مصطفى الخاني أن "مسلسل "شيفون" يتحدث عن مشاكل الشباب والمراهقين، بكل ما يمكن أن يتعرض له المراهق والشاب في هذه السن من خلال تصادمه مع الأهل"، وأضاف "نتطرق أيضا إلى ما يسمى ثوارت الفيسبوك وخلفياتها، وكيف تستغل بعض الجهات الخارجية بعض المطالب المشروعة للشباب لأهداف سياسية خاصة بها، وكيف أن هناك غرف في الخارج تقود وتوجه لأهدافها، من خلال الانترنت والفيسبوك"، وأكد الخاني "بعض هذه الجهات أرجعناه للموساد"، وعن دوره في المسلسل قال الخاني "ألعب شخصية الكنغ، وهو يتجسد بأربع شخصيات لن نعرف الرابط بينها إلا في المشهد الأخير"، ويشرح الخاني "الأول بين الشخصيات الأربع هو تاجر مخدرات يحاول ترويج حبوب المخدرات بين الشباب، والثاني مؤلف وأحد دعاة حقوق الإنسان، والثالث سائق دراجة غامض، والأخير مغني راب لبناني".

مسلسل يثير الجدل

من جانبه اثار مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول سيرة الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش، في حلقاته الست التي عرضت حتى الان على شاشات عدد من القنوات العربية بما في ذلك التلفزيون الفلسطيني، استياء مثقفين في فلسطين والعالم العربي، ويؤكد الشاعر الفلسطيني المقيم في القاهرة مريد البرغوثي ان تعرض المسلسل لهذه الحملة اتى نتيجة تقديمه شخصية "مبتذلة وركيكة عن محمود دوريش وتصويره وكأنه زير نساء رغم انه معروف باخلاقياته الى جانب انه لا ينطق سوى بالشعر ويفتقد الصلابة في الوقت الذي تدرس مواقفه في هذه المجالات"، ويقول الناقد السينمائي طارق الشناوي ان "مأساة المسلسل ورفضه من قبل العالم العربي يأتي من كونه يتعرض لسيرة وشخصية محمود درويش، الشاعر الذي لم يستطع الموت ان يقلص من حالة حضوره الشخصي"، ويتابع "فهذا الشاعر يتمتع بحضور كبير على صعيد عالمنا العربي واستطاع هو والشاعر السوري الراحل نزار قباني من بين الشعراء العرب، الوصول الى هذه المرتبة في العالم العربي"، يؤكد الشناوي ان "الفنان فراس ابراهيم الذي يقوم بدور محمود درويش في المسلسل فشل على المستوى الشكلي والنفسي من ان يقترب من الحالة التي يمثلها محمود دوريش، والمأزق الاكبر هو ان المشاهدين وضعوا فراس دائما في تلك المقارنة من خلال الاحساس وطريقة اداء درويش لقصائدة واداء فراس، ولم تكن هذه المقارنة لمصلحته ولا لمصلحة المسلسل بكل تأكيد".

وكانت الساحة الفلسطينية شهدت نقاشا حادا بين مثقفين فلسطينيين وصلت الى حد اعتصام بعضهم امام التلفزيون الفلسطيني مطالبين بوقف عرضه.ومن بين المطالبين بوقف عرضه داخل فلسطين وخارجها شعراء وكتاب ومخرجون سينمائيون من ابرزهم المخرج والشاعر نصري حجاج والمخرج رشيد مشهرواي والكاتب زياد خداش واخرون، وطالبت مؤسسة محمود درويش كذلك بوقف عرض المسلسل "لانه يغتال الذاكرة الفلسطينية في احد ابرز رموزها"، ومن ابرز المطالبين في صفوف النقاد الفلسطينيين بوقف عرض المسلسل، الناقد فخري صالح الذي اكد على ضرورة ان "تتوقف المحطات الفضائية عن بث هذه البضاعة الفاسدة" لان "ما قام به المسلسل هو تصوير لمحمود على غير هيئته، وفي امكان اي شخص يعرف الرجل معرفة طفيفة ان يتبين أن ما يؤديه فراس إبراهيم في "حضرة الغياب" ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما كان عليه درويش"، وتابع "فدرويش (في المسلسل) ليس حاضرا غائبا كما يشير العنوان المأخوذ من كتاب الشاعر البديع المسمى "في حضرة الغياب" بل هو غائب تماما بصورة فاجعة"، ورفض اخرون وقف عرض المسلسل مع الاعتراف بانه سيء ومن بينهم الكاتب والشاعر زكريا محمد والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي الذي اكد ان المسلسل "مقزز من كل النواحي فهو مقرف وتجاري وانتهازي وركيك"، واوضح "لكن دعوات المنع والمصادرة لا تليق بالانسان الحر وكما ادركتم ان المسلسل ساقط ثقوا بالناس التي ستشارككم الرأي حتما ولا تفرضوا وصايتكم عليهم".

واتخذ الشاعر غسان زقطان موقفا وسطا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك طالب فيه "بوقف عرض المسلسل على الشاشات الفلسطينية لانه من العبث ان يدفع المشاهد الفلسطيني من ضرائبه وامواله ثمن تشويه تراثه الوطني ومن يحب المسلسل يستطيع مشاهدته على قنوات اخرى"، واتضح من خلال الحلقات الست التي عرضت حتى الان ان المسلسل يواجه مشاكل لغوية مع قصائد درويش الى جانب عدم قدرة الفنان فراس ابراهيم على عكس تنوع شخصية محمود درويش لا من الناحية الجوهرية والنفسية ولا من ناحية الشكل، واستغرب فخري صالح "الا ينتبه مخرج بحجم نجدت انزور الذي ادهشنا في اعمال كثيرة عدم قدرة فراس ابراهيم على تأدية دور شخصية محمود دوريش"، واعتبر غالبية النقاد ان نجاح مسلسل عن سيرة شخصية معروفة رهن بالفنان الذي يؤدي الدور والكتابة الجيدة والاخراج الجيد مشيرين الى ان هذا المسلسل يفتقر الى ذلك من حيث الكتابة والاداء على عكس المسلسل الذي تناول الشاعر العربي الكبير نزار قباني قبل سنوات قليلة، واعاد الناقد طارق الشناوي نجاح المسلسل عن نزار قباني الى ان "تيم الحسن استطاع تقديم شخصية نزار قباني لانه عميق الموهبة ويجيد تمثيل الشخصيات وهذا ما جعل من مسلسل نزار قباني الاهم في شهر رمضان الذي عرض خلاله".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/آب/2011 - 19/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م