الأسبرين... طلسم صحة الإنسان

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: ربما يكون من بين ارخص الأدوية التي يتم تداولها بين الناس، كما انه لا يحتاج إلى وصفة طبية ليصرف من الصيدلية، وعندما اكتشف كدواء رسمي في أواخر القرن التاسع عشر لم يوصف سوى كمسكن للآلام، إلا إن "الأسبرين" وبعد إن جذب فضول الباحثين والدارسين من العلماء المختصين بمفعوله السحري في الشفاء، لم يكتفي بذلك أو يقف عند هذا الحد، بل استمر في إذهال الجميع بقدرة الواسعة على التصدي إلى العديد من الأمراض الفتاكة والسرطانات بأنواعه، وقد أدى ذلك إلى فتح أفاق جديدة وأمال واسعة لدى العديد من الناس المصابين بإمراض مستعصية إلى إمكانية الأسبرين وقدرة على إيجاد الحل والشفاء بالنسبة لهم، وعلى الرغم من تناول العديد الدراسات العلمية جوانب مختلفة منه إلا إن الطريق مازال في بدايته ويبشر بالخير.

قصة دواء عجيب

اذ يبدو أن حبة الأسبرين أصبحت دواء لكل شيء، فهي مسكن للآلام، ومانع محتمل للجلطات، ومكافح مفترض للسرطان في قرص واحد، وربما يفكر أحدهم أن مخترع الأسبرين هو عبقري، لكن الحقيقة هي أن البشر يستخدمونها منذ آلاف السنين، ويقول الدكتور كارول واتسون، أستاذ أمراض القلب في جامعة كاليفورنيا إن "الأسبرين هو واحد من تلك الأشياء التي كانت موجودة منذ وقت طويل وقبل حتى أن تكون هناك تجارب سريرية أو أي نوع من المعرفة العلمية"، وعاد الأسبرين إلى الواجهة مؤخرا،  بعد أن نشرت دراسة في مجلة لانسيت، تقول إن حبة أسبرين يوميا يمكنها على ما يبدو خفض مخاطر الإصابة بالسرطان بنسبة 20 في المائة على الأقل خلال فترة 20 عام، وكلمة "أسبرين" لم تأتي من فراغ، فهي مشتقة من كلمة "سبيرايا،" وهي فصيلة من الشجيرات تحتوي المصادر الطبيعية للمكونات الرئيسية للعقار وهي حمض الصفصاف، ويمكن العثور على هذا الحمض، والذي هو بمثابة الأسبرين في العصر الحديث، في الياسمين والفول والبازلاء وبعض الحشائش مثل البرسيم، وأنواعا أخرى من الشجيرات، ويقول ديارمويد جيفريز، مؤلف كتاب "الأسبرين قصة الدواء العجيب، "إن قدماء المصريين كانوا يستخدمون قشرة الصفصاف كعلاج للآلام والأوجاع، لكنهم لم يكونوا يعرفوا آنذاك أن ما كان يخفض درجة حرارة الجسم والالتهاب كان حمض الصفصاف"، وأتت كتب أبقراط، الطبيب اليوناني الذي عاش من سنة 460 إلى 377 قبل الميلاد، على ذكر تلك المادة، وقالت إن أوراق الصفصاف يمكنها تخفيف الآلام والحمى". بحسب السي ان ان.

ولم يكن حتى آلاف السنين في وقت لاحق أن بدأ الناس في عزل المكونات الأساسية للأسبرين، فقد أعاد رجل دين في القرن 18 يدعى إدوارد ستون، اكتشاف الأسبرين، عندما كتب تقريرا عن كيفية إعداد مسحوق لحاء الصفصاف الذي أفاد نحو 50 مريضا عانوا من أمراض البرد وغيره، وفي بدايات 1800 ميلادية، اكتشف الباحثون في جميع أنحاء أوروبا حمض الصفصاف، وتمكن الصيدلي الفرنسي هنري ليرو من عزل مكوناته في عام 1829، بينما اكتشف هيرمان كولبي حمض الصفصاف الاصطناعي في عام 1874، أما الأسبرين الذي نعرفه اليوم، فقد خرج إلى حيز الوجود في أواخر عام 1890 في شكله الحالي، عندما استخدمه الكيميائي فيلكس هوفمان في باير بألمانيا لتخفيف آلام الروماتيزم عن والده، وابتداء من عام 1899، بدأ توزيع مادة على شكل بودرة لهذا العنصر إلى الأطباء لإعطائها للمرضى، وأصبح هذا العقار حديث الساعة، إلى بدأ يباع على شكل أقراص دون وصفة طبية في عام 1915.

لايكفي للوقاية

الى ذلك فان خبر غير سعيد حملته نتيجة دراستين، لمرضى السكري، مفاده أن جرعة الأسبرين الخفيفة التي اعتادوا على تناولها في سبيل الوقاية من الإصابات القلبية، قد لا تمنع حدوث المشاكل القلبية لديهم كما هو معروف لدى غيرهم من الأشخاص، هذه النتائج، لاتتطرق لفوائد الجرعة الخفيفة من الاسبرين على مرضى القلب، إنما تعتمد على دراسة تأثيرات الاسبرين على الأشخاص المصابين بمرض السكري دون حدوث اختلاطات قلبية لديهم بعد، إذ من المعروف أن فرص حدوث مشاكل قلبية تزداد لدى مرضى السكري بصورة عامة"، وهذا لايعني إغلاق الباب تماما، في وجه الاسبرين وفوائده تجاه مرضى السكري، إلا أن قرار وصفه يجب أن يتخذ بناء على حالة كل مريض على حدة"، حسب التقرير الذي نشر في العدد الأخير من مجلة The Journal of the American Medical Association، كما ان إحدى الدراستين أجريت في اليابان، وتضمنت 2539 شخصا من المصابين بمرض السكري من النمط الثاني واستمرت لمدة أربع سنوات تقريب، أما الدراسة الثانية التي نشرت في العدد الأخير من مجلة BMJ، فقد أجريت في اسكوتلندا وتضمنت 1276 بالغا مصابا بأحد نمطي مرض السكري، واستمرت ست سنوات، وكانت النتيجة واحدة، إذ لم يظهر أي إشارة واضحة على أن تناول جرعة خفيفة من الاسبرين قد قلل من استعداد المرضى للإصابة بأمراض قلبية وعائية، ومع ذلك لم ينصح الأطباء القائمون على هاتين الدراستين، بالامتناع عن تناول هذا الدواء بشكل كامل، بل يفضلون أن يترك هذا القرار للطبيب الذي هو وحده له صلاحية وصف الدواء طبيا وعبر وصفة رسمية حتى وإن كان مجرد حبة أسبرين. بحسب السي ان ان.

الأسبرين والسرطان

في سياق متصل تدعم دراسة بريطانية، نتائجها غير قاطعة، بأن فعالية الأسبرين تتعدى كونه مسكن للألم وكواق من أمراض القلب، إذ أنه قد يحمي أيضاَ من بعض أمراض السرطان، وفي دراسة نشرت في دورية "لانسيت" الطبية، شملت 25570 مريضا خلص باحثون إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن السرطان بين أولئك الذين تناولوا جرعات منخفضة من الأسبرين مقدارها 75 مليغراما يوميا قلل خطر الإصابة بالسرطان بنحو 20 في المائة خلال نحو عقدين، وعند النظر في سرطانات معينة،، يبدو أن الأسبرين خفض مخاطر الوفيات جراء سرطان المريء بواقع 60 في المائة، وبسرطان الأمعاء 40 في المائة، وسرطان الرئة بنسبة 30 في المائة،، وسرطان البروستات بنسبة 10 في المائة، وخطر سرطان البروستاتا وفاة بنسبة 10 في المائة، وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، على مدى خمس سنوات، قلل خطر الإصابة بسرطانوقال بروفيسور بيتر روثويل من جامعة أكسفورد في بريطانيا انه رغم أن تناول الأسبرين ينطوي على خطر ضعيف لنزيف المعدة فان ذلك الخطر يتضاءل أمام فوائده في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان ومخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، وتوصلت دراسات سابقة إلى أن تناول الأسبرين يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون أو الأمعاء، وأضاف روثويل في حديث إن الأسبرين يؤثر على النمو المبكر للخلايا السرطانية وقد يقلل من معدل نموها وحتى قد يدفع الخلايا المتحولة إلى التدمير الذاتي، وبدوره، قال الدكتور اد كيم، خبير سرطان الرئة  من "مركز أندرسون للسرطان" التابع لجامعة تكساس، وهو لم يشارك في الدراسة، إن هناك تفسيراً آخراً محتمل هو أن الأسبرين يقلل الالتهاب، بما في ذلك الالتهاب المزمن الذي يمكن أن يؤدي إلى السرطان.وقال كيم انه لن يبدأ شخصياً في تقديم الأسبرين تلقائياً لمرضاه دون مناقشة كافة أوجه المخاطر والمنافع، مضيفاً "هذا البحث لا يثبت بشكل قاطع أن الأسبرين يقي من السرطان"، فهو له محدودياته، على حد زعمه، وخلاصة القول فأن النتائج ليست قاطعة تماما،  ولكن إذا كنت مهتما بتناول جرعة يومية عليك اتباع إرشادات طبيبك. بحسب السي ان ان.

الأسبرين لا ينفع دائما

على صعيد مختلف في الوقت الذي يعتبر الكثير من الناس أن استعمال دواء الأسبرين بمثابة درهم وقاية ضد الإصابات بالنوبات القلبية، أشار أطباء إلى أن هذا الافتراض في غير محله، إذ إنه غير صالح في جميع الحالات وبنفس الجرعات، وأحيانا يكون تأثيره معدوما على بعض الأشخاص، إضافة إلى أنه قد يسبب حدوث نزيف في الجسم، وأشار أطباء إلى أن استعمال الأسبرين عبارة عن سيف ذو حدين، فرغم أنه قادر على مقاومة تخثر الدم، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فإن الجرعات العالية من الدواء الواسع الانتشار، من شأنها أن تزيد من نسبة الإصابة بنزيف داخل الجهاز الهضمي والسكتات الدماغية المتأتية عن حدوث نزيف داخل الجسم، وذكر العلماء أن العلاج عبر تناول الأسبرين، لا يصلح لجميع الحالات، وتاليا رأوا ضرورة أن يقوم المرضى بتجنب أخذه دون استشارة طبية، لأنه إما قد يكون مضرا أو غير فاعل، أو الاثنين معا، بحسب خبراء.فمن جهته يقول مارك جونسون، رئيس الكلية الأمريكية  للطب الوقائي، "لا يمكن أن يتم استعمال الأسبرين بصورة عبثية، بل يجب الانتباه إلى طرق استعماله وضرورتها، فالمسألة في غاية الجدية، وقد يكون لها تبعات خطيرة"، وأكد جونسون أن "فكرة أن يوصف المرء لنفسه أخذ حبة أسبرين في اليوم من تلقاء نفسه هي عملية طائشة، رغم انتشارها الواسع بين الناس". بحسب السي ان ان.

وبين جونسون أن الحل الأفضل لهذه المسألة هو "تناول الأسبرين لللرجال، ما بين 45 و 79 عاما، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن، ما بين 55 و79 سنة، في حالة أن كانت فوائد استعماله، مثل منع حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية، تفوق المخاطر الصحية التي يمكن وقوعها مثل الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي، ونبه إلى أنه بينما يكون أخذ الأسبرين أثناء إصابة أحد الأشخاص بألم في الصدر، أمرا إيجابيا في منع وقوع نوبة قلبية، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق عند الإصابة بالصداع، إذ يمكن أن يسبب نزيفا في دماغ صاحبه، إن لم تتم استشارة طبيب لذلك، ومن وجهة مغايرة، أظهرت دراسة قام بها العالم فرنسيسكو دونتو، بالاشتراك مع ثلاث جامعات أمريكية، إلى أن نحو 20 في المائة من الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين لا يستفيدون منه على الإطلاق، وكشفت الدراسة أنه عندما يتناول الأشخاص الأسبرين دون استشارة الأطباء، وهم يتناولون عقاقير أخرى، قد تتعارض مع، ما يؤدي إلى عدم فعاليته، إضافة إلى أنه يضاعف إمكانية تعرضهم لنوبات قلبية بنسبة أربع مرات.

دراسات مهمة

بدورهم أعلن فريق بحث ألماني أن الصداع النصفي يمكن علاجه بالأسبرين، وتمكن الفريق من إثبات أن الأسبرين قادر على التعامل مع الصداع النصفي بفعالية العقاقير المخصصة نفسها لعلاج هذا النوع من الصداع، ووفقا للبحث، يعتبر الأسبرين بديلاً أقل في السعر وفي الأعراض الجانبية التي يسببها، بينما يعادل مفعوله على المرض مفعول عقار «سماتريبتان» المخصص لعلاجه، ويساعد كل منهما على التخلص من بعض الأعراض مثل الغثيان والحساسية من الضوء، وقال الباحثون إن «الدراسة تهدف إلى بحث تطبيقات الأسبرين من أجل الوقاية من حوادث الأوعية الدموية الدماغية، ومن هناك انتقل إلى الجوانب المتعلقة بالشفاء من الصداع النصفي»، كما أفادت دراسة نشرت في بريطانيا ان بعض الادوية المضادة للالتهابات مثل الاسبرين، يمكن ان تخفف بنسبة 20% من خطر الاصابة بسرطان الثدي، وقالت الدراسة التي نشرت في مجلة «انترناشونال جورنال اوف كلينيكال براكتيس» وتتضمن خلاصة دراسات اجريت على 37 الف امرأة منذ 27 عاما، ان الادوية المضادة للالتهابات التي لا تحتوي على مادة الستروييد يمكنها ان تلعب دورا ايضا في معالجة النساء اللواتي يعانين من سرطان الثدي، ويشدد واضعو الدراسة على ان نصح النساء بتناول الاسبرين دوريا، يجب ان تسبقه دراسات اخرى ضرورية، تحدد ما اذا لم تكن التأثيرات الجانبية لتناول الاسبرين اكثر ارتفاعا من النتائج الايجابية المنتظرة على صعيد الوقاية.  

الى ذلك قال باحثون أميركيون مؤخراً، إن تناول الأسبرين لا يساعد فقط على منع سرطان القولون من معاودة المريض مرة أخرى، ولكنه ايضاً قد يحد من خطر الموت بهذا المرض، ويحتل الاسبرين مركزاً بارزاً في العديد من وصفات التداوي، ويمكن لجرعة يومية صغيرة من الأسبرين أن تقي من الأزمات القلبية والجلطات، وكذلك تبعد الأوجاع والآلام، وتوصلت دراسات أخرى الى أنه يمكن للأسبرين أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، وتظهر أحدث دراسة نشرت في دورية الرابطة الطبية الأميركية أنه قد يمنع الوفاة بسرطان القولون، ودرس الدكتور اندرو تشان من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية طب هارفارد في بوسطن، وزملاؤه تأثير استخدام الأسبرين في 1279 رجلاً وامرأة مصابين بسرطان القولون الذي لم يمتد لأجزاء اخرى من الجسم، ووجدوا أن الذين تناولوا الأسبرين بانتظام بعد تشخيص حالتهم بالإصابة بالسرطان كانوا أقل عرضة للموت بنسبة نحو 30٪، مقارنة بالذين لم يتناولوا الأسبرين، وهؤلاء الأشخاص ايضاً كانوا اقل عرضة للموت لأي سبب آخر بنسبة 21٪ خلال فترة الدراسة التي استمرت لأكثر من عقدين، وقال تشان في بيان «هذه النتائج ترجح أن الأسبرين ربما يؤثر في بيولوجية الأورام السرطانية بالإضافة إلى منع ظهورها»، وقال علماء، إن تناول جرعات قليلة من الأسبرين يقلل خطر الإصابة بأنواع كثيرة من السرطان، وان هناك أدلة قوية تشير إلى أنه ينبغي للأشخاص الذين تجاوزوا سن الـ40 أن يتناولوا الأسبرين يومياً، نوعاً من الوقاية، وستذكي هذه النتائج نقاشاً محتدماً بالفعل حول فوائد الأسبرين، الذي يزيد من خطر حدوث نزيف في المعدة، بنسبة واحد في الألف. بحسب رويترز.

وفي دراسة لثماني تجارب شملت 25570 مريضاً، خلص الباحثون الى أن عدد الوفيات الناجمة عن السرطان بين اولئك الذين تناولوا جرعات منخفضة من الأسبرين مقدارها 75 مليغراماً يومياً كان أقل بنسبة 21٪ اثناء الدراسات، وأقل بنسبة 34٪ بعد خمس سنوات، وتوصلت الدراسة الى أن اكثر السرطانات التي عمل الأسبرين على الوقاية منها، هي سرطانات الجهاز الهضمي، إذ كانت معدلات الوفاة من هذه السرطانات اقل بنحو 54٪ بعد خمس سنوات بين الذين تناولوا الأسبرين بالمقارنة مع اولئك الذين لم يفعلوا ذلك، وقال بيتر روثويل، من جامعة اكسفورد في بريطانيا، انه في حين ان تناول الأسبرين ينطوي على خطر ضعيف لنزيف المعدة فإن ذلك الخطر يتضاءل امام فوائده في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان، ومخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والأسبرين الذي طورته أصلاً شركة «باير» عقار رخيص الثمن يباع عادة للمرضى دون وصفة طبية، ويستخدم في تخفيف الألم والحمى، وتوصلت دراسات سابقة الى أن تناول الأسبرين يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون أو الامعاء.

علاج منقذ للحياة

من جانبه أشار بحث جديد إلى أن الأسبرين يمكن أن ينقذ آلاف الأشخاص سنويا لو أنه استخدم على نطاق أوسع مما هو عليه الآن، وتقدر الدراسة أن أربعين ألف شخص في أنحاء العالم المختلفة يمكن أن تنقذ حياتهم سنويا فيما لو اتبعت هذه الطريقة. وتقول الدراسة إن الأسبرين الذي يستخدم لتخفيف الدم وتقليل الإصابة بالتخثر الدموي، يستخدم أقل بكثير مما يجب في علاج المرضى الذين يعانون من الأزمات القلبية والجلطات الدماغية، ويأمل فريق البحث بأن نتائج بحثهم سوف تساعد على إزالة أي غموض بين الأطباء حول الأسبرين وتأثيراته، وسيقود إلى زيادة في وصف الأسبرين إلى المرضى في المستقبل، وتقول الدراسة إنه على الرغم من أن استخدام الأسبرين معروف في المساعدة في منع الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية فإن الدواء يوصف لأقل من نصف المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض، وعادة ما يوصف الأسبيرن لكل المرضى الذين أصيبوا بأزمة قلبية حادة أو ذبحة صدرية مؤلمة نجمت عن عدم وصول دم كاف لعضلة القلب، وتقول الدراسة الجديدة إن الكثير من المرضى يمكن إنقاذهم عن طريق استخدام الأسبرين بشكل أوسع، ويقول الدكتور كولن بيجنت، وهو كبير الباحثين في الدراسة، إن الدراسة تظهر أن الأسبرين مفيد على نحو أوسع مما يعتقد الآن، وفي العديد من الحالات، ويضيف الدكتور بيجنت أن ما يحتاجه الأطباء هو ضمان وصف الأسبرين أو الأدوية الأخرى المخففة للدم للمرض الذين يحتاجونه، وكان الباحثون قد راجعوا 287 تجارب مختبرية تضمنت مئتي ألف مريض، وقد نسق الدراسة علماء من خدمة الاختبارات السريرية في جامعة أوكسفورد، وتقول مؤسسة أمراض القلب البريطانية إن أحد الأسباب الرئيسية للاسخدام الواطئ للأسبرين ربما يكون نقص الاستشارات الواضحة حول فاعلية الدواء في علاج المصابين بأمراض القلب والشرايين والجلطة الدماغية، ويحذر الباحثون من أن الأسبرين ملائم فقط للذين يعانون من خطر الأزمات القلبية أو الجلطات الدماغية، وينصحون باستشارة الأطباء قبل تعاطي الأسبرين بانتظام، ويقول البروفيسور السير تشارلز جورج، المدير الطبي لمؤسسة أمراض القلب البريطانية إن نتائج هذه الدراسة تؤكد من جديد ما عرفناه لفترة طويلة بأن الأسبرين هو علاج منقذ للحياة يقدم منافع كبيرة لآلاف المرضى، ويضيف أن الأسبرين ليس علاجا للجميع لكن المهم هو أن يقدم لكل الذين يمكن أن يستفيدوا منه، كما تشير الدراسة إلى أنه من غير الواضح إن كان الأسبرين مفيدا للأشخاص العاديين الذين يمكن أن يتعرضوا لخطر الإصابة بأمراض القلب وتخثر الدم. بحسب البي بي سي.

فعال ضد الفيروسات

من جانب اخر تمكن العلماء من تحديد أن بعض الأدوية المسكنّة للالتهابات، مثل الأسبرين، يمكن أن تكون لها القدرة على وقف انتشار بعض الفيروسات الضارة والحد من فعاليتها. يشار إلى أنه من الفعاليات الأخرى المفيدة للأسبرين والمعروفة على نطاق واسع قدرته على تحسين صحة المصابين ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية، ويقول الفريق العلمي الذي وقع على هذا الكشف الجديد، وهو من كلية الطب في جامعة نيوجيرسي الأمريكية، إن هناك دلائل متزايدة على أن الأسبرين قادر على منع تكاثر وانتشار فيروس يعرف علميا باسم سيتوميجالو، أو سي أم في اختصار، ويوجد هذا الفيروس عند الكثير من الناس، وهو خامل في العادة، لكنه يمكن أن يكون نشطا ويهاجم جهاز المناعة في حال ضعفه بسبب تعرض الجسم لفيروس اتش آي في المسبب للأيدز، أو كثرة تعاطي الأدوية الكابحة لرفض الجسم للعضو المزروع، ويقول الباحثون الأمريكيون إن المكونات الكيماوية في الجسم التي تتسبب في التهابات الانسجة لها تأثير حاسم على قدرة هذا الفيروس على إعادة الإنتاج والانتشار، ويبدو حسب الفريق العلمي أن التخفيف من درجة الالتهابات، باستخدام أدوية مثل الأسبرين، يمكن أن يقلل كثيرا من تلك الكيماويات، التي تفرزها الجسم، التي تعرف علميا باسم الـ بروستاجلاندي، ولاحظ العلماء، الذي ينشرون ملخصا لبحثهم في مجلة الأكاديمية القومية الأمريكية للعلوم، أن معالجة نسيج جلد بشري بهذا النوع من الأدوية في المختبر أظهر تراجعا كبيرا في تواجد الفيروس، يذكر أن هناك دلائل علمية قوية تشير إلى أن المرضى الذي تزرع لهم أعضاء ويصابون بفيروس سي ام في هم أكثر عرضة للإصابة لتصلب الشرايين، مقارنة بالمرضى غير المصابين بالفيروس، ويقول البروفيسور بول جريفيس الباحث في فيروس سي ام في كليات الطب بلندن، في تصريحات لبي بي سي اونلاين، إن هناك حاجة لمزيد من البحوث في هذا المضمار، ويشير هذا الباحث إلى أنه على الرغم من عدم فعالية الفيروس بشكل عام، لكنه يمكن أن يكون له تأثير سيئ على بعض المرضى، وخصوصا اولئك الذي تجرى لهم عمليات زرع أعضاء ويتعاطون أدوية لكبح رفض الجسم لها.

للصداع النصفي‏

من جهتها ذكرت دراسة أن حبة الأسبرين قد تكون أفضل علاج لملايين البريطانيين الذين يعانون الصداع النصفي، وذكرت صحيفة «دايلي مايل»، أن الباحثين توصلوا بعد مراجعة 13 دراسة شملت 4222 مريضا، أن استخدام ما بين 900 و1000 ميلغرام من الدواء، شفى بالكامل واحداً من بين أربعة أشخاص، كانوا يعانون الصداع النصفي خلال ساعتين، وتبين أن أعراض الألم التي عاناها نصف هؤلاء وتراوحت ما بين «معتدلة وحادة» خفت بعد تناول العلاج، وقالت الباحثة شينا ديري، التي شاركت في إعداد الدراسة من مستشفى جون رادكليف في أكسفورد، إن «عدداً كبيراً من الناس سيستفيد من تناول الأسبرين»، مشيرة إلى أن «عيار الحبة العادية هو 300 ميلغرام، لذا فإن الجرعة يجب أن تكون ثلاثة أضعاف ذلك»، وأظهرت الدراسة أن تناول الأسبرين مع دواء وقف التقيؤ «ميتوكلوبراميد» مفيد في منع الغثيان، وفائدته تساوي فائدة دواء «سوماتريبان» لعلاج الصداع النصفي والذي يمكن شراؤه من دون وصفة طبية، وأضافت ديري «نصيحتي للذين يعانون الصداع النصفي هي تناول الأسبرين أو أدوية يمكن شراؤها من الصيدليات من دون وصفة طبية كخيار أولي ثم الحصول على أدوية خاصة بالصداع النصفي إذا لم ينفع ذلك»، مشيرة إلى أنها ورفاقها يعتزمون إجراء دارسة على أدوية أخرى مثل إيبوبروفين وبارساسيتامول «لأننا لانزال نجهل مدى فاعليتها في علاج الصداع النصفي»، وختمت بالقول «ليس باستطاعتنا القول ما الأسباب التي تجعل الأسبرين مفيداً لمرضى وليس لغيرهم، فنحن نتفاعل مع الأدوية بطرق مختلفة ولأسباب كثيرة قد يكون بعضها له علاقة بالجينات وغير ذلك». بحسب يونايتد برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آب/2011 - 17/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م