دعوة لحملة تضامنية مع الشاب السعودي خالد الجهني

مهند الحسيني

الجميع ربما يعلم كيف هو حال الحريات الشخصية والعامة في أرض الحجاز، إذ ان ما يجري هناك من قمع وضرب بيد من حديد لكل من يخالف توجهات القائمين على هذه المملكة هو امر ليس بجديد ولا بغريب، حتى ان العالم أجمع أصبح ملماً بما يحدث في مملكة الظلام السعودية بما في ذلك (رعاة الحرية) في أميركا والعالم الغربي المتمدن، فما يجري من تجاوزات وإنتهاكات لحقوق الانسان وبكل وحشية وبشاعة بات من المسلمات التي لا يستطيع اي شخص نكرانها، ومن يحاول فعل ذلك فكإنما يحجب الشمس بغربال متشقق.

لكن ما هزني كإنسان حر هو ما تضمنه مقطع الفيديو الذي بثته محطة الـ BBC * والذي يظهر فيه شاب سعودي نجح في إقتحام سور أمني كثيف متكون من رجال أمن يحملون بايديهم الاسلحة والعصي وهم باللباس العسكري الرسمي وباللباس المدني وسط العاصمة الرياض، وقد صرخ هذا الشاب أمام وسائل الاعلام العربية والاجنبية بكلمة الحق غير مبالٍ بما سيلاقيه على يد زبانية النظام السعودي وجلاوزة وزارة الداخلية التي يترأسها " نايف بن عبد العزيز" المعروف ببطشه وبقسوته مع الخصوم **( وان كان هؤلاء الخصوم هم معارضي رأي وليس فيهم من يطمع بعرش المملكة).

ما عرض في المشهد يكفي لان يهز كل القيم الانسانية ويختصر لنا في الوقت نفسه أي حال وصل اليه الشعب الـ ( السعودي ) التواق للحرية وللديمقراطية مثله مثل بقية كل شعوب العالم، ويبين أيضا كم أن هذا الشعب بحاجة لمن ينقل شكواه وأنينه عبر الفضاء والأثير، فلقد عانوا ما عانوه من ضرب السياط وبطش السيف بعد ان تحكمت فيه ثلة من المتخلفين ( شيوخ الفتوى والمطاوعة) بمقدراتهم ومصائرهم.

فأين العالم الحر من هذه الصورة وأينه مما يجري في السعودية، فجل ما يبغيه الشعب الحجازي هو الحرية التي لم يذق طعمها يوما وهو في داخل أسوار مملكة ال سعود.. والسؤال الأهم:

ترى أين خالد الآن.. وفي اي الدهاليز يقبع وهل لازال فيه رمق من الحياة أم ان سيافي ال سعود إجتزوا رقبته وبتروا أطرافه؟؟!!

ألا يفترض على الوسائل الاعلامية التي تكلم من خلال شاشاتها ومراسليها بكل شفافية وشجاعة ولم يبالي بمصيره المحتوم وهو محاصر من قبل الضباع البشرية بان تنصفه من الجلاوزة وان تطالب بإطلاق سراحه؟؟!!، واخص بالذكر محطة الـ BBC التي صورت وعرضت التقرير، فواجبها المهني يحتم عليها ان تتبني حملة اعلامية وسياسية ضاغطة وبقوة على النظام السعودي لإطلاق سراح "خالد" من معتقلات مملكة الشر السعودية، سيما وهو لم يرتكب اي جرم سوى انه عبر عن رأيه وبكل صدق وامانة وباسلوب حضاري متمدن، فهو لم يتجاوز على الذات الالهية او حتى على الذات الملكية (التي للأسف اصبحت في عالمنا العربي قداستها توازي القداسة الالهية)، ولم يسرب معلومات فيها مس لـ (سلامة المملكة) وأمنها القومي والخ الخ من المصطلحات المستخدمة في قاموس المؤسسات الامنية العربية.

نعم.. كل ما طلبه " خالد " هو الحرية له ولأطفاله المرضى الذين اهمل النظام السعودي المتخم بالبترودولار علاجهم، في الوقت الذي يبعثر فيه أفراد عائلة ال سعود ومشايخهم المراهقين الاموال على تافه الامور واسخفها.

وأدعو جميع الزملاء والاخوان للمساهمة في حملة تواقيع مكثفة تطالب بنشر الإصلاحات الديمقراطية في بلاد الحجاز للحد من هذه الممارسات القمعية واللا إنسانية.

 ولكي يدرك العالم الحر بان الكيان السعودي هو أولى من غيره بالتغيير والإصلاح الاجتماعي والسياسي باعتباره بؤرة الدكتاتوريات العربية واساس الإضطرابات وحوادث الإرهاب التي شهدتها المنطقة سواء في العراق ولبنان ومصر والجزائر وسوريا، وما شهدته اوربا من حوادث تفجير وتخريب، علاوة عما يحدث من غليان طائفي غير مسبوق في الخليج العربي، فما يحرك السياسة السعودية هو التبشير بالمنهج والفقه الدموي المتطرف والذي ساهم بنشر كل العنف الحاصل في المعمورة كما ذكرنا آنفا.

كما وأناشد كل الاحرار والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع الاصقاع للمشاركة في هذه الحملة للضغط على النظام السعودي القمعي بإطلاق سراح " خالد الجهني" كي يعود لعائلته وأطفاله ولكي يثق بمصداقية المعنيين بحقوق الانسان، سيما وان هذه المصداقية أصبحت في هذه الايام على المحك بعد أن خضعت هي الإخرى لمبدأ الإنتقائية والازدواجية.

muhannadalhusynni710@gmail.com

...........................................

المرفقات :

· مقطع فديو بظهر فيه الشاب السعودي خالد الجهني (المعتقل حاليا ) وهو يتكلم امام عدسات الاعلام عن واقع الحريات في السعودية في وسط العاصمة الرياض.

http://www.youtube.com/watch?v=CbZQBTucdoI&feature=player_embedded

· وثيقة سعودية،تثبت بإعطاء وزير الداخلية الاوامر بإطلاق النار على من ينوي الخروج بمظاهرات داخل المملكة.

http://im9.gulfup.com/2011-08-13/1313198979391.jpg

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/آب/2011 - 15/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م