
شبكة النبأ: ستة اشهر ولا تزال الثورة
الليبية عاجزة عن اساقط نظام القذافي المتحصن في العاصمة الليبية
طرابلس، فيما باتت فاتورة القتال تزداد كلفة يوما بعد يوم مع استمرار
المعارك الشرسة بين الطرفين.
ويتهم قادة الثورة في اغلب الاحيان حلف النيتو بإتباعه سياسة مشبوهة
في دعمه المعلن للثوار، وتبنيه إستراتيجية بأجندات خاصة قد لا تمثل
بشكل فعلي مصالح الشعب الليبي الثائر.
وعلى الرغم من الحصار الذي يتعرض له القذافي محليا ودوليا، الا ان
نهاية سريعة تقوض نظام حكمه لا تزال بعيدة المنال وفق الوقائع
الميدانية للحرب الدائرة. في حين لعب الاضطرابات الاخيرة في صفوف
الثوار دورا سلبيا كما يرى المتابعين، وهو ما يعزز بقاء القذافي لفترة
اطول في حكمه الذي بات محدودا على الاراضي الليبية.
35 ألف قتيل
فقد أكد اللواء عبد المنعم الهوني، ممثل المجلس الانتقالي الليبي في
القاهرة، ان نظام العقيد معمر القذافي اقترب من النهاية، بعد سيطرة
الثوار على معظم أرجاء البلاد، وتم حصر القذافي وكتائبه في العاصمة
طرابلس.
وكشف الهوني في حوار مع صحيفة «المصري اليوم» نشرته امس حجم الخسائر
المادية والبشرية الباهظة في ليبيا، واوضح ان القتلى تجاوزوا 35 ألف
قتيل، اضافة الى عشرات الآلاف من المصابين، فيما تجاوزت الخسائر في
البنية التحتية والمنشآت 240 مليار دولار.
وشكك الهوني، الذي كان يشغل منصب مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة
الدول العربية قبل ان ينشق عن نظام القذافي ويقرر الانحياز للثوار، في
النوايا الحقيقية لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تتدخل لدعم
الثوار والقضاء على كتائب القذافي، وقال: «القوات الغربية تدير الحرب
وفقا للأجندة الخاصة بها، وليس وفقا لأجندة الثوار الليبيين».
ولم يستبعد الهوني ان يطالب حلف الاطلسي الثوار بدفع فاتورة الحرب،
الا أنه قال:»الحمد لله امكانياتنا تسمح بأن ندفع هذه الفواتير، حينما
يفرجون عن أموالنا لديهم»، وأوضح ان الأموال «التي أعلنوا عنها حتى
الآن وتم تجميدها تتجاوز 135 مليار دولار، وهناك تقديرات عن حوالي 50
الى 60 مليار دولار».
وحول الموقف المصري من ثورة ليبيا، قال: «الشعب المصري وقف معنا بكل
امكانياته وقدم لنا كل ما يحتاجه اخوانه في المنطقة الشرقية (من ليبيا)،
الا ان الموقف الرسمي المصري كان به تردد وكان موقف مراقب أكثر منه
موقف مساعد، ولكننا لا نريد ان نثقل عليهم أو ان نطلب منهم شيئاً قد
ينعكس على أشقائنا المصريين في ليبيا، لأن هذا النظام (طاغوتي) ومن
الممكن ان يتخذ ردود أفعال مضادة للمصريين المقيمين في ليبيا».
وعما حدث لرجل الدين الشيعي موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا مع
مرافقيه قبل ما يقرب من ثلاثين عاما، قال الهوني: «حدث نقاش بين
القذافي والصدر أثناء زيارة الأخير ومرافقيه ليبيا، وكما تعلمون فان
القذافي يدعي المعرفة بكل الأمور السياسية والدينية، وأثناء اللقاء
تطرق القذافي الى العقيدة الشيعية وشكك فيها، فكان رد الامام موسى
الصدر قاسيا، واتهم القذافي بالجهل بعلوم الدين الاسلامي بشكل عام،
سواء فيما يخص المذهب الشيعي أو المذهب السني، فشتمه القذافي واعتدى
عليه فرد عليه الصدر الشتيمة واتهمه بالخيانة والعمالة، فطلب القذافي
تصفية الامام ومرافقيه وفعلا تم احضارهم بعدها بعدة أيام، وتمت تصفيتهم
في حضور القذافي في جريمة لا يتصورها أي انسان». بحسب الوكالة
الالمانية للانباء.
وكشف الهوني عن ان الثوار يحصلون على %90 من السلاح الذي بحوزتهم
كغنائم من قوات القذافي أثناء الاشتباكات، كما ان قوات القذافي التي
تخرج عليه وتنضم للثوار تأتي ومعها أسلحتها، «وذلك يحدث بشكل يومي».
القذافي لا يزال قويا
من جهته قال ضابط بالمخابرات الليبية ألقت المعارضة المسلحة القبض
عليه ان نحو 70 في المئة من الليبيين في طرابلس معقل الزعيم معمر
القذافي ما زالوا يؤيدونه وانه ليس معرضا لخطر السقوط قريبا.
وقال العميد الهادي العجيلي الذي وصف نفسه بأنه عضو في جهاز
المخابرات الليبي ان معظم مناطق طرابلس هادئة مضيفا أن هناك بعض
المعارضة للقذافي لكنه يعتبر أنه في أمان.
وقال العجيلي (54 عاما) وهو اب لستة ابناء ألقت المعارضة القبض عليه
وهو يرتدي ملابس مدنية خلال توغلها شمالا نحو بلدة الزاوية على بعد 50
كيلومترا غربي طرابلس ان القذافي لا يزال يتمتع بدعم القبائل ذات
النفوذ ولا يزال قويا جدا.
ويتشبث القذافي بالحكم على الرغم من حملة القصف الجوي التي يشنها
حلف شمال الاطلسي منذ خمسة اشهر وتشديد العقوبات الاقتصادية والحرب
الطويلة ضد المعارضة التي تحاول انهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما.
وسيطرت المعارضة على مناطق كبيرة من ليبيا لكنها تعاني من انقسامات
عميقة وتفتقر للخبرة.
وسمح لرويترز بالحديث الى العجيلي الذي تم نقله في شاحنة صغيرة داخل
مبنى خرساني صغير في قرية شلغودة بعد قليل من القاء القبض عليه. وبدا
العجيلي رابط الجأش ومتحديا.
وتكررت مقاطعة المعارضين الغاضبين للمقابلة للتنديد بالقذافي الذي
حكم ليبيا لاكثر من 40 عاما.
وقال العجيلي ان هناك معارضة للقذافي في بعض مناطق طرابلس مثل
تاجوراء وسوق الجمعة وأشار الى أنه سمع بوجود مظاهرات هناك ووصف هذا
بأنه مشكلة. وأضاف أن الحكومة تتعامل معها وحين يخرج الناس عما هو
مسموح به يعتقلون.
وحين سأله أحد أعضاء المعارضة كيف يستطيع أن يفعل هذا بابناء بلده
ابتسم العجيلي وقال ان الحقيقة أنه لا توجد مشاكل في ليبيا. وأشار الى
أنه تم القاء القبض عليه حين كان يقود سيارته من طرابلس الى بلدة نصر
التي تقول المعارضة انها سيطرت عليها. وقال العجيلي وهو يفحص كل مقاتل
من المعارضة يدخل المبنى انه مجرد مسؤول اداري.
لكن احد مقاتلي المعارضة صاح فيه قائلا "قل الحقيقة" وعرض وثيقة
وقعها العجيلي تفوض بالقيام باعتقالات.
وقال العجيلي انه تم ارساله الى نصر للمساعدة في الاشراف على عملية
الحكومة في مواجهة تقدم المعارضة نحو الزاوية التي شهدت انتفاضتين
فاشلتين ضد القذافي خلال الانتفاضة المستمرة منذ ستة اشهر.
وينتمي الكثير من المعارضين الذين يشاركون في التقدم نحو الزاوية
للبلدة. وتوقع العجيلي قتالا شرسا غير أنه أشار الى أن قوات القذافي
غير مزودة بأسلحة ثقيلة هناك.
وقال العجيلي ان القذافي له اكثر من الف رجل هنا وأغلبهم من
المجندين وتابع أن الزعيم الليبي يحشد رجاله هناك منذ بدأت المعارضة
التحرك. وقال له أحد المعارضين "لا تكذب. انت تعلم بوجود مرتزقة افارقة
هناك."
وينفي القذافي الاستعانة بمرتزقة. ويأمل معارضوه أن يسقط في مواجهة
القصف الجوي لحلف الاطلسي وتقدم وحدات المعارضة والانشقاقات والعزلة
الدولية.
لكن العجيلي قال انه لا توجد مؤشرات على تعرض الزعيم لخطر فقد زمام
سيطرته على الحكم قريبا. وأضاف أن القذافي معرض للخطر لكن اسقاطه سيكون
صعبا لان القبائل اساسية وهو يتمتع بدعمها.
وبدا العجيلي مسترخيا. وفي احدى المراحل قدمت له عناصر المعارضة
عصير التفاح. لكن بعد ذلك ببضع دقائق بدأ يتصبب عرقا حين اتهمه معارض
بأنه يصف المقاتلين "بالجرذان" وهو التعبير الذي يستخدمه القذافي
لوصفهم. وأقسم العجيلي انه لم يقل هذا.
يتبادلون السباب على الجبهة
الى ذلك لم يكتف مقاتلو المعارضة وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي
بتبادل القصف الصاروخي على الجبهة في بلدة بئر الغنم الاستراتيجية يوم
الاربعاء لكنهم تبادلوا أيضا السباب والشتائم.
وصاح أحد مقاتلي المعارضة قائلا "يا حيوان .. يا حثالة" عندما تمكن
رفاقه من الدخول على تردد الاتصال اللاسلكي لقوات الزعيم الليبي. ورد
عليه جندي من القوات الحكومية "يا كلب. يا جرذ. لقد بعتم بلدنا."
وسيطرت المعارضة على البلدة يوم السبت مُنهية أسابيع من الجمود على
هذه الجبهة من جبهات الحرب في ليبيا. وتنوي المعارضة الزحف نحو العاصمة
طرابلس معقل القذافي على بعد نحو 80 كيلومترا الى الشمال.
وشنت قوات القذافي هجمات بصواريخ جراد على مواقع المعارضة في البلدة
الصغيرة بوسط الصحراء وردت قوات المعارضة باطلاق الصواريخ ونيران
البنادق الآلية. ويصف القذافي معارضيه بالجرذان ويقول انهم مجرمون
تحركهم القاعدة.
وتصاعد الدخان الابيض الكثيف على حافة بئر الغنم خلال القتال.
وتنتشر قوات القذافي في أيكة من الأشجار على طرف البلدة وقامت بعدة
عمليات استطلاع للبلدة.
وتقول المعارضة انها تخطط لمهاجمة قوات الحكومة التي تسيطر على بلدة
الزاوية القريبة والتي تقع على بعد 50 كيلومترا الى الغرب من العاصمة
وهي موطن الكثير من مقاتلي المعارضة الذين ينتشرون الان في الصحراء.
وتتوافد تعزيزات المعارضة من المقاتلين في عربات جيب مسلحة بالمدافع
المضادة للطائرات على بير الغنم بينما تواصل قوات القذافي ضغطها. وفي
الوقت الذي هزت فيه الانفجارات البلدة كان التراشق بالسباب يحتدم عبر
الاتصالات اللاسلكية في المنطقة.
وقال أحد مقاتلي المعارضة لجندي من قوات القذافي "أي شخص يتبع
القذافي هو نملة ولهذا فأنت نملة".
المعارضة ترتب البيت
على صعيد متصل أقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي
الذي يمثل المعارضة الليبية أعضاء حكومته في محاولة لاستعادة الثقة في
المجلس بعد تضررها من مقتل اللواء عبد الفتاح يونس قائد القوات
العسكرية للمعارضة.
أقال عبد الجليل أعضاء اللجنة المركزية المؤلفة من 14 عضوا بعد أن
حملهم مسؤولية أخطاء مرتبطة باغتيال يونس. وفي حين ان عملية اغتيال
يونس حتمت اتخاذ قرار الا ان عبد الجليل انتهز هذه الفرصة للتخلص من
أعضاء الحكومة الذين لا يبلون بلاء حسنا وتعيين لجنة تنفيذية أكثر
فاعلية.
قتل يونس يوم 28 يوليو تموز بعد أن احتجتزه أطراف من المعارضة
لاستجوابه. وربط زعماء المعارضة بين قتله وعناصر موالية للزعيم الليبي
معمر القذافي لكن هناك تكهنات منتشرة بأن خصوما في معسكر المعارضة ربما
كانوا مسؤولين.
وجاء حادث الاغتيال بينما كان المجلس الوطني الانتقالي يحصل على
اعتراف دولي متزايد وزاد من مخاوف الدول الداعمة للمعارضة في الغرب
منها الولايات المتحدة التي أبدت خيبة أملها من افتقار صفوف المعارضة
للوحدة وتوترها من نفوذ الاسلاميين. وطلبت هذه الدول من المعارضة أن
ترتب البيت من الداخل.
وقال محلل على علم بالاتصالات بين المعارضة والدول الغربية الداعمة
عن مقتل يونس "كان سوء ادارة هائل." ويقول محللون ان الجزء الاولي من
التحقيقات انتهى كما أن اقالة الحكومة يعني الاعتراف بأن هناك بعض
الاخطاء الاجرائية والقبول ببعض المسؤولية بصفة عامة.
كانت هذه الخطوة تهدف ايضا الى ابراز الالتزام بالديمقراطية
والشفافية واظهار الاستعداد للتصرف لاصلاح المشاكل.
وقال عمر شلبي وهو مدير لمركز للابحاث السياسية في جامعة قاريونس في
بنغازي مقر المعارضة "نتمنى ان يصلح هذا (التصرف) الأوضاع." وأضاف "انهم
يريدون أن يظهروا أنه في حالة وجود خطأ ما فسوف يغيرونه." بحسب رويترز.
وقال عاشور الشامس وهو ناشط ليبي معارض مقيم في لندن أن رئيس المجلس
الوطني الانتقالي لم يكن راضيا عن أداء أعضاء اللجنة التنفيذية منذ
فترة. وبعد ذلك اغتيل يونس.
وقال الشامس "كانت هذه القشة التي قصمت ظهر البعير... كان هناك
الكثير من الانتقاد للمجلس وأقلق هذا السيد عبد الجليل ودفعه الى اقالة
الحكومة." وقال انه يأمل أن تكون اللجنة التنفيذية الجديدة أكثر كفاءة
وأضاف "في الماضي اختاروا الناس على أساس عشوائي... كان بعضهم غير
ملائم للوظائف التي كلفوا بها." وانشق يونس الذي كان وزيرا للداخلية في
نظام القذافي وانحاز لصفوف المعارضة عقب بدء الانتفاضة في فبراير شباط.
وطالب أقاربه وانصاره ومنهم شيخ قبيلته باجراء تحقيق كامل وشفاف في
حادث اغتياله. وكرروا هذا المطلب بعد اقالة الحكومة التي شملت مسؤولين
عن الدفاع والداخلية. وقال أقارب يونس في بيان انهم يصرون على تقديم
المسؤولين عن الاغتيال إلى العدالة أيا كانت مكانتهم أو مناصبهم.
واحتفظ رئيس الوزراء في حكومة المعارضة محمود جبريل بمنصبه وسيرشح
تشكيلا جديدا ويقدمه الى المجلس الوطني الانتقالي للموافقة عليه.
وقال محلل إن عزل الحكومة بأكملها كان طريقة مقبولة للتخلص من عدد
محدود من الاشخاص دون استهدافهم على سبيل التحديد. ومن المتوقع عودة
الكثير من أعضاء الحكومة الى مناصبهم وستراقب شركات النفط الوضع عن كثب
لمعرفة ما اذا كان علي الترهوني الذي يتولى قطاع النفط سيحتفظ بمنصبه.
ويمضي جبريل وقتا كبيرا في الخارج مما يثير احباط الدول الغربية
والمطلوب منه ان يعيد تركيز جهوده على تنظيم المعارضة.
وقال شمس الدين عبد المولى وهو المدير الاعلامي للمجلس الوطني
الانتقالي لرويترز في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن على جبريل العودة الى
بنغازي والبقاء هناك وادارة الامور من هناك. واعترفت نحو 30 دولة
بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي.
السفارة الليبية في لندن
من جانبهاقالت وزارة الخارجية البريطانية ان دبلوماسيين اختارهم
المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا تولوا أمر سفارة بلادهم في
لندن بعد طرد الدبلوماسيين الموالين للزعيم معمر القذافي.
واعترفت بريطانيا بالمجلس باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب
الليبي في اواخر يوليو تموز وقالت انها ستستقبل بعثة دبلوماسية ليبية
جديدة من المعارضة. قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان "المجلس
الوطني الانتقالي هو سلطة الحكم الشرعية الوحيدة في ليبيا. ولذلك فمن
الصواب ان يكون ممثلوهم الان في السفارة الليبية."
وذكرت صحيفة التايمز ان حكومة القذافي تزمع رفع دعوى قضائية لطرد
الدبلوماسيين الجدد من السفارة. وقالت ان محامي القذافي يسعون أيضا
للطعن في اعتراف بريطانيا بالمعارضة ومنع بريطانيا من استخدام ارصدة
الحكومة الليبية المجمدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية
انه لا يعلم بأي اجراءات قانونية من هذا القبيل ضد الحكومة البريطانية.
وقال المجلس الوطني الانتقالي في بيان أرسل عبر البريد الالكتروني
ان عددا من أسر ضحايا الحرب في ليبيا سترفع عصر يوم الثلاثاء علم
المعارضة بألوانه الاحمر والاسود والاخضر على السفارة التي تقع في
منطقة بلجرافيا. وكان العلم الاخضر الخاص بحكومة القذافي يرفرف فوق
مبنى السفارة حتى مطلع الاسبوع عندما تم انزاله.
وقال محمود الناكوع القائم بالاعمال الجديد في بيان "اعادة فتح
السفارة الليبية ترمز الى المدى الذي وصلنا اليه. تمثل السفارة الحكومة
الشرعية لليبيا ومن هذا المنطلق سنخدم كل الجالية الليبية بغض النظر عن
الانتماءات السياسية."
مرتزقة من اسكتلندا وأيرلندا
في حين قال التلفزيون الليبي الرسمي ان رئيس الوزراء البريطاني
ديفيد كاميرون استخدم "مرتزقة من اسكتلندا وأيرلندا" للتصدي لاعمال
الشغب في انجلترا. وقال البرنامج الصباحي للتلفزيون الليبي في نبأ عاجل
"ثوار بريطانيا على مشارف ليفربول في معارك كر وفر مع كتائب كاميرون
ومرتزقة من أيرلندا واسكتلندا... الله أكبر."
وتهاجم طائرات وسفن حربية من بريطانيا وعدة دول أخرى في حلف شمال
الاطلسي قوات الزعيم الليبي معمر القذافي منذ شهور لمنعه من قصف مدن
المعارضة الليبية والمعارضين الساعين للاطاحة به. ويتهم القذافي بجلب
مرتزقة أفارقة في الاغلب لمحاربة المعارضين.
وكان حديث التلفزيون الليبي الرسمي عن المرتزقة في بريطانيا جزءا من
برنامج صباحي يهدف الى زيادة التأييد للقذافي. وقال مقدم البرنامج ان
هذه الاحتجاجات في بريطانيا "ليست احتجاجات من صنيعة المخابرات
الخارجية" مقارنا بين الاضطرابات في بريطانيا والحملة العسكرية التي
تقول طرابلس انها مخطط أجنبي للاطاحة بالحكومة الليبية المشروعة.
وردت الحكومة الليبية يوم الخميس على انتقاد الغرب لها وقالت ان
كاميرون "فقد شرعيته ويجب ان يرحل" وهذه هي الصيغة التي استخدمتها لندن
وواشنطن وباريس للمطالبة برحيل القذافي عن السلطة بعد 41 عاما من حكم
ليبيا.
هواتف الثريا والجواسيس
من جهة أخرى حذرت ليبيا أن أي مواطن يتضح أنه يستخدم هواتف الثريا
المحمولة المتصلة بالاقمار الصناعية دون تصريح سيعامل كجاسوس يعمل
لصالح حلف شمال الاطلسي. وقالت وكالة الجماهيرية للانباء- وكالة
الانباء الليبية الرسمية- ان من يستخدم هواتف الثريا دون تصريح سيتهم
بالتعاون مع العدو وقد يواجه عقوبة الاعدام. وأضافت الوكالة "أي مواطن
يملك جهازا من نوع الثريا لابد وأن يحمل معه ترخيصا باستخدامه وفقا
للقوانين واللوائح المرعية. ومن يخالف ذلك سيعاقب وفقا للقانون الذي
يجرم التخابر مع العدو أثناء الحرب والذي قد تصل عقوبته الى حد الاعدام."
وتابعت الوكالة "نظرا لقيام جواسيس من الخونة عملاء حلف الناتو (الاطلسي)
الصليبي بابلاغ هذا الحلف باحداثيات بعض المواقع عن طريق جهاز هواتف
الثريا ليقوم الصليبيون بقصفها مما أدى الى سقوط عدد كبير من المدنيين."
ويقع مقر شركة الثريا للاتصالات الفضائية في امارة أبوظبي التي تقول
ليبيا انها وقطر تساعدان في تمويل حركة المعارضة التي تسعى للاطاحة
بالزعيم الليبي معمر القذافي.
وتستخدم وسائل الاعلام الاجنبية أجهزة هواتف الثريا على نطاق واسع
في الحالات التي تكون فيها الاتصالات العادية معرضة للتعطيل وسيطرة
الدولة. وشركة اتصالات الاماراتية من كبار المساهمين في شركة الثريا.
مرفأ البريقة النفطي والمصفاة
في سياق متصل اعترف متحدث باسم المعارضة الليبية بأن قوات الزعيم
الليبي معمر القذافي ما زالت تسيطر على المرفأ النفطي والمصفاة في
ميناء البريقة الشرقي الاستراتيجي رغم التقدم الذي أحرزه مقاتلو
المعارضة.
ويشتبك الجانبان منذ عدة أشهر للسيطرة على البريقة التي تبعد 750
كيلومترا الى الشرق من طرابلس. ويرى المعارضون ان تأمين البلدة يعد
نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ نحو ستة أشهر ويأملون في استئناف
صادرات النفط من هناك في اسرع وقت ممكن.
وقال مقاتلو المعارضة انهم استولوا يوم الخميس على جزء من مدينة
البريقة النفطية بينما تحاول قوات المعارضة في الغرب التحرك صوب
الزاوية في مسعى للزحف نحو العاصمة طرابلس معقل القذافي.
وقال محمد الزواوي المتحدث باسم المعارضة للصحفيين ان الدخول الى
المدينة ليس آمنا بعد. وتقع الاحياء السكنية التي دار فيها القتال على
بعد نحو 15 كيلومترا الى الشرق من الميناء والمرفأ النفطي. وأضاف ان
المعارضة تحاول الان تطهير المنطقة وان هناك بعض قوات القذافي التي
تطلق الصواريخ على المدينة.
ويتشبث القذافي بالسلطة رغم الحملة الجوية التي تشنها طائرات حلف
شمال الاطلسي منذ ما يقرب من خمسة أشهر ورغم العقوبات الاقتصادية
المشددة ورغم حرب ممتدة مع قوات المعارضة التي تسعى للاطاحة بحكمه
المستمر منذ 41 عاما.
وسيطرت المعارضة على مناطق كبيرة من الاراضي الليبية لكنها منقسمة
على نفسها بشدة وتفتقر الى الخبرة والمكاسب التي حققتها في الشرق يوم
الخميس تكسر جمودا استمر عدة اسابيع.
وفي غرب ليبيا زحفت قوات المعارضة المتمركزة في المنطقة شمالا نحو
بلدة الزاوية بالقرب من ساحل البحر المتوسط في محاولة للوصول الى نقطة
تدخل العاصمة طرابلس في نطاق مرمى أسلحتها لكنها لم تتقدم عن المواقع
التي كانت متمركزة فيها يوم الخميس. وانتفضت الزاوية ضد القذافي مرتين
هذا العام دون جدوى.
وقال مقاتلو المعارضة انهم وصلوا الى منطقة بئر شعيب التي تبعد
حوالي 25 كيلومترا عن الزاوية وهي بلدة تقع على مسافة تقل عن 50
كيلومترا الى الغرب من طرابلس معقل القذافي على الطريق السريع المؤدي
الى تونس والذي كان شريان الحياة لليبيا.
وقال مقاتل من المعارضة اسمه فارس "تقدمنا عبر قرية ناصر وفي الوقت
الراهن نحن على بعد نحو 25 كيلومترا من الزاوية".
ومعركة الغرب واحدة من ثلاث جبهات كبيرة منفصلة للمعارضة ضد قوات
القذافي. وفي الشرق حول ميناءي مصراتة والبريقة تعثر القتال في
الاسابيع الاخيرة بينما تقدم مقاتلو المعارضة في الغرب.
ومقاتلو المعارضة في الجبل الغربي لا يعملون كقوة واحدة لان كل بلدة
أو قرية لها قيادتها الخاصة بها. لكن عندما يجتمعون معا للقيام بعمليات
كبيرة يمكنهم حشد قوة تضم بضعة الاف من المقاتلين.
وقوات المعارضة غير مدربة جيدا وتفتقر للاسلحة الثقيلة رغم شحنة
اسلحة فرنسية تم اسقاطها من الجو في وقت سابق هذا العام ولا يعتقد معظم
المحللين أن المعارضين قادرون على السيطرة على طرابلس. وهدفهم الفوري
هو الزاوية التي ثارت مرتين ضد حكم القذافي منذ فبراير شباط.
وقال مسؤول بريطاني انه في مسعى لاهالة الضغوط الاقتصادية والعسكرية
على القذافي تستعد عدد من الدول لان تعلن الاسبوع القادم تحرير أصول
ليبية مجمدة لصالح المعارضة.
وقال المسؤول "على الرغم من صعوبة التكهن بمتى سيحدث هذا من السهل
رصد الضغوط تتراكم على القذافي والمسألة مسألة وقت قبل ان يجبر على
التخلي عن السلطة."
وعطلت العقوبات الدولية والصراع الدائر في ليبيا وصول امدادات
الوقود المعتادة الى المناطق التي يسيطر عليها القذافي.
تونس وتهريب الوقود
فيما قالت تونس ان قواتها تحرس محطات الوقود للحد من تدفق البنزين
المهرب الى ليبيا المجاورة وهي تجارة تساعد الزعيم الليبي معمر القذافي
على التشبث بالسلطة.
وعطلت العقوبات الدولية وآثار الحرب الاهلية في ليبيا امدادات
الوقود العادية الى مناطق في البلاد لا تزال خاضعة لسيطرة القذافي ولكن
رغم ذلك هناك كميات كبيرة من البنزين يجري تهريبها عبر الحدود الليبية
التونسية.
وقال مختار بن نصر وهو مسؤول في وزارة الدفاع التونسية في مؤتمر
صحفي ان القوات المسلحة التونسية تقوم بالتفتيش على محطات الوقود في
جنوب تونس في أماكن مثل تطاوين وبن جردان ورمادة كي تتأكد أن لا
التونسيين ولا الليبيين يتزودون بكميات كبيرة من الوقود. وأضاف أن
الهدف من هذا التفتيش هو منع تهريب السولار والبنزين الى ليبيا.
وقالت الشرطة التونسية يوم الاربعاء انها ضبطت خمس سيارات صهريج
مملوءة بالوقود المهرب كانت في طريقها الى مناطق خاضعة لسيطرة القذافي.
وتعتقد الحكومات الغربية التي تسعى لإنهاء حكم القذافي المستمر منذ
41 عاما أن امدادات الوقود حيوية لقدرة القذافي على التشبث بالسلطة.
وبسبب حصار بحري يفرضه حلف شمال الاطلسي والعقوبات التي تمنع التجار من
التعامل مع الشركات الليبية والافراد المُدرجين على القوائم السوداء من
الصعب للغاية على حكومة القذافي الحصول على الوقود بوسائل مشروعة.
ومع هذا تساهم شبكات التهريب في سد العجز. وتشتري ليبيا البنزين من
السوق السوداء في تونس ومعظمه مُهرب من الجزائر المجاورة ثم ينقل عبر
الحدود الى ليبيا.
ولم يتوافر حتى أدلة تذكر على أن السلطات التونسية تتخذ إجراء صارما
ضد التجارة غير الشرعية مع ليبيا. ويوفر المهربون مصدر دخل لبعض
المجتمعات ويشكلون بالتالي جماعة مصالح قوية.
ومن المحتمل أيضا أن يؤثر أي حظر شامل على تهريب الوقود على
المعارضين الذين يحاربون القوات الموالية للقذافي. ويعتمد المعارضون في
الجبل الغربي قرب الحدود مع تونس والذين يسعون للزحف نحو طرابلس على
الوقود المهرب عبر معبر حدودي صحراوي خاضع لسيطرتهم. |