بريطانيا... جيل ضائع ينتفض على امبراطورية ضائعة

شبكة النبأ: من هي بريطانيا الحقيقية هذه الايام فقد كشفت اعمال الشغب الاخيرة عن وجه آخر للامبراطورية العتيدة اشعلها جيل ضائع لامبراطورية ضائعة لازالت غارقة في اوهام عظمتها، فاليوم تعيش بريطانيا حربا جديدة في سياق تاريخها التليد لكن هذه المرة في داخل اراضيها ومن قبل ابنائها الغاضبين.

حيث يقول مؤرخون إن شهر أغسطس مناسب لشن الحروب، وما حدث في بريطانيا كان حرباً. وعندما يفتح المرء التلفاز ويرى صور السيارات، والمباني المحترقة، والاشخاص الذين يقفزون من المباني، وكذلك الناس الذين يخشون على أنفسهم السير في الشوارع، وعندما يرى المرء ظل رجال الشرطة وهم يرتدون خوذهم ويلوّحون بدروعهم، والمشاغبين الذين يلوّحون بقضبان الحديد، فإن ذلك أقرب ما يكون إلى الحرب. وعندما تتحدث مع اصدقائك وتجد أنهم لا يجرؤون على مغادرة بيوتهم مع أطفالهم، لان الشارع أصبح كأن انفجاراً وقع فيه، وعندما يقول لك أصدقاء إنهم لا يجرؤون على فتح أبواب منازلهم، لان الذين يقومون باعمال الشغب اصبحوا ينهبون كل ما يصادفونه، يبدو الامر كأنه نهاية شيء وبداية آخر، ويبدو أنه نهاية إمكانية نهوض المرء صباحاً والذهاب الى عمله بأمان، والقيام به بأمان عندما يكون موجوداً فيه. كما ينقل تقرير لصحيفة الـ إندبندنت البريطانية.

وتوجد 169 عصابة في لندن، منها 22 في منطقة هاكني وحدها، وهؤلاء نشأوا وترعرعوا في مناطق معظم سكانها بلا عمل، كما إنهم أنفسهم لا آباء لهم، وغالبا ما يكونون غير متعلمين وغير مؤهلين، ولا يحملون طموحاً، الذين يشعرون بان هناك منطقة صغيرة في العالم يمكنهم السيطرة عليها، وبسبب هؤلاء الاطفال الذين لايتجاوز عددهم 2000 طفل، الذين يحملون المسدسات والسكاكين، ونظراً الى اننا بحاجة الى أكثر من التقارير للتخلص من «العنصرية الممؤسسة»، للتخلص منها، فانك لن تستطيع السير في الشوارع بسلام، إذا كنت أسود، دون ان يتم توقيفك وتفتيشك.

وتشهد الاحياء في أنحاء العاصمة حملات مكثفة لازالة قطع الزجاج والطوب والزجاجات وحطام المباني بينما استعادت تعزيزات من الشرطة السيطرة على الشوارع من الشبان الذين نسقوا لعمليات نهب عبر الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وامتدت أعمال الشغب -وهي الاسوأ في بريطانيا منذ عقود- الى أحياء في أنحاء لندن كما اندلعت ممارسات مماثلة في بريستول في الجنوب الغربي وبرمنجهام في الوسط وميناء ليفربول في الشمال الغربي.

وفي وقت متاخر يوم الاثنين ومع انحسار العنف انطلقت سيارات مكدسة ببضائع منهوبة بأقصى سرعة في شوارع لندن. وتحدث شهود عن حالات سرقة سيارات.

وفي حي وولويتش الفقير بشرق لندن تناثرت قطع الزجاج المهشم وتحطمت واجهات المتاجر وامتلات الشوارع بالبضائع المسروقة وتماثيل عرض الازياء.

وقالت الشرطة انها ألقت القبض على 334 شخصا في لندن ونحو 100 في برمنجهام. بحسب رويترز.

وفي مرحلة من المراحل قال فريق الاطفاء في لندن انه لم يعد لديه ما يكفي من سيارات الاطفاء لمواجهة الحرائق التي أشعلها مثيرو الشغب وقالت الشرطة انها استدعت 1700 فرد لمساعدة شرطة لندن على مواجهة مجموعات من اللصوص تتحرك سريعا.

وقطع كاميرون عطلته في ايطاليا يوم الاثنين ومن المقرر أن يرأس اجتماعا للجنة الازمات صباح الثلاثاء لوضع خطة تهدف لمنع حدوث المزيد من العنف والبحث في سبب اندلاع أعمال الشغب وامتدادها بهذه السرعة بشكل فاجأ السلطات.

وألقى بعض المعلقين باللوم في أعمال الشغب على تقليص الخدمات الاجتماعية نتيجة سياسة التقشف الصارمة التي تطبقها الحكومة للحد من العجز الكبير في الميزانية. كما أن النمو الاقتصادي متباطيء.

والكثير من اللصوص من المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة وقالوا انهم يشعرون بالتهميش داخل مجتمعهم.

وقال اي. نان وهو شاب أحاط به شبان اخرون في منطقة هاكني "ليس لدينا وظائف ولا أموال... سمعنا أن اخرين يحصلون على أشياء بلا مقابل.. فلماذا يحرموننا نحن.."

ودفع شبان في هاكني -وهي منطقة ذات مزيج عرقي وواحدة من أكثر من المناطق تضررا- صناديق قمامة محترقة في شارع في اتجاه الشرطة يوم الاثنين واخذوا يضحكون وهم يتراجعون عندما هاجمتهم الشرطة. واقتحم اخرون متجرا واستولوا على زجاجات خمر وبيرة.

ورأى عاملون في رويترز مشاهد مماثلة في وولويتش وكلابام في الجنوب وايلينج في الغرب حيث قال أحد السكان لرويترز ان نحو 150 شابا مشوا في الشارع الذي يسكن به وحطموا نوافذ السيارات في استعراض "للتخريب الاخرق".

وقال انتوني بيرنز الذي يعمل كهربائيا في هاكني "يؤسفنا للغاية أن نرى هذا... لكن هؤلاء الصبية ليس لديهم عمل.. ولا مستقبل.. والخفض (في النفقات) زاد الاوضاع تدهورا. هؤلاء الصبية من جيل اخر مختلف عنا وهم لا يأبهون بشيء."

وأضاف "انتبهوا.. هذه مجرد بداية."

ووصف مسؤولو الحكومة مثيري الشغب بالمجرمين وقالوا ان العنف لن يؤثر على الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012 لكن الصور التي عرضها التلفزيون للمباني المحترقة وأعمال الشغب ستفسد صورة العاصمة على الارجح.

وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء "هذه سرقة انتهازية وعنف بلا داع.. لا أكثر ولا أقل. وهذا أمر غير مقبول على الاطلاق."

وقاوم كاميرون مطالب بابطاء معدل خفض الانفاق من أجل الحد من أثر ذلك على الخدمات المقدمة للشبان وغيرها من المزايا. ومن المرجح أن يتعرض لضغوط جديدة لتوفير المزيد للاحياء الفقيرة في العاصمة.

مزيج من خفض الانفاق والبطالة يشعل الشغب

 في وقت سابق من العام الجاري طالب ديفيد لامي عضو البرلمان عن توتنهام بالاهتمام بدائرته الانتخابية التي تعاني من صعوبات جمة بعد أن أظهرت احصاءات أن بها أكبر معدل للبطالة في لندن وعاشر أعلى معدل على مستوى بريطانيا كلها.

وفي الاسبوع الماضي ثبتت صحة وجهة نظره وان لم يكن بالطريقة التي كان يتمناها بعد أن تحول احتجاج بسبب قتل الشرطة بالرصاص رجلا أسود عمره 29 عاما أثناء محاولة اعتقاله لواحدة من أعنف أعمال الشغب في العاصمة البريطانية منذ سنوات.

وسارع الساسة ومنهم لامي الى القاء اللوم في أعمال الشغب والنهب ليل السبت وتفشي العنف في أماكن أخرى من لندن يوم الاحد على مجموعات صغيرة من المجرمين.

لكن سكان المنطقة ومعلقين يحذرون من أن ارتفاع معدلات البطالة طويلة الاجل خاصة بين الشبان وخفض الخدمات مثل مراكز الشباب في أماكن منها هارينجي وهي المنطقة التي توجد بها توتنهام تمثل وضعا متفجرا. بحسب رويترز.

كان لامي يأمل تحويل توتنهام الى منطقة مشاريع لاجتذاب الاستثمارات.

قال الاستاذ مايك هاردي المدير التنفيذي لمعهد تماسك المجتمع الذي يجري أبحاثا ويضع سياسات لدمج المجتمعات "هارينجي واحدة من أفقر الاماكن في بريطانيا.. في قلب لندن الصاخبة."

وأضاف "الامر لا يتعلق بالعرق أو العقيدة أو الطبقة بشكل محض. من أقوى العوامل من يملك ومن لا يملك ... الامر يتعلق بالمهمشين."

ويحصل نحو ستة الاف شخص في توتنهام أو ثمانية في المئة من البالغين على اعانات البطالة أي أكثر من ضعف المتوسط في بريطانيا. ونحو خمس من يحصلون على هذه الاعانات دون سن 24 عاما.

وقال هاردي ان ارتفاع معدلات البطالة الى جانب الخفض في "أدوات الدمج" مثل الرياضة والمجموعات المجتمعية أوجدت بيئة يشعر فيها السكان بأنهم غرباء داخل مجتمعاتهم.

وأردف قوله "تعلم الناس العيش خارج المعايير... حيث لا توجد لديهم اعتبارات لاي كيانات رسمية كما نتوقع."

وسعت أكثر المجتمعات حرمانا في بريطانيا جاهدة لتشكيل شبكات دعم داخل المجتمعات ومع الكيانات الرسمية مثل الشرطة عقب أعمال الشغب خلال الثمانينات منها واحدة في توتنهام عام 1985 . وفي ذلك الوقت قتل ضابط شرطة خلال أعمال شغب أشعلها مقتل امرأة كانت الشرطة تفتش منزلها.

كذلك كانت احتجاجات السبت التي قال لامي ان مجرمين استغلوها وأضرموا النار في المباني ونهبوا المتاجر وهاجموا ضباط الشرطة والتي كان السبب فيها مقتل رجل أسود عمره 29 عاما على أيدي الشرطة الاسبوع الماضي.

وألقى البعض باللوم على الشرطة لبطئها وعدم الاصغاء بما يكفي لزعماء المجتمع الذين حذروا من العنف المحتمل لكن مسؤولين محليين وجماعات مجتمعية تقول ان عدم الثقة في الشرطة لم يكن العامل الرئيسي وراء الاضطرابات.

وكتب لامي يقول في عمود صحفي "العلاقات بين قوة الشرطة المحلية والمجتمع تحسنت بصورة كبيرة منذ أعمال الشغب في برودووتر فارم قبل 26 عاما."

وأضاف "أصبح أي رجل أمن محلي على معرفة باسم كل مراهق في منطقته وهم يعرفونه."

وهم يقولون ان القضية الاكبر هي الافتقار الى الهدف وعدم وجود وظائف.

قالت اريكا لوبيز وهي طالبة جامعية عمرها 19 عاما ومتطوعة في شبكة (يانج بيبول امباورد) التي تعني بتمكين الشبان في منطقة هارينجي "هذا غير مقبول. كان يجب ألا يبدأوا في النهب."

لكنها رسمت صورة موحية لمنطقة تواجه فيها الخدمات المزيد والمزيد من الخفض مع الحد من كل الانشطة التي يشارك فيها الشبان مثل الطهي والموسيقى والرياضة.

وتابعت "خاصة خلال الصيف ليس لدينا ما نفعله... تشعر وكأنهم أخذوا منك الاشياء التي لها أهمية."

وعكفت بريطانيا بشكل غير مسبوق على خفض الانفاق في محاولة للحد من عجز الميزانية وخفضت المجالس المحلية مجموعة من الخدمات من رعاية المسنين الى المكتبات.

وخفضت ميزانية خدمات الشبان في هارينجي 75 في المئة هذا العام في اطار خفض مزمع قيمته 84 مليون جنيه استرليني يعتزم المجلس المحلي خفضها على مدى السنوات الثلاث القادمة.

والى جانب البطالة بين الشبان فمن العوامل الاخرى المثيرة للقلق البطالة طويلة الاجل التي زادت بشدة في بريطانيا أيضا ووصفها مركز أبحاث بأنها "مرتفعة لدرجة تبعث على القلق".

وقال جيسون (26 عاما) وهو من سكان توتنهام الذي ترك المدرسة وعمره 16 عاما ويعاني من البطالة منذ ذلك الحين "نحتاج من يساعدنا.. لا نحصل على المساعدة ثم يتساءلون بعد ذلك لماذا يحدث هذا."

وأضاف "أغلب أصدقائي في مثل وضعي (عاطلون)... هذا ليس جيدا.. على سبيل المثال لا يوجد مكان لنا نتجمع فيه."

وفي بريكستون بجنوب لندن التي شهدت بعضا من أعنف أعمال الشغب خلال الثمانينات نتيجة توترات عرقية بين الشرطة وسكان المنطقة في وقت ارتفعت فيه البطالة فان الصورة لا تختلف كثيرا.

قال مايكل (31 عاما) وهو عامل بناء عاطل "لدي مهارات في رص طوب البناء واستخدام الجص لكن في كل مكان أسأل فيه يقولون لا توجد وظائف شاغرة. أتوجه الى مركز للتوظيف ولا يمكنهم توفير وظيفة لي .. وهي وجدت لهذا أصلا."

وأضاف "لا أتعاطف مع الصبية الذين يحطمون الممتلكات لكن الناس لا يعلمون كيف يعني أن يشب المرء في منزل بدون أب أو أن يكون الوالدان عاجزين عن الحصول على وظيفة."

وقال ان سكان المنطقة عانوا بشدة من اغلاق مراكز الشباب. وأضاف "مثل تلك الامور تؤثر على الشبان. بريكستون واحدة من أفقر المجتمعات."

ومن غير المرجح أن يتحسن قريبا وضع البطالة خاصة لمن لديهم مؤهلات محدودة مما يعني أن الظروف سانحة لتكرار اضطرابات السبت في مناطق ترتفع فيها معدلات البطالة والكثافة السكانية.

ولم يحقق اقتصاد بريطانيا نموا يذكر على مدى الاشهر التسعة الماضية ويرى الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز اراءهم أن النمو سيبلغ 1.3 في المئة عام 2011 مرتفعا الى 2.0 في المئة عام 2012 .

وأغلب من تحدثوا الى رويترز اتفقوا على أن العنف والنهب كان تلقائيا بدافع الاستغلال لكن هذا لا يعني أن مشاعر الغضب والاحباط لم تكن حقيقية وخطيرة.

وهم يقولون ان الساسة وميسوري الحال يخاطرون باشعار هذه الجماعات بمزيد من الاغتراب عندما يظهرون بمظهر من ليس لديه دراية بأبعاد الوضع بأكمله.

وفي حين ان سكان توتنهام تحصنوا داخل منازلهم في مواجهة العنف الدائر بشوارعهم كان رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ووزيرا الداخلية والمالية يتمتعون جميعا بقضاء عطلاتهم في أماكن مثل ايطاليا وسويسرا وكاليفورنيا. كما أن رئيس بلدية لندن كان في عطلة.

وقال تيم هاردي من مدونة (بياند كليكتيفيزم) اليسارية لرويترز "أعتقد أن هناك غضبا حقيقيا من الطريقة التي تسير بها الامور بينما يقضي زعماؤنا عطلات صيفية فاخرة لدرجة مشينة."

وذكرت اللجنة المستقلة لشكاوى الشرطة التي تتولى التحقيق في واقعة أطلقت فيها الشرطة النار على رجل وتسببت في اندلاع شرارة الشغب والنهب في لندن ومدن أخرى أنه لا يوجد دليل على أن مسدسا التقط من مكان الحادث قد أطلقت منه أي أعيرة نارية.

وكانت تقارير أشارت في باديء الامر الى أن مارك دوجان (29 عاما) أطلق النار على الشرطة.

وسعى زعماء بعض الطوائف الى تفسير أسوأ أعمال عنف في لندن منذ عقود بأنها ترجع الى الفوارق المتزايدة في الثروات والفرص في المدينة التي يسكنها مزيج من الاعراق المختلفة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحفيين بعد أن قطع عطلة كان يقضيها مع أسرته في اقليم توسكانيا الايطالي وعاد لمواجهة الازمة "هذا اجرام صرف ويجب مواجهته ودحره."

وأضاف "لا يساور الناس أي شك في أننا سنفعل كل ما يلزم لاعادة النظام الى شوارع بريطانيا."

كما استدعى كاميرون البرلمان من عطلته الصيفية في اجراء نادر الحدوث ويشير الى خطورة الموقف.

وتضع الاضطرابات كاميرون أمام تحد اضافي في وقت يكافح فيه الاقتصاد البريطاني لتحقيق نمو بعد أن قلصت حكومته الانفاق العام وزادت الضرائب للمساعدة في سد عجز بالميزانية. لكن محللين يقولون ان تلك الاجراءات فاقمت محنة الجيل الجديد في أحياء لندن وضواحيها.

وتكشف أحداث الشغب للعالم عن جانب قبيح في لندن قبل عام من دورة الالعاب الاولمبية 2012 التي ستستضيفها العاصمة البريطانية والتي يأمل المسؤولون أن تسلط الاضواء على المدينة على نحو مماثل للزفاف الملكي في ابريل نيسان الماضي.

وجاء في بيان للشرطة صدر يوم الثلاثاء "ليلة أمس كانت أسوأ ليلة شهدتها شرطة العاصمة فيما تعيه الذاكرة بسبب مستويات غير مقبولة من النهب والحرائق والفوضى واسعة النطاق."

وذكر ديفيد لامي عضو البرلمان عن احدى دوائر توتنهام في رسالة على موقع تويتر على الانترنت أنه يدعو بلاكبيري الى تعليق خدمتها الخاصة بالتراسل.

وقال "من الواضح أن هذا هو أحد أسباب تفوق المجرمين البسطاء على قوة الشرطة المتطورة. سكان لندن لا يمكنهم أن يتحملوا ليلة أخرى مثل ليلة أمس."

وقال جافين بول مدير مركز العدالة الاجتماعية ان الكثير من الشبان الضالعين ينتمون الى "جيل ضائع" قضى حياته في جيوب معزولة لا تتوفر فيها فرص تذكر.

ونقلت عنه بريس أسوسييشن قوله "هذه أفعال أناس يعيشون في فوضى ويأس وفقر."

وتابع أن ذلك السلوك اجرامي ويجب اخضاعه للعقاب "لكن علينا أن نقر أيضا بأن هذه الفوضى تكشف عن قطاعات محطمة في المجتمع البريطاني."

وفي حي وولويتش الفقير بشرق لندن تناثرت قطع الزجاج المهشم في الشوارع التي امتلات بالبضائع المسروقة ودمى عرض الملابس.

وذكر سايمون ميلز مدير متجر بريتس وولده للحلي والرهون أنه فقد بضائع تتراوح قيمتها بين 50 ألفا و60 ألف جنيه استرليني.

وقال "لا أعتقد أن أي ارهابيين كان يمكن أن يقوموا بعمل أفضل مما فعلوه هنا."

وقال أنتوني بيرنز فني الكهرباء الذي يعيش في هاكني "انه أمر محزن للغاية. لكن الشبان لا عمل لهم ولا مستقبل والتقليص (في الانفاق العام) زاد الامر سوءا. انتبهوا.. هذه مجرد بداية."

ورغم روح التضامن الاجتماعي التي تنم عنها تلك الافعال عبر روجر هيلمر العضو المحافظ في البرلمان الاوروبي عن الغضب الذي يشعر به كثيرون من سكان لندن الاخرين من أعمال العنف.

وقال على موقع تويتر على الانترنت "حان الوقت لاتخاذ موقف صارم. استدعوا الجيش. أطلقوا النار على اللصوص ومشعلي الحرائق بمجرد رؤيتهم."

وامتدت التداعيات ايضا الى الاوساط المالية العالمية في وقت يسود فيه الاضطراب أسواق العالم.

وقال نيل ميلور خبير استراتيجيات العملات في بنك أوف نيويورك ميلور "كنا قبل بضعة ايام نتحدث عن الجنيه الاسترليني كملاذ امن لكن أعمال الشغب الجارية عيب اخر لا بد أنه أفسد اي مذاق للعملة."

وذكر كولين ساتنبريدج رئيس غرفة التجارة والصناعة في لندن أن أعمال الشغب جاءت في أسوأ توقيت للاعمال حيث يواجه العديد من الشركات أوضاعا صعبة.

وقال "ليست هذه هي الصورة التي نريد تقديمها للعالم."

البريطانيون قلقون من تزايد حركة الهجرة إلى بلادهم

من جهة اخرى اظهر استطلاع  للرأي اجري في وقت سابق أن البريطانيين قلقون من تزايد حركة الهجرة إلى بلادهم، ويعتقد 75' منهم أن هناك اعداداً كبيرة منهم تعيش فيها الآن.

وقال الإستطلاع الذي اجرته مؤسسة إيبسوس موري ونشرته صحيفة ديلي ميل الجمعة، إن بريطانيا تحتل المرتبة الثالثة على لائحة تضم 23 بلداً ابدى سكانها مخاوف بشأن أعداد المهاجرين. بحسب وكالة يو بي اي.

ووجد أن بريطانيا احتلت رأس اللائحة بمجال تأثير المهاجرين على الخدمات العامة، حيث أكد 76' من البريطانيين أن المهاجرين وضعوا ضغوطاً كثيرة على المستشفيات وخدمات النقل والمدارس.

واضاف أن 242 ألف مهاجر جاؤوا إلى بريطانيا عام 2010، وهو ثالث أعلى رقم قياسي وأسرع معدل تعرفه منذ السماح لدول أوروبا الشرقية بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي قبل سبع سنوات.

واشار الإستطلاع إلى أن 71' من البريطانيين ابدوا قلقهم من تزايد عدد المهاجرين في بلادهم، بالمقارنة مع 77' من الروس، و72' من البلجيكيين، و15' فقط من اليابانيين والذين احتلوا ذيل اللائحة.

وقال إن 76' من البريطانيين اتفقوا على أن المهاجرين وضعوا الكثير من الضغوط على الخدمات العامة، بالمقارنة مع 70' من الإسبان، و68' من البلجيكيين، و66' من الامريكيين.

واضاف الإستطلاع أن بريطانيا احتلت المركز الثالث بمجال المواقف من العمال المهاجرين والوظائف، واعتبر 62' منهم أن المهاجرين هيمنوا على اسواق العمل وجعلوا من الصعب على الآخرين ايجاد وظيفة، بالمقارنة مع 75' من الروس و64' من سكان جنوب افريقيا.

ووجد أيضاً أن 33' من البريطانيين يعتقدون أن الهجرة كانت جيدة بالنسبة لإقتصاد بلدهم، بالمقارنة مع 49' من البرازيليين، 46' من الأستراليين.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آب/2011 - 12/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م