شبكة النبأ: يحمل شهر رمضان هذا العام
كثيرا من التوقعات المتفائلة للمسلمين في ساحل العاج.
فالبلد يتعافى حاليا من صراع عنيف اندلع في أعقاب الانتخابات بعد أن
رفض الرئيس السابق لوران جباجبو تسليم السلطة وحاول سحق منافسه الحسن
واتارا الذي فاز في الانتخابات.
ويرى المسلمون في ساحل العاج في شهر رمضان هذا العام فرصة للمصالحة
وطي صفحة الصراعات. بحسب رويترز.
وأعاد الصراع على السلطة بين جبادبو وواتارا اذكاء الخلافات التي
كان يفترض أن تنهيها الانتخابات التي أجريت في نوفمبر تشرين الثاني
الماضي.
وأسفر الصراع عن مقتل 3000 شخص وتشريد أكثر من مليون اخرين الى ان
تمكنت قوات موالية لواتارا بمساندة فرنسية من اعتقال جباجبو في أبريل
نيسان.
وفي مساجد العاصمة أبيدجان دعا الائمة الى المصالحة والسلام
والتسامح في بداية رمضان.
وقال الشيخ دجيجويبا سيسي امام أحد المساجد بالمدينة "مجيء شهر
رمضان بعد الازمة فرصة ونعمة الهية. نحن نخرج من صعوبات ولنتجه الى
الله سبحانه وتعالى.. فلنتجه الى جوهر الروحانيات التي نحتاج اليها
لنسامح بعضنا البعض وللمصالحة الحقيقية ولنعيش معا جميعا."
ويمثل المسلمون نحو 40 في المئة من سكان ساحل العاج وثلاثة ارباع
المهاجرين المقيمين فيها. ويتركز معظم المسلمين في الشمال بينما يغلب
المسيحيون على سكان الجنوب.
ويقول الخبراء ان اقتصاد ساحل العاج يتجه نحو الاستقرار بعد الازمة
لكن المسلمين اشتكوا قبل رمضان من ارتفاع أسعار المواد الغذائة
والاحتياجات الضرورية.
وقالت امرأة تعيش في أبيدجان تدعى سليماتة سوماهورو "لو كان زوجي
عاطلا ولو لم يكن يعمل في شهر رمضان فلا أعرف كيف كنا سنواجه الامر.
الامور معقدة والاسعار مرتفعة."
وقال رجل اخر من سكان المدينة يدعى أداما تراوري "الازمة أدت الى
صعوبة الامور. ليس بالنسبة للطعام في السوق فحسب. قال وزير التجارة
انهم خفضوا سعر السكر . لكني لم أر تراجعا حتى الان في سعر السكر. سعر
السكر لم يتغير. كان سعر السكر 400 فرنك أفريقي (0.86 دولار) واذا
كانوا يقولون انهم يخفضون سعر السكر لوصل الى 400 فرنك أفريقي. لكن
سعره ما زال 900 فرنك أفريقي (1.93 دولار).
وتواجه ساحل العاج تحديات كبيرة منها اعادة استتباب الامن وانعاش
الاقتصاد وتبني سياسة للتوحيد بين الطوائف والاعراق المختلفة في البلاد.
ووقع واتارا الشهر الماضي مرسوما لتشكيل لجنة للتحقيق في الجرائم
التي ارتكبت في أعقاب الانتخابات وأمهلها ستة أشهر لرفع تقريرها.
من جهتها قالت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الانسان في وقت
سابق ان مئات الالاف شردوا من جراء الصراع الناشب في ساحل العاج بعد
انتخابات الرئاسة وان كثيرين منهم يخشون العودة الى الديار خوفا من
عمليات ثأر عرقية.
وأوردت المنظمة تقارير أيضا عن انتهاكات ترتكبها قوات موالية للرئيس
الحسن واتارا بعد ان طردت الرئيس السابق لوران جباجبو في ابريل نيسان
منهية قتالا عنيفا على السلطة بعد انتخابات متنازع على نتيجتها في
نوفمبر تشرين الثاني عام 2010 .
وحدثت معظم الانتهاكات وكل عمليات القتل التي وثقتها المنظمة في
شهري ابريل نيسان ومايو ايار مع خروج دولة ساحل العاج الواقعة في غرب
أفريقيا وهي أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم من صراع أودى بحياة
3000 شخص على الاقل وشرد أكثر من مليون.
وتحسنت الاوضاع الامنية كثيرا منذ ذلك الحين وان بقيت جيوب غير امنة
كما ان المتمردين السابقين الذين ساعدوا واتارا مازالوا طلقاء رغم
مطالبة الامم المتحدة والدول المانحة باعادتهم الى ثكناتهم.
ووقع تقرير منظمة العفو الدولية في 44 صفحة وقال "ارتكبت انتهاكات
خطيرة لحقوق الانسان...منها...التعذيب والاختفاء القسري والاعدام دون
محاكمة في ساحل العاج منذ القاء القبض على الرئيس السابق لوران جباجبو
في 11 ابريل عام 2011 " واتهمت المنظمة الجانبين بارتكاب تلك الجرائم.
نبذة عن ساحل العاج
كوت ديفوار أو ساحل العاج (بالفرنسية: Côte d'Ivoire) دولة في غرب
أفريقيا. تحدها غانا من الشرق، وغينيا وليبيريا من الغرب ومالي
وبوركينافاسو من الشمال، وتشرف من الجنوب على خليج غينيا والمحيط
الأطلسي. بحسب ويكيبيديا.
عاصمتها السياسية مدينة ياموسوكرو بينما أكبر مدنها ومركزها
الاقتصادي مدينة أبيدجان في الجنوب قرب الساحل ومن أهم مدنها بواكي،
وجاجنوا. اللغة الرسمية هي اللغة الفرنسية. وتعود تسميتها إلى أن
التجار الأفريقين كانوا يجمعون أنياب الفيلة ويعرضونها للبيع في أكوام
على سواحلها فأخدت اسمها من تجارة العاج.
ساحل العاج عضوة في الإتحاد الأفريقي مساحتها الإجمالية 322.462 كم
يقدر أن يبلغ عدد سكانها 19.997.000 سنة 2009. في عام 1843 أصبحت ساحل
العاج تحت الحماية الفرنسية وفي عام 1893، أصبحت مستعمرة فرنسية،
وأصبحت دولة مستقلة في 7 أغسطس 1960. في الفترة من 1960 إلى 1993، كان
يقوده فليكس هوفوييه بوانييه. منذ نهاية حكم بوانييه، شهدت البلاد
انقلابين عسكريين في عامي (1999 و2001) وحرباً أهلية. ولكن بعد
الانتخابات الأخيرة، تم التوصل إلى اتفاق سياسي بين الحكومة الجديدة
والمتمردون أدت إلى عودة السلام.
تنقسم ساحل العاج إلى 19 منطقة و 58 الإدارات.
اقتصاد ساحل العاج يعتمد إلى حد كبير على الزراعة من خلال إنتاجها
للقهوة والكاكاو. حوالي ربع السكان يعيشون تحت خط الفقر الدولي من 1.25
دولار في اليوم.
سبب تسمية ساحل العاج بهذا الاسم نسبة إلى تجارة العاج التي كانت
تعرض على الساحل كي تباع للبحارة المارين في المحيط الاطلسي
سكان ساحل العاج من العناصر الزنجية بينهم أقلية من البيض، ويتكون
السكان من عدد كبير من القبائل منها الباولي 23%، بيتي 18%، سينوفو
15%، مالينكي 11%، آخرون (منهم حوالي 200000 لبناني)
في القسم الشمالي يسود الفولاني وجماعات من البربر والعرب، واللغة
الرسمية هي الفرنسية، وتعلم العربية في المدارس الإسلامية في الشمال
وتسود لهجات عديدة من أهمها لغة البمبارا.
يدين بين 38.6 % بالإسلام، 32.8 % بالمسيحية، بينما تتبع نسبة ما
بين 11.9% ديانات محلية في حين لا يتبع 16.7 % أي دين.
يعد معدّل وفيات الأطفال الرضّع ومن هم دون سن الخامسة ضمن أعلى
المعدلات في العالم، ويواجه ارتفاعا متزايداً. ولا تزال الملاريا
والتهابات الجهاز التنفسي من الأمراض القاتلة للأطفال، بالإضافة إلى
تزايد نسبة الإصابة بسوء التغذية.
ينتظم نصف عدد الفتيات في التعليم النظامي مقابل ثلثي عدد الفتيان،
كما لا يتلقى ما يقارب من مليون طفل، معظمهم في الشمال أي تعليم.
يستخدم نحو 000‚3 من الأطفال كجنود، كما يتزايد انتشار الاستغلال
الجنسي والاستغلال والعنف ضد الأطفال. |