من يريد الفتنة في ما وراء مسلسل الفتنة؟

شبكة النبأ: على الرغم من التحذيرات الكثيرة التي اتت من مختلف الشخصيات السياسية او المرجعيات الدينية فقد بدأت الكثير من القنوات التليفزيونية العربية وأغلبها مصرية في الأول من رمضان بعرض المسلسل الجديد 'الحسن والحسين ومعاوية' رغم الخلاف الشديد على تجسيده لشخصيات الصحابة وإظهارهم في الأحداث وهو ما ترفضه معظم المؤسسات الدينية العربية.

ويعرض المسلسل يوميا على قنوات مصرية هي 'الحياة مسلسلات' و'التحرير' و'النهار' بينما رفض التليفزيوني المصري الرسمي عرضه قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان، كما يعرض المسلسل على القناة السادسة المغربية و'نسمة' التونسية و'روتانا مصرية' و'روتانا خليجية' السعوديتين و'إل بي سي' اللبنانية والسودانية الرسمية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ووضعت الشركة المنتجة للمسلسل في نهاية المقدمة الموسيقية له تنويها واضحا يبرز أسماء الجهات التي حصلت على موافقتها لتصوير وعرض المسلسل وبينها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ودار الإفتاء السورية وشخصيات دينية في السعودية والكويت وغيرها من الدول العربية.

ويشهد المسلسل منذ الإعلان عنه معارضة واسعة حيث أصدر الجامع الأزهر في مصر بيانا يحذر فيه القنوات المصرية من عرضه لأن الأزهر يرفض تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية، كما أعلن أسامة هيكل وزير الإعلام المصري رفضه التام لعرض المسلسل بعدما حرم الأزهر مشاهدته ووجه رسالة تحذير لجميع القنوات المصرية التي أصرت على عرضه بالتوقف عن ذلك.

وتنظر محكمة القضاء الإداري المصرية دعوى قضائية تطالب بوقف عرض المسلسل أقامها أربعة مصريين ضد رئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي ورئيس الهيئة العامة للاستثمار ومديري قنوات التحرير والحياة وشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ومدير مجمع البحوث الإسلامية.

والمسلسل إنتاج مشترك بين عدد من الدول هي سوريا والمغرب ولبنان والإمارات والأردن ويجسد فيه خالد الغويري دور 'الحسن' ومحمد المجالي دور 'الحسين' بينما يلعب رشيد عساف دور 'معاوية بن أبي سفيان' وتظهر في الأحداث شخصيات اخرى من بينهم عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية وزينب بنت علي بن أبى طالب وأبي هريرة.

وفي السعودية نفت شخصيات عدة تنتمي إلى قبائل الأشراف موافقتها على تصوير المسلسل قائلين إنهم ملتزمون بقرارات صدرت عن مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وفتوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة بالسعودية وفتوى شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وفتوى مفتي دائرة الإفتاء في الأردن وفتوى علماء اليمن.

وقالت شخصيات استطلعت أراءها صحيفة 'الوطن' السعودية اليوم الثلاثاء إن رفضهم للمسلسل سببه ما فيه من جرأة على مقام الأنبياء والمرسلين وكبار الصحابة وآل البيت وكذلك التعدي على مكانتهم المعظمة في نفوس المسلمين مشددين على استياءهم من التقارير التي أشارت إلى موافقة 150 شخصية اعتبارية من الأشراف في السعودية والأردن ومصر والمغرب على عرض المسلسل.

من جهة أخرى، حذر النائب عن ائتلاف دولة القانون في العراق عبد السلام المالكي من عرض المسلسل على شاشة القنوات العراقية كونه يحتوي على إساءات بحق الإمامين الحسن والحسين، وقال 'سنرفع دعوى قضائية بحق أي قناة عراقية تحاول عرض المسلسل'، الذي وصفه بأنه 'مشبوه ومسيء لأهل بيت النبوة وسنحملها كافة التبعات القانونية المترتبة على عرض المسلسل'.

وذكرت صحيفة الوطن الكويتية ان رئيس اللجنة الخاصة لضبط وتوثيق الاشراف في المملكة العربية السعودية هزاع بن شاكر العبدلي أكد رفض قبيلة الاشراف عرض مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية» مطالباً بضرورة منع عرضه لما فيه من جرأة على مقام الانبياء والمرسلين وكبار الصحابة وآل بيت رسول الله رضي الله عنهم ولما فيه من التعدي على مكانتهم المعظمة في نفوس المسلمين.

وشدد العبدلي على ان رأي قبيلة الاشراف في ذلك يتفق تماما مع رأي العلماء في السعودية ومجامع الافتاء في العالم الاسلامي وعلى رأسها مجمع الفقه الاسلامي في مكة المكرمة وفتوى كبار العلماء في السعودية وشيخ الازهر في مصر وعلماء اليمن وغيرهم في كثير من البلدان الاسلامية.

ونفى العبدلي ماذكرته الشركة المنتجة للمسلسل باشارتها الى ان 150 شخصية اعتبارية من الاشراف في كل من السعودية والاردن ومصر والمغرب وافقت على المسلسل وعرضه وبثه.

مؤكدا ان ما نشر خال من المصداقية وفيه محاولة للتضليل حيث ان مواقف الاعيان في هذا الشأن واضح وصريح من بداية الاعلان عن المسلسل وهو الرفض والمطالبة بايقافه ومنعه.. حيث انه يعد تجاوزاً شرعيا خطيرا على مقام سيدي شباب اهل الجنة وريحانتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيه مخالفة لرأي المراجع العلمية المعتمدة للمسلمين ومن شأنه ان يفتح باب الفتنة والشر الكبيرين.

المرجعية الشيعية تتحفظ على المسلسل

من جهته قال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، معتمد المرجعية الشيعية في مدينة كربلاء، أمام آلاف من المصلين خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الامام الحسين «هناك بعض القنوات الفضائية العربية في نيتها عرض مسلسل يتناول فترة تاريخية حرجة مر بها المسلمون ويظهر فيها الإمامان الحسن والحسين وبعض أصحاب النبي الكريم».بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأضاف «هناك بعض وسائل الاعلام ذكرت أمرا غير صحيح وهو ان المرجعية الدينية العليا وافقت على هذا الامر، ونحن نقول إن الامر خاطئ تماما، لا صحة له اطلاقا وهو وهم بل هناك تحفظات كثيرة على هذا المسلسل».

وتابع «يتعرض هذا المسلسل إلى أحداث تاريخية حساسة وحرجة جدا في تاريخ المسلمين، وهي موضع اختلاف كبير وجدل شديد بين الطوائف الاسلامية، وان عرض مثل هذه المسلسل سيؤدي الى مزيد من الاختلاف بين المسلمين».

مظاهرات قادمة في العراق

إنتقد مواطنون عراقيين خطوة الحزب الإسلامي العراقي في بث مسلسل الإمام الحسن والحسين على قناتها الرسمية قناة بغداد الفضائية رغم الفتاوى الصادرة بتحريمها من مرجعيات سنية وشيعية عراقية . بحسب نقل جريدة صوت البصرة.

وقال هؤلاء المواطنين أن المسلسل المذكور اثير حوله الكثير من الشبهات من حيث التمويل و السيناريو والغاية من إنتاجه والجهات التي تقف وراءه ، فلذلك نطالب قناة بغداد الفضائية والقائمون عليها من الحزب الإسلامي بإيقاف بث المسلسل إحتراما لمشاعر المسلمين وحفاظا على وحدة الصف الوطني والإبتعاد عن أي فتنة ممكن أن تثير النعرات الطائفية البغيضة .

ومن جهة أخرى ذكرت مصادر صحفية أن مسلسل الحسن والحسين أنتج بدعم من تنظيم القاعدة وتمويلها بهدف إشاعة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة ولذا صدرت فتاوى متعددة من الأزهر الشريف والنجف الأشرف وأيضا من أشراف السعودية و علماء الأردن و غيرهم بتحريم مشاهدة المسلسلة و المطالبة بعدم بثها ، بسبب تصوير الإمامين والنوايا المشكوكة التي تقف وراء إنتاج المسلسل .

الى ذلك دعا نشطاء في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك الخروج بتظاهرات واسعة في جميع محافظات العراق احتجاجا على بث قناة بغداد العراقية والممولة من الحزب الاسلامي ومطالبتها بإيقاف بث المسلسل الذي يثير الطائفية لاحتواءه على مغالطات كثيرة تثير جدلا بين المسلمين.

من جهتهم يرى متابعون ان توقيت عرض المسلسل ومصادر التمويل تثير الكثير من الشكوك في النوايا الحقيقية لمنتجي المسلسل خصوصا وان عرضه يتزامن مع ربيع الثورات العربية ومحاولات التيارات السلفية التي تقودها السلفية الكويتية والوهابية السعودية الى قيادة ثورة مضادة لاجهاض الدولة الديمقراطية المدنية القادمة في الدول العربية، وقد ظهر ذلك في ما قامت به هذه السلفيات في الثورة السورية وتحويرها الى صراع طائفي دموي قد يقود حرب اهلية طويلة. ويرى المتابعون ان عرض المسلسل سيؤدي الى فتنة طائفية يستقوي بها الحرس القديم في الدول الخليجية خصوصا امراء السعودية من اجل بقاء الملكيات الديناصورية والبحرين واليمن خير شاهدين على ذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/آب/2011 - 8/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م