
شبكة النبأ: لقد أصبح للثورة المصرية
العديد من الميزات الممدوحة والتي أضافت كثيراً من الرونق والحيوية إلى
ثورة أسرت القلوب قبل العقول وحققت أهداف ما كان يحلم بها الشعب المصري
في زمن "حسني" ولا غيره، ولعل تغير النظام ورؤية المفسدين خلف قضبان
السجون وتعديل الدستور وإجراء انتخابات نزيهة، كلها عوامل دفعت بها
الثورة نحو التحقيق على ارض الواقع، لكن على ما يبدوا فان الثورة لن
تقف عند هذا الحد، بل قد تتخطاه بأشواط ولما تفرغ كل ما في جعبتها من
أسرار ومفاجئات، حيث برزت مؤخراً العديد من قضايا الفساد التي تخص
الآثار "عماد السياحة المصرية وشريانها النابض" والتي كشفت على يدها
وبفضله، بعد أن كانت على مسافة قدم واحدة من كارثة تطيح بأهم أثار مصر
والفراعنة.
إبعاد حواس
إذ تجرى مشاورات في مصر لإيجاد بديل يدير وزارة الآثار بعد إبعاد
زاهي حواس في تعديل وزاري للتخلص من الحرس القديم، وكثيرا ما كان حواس
يظهر في التلفزيون الحكومي وهو يشرح أحدث اكتشافات الاثار الفرعونية
التي يكشف عنها النقاب، وتعرض البديل المبدئي عبد الفتاح البنا
لانتقادات شديدة لافتقاره للخبرات اللازمة لشغل هذا المنصب، وبعد إن
رشحه رئيس الوزراء عصام شرف مؤخراً استقال في اليوم التالي، ووجهت
انتقادات أيضا لحواس في الداخل رغم انه أصبح من الشخصيات الشهيرة في
الخارج لظهوره في الافلام الوثائقية وهو يشرح الاكتشافات من العصور
الفرعونية المختلفة أو حملاته لاستعادة الكنوز التي يقول انه تم
تهريبها إلى الخارج، وقال خبراء آثار يعملون في مصر ان حواس اتسم بنمط
استبدادي ونسب لنفسه الفضل في اكتشافات قام بها آخرون، كما انه أغضب
الذين يعملون تحت رئاسته، وقال شاهد إن موظفين غاضبين تجمهروا حول حواس
وهو يغادر مكتبه للمرة الاخيرة في اطار تعديل وزاري طالب به محتجون
يعتصمون في وسط القاهرة شعروا بالإحباط من بطء وتيرة التغيير منذ
الاطاحة بحسني مبارك في فبراير شباط. بحسب رويترز.
وصرخت حشود في وجهه وفقا للقطات فيديو على موقع صحيفة اليوم السابع
على الانترنت قائلة "حرامي، حرامي"، وقال مسؤول في مصلحة الآثار ان
كثيرين في الحشد كانوا غاضبين من ان حواس لم يف بوعده بإعطاء العاملين
المؤقتين وظائف بحلول منتصف يوليو تموز، كما أغضب آخرين عندما قلل في
البداية من أهمية القطع الاثرية التي نهبت من المتحف المصري في يناير
كانون الثاني، وقال في وقت لاحق ان ثماني قطع نفيسة من عصر توت غنخ
امون وأخناتون سرقت، وقال مسؤول يعمل في هيئة الآثار "كانوا يحاولون
ضربه، حطموا زجاج نوافذ السيارة الأجرة التي كان سيستقلها وضربوا
السائق الذي تعين نقله للمستشفى"، وأضاف "لحسن الحظ قام حرس حواس
بحمايته"، لكن ألبنا الذي كان سيحل محله فشل في الحصول على تأييد، وقال
الأمين العام للمجلس الاعلى للآثار الذي يتبع الوزارة انه اجتمع مع
ممثلين من مكتب رئيس الوزراء ليعبر عن اعتراضه على ترشيح البن، وقال
محمد عبد المقصود ان هذا الرجل ليس عالم آثار وكان تعيينه خطأ جسيم،
وأضاف ان رئيس الوزراء قرر ألان اختيار شخص آخر، ودخل الموظفون في
المتاحف في أنحاء مصر في إضراب احتجاجا على تعيين البن، وفي نفس اليوم
قال التلفزيون الحكومي انه سلم استقالته.
الثورة تنقذ كنز
من جهتها ربما تكون الثورة الشعبية المصرية قد جاءت في الوقت
المناسب لانقاذ موقع أثري به أقدم دليل على وجود الزراعة في مصر وقد
يكشف عن أسرار مهمة عن صعود الحضارة الفرعونية، يوجد الموقع في محمية
طبيعية بامتداد الشاطيء الشمالي من بحيرة قارون التي لم يلتفت لها أحد
حتى وقت قريب على الرغم من أنه لا يفصلها عن القاهرة سوى 70 كيلومتر،
وقبل تفجر الاحتجاجات في يناير كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس المصري
السابق حسني مبارك بشهر واحد خصصت الحكومة المصرية مساحة 2.8 كيلومتر
مربع من أرض المحمية لمجموعة عامر جروب للتطوير العقاري لانشاء منتجع
سياحي، ومنذ الاطاحة بمبارك سجن رئيس وزراء ووزيران كانوا أعضاء
باللجنة التي وافقت على البيع لكنهم يواجهون اتهامات بالفساد لا تتصل
بصفقة عامر، وقال أحدهم وهو وزير الاسكان السابق احمد المغربي في يناير
ان مسؤولي الاثار أعطوا الضوء الاخضر لتطوير المنطقة، بينما قال زاهي
حواس وزير الدولة لشؤون الاثار ان هذا غير صحيح، وتابع قائلا "لم أعط
اي ترخيص لاحد، عمليات التنقيب لم تنته بعد"، وتخضع شركات التطوير
العقاري لتدقيق شعبي متزايد بسبب الاراضي التي اشترتها من حكومة مبارك
وتنازلت بعض الشركات عن أراض، وشجبت جماعات مصرية مدافعة عن البيئة
صفقة عامر وقالت انها ابرمت دون دراسة وان توافد اعداد كبيرة من سياح
الداخل والخارج لقضاء عطلات سيضر بمساحات شاسعة من البيئة الصحراوية
الهشة، وقال علي فهمي مدير جماعة حماية البيئة المعروفة باسم أصدقاء
بحيرة قارون "هذه هي مجرد بداية، هذا تدمير لتراث مصر الطبيعي لاجيال
المستقبل". بحسب رويترز.
وأضاف "يمثل هذا سابقة في انتهاك منطقة محمية"، وفي عام 1989 أعلن
مجلس الوزراء المصري مساحة 1110 كيلومترات شمالي البحيرة محمية طبيعية
وهي منطقة متفردة ايضا من الناحية الجيولوجية لان بها محاجر بازلت
فرعونية تنتمي الى المملكة القديمة وحفائر للحيتان والرئيسيات، ويقول
علماء اثار ان بقايا الزراعة في العصر الحجري الحديث والتي اعتمدت على
الامطار في المحمية يمكن أن توفر قرائن مهمة على قفزة تكنولوجية قادت
الى الزراعة القائمة على الري على ضفتي النيل، ويشير علماء الاثار الى
أنه نحو عام 4000 قبل الميلاد استغل من كانوا يعيشون على رقعة من
الشاطيء الشمالي للبحيرة سقوط الامطار على مدى بضعة قرون لزراعة الحبوب
في صحراء كانت قبل ذلك قاحلة، وقالت ويليكي ويندريتش استاذة علوم
الاثار بجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس "لدينا أدلة على النشاط
الزراعي المبكر في مصر، هذا قبل الفراعنة وقبل عصر بداية الاسرات حين
اصبحت مصر دولة"، وأضافت في مقابلة "ما لدينا على الشاطيء الشمالي
للفيوم هو شيء متفرد على مستوى العالم، لدينا مشهد ينتمي للعصر الحجري
الحديث ولانه صحراوي لم يشهد افراطا في البناء"، ويقول خالد سعد مدير
ادارة تاريخ ما قبل الاسرات بالمجلس الاعلى للاثار انه قبل أربع سنوات
قررت وزارة السياحة أنها تريد بناء فنادق ومناطق جذب سياحي على مساحة
20 كيلومترا مربعا طولها عشرة كيلومترات على امتداد الشاطيء الشمالي
للبحيرة.
وأضاف سعد أن الوزارة شكلت لجنة للموافقة على تخصيص الارض للتنمية
وضمت رئيس الوزراء السابق احمد نظيف ووزير السياحة السابق زهير جرانة
والمغربي ومسؤولين اخرين، وفي ديسمبر كانون الاول منحت هيئة التنمية
السياحية التابعة لوزارة السياحة الارض لمجموعة عامر جروب بموجب حق
انتفاع مدته 99 عاما على ان تدفع المجموعة مبلغ 28 الف دولار في العام
الاول ويصعد هذا الرقم الى 92 الف دولار في العام الرابع وحتى العاشر،
وقال المغربي في اوائل يناير ان المجلس الاعلى للاثار أرسل علماء اثار
لمسح المنطقة قبل مضي المشروع قدم، وأضاف المغرب انذاك "مسحتها هيئة
الاثار بالكامل، تأكدنا من هذا"، ومضى يقول "تمت الموافقة على هذا
المشروع منذ عدة سنوات لكن لم يكن سيحدث تقدم الى أن تنهي هيئة الاثار
عمله، ولقد انهت من عملها"، لكن حواس والمجلس الاعلى للاثار قالا ان
العمل لايزال جاريا وطالب حواس باجراء تقييم جديد، وقال "قبل أسبوعين
طلبت من خالد سعد أن يرفع لي تقريرا ليخبرني برأيه كخبير اثار، والان
سنعين لجنة كبيرة من علماء الاثار لتحديد مستقبل الارض"، وقال سعد ان
المسح الذي تحدث عنه المغربي جرى بين مارس اذار 2009 واكتوبر تشرين
الاول 2010 وكان الهدف منه هو معرفة ما اذا كانت هناك اثار بالموقع،
وأضاف "لقد أثبت أن هناك اثارا"، ومضى سعد يقول ان الموقع يحوي ثروة من
بقايا ترجع الى فترة ما قبل التاريخ من منتصف الفترة الميزوليتية قبل
200 الف عام الى العصر الفرعوني وما بعده، كما عثر الاثريون على بقايا
24 حوتا سبحت في مياه المنطقة قبل 42 مليون سنة منها واحد ينتمي الى
نوع جديد تماما.
وقالت ويندريتش ان من الضروري القيام بمزيد من الابحاث في المنطقة
لتسليط الضوء على أصول الحضارة المصرية.وأضافت أن الزراعة ربما جاءت
متأخرة الى مصر لان التقنيات التي كانت مستخدمة في أجزاء أخرى من الشرق
الادنى لم تتلاءم مع المناخ على الاقل حتى الفترات القصيرة التي شهدت
سقوط أمطار في العصر الحجري الحديث، وقالت "لدينا مشروع بحثي كبير يبحث
في التغير المناخي بهذه الفترة"، وأضافت أن المجتمع الزراعي في العصر
الحجري الحديث الذي ظهر قبل نحو ست الفيات مضت لم تتوفر له مواد تذكر
ليبني بها ولم يترك أثرا لمبان دائمة، وقالت "عاشوا على الارجح في نوع
من الاكواخ المبنية من أعواد القصب، لكن ما نراه هو نمط على السطح
لمواقد لاغراض متعددة مثل صناعة الاواني او للاسماك او لشواء اللحم، من
هذا النمط نحاول أن نفهم أنشطتهم"، وحين اختفت الرطوبة حملت رياح
الصحراء معظم التربة السطحية، والان تتركز الادوات الحجرية والاواني
والعظام التي كانت في التربة على عمق متر في طبقة سطحية رقيقة، وقالت
ويندريتش "هناك رياح تهب من الشمال مما يعني أن الرمال تطير بعيدا لكن
الاشياء الثقيلة لا تطير"، وأضافت "هذا رائع لاننا نستطيع أن نراها
لكنه ليس رائعا جدا لانك اذا ازلت السنتيمتر السطحي فستكون قد فقدتها
الى الابد، هذا وضع غير مستقر نتعامل معه في الوقت الحالي"، وبعد فترة
قصيرة من العصر الحجري الحديث بدأ الري ينتشر على امتداد وادي النيل،
وقالت ويندريتش "بحلول ذلك الوقت كان الناس يبحثون عن أساليب مختلفة
لمواصلة ما كانوا وقتها قد اعتادوا ممارسته لعدة قرون".
المتحف المصري الكبير
من جهة اخرى وبعد أن تكرر في السنوات السابقة الاعلان عن افتتاح
المتحف المصري الكبير عام 2012 أعلن مسؤول مصري أن المتحف المقام على
117 فدانا بالقرب من الاهرام سيفتتح عام 2015، وقال زاهي حواس وزير
الدولة لشؤون الاثار "السابق" في مؤتمر صحفي بمبنى الوزارة ان المتحف
سيفتتح عام 2015 وانه سيكون "مشروع القرن الواحد والعشرين الثقافي"
واصفا إياه بأنه هدية مصر الى العالم، وقبل بدء المؤتمر التقى حواس
وفدا من وكالة التنمية الدولية اليابانية (جايكا) وناقشا تفاصيل
اتفاقية التعاون المصري الياباني فى مجال الدعم الفني والتقني لانشاء
مركز معلومات والتدريب لجميع العاملين من أثريين ومرممين لمدة عامين
وانشاء معمل التصوير بمركز ترميم المتحف الكبير، وقدمت اليابان 300
مليون دولار قرضا ميسرا لمصر للمساهمة في بناء مشروع المتحف المصرى
الكبير على أن تسدد مصر أقساطه من إيردات المتحف خلال 30 عام، وقال
مسؤولو الآثار في وقت سابق ان المتحف سيضم أكثر من 100 ألف قطعة في
مقدمتها كنوز الملك توت عنخ امون وسوف يتصدره تمثال الملك رمسيس الثاني
الذي نقل من ميدان رمسيس بوسط القاهرة عام 2006. بحسب رويترز.
كشف أهرامات جديدة
بدوره نفى وزير الاثار المصري السابق إن يكون اعلان علماء أمريكيين
عن اكتشاف 17 هرما جديدا عن طريق الاقمار الصناعية دليلا كافيا على
وجود هذه الاهرام، ونشرت صحف عربية مؤخراً أن علماء أمريكيين توصلوا عن
طريق تحليل صور بالاقمار الصناعية الى وجود 17 هرما وأكثر من 1000
مقبرة جنوبي القاهرة وأن هذا الاكتشاف ستبثه هيئة الاذاعة البريطانية
في وقت لاحق من الشهر الجاري في الفيلم الوثائقي (مدن مصر الضائعة)،
وقال زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الاثار بمصر في بيان ان الصور الجوية
مجرد عامل مساعد لتحديد بعض المواقع التي يمكن الحفر بها الا أنه لم
ينف امكانية وجود هذه الاهرام التي رجح العلماء الامريكيون وجوده،
وأضاف البيان أن "هارفى ليلي المشرف على مشروع البي بي سي للقمر
الصناعي أرسل اعتذارا رسميا لوزارة الدولة لشؤون الاثار يرجو، قبول
اعتذاره عن اذاعة خبر اكتشاف 17 هرما عن طريق صور التقطتها الاقمار
الصناعية لمنشآت أثرية مدفونة تحت الارض وذلك دون اخطار الوزارة
والتأكد من صحة هذا الكشف"، وقال البيان انه "يمنع على أي بعثة أثرية
نشر اكتشافها في الاعلام الا بعد أخذ موافقته" من وزارة الدولة لشؤون
الاثار، وأوضح البيان أن الفيصل في التأكد من هوية المنشآت الاثرية
المدفونة تحت الارض والتي تلتقطها الاقمار الصناعية هو اجراء الحفائر
الاثرية العلمية وليس الاعتماد فقط على الصور الجوية، وقال البيان إن
صور الاقمار الصناعية التي كشفت عن ظهور 17 هرما لا تحدد طبيعة الاثر
وتكويناته بدقة بل تظهر بقايا معمارية من الطوب اللبن ربما تكون مقابر
أو قواعد لاهرام أو بقايا تجمعات سكنية ولا يحسم هذا الجدل الا علماء
الاثار، وتابع أن هذه الصور هي نتاج عمل "متخصصين في مجال تكنولوجيا
الاقمار الصناعية" وهم ليسوا أثريين متخصصين. بحسب رويترز.
وقال حواس ان وزارة الاثار حصلت منذ شهور على صور بالاقمار الصناعية
لمنطقة جنوب سقارة تظهر وجود ثلاثة أهرام قديمة اكتشفها عالم الاثار
الفرنسي جاكييه منها "هرم الملك (أوسر كا رع) خنجر الذى يرجع للاسرة
الثالثة عشرة (نحو 1786-1633 قبل الميلاد") وان حفائر أثريين مصريين
أظهرت وجود قاعدة هرم واحد فقط ولم تستكمل بقية الاكتشافات حتى يعرف
صاحب هذا الهرم الذي اكتشفت قاعدته، وأضاف أن العشرين عاما الماضية
أسفرت عن وجود هرمين جديدين أحدهما بجوار هرم الملك خوفو صاحب الهرم
الاكبر والثاني بجوار هرم الملك تيتي أول حكام الاسرة الفرعونية
السادسة (نحو 2345-2181 قبل الميلاد) في سقارة ويرجح أن يكون لاحدى
زوجاته، ويقسم علماء المصريات والمؤرخون تاريخ مصر الى فترة مبكرة تزيد
على أربعة الاف عام قبل الميلاد ولم يؤرخ لها ثم توحدت مصر جغرافيا
واداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد بيد الملك مينا مؤسس
الاسرة الفرعونية الاولى، وفي عصر بطليموس الثاني في القرن الثالث قبل
الميلاد قسم الكاهن مانيتون أشهر المؤرخين المصريين تاريخ البلاد الى
30 أسرة حاكمة منذ توحيد مصر حتى الاسرة الثلاثين التي أنهى حكمها
الاسكندر حين غزا مصر عام 332 قبل الميلاد.
اكتشافات جديدة
في سياق متصل أعلنت وزارة الدولة لشؤون الاثار في مصر الاثنين الكشف
عن مئات القطع الاثرية يرجع تاريخها لنحو 2956 عام، في منطقة صان الحجر
بدلتا النيل، وقال بيان للوزارة ان البعثة الفرنسية العاملة في منطقة
صان الحجر بالشرقية (120 كيلومترا شمال شرق القاهرة) عثرت على هذه
القطع وهي عبارة عن مئات الكتل الحجرية الملونة والمنقوشة بالحفر
الغائر، واشار البيان الى ان هذه الكتل الحجرية كان قد أعيد استخدامها
لبناء جدران البحيرة المقدسة لمعبد الإلهة "موت" في صان الحجر، وكانت
مصر اعلنت الكشف عن موقع البحيرة في العام 2009، وتعتبر الإلهة موت هى
زوجة الإله أمون وشيد هذا المعبد لها فى تانيس لعبادته، وقال البيان إن
هذه الكتل الحجرية يرجع معظمها لعصر الملك "أوسركون الثاني" من الأسرة
الثانية والعشرين بين 945 ق. م إلى 845 ق. م، وأضاف، أنه بعد انتهاء
عمل البعثة واكتشاف باقي الكتل الحجرية والتي يمكن أن تبلغ أكثر من
ألفي قطعة سيتم دراستها وإعادة تركيب هذه الكتل للتوصل إلى الشكل الذي
كانت عليه.وأكد الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار
الوجه البحري، أن هذا الكشف يضفي أهمية كبيرة على منطقة صان الحجر
وسيعيد صياغة هذه المدينة الأثرية الأكثر شهرة في الوجه البحري، وتمتد
آثار "تانيس" (صان الحجر) حتى العصور اليونانية والبطلمية في مصر،
وتعرف صان الحجر باسم طيبة الشمال أو أقصر الوجه البحري. بحسب يونايتد
برس.
من جانبها قالت وزارة الدولة لشؤون الاثار ان بعثة المركز المصري
الفرنسي بمعبد الكرنك الواقع على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة
كشفت عن السور المحيط بمعبد الاله بتاح ويرجع لنحو 35 قرنا كما عثرت
على بوابة ترجع لعصر الملك شباكا (نحو 712- 698 قبل الميلاد) وهو أحد
ملوك الاسرة 25، وأعلن كريستوف تيير مدير المركز المصري الفرنسي لدراسة
معبد الكرنك في بيان أيضا الكشف عن عدد من القطع الحجرية المنقوشة في
معبد بتاح حيث أعيد ترميمها وتركبيها وترجع الى فترة حكم تحتمس الثالث
(1504-1450 قبل الميلاد) وهو من أبرز ملوك الدولة الحديثة التي يسميها
علماء المصريات والمؤرخون عصر الامبراطورية (نحو 1567-1200 قبل الميلاد)،
وأضاف أن اكتشاف هذه القطع "يؤكد أن المعبد تم البدء في تشييده في عصر
الدولة الحديثة وليس كما كان معتقدا أن بداية البناء ترجع للعصر
البطلمي" وان كانت الاسوار المحيطة بالمعبد "وهي من الطوب اللبن وعرضها
متر واحد وارتفاعها متران" ترجع للعصر البطلمي، وقالت دومينيك فالبيل
أستاذة الاثار بجامعة السوربون وعضو المركز انه يجري الان اعادة تهيئة
المعبد تمهيدا لافتتاحه للزيارة في الموسم السياحي القادم، وأضافت أن
البوابة التي أنشأها الملك شباكا لحجرة المجوهرات "يظهر بها نقش رائع
وبحالة جيدة من الحفظ وهو ملون يظهر به الملك شباكا وهو يقدم رمز
العدالة ماعت للاله امون رع ويرتدي الخوذة ذات الطابع النوبي وهي مزينة
بثعباني الكوبرا"، ويرجح منصور بريك المشرف العام على اثار الاقصر أن
هذه الاكتشافات "تؤكد أن معابد الكرنك ما زالت لم تبح بكامل أسرارها
حتى الان" وأن هناك اكتشافات سيتم الاعلان عنها لاحق، وتوحدت مصر
جغرافيا واداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك
مينا مؤسس الاسرة الفرعونية الاولى، وفي عصر بطليموس الثاني الذي حكم
مصر تقريبا بين عامي 284 و246 قبل الميلاد قسم الكاهن مانيتون أشهر
المؤرخين المصريين تاريخ البلاد الى 30 أسرة حاكمة منذ توحيد مصر حتى
الاسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الاسكندر حين غزا مصر عام 332 قبل
الميلاد، وكان ملوك الاسرة الخامسة والعشرين ينتمون الى منطقة النوبة.
اثار مصرية مهربة
على صعيد اخر قال مسؤولون ان سلطات انفاذ القانون الامريكية ضبطت
مجموعة توابيت واثار مصرية أخرى تعود الى ألفي عام كانت شبكة من تجار
الاثار قامت بتهريبها الى الولايات المتحدة، ووجهت الاتهامات في محكمة
بروكلين الاتحادية في نيويورك الى أربعة اشخاص بالتامر لتهريب الاثار
المصرية فيما وصفه مسؤول أمريكي بأنها عملية رائدة ضد تهريب التراث
الثقافي، واتهم الاربعة وهم موسى الخولي وسالم الشديفات وجوزيف لويس
وايمن رمضان بالتهرب من ضباط الجمارك باخفاء طبيعة شحنتهم أثناء فحصها
على الحدود، كما وجهت اليهم أيضا تهمة التامر لغسل الاموال، وجميع
المشتبه بهم يقيمون في الولايات المتحدة ما عدا رمضان وهو أردني يقيم
في الامارات العربية المتحدة، وطبقا لوثائق المحكمة فان لويس اشترى من
الخولي مجموعة من الاثار المصرية في الفترة من اكتوبر تشرين الاول 2008
وحتى نوفمبر تشرين الثاني 2009 من بينها توابيت على الطراز اليوناني
الروماني وقوارب جنائزية وأشكال من الحجر الجيري، واتهم ممثلو الادعاء
الشديفات ورمضان بالمساعدة في ترتيب نقل القطع الاثرية من الامارات
العربية المتحدة الى الخولي الذي يدير معرضا للتحف والعاديات في
نيويورك، وتسمح قوانين الجمارك الامريكية بمعايير فحص أقل صرامة
للبضائع التي تقل قيمتها عن ألفي دولار. بحسب رويترز.
وقال مدعون انه رغم ان قيمة هذه القطع الاثرية تساوي أكثر من ذلك
الا أن الخولي والشديفات ورمضان كذبوا على مسؤولي الجمارك بشأن مصدرها
وقيمتها وقالوا انها مجرد "تحف" أو "الواح خشبية" او "صناديق خشبية
ملونة"، ووصف جيمس هايس المسؤول في ادارة الهجرة والجمارك في بيان
القضية بأنها رائدة، واضاف "هذه أول مرة يتم فيها تفكيك شبكة مزعومة
(للاتجار) في التراث الثقافي داخل الولايات المتحدة"، وقال هايس ان
الاتجار غير المشروع في التراث الثقافي هو ثالث أكبر صناعة مربحة في
السوق السوداء في العالم بعد تهريب المخدرات والسلاح، وقال مدعون ان من
المقرر أن يمثل الخولي ولويس أمام محكمة بروكلين الاتحادية، وكان مقررا
أن يمثل الشديفات، أما رمضان فهو هارب، وقال محامو الخولي ولويس ان
موكليهما سيدفعان بالبراءة في الاتهامات الموجهة اليهم، ويواجه
المتهمون في حالة ادانتهم السجن مدة تصل الى 20 عاما كحد أقصى. |