
شبكة النبأ: بين التصالح والخلاف
والأزمة والتسوية، باتت العلاقات الأمريكية الباكستانية المتذبذبة
والتي يجمعها السيئ ويفرقها الأسوأ على غير وئام وسلام مع الاخر في
شراكة قد تفض في اية لحظة، وذلك حال الدول والحكومات التي تتقلب في
ولائها تبعاً لمصالحها واهدافها العلي، وباكستان كأنموذج لاتختلف
كثيراً عن غيره، حيث كانت بالامس القريب من اقوى حلفاء طالبان، لتغير
استراتيجيتها وتتماشى مصالحها مع الولايات المتحدة الامريكية في محاربة
الارهاب المتمثل في القاعدة والحركات المتشددة الاخرى بعد احداث الحادي
عشر من سبتمبر، في مقابل الحصول على دعم امريكي لامحدود تجلى في
مساعدات اقتصادية وعسكرية وسياسية وبصورة معلنة وسرية، لكن على مايبدوا
فأن باكستان قد ملت انعدام الثقة الذي تعامل به من قبل أمريكا
وانفرادها في اتخاذ القرارات المصيرية "كقتل بن لادن" من دون علمها او
اشعاره، وهي جادة هذه المرة في تصعيد الموقف لوضع النقاط على الحروف.
تبادل المعلومات
حيث دعت باكستان الولايات المتحدة مؤخراً لتبادل المعلومات بشأن
ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الجديد بعدما قال وزير الدفاع
الامريكي الجديد ليون بانيتا انه يعتقد ان خليفة اسامة بن لادن في
باكستان، واثناء اول رحلة له الى كابول بصفته وزيرا للدفاع قال بانيتا
انه يعتقد ان الظواهري يعيش في باكستان وتحديدا في الحزام القبلي الذي
يغيب فيه القانون على الحدود مع افغانستان، وقال الجيش الباكستاني ان
جنوده ينفذون بالفعل "عمليات مكثفة ضد القاعدة والمرتبطين بها بالاضافة
الى "قيادة الارهابيين" واهداف ثمينة تشكل تهديدا لامن باكستان، وقال
متحدث باسم الجيش الباكستاني في بيان "نتوقع ان تتبادل مؤسسة المخابرات
الامريكية المعلومات المتاحة ومعلومات المخابرات العملية المتعلقة
بالظواهري والاهداف الثمينة الاخرى معنا مما يمكن الجيش الباكستاني من
تنفيذ عمليات محددة الاهداف"، وقال بانيتا رئيس وكالة المخابرات
المركزية الامريكية السابق ان الحاق هزيمة استراتيجية بالقاعدة امر
ممكن اذا تمكنت الولايات المتحدة من قتل او اعتقال ما يصل الى 20 قائدا
متبقين للمجموعة الرئيسية والمرتبطين به، واضاف ان هؤلاء القادة يعيشون
في باكستان واليمن والصومال وشمال افريقي، وتابع بانيتا ان الوقت قد
حان لتكثيف الجهود لاستهداف قيادة القاعدة وذلك في اعقاب مقتل ابن لادن
في باكستان في مايو ايار. بحسب رويترز.
واضاف ان الولايات المتحدة تود من باكستان ان تستهدف الظواهري في
المناطق القبلية، وباكستان حليف مهم للولايات المتحدة لكن العلاقات
تضررت لدرجة كبيرة بعدما قتلت قوات امريكية خاصة ابن لادن في غارة سرية
في مدينة ابوت اباد الباكستانية دون ابلاغ اسلام اباد مسبق، وكثفت
الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية التي تشنها بطائرات دون طيار في
مناطق قبلية يقطنها البشتون والتي ينظر لها على انها ملاذ عالمي
للمتشددين، وتنتقد باكستان علنا هذه الهجمات وعادة ما تطالب واشنطن
بتقديم معلومات مخابرات عن قادة المتشددين المختبئين في مناطقها
القبلية كي تتمكن من اتخاذ اجراءات ضدهم، لكن هناك شكوك دائمة في
واشنطن من ان وكالات المخابرات الباكستانية تقيم صلات مع هؤلاء
المتشددين، وذكرت وسائل اعلام امريكية الشهر الماضي ان بانيتا واجه
باكستان بأدلة تؤكد ان المتشددين اخلوا مصانع لاعداد القنابل في
وزيرستان بعدما تبادلت الولايات المتحدة معلومات مع باكستان بهذا الشأن
مما يشير ضمنا الى ان اسلام اباد ابلغت المتشددين بهذا التطور، ونفى
الجيش الباكستاني صحة هذه التقارير.
تحطم طائرة استطلاع
الى ذلك قالت الشرطة ومسؤولون في البحرية الباكستانية ان طائرة
استطلاع بلا طيار تابعة للبحرية تحطمت في مدينة كراتشي الجنوبية لكن لم
تحدث خسائر على الارض، وقال القائد سلمان علي من البحرية الباكستانية "انها
طائرة بلا طيار تابعة للبحرية الباكستانية وكانت في مهمة تدريب روتينية
حين ارتطم بها طائر"، وصرح بأن البحرية الباكستانية تستخدم هذا النوع
من الطائرات في المراقبة والاستطلاع والتصوير، ولم يذكر تفاصيل عن
الجهة المنتجة للطائرة، وقال مسؤول الشرطة الرفيع عثمان غاني صديقي ان
الطائرة تحطمت في أرض تخص مصفاة نفط في منطقة كورانجي من كراتشي ولم
تقع أضرار، وقال "اندلع حريق صغير لكن الموقف تحت السيطرة، ولم تقع
اصابات"، وتطور باكستان طائرات بلا طيار لمهام المراقبة والاستطلاع لان
الولايات المتحدة ترفض تقديم هذه التكنولوجيا لاسلام اباد، وتشن طائرات
أمريكية بلا طيار عمليات قصف تستهدف المتشددين في شمال غرب باكستان،
وتصنع شركتان في اسلام اباد طائرات بلا طيار للجيش، ولم يعرف ما اذا
كانت الطائرة المتحطمة من انتاج ايهم، وتشن الولايات المتحدة منذ عام
2004 ضربات بطائرات بلا طيار على شمال غرب باكستان في اطار حملتها
لمكافحة التشدد، وطبقا لمؤسسة نيو امريكا التي ترصد مهام الطائرات بلا
طيار قتل ما يتراوح بين 1561 شخصا و2461 شخصا خلال 254 ضربة تركزت
معظمها في منطقة القبائل المضطربة، وانتقدت باكستان تلك الضربات لانها
تغضب الرأي العام ويصب ذلك في صالح المتشددين، ويقول محللون ان الضربات
التي تستهدف شخصيات كبيرة في صفوف المتشددين لن تكون ممكنة بدون تعاون
المخابرات الباكستانية. بحسب رويترز.
موقف صعب
من جهته حذر ديفيد بترايوس الذي سيتولى في سبتمبر رئاسة وكالة
الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)، من تدهور العلاقة
الأميركية الباكستانية التي تواجه صعوبات حاليا والتي ينبغي على
البلدين العمل عليه، ولفت قائد القوات الحليفة في أفغانستان سابقا في
مداخلة أمام الأكاديمية الدبلوماسية، وهو معهد أبحاث مقره في باريس أن
هذه العلاقة في موقف صعب، وأورد على سبيل المثال قيام القوات الأميركية
بتصفية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، وفي حين وصفنا
هذه العملية ضد بن لادن بأنها نجاح استئثنائي للاستخبارات والقوات
العسكرية، اعتبرتها باكستان اهانة لسيادتها الوطنية، ويتعين علينا
تجاوز ذلك، ورأى أن الباكستانيين لم يكونوا على علم بوجود اسامة بن
لادن على أراضيهم، وأوضح لم نحصل على معلومة استخباراتية في هذا
الموضوع، وأضاف المسئول الأميركي أيا يكن مستوى تعقيد الروابط، ينبغي
علينا مواصلة العمل على هذه العلاقة والاعتراف بما قام بها حلفاؤنا
الباكستانيون وخسارتهم آلاف الجنود والشرطيين واعمال العنف التي اصابت
مدنييهم، وقال أيضا إن الباكستانيين هم أول من ينبغي أن يقول أن هناك
حدودا لما يمكنهم القيام به، وتطرق ضمنا إلى حاجة الولايات المتحدة
والمجتمع الدولي لمساعدة هذه الدولة في مكافحتها لإرهاب القاعدة
وطالبان. بحسب فرانس برس.
كما نقل عن وزير الدفاع الباكستاني قوله ان بلاده منعت الولايات
المتحدة من استخدام قاعدة جوية في جنوب غرب باكستان لاطلاق هجمات
بطائرات بلا طيار على جماعات المتشددين، يأتي هذا التطور في وقت ما
زالت فيه العلاقات بين البلدين متوترة، ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن
وزير الدفاع احمد مختار قوله ان باكستان انهت الطلعات الامريكية
بطائرات بلا طيار انطلاقا من قاعدة شمسي في اقليم بلوخستان بجنوب غرب
باكستان، وتفيد تقارير منذ وقت طويل ان القاعدة كانت منطلقا للحرب غير
المعلنة على المتشددين، وقال مختار للصحيفة "لم تعد تنطلق طلعات جوية
امريكية من قاعدة شمسي، واذا تعين قيام طلعات من القاعدة فلن تكون الا
طلعات باكستانية"، ومنذ تولى الرئيس باراك اوباما منصبه اشتدت الضربات
بطائرات بلا طيار وتركزت على منطقة وزيرستان في شمال غرب باكستان وهي
معقل للمتشددين من شتى انحاء العالم، وتزايدت الهجمات منذ مقتل اسامة
بن لادن على يد قوات خاصة امريكية الامر الذي عزز الشكوك في الولايات
المتحدة بان عناصر في المؤسسة الامنية لباكستان ربما ساعدت في اخفاء
ابن لادن.
خفض المساعدات
من جهة اخرى من المرجح أن يحدث قرار الولايات المتحدة بتعليق
المساعدات العسكرية لباكستان والتي تبلغ 800 مليون دولار وقيعة بين
البلدين بشكل أعمق يحول دون الزام الجيش الباكستاني بمحاربة طالبان
والقاعدة بشدة أكثر على أراضي البلاد، وأكد وليام دالي كبير موظفي
البيت الابيض تقريرا لصحيفة نيويورك تايمز أن ادارة باراك أوباما حجبت
ملياري دولار من المساعدات الامنية في ابداء للاستياء من خفض باكستان
لعدد المدربين العسكريين الامريكيين ووضع قيود على اصدار التأشيرات
للامريكيين وغيرها من المنغصات في العلاقات الثنائية، وقالت الصحيفة ان
الولايات المتحدة تقدم نحو 300 مليون دولار سنويا تعويضا لباكستان على
نشر اكثر من 100 ألف جندي بامتداد الحدود مع أفغانستان لمحاربة
المتشددين، ويغطي التمويل مجالات أخرى للتدريب والمعدات العسكرية، وقال
الميجر جنرال اطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني "لن تتأثر
العمليات القبلية" جراء سحب المساعدة الامريكية، وتابع "يمكن ان نقوم
بعملياتنا الخاصة دون دعم خارجي"، وأضاف أن بعض المساعدات كانت تعويضا
عن المال الذي أنفق بالفعل على عدة عمليات على الحدود الافغانية وليس
مالا للعمليات في المستقبل، ومضى يقول "لا أعتقد أنه سيكون هناك أثر
كبير من هذا"، وقال السفير الباكستاني السابق في الولايات المتحدة وهو
الميجر جنرال المتقاعد محمود دورام ان حجب واشنطن هذه الاموال سيكون
مضرا للعلاقات مما يظهر رأيا واسع النطاق في باكستان مفاده ان باكستان
كانت تخوض الحرب بالنيابة عن الولايات المتحدة وأن على واشنطن دفع
مقابل ذلك، ومضى يقول "هذا شيء يجب أن يدفعوا مقابله واذا لم يفعلوا
ذلك فسيكون مخالفا للاتفاق وانتهاكا للثقة"، تمر العلاقات الامريكية
الباكستانية بحالة من التراجع منذ العام الماضي لكن وتيرة الانحدار
تسارعت بعد قتل متعاقد في وكالة المخابرات الامريكية (سي.اي.ايه)
لاثنين من الباكستانيين في لاهور في يناير كانون الثاني والعملية التي
شنتها الولايات المتحدة لقتل أسامة بن لادن والتي تقول باكستان انها لم
تكن على علم بها وانها انتهاك لسيادتها. بحسب رويترز.
وتطالب باكستان بخفض عدد الافراد العسكريين الامريكيين في باكستان
والتزمت الولايات المتحدة بذلك، كما تريد الولايات المتحدة خفض عدد
مسؤولي المخابرات الامريكيين، وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري
كلينتون في الشهر الماضي ان واشنطن ليست مستعدة لمواصلة المستويات
ذاتها من المساعدات العسكرية لباكستان ما لم تشهد قدرا من التغير في
العلاقة، وتريد واشنطن أن يقطع الجيش الباكستاني العلاقات مع الجماعات
المتشددة التي رعتها في الماضي وأن تشن عمليات برية على منطقة وزيرستان
الشمالية التي أصبحت مرتعا للمتشددين من أنحاء العالم، وتقول باكستان
انها تبذل كل ما في وسعها لمحاربة المتشددين بما في ذلك تمرد دموي في
الداخل أسفر عن مقتل الالاف، وقللت عائشة صديقة وهي خبيرة في شؤون
الجيش الباكستاني من شأن أثر هذا الخفض على الجيش قائلة ان الخفض "ليس
كبيرا لدرجة تؤدي لتغيير السياسات على الفور"، ومضت تقول "هل سيؤثر
بصورة كبيرة على العمليات، لا أعتقد ذلك"، لكن صديقة قالت ان هذا الخفض
الامريكي للمساعدات ربما يؤثر على الباكستانيين بشكل يجعلهم يقومون بما
هو مغاير تماما لما يدفعهم الامريكيون للقيام به، وأضافت أن الخفض في
التدريب وقطع الغيار والمعدات الخاصة ربما يدفع الجيش الباكستاني
للتفاوض مع الجماعات المتشددة بدلا من محاربته، وأردفت قائلة "اذا ما
انهارت الشراكة، فلن ينظر لباكستان على أنها تخوض الحرب بالنيابة عن
أمريك، ويمكن التفاوض مع الجماعات المتشددة في ذلك الحين"، لكنها أضافت
أن هذا يعني أن الجيش سيسعى الى التقاط الانفاس بينما يعيد شكل التوازن
الذي أبقى عليه لنحو عشر سنوات، بمعنى أنه سيشن عمليات عسكرية للابقاء
على حالة الترنح للمتشددين (مع استمرار تدفق الاموال الامريكية) لكنه
سيتجنب في الوقت ذاته مهاجمة المتشدددين الذين يستهدفون قوات حلف
الاطلسي في أفغانستان بشكل شامل.
وقالت "لن يكون هناك تغيير كبير في الاستراتيجية"، لكن في حين أن
الجيش يمكنه أن يتحمل العاصفة فان الاقتصاد الباكستاني ربما يتضرر اذا
حجبت واشنطن ما تطلق عليه أموال صندوق دعم التحالف، وهذا الصندوق ليس
مساعدات وانما تعويضات للاموال التي أنفقت بالفعل على العمليات
العسكرية وهي تذهب الى الخزانة العامة، لذلك فان حجب هذه الاموال لن
يضر بالجيش وانما سيسبب المزيد من المشكلات للشؤون المالية للبلاد في
وقت تواجه فيه تراجعا حاد، وترى صديقة أن هذا جزء من المواجهة الخطيرة
بين الولايات المتحدة وباكستان، فقد تخلت واشنطن عن فكرة استرضاء
الباكستانيين وهي الان تعتمد على الوضع المالي الخطير لباكستان
لاستمالتهم، وقالت "امريكا تفهم أن باكستان تحتاج للمال. باكستان تحتاج
للمال، لا يمكنها الابتعاد (عن الولايات المتحدة) لذلك فانها ستغير
موقفها"، وتابعت "المساعدات العسكرية مجرد مؤشر لما يمكن للامريكيين ان
يفعلونه، اذا سحبوا المساعدات الاقتصادية أيضا كل شيء سينفد"، ويمكن ان
تتأثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي يعمل على انعاش اقتصاد
باكستان ببرنامج قروض يبلغ 11 مليار دولار، وقال اصف قرشي المدير في (انفستر
سيكيوريتيز ليمتد) "من الممكن أن يكون الاثر على المدى القصير سياسيا
اكثر منه اقتصاديا لانه يبعث باشارة سلبية عن أن العلاقات الباكستانية
والامريكية ليست على ما يرام في الوقت الحالي"، ومثل الدعم الامريكي
أهمية محورية في التوصل الى اتفاق في نوفمبر تشرين الثاني 2008 للحصول
على قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 11 مليار دولار لباكستان التي
تعاني من ضائقة مالية، وفي أغسطس اب 2010 توقف صندوق النقد الدولي عن
تقديم الاموال بسبب التنفيذ الباكستاني غير المتسق للاصلاحات المالية
التي وعدت الحكومة بتنفيذه، واذا أصبحت العلاقات هشة حقا يمكن لباكستان
أن تسعى الى علاقات أوثق مع الصين "صديقة كل العصور"، وقال مسؤول عسكري
عن فقد المساعدات العسكرية "هناك مصادر اخرى، ربما يكون له أثر لكننا
لا نعتمد على مصدر واحد"، والصين هي أكبر مصدر للاسلحة لباكستان لكن
أغلب المحللين العسكريين يعتبرون الانظمة الامريكية اكثر تقدما.
ليست مهتمة
من جانبه اعلن الجيش الباكستاني انه قادر على القتال بدون مساعدة
اميركية، موضحا انه لم يبلغ رسميا بقرار الولايات المتحدة تجميد
مساعدات عسكرية لباكستان بقيمة 800 مليون دولار، وقال الناطق باسم
الجيش اطهر عباس ان "الجيش خاض ويخوض عمليات ناجحة مكتفيا بموارده دون
اي دعم خارجي من اي نوع"، واضاف "لم نتلق اي تبليغ رسمي او مذكرة بشأن
هذا الامر"، وكان كبير موظفي البيت الابيض وليام ديلي اكد في مقابلة
تلفزيونية ان الولايات المتحدة قررت تعليق قرابة ثلث مساعداتها الامنية
السنوية الى اسلام اباد والتي تبلغ قيمتها 2،7 مليار دولار، وكانت
العلاقات بين الحليفين الرئيسيين في قتال القاعدة قد تردت بشكل واضح
بعد قيام قوات اميريكية خاصة بقتل اسامة بن لادن في الثاني من ايار/مايو
في بلدة عسكرية داخل باكستان، ما شكل صفعة للجيش الباكستاني الذي اتهم
اما بالتواطؤ مع المتمردين او بعدم الكفاءة، ولفت عباس النظر الى بيان
"غير عادي" لرئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني بتاريخ
التاسع من حزيران/يونيو يوصي فيه بتوجيه المساعدات العسكرية الاميركية
الى المدنيين، وتشمل المساعدات التي تم تعليقها حوالى 300 مليون دولار
لتعويض باكستان عن تكاليف نشرها اكثر من 100 الف جندي في المناطق
المحاذية للحدود الافغانية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز، وتقول باكستان
ان لديها 140 الف جندي في شمال غربي البلاد يقاتلون طالبان ويزيد عددهم
عن 99 الف جندي اميركي في افغانستان بأكمله، وكانت الولايات المتحدة قد
دعت مرارا باكستان لبذل المزيد من الجهود للتصدي للمقاتلين الاسلاميين
ولا سيما من شبكة حقاني المرتبطة بالقاعدة والتي تستخدم الاراضي
الباكستانية لشن هجمات داخل افغانستان، غير ان الجيش الباكستاني يقول
ان قواته تواجه ضغوطا هائلة بالفعل، ويذكر ان اسلام اباد كانت حليفا
رئيسيا لنظام طالبان الحاكم في كابول في الفترة من 1996 وحتى انضمت الى
الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر
2001. بحسب فرانس برس.
واضاف المتحدث باسم الجيش إن تقارير صحيفة نيويورك تايمز التي تنتقد
الجيش الباكستاني ووكالة المخابرات القوية هي "هجوم مباشر" على امن
باكستان، وانتقد الميجر جنرال اطهر عباس كبير المتحدثين باسم الجيش
الباكستاني تقارير التايمز بشكل متكرر وقال انها جزء من خطة مدروسة من
جانب مسؤولين لم يذكر اسمائهم "لاضعاف الدولة"، وقال في مقابلة شخصية
نادرة للنشر "هذا هجوم مباشر على جهاز امننا ووكالات مخابراتن، نحن
نعتبر جهاز المخابرات الباكستاني جهاز مخابرات استراتيجي، الخط الاول
لدفاعنا"، وكان عباس يرد بشكل محدد على مقال رئيسي لنيويورك تايمز قال
ان هناك دليلا على تواطؤ جهاز المخابرات الباكستاني في ايواء بن لادن
وبصلته بهجمات مومباي عام 2008 التي قتل فيها 166 شخصا وتورطه في خطف
وقتل صحفي موقع صحيفة اسيا تايمز اون لاين سالم شهزاد، وقال عباس "كل
هذه التقارير عبر وسائل الاعلام تنقل عن مسؤولين لا تذكر اسمائهم
ومصادر لا يكشف عنها هي جزء من خطة لتقويض سلطة وقوة الجهاز (الامني)
من اجل اضعاف الدولة"، ودعا المقال الي عزل اللفتنانت جنرال احمد شجاع
باشا رئيس المخابرات الباكستانية وقال "الولايات المتحدة تحتاج الي
استخدام نفودها للتعجيل برحيل السيد باش، جهاز المخابرات الباكستاني
اصبح معاديا للمصالح الباكستانية والامريكية.
كلينتون تزور الهند
على صعيد اخر تأمل وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن توثق
علاقات واشنطن مع الهند القوة العالمية الصاعدة خلال زيارتها لنيودلهي
في حين تحاول تفادي توترات جديدة مع باكستان حليفة الولايات المتحدة،
وتأتي زيارة كلينتون للهند التي استمرت يومين وهي الثانية منذ توليها
وزارة الخارجية في أعقاب زيارة الرئيس الامريكي باراك أوباما في نوفمبر
تشرين الثاني الماضي وتلقي الضوء على تنامي روابط واشنطن مع ثاني أكبر
دول العالم سكانا والتي يبلغ حجم اقتصادها 1.6 تريليون دولار، وتجتمع
كلينتون مع زعماء الهند في "حوار استراتيجي" امريكي هندي وتعقد
اجتماعات دورية تهدف الى ان يبدأ مسؤولون من البلدين العمل معا في
تعاون أكبر، وتتوجه كلينتون بعد ذلك الى ميناء تشيناي في شرق البلاد
الذي أصبح مركزا للتجارة والاستثمار الامريكيين ويضم مصنعا ضخما
لسيارات فورد، ويقول مسؤولون أمريكيون ان زيارة كلينتون ستظهر نطاق
التعاون الذي يتراوح من توسيع نطاق العمل العسكري والمخابراتي الى
تبادل البعثات التعليمية ومشروعات نووية ومشروعات طاقة عالية التقنية،
وستتركز المحادثات أيضا على الخفض المرتقب للقوات الامريكية في
أفغانستان وعلاقة الهند بخصمها التقليدي باكستان مع تنامي مخاوف
نيودلهي عقب هجمات مومباي، ويقول مسؤولون ومحللون سياسيون أمريكيون ان
كلينتون ستحث الهند على عدم اثارة التوترات خوفا من ان أي ردود فعل
مبالغ فيها من جانب نيودلهي قد تؤثر على العلاقات الهشة بالفعل بين
البلدين. بحسب رويترز.
اعتقال مستشار سابق
من جانب اخر قال محامي ثلاثة من رجال القبائل الباكستانية انه أقام
دعوى قضائية باسمهم ضد المستشار القانوني السابق لوكالة المخابرات
المركزية الامريكية لموافقته على شن ضربات صاروخية باستخدام طائرات
بدون طيار قتلت مئات الاشخاص، وتقوم هذه الطائرات المزودة بالصواريخ
بدور أكبر من أي وقت مضى في العمليات الامريكية لمكافحة الارهاب، لكن
باكستان شكت مرارا من الهجمات الامريكية باستخدام الطائرات بدون طيار
قائلة انها تعقد جهود اسلام اباد لكسب دعم الشعب الباكستاني وعزل
المتشددين في المناطق الحدودية، وأشار محامي الرجال الثلاثة شاه زاد
أكبر في عريضة الدعوى الى ان جون ريزو عمل مستشارا عاما لوكالة
المخابرات المركزية الامريكية حتى 25 يونيو حزيران 2009، وقال أكبر في
دعواه التي كتبت باللغة الانجليزية "كان أحد أدواره في وكالة المخابرات
المركزية الامريكية الموافقة على قائمة أشخاص لقتلهم كل شهر في باكستان
على أيدي المخابرات باستخدام الطائرات بدون طيار"، وتابع أكبر في مؤتمر
صحفي حضره واحد من الشاكين الثلاثة انه يحاول استصدار "مذكرة اعتقال
دولية" بحق ريزو، وقالت الدعوى ان ريزو اقر في مقابلة مع مجلة نيوزويك
هذا العام بموافقته على شن ضربات باستخدام طائرات بدون طيار، وقال كريم
خان أحد الشاكين الذي فقد شقيقه وأحد ابنائه في واحدة من ضربات
الطائرات بدون طيار في ديسمبر كانون الاول 2009 "أمريكا تقتل الناس في
المناطق القبلية وتصفهم بأنهم ارهابيون، لسنا ارهابيين، نحن مواطنون
باكستانيون مسالمون". |