عوامل انتشار الجريمة المنظمة

رياض هاني بهار

يمكن تعرف الجريمة المنظمة حسب تعريف منظمة الامم المتحدة بانها جماعة ذات هيكل تنظيمي، مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو أكثر، موجودة لفترة من الزمن وتعمل بصورة متظافرة بهدف ارتكاب واحدة أو أكثر من الجرائم الخطيرة أو الأفعال المجرمة من أجل الحصول بشكل مباشر أو غير مباشر على منفعة مادية.

عوامل نشأة وانتشار الجريمة المنظمة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

أ- ضعف نظام العدالة الجنائية وفسادها: وهو ما يفقد أفراد المجتمع الثقة فيه وفي مدى نجاحه وجدواه ويجعلهم يلجئون للجماعات الإجرامية لتأمين قضاء حقوقهم خاصة التجمعات غير المصنفة سياسيا أو المصنفة بأنها غير مهمة.

ب- نظام حرية السوق: لكونه يوفر مجالا رحبا للحرية التجارية مما يمنح للجماعات الإجرامية فرصة كبيرة لممارسة كافة الأنشطة التي لا تصل إليها أجهزة الرقابة.

ج – الانحلال الاجتماعي: فالتحلل التام من الضوابط الاجتماعية والقانونية ومن باب أولى الأخلاقية يؤدي إلى تفشي الجرائم كالدعارة والمخدرات والقمار والتزوير ويمكن القول عموما إن انهيار منظومة القيم الأصيلة والأخلاق الفاضلة وجنوح الأفراد إلى الربح السريع أيا كان مصدره، وكذلك انهيار منظومة التربية وتفاقم ظاهرتي الأمية والبطالة واتساع الهوة بين الطبقات الاجتماعية والتمييز داخل المجتمعات على أسس حزبية، إقليمية، جهوية، عرقية، أو طائفية، وتفكك الروابط الأسرية.

د – الفساد الإداري: إذ يساعد تفشي ظاهرة الرشوة وفساد الإدارة على سيطرة المنظمات الإجرامية على أجهزة الحكم وابتزاز المسؤولين القائمين عليه.

هـ – الحروب: نظرا لتعطيلها للنظام والقانون وأجهزة العدالة الجنائية فإنها تخلق مجالا واسعا للتجارة غير المشروعة بالسلاح والممتلكات الفكرية والآثار كما هو الشأن في العراق بعد الاحتلال.

و – الأقليات غير المنتمية للمجتمع: باعتبار أن هذه الأخيرة تصطدم بالنظام السياسي حين تحرص على انتمائها للقومية الأصلية فإنها تسعى لتكوين سياج أمني واجتماعي يحميها من تسلط النظام وعادة ما تعتمد في ذلك على المساعدات الخارجية والتي غالبا ما يكون مصدرها الجماعات الإجرامية المنظمة كمنفذ تدخل من خلاله للمجتمع لممارسة نشاطاتها.

للجريمة المنظمة عدة سمات يمكن خلاصتها بالاتي:

 1 - أن الجريمة المنظمة هي جريمة خطيرة، وكثيرا ما تنطوي على استخدام العنف في سبيل تحقيق غاياتها، والمقصود بالخطورة هنا هو أن تكون هذه الأفعال يعاقب على ارتكابها بالحرمان من الحرية باعتبارها من الجنايات المهمة.

2 - إن هذه الجرائم ليست جرائم فردية، بل تقوم بها جماعات إجرامية منظمة بمعنى أن هذه الجماعات تتوفر على هيكل تنظيمي ويتسم تكوينها بنوع من الاستمرارية.

3 - يكون الهدف من القيام بالجريمة المنظمة في الأساس تحقيق منافع مالية أو الحصول على أية منافع مادية أخرى. فالجريمة المنظمة تقوم على حسابات عقلانية، فهي تتجه دوما حيث توجد الأموال، وحيث يوجد أقل قدر من المخاطر، لأنها مبنية على حسابات الربح والخسارة.

4 - تتسم الجريمة المنظمة بمرونتها الفائقة في قدرتها على تخطي حدود الدولة والعمل على تجنيد الفاعلين في دول اخرى، وتنظيم شبكات إجرامية تعمل على المستوى الوطني أو القاري ومنها التي تمتد نشاطها لعدة بلدان.

لذلك نجد أن السمات السالفة الذكر تنطبق على الكثير من الجرائم ومنها:

1. غسل الأموال والرشوة والفساد الإداري والمالي.

2. الأنشطة غير المشروعة بالمواد المخدرة.

3. التربح غير المشروع في سوق الأوراق المالية.

4. الاتجار غير المشروع بالأشخاص لا سيما بالنساء والأطفال.

5. الاتجار بالسيارات المسروقة.

6. انتهاك حقوق الملكية الفكرية قرصنة المنتجات وسرقة العلامات التجارية.

7. الاتجار بالأعضاء البشرية والاستيلاء على الآثار والاتجار غير المشروع بها.

8. الاعتداء على البيئة ونقل النفايات الخطيرة والمواد الضارة.

9. جرائم اعاقة سير العدالة.

10. الجرائم المعلوماتية المرتبطة بالفضاء السيبرنيتي مثل تزوير البطاقات البنكية والائتمانية واقتحام وسرقة الحسابات البنكية والبرامج المعلوماتية إلى غير ذلك من الجرائم التي يفسح التطور التكنولوجي أمامها آفاقا واسعة.

* عميد شرطة متقاعد

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/آب/2011 - 6/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م