الذاكرة... سر الالغاز وتوليد الافكار

إعداد : كمال عبيد

 

شبكة النبأ: نعمة يتميز بها الانسان عن سائر المخلوقات هي العقل وجوهره الذاكرة، التي تعد مركزا لتوليد الافكار البشرية على اختلافها ومصنعا للمهارات المتنوعة، مثل حل الالغاز وتوليد حلول المشكلات واسترجاع الذكريات المخزنة في ارشيفها، حيث ان  نحافة البدن ومطالعة الكتب باستمرار وحتى زيارة الاصدقاء وتبادل اطراف الحديث معهم تزيد من قابلية الذاكرة و استعادة المعلومات، فيما تؤدي السمنة وتراكم الاحماض الدهنية الى ظهور اضطربات فيها قد تؤدي الى امراض الذاكرة المتنوعة كخرف الشيخوخة وفصام الشخصية وغيرها، فعندما يصحّ الجسم يصح العقل ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، وبذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

الكتب تنشط الذاكرة

حيث فجأة يجد المتقاعدون الجدد أنفسهم أمام متسع من وقت الفراغ، لذ تقول أورسولا لينز، من الرابطة الوطنية الألمانية لمنظمات رعاية المسنين، إن القراءة تحافظ على يقظتك الذهنية وتساعدك على مواكبة الأحداث الجارية، فمع التقدم في العمر، يواجه المرء بعض الصعوبات مثل ضعف البصر أو مشكلات في التركيز، ومن ثم فإن الخبراء يشجعون كبار السن على عدم الإقلاع عن القراءة والتكيف مع قدراتهم، يرى الأطباء أن هناك فوائد عديدة لكبار السن في قراءة الكتب والصحف. وتقول لينز: إنها تمثل نوعا خاصا من النشاط العقلي الذي يتطلب عادة مستوى أعلى من التركيز مقارنة بمشاهدة التلفزيون، القدرة على تحويل الكلمات إلى صور ذهنية لها أثر إيجابي على الأداء الإدراكي، وتشير زيمونه هيلك، من منظمة الترزهيلفه الألمانية التي تساعد على تطوير استراتيجيات لرعاية المسنين والترويج لها، إلى أن القراءة أيضا تساعد على تحسين المفردات واستخدام اللغة والقدرة على التركيز.

ويقوم المخ ببناء مشابك وروابط جديدة بين الخلايا العصبية، عندما يتم تحفيزه مثلما يحدث أثناء القراءة على سبيل المثال، ورغم ذلك ، لا تكفي قراءة كتاب مرة واحدة كل عام، ويوصي جوجول بقراءة كتب تتناول موضوعات تحظى باهتمام خاص لدى القارئ. فإذا كانت الروايات الطويلة تبدو عملا شاقا للغاية، حاول قراءة رواية قصيرة أو مجموعة من القصص القصيرة ، ولكن يتعين عليك قبل القراءة زيارة طبيب عيون لعلاج أي مشكلة في النظر.

أظهرت دراسة ألمانية نشرت نتائجها مؤخرا أن ما يقرب من 55% من الأشخاص الذين يتجاوزون الستين عاما يجدون صعوبة في القراءة لفترات طويلة. ويقول نحو 20% إنه يجب أن يأخذوا فترات راحة من القراءة لإراحة عيونهم، أجري هذه الدراسة منظمة شتفتونج ليزين الألمانية المعنية بالتشجيع على القراءة .

من أجل تلبية احتياجات كبار السن ، تطبع دور النشر كتبا بخطوط كبيرة ومسافات أكبر بين السطور. وتشير أورسولا لينز إلى أن البحث عن الكتب المطبوعة بخطوط كبيرة في المكتبات أمر يستحق الاهتمام والجهد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ولكن بغض النظر عن مسألة القراءة ، هناك أمر آخر مهم، ألا وهو إمكانية تبادل الآراء حول الكتاب مع أناس آخرين. فسواء أكانت المادة المقروءة مجلة اجتماعية أو أحد كتب الأدب الراقية أو صحيفة يومية، دائما ما يكون هناك شيء ما يستحق الحديث عنه، كما ينبغي على أي شخص يشعر بالوحدة التفكير بشأن الانضمام إلى مجموعة من القراء يتناقشون حول الكتب التي يقرؤونها.

اضطرابات الذاكرة

وفي سياق متصل أظهرت دراسة بريطانية جديدة أن الأشخاص الذين يعانون مشكلات في الذاكرة قد يكونون معرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بسكتات دماغية.

ونقل موقع ساينس ديلي العلمي الأميركي عن الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعة الاباما البريطانية ابراهام لتر أن الدراسة أظهرت أننا قد نأخذ فكرة أفضل حول من هم أكثر عرضة للسكتات عن طريق اختبارين بسيطين عبر تقييمنا للأشخاص الذين قد أصيبوا سابقاً ببعض مخاطر هذه السكتات، ورأى أن إيجاد طرق لمنع السكتات وتحديد الأشخاص المعرضين للإصابة بها هو أمر مهم للصحة العامة، وقد أعطى الباحثون اختبارين لأشخاص تخطت أعمارهم 45 عاماً ولم يكونوا قد أصيبوا أبداً بالسكتات الدماغية، وتواصلوا معهم مرتين في العام لمدة 4.5 أعوام لمعرفة إن كانوا قد أصيبوا بهذه الحالة. وقد أجري اختبار الطلاقة اللفظية لـ14842 شخصاً، الذي يقيس مهارة الأداء التنفيذي للدماغ، وخضع 17851 آخرون لاختبار تذكر. وخلال الدراسة أصيب 123 شخصاً ممن خضعوا لاختبار الطلاقة اللفظية، و129 ممن خضعوا لاختبار الذاكرة بسكتات دماغية. بحسب يونايتد برس .

وتبيّن أن من سجّلوا معدل 20٪ في اختبار الطلاقة اللفظية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية بـ 3.6 مرات، مقارنة بمن تخطوا هذا المعدّل، أما من خضعوا لاختبار الذاكرة، فمن سجلوا معدّل 20٪ كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتات 3.5 مرات مقارنة بمن تخطوا هذا المعدّل.

رسم تعقيدات المخ

من جانب اخر يقول علماء انهم اقتربوا خطوة من تطوير نموذج بالكمبيوتر للمخ بعد التوصل لطريقة لرسم وصلات الخلايا العصبية ووظائفها في المخ سويا للمرة الاولى.

وفي دراسة وصف باحثون من جامعة لندن البريطانية طريقة طورت في الفئران اتاحت لهم جمع المعلومات عن وظيفة الخلايا العصبية مع تفاصيل عن وصلاتها، وتمثل الدراسة جزءا من مجال وليد لابحاث العلوم العصبية يعرف باسم علم رسم الوصلات العصبية في المخ، ومن خلال فك ألغاز هذه الوصلات والقدرة على رسمها -ومعرفة كيفية تدفق المعلومات عبر دوائر المخ- يأمل العلماء في فهم كيفية تولد الافكار والفهم في المخ وكيف يلحق الضرر بهذه الوظائف في امراض مثل خرف الشيخوخة وانفصام الشخصية والسكتة الدماغية، وقال توم مرسيك فلوجل الذي قاد الدراسة "سنبدأ في فك الغاز تعقيد المخ.

واضاف "بمجرد ان نفهم وظيفة الخلايا العصبية واتصالها عبر طبقات مختلفة من المخ يمكننا ان نبدأ في تطوير محاكاة بالكمبيوتر لكيفية عمل هذا العضو المهم، لكنه قال ان انجاز هذا الامر سيحتاج الى سنوات كثيرة من عمل العلماء وقدرة معالجة هائلة بالكمبيوتر، وفي تقرير عن بحثه اوضح مرسيك فلوجل كيف ان رسم وصلات المخ ليس انجازا صغيرا.

وقال تفيد التقديرات بوجود حوالي مئة مليار خلية عصبية او نيورون في المخ تتصل كل منها بالاف الخلايا العصبية الاخرى مما يشكل حوالي 150 تريليون وصلة، وتساءل قائلا "كيف نفهم طريقة عمل الدوائر العصبية في المخ، واضاف "نحتاج اولا لفهم وظيفة كل خلية عصبية ومعرفة خلايا المخ الاخرى التي تتصل بها، وركز فريق مرسيك فلوجل في دراسته على الرؤية وفحص القشرة المرئية لمخ الفأر التي تحتوي على الاف الخلايا العصبية وملايين الوصلات المختلفة.

وباستخدام تصوير عالي التحديد تمكن الباحثون من اكتشاف أي من هذه الخلايا العصبية يستجيب لمحفز خاص، واستخدم العلماء شريحة من نفس النسيج وعرضوا مجموعات فرعية من الخلايا العصبية لتيارات صغيرة لمعرفة أي خلايا تستجيب واي منها مرتبط عبر الوصلات.

ومن خلال تكرار هذا الاسلوب مرات كثيرة تمكن الباحثون من التعرف على وظيفة واتصال مئات من الخلايا العصبية في القشرة المرئية للمخ.

ويأمل الباحثون ان يمكنهم من خلال استخدام هذه الطريقة البدء في رسم مخطط للاتصال في منطقة من المخ ذات وظيفة خاصة مثل القشرة المرئية. وينبغي ان تساعد هذه الطريقة الباحثين ايضا في رسم كيفية اتصال المناطق المختصة باللمس والسمع والحركة. بحسب رويترز.

وقال جون وليامز رئيس العلوم العصبية والصحة العقلية في مؤسسة ويلكم تراست الطبية الخيرية التي ساعدت في تمويل الدراسة ان فهم اساليب العمل الداخلية للمخ يمثل احد "الاهداف النهائية" للعلم، واضاف تقدم هذه الدراسة المهمة لعلماء الاعصاب احدى الادوات المهمة التي ستساعدهم في البدء في الابحار في المشهد الطبيعي للمخ ومسحه.

تخفيف الوزن و تحسن الذاكرة

في حين قال باحثون أميركيون إن جراحات تخفيف الوزن تساهم في تحسين الذاكرة وتزيد القدرة على التركيز، وذكر موقع هلث دي نيوزأن دراسة أجراها باحثون من جامعة كنت في أوهايو

أظهرت أنه يمكن عكس آثار زيادة الوزن على الذاكرة بعد الخضوع إلى عملية تخفيف الوزن.

وقد خضع أشخاص يعانون من البدانة إلى فحوص لتبيان قدراتهم العقلية شملت قراءة لائحة من الكلمات والأرقام التي طلب منهم تذكرها في وقت لاحق.

وظهر أنهم يعانون ضعفاً في الذاكرة والتركيز، وبعد 12 أسبوعاً على خضوعهم لجراحة تخفيف الوزن، التي فقدوا من خلالها ما معدله 22 كيلو، ظهر أن مستويات الذاكرة والتركيز عادت إلى طبيعتها، وقال الباحث جون غونستاد إن الدراسة تمنح الأشخاص الذين يعانون من البدانة دافعاً إضافياً لفقدان الوزن. بحسب يونايتد برس.

وشملت الدراسة 150 شخصاً يبلغ معدل وزنهم 136 كيلوغراماً، وقد خضع 109 منهم لعملية جراحية لتخفيف الوزن، معظمها عمليات ربط معدة، وظهر أن ذاكرة الأشخاص الذين لم يخضعوا للعملية لم تتحسن، وقال الباحثون إنهم لم يحسموا بعد ما إذا كان فقدان الوزن أو عوامل متعلقة بالجراحة تساهم في تحسين الذاكرة.

النشاط الاجتماعي

فيما أظهر بحث جديد أن زيارة الأصدقاء وحضور الحفلات والذهاب إلى دور العبادة، كلها أمور جيدة وتعود على الدماغ بالفائدة كما لعبة البازل، وذكر موقع لايف ساينس الأميركي أن الباحثين في مركز راش لمرض الزهايمر، وجدوا أن النشاط الاجتماعي المتكرر قد يساعد على منع أو تأخير التراجع الإدراكي، عند التقدم في السن، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة بريان جيمس، إنه من المنطقي التفكير في أنه لدى تراجع القدرات الإدراكية عند الشخص، يصبح على الأرجح أقل رغبة في الخروج ولقاء الأصدقاء، والتمتع برحلات التخييم، والمشاركة في أندية اجتماعية وإن تراجعت الذاكرة وقدرات التفكير فإن النشاط الاجتماعي يصبح صعباً. بحسب يونايتد برس.

لكن الباحث أشار إلى أن الدراسة أظهرت أن النشاط الاجتماعي نفسه يؤدي إلى مشكلات إدراكية. وشمل البحث 1138 مسناً قارب معدل عمرهم 80 عاماً، ولم يكونوا يعانون بداية أي مشكلات إدراكية. وخلال خمس سنوات، تبين أن من ينشطون اجتماعياً بشكل أكبر ظهر لديهم معدلات منخفضة من التراجع الإدراكي، تساوي ربع معدل التراجع الإدراكي الذي عاناه الأشخاص الأقل نشاطاً اجتماعياً.

شفرة الموجات الدماغية

كما يبدو يعتقد باحثون بريطانيون أنهم باتوا أقرب من قراءة أدمغة الأشخاص بعد أن فكهم شفرة الموجات الدماغية البشرية، وأن الباحثين في جامعة "غلاس غو" تمكنوا من فك شفرة المعلومات التي تحملها الموجات الدماغية المتعلقة بالرؤية.

وقد طلب الباحثون من المتطوعين تحديد الانفعالات المختلفة في صور لوجوه بشرية، وقاسوا بعدها الموجات الدماغية لهم عن طريق تقنية خاصة.

ولدى مقارنتهم للإجابات مع الموجات الدماغية التي سجلوها، تمكن العلماء من فك شفرة نوع المعلومات التي تحملها هذه الموجات المتعلقة بالرؤية. بحسب يونايتد برس.

ووجد الباحثون أن موجات بيتا حملت معلومات تعلق بالعيون، بينما موجات ثيتا حملت موجات تتعلق بالفم، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة فيليب سكينز ما فعلناه هو أننا وجدنا طريقة لفك شفرة الموجات الدماغية لتحديد الرسائل التي تحملها، وأضاف أن هذا البحث قد يودي إلى تطورات أخرى في هذا المجال.

منطقة في الدماغ تساهم في فهم سريع لأي مشهد يراه المرء

الى ذلك اكتشف علماء أميركيون منطقة في الدماغ تحدد قدرة المرء على فهم أي مشهد يراه حتى وإن كان جديداً خلال جزء من الثانية،وقال بروفيسور علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا إيرفينغ بيدرمان ان الإنسان قادرعلى فهم مشهد بكامله، حتى وإن كان جديداً، بسرعة أكبر من فهم الأمور عند النظر إلى شيء تلو الآخر.

وأضاف ان المفتاح في هذا الأمر يمكن في قدرة الدماغ على فهم الأشياء المتفاعلة مع بعضها البعض في مشهد معين بشرعة أكبر من فهم أشياء غير مترابطة. بحسب يونايتد برس.

واستخدم الباحثون تقنية التحفيز المغناطيسي لتحديد منطقة في الدماغ مسؤولة عن تمكن المرء من فهم المشهد الذي يراه بسلارعة فائقة،وأوضحوا ان هذه المنطقة تقع في مركز فهم ما يبصره المرء أي بين الأذن وأسفل الجمجمة وتعرف باسم Lateral Occipital Cortex.

زيادة الدهون و النسيان

على صعيد مختلف حاول ويلسون ألفارادو، بعد أن تاه في الطريق إلى حديقة قرب منزله الذي يسكنه منذ 30 عاما، طمأنة زوجته باتريشيا على سلامة ذاكرته، غير أنها بدأت تقلق فعلا، عندما اتصل بها بعد أشهر من أحد المتاجر يسألها عن سبب وجوده هناك.

وفي بادئ الأمر، اعتقدت باتريشيا، أن زوجها تقدم في السن، وقالت "والدتي كانت تعاني من مرض الزهايمر، وكان أغلب الظن أنه أصيب به أيضا، واتضح لاحقا بعد زيارة الأطباء أن ويلسون يعاني تليف الكبد، تماما مثل ذلك الذي يصاب به بعض مدمني الكحول، ولكن في حالته، فإن الدهون هي السبب، وهي التي قادت في النهاية إلى حالته تلك، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن ثلث الأميركيين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة.

ويقول الأطباء إنهم بدأوا يرون المزيد من المرضى مثل ويلسون،ويقول الدكتور نعيم الخوري طبيب الكبد في مستشفى كليفلاند "هناك أعدادا كبيرة من المرضى نراها تعاني من هذه المشكلة،" بينما يضيف زميله الدكتور وليام كاري أن "لم نكن نعرف هذا المرض منذ 30 عاما، والآن إنه أحد أكثر أمراض الكبد الأكثر شيوعا في أميركا. بحسب السي ان ان.

ويعاني نحو ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وفقا لمايكل كاري طبيب الكبد في المركز الطبي "بيت إسرائيل ديكونيس" في بوسطن، وقال كاري معظم هؤلاء الناس، نحو 80 في المائة منهم، لن تتطور أمراضهم لتصبح خطيرة، بينما نسبة الـ20 في المائة الأخرى، ستصاب بمرض يسمى "ستيتوهيباتيتس" غير الكحولي، أو ما يعرف باسم "ناش، ويتابع من هؤلاء، فإن حوالي 20 إلى 30 في المائة ستططور أمراضهم لتصبح تليفا في الكبد، حيث العلاج الحقيقي الوحيد هو زراعة الكبد.

كبسة زر

وقد يصبح إصلاح الذاكرات المصابة بعيوب يوماً ما سهلاً جداً ككبسة زر، وفقاً لعلماء استطاعوا استعادة وظيفة الدماغ عند الجرذان حتى تلك التي اقتيدت للنسيان التام.

وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن الباحثين في جامعتي "جنوب كاليفورنيا" "وويك فورست" استخدموا بالاعتماد على بحث سابق بشأن منطقة الحُصين الدماغية، نظاماً كهربائياً لمضاعفة الإشارات العصبية المرتبطة بالذاكرة وأوقفوا ثم شغلوا ذاكرات الجرذان الخاضعة للبحث، وقال الباحث نيكولاس سكيف من جامعة "ويل كورنل مديكال" الأميركية "يبدو في الواقع هذا خطوة حقيقية.. باتجاه جهاز مستقبلي قد يكون حقيقياً بالفعل.. الأمر ما زال مبكراً لكن يبدو من حيث المبدأ أن شيئاً كهذا قد يعيد جزئياً عمل الحصين إن كان في وضع غير متضرّر بشكل كامل، وأجرى الباحثون دراستهم على 45 جرذاً استطاعوا أن يوقفوا لديه عبر دواء محدّد التفاعل العصبي الطبيعي بين المنطقتين الأساسيتين في الحصين اللتين تغيران الذاكرة القصيرة الأمد إلى ذاكرة طويلة الأمد خلال عملية التعلم. بحسب يونايتد برس.

واستطاع العلماء بعدها أن يستعيدوا وظيفة الحصين هذه عن طريق جهاز كهربائي برمج لمضاعفة الوظيفة التشفيرية للذاكرة في منطقتي الحصين، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة تيودور برغر اكبس المفتاح تتذكر الجرذان اقفله تنسى، وقد تساعد نتائج الدراسة مرضى الزهايمر والمصابين بسكتات باستعادة وظائف الدماغ التي خسروها.

محو الذكريات المحرجة

يبدو أن الذاكرة الانتقائية موجودة فعلاً عند الإنسان، حتى ان علماء سويديين، قالوا إن بإمكان الناس أن يدربوا أدمغتهم على محو الذكريات المحرجة من ذهنهم. وذكرت صحيفة دايلي مايل البريطانية ان علماء من جامعة لاند السويدية أجروا دراسة استنتجوا من خلالها أن قمع الذكريات السيئة وقتاً طويلاً يمكن أن يسهم في نسيانها نهائياً. واستخدم العلماء المسح المقطعي لمراقبة أجزاء من الدماغ، تنشط عندما يحاول متطوعون نسيان شيء ما. وتمكن العلماء من تحديد الوقت الذي تنسى فيه الذكريات، وزعموا أن القمع الطويل لذكريات محددة هو الطريقة المؤكدة لمحوها بشكل دائم. وقال الفريق الذي أجرى الدراسة ان التحكم جيداً بهذه التقنية يمكن أن يكون مفيداً للأشخاص الذين يشكون الاكتئاب أو اضطراب إجهاد ما بعد التعرض لأزمة، وقال معد الدراسة الرئيس غيرد والدهاوسر نحن نعلم ان المشاعر المنسية أو المقموعة غالباً ما تظهر في ردات فعل فيزيولوجية، وتم تدريب متطوعينا على نسيان معلومات. بحسب يونايتد برس.

وأضاف ان دراستنا لم تظهر فقط ان بإمكاننا نسيان أمور معينة، وإنما تمكنّا من التقاط الوقت المحدد الذي تنسى فيه الذكريات وتفرض حالة من النسيان على الدماغ، وأشار إلى انه كلما قمعت المعلومات بشكل متكرر بات من الأصعب استعادتها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/آب/2011 - 3/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م