شبكة النبأ: تعتبر السفارة الاميركية
في العراق هي السفارة الاكبر في العالم ويتوقع ان تضم الاف الاشخاص على
هيئة دبلوماسيين وموظفين. وكان السفير الاميركي في العراق جيمس جيفري
اشار الى انه طلب للعام 2012 موازنة لسفارته قدرها 6,2 مليار دولار،
مشيرا الى اهمية هذه الاموال في المساعدة على تنمية العراق، البلد
الاساسي في سد الاحتياجات العالمية في مجال الطاقة.
وتعتزم السفارة الاميركية في بغداد مضاعفة عدد موظفيها في 2012
ليبلغ 16 الف موظف، وذلك بهدف تولي عدد من المهام الموكلة حاليا الى
الجنود الاميركيين الـ50 الفا الذين لا يزالون في العراق وسيغادرونه
نهاية هذا العام.
في الاخبار العراقية حول موضوع السفارة ذكرت بعض المصادران وزارة
الخارجية الاميركية اتفقت مع شركة حمايات بتامين جيش من المرتزقة
تعداده 5500 مقاتل لحماية بعثتها الدبلوماسية في العراق وحماية الشركات
الاميركية في العراق بكلفة تقدر بنحو 9, 2 مليار دولار لمدة 5 سنوات.
وبحسب المصادر، فان الغالبية من جيش المتعاقدين الامنيين هؤلاء
ينتمون الى ما يسمى بفرسان مالطا... فمن هم هؤلاء الفرسان؟
يعود تاريخ الإنشاء الى العام 1099 وهي منظمة عسكرية مسيحية غربية..
كان مفرها الرئيسي في مدينة القدس, ومن ثم رودس ولاحقا مالطا. تلقب
بالإسبتارية ، وشعارها (نؤيد الإخلاص، نؤيد اسلاف الانسانية)، اشتركت
في عدد من حملات الحروب الصليبية مثل:
حصار عسقلان (1153)، معركة أرسوف (1191)، حصار عكا (1291)، حصار
رودس (1480)، حصار رودس (1522)، حصار مالطا (1565)، معركة ليبانتو
(1571)، القراصنة البربر (1607)، وغيرها من الخدمات التي ساهمت في
تقديمها مع القوات البحرية الأوروبية.
عن تاريخ النشأة والظهور تحدثنا موسوعة ويكيبيديا الالكترونية ان
هذه المنظمة نشأت في جزيرة مالطة وعرفت باسم فرسان القديس يوحنا
الأورشليمي وقد انبثقت عن الجماعة الأم الكبيرة والمشهورة باسم فرسان
المعبد والتي كان لها شهرة أيام الحروب الصليبية.
بدأ ظهور فرسان مالطة عام 1070م، كهيئة داعمة، أسسها بعض
الإيطاليين، لرعاية مرضى المسيحيين، في مستشفى (قديس القدس يوحنا) قرب
كنيسة القيامة ببيت المقدس، في فلسطين وظل هؤلاء يمارسون عملهم في ظل
سيطرة الدولة الإسلامية، وقد أطلق عليهم اسم فرسان المستشفى أو
الإسبتارية باللغة الايطاليةHospitaliers تمييزاً لهم عن هيئات الفرسان
التي كانت موجودة في القدس آنذاك مثل فرسان المعبد و"الفرسان التيوتون"
وغيرهم، إلا أنهم ساعدوا الغزو الصليبي فيما بعد.
وكان التزايد الكبير في أعداد الوافدين المسيحيين إلى مدينة القدس
قد زاد في بداية القرن الحادي عشر لاتجاه بعض الإيطاليين للحصول على حق
إدارة الكنيسة اللاتينية من حكام المدينة المسلمين، وكان يلحق بهذه
الكنيسة مستشفى للمرضى والحجاج يسمى مستشفى "قديس القدس يوحنا" كذلك
استطاع تجار مدينة "أما لفي" 1070 م تأسيس جمعية داعمه في بيمارستان
قرب كنيسة القيامة في بيت المقدس للعناية بالاجانب، ومن اسم المستشفى
أطلق عليهم اسم فرسان الإسبتارية في اللغة العربية، ولم يلبث أولئك
الإسبيتاريين أن دخلوا تحت لواء النظام الديري البندكتي المعروف في غرب
أوروبا، وصاروا يتبعون بابا روما مباشرة بعد أن اعترف البابا باسكال
الثاني بتنظيمهم رسميًا في 15 فبراير 1113 م، وهكذا أصبح نظامهم يلقى
مساندة من جهتين: تجار امالفى وحكام البروفانس في فرنسا.
عندما قامت الحروب الصليبية الأولى 1097 م وتم الاستيلاء على القدس
أنشأ رئيس المستشفى (جيرارد دي مارتيز) تنظيماً منفصلاً أسماه "رهبان
مستشفي قديس القدس يوحنا" وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا
مساعدات قيمة للصليبيين وخاصة بعد أن تحولوا إلى نظام فرسان عسكريين
بفضل ريموند دو بوي (خليفة مارتينز) الذي أعاد تشكيل التنظيم على أساس
عسكري مسلح باركه البابا (نوست الثاني) 1130، حتى قيل "إن الفضل في
بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين واستمرار الحيوية في الجيوش الصليبية
يعود بالأساس إلى فرسان الإسبتارية بجانب فرسان المعبد وقد كان تشكيل
تنظيم الإسبتاريين ينقسم إلى ثلاث فئات:
فرسان العدل الذين هم من أصل نبيل (نبلاء) وأصبحوا فرساناً.
القساوسة الذين يقومون على تلبية الاحتياجات الروحية للتنظيم.
إخوان الخدمة وهم الذين ينفذون الأوامر الصادرة إليهم.
وهذا فضلا عن الأعضاء الشرفيين ويسمون الجوادين الذين يساهمون
بتقديم الأموال والأملاك للتنظيم وبفضل عوائد هذه الأملاك وكذلك الهبات
والإعانات (عُشر دخل كنائس بيت المقدس كان مخصصًا لمساعدة فرسان القديس
يوحنا) أخذ نفوذ الفرسان ينمو ويتطور حتى أصبحوا أشبه بكنيسة داخل
الكنيسة.
بتدخل من الكنيسة تم استبدال الجيوش الإسبانية في طرابلس بمحاربين
من فرسان مالطا أو فرسان القديس يوحنا، وتم وضع طرابلس تحت عرش صقليه
وقد صدق البابا (كليمنت السادس) على ذلك في 25 إبريل 1530 ومن ثم أصبح
النظام يمتلك مقرًا وأقاليم جديدة أدت إلى تغيير اسمه في 26 أكتوبر
1530 م إلى "النظام السيادي لفرسان مالطا" ومنذ ذلك الوقت أصبحت مالطا
بمثابة وطنهم الثالث، ومنها استمدوا أسمهم "فرسان مالطا" واستطاع
رئيسهم (جان دي لافاليت) أن يقوي دفاعاتهم ضد الأتراك العثمانيين مصدر
خوفهم وأن يبني مدينة (فاليتا - عاصمة مالطا حاليا) التي أطلق عليها
اسمه وكان مما ساعد على ترسيخ وجودهم في مالطا وقوع معركة ليبانتوا
البحرية 1571م، بين الروم والأتراك مما أبعد خطر الأتراك ووفر لنظام
الفرسان جواً من الهدوء. وقد تميز هذا النظام منذ إقامته في مالطا
بعدائه المستمر للمسلمين وقرصنته لسفنهم حتى كون منها ثروة ولاسيما في
الحصار التاريخي 1565 الذي انتهى بمذبحة كبيرة للأتراك، كما توسع
النظام كثيرًا حتى إن الملك (لويس الرابع عشر) تنازل له في 1652 عن
مجموعة من الجزر في الأنتيل منها: سان كيرستوف، سان بارتليلي، سان
كوزوا، وصدق على ذلك في 1653 إلا أن صعوبة المواصلات مع هذه الجزر اضطر
النظام للتنازل عنها لشركة فرنسية 1655 وظل النظام في مالطا تحت حماية
إمبراطور الدولة الرومانية والكرسي الرسولي وفرنسا وإسبانيا وانتشر
سفراؤه في بعض الدول وهو ما كان يعني اعترافًا بالسيادة الشخصية للسيد
الكبير "للنظام أو رئيس الفرسان".
بقيام الثورة الفرنسية عام 1789 وغزوها إيطاليا فقد الفرسان
الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا وانتهى بهم الأمر
بفقد مقرهم في جزيرة مالطا نفسها وطردهم منها على يد نابليون أثناء
حملته على مصر عام 1798 م، ودخلوا في مرحلة من الشتات والتفرق.
وكان بعض الفرسان الذين تفرقوا عقب طردهم من مالطة على يد نابليون
قد اتجهوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وصادف وصولهم فترة الحروب
الأهلية هناك وشهدت هذه الفترة ظهور منظمة الكو ـ كلوكس ـ كلان، (Ku-
Klux _ Klan) الإرهابية العنصرية، التي كانت تطالب في ذلك الحين
بالدفاع عن المذهب الكاثوليكي وعن سيادة الرجل الأبيض ومنع مساواة
المواطنين السود مع البيض في الحقوق، وتوثقت العلاقات بين فرسان مالطة
الفارين إلى أمريكا، وبين (الكوكلوكس كلان) خصوصا أن الطرفين يتفقان في
المذهب الكاثوليكي.
وقد عاد تنظيم الفرسان بقوة في أوائل التسعينيات، وعقد اجتماعًا في
جزيرة مالطا في أوائل ديسمبر 1990، هو الأول من نوعه، منذ أخرجهم
نابليون بونابرت منها، قبل حوالي قرنين من الزمان، وبلغ عدد الحاضرين
حوالي خمسمائة (معظمهم من القساوسة) ينتمون إلى إثنين وعشرين دولة.
ويقدر عدد المتطوعين الذين يعملون معهم بحوالي نصف مليون شخص، منهم
زهاء مائة ألف في فرنسا وحدها، ومثلهم في ألمانيا الغربية والولايات
المتحدة الأمريكية، وغير المتطوعين في الولايات المتحدة وحدها ألف
وخمسمائة فارس، وقد انضم إلى عضويتها عدد من أصحاب الملايين خصوصا أن
نشاطهم الحالي خيري ويختص بالمستشفيات مما يغري بالتبرع لهم.
وهم مهتمون بإقامة علاقات دبلوماسية مع مختلف الدول حتى إن رئيسهم
(بيرتي) يقول: "إن الدبلوماسية بحد ذاتها ليست من أهدافنا ولكن إقامة
علاقات مع الدول تساعد في تسهيل أعمالنا والحصول على الأدوية والمواد
التموينية ونقلها إلى المناطق المنكوبة، ولاينفي تاريخهم الصليبي إذ
يقول: "نحن لا نخفي شيئا، فنحن منظمة دينية قديمة، ولنا تقاليدنا
وشعائرنا، لذلك فالجانب البروتوكولي والدبلوماسي في غاية الأهمية
بالنسبة لنا، ونحن نبذل جهدنا لتقديم العون للمحتاجين، والقسم الأكبر
منا رجال دين وقساوسة".
وتعتمد دولة الفرسان الجديدة في دخلها على تلقى التبرعات بحجة إنشاء
المستشفيات وعلى بيع طوابع بريدية خاصة بها، وتستفيد أيضا من الشهرة
التي تجنيها من خلال توزيعها تبرعات كبيرة على المستشفيات وسيارات
الإسعاف والأدوية على الدول المختلفة المحتاجة.
وبحسب الموقع الرسمي لدولة فرسان مالطا فإن المقر الرئيسي للمنظمة
حاليا يقع في العاصمة الإيطالية روما، تحت مسمى "مقر مالطا" ويلقب رئيس
المنظمة بـ"السيد الأكبر" وهو حاليا الأمير البريطاني فرا أندرو بيريتي
الذي تقلد رئاسة المنظمة عام 1988، ويعاونه أربعة من كبار المسئولين
وقرابة عشرين من المسؤولين الآخرين، ويقيم السيد الأكبر في روما ويعامل
كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية وينص القانون الدولي
على سيادة دولة فرسان مالطا التي لها حكومتها الخاصة ولها صفة مراقب
دائم في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، كما أن لها ثلاثة أعلام
رسمية لكل علم استخدامه ودلالاته.
وتدار الأنشطة المختلفة للمنظمة عن طريق ستة أديرة رئيسية متفرع
منها خمسة فرعية و 47 جمعية وطنية للفرسان في خمس قارات، وللمنظمة
علاقات دبلوماسية مع 96 دولة على مستوى العالم منها مصر والمغرب
والسودان وموريتانيا، بحسب الموقع الرسمي للجماعة، بينما ليس لها تمثيل
دبلوماسي في إسرائيل.
دولة "فرسان مالطا" هي دولة اعتبارية بكل المعايير؛ فهي بلا أرض
وحكومة أو شعب، وتمثلها 96 سفارة افتراضية حول العالم. ولها في الدول
العربية 6 سفارات، هي: مصر والمغرب وموريتانيا والسودان والأردن
ولبنان، بينما ليس لها تمثيل دبلوماسي في إسرائيل.
ما علاقة فرسان مالطا باحتلال العراق؟ يقول الكاتب الايرلندي سيمون
بيلز ان هناك صلات وثيقة بين الفرسان والمرتزقة الذين يتبعون لمجموعة
شركات برينس المالكة لبلاك ووتر " المياه السوداء". ولعل قرار الحاكم
المدني الامريكي بول بريمر عشية مغادرته العراق 27/6/2004 له دلالات
كبيرة حين أعفى العاملين من أفراد الشركات الامنية من الملاحقة
القانونية ونص على " حرية الشركات الامنية العمل في العراق" ومنحها "
حصانة قضائية ضد ملاحقة القانون".
يقول بيلز وزميلته ماريسا سانتينيرا ان رونالدريغان وجورج بوش الاب
(وهما جمهوريان) من أبرز أعضاء جماعة الفرسان، وأن صلة عائلة بوش بما
فيها جدّه وثيقة بمجموعة الفرسان، ولم يكن حديث الرئيس جورج دبليو بوش
عن " الحروب الصليبية" مجرد زلة لسان أو ذكره "الفاشية الاسلامية" خلال
العدوان الاسرائيلي على لبنان 2006، مجرد سوء اختيار، بل كان جزءً من
التفكير المتطرف والمتعصب لعدد من المراتب العليا في الادارة الامريكية
وللمحافظين الجدد.
لهذا فإن عودة فرسان مالطا الى الواجهة لم يكن صدفة، بل هو اختيار
لأقوى مرتزقة على المستوى العالمي حسب الوصف الذي يطلقه البعض عليهم. |