القرصنة البحرية... حقيقة الإرهاب في أعالي البحار

 

شبكة النبأ: ذكر تقرير إخباري أسترالي أن قراصنة صوماليين جعلوا من ربع المحيط الهندي منطقة محظورة بالنسبة لعلماء البحار.وقالت منظمة الكومنوولث للبحوث العلمية والصناعية إن خدمات التنبؤ بحالة الطقس والخدمات الأخرى ذات الصلة بالأرصاد الجوية تتضرر بشكل كبير من القراصنة الذين يعملون في محيط ألفي كيلومتر من الساحل الصومالي.

وقالت آن تريشر، العالمة بالمنظمة، لصحيفة «ذي سيدني مورنينج هيرالد» إن الوضع «خطير حقا هناك.. لدينا سفن أبحاث مهددة وعلينا تأمينها». وأضافت أن العلم سيعاني كثيرا مادام القراصنة يتمتعون بالحرية في البحار. وقالت: «ليس هناك حل مادام القراصنة يعملون في عرض البحر كما هو الحال الآن، إنه ربع المحيط الهندي».

في هذا الوقت قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان واحدا من بين كل عشرة اطفال في المناطق التي اصابها الجفاف في الصومال يعاني خطر الموت جوعا وهو ما يعادل ضعفي ما كان عليه الوضع في مارس. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ويعتقد ان معدلات سوء التغذية اعلى بشكل كبير في اجزاء أخرى تمزقها الصراعات بوسط وجنوب الصومال حيث سمح لمجموعات اغاثة قليلة بتقديم مساعدات غذائية.وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان «مستويات سوء التغذية ارتفعت الى ذروتها وهي الآن الأعلى في العالم».

هجمات أكبر وأجرأ وأعنف

في السياق ذاته قال المكتب الملاحي الدولي ان هجمات القراصنة على صناعة الشحن العالمية ارتفعت بمقدار الثلث في النصف الاول من العام الحالي وباتت اكثر عنفا اذ يستخدم القراصنة الاسلحة الالية وقاذفات القنابل وأسلحة أخرى.

وعلى الرغم من تزايد الهجمات قبالة ساحل الصومال حيث تنتشر القرصنة ومناطق أخرى فان أعداد عمليات الخطف الناجحة انخفضت وأرجع المكتب الملاحي الدولي هذا الى الدوريات التي تقوم بها قوات بحرية دولية.

وقال بوتنجال موكوندان مدير المكتب الملاحي الدولي في بيان "في الاشهر الستة الماضية هاجم القراصنة الصوماليون عددا من السفن اكبر من اي وقت مضى وهم يخوضون مجازفات اكبر."

وأضاف "في يونيو من العام الحالي وللمرة الاولى أطلق قراصنة النيران على سفن في المحيط الهندي خلال موسم الرياح الموسمية. كانوا فيما مضى يبتعدون (عن المحيط) في هذه الظروف الصعبة. يجب أن يتحلى قائدو السفن باليقظة."

وارتفعت الهجمات على ناقلات الكيماويات والنفط بنسبة 36 في المئة وازدادت عنفا اذ تنطوي على أسلحة الية ومنصات اطلاق قذائف صاروخية. بحسب رويترز.

وذكر المكتب الملاحي الدولي في أحدث تقرير له عن القرصنة والسطو المسلح على السفن أن القراصنة الصوماليين أصبحوا يخرجون في ظروف أسوأ من قبل بما في ذلك موسم الرياح الموسمية.

وارتفعت الهجمات على مستوى العالم الى 266 في الاشهر الستة الاولى من عام 2011 مقابل 196 في نفس الفترة من العام الماضي.

ونفذ قراصنة صوماليون اكثر من 60 في المئة من الهجمات التي كان أغلبها في بحر العرب وسمحت لهم "السفن الام" كبيرة الحجم والمزودة بأسلحة متقدمة بالبقاء في المياه لفترات اطول وشن هجمات على مسافات أبعد من التي كانوا يصلون لها فيما سبق.

وتجني عصابات القرصنة فدى بعشرات الملايين من الدولارات وقد أثارت هجماتهم المتصاعدة في ممرات شحن حيوية المخاوف من رفع تكاليف التأمين وقد يتم تحويل مسارات السفن. وتم تسجيل 50 حادثة في مضايق اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وبحر الصين الجنوبي.

الجزيرة اليمنية

فيما قالت مصادر ملاحية ان قراصنة صوماليين يستغلون جزيرة سقطرى اليمنية النائية بمنطقة القرن الافريقي كمركز للتزود بالوقود مما يمكن زوارقهم التي يستخدمونها في شن الهجمات من البقاء لفترات اطول في البحر ويمثل خطرا أكبر على عمليات الشحن.

وأضافت المصادر لرويترز أن على الرغم من وجود قوات بحرية دولية في المنطقة فان العصابات البحرية تستغل الاضطرابات السياسية في اليمن للتزود بالوقود وربما مؤن أخرى بما في ذلك الطعام.

وقال مايكل فرودل من شركة (سي-ليفيل) لاستشارات المخاطر الملاحية نقلا عن تقارير مخابرات اطلع عليها "سقطرى تستغل منذ اشهر ان لم يكن منذ فترة اطول."

وأضاف "ربما هي أهم مركز لاعادة التزود بالوقود بالنسبة للسفن التجارية المخطوفة التي تستخدم (كسفن أم) خاصة تلك التي تمارس نشاطها بين خليج عدن والمياه الغربية للهند وبالاخص قبالة سلطنة عمان وبالقرب من مضيق هرمز بشكل متزايد."

وقال مسؤول حكومي يمني ان السلطات ألقت القبض منذ نحو شهر على 20 شخصا يعتقد أنهم قراصنة على جزيرة سقطرى وسلمتهم للسلطات في مدينة المكلا الساحلية القريبة بجنوب اليمن. بحسب رويترز.

وذكر مصدر أن العشرين كانوا على متن سفينة تجارية عادية لكنه أضاف أنه تم احتجاز 16 قرصانا صوماليا في الايام القليلة الماضية في سقطرى. وأضاف المصدر "كان هناك الكثير من القرصنة شمالي سقطرى في فترة الرياح الموسمية الشمالية الشرقية ومن المرجح أنهم (القراصنة) يستغلون الجزيرة."

وقال المكتب الملاحي الدولي انه يجب وقف نظام الدعم للقراصنة فورا. ويقول بوتنجال موكوندان مدير المكتب "تحتل سقطرى موقعا استراتيجيا لانها مقابلة لخليج عدن كما انها تقع ايضا على الساحل الشرقي لليمن." وأضاف "اذا صح أن القراصنة يستخدمون سقطرى فان هذا تطور مقلق جدا ويتطلب تحقيقا فوريا."

وقال حلف شمال الاطلسي ان لديه سفنا في القرن الافريقي وخليج عدن منذ مارس اذار 2009 وان وجود سفنه وسفن القوات البحرية التابعة لدول أخرى ادى الى انخفاض ملحوظ في هجمات القراصنة بخليج عدن على مدى العامين الماضيين.

وقالت متحدثة باسم الحلف "لسنا راضين عن انفسنا ونتفهم أنه لاتزال هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد." وأضافت "بما أن اليمن يمثل الساحل الشمالي لخليج عدن ولا يبعد سوى 200 ميل عن الصومال فان من المعقول أن يستخدم القراصنة الموانيء اليمنية للتزود بالامدادات. غير أننا ليست لدينا أدلة تشير الى أن هذا يحدث. وينطبق هذا على سقطرى فلا توجد أدلة على أن القراصنة يستخدمونها كمركز (للتزود بالمؤن)."

الفدى أيدي متشددين

الى ذلك قال مسؤولون بالامم المتحدة ان الفدى التي يحصل عليها القراصنة الصوماليون للافراج عن السفن المخطوفة تنتهي الى أيدي اسلاميين متشددين. وقال جون ستيد كبير المستشارين العسكريين للمبعوث الخاص للامم المتحدة الى الصومال ورئيس وحدة مكافحة القرصنة ان الصلات بين عصابات القراصنة والمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال تتعزز تدريجيا. وأضاف ستيد وهو عسكري متقاعد "سداد الفدى كأي نشاط تمويلي اخر غير مشروع...ينتهك فنيا نظام العقوبات على الصومال اذا كان يزيد الوضع الامني في الصومال سوءا.

وتظهر دراسة أن المطالبات بالفدى زادت باضطراد في الاعوام القليلة الماضية وبلغ متوسط الفدية 5.4 مليون دولار عام 2010 في ارتفاع عن 150 الف دولار عام 2005 مما ساعد القراصنة الصوماليين على جني ما يقرب من 240 مليون دولار العام الماضي وحده.

واعترف ستيد بأنه ليس لديه دليل على وجود علاقة عمل بين القراصنة ومتشددي حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تسيطر على معظم أجزاء جنوب ووسط الصومال ومناطق من العاصمة مقديشو. بحسب رويترز.

وبموجب بنود حظر للاسلحة على الصومال فان الدعم المالي للجماعات المسلحة في البلاد ممنوع. وتعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا حركة الشباب تنظيما ارهابيا.

ويقول مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات ومنع الجريمة ان هجمات القراصنة تنطلق على نحو متزايد من مدينة كيسمايو الساحلية التي تسيطر عليها حركة الشباب. وأضاف أن تجنيد القراصنة من تلك المنطقة في صعود.

وقال الان كول منسق برنامج مكافحة القرصنة بالمكتب التابع للامم المتحدة "القراصنة المحتجزون يخبروننا بأنه لابد من درجة من التعاون مع حركة الشباب لادارة مشروع اجرامي." وتقر مصادر بالحركة هذا.

وقال متشدد من حركة الشباب مقيم في هاراديري معقل القراصنة الى الشمال من مقديشو "لو لم تكن هناك علاقة بيننا لكان من المستحيل أن يتمكن القراصنة من ممارسة نشاطهم او حمل اسلحتهم في المناطق الخاضعة لسيطرتنا."

وفي فبراير شباط احتجزت حركة الشباب عددا من زعماء عصابات القراصنة في هاراديري وأجبرتهم على قبول صفقة يسلمهم القراصنة بموجبها اكثر من 20 في المئة من الفدى التي يحصلونها في المستقبل.

المعركة لم تنته

من ناحيته قال ضابط كبير في البحرية البريطانية ان جهود مكافحة القرصنة قبالة ساحل الصومال خفضت عدد الهجمات الناجحة على السفن التجارية لكن المعركة لم تنته. وقال الكومودور تيم فريزر وهو قائد بحري اقليمي للصحفيين على متن سفينة الانزال ألبيون "نحن لا نخوض معركة خاسرة. لم يقع هجوم ناجح على السفن التجارية منذ نهاية ابريل (نيسان)." واضاف في مؤتمر صحفي "لم يقع حادث قرصنة ناجح في خليج عدن منذ سبتمبر/ايلول/ العام الماضي."

وستشارك السفينة ألبيون الراسية في ميناء زايد بأبوظبي الى جانب الفرقاطة ساذرلاند وسفن اخرى في تدريب مشترك مع بحرية الامارات العربية المتحدة في الايام المقبلة. والسفينتان تنتميان الى قوة الرد السريع التابعة للبحرية الملكية البريطانية وهي قوة دعمت عمليات حلف شمال الاطلسي قبالة ليبيا.

وقال فريزر ان القراصنة لا يزالون يحتجزون 394 شخصا و17 سفينة كبيرة. ولا يشمل ذلك العدد السفن الاصغر وقوارب الصيد.

وقال عاملون في مجال مكافحة القرصنة هذا الشهر ان عصابات القراصنة خطفت ما يزيد على 3500 بحار على مدى السنوات الاربع الاخيرة واحتجزتهم رهائن على كما استخدمتهم دروعا بشرية وارغمت افراد الاطقم على تشغيل السفن كمنصات انطلاق لهجماتها بالزوارق الصفيرة. واضاف فريز ان بريطانيا ليس لديها خطط لتغيير مشاركتها في دوريات مكافحة القرصنة.

وقال "اي سفينة بريطانية تعبر المنطقة تساهم في جهود مكافحة القرصنة. وهذه الخطة سيستمر تنفيذها ما دامت كانت هناك حاجة لتلك الجهود. ويقول الباحثون ان القرصنة البحرية تكلف الاقتصاد العالمي 12 مليار دولار سنويا.

مناورات باكستانية تركية

على صعيد متصل كشفت مصادر عسكرية باكستانية، عن بدء القوات البحرية الباكستانية ونظيرتها التركية، مناورات مشتركة بهدف مكافحة القراصنة الصوماليين في المياه الدولية.

ونقلت وكالة «أون لاين نيوز» الباكستانية, عن مصادر دفاعية في إسلام آباد قولها إن المناورات ستبدأ في مياه البحر العربي قبالة السواحل الباكستانية، مشيرة إلى أن أربعة فرقاصات للبحرية التركية وصلت إلى ميناء كراتشي للمشاركة فيه هذه المناورات.

فيما أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن تمكن قوات خفر السواحل في خليج عدن جنوبي اليمن من تحرير ناقلة النفط السعودية (برلنتي فيلوتس) من أيدي قراصنة صوماليين.

ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن المدير العام لخفر السواحل في خليج عدن العقيد عبد الرحمن موسى قوله ان الناقلة السعودية المحملة بكميات كبيرة من النفط الخام السعودي تعرضت لهجوم من قراصنة صوماليين وهي تبحر في المياه الاقليمية اليمنية على بعد مسافة 20 ميلا بحريا مقابل منطقة عمران الساحلية في محافظة عدن.

وأشار موسى الى ان الناقلة السعودية التي كانت متجهة الى ميناء جالي البريطاني تعرضت لهجوم من قبل مجاميع مسلحة من القراصنة الصوماليين الذين اعترضوا مسارها وصعدوا على متنها.

وأكد ان قوات خفر السواحل أرسلت قوة خاصة من القطاع البحري بعد تلقي بلاغ من قبطان الناقلة نجحت في تحريرها وانقاذ جميع بحارتها مرجحا مصرع كافة القراصنة الصوماليين خلال عملية التحرير. بحسب رويترز.

غير ان مصادر صحافية قالت ان الاشتباكات بين خفر السواحل والقراصنة الصوماليين اسفرت عن نشوب حريق هائل على متن الناقلة المحملة بكميات كبيرة من النفط ما اضطر القوة اليمنية الى نقل طاقمها المكون من 22 شخصا الى بارجة عسكرية امريكية كانت متواجدة في المياه الدولية حتى يتم الانتهاء من اخماد الحريق.

سفينة ايطالية

من جانبها اعلنت القوات البحرية في بنين ان سفينة ايطالية تعرضت لهجوم قراصنة قبالة سواحل بنين. وصرح كابتن الفرقاطة ماكسيم اهويو قائد قوات بنين البحرية "تلقينا هذه الليلة (نداء) استغاثة السفينة، وسارعنا الى ارسال دوريتين للتدخل بحثا عن القراصنة الى عرض البحر". واضاف ان "قيادة اركاننا تتابع الوضع عن كثب".

وافادت وكالة الانباء الايطالية انسا الاحد ان على متن سفينة "آر بي دي انيما اي كور" التي تعرضت الى قرصنة تملكها شركة "آر بي دي ارماتوري سبا دي توري دل غريكو" ومقرها في نابولي، طاقما من 23 شخصا، هم عشرون فيليبينا وايطاليان وقائد السفينة الروماني الجنسية. واضافت ان السفينة التي تنقل وقودا تعرضت لهجوم شنه ثلاثة قراصنة تمكنوا من الصعود اليها عندما كانت على بعد 23 ميلا (ثلاثين كلم تقريبا) جنوب كوتونو في بنين، على مقربة من نيجيريا.

وشهدت السفن عدة هجمات في تلك المنطقة. وفي 16 تموز/يوليو، خطف عشرة مسلحين ناقلة النفط اليونانية "ايجيان ستار" واحتجزوا طاقمها من عشرين فردا قبالة نيجيريا، واعلن خفر السواحل اليونانيون بعد يومين انه تم الافراج عن السفينة.

وفي 13 تموز/يوليو، قررت ايطاليا السماح بصعود رجال مسلحين (عسكريين او حراس خاصين) على متن السفن التجارية لحمايتها من هجمات القراصنة. بحسب فرانس برس.

ومنذ ذلك التاريخ، نشرت وثيقة في الجريدة الرسمية "تسمح لوزارة الدفاع ان توقع مع اصحاب السفن الايطاليين في القطاع الخاص اتفاقات لحماية السفن التي ترفع العلم الايطالي".

واضافت الوثيقة ان "العسكريين وعناصر اجهزة الامن الخاصين سيعملون في السفن بناء على طلب من اصحابها وعلى كلفتهم"، موضحة انها تنطبق "في المناطق البحرية الدولية حيث مخاطر القرصنة كبيرة".

لكن لم يتسن التاكد مما اذا كان مثل هؤلاء العناصر متواجدين على متن سفينة "آر بي دي انيما اي كور".

وقد تعرضت عدة سفن ايطالية الى هجمات القراصنة احيانا باستخدام اسلحة نارية. وفي 21 نيسان/ابريل، خطف قراصنة سفينة شحن ايطاليا على متنها طاقما من 21 فردا هم 15 فيليبنيا وستة ايطاليين في مضيق عمان، وفي شباط/فبراير استحوذوا على ناقلة نفط ترفع العلم الايطالي. وما زالت ناقلة النفط محتجزة لدى القراصنة قرب سواحل مقديشو الشمالية في الصومال.

وطلبت نقابة اصحاب السفن الايطاليين، كوفيترما، في شباط/فبراير من السلطات السماح لها بان يقوم جنود مسلحون بمرافقة السفن. وقال تشيزاري داميكو المسؤول في النقابة "لقد بات ذلك ضروريا"، مؤكدا ان النقابة طلبت في تشرين الثاني/نوفمبر عقد لقاء مع وزارات الدفاع والخارجية والنقل للبحث "في امكانية اصطحاب عسكريين بحارة مجهزين باسلحة خفيفة". واعلنت وزارة الخارجية الايطالية انها تتابع الوضع عبر خلية ازمات.

عشرة اشهر من الاحتجاز

من جهة أخرى عاد الى القاهرة صباح الجمعة، 11 بحارا مصريا كانوا ضمن طاقم السفينة "سويس" التي خطفها قراصنة صوماليون قبل عشرة اشهر بعد دفع فدية بقيمة 2,1 مليون دولار كما افاد مصدر ملاحي جوي.

وأعرب البحارة العائدون عن سعادتهم بالعودة على مصر، ووجهوا الشكر لحكومة الدكتور عصام شرف ووزير خارجيته نبيل العربي على اهتمامهما بملف عودتهم منتقدين حكومة الرئيس السابق حسني مبارك التي تجاهلت امرهم كما اضاف المصدر نفسه.

وكشف احد هؤلاء البحارة ويدعى وائل صلاح لوكالة انباء الشرق الاوسط ان القراصنة اذاقوهم كل انواع الاهانة والاذلال وانهم تعرضوا للضرب والتجويع.

وكانت السفينة "سويس" متجهة إلى احد موانىء اريتريا، آتية من باكستان، أواخر يوليو الماضي، وتحمل شحنة أسمنت، وعلى متنها 22 بحارا بينهم 11 مصريا، والباقون من باكستان والهند وسريلانكا، عندما تعرضت للاختطاف في خليج عدن، وطالب الخاطفون بفدية مالية قيمتها مليونا دولار.

وتم الافراج عن السفينة نتيجة تعاون المؤسسات المصرية المعنية مع الشركة المالكة للسفينة وكذلك مع الحكومة الباكستانية. بحسب فرانس برس.

وقد وصل البحارة على متن طائرة لمصر للطيران من دبي، آتين من باكستان التي انقذتهم قوتها البحرية اثر غرق السفينة في طريق عودتها.

تهم القتل

في حين وجهت محكمة امريكية لثلاثة قراصنة صوماليين تهم قتل وخطف واحتجاز زوجين امريكيين في فبراير شباط وقد تصدر بحقهم عقوبة الاعدام في حال ادانتهم. ووجهت هيئة محلفين كبرى في نورفولك بولاية فرجينيا التهم لاحمد موسى صلاد وابوبكر عثمان بيلي وشالي نوراني ابرار بالقرصنة على يخت قبالة سواحل الصومال في فبراير شباط وقتل اربعة امريكيين على متنه.

وكان الصوماليون الثلاثة بين 14 رجلا احضروا للولايات المتحدة ووجهت لهم في مارس اذار تهم القرصنة والتآمر وغيرها من التهم. وأقر الاحد عشر الاخرون بجرائمهم. وادرجت التهم الجديدة الاكثر خطورة الموجهة للثلاثة في لائحة اتهام معدلة. وتصل عقوبة 22 من جملة 26 اتهاما موجهة لهم الى الاعدام.

والامريكيون الاربعة القتلى هم جين وسكوت ادام من كاليفورنيا وفيليز ماكاي وبوب ريجل من سياتل. وقال المحامي الامريكي نيل ماكبرايد في بيان "لائحة الاتهام المعدلة اليوم تتهم ثلاثة رجال من الصومال بقتل وحشي لاربعة مواطنين امريكيين احتجزوهم بغية الحصول على فدية."

ووفقا للائحة الاتهام فان الثلاثة والاخرين اعتلوا اليخت اس/في كويست في الثامن عشر من فبراير شباط وهم يحملون اسلحة نارية وقذيفة صاروخية. وبابحارهم نحو الصومال تناوب الثلاثة وشركاؤهم الاخرين الوقوف في نوبات حراسة على الرهائن وذلك وفقا لما ذكرته عريضة الاتهام المؤلفة من 33 صفحة.

ومنذ 20 فبراير شباط بدأت البحرية الامريكية ومكتب التحقيقات الاتحادي مفاوضات مع القراصنة في محاولة لانقاذ الرهائن.

وذكرت العريضة ايضا ان احد المتهمين وهو ابرار اطلق النار من فوق رأس سكوت ادام وأمره ان يبلغ البحرية انه اذا ما اقتربت السفينة الحربية الامريكية اكثر فان القراصنة سيقتلون الرهائن.

ويواجه الثلاثة وبقية المجموعة تهم اطلاق النار وقتل الرهائن عمدا ودون اثارة في 22 فبراير شباط قبل ان يتمكن الجيش الامريكي من انقاذهم. وقررت المحكمة ان يمثل امامها الثلاثة في 20 يوليو تموز.

وقام قراصنة ينشطون قبالة سواحل الصومال بخطف سفن ومنها ناقلات نفط في المحيط الهندي وخليج عدن ليجنوا عشرات الملايين من الدولارات في شكل فدى مقابل الافراج عن السفن والرهائن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/تموز/2011 - 26/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م