الذكرى السنوية الأولى لرحيل العلامة الشيخ فاضل الفراتي

أجراه: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: تخليدا لمقام العلم والعلماء وتأبينا لذكراهم العطرة وبمناسبة مرور الذكرى السنوية لرحيل الخطيب المجاهد الفاضل الأمين العام المؤسس لمؤسسة محمد الأمين الثقافية (ص)، انطلقت فعاليات الحفل التأبيني في مدينة كربلاء المقدسة والذي أقيم في ذات المؤسسة. حيث شارك في أحياء الحفل حشد من الشخصيات الحوزوية والفكرية الى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والفكرية والعامة.

الشيخ محمد على فاضل الفراتي وهو الابن الأكبر للشيخ فاضل الفراتي رحمه الله تحدث لمراسل شبكة النبأ قائلا، ان صاحب الذكرى هو من مواليد مدينة كربلاء المقدسة للعام 1969 كانت له مواقف جهادية عالية في الانتفاضة الشعبانية، وعلى اثر مواقفه المناهضة للنظام البعثي هاجر الى إيران وهناك بدء مشواره الحوزوي في ظل العديد من الحوزات العلمية في قم المقدسة، حتى ارتقى الى مستويات عليا وفي العام 2003 عاد الى  مسقط رأسه، وأسس هيئة محمد الأمين الثقافية (ص).

وتابع محمد علي، أسس أيضا تجمع الرحمة وكان من اشد المؤكدين على الشعائر الحسينية والمشاركين فيها  ألف العديد من الكتب له خمسين ما بين كتاب وكتيب كان حسينيا بجد وبعلم كانت له ابتسامه تسر القلوب وكان يتمتع بخطوات هادئة وهادفة في حياته كان حريصا جدا على أن أكون الى جانبه في المؤسسة وكان يحثني شخصيا على العلم والتعلم دائما وأبدا.

اما الاستاذ الدكتور عبود جودي الحلي رئيس جامعة أهل البيت عليهم السلام تحدث قائلا: كان هذا الرجل حسينيا مهدويا وصوتا يصدح في مأثور كلام ال محمد عليهم الصلاة والسلام، تعرفت عليه ابتداءا من خلال الجلسات المهدوية، جلسة هيئة مقام الندبة في مقام المهدي عليه السلام كان يشترك معنا رحمه الله ويرتقي أعواد المنبر، وكان يتحدث عن توجيهات النبي واهل بيته الكرام  وعند غيبة الإمام (عج) عليهم صلوات الله وسلامه اجمعين، كيف نتصرف.

ويضيف الحلي، زاملت الشيخ الفراتي في كلية الإمام الحسين للخطابة وتلمست فيه جانب آخر وهو الجانب التربوي فقد كان مؤثر على المتلقي بشكل مباشر خاصة الطلبة وان بعض الطلبة لا يكتفون بمحاضراته في الجامعة بل يتبعوه الى الصحن الحسيني الشريف للاستماع الى محاضراته هناك والغريب ان بعض الطلبة انسحبوا من كلية الحسين للخطابة حينما غادرها الشيخ الفراتي ليكونوا معه في مؤسسة محمد الامين الثقافية، كان مواظبا على زيارة الأمام الحسين عليه السلام كل ليلة جمعة هو وعائلته وكان يحثنا دائما على قراءة الصحيفة السجادية وفي الختام نسال الله ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته انه سميع مجيب الدعاء.

السيد عارف نصر الله  مدير مؤسسة الرسول الأعظم حدثنا قائلا: تمر علينا الذكرى السنوية لرحيل العلامة المجاهد الشيخ فاضل الفراتي وهو علم ورمز من رموز التشيع وكان مجاهدا وشجاعا وعالما واعيا وهذه الصفات لمسناها عن كثب من سماحة المرحوم الفقيد فاضل الفراتي الرجل  كان له صدارة في الولائية وله موقف لا أنساه عندما حدثت فاجعة الأمة الإسلامية بل حتى فاجعة الإنسانية وهي فاجعة تفجير مرقد العسكريين عليهم السلام عندما حدثت تلك الحادثة أني اشهد الله بأنه شمر عن سواعده ونزل للساحة وكله غيره شيعية وكان له دور أساسي عندما خرجنا بالمظاهرة الأولى والانطلاقة الاحتجاجية الأولى في العالم والعراق انطلقت من كربلاء ومن إمام حوزة كربلاء مرقد ابن فهد الحلي وهو مقر مكتب آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي حفظه الله ورعاه وكان له الدور الريادي في هذه التظاهرة ومن بعد ثلاث أيام عبأه المرحوم الفراتي الجماهير للذهاب بمسيرة كبرى الى سامراء تضم ما يقارب أربعة الآلاف مؤمن وكان وقتها الكثير من الرموز الدينية والسياسية نائمة وفي سبات تام، إلا أن سماحة الشيخ الفراتي كان له دورا مهما لا انساه أبدا، خصوصا عندما وصلنا الى منطقة اللطيفية وبدء الحوار السياسي مع القيادة السياسية وكان حينها رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور ابراهيم الجعفري وكيف تم التحاور معه مباشرة، وهو يحثنا ويدعونا للعودة الى كربلاء على أمل أن ننطلق من جديد يوم الأحد المقبل، وكان ذلك اليوم يوم الأربعاء وكي لا أنسى عندما ذهبنا في المرة القادمة كان الشيخ الفراتي متفاعل مع القضية وسقط علي يدي كي يقبلها عندما وصل الى المرقد الشريف.

محطتنا التالية كانت مع الشيخ علي الخزاعي الأمين العام لمؤسسة عطاء الصادقين الثقافية المستقلة، وهو احد تلاميذ الشيخ فاضل الفراتي رحمة الله وقد حدثنا قائلا: انه لموقف جميل أن نستعيد ذكريات كانت تملؤها الأخلاق والمعرفة لهذا الرجل الذي كان لنا شرف التلمذة على يديه في الفقه والأصول واقعا كان الرجل فريد من نوعه تماما وهو يمتلك منظومة أخلاقية من النادر ان يمتلكها انسان قولا وفعلا الرجل كان يحمل ثقافية دعائية ومناجاتية وزياراتية واضحة وقد بان هذا المعنى في كتابه شرح زيارة آل ياسين وأيضا في شرح بعض الأدعية وأيضا بان هذا المعنى في كتابه الخالد الذي أرخ به للمعصومين صلوات الله عليهم وسلامه وقد جالسة الشيخ الفراتي رحمة الله الذي كان رجلا غارقا ومستغرقا وهائما وعاشقا لتراث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم الرجل بدأ من الصفر كما بينه الشيخ زهير وبعض الأخوة في الذكرى السنوية لكنه استطاع ان يصل الى القمة  انك عندما تجالس الفراتي وفي ابسط لقاء لا تجد التناقض بين القول والفعل بحيث انك اليوم في كربلاء وفي غير كربلاء إذا أجريت استطلاعا للرأي على مستوى الحوزات وعلى مستوى المدارس الدينية والأكاديمية التي درس فيها لا اعتقد أن تجد من يخالف الشيخ الفراتي من حيث سلوكه وأخلاقه وتربيته للجيل الناشئ الشيخ فاضل الفراتي ممتاز به انه كان استشاريا تماما ومن أهل الباطن وله مدرسة خاصة وان جاز لي ان انسب الشيخ الى مدرسة واقعا وان كانت هذه المدرسة يختلف معها الكثير الشيخ ينسب  الى مدرسة الشيخ الإحسائي  رحمته الله عليه وكان كثيرا ما يتحدث عن هذا الرجل ومن طالع كتاب يتألف من خمسة مجلدات الذي هو شرح زيارة الجامعة الكبيرة وطابق بين هذا الخطاب وبين خطاب الشيخ الفراتي طبعا هذه وجهة نظري الشخصية سنجد ان الشيخ الفراتي ينتسب الى نفس المدرسة وكثيرا ما  كان يحثنا الشيخ الفراتي على قراءة زيارة الجامعة وشدد عليها  الرجل كان كثيرا ما يدمج بين الفقهه وفقهه الزيارة كان كثيرا ما يربط ما بين أصول الفقه وأصول أهل البيت المناجاتية والدعائيته عندما نقراء الفراتي لم نمتلك الا العجز بلا مبالغه وبلا تضخيم  الرجل كان كبيرا في قلمه كبيرا في لسانه كبيرا في مواقفه بل مضافة الى ذلك فانه يحمل فكرا تجديديا  كان عنده الروح القوية لنقد الكثير من السلبيات داخل المدارس الدينية خصوصا وداخل الحوزة العلمية عموما وكان كثيرا ما يشكل ويستشكل على مناهج الحوزة وكان يدعو للتطوير وكان يدعو للتجديد وكان معطاء وكانت له مواقف مشرفة عندما كانت المقاومة في كربلاء وكان يحثنا على الانتباه لان كربلاء حمامة سلام وكان يشيد بالمقاومة الا انه يؤمن بترشيق وترشيد المقاومة وكان فعلا فراتيا في عطاءه كان فراتيا في قلمه فراتيا في مسيرته وهنيئا للرجل اليوم سيرة عطره وانك ماذا تريد كما يقول احد الكتاب أن الذين استشهدوا فقد أدو دور الحسين والذين بقوا يجب أن يئدوا دور زينب وإلا فهم يزيد وفي الختام  رحمة الله الفراتي واسكنه فسيح جنات انه قريب مجيب للدعاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/تموز/2011 - 26/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م