
شبكة النبأ: لا يزال البرود يهيمن على
ملف العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وأنقرة، خصوصا مع تعنت إسرائيل
في رفضها الاعتذار عن مجزرة سفينة مرمرة التركية التي أقدمت على
ارتكابها قواتها الخاصة. وتشدد تركيا على الرغم من بعض الضغوط
الأمريكية لحلحلة الموقف على ضرورة ما تراه مناسبا لحفظ ماء الوجه
والخروج من تلك الأزمة براس مرفوع، سيما أمام الرأي العام التركي.
وتدهورت العلاقات الاسرائيلية التركية بعد الاعتداء بشكل كبير بعد
ان كانت الدولتان حليفتين مقربتين وفشلت كافة المحاولات لترميم
العلاقات بين الطرفين.
فيما لم تسفر محاولات تقريب وجهات النظر مؤخرا عن نتائج ملموسة، على
الرغم من تذبذب الموقف الإسرائيلي حول مبدأ تقديم الاعتذار. إلا إن بعض
المراقبين يجدون في التغييرات السياسية التي يشهدها العالم العربي
مؤخرا عوامل قوة تضاف الى تركيا، بعد خسارة الثانية حلفاء مهمين في
المنطقة.
أوباما طالب أنقرة بإنهاء أزمتها
فقد أوضح مسئول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن الرئيس الأمريكي
باراك أوباما طالب تركيا بإنهاء الأزمة في العلاقات بينها وبين إسرائيل
والتي تصاعدت في أعقاب الأحداث الدامية التي رافقت أسطول "الحرية1".
ونقلت وكالة "يونايتد برس" عن مسئول إسرائيلي، لم تسمه، قوله "إن
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حملت خلال زيارتها إلى تركيا
رسالة من أوباما إلى الرئيس التركي عبد الله جول بشأن الأزمة في
العلاقات التركية الإسرائيلية".
وأضاف المسئول الإسرائيلي "إن كلينتون قالت لجول إن أوباما يولي
أهمية كبيرة لترميم العلاقات بين تركيا وإسرائيل وسيكون سعيدا برؤية أن
العلاقات بين حليفتي الولايات المتحدة تعود إلى سابق عهدها".
وتابع المسئول إن رد جول لم ينحرف عن الموقف التركي الرسمي، قائلا "إذا
اعتذرت إسرائيل على قتل المواطنين الأتراك في سفينة مافي مرمرة ،التي
كانت ضمن سفن أسطول الحرية، ودفعت تعويضات فإننا سنرحب بالتقدم نحو حل
الأزمة". وطرحت كلينتون الموضوع خلال لقائها مع وزير الخارجية التركي
أحمد داوود أوجلو.
وقال المسئول الإسرائيلي إن التدخل الأمريكي في الاتصالات لإنهاء
الأزمة بين تركيا وإسرائيل مكثف للغاية وأن القرار بإرجاء نشر لجنة
تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول أحداث أسطول الحرية جاء نتيجة
لضغوط كبيرة مارستها كلينتون والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة
سوزان رايس على أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وأضاف المسئول إن
الإدارة الأمريكية قلقة جدا من استمرار الأزمة بين تركيا وإسرائيل ومن
احتمال تدهور الأزمة أكثر.
ويذكر أن نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلي
موشيه يعلون عقد عدة لقاءات مع مدير عام وزارة الخارجية التركية فريدون
سينير أوجلو في عواصم أوروبية بهدف التوصل إلى تسوية لحل الأزمة لكن
هذه الاتصالات انتهت من دون التوصل إلى تفاهمات بسبب رفض إسرائيل
المطلب التركي بالاعتذار عن قتل نشطاء أسطول الحرية ودفع تعويضات
لعائلات القتلى والجرحى. وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن جهاز
الأمن والجيش الإسرائيلي يؤيدون الاعتذار لتركيا من أجل إنهاء الأزمة.
اسرائيل ترفض
من جهته اعلن وزير اسرائيلي ان اسرائيل ترفض الاعتذار من تركيا.
وقال وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون في لقاء مع صحافيين اجانب
"نحن لسنا مستعدين للاعتذار حيث ان الاعتذار يعني تحمل المسؤولية".
واضاف "لا يوجد برايي مكان لاي نوع من الاعتذار حيث يعني ذلك تحمل
المسؤولية".
الا انه قال ان اسرائيل مستعدة لتحضير بيان تعرب فيه عن اسفها لسقوط
قتلى عندما هاجمت وحدة كوماندوس سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت
تقود الاسطول في 31 من ايار/مايو 2010.
وقال يعالون"نحن مستعدون للاعراب عن اسفنا لسقوط قتلى". مكررا عرضا
اسرائيليا رفضته انقرة بشكل تام.
وكرر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ان الدولة العبرية لن تعتذر عن
الهجوم بينما يؤكد مسؤولو الخارجية رغبتهم في تحسين العلاقات. وياتي
رفض يعالون بعد تصريحات السفير التركي اوزدم سانبرك عضو لجنة الامم
المتحدة للتحقيق في الهجوم على مافي مرمرة حيث قال "سأفاجأ اذا لم يقدم
اعتذار فيما تتوافر للطرفين الارادة السياسية لحل هذه الازمة" قبل نشر
تقرير التحقيق الذي اجرته الامم المتحدة في 27 من تموز/يوليو المقبل.
وكانت صحيفة هارتس تحدثت عن تأييد المؤسسة الدفاعية في اسرائيل لنوع
من الاعتذار كطريقة لتجنب دعاوى محتملة ترفعها مؤسسات حقوقية تركية.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيدور ليبرمان، إنه لن
يغادر الائتلاف الحكومي إذا قررت الحكومة الاعتذار لتركيا على قتل 9
ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة مافي مرمرة السنة الماضية.
وعارض ليبرمان الذي يرأس حزب إسرائيل بيتنا المشارك في الائتلاف
الحكومي وهو أقوى حليف لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاستجابة لطلب
أنقرة بالاعتذار.
ونفى ليبرمان أن يكون ينوي مغادرة الاتئلاف الحكومي احتجاجا على
اعتذار الحكومة لتركيا بعدما قال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو قد
يعتذر لأنقرة. وقال ليبرمان للصحفيين "سواء كان هناك اتفاق أم لا داخل
الحكومة حول هذا الموضوع، فإن هذه الحكومة قوية. لا أحد يبحث عن مبررات
وأسباب لمغادرة الحكومة."
ويدور في إسرائيل نقاش مفاده أن اعتذار الحكومة لتركيا من شأنه
تبرير استراتيجية حصار إسرائيل لغزة بموجب تقرير للأمم المتحدة سيصدر
قريبا.
ومن المنتظر أن توقع تركيا التي لها مندوب في لجنة التحقيق التابعة
للأمم المتحدة التي يرأسها رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر
مثلها مثل إسرائيل على التقرير الذي ستصدره اللجنة.
وعبر مسؤولون إسرائيليون عن استياءهم بعدما كرر رئيس الوزراء التركي،
رجب طيب أردوغان، مطالبه بتقديم الحكومة الإسرائيلية اعتذارها وتعويض
الناجين في سفينة مافي مرمرة وإنهاء حصار غزة الذي وصفه بأنه "غير
قانوني". وقال أحد مساعدي نتنياهو "إنه لا يمهد لنا الطريق لتقديم
الاعتذار."
وعرض نتنياهو عبارات "الأسى" بسب ما جرى على متن سفينة مافي مرمرة
وإنشاء صندوق خاص بأقارب الضحايا أو جرحى السفينة.
وكان مستشارو نتنياهو قالوا إن تقديم الحكومة الإسرائيلية اعتذارا
رسميا بمثابة اعتراف بتحمل مسؤولية التصرفات التي ترى أنها تدخل في
إطار الدفاع عن النفس. لكن مستشارين قانونيين للحكومة الإسرائلية قالوا
إن تقديم اعتذار لتركيا من شأنه حثها على توقيع تقرير بالمر ومن ثم
تعزيز موقف إسرائيل ضد الدعاوى التي أقامها المتعاطفون مع القضية
الفلسطينية في المحاكم الدولية.
لا تطبيع للعلاقات
فيما اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان السبت ان تطبيع
علاقات تركيا مع اسرائيل "غير مطروح" طالما لم تقدم اعتذارا عن الهجوم
على سفينة مافي مرمرة التركية وترفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
ولدى افتتاحه في اسطنبول اجتماعا للسفراء الفلسطينيين في حضور
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال رئيس الوزراء التركي "طالما لم تقدم
اسرائيل اعتذارا لتركيا، ولم تدفع تعويضات لعائلات الضحايا وترفع
الحصار عن غزة، فليس مطروحا تطبيع العلاقات معها".
واعتبر اردوغان ان اسرائيل اطلقت النار "من الخلف" على ناشطين عزل
وارتكبت "مجزرة وحشية" خلال ذلك الهجوم الذي وقع في ايار/مايو 2010 في
عرض البحر، اثناء توجه السفينة ضمن "اسطول الحرية" لفك الحصار رمزيا عن
قطاع غزة.
وانتقد اردوغان من جهة اخرى "تعنت" اسرائيل التي ترفض كما قال
التقدم نحو حل للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني وترفض رفع الحصار عن غزة.
وقال ان "المأساة التي تسببت في وقوعها اسرائيل في غزة لا يمكن تبريرها.
وليس هناك اي حقيقة اخرى غير رؤية النساء والاطفال والمدنيين الابرياء
يقتلون بطريقة وحشية.
كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا لن تنسى ابدا
تسعة من مواطنيها قتلوا حين هاجمت قوات اسرائيلية قافلة مساعدات في
طريقها لغزة، واستهل اردوغان كلمته بذكر اسماء كل من ضحايا الهجوم على
السفينة مافي مرمرة التي كانت تتقدم قافلة المساعدات. وقال "لم ننس ولن
ننسى تضحيات اشقائنا وذكرياتهم والمذبحة التي راحوا ضحيتها."
وسحبت تركيا سفيرها من اسرائيل عقب الحادثة في مايو ايار 2010 وعلقت
التعاون العسكري مع اسرائيل واغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات
العسكرية الاسرائيلية. بحسب فرانس برس.
وقال اردوغان في المؤتمر "ينبغي ان نجد حلا للقضية الاسرائيلية
الفلسطينية على اساس نموذج دولتين. ما نريده ان تكون القدس الشرقية
عاصمة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وذات مقومات البقاء."
ودعا لوقف انشطة الاستيطان اليهودية والتي وصفها بانها أكبر عقبة
تعترض عملية السلام. وتعتبر اسرائيل القدس عاصمتها الموحدة وضمت الجزء
الشرقي من المدينة الذي احتلته في عام1967 في خطوة لم تلق اعترافا
دوليا. وشكر الرئيس الفلسطيي محمود عباس تركيا على مساندتها في كلمته
أمام المؤتمر.
إرجاء التقرير
في السياق ذاته أكدت الامم المتحدة ان إصدار تقرير لها بشأن مُداهمة
اسرائيل لسفينة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين العام الماضي والتي أوقعت
تسعة قتلى أتراكا سوف يتأجل الى اواخر اغسطس اب.
ولم يعط المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي موعدا محددا
للتقرير الذي طال تأجيله والذي قال مسؤولون اسرائيليون ان من المتوقع
صدوره يوم 20 اغسطس اب.
وكان مسؤولون بالامم المتحدة قد لمحوا في البداية الى ان التقرير
الذي تعده لجنة تحقيق من اربعة اشخاص قد يكتمل في فبراير شباط ثم تأجل
الى ابريل نيسان وكان آخر تأجيل في اواخر يوليو تموز.
وسُئل نيسيركي عن احدث التصريحات التي ادلى بها المسؤولون
الاسرائيليون فقال "أعضاء لجنة التحقيق بشأن قافلة (المساعدات) وافقوا
على تأجيل وضع اللمسات الاخيرة على التقرير الى اواخر اغسطس." ولم يعط
سببا للتأجيل. بحسب رويترز.
ولم توقع تركيا حتى الان التقرير ويجري مبعوثو نتنياهو محادثات
ثنائية مع انقرة أملا في تقريب مواقف الجانبين. ولتركيا شأنها شأن
اسرائيل مندوب في لجنة تحقيق الامم المتحدة التي يرأسها رئيس الوزراء
النيوزيلندي السابق جيفري بالمر. وتعرض الجيش الاسرائيلي لانتقاد شديد
بسبب المداهمة التي ادت الى تدهور شديد في العلاقات مع تركيا. وتحث
الامم المتحدة اسرائيل على انهاء الحصار. لكن اسرائيل تقول ان الحصار
يمنع وصول الاسلحة الى حركة حماس التي تحكم غزة.
رسالة تهنئة لأردوغان
من جهة أخرى في سعيه لتحسين العلاقات المتوترة، وجه رئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة إلى رئيس الوزراء التركي، رجب طيب
أردوغان، هنأه فيها بفوزه بالانتخابات التشريعية الأخيرة.
وتعتبر الرسالة مسعى لإعادة العلاقات بين الدولتين لمسارها الطبيعي،
وفقاً لمسؤول في الحكومة الإسرائيلية رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية
الموضوع.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الدولتين تجريان محادثات سرية، غير أنه
لم يكشف عن تفاصيل أخرى، مشيراً إلى أنه "لا أحد يعلم إلى أين تتجه."
وكانت صحيفة هآريتس قد ذكرت أن مسؤولين رفيعي المستوى من الدولتين
يجريان محادثات سرية بدعم من الحكومة الأمريكية. وتأتي الرسالة وسط
مؤشرات على أن العلاقات بين البلدين تسوء أكثر.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد تطرقت إلى الرسالة وقالت
إنها تأتي في محاولة لرأب الصدع مع تركيا، وهو الأمر ذاته الذي ذكرته
صحيفة هآريتس التي نقلت عن نتنياهو قوله لأردوغان "يجب علينا إيجاد حل
للخلافات بيننا."
من ناحية ثانية، تناولت الصحف الإسرائيلية مسألة "تقرير مراقب
الدولة حول احداث قافلة السفن"، مشيرة إلى أن التقرير يوجه انتقاداً
شديداً إلى نتنياهو وإلى وزير الدفاع، إيهود باراك.
ونقل موقع الإذاعة الإسرائيلية عن صحيفة معاريف قولها إن "المراقب
يوزع مسودة تقريره على وزري المنتدى السباعي ويجزم بأن الوزير باراك
انفرد في اتخاذ القرارات ورئيس الوزراء لم يوعز بتوسيع نطاق المداولات
ولم يطلع القام بإعماله على الأوضاع بما فيه الكفاية. بحسب السي ان ان.
أما يديعوت أحرونوت فقالت نقلاً عن مصادر مقربة من التحقيق أن "المراقب
ليندنشتراوس سيجزم فيه أن نتنياهو لم يطلع مجلس الوزراء المصغر على
مشاوراته مع وزيري الخارجية، أفيغدور ليبرمان والدفاع إيهود باراك
استعدادا للعملية." وأضافت أن باراك منع مساعديه من المشاركة في
مداولات مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في هذا الصدد.
أتراك يحيون ذكرى الاعتداء
من جانبهم احيى الاف الاكراد في اسطنبول ذكرى مقتل تسعة منهم قبل
سنة في اعتداء نفذته البحرية الاسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التي
حاولت ضمن اسطول من سفن المساعدات الانسانية كسر الحصار على غزة في
نهاية ايار/ مايو 2010.
وسار اكثر من عشرة الاف شخص على طول جادة الاستقلال، الشارع الرئيسي
التجاري في اسطنبول وسط هتافات "ملعونة اسرائيل" و"اسرائيل قاتلة"،
رافعين الاعلام الفلسيينة والمشاعل.
وكتب على اللافتات بالتركية والانكليزية والعبرية "انتظري يا فلسطين،
مافي مرمرة آتية اليك"، و"من اسطنبول الى غزة، مقاومة"، في حين ضمت
لافتة كبيرة صور "الشهداء الاكراد" التسعة. وهتف المتظاهرون "الله اكبر".
واكد منظمو اسطول المساعدات الانسانية الدولية مجددا الاثنين في
اسطنبول تصميمهم على كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة قبل
نهاية حزيران/ يونيو وذلك بالرغم من اعادة فتح الحدود بين مصر والقطاع.
وقال منسق الاسطول فانجيليس بيسياس في مؤتمر صحافي "نرحب من صميم
القلب بقرار الحكومة المصرية اعادة تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة
بصورة منتظمة، لكن حصار اسرائيل غير المشروع ما زال ساريا".
واضاف الناشط اليوناني ان "اسرائيل ما زالت تمنع الفلسطينيين من
استخدام بحرهم وتقوم بتفتيش وتضييق القيود بشدة على السلع التي تخرج
وتدخل من غزة واليها. لذلك علينا الاستمرار في تحدي هذا الحصار".
واكد بيسياس الذي كان يتحدث على متن سفينة مافي مرمره التي كانت في
طليعة اول اسطول مساعدات توجه الى غزة وتعرض لهجوم كومندوس اسرائيلي في
31 ايار/ مايو 2010، ان خمس عشرة سفينة من مختلف موانىء البحر المتوسط
ستبحر "بعد 20 يوما"، اي حوالى 20 حزيران/ يونيو، الى قطاع غزة.
واثار الهجوم على سفن المساعدات ومقتل الاتراك التسعة استنكارا
دوليا واسعا وتسبب بازمة خطيرة في العلاقات بين تركيا واسرائيل.
وقد رفض بيسياس ايضا اقتراح السلطات الاسرائيلية لنقل الشحنات
الانسانية الى غزة بعد تفتيشها للتحقق من انها لا تخفي اسلحة. وقال "نرفض
الدعوات لتسليم بضاعتنا عبر قنوات تسيطر عليها اسرائيل لان ذلك يعني
القبول بنظام وحشي وغير شرعي". بحسب فرانس برس.
وستلتقي سفن الاسطول الثاني الاتية من كندا واسبانيا والولايات
المتحدة وفرنسا واليونان وايرلندا وايطاليا وتركيا في المياه الدولية
الى جنوب قبرص، كما اوضح حسين اوروتش من منظمة الاغاثة الاسلامية، وهي
منظمة خيرية تركية.
وستنقل السفن اضافة الى حوالى 1500 ناشط من مئة بلد، سلعا غذائية
انسانية ومواد بناء --منها 600 الى 700 طن من الاسمنت، ولوازم مدرسية
واجهزة طبية وادوية والعابا، كما اضاف اوروتش.
وعندما سألته وكالة فرانس برس عن رد فعل الناشطين في حال تعرضوا
لهجوم اسرائيلي جديد --قبل سنة واجه ركاب مافي مرمرة الكومندوس
الاسرائيلي بقضبان حديد وعصي بيسبول-- رفض اوروتش فرضية شن هجوم جديد.
وقال "هم لن يهاجموا. لا نعتقد انهم سيرتكبون مرة جديدة الخطأ نفسه
"..." ان سفن الاسطول هي سفن سلام. وسيبحر الناشطون بهدوء". واستبعد
الموسيقي الاسرائيلي السويدي درور فيلر ممثل الفرع السويدي للاسطول، من
جهته اللجوء الى العنف.
وقال "ما سيحصل سيكون منوطا بالاسرائيليين، فان اختاروا طريق السلام
سيكون ذلك هادئا، وان اختاروا طريق العنف سيكون ذلك وللاسف عنيفا.
لكننا لن نكون عنيفين".
وقد اعادت مصر السبت فتح حدودها مع قطاع غزة بصورة دائمة لتسمح
وللمرة الاولى منذ اربع سنوات بحرية تنقل الاشخاص. لكن الدولة العبرية
انتقدت اعادة فتح معبر رفح، المعبر الوحيد في الجيب الفلسطيني الذي لا
يخضع لسيطرة اسرائيل.
وحذرت الحكومة الكندية من جهتها الاحد من مشاركة كندية في اسطول
جديد الى غزة واعتبرت ذلك بمثابة "استفزاز". وقال وزير الخارجية الكندي
جون بيرد "ان مبادرات المساعدة غير المسموح بها تشكل استفزازا ولا
تساعد في شيء لبلوغ الهدف في مساعدة الشعب في قطاع غزة".
ودعا "الراغبين في تسليم شحنات انسانية" الى غزة الى القيام بذلك
"عبر شبكات قائمة"، مثلا عبر تقديم هبات الى الصليب الاحمر والهلال
الاحمر.
واكد بيرد "ان كندا تقر بهواجس "اسرائيل" المشروعة في مجال الامن
وكذلك بحقها في حماية نفسها والدفاع عن سكانها من اي هجوم لحركة حماس
او اي مجموعات ارهابية اخرى، خصوصا بمنعها تهريب الاسلحة".
وذكرت وسائل اعلام كندية عدة ان رئيس الوزراء ستيفن هاربر اعترض
بنجاح في قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في دوفيل بفرنسا على ان يتضمن
البيان الختامي اي اشارة الى "خطوط 1967"، اي حدود ما قبل الحرب
العربية الاسرائيلية في حزيران/يونيو 1967، كقاعدة للتفاوض بشأن حدود
الدولة الفلسطينية المقبلة. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما عبر عن
هذه الفكرة في 19 ايار/مايو في خطابه الهام حول الاحداث التي يشهدها
العالم العربي، وهو ما سارعت "اسرائيل" الى رفضه. |