نووي إيران وصراع الأجندات المفتوحة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: مع استمرار السجالات السياسية بين إيران والغرب حول ماهية البرنامج النووي الذي تقيمه الأولى، تتداعى الكثير من الإسقاطات المؤثرة على مشهد ذلك الملف المؤرق والحساس لتلك الدول. خصوصا مع ملامح التصعيد المواكب لتلك التجاذبات الذي يظهر بين الفينة والأخرى.

فيما يشير بعض المراقبين ان هناك بعض الجهات الإقليمية الساعية الى عرقلة اي جهود ممكنة لتسوية الصراع القائم بين الغرب وإيران، الذي قد يضمن للأخيرة استمرار مشروع لبرامجها النووية.

ويصرح بعض المحللين عن تورط اسرائيل في عرقلة تلك الجهود، سيما أنها تتوجس خيفة من امتلاك إيران (العدو الاستراتيجي) للتقنيات النووية مع غض النظر عن استخداماتها. كما يؤكد البعض عن تورط اسرائيلي مباشر بالهجمات المتعددة التي تعرضت لها طهران على مدى الفترة القصيرة الماضية، خصوصا في ما يتعلق بإغتيال العلماء النوويين من جهة، والهجمات الفايروسية من جهة أخرى.

اغتيال العالم النووي

فقد اتهمت إيران كلا من إسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء اغتيال العالم الإيراني الذي يعمل على مشروعات لوزارة الدفاع في طهران، داريوش رضائي نجاد. وتوقفت وسائل الإعلام الإيرانية، من دون أي تعليل عن وصف داريوش رضائي بـ«العالم النووي»، العامل خصوصا لحساب المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الدفاع، ملمحة إلى ان هذه الصفة اطلقت عليه خطأ. وقالت ان رضائي (35 عاما)، لم يكن سوى طالب في مرحلة الماجستير في الكهرباء بجامعة، خاجه نصير الدين طوسي في طهران. إلا ان وكالة «فارس» جددت التأكيد على تعاونه مع وزارة الدفاع، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأكد نائب وزير العلوم محمد مهدي نجاد نوري من جهته لوكالة «مهر» أن الضحية «لم يكن عضوا في وزارة الدفاع»، ملمحا إلى انه «عمل على مشروعات للوزارة، تم تلزيمها للجامعة». بحسب فرانس برس.

واغتال مسلحون مجهولون يستقلون دراجة نارية، العالم النووي الإيراني داريوش رضائي، بإطلاق خمس رصاصات عليه امام منزله في طهران، و كان برفقة زوجته التي اصيبت في الهجوم.

واعتبر حاكم طهران مرتضى تامادون خلال تشييع رضائي ـ نجاد أن اغتياله يندرج في سياق«مشروع أميركي ـ اسرائيلي ضد النخب العلمية، لثني إيران عن إكمال درب التقدم». وربط هذا الهجوم بذلك الذي أدى، العام الماضي، إلى مقتل عالمين فيزيائيين بارزين، يعملان في البرنامج النووي الإيراني، هما مجدي شهرياري ومسعود علي محمدي.

من جهته اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، الولايات المتحدة وإسرائيل باغتيال العالم الفيزيائي، داريوش رضائي نجاد، ورأى أن واشنطن تقوم بهذه العمليات "في سياق ادعاءاتها بإدارة العالم" ودعاها إلى "التفكير ملياً بهذه العواقب" على حد تعبيره.

وقال لاريجاني إن "اغتيال النخب الإيرانية هو عمل صهيو- أمريكي،" و"يظهر مستوى عداء أمريكا لإيران." وأضاف لاريجاني، في كلمة نقلت تفاصيلها وكالة "مهر" شبه الرسمية: "أمريكا تعتبر هذه الأعمال الإرهابية عمل مباح لها ضمن سياق ادعاءاتها بإدارة العالم ولذا فعليها أن تفكر مليا بعواقب هذه الأعمال،" وشدد على ضرورة أن "ترد القوى الأمنية في البلاد بحزم على هذه الأعمال الشريرة كي يفهم الطرف المقابل حجمه الحقيقي." وكانت عائلة رضائي نجاد قد شيعته في مسقط رأسه بمدينة آبدانان غربي البلاد.

وكانت إيران قد شهدت بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقتل أستاذ إيراني في مادة الفيزياء، هو مجيد شهرياري، وجرح زميله فريدون عباسي، بإلصاق قنبلة بسيارتيهما.

صواريخ نووية

الى ذلك افاد تقرير اصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن كوريا الشمالية وايران تعملان معاً في برامج أسلحة مصممة لبناء صاروخ بعيد المدى قادر على حمل رأس حربي نووي.

ونسبت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة إلى التقرير قوله "إن برامج الأسلحة لكوريا الشمالية تستفيد الآن من التكنولوجيا الايرانية، فيما تقوم بيونغ يانغ في المقابل بتزويد برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم بتكنولوجيا تسمح لها بزيادة انتاجها من اليورانيوم". واضاف التقرير أن ايران "تمكنت من تطوير نماذج أكثر تقدماً من صواريخ (نو دونغ) البعيدة المدى لدى كوريا الشمالية.. وهي خطورة لا يمكن تجاهلها".

وقال مارك فيتزباتريك خبير الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "إن كوريا الشمالية تمتلك ميزة تكنولوجية متقدمة على ايران في مجال صنع المعدات النووية، وقادرة على تصنيع صلب عالي القوة لا تتمكن ايران من صنعه واضطرت بدلاً من ذلك إلى الاعتماد على مواد ألياف الكربون التي هي أقل وثوقية". واضاف "ما كان يُعتقد أنه تدفق في اتجاه واحد للمبيعات النووية من كوريا الشمالية إلى ايران يجري الآن في اتجاهين، لأن بيونغ يانع مكتفية ذاتياً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم وهناك بعض المناطق التي لا يمكن لايران انتاج معدات تملك كوريا الشمالية القدرة على انتاجها".

واشارت الصحيفة إلى أن المخاوف التي عكسها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره حول كوريا الشمالية تقاسمها على نطاق واسع خبراء الدفاع. بحسب السي ان ان.

ونسبت إلى بروس بينيت كبير محللي الدفاع في مؤسسة راند للدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة قوله "إن كوريا الشمالية زودت ايران بتكنولوجيا الصواريخ والتجارب النووية، في حين لم تمتلك طهران هذه القدرات إلا في الآونة الأخيرة".

موقع تحت الأرض

فيما قالت مصادر دبلوماسية ان ايران تستعد لوضع أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم الى درجات أعلى في موقع تحت الارض وهي خطوة قد تزيد من مخاوف الغرب من نوايا طهران النووية.

وذكرت المصادر ان التجهيزات تجري في منشأة فوردو الواقعة في حضن الجبل لحمايتها من اي هجمات محتملة وان الاجهزة المستخدمة في التخصيب يمكن ان تنقل قريبا الى الموقع القريب من مدينة قم التي يقدسها الشيعة.

وأعلنت الجمهورية الاسلامية في يونيو حزيران انها ستنقل انتاج اليورانيوم المخصب الى درجة نقاء تبلغ 20 في المئة الى فوردو من محطة نطنز العام الحالي وستزيد قدرات انتاجه الى ثلاثة امثال في تحد لاتهامها بالسعي لتصنيع قنابل ذرية.

وكشفت طهران عن موقع فوردو منذ عامين فقط بعد ان رصدته المخابرات الغربية قائلة انه دليل على وجود انشطة نووية سرية في ايران. ولم تبدأ منشأة فوردو العمل بعد. وقال مصدر دبلوماسي "انهم يمهدون (لنقل اجهزة الطرد المركزي) الى فوردو."

وقوبل اعلان ايران في يونيو بانتقاد من الغرب الذي فرض المزيد من العقوبات المشددة على ايران في مسعى لاجبارها على وقف تخصيب اليورانيوم. ويوفر نقل نشاط التخصيب الى فوردو مزيدا من الحماية لاجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من اي ضربات جوية أمريكية او اسرائيلية.

وتنفي ايران سعيها لامتلاك اسلحة نووية وتقول ان اليورانيوم المخصب هو لتوليد الكهرباء ولأبحاث طبية.

لكن القرار الذي اتخذته اوائل عام 2010 برفع مستوى التخصيب من 3.5 في المئة الذي يلزم لتوفير وقود المحطات النووية المعتادة الى 20 في المئة أثار قلق دول ترى انها خطوة نحو تخصيب اليورانيوم الى نسبة 90 في المئة اللازمة لتصنيع قنابل نووية.

وردت ايران بأنها في حاجة الى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لتصنيع الوقود اللازم لمفاعل للابحاث النووية بعد ان فشلت محادثات كانت ايران ستحصل بموجبها على الوقود من دول اخرى.

وكتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في صحيفة الجارديان "تخصيب اليوارنيوم الطبيعي الى 20 في المئة هو الخطوة التي تستهلك الكثير من الوقت والموارد للحصول على يوارنيوم عالي التخصيب المطلوب لصناعة السلاح النووي.

"وحين يتجمع ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في منشأة قم تحت الارض لا يحتاج الامر أكثر من شهرين او ثلاثة من العمل الاضافي لتحويل هذا الى المادة من المستوى المطلوب لصنع اسلحة."

وقال علي أكبر صالحي وزير الخارجية الايراني بعد محادثات في فيينا مع يوكيا امانو الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية "لو كنا نريد اسلحة نووية لكنا انسحبنا من معاهدة حظر الانتشار النووي. نحن نعتقد ان الاسلحة النووية تضر بالمجتمع الدولي."

وقال ان الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي "أوضح ان انتاج واستخدام الاسلحة النووية خطأ ليس فقط من منطلق السياسة الخارجية بل من منطلق الدين."

معدات نووية متطورة

كما أعلنت مصادر ديبلوماسية أن أيران تستعد لوضع أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم إلى درجات أعلى بهدف زيادة فاعلية أنشطتها للتخصيب، ما يشير إلى تقدم محتمل في البرنامج النووي الإيراني المثير للجدال.

وقال ديبلوماسيون إن نموذجين جديدين أكثر تقدماً من تلك المعرضة للتعطل التي تستخدمها طهران حالياً لتنقية اليورانيوم، يجري تركيبهما لإجراء اختبارات واسعة النطاق في موقع أبحاث قرب مدينة نطنز وسط البلاد.

وإذا نجحت طهران في نهاية المطاف في تركيب أجهزة طرد مركزي حديثة، يمكنها أن تقلص إلى حد كبير الوقت المطلوب لإنتاج كميات كافية من اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية أو العسكرية إذا تم تخصيبه لمستوى أعلى.

لكن من غير الواضح إذا كانت طهران التي تخضع لعقوبات دولية صارمة تمتلك الوسائل والمكونات لإنتاج المعدات الأكثر تطوراً بأعداد أكبر. وتحاول إيران منذ سنوات تطوير أجهزة طرد مركزي تفوق قدرة الأجهزة التي تستخدمها الآن التي ترجع إلى السبعينات وهي من «طراز أي.آر - 1».

وقال ديبلوماسيون إن العمل يجري لتركيب وحدتين تضم كل منهما 164 آلة جديدة. وحتى الآن لم يتم اختبار سوى عدد قليل من أجهزة طرد من طراز «أي.آر - 4» و «أي.آر - 2 ام» في موقع الأبحاث.

وقال ديبلوماسي بارز من دولة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن الإيرانيين «يحرزون تقدماً بطيئاً لكنه مضطرد وملحوظ». وأكد ديبلوماسي آخر أن التركيبات تجري لكنها لم تنته بعد. ولم يرد أي تعقيب من بعثة إيران لدى الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من فيينا مقراً لها.

على صعيد آخر، أعلن مصدر رسمي نيجيري أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وصل إلى نيجيريا للمشاركة في اجتماع لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية.

وتتمحور أهداف مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية حول التعاون التجاري والاقتصادي بما في ذلك في مجالات العلوم والصناعة والاستثمارات. وتضم المجموعة إيران ومصر وإندونيسيا وباكستان وتركيا وبنغلادش ونيجيريا وماليزيا، وهي تمثل مجموع 900 مليون نسمة. وتتولى نيجيريا لسنتين الرئاسة الدورية للمجموعة التي أنشئت في 1997.

ويأتي ذلك بعد توتر العلاقات بين نيجيريا وإيران العام الماضي إثر ضبط شحنة أسلحة آتية من إيران ومصادرتها في مرفأ لاغوس في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وتجري في لاغوس حالياً محاكمة إيراني يشتبه بأنه عضو في الحرس الثوري، بتهمة استيراد هذه الشحنة بطريقة مخالفة للقانون.

وتوجه إلى عظيم اغاجاني الذي يحاكم مع النيجيري علي عباس جيغا تهمة استيراد 13 حاوية محملة بالأسلحة والصواريخ والذخائر.

ورافق ضبط هذه الشحنة من الأسلحة لغط كبير، إذ إن إيران تخضع لأربع مجموعات من العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة عليها بسبب برنامجها النووي، ومنها حظر مبيعات الأسلحة.

وقال الناطق باسم الحكومة النيجيرية داميان اغوي إن «الوزير جاء إلى نيجيريا خصيصاً من أجل هذا الاجتماع لمجموعة الدول الثماني النامية ولا علاقة لزيارته على الإطلاق بهذه القضية» المتعلقة بتهريب أسلحة.

التعاون مع الطاقة الذرية

من جهتها إيران أعلنت أنه يجب الاعتراف أولًا بحقها في المضي قدما في تطوير برامج نووية قبل أن تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن ما يتردد عن مساعيها للحصول على أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بعد اجتماع مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في فيينا إن إيران وافقت على إنشاء آلية جديدة للمساعدة في تسوية القضايا العالقة ذات الصلة بالنزاع النووي مع القوى العالمية.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست “يتعين أن تؤكد الآلية الجديدة وتحترم شرعية إيران وحقوقها (النووية). وأضاف “في تلك الحالة إذا كان لدى الوكالة الدولية نقاط غامضة وتساؤلات جديدة، ستكون إيران مستعدة للتعاون مع الوكالة في إطار هيكل جديد وتستأنف المفاوضات والمشاورات على مستوى الخبراء”. ورفض أمانو بالفعل مطالب إيران.

ودعت طهران مرارا إلى الاعتراف ببرامجها النووية وتغيير وضع ملفها النووي بالوكالة إلى طبيعي. وترفض إيران منذ عام 2008 الرد على تساؤلات بشأن أبحاث ومشروعات تطوير تقول الوكالة إنها ليست لها أغراض أخرى تقريبا غير الأغراض العسكرية.

وتقول إيران إنه ينبغي على الوكالة التعامل فقط مع النواحي الفنية للبرنامج النووي الإيراني وليس المعلومات الاستخباراتية من دول مختلفة حول البرامج العسكرية السرية الإيرانية. وفي الوقت نفسه أعلن صالحي إصرار إيران على إزالة سوء التفاهم مع الاتحاد الأوروبي.

ومن بين قضايا الخلاف الرئيسية بين طهران والاتحاد الأوروبي النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني وقضايا حقوق الإنسان مثل اعتقال زعماء المعارضة ومنشقين وموقف طهران العدائي تجاه إسرائيل. وقال وزير الخارجية “إنني متفائل بأن الجانبين سيظهران حسن نيتهما ويتجهان نحو توضيح سوء التفاهم”.

وترغب إيران في استئناف المفاوضات النووية مع قوى العالم لكن تقول إن أي محادثات ستكون عديمة الجدوى مثل اجتماع اسطنبول في يناير الماضي طالما تصر القوى العالمية على وقف عملية تخصيب اليورانيوم وهو شرط ترفضه إيران.

في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي عن انضمام سفن وغواصات حربية جديدة، إيرانية الصنع، إلى الأسطول البحري الإيراني. وقال وحيدي في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية “إلى جانب اتخاذ خطوات كبيرة في مجال صناعة السفن الحربية الجديدة، هناك خطوات كبيرة أخرى اتخذت في مجال صناعة الأنظمة والأسلحة المتطورة الجديدة”. وأشار وزير الدفاع إلى إدراج صناعة أنواع أنظمة الملاحة والسيطرة على جدول أعمال وزارة الدفاع، وقال انه تم إنجاز صناعة قسم منها وان القسم الآخر قيد الإنتاج.

وحول تصريحات وزير الدفاع الأميركي الجديد بشأن دعم إيران لبعض المجموعات في العراق، قال إن الهدف من كيل هذه التهم من قبل المسؤولين الأميركيين هو تبرير فشلهم في العراق وأفغانستان.

وأكد وحيدي أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة قد فشلت في أدائها بالعراق وأفغانستان، متابعا أن هذه الهزائم قد أدت إلى إيجاد شبه أزمة في النظام الأميركي، وانهم يسعون إلى تبريرها من خلال إلصاقها بدول أخرى في المنطقة من بينها إيران.  وفيما يتعلق بأول مهمة للغواصة “يونس” الإيرانية الصنع في المياه الدولية، قال إن هذه الخطوة مهمة جدا في إظهار القوة البحرية للجيش الإيراني.

خريطة طريق

وكانت روسيا طرحت خريطة طريق توضح “خطوة خطوة” الأسلوب الذي يجب على إيران أن تنتهجه لحسم القضايا العالقة الخاصة ببرنامجها النووي، مقابل أن تكافأ من خلال التخفيف التدريجي للعقوبات المفروضة عليها. وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الإدارة الأميركية تدرس المقترح الروسي، مؤكدة أن واشنطن ملتزمة بمسار مزدوج يقوم على الضغط والتعامل مع الروس في اتباع استراتيجيات أكثر فعالية.

وشرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعد محادثات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيرته الأميركية كلينتون الخريطة التي تهدف لإحياء المفاوضات مع مجموعة دول (5+1) لتهدئة المخاوف الغربية من سعي إيران لتصنيع أسلحة نووية.

وصرح لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع كلينتون بأن روسيا طرحت عملية “على مراحل” تتخذ خلالها إيران خطوات لتهدئة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقال “كل خطوة محددة من جانب إيران ستقابل بخطوة تصالحية ما مثل تجميد بعض العقوبات، وتقصير أمد العقوبات”.

وأقر لافروف بوجود خلافات بين موقفي روسيا والولايات المتحدة في هذه القضية وقال إن ذلك “مثال آخر على حقيقة وجود مشاكل في جدول أعمالنا”.

ولم تتطرق كلينتون إلى رأيها في اقتراح تخفيف العقوبات بشكل تدريجي لكن واشنطن ترفض ذلك على أساس أنه يحرمها من وسيلة الضغط على طهران. وقالت كلينتون “نحن ملتزمون بمسارنا المزدوج الذي يقوم على الضغط والتعامل ونريد أن نستكشف مع الروس الطرق حتى نتمكن من اتباع استراتيجيات أكثر فعالية في التعامل مع إيران”.

وصرحت بأن الخبراء الروس والأميركيين سيبحثون الأمر، مضيفة أن الحكومة الأميركية تعمل إلى جانب روسيا وباقي مجموعة (5+1) على منع حصول إيران على الأسلحة النووية .

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه إن الهدف هو إجراء محادثات في موسكو وأبدت إيران استعدادها لاستئناف المحادثات لكن إصرارها على أن تعترف الدول الأخرى بحقها في تخصيب اليورانيوم هو حجر عثرة كبير.

ويعتقد خبراء إيرانيون أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يميل كل الميل لفتح صفحة جديدة مع واشنطن. وأضاف هؤلاء أن سياسة نجاد في الجهد الدبلوماسي هي نفس سياسة الرئيس الأسبق محمد خاتمي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/تموز/2011 - 25/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م