تحديات التنمية وحلم القضاء على الجوع

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: تعتبر التنمية بمختلف مجالاتها وأبعادها من الأهداف الرئيسية التي يسعى الى تحقيقها العالم المتمدن، وفي ظل تنامي الوعي بضرورة القضاء على اغلب المشاكل التي تواجه التنمية البشرية كالجهل والجوع والفقر والتلوث وغيرها من المعوقات وبالتعاون مع المنظمات الدولية والمراكز العلمية المتخصصة، نجد ان الطريق مازال في بدايته وان الانجازات التي تم تحقيقها لا تلبي الطموح او تنعش الآمال، كما ان هناك العديد من الملفات المفتوحة والتي تنتظر دورها في تحقيق التقدم التنموي كتحسين مستوى حصة الفرد من الناتج القومي لبلاده وتفعيل دور المرأة في المجتمعات ومساهمتها الفعالة في الحياة اليومية والقضاء على الجهل والأمية وتوفير الحياة الصحية الخالية من الأمراض والأوبئة وتوفير مياة الشرب الصالحة وغيرها من هذه الملفات الحيوية في تحقيق تنمية حقيقية

7 مليار نسمة

حيث توقع تقرير للأمم المتحدة أن يصل عدد سكان العالم إلى 7 مليار نسمة في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وقال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، باباتوندي أوشوتيمن في بيان أن "عالماً مؤلفاً من 7 مليار شخص يمثل تحدياً وفرصة سانحة على حد سواء"، وأضاف "على الصعيد العالمي، الناس أعمارهم أطول ويتمتعون بصحة أفضل ويفضلون أن تكون أسرهم أصغر، لكن الحد من التفاوتات وإيجاد السبل لضمان رفاه الأشخاص الذين هم على قيد الحياة اليوم، ناهيك عن الأجيال التالية، سوف يتطلب طرقاً جديدة للتفكير وتعاوناً عالمياً غير مسبوق"، ولفت التقرير الى انه "رغم أن بعض التحديات الرئيسية تتمثل في الفقر وانعدام المساواة وزيادة الإجهاد الذي تتعرض له الموارد، فإن العالم أصبح أكثر ترابطاً من أي وقت مضى، ما يتيح إمكانيات لا حصر له، فنحن الآن نملك قدرة غير مسبوقة على تبادل المعلومات والأفكار، والتواصل مع المجتمعات عبر المعمورة من أجل حل المشاكل المشتركة"، وقال "بتآزرنا معاً يمكننا أن نفي باحتياجات نحو 215 مليون امرأة في البلدان النامية تردن تنظيم مواليدهن والمباعدة بينهم ولكنهن لا تملكن سبل الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة، وفي وسعنا بالتعاون معاً أن نمنع وفاة 1000 امرأة كل يوم من جراء مضاعفات الحمل والولادة"، وأضاف " لدينا فرصة وعلينا مسؤولية للاستثمار في 1.8 مليار شخص من مراهقي وشباب العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و24 عام، وكل شاب جدير بالتعليم، بما في ذلك الحصول على التثقيف بشأن الحياة الجنسية، وبالحصول على الخدمات الصحية الشاملة" من اجل حياة افضل. بحسب يونايتد برس.

اهداف الالفية

الى ذلك افاد تقرير للامم المتحدة صدر مؤخراً، ان النمو الثابت في البلدان النامية وخصوصا في آسيا، يفترض ان يتيح الى حد كبير تحقيق هدف الالفية الذي يقضي بخفض الفقر في العالم الى النصف بحلول 2015، وفي المقابل، لم تحقق مكافحة الجوع تقدما، كما اعربت عن اسفها الامم المتحدة في تقريرها السنوي حول متابعة اهداف الالفية للتنمية، وفي 2000، حدد 192 بلدا عضوا في الامم المتحدة ثمانية اهداف من ابرزها خفض نسبة الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم الى النصف بحلول 2015 (مقارنة بـ1990) وكذلك نسبة الذين يعانون من الجوع، وعلى رغم الازمة الاقتصادية والمالية، "توحي الاتجاهات الراهنة ان النمو يحافظ بما فيه الكفاية على اندفاعته في العالم المتطور التي تمكن من تحقيق التقدم الضروري لتحقيق الهدف الرامي الى خفض الفقر على المستوى العالمي"، كما جاء في التقرير، ومن المفترض ان تنتقل النسبة الشاملة للفقر الى ما دون عتبة 15% بحلول 2015، اي ما دون الهدف المحدد بـ23% بوضوح. بحسب فرانس برس.

كما تتوقع الامم المتحدة التي تستند الى معطيات البنك الدولي، واشارت المؤسسة الدولية الى انه "في شرق آسيا نستمر في رؤية النمو الاسرع والخفض الاكبر للفقر، خصوصا في الصين حيث يفترض ان تتراجع نسبة الفقر الى ما دون 5% بحلول 2015"، وفي الهند ايضا، يفترض ان تنتقل نسبة الفقر من 51% في 1990 الى حوالى 22% في 2015، وكشفت الامم المتحدة ايضا ان التوقعات لافريقيا جنوب الصحراء، حيث لا تزال المعطيات غير متوافرة، "اكثر تفاؤلا بقليل من ذي قبل"، وتوقعت ان تنتقل نسبة الفقر القصوى في المنطقة الى ما دون 36% في مقابل 58% في 1990، واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان الى "تقدم جوهري"، لكنه قال ان "طريقا طويلة ما زال يتعين اجتيازها"، وتبقى مكافحة الجوع تحديا كبيرا لان نسبة السكان في العالم النامي الذين يعانون منه منذ 2005-2007 قد استقرت عند 16% "على رغم خفض واضح للفقر المدقع"، واذا ما استمر هذا الاتجاه، كما تقول الامم المتحدة "سيكون من الصعب بلوغ الهدف الرامي الى خفض الجوع في كثير من مناطق العالم النامي".

الاكثر فقرا

في سياق متصل بدأ قادة الدول الـ(48) الاقل تقدما في العالم ودول مانحة ومؤسسات اجتماعهم اليوم الاثنين في اسطنبول برعاية الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لوضع خطة جديدة لعشر سنوات من اجل مساعدة الدول الاكثر فقرا في العالم، وحضر رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو والرئيس التركي عبد الله اردوغان حفل افتتاح هذا المؤتمر الرابع للدول الاقل تقدم، واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التركيز على عدة "قطاعات اساسية" لدعم هذه الدول التي يبلغ دخل الفرد السنوي فيها اقل من 745 دولار، وخلال اجتماع تحضيري الاحد، ذكر بان كي مون خصوصا زيادة القدرات الانتاجية للدول الاقل تقدما ومسألة المساعدات والتجارة وتخفيف الديون والاستثمارات الاجنبية المباشرة ونقل التكنولوجي، وقال بان ان "الحكم الديموقراطي الرشيد" من شروط التنمية في الدول الاقل تقدم، واضاف ان "ترسيخ ومأسسة الحكم الديموقراطي الرشيد وواجب المحاسبة امر اساسي للدول الاقل تقدما"، ويحضر المؤتمر الرئيس الافغاني حميد كرزاي بينما ينتظر وصول نظيره الايراني محمود احمدي نجاد، وقالت الامم المتحدة قبل بدء اعمال المؤتمر ان مفاوضي الدول الاقل تقدما (33 في افريقيا و14 في آسيا الى جانب هايتي) "يريدون وضع اجراءات لاقامة بنى تحتية من اجل تحقيق الاكتفاء الاقتصادي وتقليص الفقر وايجاد وظائف لائقة". بحسب فرانس برس.

ومن القضايا الاساسية للدول الاقل تقدما ارتفاع اسعار المواد الغذائية في الاشهر الاخيرة الذي يشكل مصدرا لاضطرابات سياسية واجتماعية، وقالت الامم المتحدة ان "ارتفاع اسعار المواد الغذائية هو تحد جدي وكذلك فرصة"، مشيرة الى ان "معظم الدول الاقل تقدما تستورد المواد الغذائية وثلث السكان يعانون من نقص مزمن في التغذية"، واضافت "لكن اذا اقيمت بنى تحتية حديثة وقدمت مساعدة كافية للمزارعين، فسيتمتعون باسعار ثابتة وسينتهون من الزراعة ذات المردود الضئيل"، واوضحت نغوزي اوكونجو ايويالا المديرة العامة للبنك الدولي الذي ينظم عدة منتديات في المؤتمر حيث يشارك بصفة مراقب، ان هذه الهيئة الدولية وضعت لائحة طويلة من وسائل تحسين الوضع في الدول الاقل تقدم، وقالت انه "يجب ايضا دعم الدول التي تأثرت بالنزاعات" في مجالات "القضاء والوظائف والمؤسسات" ومساعدة الدول الاقل تقدما على بناء "شبكات للامن الاجتماعي" مثل برامج مدرسية او مساعدة النساء الحوامل، كما اشارت الى ضرورة "دعم دور المرأة" في هذه البلدان، وتضم الدول الاقل تقدما 645 مليون نسمة يعيشون تحت عتبة الفقر ويمكن ان يرتفع عدد سكانها الى الضعف بحلول 2050، ولا تمثل هذه الدول الهشة اقتصاديا وتواجه صعوبات اجتماعية كبيرة سوى واحد بالمئة من حجم التجارة العالمية، ويعقد هذا المؤتمر للامم المتحدة كل عشر سنوات، واستقبلت فرنسا اول مؤتمرين في 1981 و1990 وبلجيكا المؤتمر الثالث الذي عقد في 2001.

غرازيانو والطموحات

من جهته اعلن المدير العام الجديد لمنظمة الاغذية والزراعة الدولية (الفاو) البرازيلي جوزيه غرازيانو دا سيلفا ان "عددا كبيرا من الدول الفقيرة لن يحقق اهداف" الالفية التي تنص على خفض عدد الذين يعانون من الجوع الى النصف بحلول 2015.وعلى مفترق الالفية في العام 2000، حددت الدول ال192 الاعضاء في منظمة الامم المتحدة هدفا لنفسها يتمثل في تقليص عدد الاشخاص الذين يعانون من الجوع الى النصف بين 1990 و2015، اي الى حوالى 400 مليون شخص، وفي اولى مقابلاته منذ انتخابه الاحد، ابدى غرازيانو شكوكا حيال امكانية تحقيق هذا الهدف، وقال ان "عددا كبيرا من الدول الفقيرة لن تتمكن من بلوغه وخصوصا الدول الفقيرة الصغيرة حيث حاجات التدخل (في مجالات اخرى) عديدة"، وانتخب البرازيلي الذي كان وزيرا مكلفا برامج بلاده الناجحة في مكافحة الجوع، بغالبية 92 صوتا مقابل 88 لمنافسه وزير الخارجية الاسباني السابق ميغيل انخيل موراتينوس، وهو المسؤول الاميركي اللاتيني الاول الذي يصل الى هذا المنصب الرفيع، وسيتولى مهامه في الاول من كانون الثاني/يناير 2012، وبحسب غرازيانو، فان هناك "عنصرين مفقودين، الموارد والتعاون الدولي لدعم هذه الدول التي تنتمي الى الدول الاكثر هشاشة لانها عاجزة عن بلوغ الاهداف لوحدها". بحسب فرانس برس.

بينما انخفض عدد الفقراء خلال 10 سنوات في البيرو ليبلغ تقريبا نصف ما كان عليه في العام 2001، بحسب ما أعلن المعهد الوطني للاحصاء "إينيي"، وقد انخفضت نسبت الفقراء في هذا البلد الأميركي الجنوبي الذي حقق نموا غير مسبوق خلال عقد من الزمن، من 54،8% في العام 2001 إلى 31،3% في العام 2010، وفي مؤتمر صحافي، أعلن رئيس معهد "إينيي" أنيبال سانشيز أن "الفقر انخفض 3،5 نقاط خلال العام 2010 في البيرو، وهو كان بين العام 2005 والعام 2010 قد تراجع 17،4 نقطة و23،5 نقاط خلال السنوات العشر الأخيرة، أي منذ العام 2001"، وسكان البيرو الذين يعيشون في الفقر والبالغ عددهم 9،2 ملايين نسمة من بين مجموع 29،2 نسمة، يتلقون أجورا لا تصل إلى 264 سول (66 يورو) شهريا وهو المبلغ الذي يحتاجه البيروفيون للحصول على موادهم الأساسية ليس إلا، بحسب ما أوضح، ومن بين هؤلاء، يعيش 2،9 مليون من السكان (9،8% من الشعب) تحت خط الفقر الذي يحدد بـ149 سول (37 يورو)، ويضرب الفقر خصوصا المناطق الريفية حيث كان لا يزال يطال خلال العام الماضي 54،2% من السكان، مقابل 19،1% في المدن، والبيرو التي تعتبر غنيا بالنفط والمعادن (الفضة والنحاس والذهب والقصدير والزنك) سجل منذ عشر سنوات متوسط نمو بنسبة تراوحت بين 5 و6%، ويعتبر توزيع هذا النمو أحد رهانات الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في البلاد والتي يتواجه فيها كل من كيكو فوجيموري ابنة الرئيس السابق ألبيرتو فوجيموري المعتقل على خلفية قضايا فساد وجرائم ضد الإنسانية والمرشح اليساري أولانتا هومالا.

الى الطبقة الوسطى

من جهتها خلصت دراسة اعدتها مؤسسة غيتوليو فارغاس الى ان ما يقارب 39،5 مليون برازيلي خرجوا من دائرة الفقر وانضموا الى الطبقة الوسطى، بين عامي 2003 و2011، وقال الاستاذ في المؤسسة مارسيلو نيري، خلال مؤتمر صحافي أن "العامين 2010 و2011، عامان استثنائيان، فخلالهما اندمج 10 ملايين شخص في الطبقة الوسطى المسماة الطبقة سين في المجتمع"، واعتبر نيري ان "النمو الاقتصادي وتقلص التباين" بين الطبقات اللذين سعت اليهما سياسات حكومة الرئيس السابق لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا، هما من العوامل الرئيسية التي سمحت للبرازيليين اصحاب الدخل المتدني الخروج من الفقر، التحسينات في النظام التعليمي وفي عالم الأعمال لعبت هي ايضا دورا مهما في هذه العملية، واضاف انه ما ان يصبحوا في الطبقة الوسطى حتى يغير الأشخاص عاداتهم الغذائية وعادات الملبس ويشترون سلعا جديدة مثل أجهزة الكومبيوتر والهواتف الخلوية، ووفقا لدراسة المؤسسة، فإن 105 ملايين برازيلي من أصل تعداد إجمالي يبلغ 190 مليونا، يشكلون الطبقة الوسطى، بعائد عائلي يتراوح بين 1200 ريال برازيلي (حوالى 750 دولارا) و5174 ريال (ما يقارب 3230 دولارا)، أما في طبقة المعدمين (طبقتا دي واي)، فهناك حوالى 63 مليون شخص، في حين تضم طبقة الميسورين (ألف وباء) 22،5 مليون برازيلي، وفي حزيران/يونيو الماضي، اطلقت الرئيسة ديلما روسيف برنامج "البرازيل بلا بؤس"، في استكمال لسياسات لولا، والتي تأمل روسيف ان تتمكن بفضلها من القضاء على الفقر المدقع الذي يطال 16 مليون برازيلي. بحسب فرانس برس.

ايطاليا والفقر

من جهة اخرى اعلن المعهد الوطني للاحصاءات ان عدد الفقراء في ايطاليا بلغ ثمانية ملايين شخص اواخر العام 2010، في الوقت الذي يستعد فيه البرلمان لتبني خطة تقشف ستؤثر اكثر على الشعب، وتفيد اخر المعطيات ان ثمانية ملايين و272 الف شخص اي 13،8% من عدد السكان يعتبرون "فقراء نسبيا"، ما يعني ان الاجر يقل عن 992،46 يورو في الشهر بالنسبة لشخصين، وقد سجل عدد الفقراء ارتفاعا من 7،81 ملايين شخص يمثلون 13،1% من عدد السكان واعتبروا فقراء اواخر 2009، وازداد الفقر النسبي لدى الاسر المؤلفة من خمسة افراد او اكثر التي ارتفعت نسبتها من 24،9% الى 29،9%، ولدى الاسر التي يعيلها شخص واحد من 11،8% الى 14،1%. بحسب فرانس برس.

واشتد الفقر ايضا في اوساط العائلات التي لديها ثلاثة اولاد قاصرين او اكثر وكذلك لدى اسر المسنين التي لا يتقاضى سوى شخص واحد معاش تقاعد، وتضم ايطاليا ايضا 3،129 ملايين شخص اي 5،2% من عدد السكان، يعيشون في حالة "فقر مدقع"، وهو رقم مستقر نسبيا قياسا الى العام 2009 عندما كان العدد 3،074 مليون، و"الفقر المدقع" يعني استحالة دفع ثمن السلع والخدمات التي تعتبر "اساسية" لتوفير مستوى معيشة "في الحد الادنى المقبول"، وهو يختلف تبعا للمناطق الايطالية، حيث المعيشة في الجنوب اقل كلفة من الشمال، وتبعا لنموذج العائلة، وقد نشر المعهد الوطني للاحصاءات هذه المعطيات في وقت يستعد فيه مجلس النواب لاعطاء الضوء الاخضر النهائي لخطة تقشف تقدر قيمتها بـ48 مليار يورو على مدى اربع سنوات، ومن التدابير غير الشعبية في هذه الخطة الرامية الى تقليص العجز، تجميد الرواتب والتوظيفات وتقليص شديد لمخصصات البلديات وتشديد التدابير المتعلقة بالمتقاعدين.

ثروات هائلة

على صعيد مختلف شبه عدد من الاقتصاديين ما يجري في منغوليا، الدولة التي عاشت لعقود طويلة في ظل عزلة كاملة وظروف اقتصادية وسياسية صعبة، بما كان يجري قبل سنوات في دول "النمور الآسيوية" وذلك بفضل الطفرة التي بدأت فيها على صعيد استغلال الثروات الهائلة التي اتضح أنها ترقد في باطن أراضيه، وتعادل مساحة منغوليا ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، ولكن عدد سكانها لا يتجاوز 2.5 مليون نسمة، ولكنها تحتوي على مخزونات هائلة من النحاس والفحم والحديد والذهب واليورانيوم والزنك وخامات أخرى قد يكون بينها النفط ومواد نادرة، وقال رجل أعمال غربي يعمل في العاصمة المنغولية، أولان باتور، إن عشرات الشركات العالمية الكبيرة تنتابها حالياً "حمى الاستكشاف والتعدين" في منغوليا التي تقول حكومتها إنها تخطط لاجتذاب استثمارات تعادل 25 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ويقول الرئيس المنغولي تساخيا البيجدورج، إن بلاده مسرورة لوجود هذه الثروات، ولكنها تشعر بالقلق من أن تتحول من نعمة إلى نقمة بسب هشاشة النظام الديمقراطي في هذا البلد، ما قد يفتح الباب أمام الفساد وسوء الإدارة. بحسب السي ان ان.

وتحتاج البلاد إلى استثمارات في كل القطاعات، بما في ذلك الصحة والتعليم والبنية التحتية، وهي قطاعات صعبة للغاية بالنسبة للمستثمرين والحكومة على حد سواء، نظراً للمساحة الشاسعة للبلاد من جهة، وضعف الكثافة السكانية من جهة أخرى، وتندر الخدمات خارج العاصمة المنغولية، وينتشر الفقر الشديد في الأرياف التي يعيش فيها الناس بأقل من عشرين دولاراً في الشهر، وما تزال الكثير من المجتمعات المحلية تسكن الخيام وتعتمد أساليب الحياة التقليدية، ويقر الرئيس البيجدورج بأن الظروف الداخلية قد لا تكون أصعب من الأوضاع الخارجية، ويقول إن بلاده تشبه "مهراً صغيراً يسير بين فيلين،" في إشارة إلى الجارين العملاقين، روسيا والصين، غير أنه متفائل بقدرة الحكومة على وضع أسس قانونية فعالة لحماية البلاد من خلال تحديد الأطر الأساسية التي ستحكم عمليات الاستثمار والتعدين وتكافح الفساد.

سكان امريكا يشيخون

من جانبها أظهرت إحصاءات مكتب مسح السكان أن سكان الولايات المتحدة يشيخون باطراد، مع معدل أعمار يصل الى 37،2 سنة، ويزيد حتى عن 40 عاما في 7 ولايات من البلاد، وهكذا، زاد معدل أعمار الأميركيين حوالى عامين، من معدل يبلغ 35،2 عاما في العام 2000، الى 37،2 عاما في 2010، مع اقترب جيل طفرة الولادات من الشيخوخة، ومعدل الأعمار هو العمر الذي ينقسم حوله إجمالي عدد السكان إلى نصفين، الشباب والأكبر سن، وتمثل الشريحة العمرية الممتدة من 45 إلى 64 عاما، أكثر من ثلث السكان الأميركيين لتبلغ 81،5 مليون نسمة، وهي الفئة العمرية التي شهدت اكبر ارتفاع (30 في المئة) منذ العام 2000، وبدورهم، سجل من هم فوق 64 عاما (40،3 مليونا) نموا متسارعا (15 في المئة)، وهم يمثلون 13 في المئة من السكان، أما الشريحة العمرية بين 18 و44 عاما فهي الشريحة الأكبر (36،5 في المئة)، وتعد 112،8 مليون نسمة. بحسب فرانس برس.

أما من هم دون 18 عاما والذين يمثلون 24 في المئة من إجمالي عدد السكان (74،2 مليونا) فهم يشكلون الشريحة الأقل نموا مقارنة مع الأكبر سنا (2،6 في المئة)، وبحسب الإحصاءات، تبين ان معدل الأعمار في 7 ولايات يبلغ 40 عاما وأكثر، وخصوصا في الولايات التي تقع شمال شرق البلاد وفلوريدا (40،7 عاما) وماين (42،7) وفيرمونت (41،5) وفرجينيا الغربية (41،3) ونيوهامبشر (41،1) وبنسلفانيا (40،1) وكونيتيكت (40 عاما)، أما الولايات حيث معدل الأعمار هو الأدنى فهي يوتاه (29،2)، وهي الولاية التي تضم أكبر عدد من الشباب ممن هم أقل من 18 عاما (31،5 في المئة)، وتكساس (33،6 عاما)، وألاسكا (33،8)، وبحسب التوزيع وفقا للجنس، تعد الولايات المتحدة 157 مليون أنثى (50،8 في المئة) و151،8 مليون ذكر (49،2 في المئة)، لكن معدل ازدياد عدد لذكور يتجاوز بقليل المعدل لدى الإناث (9،9 في المئة مقابل 9،5 في المئة).

محو الأمية

من جانب اخر أكد رئيس البيرو ألان غارسيا أن بلاده قد "تحررت" رسميا من الأمية بعدما نجحت في خفضها بحسب الأرقام الرسمية، إلى ما دون الأربعة في المئة وهي العتبة الدولية للأمية، وأعلن غارسيا خلال حفل رئاسي أن نحو 1،7 مليون مواطن من البيرو (من أصل 28 مليون) تعلموا القراءة في خمس سنوات بالإضافة إلى إنجاز عمليات أساسية، بفضل برنامج لمحو الأمية أطلقه سنة 2006 في بداية تسلمه الحكم عندما كانت نسبة الأمية 11 في المئة، وأضاف غارسيا الذي تنتهي ولايته في تموز/يوليو "تحررنا اليوم من الأمية التي همشت الكثير من سكان البيرو وعذبتهم على مر التاريخ"، وذكر أنه عندما كان على مقاعد الدراسة في الخمسينات، كانت نسبة الأمية في البيرو تسجل 40 في المئة، وأضاف الرئيس أن العمل لم ينته بعد لأن قرابة 800 ألف شخص لا يزالون أميين من أصل 2،5 مليون، من بينهم 70 في المئة من النساء، تم تحديدهم عند إطلاق البرنامج الذي يستهدف في الدرجة الأولى الأرياف ومناطق الأنديز في البيرو، وتشير أرقام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن راشدا تقريبا من أصل خمسة في العالم يعاني من الأمية. بحسب فرانس برس.

الحقائق العشرة

الى ذلك قدم تقرير الأهداف الإنمائية للألفية الصادر في السابع من يوليو تقييماً متفائلاً بصورة عامة مصحوباً ببعض التحذيرات، وفيما يلي بعض الإحصائيات التي عرضها:

1.من الممكن تحقيق هدف الحد من الفقر بحلول عام 2015 مع توقعات بانخفاض عدد الأفراد الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم في الدول النامية إلى أقل من 900 مليون نسمة (من 1.8 مليار في 1990).

2.استطاعت دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أن تحقق أعظم الإنجازات في معدلات الالتحاق بالمدارس الابتدائية، حيث ارتفعت النسبة من 58 بالمائة في عام 1999 إلى 76 في عام 2009، مع ذلك، لا يزال هناك 32 مليون طفل خارج المدرسة في المنطقة، أي ما يعادل تقريباً نصف عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم والذي يبلغ 67 مليون طفل.

3.سجل عدد النساء المشاركات في المجالس النيابية رقماً قياسياً لتصل النسبة إلى 19.3 بالمائة بدلاً من 11.6 بالمائة عام 1995، حيث تصدرت القائمة كل من رواندا وجنوب إفريقيا والسويد وكوب، ولم تكن هناك أية مشاركة نسائية على الإطلاق في المجالس النيابية في كل من بيليز وولايات مايكرونزيا المتحدة وناورو وعُمان وقطر وبالاو والسعودية وجزر سليمان وتوفالو.

4.يعتبر مستوى تعليم الأم في جميع المناطق هو العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان أطفالها سيبلغون سن الخامسة حيث تزداد فرصة بقاء الأطفال على قيد الحياة بصورة ملحوظة إذا كانت الأم حاصلة على التعليم الثانوي أو العالي.

5.على الرغم من أنه من المرجح أن يزيد الطلب على خدمات تنظيم الأسرة، بالتماشي مع الأعداد المتزايدة للرجال والنساء في سن الإنجاب، إلا أن تمويل مثل تلك البرامج قد انخفض بالفعل على مدار العقد الماضي ليصل إلى 2.6 من إجمالي المساعدات المقدمة لقطاع الصحة في عام 2009.

6.زاد استخدام ناموسيات البعوض المعالجة بالمبيدات الحشرية خاصة في إفريقي، فما بين عامي 2008 و2010 تم توزيع 290 مليون ناموسية في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهو ما يغطي 76 بالمائة من إجمالي 765 مليون شخص معرض للخطر.

7.لم تعد هناك موارد مائية مستدامة في غرب آسيا وشمال إفريقيا حيث تجاوزت تلك المناطق حد الـ75 بالمائة للاستخدام المستدام، أما في جنوب آسيا والقوقاز وآسيا الوسطى، فقد بلغ معدل الاستخدام 58 و56 بالمائة على التوالي مقارنة بثلاثة بالمائة فقط في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

8.استطاعت دول أمريكا اللاتينية والكاريبي وشرق وجنوب آسيا أن تحقق هدف خفض نسبة السكان الذين لا يستطيعون الحصول على مياه شرب مستدامة إلى النصف، أما في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى فقد زادت التغطية من 49 بالمائة في عام 1990 إلى 60 بالمائة في عام 2008.  

9.بلغت نسبة التغطية بخدمة الهواتف النقالة 76 بالمائة بنهاية عام 2010 حيث انتشر استخدام الهواتف النقالة بنحو 68 بالمائة في الدول النامية، مع ذلك كان معدل انتشار خدمات الانترنت منخفضاً ليصل إلى 3 بالمائة في البلدان الأقل نمواً مقارنة بـ21 بالمائة في الدول النامية و72 بالمائة في الدول المتقدمة. بحسب ايرين.

10.من المتوقع أن تزيد المساعدات المقدمة من الجهات المانحة لكن بوتيرة أبطأ بكثير لتصل إلى 2 بالمائة بين عامي 2011 و2013 مقارنة بمتوسط 8 بالمائة في العام على مدار الثلاث سنوات الماضية، ويتوقع أن تزيد المساعدات المقدمة إلى إفريقيا فعلياً بنسبة واحد بالمائة فقط مقابل متوسط قدره 13 بالمائة على مدار السنوات الثلاث الماضية.

اخبار سريعة

حيث زاد عدد سكان بنغلادش خلال السنوات العشر الماضية ليصل الى 142،3 مليون نسمة، كما اعلنت الحكومة السبت.واوضحت الحكومة لدى تعليقها على نتائج الاحصاء السكاني، ان وتيرة النمو الديموغرافي تتباطأ في البلاد نتيجة دخول النساء حقول العمل، وقام حوالى 300 الف موظف على غرار ما يحصل كل عشرة اعوام، باحصاء سكان هذه الدولة الفقيرة في جنوب اسي، وجاءت نتائج الاحصاء ادنى من توقعات الامم المتحدة التي كانت قدرت عدد سكان بنغلادش بـ148،7 مليون نسمة، وبدا احصاء بنغلادش في منتصف اذار/مارس باحصاء افراد عائلتي الرئيس ورئيس الوزراء.

بينما أظهرت دراسة نشرت نتائجها مؤخراً ان حكومتي السودان وانجولا الغنيتين بالنفط من بين أسوأ حكومات الدول في أفريقيا عناية بالاطفال بينما دول اخرى اكثر فقرا منها هي تنزانيا وموزامبيق والنيجر هي الافضل، وبحثت الدراسة التي اعدها منتدى سياسة الطفل الافريقي نسبة ما تنفقه الدول على الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الاجتماعية في ميزانياتها الاجمالية بهدف قياس مدى التزام حكومات هذه الدول بتغذية الطفل، وقالت الدراسة ان الدول الاكثر فقرا سجلت اعلى نسب انفاق حيث تخصص حصة اكبر من نفقاتها للبرامج الاجتماعية بينما الدول الاكثر ثراء مثل انجولا وغينيا الاستوائية والسودان كانت الاسوأ.ولم توضح الدارسة الاسباب وراء هذا التباين. بحسب رويترز.

كما قالت وكالة الإحصاءات التابعة للاتحاد الأوروبي "يوروستات" ان لوكسمبورغ هي البلد الأغنى من حيث معدل حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بلغ 283% في العام 2010 وبلغاريا هي الأكثر فقر، وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني ان حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول الاتحاد الأوروبي تتراوح بين 43% (بلغاريا) و283% (لوكسمبورغ)، وحلت هولندا ثانية حيث بلغت حصة الفرد من الناتج المحلي 134% والدنمارك وايرلندا والنمسا (125% جميعها) في حين بلغت في بلغاريا 43%، وبلغت هذه النسبة 89% في اليونان التي تصارع لاستعادة عافيتها من خلال التقشف والإصلاحات فيما بقيت دول أوروبا الشرقية في أسفل القائمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/تموز/2011 - 24/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م