عادات وتقاليد: مجتمعات تثير الفضول والاستغراب

إعداد: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تبقى العادات والتقاليد والمعتقدات الشعبية تهيمن على السلوكيات اليومية لجميع الأفراد والمجتمعات في دول العالم أجمعها، ولمختلف الشرائح والطبقات الفكرية والثقافية، شباب كانوا ام كهول، أغنياء أو فقراء.

وعلى الرغم من الحداثة التي أجزاء كبيرة من هذا العالم، وسرعة  وتيرتها، الا ان التمسك بتلك التقاليد لا يزال بارزا، ومنها ما بات تراث شعبي يميز بين الشعوب بشكل لطيف لا يثير اي ضغينة او عداء، فيما امست بعض الدول تسعى للحفاظ عليها كونها باتت عامل جذب سياحي مهم، يستقطب المهتمين والسياح بشكل ملفت.

المعتقدات الشعبية

فلطالما استشارت شين يي تينغ العرافين ليوجهونها في القرارات الرئيسية في حياتها من الانسجام مع عريسها الى توقيت زفافها وصولا الى تسمية طفلها. وتوضح المعلمة التايوانية 38 عاما التي استعان والداها بعراف لاختيار اسمها من تشكيلة احرف صينية تبشر بالنجاح هذا الامر جيد لجلب الحظ السعيد وراحة البال. افضل ان اكون بمأمن بدلا من الندم لاحقا، فالشعائر الروحية والمعتقدات الشعبية لا تزال تهيمن على الحياة اليومية لكثيرين من شباب ومسنين اغنياء او فقراء في آسيا رغم الحداثة التي تعم المنطقة بسرعة.

في المجموعات الصينية الاتنية والمجتمعات حيث لا يزال تأثيرها قويا مثل كوريا وتايلاند ثمة اتباع كثر جدا لفلسفة فينغ شوي عندما يريد المرء البحث عن المنزل المثالي او المكتب او مواقع دفن الموتى، فالكثير من ناطحات السحاب في هونغ كونغ بنيت تماشيا مع "قواعد" فينغ شوي في حين ان وجهة اعلى برج مراقبة في سنغافورة غيرت جذريا بعد تحذيرات من انها تقضي على الحظ في هذه المدينة، ويقول دايف هام من شركة "سينغابورز كلاسيكال فينغ شوي كنسالتنسي"، "الاشخاص الذين لا يبلون بلاء حسنا يريدون قلب سوء الحظ الذين يلازمهم اما الاشخاص الذين يحققون النجاح فيريدون المحافظة على ثروتهم، هذه المتعتقدات غالبا ما تكون متطرفة ومبالغا بها. فيعتقد ان نينا وانغ صاحبة الامبراطورية العقارية في هونغ كونغ انفقت ملايين الدولارات على مراسم فينغ شوي بهدف الشفاء من مرض سرطان قاتل.

وقد رفضت احدى المحاكم قبل فترة قصيرة "طلبا غير نزيه" لمنجم ادعى انه يحق له ان يرث ثروتها المقدرة بحوالى 13 مليار دولار، بعض الصينيين على استعداد لدفع مبلغ اضافي للحصول على ارقام هاتف او لوحة تسجيل لسيارتهم تتضمن الرقم "8" لان لفظه شبيه بلكمة "محظوظ" بلجهتي "مندارين" وكانتون" الصينيتين، ويتم تجنب الرقم "4" اذ انه يلفظ تماما مثل كلمة موت، شركة "سيتشوان للطيران" الصينية دفعت 280 الف دولار للحصول على رقم الهاتف 88888888.

ونظام البروج الصيني السابق يؤثر كثيرا على خيارات الناس، ففي تايوان تتراجع نسبة الولادات بشكل كبير في سنوات النمر بسبب اعتقاد مفاده ان الاطفال ولا سيما الاناث الذين يلدون في هذا البرج اقل حظا لانهم يحملون صفات هذا الحيوان الشرسة.

وفي حين يعتمد الصينيون على التقويم القمري فان سكان جاوا في اندونيسيا يعتمدون على رزنامتهم القديمة التي اقيمت في عهد مملكة ماتارام في القرن السابع عشر، قبل اتخاذ اي قرار مهم، إمام صيافي 35 عاما وهو مقاول في مجال البناء يؤكد انه يصوم دوما في يوم عيد ميلاده لتجنب سوء الطالع وهو يختار توقيت اطلاق مشاريعه الجديدة وفقا للرزنامة.

ويوضح عندما تكون البداية جيدة فان الحظ السعيد سيستمر، يقال ان غالبية الشركات الاندونيسية الكبيرة ترسل ممثلين الى جبل كاوي في مقاطعة جاوا الشرقية حيث يقوم الاشخاص بتقديمات لضمان النجاح لمشاريعهم، والهنود كذلك يعتمدون بشغف على الفلك وعلم الاعداد الذي يستخدم الارقام واحرف الابجدية لقراءة الغيب وهم يلجأون اليه في كل شيء من ابرام صفقات تجارية الى اختيار عنوان فيلم في بوليوود. بحسب فرانس برس.

اللجوء الى الاطباء المشعوذين لا يزال منتشرا في ماليزيا المتعددة الثقافات في حين ان كهنة الشينتون في اليابان المتطور جدا تقنيا، يلجأون الى شعائر تطهير للقطارات الجديدة السريعة جدا في حين يعمد المقاولون الكبار الى استشارة المنجمين والعرافين.

الا ان سريلانكا تبقى بلد المنجمين بامتياز. وكان الرئيس السابق راناسينغي بريماداسا لجأ الى تغيير الاسم الى شريلانكا بعدما حذره منجمون من ان طريقة الكتابة السابقة هي نذير شؤوم بالنسبة له، ويقال ان الجيش السريلانكي ومتمردو نمور التاميل استعانوا بخدمات منجمين قبل شن هجماتهم ضد بعضهم البعض في خضم الحرب، يقول عالم الاجتماع شوداماني باسنيت في النيبال لا يملك الناس دائما القوة على حل مشاكلهم لذا يلجأون الى التنجيم لايجاد مخرج.

كاريوكي في آسيا

في ذات السياق بعد أكثر من أربعين عاما على اختراعه في اليابان، ما زال الكاريوكي يشكل إحدى وسائل الترفيه المفضلة لدى الآسيويين، أما من جهة أخرى فيعتبر مرحلة شبه إلزامية تسبق توقيع العقود بين رجال الأعمال، والكاريوكي الذي يعني باليابانية "الأوركسترا الفارغة" يشكل بالنسبة إلى أهالي هونغ كونغ مساحة للهروب من الواقع إلى الخيال وفرصة للاسترخاء جماعيا في مكان مخصص للترفيه في هذه المدينة التي تسير على إيقاع سريع جدا يكاد يكون جنونيا، ويرتاد نحو ثلث سكان هذه المنطقة البالغ عددهم 1,9 مليون نسمة والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 34 عاما، الأماكن المخصصة للكاريوكي مرة واحدة شهريا على أقل تقدير، بحسب مكتب سينوفات ميديا أطلس" للدراسات.

وشعبية هذا النوع من الترفيه تتنر في كل أرجاء آسيا تقريبا، ومن علب هونغ كونغ الى أكشاك شوارع مانيلا مرورا بقاعات غناء سيول أو نورايبنغ، يسحر الكاريوكي القرى الصغيرة كما المدن الكبيرة في القارة الآسيوية، إلى ذلك، يعتبر الكاريوكي جزءا مهما من الطقوس التي ترافق توقيع عقود العمل، فالسهرات الممتدة إلى ساعات متأخرة من الليل والتي غالبا ما تستهلك خلالها كميات كبيرة من الكحول، تساهم في بناء ثقة تتخطى حاجز اللغة والثقافة. بحسب فرانس برس.

 وليالي الكاريوكي هذه "إلزامية" للأعمال في مناطق عدة في الصين واليابان وكوريا الجنوبية، على ما يشرح ماثيو تشو المتخصص بالثقافات الصينية في جامعة هونغ كونغ المعمدانية، يضيف "الأمر لا يتعلق فقط بقضاء وقت ممتع. فهو فرصة لمراقبة سلوك شركائك في التجارة عندما يثملون وهذا طقس يتكرر، من جهة أخرى تقترح بعض المؤسسات الصينية المخصصة للطبقة الراقية، طاولات خاصة لتوقيع العقود، بالنسبة إلى ماتياس وو كاتب مسرحي من هونغ كونغ خصص أحد أعماله لهذا الترفيه، فإن شعبية الكاريوكي تأتي كتلبية لحاجة ملحة لدى الآسيويين، ويلفت وو في الغرب لديكم أطباء الأمراض النفسية، لكننا في آسيا لا نؤمن بفرويد والناس لا يتحدثون عن مشاكلهم، فيأتي الكاراوكي كأسلوب يعبرون من خلاله عن مشاعرهم السلبية وعن الأسئلة الشخصية التي لا يتجرأون بطرحها.

البوزكاشي

الى ذلك وفي وسط سحابة من الغبار المتصاعد، يتنافس نحو خمسين فارسا للاستحواذ على جيفة عنزة مقطوعة الرأس. وعلى المدرج يتأمل المارشال محمد فهيم، وهو النائب الاول للرئيس الافغاني، البوزكاشي خاصته الذي يرمز الى نفوذه.

لعبة البوزكاشي العنيفة جدا والاستعراضية المدهشة التي يقال انها تعود الى حقبة جنكيز خان القرن الثالث عشر في آسيا الوسطى لا تزال تشكل احد رموز الهوية الافغانيةن ويزعم أنها كانت بمثابة تمارين تدريبية للمحاربين الذين كانوا يلعبون بجثة أحد الاعداء.

في السهل الشمالي المنطقة الريفية التي تبعد حوالى ثلاثين كيلومترا شمال كابول، تشب الأحصنة لتشق طريقها وسط حشد الفرسان المتزاحمين للاستحواذ على الجيفة. وتجلد السياط المثقلة بالرصاص الجياد والرجال على حد سواء، يدس بعض اللاعبين صدورهم بين جوانب الجياد لمحاولة الامساك بالجيفة الثقيلة. وفجأة يخرج أحدهم من بين حشد الفرسان مثبتا الجيفة تحت احدى رجليه وينطلق بسرعة نحو عمود في الجانب الآخر من الميدان يتبعه الفرسان الآخرون، يحاول بعضهم ان يسلبوه غنيمته. فالرابح سيكون الفارس الذي سيتمكن من وضع الجيفة في دائرة محددة على الأرض أمام قدمي المارشال فهيم، ولتحقيق ذلك ينبغي على اللاعب ان يتحلى بالقوة والرشاقة في الوقت نفسه.

لا يرتدي اللاعبون لحمايتهم الا سترة وسروالا من المخمل السميك وجزمة جلدية. وقد استبدل بعضهم قبعة الفرو التقليدية بخوذة سائقي الدبابات الروس.

هذه اللعبة التي لا تنطوي على قواعد لطالما مارستها الشعوب الناطقة بالتركية في شمال افغانستان والبلدان المتاخمة. وفي خمسينات القرن الماضي، أعلنتها الحكومة الأفغانية "رياضة وطنية" ونظمت بمناسبة عيد ميلاد الملك ظاهر شاه اول مباراة بوزكاشي في كابول، كما يروي جوزف كيسيل في روايته بعنوان لي كافالييه الفرسان، وكانت البوزكاشي لفترة طويلة أكثر من مجرد لعبة إنما دليل هيبة ونفوذ بالنسبة الى اعيان شمال البلد، وهم الوحيدون الذين كانوا قادرين على الإنفاق على أفضل الجياد واستخدام اللاعبين الاكثر بسالة، وايواء واطعام مئات الاشخاص طوال ايام، مكانة المدعوين وأعدادهم، ونوعية العرض تحدد نجاح مباريات البوزكاشي ومنزلة منظمها، وفي أفغانستان، الهيبة هي مصدر النفوذ على ما يشير عالم الانتروبولوجيا الاميركي ويتني ازوي في كتابه بعنوان لعبة بوزكاشي والسلطة في افغانستان، وهو يرى في هذه اللعبة صورة مجازية تعكس السياسة الأفغانية، أي بعبارات أخرى معركة ضارية حيث يكون كل من لا يربح خاسرا وحيث "الهدف هو التمسك حتى الموت" بجيفة الحيوان تماما كالتمسك بالسلطة.

زعماء الحرب فاحشو الثراء والمثيرون للجدل، الذين قادوا المقاومة ضد السوفيات (1979-1989) والحرب الأهلية ثم النضال ضد طالبان هم الآن الاعيان الجدد في أفغانستان.

الجنرال عبد الرشيد دستم الزعيم السابق للمليشيات الأوزبكية والقائد العام للجيش الأفغاني حاليا، والمارشال فهيم الساعد الأيمن السابق للقائد الافغاني الراحل أحمد شاه مسعود في بانشير شمال غرب يملكان اثنين من اشهر اسطبلات البوزكاشي. بحسب فرانس برس.

وفي السهل الشمالي، بنى المارشال فهيم المتهم بجني ثروته من نشاطات اجرامية مدرجه الخاص الذي تفوق مساحته مساحة ملعب كرة قدم، لكنه اكثر محدودية من سهوب الشمال اللامتناهية حيث يمكن ان تمتد اللعبة على طول كيلومترات، محاطا بمدعويه، يحدق بفخر الى الجوائز التي يقدمها للرابحين فيما يصيح فارس مشيدا بسخاء المارشال امام جمهور حاشد اتى للاستمتاع بالعرض على حساب المضيف النافذ.

مباريات مصارعة

وفي ذات الصدد يقبل الافغان على مباريات مصارعة الجمال كما يقبل البريطانيون على مباريات كرة القدم، لما فيها من متعة وتسلية، على ما يقول هيشاك 42 عاما في مدينة مزار شريف شمال افغانستان، في مدينة مزار شريف المنعش، يتوافد مئات الافغان الى حلبة مصارعة الجمال في هذه المدينة التي تعد كبرى مدن الشمال الافغاني، رجالا وشبابا واطفالا، لكنهم ذكور حصرا.

حيث تعد مصارعة الحيوانات في افغانستان تقليدا متجذرا في البلاد، على غرار مباريات "البوزكاشي" التي جرت في المكان نفسه قبل أيام بمناسبة عيد النوروز، رأس السنة الافغانية.

وتتنافس في العاب المصارعة هذه ديكة وكلاب وجمال وخراف وطيور، ويقول زبيل هولاخان 40 عاما نحن نحب كرة القدم والرياضات الاخرى ايضا، لكن مصارعة الحيوانات جزء من تقاليدنا. وهو حضر الى المكان برفقة قريبه حميد 25 عاما الذي يثني على قوله.

وتبدأ جولة المصارعة ببطء، وهي تجمع هذه المرة جملين مهيبين يقتربان من بعضهما بخطوات ثقيلة، ثم يبدآن بالتدافع، ثم يتشابكان، ويحاول كل منها طرح الآخر أرضا، يسقط أحدهما، فيجثو على ركابه. وعندما يخال المشاهدون أنه هزم، ينهض من جديد، لكنه يبدو متعبا مثل خصمه ولا يبالي بدعوة سائسه للنهوض ومتابعة المصارعة.. فانتهت المباراة على هذا الحال.

وفي هذه الاثناء، تبدأ مصارعة بين حملين، وهذا النوع من المصارعات غالبا ما يكون خاطفا وعنيفا، فما ان اطلق الكبش الابيض من وثاقه حتى هاجم خصمه الاسود، فواجهه خصمه، ودار اشتباك بالقرون بينهما تخللته هجمات متتالية من كل منهما، ولم يتمكن أي من الحملين من حسم المعركة، فأعلن مالكا الكبشين وقف المباراة حفاظا عليهما.. وانتهت هذه المباراة ايضا بالتعادل على نحو المباراة السابقة، بعد ذلك أدخل الى الحلبة جملان آخران. فقال احد المشاهدين لمن الى جانبه "اراهن على أن هذه المباراة ايضا ستنتهي مثل سابقتها"، فأجابه الآخر "قبلت الرهان"، وحددا قيمة الرهان بألف افغاني (16 يورو) وهو مبلغ كبير نسبيا في هذا البلد.

ومع أن مبدأ الرهان والقمار يخالف تعاليم الاسلام، الا انه لا يغيب عن مباريات مصارعة الحيوانات في هذه البلاد ذات الغالبية الاسلامية الساحقة، يقول زبيل هولاخان ان "البعض يراهنون على مبالغ كبيرة مثل 50 الفا و100 الف (800 الى 1600 يورو). بحسب فرانس برس.

ومع بدء المباراة، ظهر ان الجملين المتنازعين يبديان إصرارا بخلاف ما سبق، فبدآ بالتدافع الكتف على الكتف والعنق على العنق، ونجح احدهما في وضع رقبته تحت قائمة الآخر ثم حاول رفعها لقلبه ارضا، فيما حاول الخصم ان يلوي عنقه، وظلت نتيجة المعركة غير واضحة، وشهدت محاولات وهجمات عدة، وسط تهليل الجمهوروفي نهاية الامر، وفي وسط عاصفة من الغبار، تمكن احد الجملين من الجلوس على عنق خصمه فتدخل ساسة الجمال معلنين فوزه.

يحتفلون بالـموتى

ومن جانب اخر رغم أن قاعة الرقص كانت ممتلئة على عينها، والمشروبات كانت توزع هنا وهناك والفتيات الجميلات كن يتبخترن بكعوبهن العالية وقصات شعرهن الرائجة ذهابا وإيابا، إلا أن هذا المشهد لم يكن فى قاعة احتفال وإنما كان فى حفل تأبين سيدة غينية تدعى جيرترود ماين إيكول.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الأيرلنديين ربما يكونون معروفون بحماستهم، غير أن الغنيين أكثر الشعوب التى تعرف كيف تحتفل بالموت، باعتبار أنه جزء لا يتجزأ من أي حياة، وأضافت أن هذه الحفلات فى مدينة نيويورك ترمز لمدى سرعة اندماج جالية من المهاجرين الغنيين، وذكرت الصحيفة أن هذه الحفلات تعقد تقريبا كل أسبوع فى قاعات وصالات الكنائس الاجتماعية فى أماكن متفرقة من المدينة، وتتسم بالسهر طوال الليل وتوفير المشروبات مع الاستماع إلى أنواع الموسيقى المختلفة، ورغم أن الأسر الغنية تجمع الأموال لتغطية نفقات الجنازات، إلا أن فريق من رجال الأعمال المرموقين، ومنهم الموسيقيين والمصورين والسقاة وحراس الأمن يقومون بالمساعدة فى التجهيز لتلك الحفلات وإتمامها على أكمل وجه.

ومضت "نيويورك تايمز" تقول إن هذه الحفلات ربما تتضمن وجود رجل دين ليتلو الصلاة أو لا، ولا تقتصر على طائفة بعينها فالمتوفى من الممكن أن يكون مسيحي أنجيلي أو كاثوليكي روماني أو علماني، ولا تعتمد على مكان الوفاة، فهو من الممكن أن يكون وافته المنية فى نيويورك أو أفريقيا، قبل عدة أيام أو حتى شهور، ولكن الجنازات كلها تحقق الغاية نفسها والمتمثلة فى تسهيل حياة المهاجرين الغنيين فى الغربة، عن طريق جمع التبرعات لأسرة المتوفى، ومراعاة مطالب المهاجرين من الممرضات والطلاب والعلماء وسائقى سيارات الأجرة.

بالنسبة لنا هذا احتفال، وإنما للأمريكيين هذا مكان للحزن، إن كنت غينيا وأتيت إلى هنا، سترى 10 أو 12 شخصا تعرفهم وسوف يقدمونك بدورهم إلى شخص آخر، لتجد نفسهم قبل أن تدرك تعرف الجميع، ولماذا أذهب إلى حانة عندما أستطيع أن أتى إلى هنا وأحصل على المشروب مجانا، هكذا قال مانى تماكلوى، الميكانيكى البالغ من العمر 27 عاما.

الخرافات والشعوذة

فيما كشفت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ديلي ميرور" أن اثنين من كل ثلاثة بالغين في بريطانيا يؤمنون بالخرافات والشعوذة، ووجدت الدراسة أن 32 مليون بريطاني يؤمنون بالخرافات إلى درجة أنهم يرفضون السير تحت السلالم، ويرمون الملح دائماً خلف أكتافهم ويحيون طائر العقعق، وقالت إن البريطانيين يتبعون أيضاً الطقوس مثل التقاط أرقام اليانصيب نفسها لاعتقادهم بأنها ستقودهم لكسب الجائزة الكبرى، فيما يؤمن 11 مليوناً منهم بتعويذات الحظ، و 12 مليوناً بالحظ الايرلندي، وأضافت الدراسة أن الطقوس العشرة الأكثر انتشاراً بين البريطانيين المؤمنين بالخرافات هي: استخدم أرقام اليانصيب نفسها أولاً، وثانياً تجنب السير تحت السلالم، وثالثاً تجنب وضع الأحذية الجديدة على الطاولة، ورابعاً رمي الملح وراء الكتف. بحسب يوناتيد برس.

وحلت تحية طائر العقعق في المرتبة الخامسة، وتجنب العبور من الدرج في السادسة، وعدم عبور مسار القط الأسود في السابعة، وعدم السير فوق مصارف المياه في الثامنة، وعدم إتباع الروتين نفسه قبل ممارسة الرياضة في التاسعة، فيما جاء تجنب الشقوق في الأرصفة في المرتبة العاشرة والأخيرة.

قتل واغتصاب

بينما تعتقد جماعة حقوقية كندية ان مئات من المهق الذين تخلو أنسجتهم من الصبغات التي تعطي لونا للجلد قتلوا في ممارسات للسحر الاسود في تنزانيا وان فتيات منهم اغتصبن اعتقادا بأن هذا يشفي من مرض نقص المناعة المكتسب الايدز.

ومن المعروف ان ما لا يقل عن 63 امهق بينهم اطفال قتلوا اغلبهم في شمال غرب البلاد، وقال بيتر اش مؤسس ومدير جماعة تحت نفس الشمس نعتقد ان هناك مئات ومئات من القتلى في تنزانيا لكن لا يجري ابلاغ الشرطة الا بعدد صغير فقط، وأضافت "هناك اعتقاد انه اذا اقام مريض الايدز علاقة مع فتاة من المهق فان هذا سيشفيه. لذا تغتصب العديد من الفتيات المهق في هذا البلد بسبب هذا الاعتقاد الخاطىء، ويوجد حوالي 1.4 مليون تنزاني مصاب بفيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز من بين تعداد السكان البالغ 40.7 نسمة ويقتل الضحايا المهق للحصول على دمائهم وشعرهم واعضائهم التناسلية واجزاء اخرى من أجسادهم لاستخدامها في جرعات سحرية يقال انها تجلب الحظ في الحب والحياة والعمل. بحسب رويترز.

وقال اش ان هناك اعتقادا بأن الامهق لعنة وبأنه من الشيطان وليس بشرا، وتحدث نشطاء في الاسبوع الماضي عن تسميم ثلاثة مراهقين مهق من عائلة واحدة في شمال تنزانيا وسرقة عظامهم بعد ذلك من قبورهم.

الكلاب ضمن قائمة الطعام

من جانب آخر لم يكن يوم الخميس سعيدا للكلاب في كوريا الجنوبية لانه أحد الايام الثلاثة الاشد الحرارة وفقا للتقويم القمري الكوري والتي يكون فيها حساء الكلاب أحد الوسائل للتغلب على شدة الحر، وفي يوم (شوبوك) يعمل الناس على حماية اجسادهم من الحرارة الشديدة من خلال تناول اطباق صحية تقليدية مثل حساء الجنسنج بالدجاج وثعبان البحر المشوي وطبق "بو-شين-تانج".

وتربى الكلاب في كوريا الجنوبية من اجل ان تؤكل ويقول محبو هذه النوعية من الاطباق ان "بو-شين- تانج" - وهو مكون من لحم كلاب مسلوق يوضع في خليط من التوابل الحارة والمركزة والخضراوات - مفيد للصحة. ويعتبره البعض طبقا شهيا.

وقال شين جوان ساب (56 عاما) الذي كان يجلس داخل مطعم يقدم حساء الكلاب "اتناول حساء الكلاب لانه يمدني بالطاقة حتى عندما اكون متعبا للغاية، واضاف "بالمقارنة مع لحوم أخرى فانه يحتوى على بروتين اكثر ودهون اقل. اعتقد انه صحي ونظيف وهو لحم مناسب لنا بصورة أكبر، ووجهت انتقادات من انحاء العالم للكوريين بسبب تناول الكلاب باعتباره عملا وحشيا وكانت الممثلة الفرنسية والمدافعة عن حقوق الحيوانات بريجيت باردو ضمن ابرز المنتقدين لهذه الممارسة. بحسب رويترز.

لكن الكوريين الذين يحبون لحم الكلاب لا يأبهون بمثل هذه الانتقادات اذ امتدت صفوف طويلة يوم الخميس أمام المطاعم التي تقدم هذه الاطباق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/تموز/2011 - 21/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م