مدن في العالم... يجمعها الأغلى ويميزها الأهم

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: اصبح هناك تنافس غير مسبوق بين مدن العالم المتطورة من خلال تصدرها الترتيب العالمي لاهم المدن من حيث عدد السكان وتقديم الخدمات وتطور وسائل النقل ومستوى رفاهية السكان الاقتصادي، اذ اصبحت هذه المدن مصدر جذب اقتصادي عالمي مهم يعود بالمنفعة والمصلحة للدول التي تنمي مدنها المهمة والحيوية، كما لعبت دوراً مهماً في تنمية الاقتصاد العالمي وقطاع السياحة، وقد توزعت هذه المدن في اغلب قارات العالم وفي اوربا واسيا على وجه الخصوص، وبالرغم من وجود العشرات من هذه المدن الا ان المختصون يؤكدون ان هناك نمو كبير ومدن اخرى سوف تضاف الى قافلة المدن الاغلى والاهم.

بين الاغلى والارخص

حيث مازالت طوكيو المدينة الأكثر غلاء في العالم للعيش فيها، وجاءت بالإضافة إلى أوسلو النرويجية وأوساكا اليابانية ضمن المدن الخمسة الأولى الأكثر غلاء، الأمر المثير أن تونس احتلت المركز الثاني من أسفل السلم، أي أنها جاءت بين ارخص مدن العالم، غير أن المسح الأخير لأكثر الأماكن غلاء في العالم، والصادر عن مركز المعلومات لمجلة الإيكونوميست، كشف عن تغييرات جذرية خلال العام الماضي، وأصبحت أستراليا من بين أكثر الدول الصاعدة، جراء قوة عملتها الدولار الأسترالي أمام العملات الأخرى، ما أدى إلى رفع مستويات المعيشة في سيدني، التي احتلت المركز السادس عالمياً من حيث الغلاء، ثم ملبورن التي تلتها وحلت سابعة، ثم بعدها بست مراكز جاءت مدينة بيرث واحتلت المركز 13 وجاءت بعدها مباشرة مدينة بريسبين، أوروبياً، احتلت العاصمة الفرنسية باريس المركز الرابع، ثم زيوريخ السويسرية في المركز الخامس ففرانكفورت الألمانية في المركز الثامن وجنيف في المركز التاسع، واحتلت سنغافورة المركز العاشر بين أغلى مدن العالم. بحسب السي ان ان.

وبيّن المسح حجم التحولات خلال العقد الأخير، حيث كانت هونغ كونغ تحتل المركز الثالث عالمياً، ولكنها باتت في المركز 22 حالياً، أما شنغهاي فكانت في المركز 16 ولكنها تراجعت إلى المركز 48 أما بكين فكانت في المركز 11 لتتراجع إلى المركز 64، وتحتل نيويورك الأمريكية المركز 49 بين أغلى المدن، ومن بين أكثر المدن صعوداً على سلم الغلاء جاءت مدينة بودابست البلغارية وقفزت 17 مركزاً حيث تحتل حالياً المركز 76 عالمي، أما أكثر المدن تراجعاً من حيث الغلاء فهي اسطنبول التركية التي تراجع من المركز 24 إلى المركز 52، أما أرخص خمس مدن في العالم فهي، كراتشي وتحتل المركز 133، وتونس وتحتل المركز 132 ومومباي وتحتل المركز 131 وطهران وتحتل المركز 130 ونيودلهي وتحتل المركز 129.

تسونامي سكاني في آسيا

الى ذلك أشارت منظمة الأمم المتحدة إلى أن الأرض ستتخطى قبل نهاية السنة عتبة السبعة مليار نسمة في 31 تشرين الأول/أكتوبر، ويرجح أن يبصر الطفل المسؤول عن ذلك النور في مدينة آسيوية، في ظل حركة التمدن غير المسبوقة التي تشهدها هذه القارة، وبحسب البنك الآسيوي للتنمية، يتدفق "تسونامي سكاني" نحو مدن آسيا بحثا عن عمل وحياة أفضل، يعيش 43 في المئة من سكان آسيا والمحيط الهادئ في المدن، علما أن ستا من المدن العشر الكبرى في العالم موجودة في آسيا وفقا لمنظمة الأمم المتحدة، وهذه ليست سوى البداية، ففي العام 2022، وللمرة الأولى، سيأتي عدد الآسيويين القاطنين في التكتلات السكانية أكبر منه في الأرياف، بحسب البنك الآسيوي للتنمية، وفي أقل من عشرين سنة، ستهاجر نحو 1،1 مليار نسمة نحو المدن، أي 137 ألف شخص في اليوم الواحد، تواجه السلطات تحديات كبيرة للتوفيق بين التنمية الاقتصادية والتمدن وإنشاء خدمات عامة وتقليص الفقر وتفادي الكوارث والحفاظ على البيئة.بغية مواجهة هذا المد البشري، يتوجب على الهند وحدها بناء مدينة شبيهة بشيكاغو كل سنة لتوفير ما يكفي من المساكن والأعمال للمهاجرين، بحسب دراسة لمعهد الأبحاث "ماكينزي غلوبل"، وتشير الدراسة أيضا إلى أنه في الصين، سينضم ما لا يقل عن مئة مدينة جديدة إلى لائحة المراكز المدينية الست مئة الأكبر التي تنتج 60 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي في السنوات الخمسة عشر المقبلة. بحسب فرانس برس.

ويذكر الخبراء أن التطور الاجتماعي والاقتصادي لطالما انطلق من المدن، وإن أدت هذه التحركات الجماعية الحتمية إلى مشاكل كبيرة في السكن وزحمة السير والتلوث والجريمة، ويفسر عالم السكان الأسترالي برنارد سولت أن "المدن تشكل مركز الإدارة السياسية، ونقطة التقاء المعلومات والمعرفة، والمكان الذي تنطلق منه الأفكار"، ومع أن النزوح الريفي اعتبر في الماضي سلبيا لأنه يقتلع الأفراد من جذورهم ويقطع أوصال العائلات ويؤدي إلى بروز مدن الصفيح، إلا أنه شكل في الوقت نفسه محركا للتنمية لأن المدن تقدم مزيدا من الفرص، ويشير إدوارد غلايسر عالم الاقتصاد الأميركي والأستاذ المحاضر في هارفرد، في كتابه الأخير عن "انتصار المدن" أنه في البلدان الفقيرة، "تقدم (المدينة) الطريق الأسهل للانتقال من الفقر إلى الازدهار"، ويقول إن "الانتقال من عالم ريفي إلى عالم مديني لا يؤدي آليا إلى ازدهار طبقة وسطى، فالكثيرون يبقون مهمشين"، ويضيف أن "بريطانيا شهدت العملية نفسها خلال الثورة الصناعية بين 1780 و1840 التي رافقها بؤس هائل"، وتشير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ التابعة للأمم المتحدة إلى أن آسيا لن تسلم من هذه الظاهرة لأنها تضم مدنا "حيث الفقر والفروقات أكثر تركيزا ووضوح، فأكثر من 40 في المئة من سكان المدن في آسيا والمحيط الهادئ يعيشون في مدن الصفيح وهم محرومون من الخدمات الأساسية والمسكن أو (حتى) المدخول".

يستحيل ألا نصاب بالصدمة عندما نرى مدن الصفيح الكبرى في مانيلا ونيو دلهي وداكا حيث تتكدس النفايات ولا يجد الفقراء أمامهم خيارا سوى الاستجداء، ويتوقع غلايسر أن "يتكرر التطور الذي شهدته المدن الأوروبية والأميركية في المدن النامية في القرن الحادي والعشرين"، في المدن، تكثر المشاكل وايضا الحلول، مدارس ومستشفيات وخدمات عامة، ويشير عالم الاقتصاد إلى أن "نجاح المدن في مكافحة الأمراض والجريمة أتاح لها أن تصبح مكانا للتلسية والانتاجية في الوقت نفسه، ويسمح السلم المديني بمواجهة الأسعار الثابتة للمسارح والمتاحف والمطاعم"، أما ريكي بوردت وهو اختصاصي مدن في معهد "لندن سكول أوف ايكونومكس" فيقول أنه "متفائل إلى حد كبير في ما يتعلق بالمدن"، فيشير إلى أنه "في آسيا بشكل عام، وخصوصا في الصين وهونغ كونغ وسنغافورة، ترافق النمو والتمدن مع تحسن نوعية الحياة"، ويضيف أن سكان المدن سيحظون بفرص أكبر من سكان الأرياف للنفاذ إلى التعليم، و"التعليم يحدد كل شيء، فهو شرط مسبق للرفاه الاقتصادي والاجتماعي والصحي".

جذب للمعماريين

في سياق متصل حصل الفرنسي بول اندرو على "فرصة العمر" عندما كلفته السلطات الصينية بناء اوبرا بكين، فعلى غراره ثمة العديد من المهندسين المعماريين الذين يستفيدون من ازدهار المدن في آسيا لتوسيع افق الهندسة المعمارية، في بكين كما في مدن كبيرة اسيوية اخرى تعرض على كبار المهندسين المعماريين تحديات كبيرة تتمثل بمزاوجة التكنولوجيا المراعية لبيئة بالتصميم الحديث جدا مع المحافظة على الارث الثقافي، ويؤكد اندرو "انا ممتن جدا للصين، فدار الاوبرا فرصة فريدة في حياة الانسان"، وقد صمم مبنى بيضوي الشكل مصنوعا من الزجاج والتيتان في وسط بكين، ويضيف اندرو "حركة البناء كثيفة جدا في الصين لذا فان فرص البناء كبيرة جد، وللصين طموحاتها كذلك، فهي لم تقم بالشيء الكثير خلال سنوات وانا على ثقة انهم كانوا يشعرون بانهم تخلفوا عن الاخرين نوعا ما"، ومن اولى الانجازات برج "سي سي تي في" الذي يعتبر من اكثر التصاميم الهندسية جرأة او برج "ورلد فاينانس سنتر" المؤلف من 101 طابق في شانغهاي، ويصمم اندرو متحفا للاثار في تاييوان في شمال الصين فيما وضعت المهندسة العراقية الاصل زها حديد الحائزة جائزة بريتزكر العام 2004 وهي بمثابة نوبل الهندسة المعمارية، اللمسات الاخيرة على اوبرا كانتون (جنوب)، البريطاني نورمان فورستر مصمم برج "اتش اس بي سي" الشهير في هونغ كونغ يعمل من جهته على بناء مقر لمصرف "سي اي تي اي سي" في هانغزو (شرق).

الا ان الاجانب ليسوا وحدهم المستفدين من حمى البناء الصينية، فقد اختير ما كينغيون العام الماضي من قبل مجلة "بزنس ويك" كاحد ابرز المهندسين المعماريين على غرار زها حديد، وقد حاز الصيني الاخر وانغ شو خبير الهندسة المعمارية المستدامة في 16 حزيران/يونيو الميدالية الذهبية التي منحته اياها الاكاديمية الفرنسية للهندسة المعمارية عن مجمل اعماله، الا ان هذه الفورة لا تنحصر بالصين على ما يقول مايكل تانكي الشريك في مكتب "كانون ديزاين" في شانغهاي، موضحا "ان ارتفاع المعاشات الصينية في السنوات الاخيرة وفر فرصا اكبر في دول مثل فيتنام وتايلاند"، ويؤكد نغويين تشي تام المسؤول في "هاي اند اركيتكتشر" في هانوي الذي يتعاون مع الايطالي رينزو بيانو على مشروع اوبرا هانوي، ان "عددا متزايدا" من مكاتب الهندسة المتوسطة الحجم كمثل فروع مكاتب هندسة معمارية عالمية تفتح ابوابها في فيتنام، الا ان نمو مشاريع البناء الجامح في المدن الاسيوية الكبرى غالبا ما لا يهتم للارث الهندسي المعماري فيه، ففي بكين كما في هانوي تتم التضحية بالكثير من الابنية القديمة، ويقول هوانغ داو كينه المهندس المعماري المقيم في هانوي "على الورق لا يزال هناك اكثر من الف فيلا مبنية على الطراز الفرنسي تعود الى الحقبة الاستعمارية لكن مئات قليلة منها حافظت على طابعها اصلي"، سنغافوة تحترم تراثها اكثر وتمكنت من الحفاظ على اكثر من سبعة الاف مبنى قديم لتبني بجوارها مجمعات هندسية حديثة جدا.

ومن الرهانات الاخرى كذلك اعتماد هندسة معمارية تراعي البيئة على غرار "كيبتورا ورلد" مجمع المكاتب والترفيه في جاكرت، فهذا المشروع البالغة كلفته 247 مليون يورو يهدف الى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 % مقارنة بابنية اخرى مماثلة، بفضل الزجاج المزدوج ونظام متطور لانتقال الهواء، وفي الصين جهز برج "بيرل ريفر" في كانتون الذي يعرف بانه "ناطحة السحاب الاكثر مراعاة للبيئة في العالم"، بفتحات مجهزة بتوربينات تلتقط الهواء وتنتج الطاقة التي يحتاجها المبنى على ما يفيد مكتب "سوم" للهندسة، لكن تانكي يقول ان الصين في هذا المجال لا تزال متخلفة كثيرا عن الولايات المتحدة واوروبا موضحا "لكن اذا قررت ان تتولى قيادة هذه الحركة فهي تملك القدرة على التقدم بوتيرة اسرع من اي بلد اخر".

يحلو العيش فيها

من جهتها فان طوكيو الكبرى وسكانها الخمسة وثلاثين مليونا هي اكبر تجمع سكني في العالم باشواط وتمثل عبر الصور الملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية اكبر تركز للاضواء على الارض، الملفت هنا ان الامور فيها تسير على ما يرام، على ما يعتبر محبو هذه المدينة، ومع ان طوكيو اكبر بكثير من مدن عملاقة اخرى مثل بومباي ومكسيكو وسان باولو ونيويورك الا انها تسجل مستويات اقل من التلوث والضجيج وازمات السير والنفايات والجريمة، كذلك توفر فسحات خضراء وشبكة نقل عام واسعة مع قطارات تحضر في المواعيد المحددة، يصف الكاتب الاميركي دونالد ريتشي المقيم في طوكيو منذ العام 1947 وصاحب كتاب "طوكيو ميغاسيتي" العاصمة اليابانية الثرية بانها "مدينة كبيرة جدا يمكن العيش فيها"، الكثير من الزوار يدهشون امام دماثة اليابانيين ولباقتهم، وفي قطارات الانفاق، يحترم غالبية المسافرين قواعد اللياقة ويوقفون طنين هاتفهم النقال ولا يستخدمونه للاتصال ويحملون معهم نفاياتهم لاعادة تدويره، وفي سلالم المحطات وممراتها يتبع ملايين المسافرين خطوطا مرسومة على الارض ويتقابلون من دون ان يتدافعوا حتى في ساعات الذروة ومن ثم ينتظرون في طوابير على الارصفة للصعود الى القطارات، وفي الشارع ان صادف ان ارتطم كتف او كوع باحد المارة فلا يكيل الضحية الشتائم على الشخص الاخر بل تصدر اعتذارات من الطرفين، كما ان حركة السير مسهلة في غالبية الاوقات لان وحدهم اصحاب مرآب او مكان لركن السيارة يمكنهم امتلاك سيارة.

ان الطوبوغرافيا الخاصة بالارخبيل الياباني التي تتميز ببراكين وجبال اضطرت السكان الى التمركز في السهول الساحلية، ان كل الاجراءات تتخذ لتحسين ظروف الحياة اليومية للسكان والسماح لهم بالعيش مع، وعرفت طوكيو ذروة مجدها عندما كانت اليابان في قمة نفوذها الاقتصادية في الثمانينات وحتى وقوع الازمة في مطلع التسيعنات الا ان صورتها لم تتغير كثيرا ولا الاسعار الباهضة التي تبعد بعض السياح، وصنفت دراسة اعدتها شركة "ميرسر" للاستشارات، طوكيو في المركز الثاني اسيويا وراء سنغافورة على صعيد نوعية الحياة ولكن في المرتبة الاربعين عالميا فتقدمت عليها مدن اوروبية واميركية شمالية مثل فيينا وفانكوفر، الا ان المجلة اللندنية الرائجة "مونوكل" كانت اقل صرامة وصنفت العاصمة اليابانية في المرتبة التاسعة عالمي، وكتبت مراسلة المجلة في آسيا فيونا اليسون "اذا اكتفيتم بالنظر الى طوكيو تقولون ان الامور لا ينبغي ان تكون سهلة مع هذا العدد الهائل من الناس الا ان الامور تسير بشكل جيد، وكان الامر ليطرح مشكلة في اي مكان اخر من العالم"، واضافت "الامر لا يقتصر فقط على القطارات الرائعة، فهذا يتجاوز الجانب العملي، هناك الخدمات والطعام والمطاعم والمتاجر، كل شيء رائع فيها". بحسب فرانس برس.

وتوج دليل "ميشلان" طوكيو عاصمة عالمية لفن الاكل، مانحا عددا اكبر من مطاعمها نجماته الثلاث مقارنة مع باريس، كولن ليديل الذي يراسل مجلة "طوكيو متروبوليس" يعتبر ان نجاح المدينة عائد الى "مزايا الثقافة اليابانية" ولاسيما السعي الى التناغم بدلا من المواجهة، واضاف "امرأة ترتدي معطفا من الفرو لن تواجه مشاكل في معاشرة نباتيين متطرفين ومدافعين عن حقوق الانسان، انه نظام بيئي ثقافي مختلف ومفهوم للاخر يزيل فتيل النزاعات التي نرى ان لا مفر منها في الغرب"، ومهما كان موقف المرء من طوكيو فان حجمها ملفت، فلو كانت دولة لكانت احتلت المركز الخامس والثلاثين على صعيد تعداد السكان، وفي وسط هذه التكتل السكاني الذي يضم مدنا تدور في فلكه مثل يوكوهوما، تحكم سلطات مدينة طوكيو بحد ذاتها التي يبلغ عدد سكانها 13 مليونا مع ميزانية موازية لميزانية المملكة العربية السعودية على ما تفيد صحيفة "جابان تايمز"، والعام الماضي اطلقت طوكيو اول سوق للكربون في آسيا وتعهدت بلديتها خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 % بحلول 2020 مقارنة بمستويات العام الفين.

مدن استراليا الأغلى

بدورها فان سيدني وملبورن وبيرث وبريسبان اصبحت من بين المدن الأغلى في العالم، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الاسترالي، على ما أظهرت دراسة جديدة، واظهرت الدراسة التي تعدها وحدة البحث في مجلة "ذا ايكونوميست" البريطانية كل عامين حول كلفة المعيشة ان سيدني وملبورن تحتلان بالتوالي المرتبتين السادسة والسابعة بين المدن الأغلى في العالم، كما ان بيرث وبريسبان، الأقرب الى مناجم الفحم والمعادن احتلتا المرتبتين الـ13 والـ14، وجاء في الدراسة "قبل 10 اعوام، كانت سيدني تحتل المرتبة 71 وملبورن المرتبة 80، بينما كانت بيرث في المرتبة 91 وبريسبان في المرتبة 93"، واضافت الدراسة "انها ذروة ارتفاع كلفة المعيشة في المدن الاسترالية خلال السنوات الأخيرة التي شكلت مرحلة ارتفع فيها سعر صرف الدولار الاسترالي من حوالى 50 سنتا اميركيا ليوازيه في القيمة"، كما ان الطلب الآسيوي النهم على المواد الأولية الضرورية في صناعة الفولاذ ادى الى ارتفاع كبير للاسعار مقارنة مع المستويات التي كانت قائمة قبل الأزمة في 2008، وفجأة، بات العيش في لندن او فيينا او روما او برلين او هونغ كونغ او بكين اقل كلفة من المعيشة في غالبية المدن الاسترالية، وتحتل طوكيو المرتبة الأولى على قائمة اغلى مدن العالم، وهي مرتبة غالبا ما احتلتها خلال العقدين الأخيرين، وتحتل اوساكا المرتبة الثالثة. بحسب فرانس برس.

وذكرت الدراسة ان "طوكيو عادت الى المراتب الأولى لأن الين شهد تحسنا مهما خلال السنتين الأخيرتين، وهذا العام ارتفعت كلفة المعيشة في طوكيو، رغم الكلفة البشرية والاقتصادية للزلزال والتسونامي اللذين ضربا (اليابان) في آذار/مارس"، ورغم المخاوف التي لا تزال قائمة والمرتبطة بأزمة الديون في منطقة اليورو، كانت لقائمة المدن العشر الأغلى في العالم "نكهة اوروبية" بوجود باريس واوسلو وجنيف وزيوريخ وفرانكفورت، وعلى المقلب الآخر، فإن غالبية الدول الأقل غلاء تقع في آسيا، مع كراتشي في باكستان التي تحتل المرتبة الأخيرة، وبين العشر الأواخر هناك بومباي ونيدلهي "رغم صعود الهند" على المسرح الاقتصادي العالمي.

سكان الريف سعداء

على صعيد اخر أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "ديلي اكسبريس" مؤخراً أن سكان المدن البريطانية يفكرون بطريقة مختلفة عن سكان الريف، وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض العقلية نتيجة ذلك، ووجدت الدراسة أن سكان المدن أكثر عرضة للقلق واضطرابات المزاج، ما جعل سكان الريف أكثر سعادة منهم كونهم لا يشكون من هذه الأعراض، وقالت إن الأسباب البيولوجية لهذه الظاهرة غير معروفة، لكن الأبحاث الجديدة وجدت أن أجزاء مختلفة من الدماغ تُستخدم حسب المكان الذي يعيش فيه الناس، حيث يضع سكان المدينة المزيد من الإجهاد على الجزء من الدماغ المعني بتنظيم العاطفة والمزاج.وأضافت الدراسة أن سكان الريف يظهرون المزيد من النشاط في الجزء من الدماغ المعني بتنظيم الضغوط ما يجعلهم أكثر سعادة من نظرائهم سكان المدن، وأشارت إلى أن مرض الفصام ارتفع بمعدل الضعف تقريباً بين أوساط الناس الذين ولدوا وترعرعوا في المدن وبشكل مثير للقلق يجعل تحديد البيولوجيا التي تقف وراء ذلك بمثابة الخطوة الأولى لتصحيح هذا الاتجاه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 21/تموز/2011 - 19/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م