الصالون... جنة النساء في الصومال

 

شبكة النبأ: كرست فاطمة إبراهيم نفسها من أجل حقوق المرأة في وطنها الصومال. وهي رئيسة منظمة غير حكومية في هارجيسا عاصمة جمهورية أرض الصومال المنشقة وتدافع عن توفير فرص أفضل للفتيات والنساء وتطوير وضعهن القانوني. ولكن لا يتوقف الأمر على ذلك فقط.

ولكنها تسأل بإبتسامة عابثة ' النساء لهن أيضا حق الظهور بمظهر جيد ويشبعن بعضا من رغباتهن، أليس كذلك؟'.

وقد أصبحت ناشطة حقوق المرأة سيدة أعمال من خلال فتح صالون تجميل. 'جنة النساء' عبارة مكتوبة على الحائط الملاصق للصالون والذي يحظر على الرجال دخوله كلية. فكل العاملين به والزبائن من النساء. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن للجيب الشبية بالمنتجع الصحي أن يصمد في الدولة الاسلامية حيث يجب على النساء الأجنبيات أيضا أن يرتدين نقابا وغطاء رأس في العلن. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

ولا تطرح الصومال نفسها على أنها مكانا لمنتجع. وفي حين أن أرض الصومال يسودها السلم بدرجة كبيرة، فإن صالون إبراهيم قد يغلق على الفور وتتهم بأنها غربية الإتجاة ولا تلتزم بالنهج ألإسلامي في جنوب غرب الصومال حيث تسيطر الجماعات الإسلامية المتطرفة على الريف. وفي أرض الصومال أيضا فإن حياة الكثير من النساء غير سليمة.

وتقول إبراهيم 'هناك عنف منزلي ولكن لا يتم الإبلاغ عنه للشرطة'. وأضافت 'وإذا ذهبت امرأة متزوجة إلى الشرطة بعد تعرضها لإغتصاب فإنها سينظر إليها بأنها زانية وليست ضحية وتحول إلى المحكمة'.

وبمجرد تواجد النساء بمفردهن في الصالون يقمن بخلع النقاب. ويحتسين الشاي والقهوة ويأكلن الحلوى ويضحكن.

ليلي (25 عاما) تسترخي على مقعد وثير مريح وقد تشابكت ساقيها. وهي لن تجرؤ أن تجلس بهذه الطريقة في أي مقهى في وجود والدها أو أحد أشقائها.ولكنها تظل محترسة حتى خلف جدران 'جنة النساء' رافضة ذكر اسمها بالكامل أو السماح بتصويرها.

وتقول ليلى بعدما تصفحت عدة مجلات خاصة بالأزياء 'إنه شئ جيد وجود مكان مثل ذلك لنا نحن النساء'. ورغم أنها لا يمكن لها أبدا أن ترتدي الملابس التي توجد صورها على صفحات مجلات الموضة في شوارع هارجيسا، فإنها تستمتع بتخيل كيف تبدو في تلك الأزياء.

وتشير إلى 'أن الرجال لهم المقاهي الخاصة بهم وحلقات القات' في إشارة إلى النبات المخدر الشهير التي تمضغ أوراقه. وقالت 'عادة فإن كل ما يمكن أن تفعله النساء هو التجمع معا مع صديقاتهن في المنازل الخاصة.وهنا نحقق عالمنا الخاص الصغير'.

وحميدة صديقة ليلى والتي ستكون عروسا قريبا تشاهد ملابس في فاترينة الصالون استعدادا ليوم عرسها. وهي تريد أن تكون ذات ألوان زاهية ومتألقة قدر الإمكان.

وتحتاج حميدة إلى حجز موعد لتزيينها قبل ساعات من حفل الزواج. أما ماليكة فليس أمامها وقت كبير. وهي تسمح لنفسها بساعتين من الإسترخاء رغم قيامها بعمل ماكياج من نقوش الحناء في يديها وقدميها وذراعيها. وتنتشر رائحة البخور في الجو. وتجلس ماليكة على مقعد وعينيها شبه مغلقتين، بينما تقوم أخصائية التجميل بنقوش الحناء وتقرب مروحة هواء منها حتى تجف النقوش.

وتقول ماليكة 'لا، أنا لست ذاهبة لحفل زواج أو دعوة'. وتقول 'اليوم ببساطة أدلل نفسي فأنا لدي إلتزامات كافية تجاه زوجي وعائلتي'.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/تموز/2011 - 18/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م