أفغانستان والانسحاب الأمريكي... معركة تطهير سياسي

اغتيالات منسقة للحلقة القريبة من الرئيس

 

شبكة النبأ: تزايدت موجة الاغتيالات التي شهدها أفغانستان مؤخرا، خصوصا من طالت منها الحلقة القريبة من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، فيما تزامنت تلك الاستهداف مع اقتراب موعد الانسحاب الأمريكي من تلك الدولة المضطربة.

حيث اثار توقيت موجة الاغتيالات السياسية الكثير من التساؤلات لدى معظم المحللين والمراقبين للشؤون الافغانية، كما أضافت طبيعة الشخصيات المستهدفة بدورها المزيد من تشكيك والريبة في الأوساط الرسمية، حول حقيقة من يقف وراء استهدافها، نظرا لما تتسم به من مواقف تشوبها الشبه بالفساد السياسي والمالي. الأمر الذي يزيد من الخشية حول مصير الدولة في حال تفاقمت الصراعات بشكل أكثر اتساعا في المستقبل.

عملية التحول

فقد قال مسؤولون ان مسلحين قتلوا معاونا للرئيس الافغاني حامد كرزاي في معركة بالاسلحة بالعاصمة كابول بعد ساعات من بدء عملية تحول طال انتظارها من سيطرة القوات الاجنبية الى الافغانية. وجاء الهجوم على منزل جان محمد خان في كابول الحاكم السابق لاقليم أرزكان بجنوب البلاد المضطرب.

وقال دبلوماسي غربي كبير طلب عدم الكشف عن هويته عقب وقت قصير من وقوع الهجوم على منزل خان "هذه ضربة اخرى."

وارتفعت وتيرة العنف عبر افغانستان في العام الماضي حتى رغم تحقيق القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي مكاسب ضد المتمردين في الجنوب ووصلت معدلات القتلى بين المدنيين والعسكريين لمستويات قياسية.

وقال حشمت ستانكزاي المتحدث باسم شرطة كابول ان عضو البرلمان الافغاني هاشم واتنوال قتل ايضا في الهجوم الاخير. وقال عبد الله بيركزاي عضو البرلمان من ارزكان انه شاهد جثتي خان وواتنوال خلال اخراجهما من منزل خان. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان "قتل مفجران انتحاريان في العملية." وأضاف ان بعض الحراس الشخصيين لخان قتلوا ايضا في الهجوم. واتهم المتحدث خان بمساعدة "الامريكيين وارتكاب فظائع ضد الشعب الافغاني." بحسب رويترز.

وبدأت افغانستان انتقالا تدريجيا سريا لمسؤولية الامن من القوات الاجنبية الى الافغان بتنظيم حفل بسيط في اقليم باميان الهاديء نسبيا. وهذا الاقليم ضمن سبع مناطق ستسلم الى القوات الافغانية في المرحلة الاولى من العملية المقرر ان تنهي وجود كل القوات الاجنبية المقاتلة من افغانستان بحلول نهاية 2014.

اغتيال الرجل القوي في الجنوب

فقد اعلن مسؤولون افغان مقتل احمد والي كرزاي الشقيق الاصغر للرئيس الافغاني حميد كرزاي في قندهار، كبرى مدن جنوب البلاد كما افاد مراسل فرانس برس.

ويشكل مقتل احمد والي كرزاي الرجل المثير للجدل الذي اتهم خصوصا بالتورط في الاتجار بالمخدرات، ضربة كبيرة لكابول اذ انه من اكبر مساندي شقيقه في هذه المنطقة غير المستقرة والاستراتيجية التي تحاول قوات حلف شمال الاطلسي التصدي لطالبان فيها. واعلن زلماي ايوبي الناطق باسم السلطات الاقليمية في قندهار "بامكاننا التاكيد انه قتل".

واكد ناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية ان "اعتداء" استهدف شقيق الرئيس كرزاي وادى الى مقتله. وتبنت حركة طالبان اغتيال احمد والي كرزاي الشقيق الاصغر للرئيس الافغاني حميد كرزاي الثلاثاء في قندهار مشيدة "باكبر نجاحاتها" منذ اعلان استئناف هجماتها هذا الربيع.

وقال الناطق باسم طالبان يوسف احمدي ان طالبان كلفت مؤخرا القاتل الذي عرفت عنه باسم سردار احمد بقتل احمد والي كرزاي. واضاف "انه واحد من اكبر نجاحاتنا منذ بدء الهجوم (في الربيع). كلفنا مؤخرا سردار محمد بقتله". وتابع ان "سردار محمد قتل ايضا".

وقال مصدر في وكالة الاستخبارات الافغانية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان سردار احمد كان صديقا لاحمد والي كرزاي. واضاف انه "زار والي في منزله وكانا بمفردهما في غرفة فاخرج مسدسا وقتله"، موضحا ان "الحراس هرعوا الى الغرفة وقتلوا سردار". بحسب فرانس برس.

واتهمت الاستخبارات الاميركية والصحف الافغانية احمد والي كرزاي بانتظام في السنوات الفائتة بالفساد والتورط في تهريب المخدرات. الا انه نفى هذه الاتهامات وقال انه ليست هناك ادلة على صحتها.

أسباب انقلاب قاتل "كرزاي الأخ" تبقى غامضة

الى ذلك كشفت مصادر أفغانية مطلعة أن الحارس الذي أطلق النار على الأخ غير الشقيق للرئيس حميد كرزاي، كان يعمل لعدة سنوات مع قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان "إيساف"، والتي تخوض معارك طاحنة ضد مسلحي حركة "طالبان."

وقال بسم الله أفغانمال، عضو المجلس المحلي والمقرب من أسرة كرزاي، إن سردار محمد، البالغ من العمر 35 عاماً، تلقى تدريباً عسكرياً من جانب قوات "إيساف"، التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وشارك في عمليات استخباراتية لجمع معلومات حول الجماعات المسلحة.

ووصف أفغانمال، منفذ الهجوم على أحمد كرزاي بأنه "كان أحد أبرز القادة الموثوق بهم لدى أسرة كرزاي"، وتابع قائلاً: "سردار محمد عمل عن قرب مع القوات الخاصة الأمريكية، وشارك في العديد من العمليات مع القوات الأمريكية ضد طالبان في الجنوب." بحسب السي ان ان.

كما كشف مصدر آخر، وهو هاشم واتنوال، عضو برلمان الولاية، أن محمد عمل إلى جانب القوات الأمريكية والكندية في قندهار، والتي ظلت لفترة طويلة واحدة من أقوى معاقل طالبان، التي كانت تتولى السلطة في أفغانستان، قبل أن يطيح بها الغزو الأمريكي أواخر عام 2001.

وكذلك ذكر باز محمد، أحد أكبر زعماء العشائر في قندهار، ويرتبط بعلاقات قوية مع أسرة الرئيس الأفغاني، أن الحارس كان "شخص موثوق به جداً"، وكان متعاوناً إلى حد كبير مع قوات إيساف في قندهار.

من جانبها، رفضت متحدثة باسم القوات الدولية التعليق على التقارير التي أفادت بأن الحارس الذي أطلق النار على الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني، كان يعمل مع إيساف.

أجواء تتسم بالسرية

في سياق متصل بدأت افغانستان عملية نقل المهام الامنية التي أعلن عنها منذ فترة طويلة للسيطرة على امنها وسط اجواء تتسم بالسرية مما يذكر بأن البلاد لا تزال مضطربة حتى في الوقت الذي يجري فيه سحب قوات حلف شمال الاطلسي.

وتوجه وزراء جوا الى اقليم باميان بوسط البلاد وهو أحد أكثر الاماكن التي تتمتع بالسلم في افغانستان للمشاركة في احتفال لم يعلن عنه مسبقا ولم تنقله اي قناة على الهواء مباشرة ودعي له عدد قليل من وسائل الاعلام.

وسيسلم حلف شمال الاطلسي المهام الامنية للشرطة والجيش بأفغانستان في عملية تدريجية من المقرر ان تكتمل بحلول نهاية 2014 مما يفسح المجال امام انسحاب معظم القوات الاجنبية.

وقالت مصادر امنية ان هناك مخاوف جادة من وقوع هجمات في بعض المناطق السبعة التي اختيرت للمرحلة الاولى من نقل المهام الامنية بينما تسعى طالبان لتقويض هذا الهدف.

وقال متحدث باسم حاكم اقليم باميان ان مراسم تسليم المهام الامنية للشرطة الافغانية من القوات النيوزيلندية المتمركزة هناك بدأت.

وليس هناك أي وجود للجيش الافغاني في اقليم باميان لكن يتوقع ان تتضمن جميع الاحتفالات الاخرى نقل المهام الامنية الى كل من الشرطة والجيش. وقال المتحدث عبد الرحمن احمدي "بدأت عملية النقل رسميا في باميان وهذه عملية وطنية كنا ننتظرها." واضاف "لم تعان باميان من أي تهديدات امنية لذا فان العملية ستجري بدرجة كبيرة جدا من السلاسة."

ويسعى الرئيس الافغاني حامد كرزاي منذ فترة طويلة الى نقل المهام الامنية وشارك في تحديد موعد اكتمالها لكنه لم يحضر مراسم باميان.

ونفى متحدث باسم وزارة الداخلية وجود أي محاولة للتقليل من أهمية بدء العملية التي تقول الحكومة الافغانية وحلفاؤها الغربيون انها مهمة لاستقرار البلاد على المدى الطويل.

وقال المتحدث صديق صديقي "انتظرنا البداية الرسمية وهو ما جرى في باميان... ليس هناك سبب وراء ذلك." وأضاف أن الجميع يعلمون ان عملية نقل المهام كانت مقررة هذا الاسبوع.

ورفضت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي التعليق على بدء عملية تسليم المهام الامنية على اساس ان العملية تقودها الحكومة الافغانية.

بدء انسحاب الامريكان

في حين غادرت مجموعة اولى من اصل عشرة الاف جندي اميركي يفترض ان ينسحبوا من افغانستان هذه السنة، البلاد الجمعة لتبدأ بذلك عملية الخفض التدريجي للقوات الاميركية التي يفترض ان تستكمل في العام 2014.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن في نهاية حزيران/يونيو سحب ثلث القوات الاميركية المنتشرة في افغانستان بحلول صيف 2012 اي حوالى 33 الف عنصر ما يترك في البلاد 65 الف جندي وينهي فعليا نشر التعزيزات الاميركية التي امر بها في اواخر 2009.

واعلن الجيش الاميركي ان حوالى 650 جنديا اميركيا كانوا منتشرين في شمال غرب العاصمة في ولاية باروان غادروا ولن يتم استبدالهم بوحدات اخرى. وقال مايكل وون المتحدث باسم الجيش الاميركي "ان هؤلاء الجنود هم العناصر الاولى التي تنسحب من افغانستان بدون ان يتم استبدالهم بجنود اخرين منذ اعلان الرئيس".

ومن المفترض ان يغادر حوالى 800 جندي اميركي البلاد بحلول نهاية الشهر وعشرة الاف اخرين بحلول نهاية السنة بحسب مسؤولين اميركيين. وقد لقت وتيرة الانتشار انتقادات شديدة في واشنطن حيث يريد الديموقراطيون سحب اعداد اكبر فيما يعتبر الصقور من الجمهوريين انها اسرع من اللازم في الوقت الذي يشعر فيه مسؤولو البنتاغون بالاستياء بسبب عدم الاخذ بتوصياتهم.

والقوات التي غادرت هي من الحرس الوطني لايوا وسيتولى مهامها اخرون متواجدون في البلاد.

وستغادر وحدة اخرى من المدربين العسكريين كانت تعمل في كابول في وقت لاحق هذا الشهر وستوكل مهامها الى قوات الامن الافغانية كما اعلن الجيش.

وقال وون "هذه الوحدات كان من المقرر اساسا ان تعود الى البلاد في هذه الفترة. لكن قرار عدم استبدالها بوحدات اخرى لم يعرف الا في اواخر الشهر الماضي".

وقال مسؤولون اميركيون انه مع عدم سحب وحدات كبيرة حتى الاشهر الاخيرة من السنة، سيكون لدى القادة الاميركيين نظريا كل قوات التعزيزات متواجدة على الارض خلال فصل القتال في الصيف. وينتشر في افغانستان حوالى 150 الف جندي اجنبي بينهم حوالى 99 الف اميركي. بحسب فرانس برس.

وقال متحدث باسم البحرية ان وحدة من البحرية تقاتل المتمردين في ولاية هلمند بجنوب البلاد ستنسحب بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر.

واعلن قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ديفيد بترايوس والاميرال مايكل مولن رئيس اركان الجيوش الاميركية ان خطة اوباما لسحب القوات تذهب ابعد مما اوصيا به.

لكن الرأي العام الاميركي سأم من الحرب المستمرة منذ حوالى عقد في افغانستان والكلفة الباهظة للنزاع اصبحت موضوع جدل في العواصم الغربية التي لا زالت تكافح اثار الانكماش.

واعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاسبوع الماضي ان تركيزه سيكون على تسليم المهام الامنية الى القوات الافغانية بحلول نهاية 2014.

لكن شكوكا كبرى تحوم حول قدرة الجيش الافغاني والشرطة على تحمل مسؤولية التصدي لتمرد طالبان. واقر بانيتا بانه "لا يزال هناك الكثير من العمل في اجل التمكن من نقل المسؤوليات اليهم".

بريطانيا تبحث المناطق المرشحة

من جهتها قالت القوات البريطانية إن الأوضاع الامنية في معقل واحد على الاقل من معاقل طالبان باقليم هلمند بجنوب افغانستان تحسنت بدرجة تكفي لان يكون مرشحا لموجة ثانية من عمليات تسليم المسؤولية الامنية للافغان بحلول أوائل العام القادم.

ولاتزال أعمال العنف منتشرة بكثافة في أجزاء من الاقليم لكن مناطق مثل ناد علي تعطي أملا لقوات حلف شمال الاطلسي في المضي قدما بخطة تسليم المسؤوليات الامنية تدريجيا للقوات الافغانية.

وسينقل الحلف المسؤولية الامنية في عاصمة الاقليم لشكركاه للقوات الافغانية خلال الاسبوع القادم في اطار اول موجة من عمليات تسليم المسؤوليات. وستتم تلك العمليات تباعا الى أن تستكمل في بقية أنحاء البلاد بحلول عام 2014 مما يمهد الطريق لانسحاب معظم القوات الاجنبية.

لكن في حين أنصب التركيز على المناطق السبع التي ستفتتح بها العملية لم تكن هناك مناقشات تذكر بشأن المناطق التالية او مدى السرعة التي ستجري بها عملية تسليم المسؤولية.

يقول ضباط بالجيش البريطاني مسؤولون عن الامن في هلمند ان ناد علي وهي أرض زراعية خصبة تقع الى الشمال الغربي من لشكركاه قد تكون المستهدفة بالمرحلة الثانية التي ستبدأ على الارجح اوائل 2012 . بحسب رويترز.

وقال كابتن فريدي انجرفيلد المسؤول عن متابعة الشرطة الافغانية في المنطقة "يجري نقل المسؤولية الان في لشكركاه. ناد علي ستكون التالية" مضيفا أنه يعتقد أن عملية النقل قد تجري بحلول مارس اذار القادم. ومضى يقول "يجري نقل غير رسمي بالفعل."

يقول اللفتنانت كولونيل فريزر ري ان أعمال العنف انخفضت في وسط هلمند. وفي أماكن مثل ناد علي فان "موسم القتال" السنوي الذي اعتاد فيه المقاتلون العودة من مخابئهم الشتوية ليستغلوا الغطاء الذي توفره لهم الاشجار الجديدة التي تنمو في البساتين ومزارع الكروم تراجع.

وأضاف "للمرة الاولى في الاعوام القليلة الماضية يعيش السكان المحليون فصل الصيف... دون بدء موسم القتال الحقيقي وهذا تغيير كبير فعلا بالنسبة لهم. انهم يتطلعون الآن الى ما يمكن أن توفره لهم الحكومة (الافغانية)."

يقول الميجر جيمي موراي وهو مسؤول عسكري بريطاني في الجزء الجنوبي من ناد علي ان قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) في أفغانستان أحجمت عن الالتزام بجدول زمني لكنه يشعر أن المنطقة "تستعد" لنقل المسؤولية الامنية. وأضاف "في هذا التوقيت من العام الماضي وقع قتال شرس في ناد علي الجنوبية وفي العام الحالي لم نشهد قتالا حتى الان."

ويحذر ضباط اخرون بالجيش البريطاني من أن الوضع في ناد علي أصعب كثيرا من الوضع في الجنوب.

ويقول ضباط بريطانيون ان التحسن في الاوضاع الامنية في أجزاء من هلمند يرجع الى زيادة القوات الامريكية وقوات الحلف العام الماضي فضلا عن الارتفاع السريع في أعداد أفراد الجيش والشرطة الافغانيين الذين يقيمون الان العشرات من نقاط التفتيش في ناد علي.

وتدرب القوات البريطانية وتتابع الشرطة وتوجهها في العمليات وتنضم اليها في دوريات وتقدم لها المشورة بشأن تفتيش السيارات واعتقال المشتبه بهم.

وقال ري "لسنا غافلين عن نقاط ضعفهم وبعض الاخفاقات لكن الرسالة في مجملها ايجابية جدا وتنطوي على تحسن." وأضاف "في مركز التدريب الاقليمي كانت النتائج جيدة مع اكثر من ثلاثة الاف شرطي جديد على مدى العامين الماضيين."

وقال الكوربورال جيتمدرا براساد راي ويتمركز في ناد علي ان التجربة تتناقض بشدة مع تجربته السابقة في قلعة موسى بهلمند عام 2009 . وشاركت وحدته في قتال مستمر وعنيف وفقدت اثنين من أفرادها.

في احدى الدوريات بمناطق لوي باغ يعمل المزارعون في الحقول المزروعة بمحاصيل وفيرة من القطن. وركض الاطفال ليقتربوا من الجنود أملا في أن يعطوهم الحلوى. ويقول الجنود ان القنابل بدائية الصنع تمثل تهديدا أقل في المنطقة الان وان القرويين تقدموا بمعلومات عن الاماكن التي زرعت فيها.

وكان مزارعون في المنطقة يزرعون الافيون ويصدر معظمه الى الغرب في صورة هيروين لكن تامراشا (24 عاما) وهو مزارع اكتفى بذكر المقطع الاول من اسمه والذي تحدث من خلال مترجم من الجيش قال ان الحكومة الافغانية الان تمنعهم. وأضاف "الان نزرع القطن والقمح والذرة والفول وحسب."

في منطقة شين كالاي بناد علي يقول شيخ القرية وقائد المجاهدين السابق الدكتور جيلاني ان الاوضاع الامنية جيدة حاليا لكن المنطقة تحتاج الى الكهرباء والتعليم والخدمات الصحية.

وقال قائد الشرطة الوطنية الافغانية في ناد علي اللفتنانت كولونيل شادي خان انه يجب زيادة أعداد رجال الشرطة ومضاعفة نقاط التفتيش التابعة لها في ناد علي قبل تسليم المسؤولية الامنية للقوات المحلية هناك.

وقال خان لرويترز "لو توفر ما يكفي من الاسلحة والافراد فانني واثق بنسبة مئة في المئة بأننا لن نحتاج (ايساف) هنا وسنتمكن من السيطرة على منطقة ناد علي."

نبذة عن أحمد ولي كرزاي

يعد أحمد ولي كرزاي، الأخ الأصغر غير الشقيق للرئيس الأفغاني ورئيس المجلس المحلي في قندهار، واحدا من أكثر السياسيين الأفغان إثارة للجدل.

ويعتبر مؤيدو ولي أنه رجل من الشعب ومدافع شجاع عن حقوق مجموعة البشتون العرقية، وأنه يملك النفوذ عبر صلته بالرئيس حامد كرزاي لتقديم بديل سلمي بدلا عن العنف الذي تمارسه حركة طالبان.

لكن معارضيه يرون أنه أمير حرب غارق في الفساد ومتورط في تجارة المخدرات ولديه مليشيات خاصة تحت تصرفه. غير أن ما لا شك هو مقدرة ولي أن يكون مادة لعناوين الأخبار.

وكان هذا هو الحال حتى قبل اكتوبر/ تشرين الأول، عندما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن ولي يتلقى أموالا من وكالة المخابرات الأمريكية (سي آي ايه) لفترة تسع سنوات.

كما اتهمته الصحيفة كذلك بالإشراف على قوات أفغانية شبه عسكرية تمولها المخابرات الأمريكية لشن هجمات على حركة طالبان حول قندهار.

وقد نجا ولي من عدد من محاولات الاغتيال السابقة، قبل أن تنجح محاولة اغتياله على يد حارسه الشخصي في 12 يوليو/ تموز 2011. وقال ولي في مايو/ أيار 2009 إن مجموعة من المسلحين شنوا هجوما بالصواريخ على موكبه الذي كان متوجها إلى كابول. وفي عام 2008، انفجرت قنبلة بالقرب من مبنى حكومي، حيث كان ولي يرأس اجتماعا بالداخل، وأدى الحادث إلى مقتل ستة اشخاص حينها.

وقبل خمس سنوات من ذلك التاريخ، ضرب انفجار منزل ولي، لكنه قال حينها إن الحادث وقع مصادفة مصادفة لدى تحريك بعض الأسلحة من مكانها.

ولد ولي عام 1961 في مدينة كارز جنوبي افغانستان، ولديه أخت وست أخوة بمن فيهم الرئيس حامد كرزاي. وظل ولي على الدوام ينفي تورطه في أي أعمال غير قانونية وخاصة ما يتعلق بتجارة المخدرات والفساد. وقال ولي في اكتوبر 2009 عقب نشر اتهامات بشانه في صحيفة نيويورك تايمز "انا لست تاجر مخدرات، لم أكن في حياتي ولن أكون أبدا".

كما نفى ولي الاتهامات الموجهة له بالإشراف على ميلشيات ممولة من المخابرات الأمريكية لمحاربة طالبان بالقول إنه يجري حوارا معهم. وقال ولي إنه توصل إلى عقد هدنة مع طالبان في قندهار قبيل انتخابات أغسطس/ آب الماضي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/تموز/2011 - 17/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م