
شبكة النبأ: على وقع تسارع خطوات
الزمن وماجرت فيه من احداث مفصلية قد تغير الكثير من الثوابت على مر
الايام القادمة، يتصارع العدوان اللدودان "القاعدة والولايات المتحدة"
من اجل كسب الوقت لتحقيق ارادته على الطرف الاخر، وقد تبادل الغريمان
الصفعات في ارهاب متبادل امتد لاكثر من عقد من الزمن "بعد ان كانوا
حلفاء ضد السوفيت" ربما توج بقتل الولايات المتحدة لزعيم القاعدة
الروحي والارهابي رقم واحد "اسامة بن لادن"، وطبعاً هذا امرُ لن تقبله
القاعدة بلا رد او تقف مكتوفة الايدي امامه، ليستمر مسلسل الارهاب
بينهما في محاولة كل طرف القضاء على الاخر، وفي كل الاحوال والضروف
يكون الخاسر الاكبر في هذه الحرب المستعرة من المدنيين وبسطاء الناس
اللذين يعلقون وسط وحشية نيران الارهاب الامريكي والقاعدة.
مصير قاعدة العراق
من جانبهما رأى محللان سياسيان أن مصير تنظيم القاعدة في العراق بعد
رحيل زعيمه اسامة بن لادن، مرهون بالوضع العراقي الداخلي وبالذات
التطور السياسي والاقتصادي الى جانب التداخل الاقليمي، أكثر من تعلقه
بالوضع الخاص بالتنظيم نفسه، مشيرين الى ان التنظيم فقد حواضنه في
العراق وتراجع تأثيره، وقال الباحث والكاتب السياسي فالح عبد الجبار ان
"مصير تنظيم القاعدة في العراق مرهون بالوضع الداخلي وبالذات التطور
السياسي والاقتصادي في البلد، فالاستقرار السياسي سيتبعه استقرار
اقتصادي ما سيضعف من دور القاعدة"، مبينا أن القاعدة "لم يعد لها كثير
من الحلفاء في العراق وهي بأساليبها الدموية أجبرت كل المتعاونين معها
وحواضنها على النفور منها"، مبيناً ان "العشائر العراقية التي تحالفت
معها واحتضنتها في البداية انقلبت عليها وحاربتها"، وعن تاثير تغير
قيادات القاعدة بعد رحيل زعيمها اسامة بن لادن، أوضح عبد الجبار، انه "بعد
مقتل بن لادن تسلم أيمن الظواهري قيادة التنظيم، وهي شخصية تمثل
الأصولية المصرية، لعله يختلف عن التصورات العقائدية – السلفية
المتعلقة بالأديان والفرق الإسلامية المتنوعة، ولو افترضنا ان هناك
تأثيراً من المركز على الأطراف، أي المنظمات المحلية التابعة للقاعدة،
فيفترض إن هذا التوجه الجديد اليوم يمكن ان ينتشر، لكن المشكلة أن
القاعدة ليست تنظيماً مركزياً حسب ما هو متعارف عليه في كل التنظيمات
السياسية او الجهادية في العالم بوجود مركز معين في مكان ما يقوم
بتوجيه باقي الفروع، فالامر مختلف مع تنظيم القاعدة".
وأستدرك قائلاً ان "كان سيحصل تغيير على مستوى القيادة فان تأثير
ذلك ربما يظهر على المدى المتوسط او البعيد بسبب الطابع المستقل
للمنظمات المحلية التابعة للقاعدة"، من جانبه، يرى المحلل السياسي
ابراهيم الصميدعي أن "تنظيم القاعدة اليوم هو تنظيم ايديولوجي عقائدي
لا مركزي، وقاعدة العراق لها وضع خاص ونوع محدد من التنظيمات الارهابية
التكفرية الاكثر تطرفاً من تنظيمات القاعدة الأخرى، والتي تفوقت على
القاعدة نفسها في مجال الارهاب والتكفير، مستندة على الظروف الداخلية
العراقية من احتلال امريكي ومتأثرة بالتداخل الأقليمي"، وعبر الصميدعي
عن اعتقاده بأن "تنظيم القاعدة يعيش خريفه في العالم وبتأثيرات عديدة،
فهناك خلاف على الزعامة فلا يوجد اتفاق كلي على قيادة الظواهري، الى
جانب تأثير ربيع الثورات العربية هناك وانكفاء التطرف الاسلامي وسط
آليات ديمقراطية بدأت تنتشر تحت ظل تحول ديمقراطي مدني سلمي"، أما عن
وضع العراق فأوضح الصميدعي أن "للوضع في العراق خصوصية فمحاولة عرقلة
العملية السياسية والبناء السياسي في العراق من قبل اطرف تشترك في
العملية السياسية بما يحمله ذلك من تأثير على الجانب الخدمي والاقتصادي،
قد يمد في عمر تنظيم القاعدة وقد نشهد عمليات نوعية وكبيرة ولكن مع
الانتباه الى ان التنظيم فقد البيئة الحاضنة له"، وكان قد اعلن يوم
2/5/2011 عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ونجله الأصغر في
عملية عسكرية نفذّتها فرقة خاصة من الجيش الأمريكي بالتعاون مع الحكومة
الباكستانية في مجمع سكني قرب العاصمة اسلام آباد، وأعلن التنظيم لاحقا
اختيار أيمن الظواهري خلفا لبن لادن على رأس قيادة التنظيم، وكانت
صحيفة واشنطن تايمز قد ذكرت نهاية شهر حزيران الماضي أن الرسائل
والمذكرات التي عثر عليها في مجمع ابن لادن بباكستان بعد مقتله تشير
إلى أن زعيم تنظيم القاعدة كان يسعى لتغيير اسم تنظيمه بعد أن "تشوه"
جراء عمليات القتل التي نفذها ضد المسلمين وخاصة في العراق، ما افقده
جاذبيته ودعا الكثيرين إلى الانصراف عنه. بحسب اصوات العراق.
وأوضحت الصحيفة أن أسامة بن لادن "كان يراقب تنظيمه وهو ينعزل عن
الناس"، وأعرب عن أسفه في كتاباته الأخيرة أن القاعدة كانت تعاني من "مشكلة
تسويقها بين المسلمين"، وكان يرى أن جماعته قتلت "الكثير من المسلمين
وهذا ما أساء لعملها، فيما الغرب نجح بمعركة العلاقات العامة"، وتشير
رسالة بن لادن، إلى أن اسم التنظيم الكامل، "قاعدة الجهاد"، أصبح
مختزلا ببساطة باسم "القاعدة" فقط، وأن إسقاط كلمة "الجهاد" مكن الغرب
من "الادعاء زورا انه ليس في حرب مع الإسلام"، وهذه الرسالة، التي وجدت
بين أوراق بن لادن السرية، لم تكن مؤرخة، كما تقول الصحيفة، وقد كشف
عنها للصحيفة مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، وفي الأمن الوطني،
ومسؤولون أميركيون آخرون، كلهم طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية
المعلومات، وفي رسالة أخرى موجهة إلى الظواهري خلال العام الماضي أو
نحو ذلك، قال بن لادن، إن صورة القاعدة "تشوهت بسبب الهجمات التي قتلت
مسلمين، بخاصة في العراق، كما نقل مسؤولون"، وفي مجموعة أخرى من
اليوميات والرسائل، كتب بن لادن انه "يتألم من أن أكثر رفاقه الذين
كانوا معه منذ زمن طويل، وقاتلوا معا في أفغانستان، قتلوا أو القي
القبض عليهم".
بانيتا وهزيمة القاعدة
فقد قال وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الذي تسلم مهامه مؤخراً،
إن الهزيمة الاستراتيجية لتنظيم القاعدة باتت "في متناول اليد" بالنسبة
للولايات المتحدة، مضيفاً أن اللحظة الحالية مناسبة لتشديد الضغط على
التنظيم بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن في عملية عسكرية أمريكية طالت
مكان تواجده في باكستان، وتابع بانيتا قائلاً، للصحفيين الذين رافقوه
في رحلته إلى أفغانستان، إنه إن نجحت الولايات المتحدة في مواصلة ضغطها
على التنظيم "فستتمكن من شل قدرته على تهديده، ولفت بانيتا إلى أن
الاستهداف المتواصل لقيادة القاعدة عطل قدرتها على جمع الأموال لتنفيذ
عملياتها، مرجحاً أن يكون الزعيم الحالي للقاعدة، أيمن الظواهري، على
الأراضي الباكستانية في المناطق القبلية، حيث أعرب عن أمله في أن تركز
إسلام أباد قدراتها على التعاون مع الجانب الأمريكي للتخلص منه، ولدى
سؤاله عن مصادر الخطر الأمني على الولايات المتحدة قال بانيتا إنه
يتصور بأن التهديد قد ينبع من مناطق أخرى مثل اليمن، أو من أشخاص
يحملون الجنسية الأمريكية، مثل رجل الدين أيمن العولقي، أما على الأرض،
فقد أدلى الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الدولية بأفغانستان، بموقف
مماثل بعد اجتماعه مع بانيتا، إذ قال إن فرص "التفكيك الاستراتيجي"
للتنظيم موجودة بالفعل، تزامناً مع وصول وزير الدفاع الأمريكي الجديد،
ليون بانيتا، إلى العاصمة الأفغانية كابول، في أول زيارة منذ توليه
منصبه، أعلنت مصادر عسكرية مقتل أمريكيين، وثالث أفغاني، في تبادل
لإطلاق النار مع عناصر مسلحة بأفغانستان، وقالت وكالة الاستخبارات
الأفغانية، المعروفة باسم "المديرية الوطنية للأمن"، إن القتلى هم
أمريكيان يعملان لحساب فريق إعادة الإعمار في ولاية "بانجشير"، في شمال
شرقي أفغانستان، بالإضافة إلى "حارس" أفغاني، دون أن تفصح عن مزيد من
التفاصيل، ووصف المكتب الصحفي لقوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في
أفغانستان "إيساف"، التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، حادث تبادل
إطلاق النار في بانجشير، بأنه "هجوم"، وأكد مقتل أحد الجنود العاملين
مع القوة الدولية، بالإضافة إلى مدني يعمل أيضاً مع قوات إيساف. بحسب
السي ان ان.
وفي البداية، لم تكشف إيساف عن جنسية القتلى، عملاً بالقواعد
المتبعة، والتي تقتضي بأن تعلن كل دولة من الدول المشاركة بالتحالف
الدولي، عن ضحاياها في أفغانستان، وتزامن الإعلان عن سقوط قتيلين
أمريكيين في أفغانستان، مع وصول وزير دفاع الولايات المتحدة إلى كابول،
في أول زيارة للدولة الآسيوية المضطربة منذ توليه وزارة الدفاع مطلع
يوليو/ تموز الجاري، وأصبح بانيتا وزير الدفاع الأمريكي رقم 23، خلفاً
للوزير السابق، روبرت غيتس، الذي عمل مع إدارة الرئيس الجمهوري السابق
جورج بوش الابن، والرئيس الديمقراطي الحالي باراك أوبام، وتولى بانيتا،
الذي سبق أن عمل كبيراً لموظفي البيت الأبيض مع الرئيس الأسبق، بيل
كلينتون، منصب وزير الدفاع في إدارة أوباما، بعد حصوله على "تأييد
منقطع النظير" من جانب مجلس الشيوخ، حيث حظي بتأييد مائة عضو دون
معارضة أي من الأعضاء، وبعد حصوله على الضوء الأخضر، وتعهد بانيتا
بـ"العمل من أجل التأكد بأننا سنواصل عزمنا بأن يكون لدينا أقوى وأحدث
جيش في العالم، مجهز بأفضل الأسلحة، وعلى أعلى مستوى من التدريب"، ومن
الأولويات التي يتوجب على بانيتا التعامل معها خلال الفترة الأولى
لتوليه منصبه، متابعة انسحاب الجيش الأمريكي من العراق قبل نهاية العام
الجاري، بالإضافة إلى بدء تقليص عدد القوات المشاركة في غزو أفغانستان،
والذي يواجه بانتقادات داخلية وخارجية متزايدة.
قطعنا رأس القاعدة
من جهته تعهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مجدداً بتحقيق
الانتصار على تنظيم القاعدة، بعد مقتل زعيم التنظيم، أسامة بن لادن،
الذي تتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001
على نيويورك وواشنطن، أمام أكثر من 2300 جندي من القوات الأمريكية التي
عادت من أفغانستان مؤخراً، مشيداً بعملية مقتل زعيم القاعدة، في عملية
نفذتها وحدة من القوات الخاصة على منزله قرب العاصمة الباكستانية إسلام
أباد، وقال أوباما، خلال خطابه أمام الجنود الأمريكيين، بينما كان إلى
جانبه نائبه جو بايدن، "إننا في النهاية نتجه إلى تحقيق الانتصار على
القاعدة، لقد نجحنا في قطع رأسهم"، وسط صيحات التأييد من جانب عشرات
الجنود الذين تجمعوا في قاعدة "فورت كامبل" بولاية كنتاكي، وتابع قوله
"إن إستراتيجيتنا بدأت تؤتي ثمارها، وليس هناك دليل على ذلك أعظم من أن
العدالة اقتصت أخيراً من أسامة بن لادن، إننا ما زلنا أمريكا، التي
يمكنها القيام بتنفيذ المهام الصعبة، والتي يمكنها أيضاً القيام
بالأمور العظيمة"، واستبق الرئيس الأمريكي خطابه أمام الجنود العائدين
من أفغانستان، والذي تضمن تقديم الشكر لهم على المشاركة في المهمة التي
تقودها الولايات المتحدة في الدولة الآسيوية، بلقاء مع أفراد المجموعة
الخاصة، التي قامت بتنفيذ العملية على مقر إقامة بن لادن، والتي تتبع
وحدة SEALs بالبحرية الأمريكية، وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما
وبايدن استمعا إلى تقرير موجز عن عملية تصفية بن لادن، كما قدما الشكر
إلى قادة المجموعة، وقرر الرئيس الأمريكي منح أفراد المجموعة وسام
التضحية، وهو أكبر وسام يمكن أن يتم منحه للعسكريين، وجاء لقاء الرئيس
الأمريكي مع أفراد مجموعة SEALs وخطابه في معسكر "فورت كامبل"، بعد يوم
من زيارته إلى موقع برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وهو المكان
المعروف باسم "المنطقة صفر"، حيث قام بتكريم ضحايا الهجوم، الذي يعد
الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، كما التقى بأسر عدد من ضحايا مركز
التجارة العالمي. بحسب السي ان ان.
ويُذكر أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سابقاً، ليون
بانيتا، كان قد حذر في وقت سابق من أن تنظيم القاعدة قد يحاول الانتقام
لمقتل زعيمه أسامة بن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم
بـ"الأعداء"، وقال بانيتا، في رسالة وجهها لموظفي الوكالة "اليوم
تخلصنا من المطلوب الأول والأكثر شهرة في عصرن، فقد قامت قوة أمريكية
ضاربة باجتياح مجمع سكني في أبوتاباد في باكستان، وقتلت أسامة بن لادن"،
مؤكداً أنه لم يقتل في العملية أي عنصر من عناصر القوة الأمريكية،
وفيما أوضح بانيتا أن العملية جاءت تتويجاً لجهود متواصلة ومكثفة لعدد
من عناصر الوكالات الاستخباراتية، فقد أضاف محذر، "رغم أن أسامة بن
لادن قُتل، إلا أن تنظيم القاعدة لم يمت، وبالتأكيد فإن الإرهابيين
سيحاولون الانتقام لمقتله، وعلينا أن نظل حذرين ومستعدين"، وكانت
مروحيات أمريكية قد اقتربت في غياهب الليل، من مجمع تحيط به أسوار
شاهقة في منطقة "أبوتاباد"، شمالي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في
مهمة هدفها اعتقال أو قتل "أخطر زعيم إرهابي"، طاردته الولايات المتحدة
لقرابة عشرة أعوام، وخلال أقل من 40 دقيقة، غادرت قوة أمريكية المجمع
وبرفقتها جثمان زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مهمة وصفتها
بـ"عملية جراحية خاطفة"، وفاءً لنذر قطع بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول
عام 2001 على الولايات المتحدة، بحسب ما أفادت المصادر الأمريكية.
بن لادن لم يعد ارهابياً
في سياق متصل جاء قرار إسقاط التهم عن بن لادن بعد 13 عاما من إدانة
محكمة فيدرالية أمريكية له، طلب الادِّعاء العام الأمريكي من القضاء
المختص بإسقاط تهم الإرهاب عن أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم
القاعدة، قائلا إن مقتله على أيدي القوات الخاصة الأمريكية في باكستان
يسقط القضية برمته، وقد جاء القرار بعد 13 عاما من إدانة محكمة
فيدرالية أمريكية بن لادن بعد أن ثبتت صلته بتفجيرات سفارتي الولايات
المتحدة في كل من كينيا وتنزانيا في شهر أغسطس/آب من عام 1998، والتي
قتل فيها 224 شخص، وقد أظهر مدَّعون عامّون في إحدى المحاكم في مدينة
نيويورك تفاصيل جديدة بشأن العملية التي تمَّ وفقها التعرُّف على جثة
بن لادن بعد قتله في منزله في مدينة آبوت آباد شمال العاصمة
الباكستانية إسلام آباد، وكشفت ملفات القضية أن المسؤولين الأمريكيين
تمكَّنوا من التعرُّف على جثة بن لادن قبل إلقائها في البحر إثر مقتله،
وذلك عن طريق استخدام تقنية تمييز معالم الوجه وفحص المورِّثات (دي إن
إيه)، عيِّنات المورِّثاتفقد حصلت فرقة القوات الخاصة الأمريكية التي
قتلت بن لادن على عيِّنات من مورِّثات (DNA) مأخوذة من جثة بن لادن،
ومن ثم نقلوها إلى قاعدة تابعة للجيش الأمريكي في أفغانستان. بحسب البي
بي سي.
بعدها قام فنيون عسكريون وآخرون تابعون لوكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية بمطابقة العينات المأخوذة من العديد من أفراد أسرة بن لادن،
فوجدوها متطابقة، ونُقل عن جورج توسكاس، مسؤول مكافحة التجسس والإرهاب
في وزارة العدل الأمريكية، قوله، "إن إمكانية أن يكون هنالك ثمة خطأ في
تحديد جثَّة بن لادن عن طريق استخدام الـ دي إن إيه لا تتعدى نسبة الـ
11.8 في الألف مليون"، ويُشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين كانوا قد
قالوا إن جثة بن لادن "عوملت باحترام ودفنت في البحر"، إلاَّ أن بعض
المسلمين يرون أنه لم يكن هناك مبرر لعدم دفنه في الأرض، ودفن في البحر
وقدَّم الأمريكيون سببين لاختيار الدفن في البحر، أولهما أنهم لم
يرغبوا في أن يتحول قبره إلى مزار، والثاني هو أنه لم يكن هناك وقت
للتفاوض مع دول أخرى لترتيب دفنه في الأرض، ونقلت التقارير أن السعودية
رفضت استلام جثة بن لادن، وهو سعودي، وذلك خوفا أيضا من أن يتحوَّل
قبره إلى مزار، وكانت تقارير أمريكية قد قالت إن جهاز الاستخبارات
العسكرية في باكستان اعتقل خمسة مرشدين أمدُّوا سي أي إيه بمعلومات
أدَّت إلى مقتل بن لادن، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن من بين
المعتقلين صاحب منزل استأجره ضباط الـ سي آي إيه كمنزل آمن استُخدم
أثناء التحضير للعملية.
أمريكا مستغربة
من جهة اخرى قال مسؤول أمني أمريكي إن واشنطن تعتقد بأن الظواهري قد
تسلّم بالفعل مقاليد الأمور على الأرض في تنظيم القاعدة، خاصة وأنه كان
القائد الفعلي للتنظيم منذ مقتل بن لادن، وأضاف المسؤول المتخصص في
شؤون مكافحة الإرهاب، "اختيار الظواهري ليس مفاجئاً، فهو الرجل الثاني
في التنظيم، ولكن الغريب هو أن التنظيم انتظر ليومين قبل الاعتراف
بمقتل بن لادن، كما استغرق فترة طويلة قبل أن يقول أن الظواهري هو
القائد الجديد"، وتضع واشنطن جائزة مقدارها 25 مليون دولار لمن يدلي
بمعلومات قد تقود إلى اعتقال الظواهري الذي كان قد خسر زوجته وثلاثة من
أطفاله في غارة أمريكية استهدفت منزله في أفغانستان عام 2001، وكان
تنظيم القاعدة قد أعلن في بيان منسوب إلى قيادته العامة، تعيين المصري
أيمن الظواهري زعيماً للتنظيم، خلفاً لأسامة بن لادن، الذي قُتل في
عملية نفذتها وحدة أمريكية خاصة، مطلع مايو/ أيار الماضي، على منزله
قرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وجاء في البيان الصادر عن "مركز
الفجر للإعلام"، ونشر على عدد من المواقع التي تتبنى نشر بيانات
التنظيمات المتشددة، أن "القيادة العامة لجماعة قاعدة الجهاد، وبعد
استكمال التشاور، تعلن تولي الشيخ الدكتور أبي محمد أيمن الظواهري،
وفقه الله، مسؤولية إمرة الجماعة". بحسب السي ان ان.
ولعب الظواهري دوراً بارزاً في قيادة القاعدة لأكثر من عشر سنوات،
وكان يُنظر إليه باعتباره الذراع اليمنى للزعيم السابق للتنظيم، أسامة
بن لادن، وحتى قبل إعلان توليه إمارة القاعدة رسمياً، كان الظواهري
يُعد هو المخطط الرئيسي والموجه الفعلي لخطط وعمليات التنظيم، ويُعد
الظواهري، وهو طبيب ينتمي لأسرة ثرية في مصر، أبرز مؤسسي وزعماء تنظيم
"الجهاد الإسلامي"، وهي جماعة مسلحة، لجأت إلى استخدام العنف لمحاربة
نظام الرئيس الراحل أنور السادات، ثم خلفه السابق حسني مبارك، وعلى
غرار بن لادن، سافر الظواهري إلى أفغانستان خلال العقد الثامن من القرن
الماضي، حيث انضم إلى "المجاهدين" الأفغان ضد الغزو السوفيتي، حيث كان
يشارك ضمن فرق الإسعاف التي كانت تقوم بتقديم خدمات طبية للمقاتلين،
يذكر ان استطلاع للرأي قد اضهر ان شعبية زعيم تنظيم القاعدة الجديد
ايمن الظواهري توازي شعبية الرئيس الاميركي لدى المصريين، وجاء في
الاستطلاع الذي نظمه المعهد الدولي للسلام ومقره نيويورك وقبل
الانتخابات الرئاسية والتشريعية في مصر، ان شعبية اوباما لدى المصريين
تصل الى 12% في حين ان شعبية الظواهري تصل الى 11%.واجري الاستطلاع على
شريحة من 800 ناخب مصري قبل الانتخابات التشريعية التي ستجري في ايلول/
سبتمبر والانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من العام، واشار الاستطلاع
الى ان الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى لا يزال يتصدر
استطلاعات الرأي مع 32% من اصوات الناخبين، واوضح ان رئيس الوزراء عصام
شرف يأتي في المرتبة الثانية مع 16% ورئيس المجلس العسكري محمد طنطاوي
في المرتبة الثالثة مع 8%، ولم يحصل زعيما المعارضة محمد البرادعي
وايمن نور سوى على 2% و3%، واجري الاستطلاع على شريحة تمثيلية من 800
شخص في سن التصويت، ويبلغ هامش الخطأ من 4%.
اعادة تحديد استراتيجيتها
الى ذلك وللقضاء على تنظيم القاعدة والتركيز على ما تزعمه من
تهديدات الاسلامية الاتية من الداخل، كشفت ادارة اوباما مؤخراً
استراتيجيتها لمكافحة الارهاب التي تصفها بـ"ثمرة عشرة اعوام من مقاتلة
التنظيم المتطرف وحالات من الضلال ارتكبت في عهد جورج بوش"، فبعد اكثر
من شهرين على قتل اسامة بن لادن، زعيم القاعدة الذي يتحلى بالكاريسما
والمطارد دون هوادة منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، تغتنم
الولايات المتحدة الضعف الكبير للتنظيم لاعادة تحديد توجهها الذي تريده
"براغماتيا لا ايديولوجيا"، وهذه الاستراتيجية لمكافحة الارهاب الاولى
التي اعلنت بوضوح منذ وصول باراك اوباما الى السلطة، تضفي "الصفة
الرسمية" على التبدلات التي حصلت منذ بداية 2009، بحسب ابرز مستشاري
اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان، فتخفيض التهديد يمر اولا بالتقدم
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وهو "ترياق فعال" لمحاربة التطرف،
وتحسين صورة اميركا في العالم، وفي هذا الصدد، تثبت الثورات العربية
رفض "ايديولوجية القرون الوسطى" لتنظيم القاعدة في صفوف السكان، بحسب
برينان، وامام الحركة المتطرفة، من غير الوارد شن "حرب كونية"، كما حذر
المستشار، في اشارة الى "الحرب على الارهاب" التي اعلنها الرئيس السابق
جورج بوش اثر اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، وتستخلص ادارة
اوباما الدروس من مغامرات سنوات الالفين العسكرية، ولم يغب عن بال
برينان التذكير بان "القاعدة تسعى الى اراقة دمنا ماليا عبر جرنا الى
حروب طويلة باهظة الكلفة تثير ايضا الشعور المناهض للاميركيين"، "ففي
عهد اوباما، نعمل على وضع حد للحروب في العراق وافغانستان"، لكن واشنطن
لا تزال تريد القضاء على القاعدة، وقال برينان "لا نسعى لاقل من تدمير
تام لهذه الافة التي تدعو نفسها القاعدة"، وذلك يقتضي "تفكيك قلب
القاعدة" عبر مهاجمة قادتها اللاجئين في المناطق القبلية في شمال غرب
باكستان ومنعهم من ايجاد مخابىء لهم. بحسب فرانس برس.
وفي مؤتمر صحافي، توعد باراك اوباما "بالابقاء على الضغط" على
التنظيم المتطرف، وراى ان العمليات الاميركية في افغانستان وباكستان
نجحت في "ضرب" عمله وتمويله "بشكل كبير"، ويتعين ايضا مهاجمة التنظيمات
المتفرعة منه في اليمن والصومال والعراق او المغرب العربي، بحسب هذا
المستشار، وتاخذ الاستراتيجية الجديدة ايضا في الحسبان التهديد المنبثق
من "ذئاب متوحدة" في الولايات المتحدة، هؤلاء الافراد الذين يحولون
انفسهم الى متشددين عن طريق المنتديات المتطرفة على الانترنت وينظمون
اعتداءات، وقال جون برينان "انها اول استراتيجية لمكافحة الارهاب تركز
على قدرة القاعدة وشبكتها على تشجيع اناس في الولايات المتحدة على
مهاجمتنا من الداخل"، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2009، فتح طبيب نفسي في
الجيش الاميركي هو القومندان نضال مالك حسن النار في قاعدة فورت هود "تكساس"
فقتل 13 شخصا وتسبب بارباك في الراي العام الاميركي، وكان يتواصل عبر
الانترنت مع الامام المتشدد انور العولقي المنفي في اليمن، واخيرا،
تعتزم واشنطن تطوير قدرة بناها الاقتصادية والحكومية ولكن خصوصا تعليم
سكانها تجاوز صدمة اعتداء، وقال جون برينان "علينا التذكير بان كل واحد
منا يمكن ان يساعد في حرمان القاعدة من النجاح الذي تسعى وراءه"، وقال
ايضا "القاعدة تريد ترهيبنا، ينبغي ان لا نستسلم بالتالي للخوف، تريد
تغييرنا، وينبغي بالتالي ان نبقى اوفياء لما نحن عليه".
على صلة بباكستان
من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين امريكيين ان
هاتفا محمولا عثر عليه اثناء الغارة التي قتل فيها اسامة بن لادن زعيم
تنظيم القاعدة احتوى على اتصالات مع جماعة متشددة لها روابط بجهاز
المخابرات الباكستاني.واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين ومصادر اخرى لم
تذكر اسماءهم ان هذا الاكتشاف يشير الي ان بن لادن استخدم الجماعة "حركة
المجاهدين" كجزء من شبكته للدعم داخل باكستان، ويعود الهاتف لاحد
مرافقي ابن لادن والذي قتل مع زعيم تنظيم القاعدة في الغارة التي شنتها
وحدة من القوات الامريكية الخاصة على مجمع في بلدة أبوت أباد، وقال
مسؤول امريكي في واشنطن عندما سئل عن التقرير "لا يمكننا ان نؤكد هذه
الرواية"، ونسبت النيويورك تايمز الي مسؤولين امريكيين كبار قولهم انه
اثناء تتبع المكالمات على الهاتف المحمول توصل محللون امريكيون الي ان
قياديين في حركة المجاهدين اتصلوا بمسؤولين بالمخابرات الباكستانية،
وذكرت الصحيفة ان المسؤولين اضافوا ان تلك الاتصالات لم تكن بالضرورة
بخصوص ابن لادن وحمايته وانه لم يكن هناك "دليل قاطع" يظهر أن جهاز
المخابرات الباكستاني قدم حماية لابن لادن، ونسبت الصحيفة الي احد
المسؤولين قوله ان تحليل الهاتف المحمول كان "قرينة مهمة" في البحث عن
اجابات بشان كيف تمكن ابن لان من تفادي رصده بواسطة جهاز المخابرات او
الجيش الباكستاني لسنوات اثناء وجوده في البلدة الواقعة على بعد 50
كيلومترا من العاصمة اسلام اباد، ونقلت النيويورك تايمز عن محللين على
دراية بحركة المجاهدين قولهم ان لها جذورا عميقة في المنطقة حول أبوت
أباد، وقالت الصحيفة ان قادة الجماعة لهم روابط قوية بكل من القاعدة
والمخابرات الباكستانية.
اراء الباكستانيين
على صعيد اخر أبدى معظم الباكستانيين رفضهم للعملية العسكرية
الأمريكية التي أدت لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، داخل
بلادهم مؤخراً، في استبيان حديث قال فيه أكثر من ثلثي المستطلعين أنهم
ينظرون إلى الولايات المتحدة كعدو وأن الهجوم الذي نفذته قوة كوماندوز
سيؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين، وفي الاستطلاع الذي نفذه "مركز
بيو للأبحاث"، أعرب 63 في المائة من الباكستانية عن عدم رضاهم للعملية
الأمريكية التي نفذت داخل منطقة "أبوتاباد"، في الثاني من مايو/أيار
الماضي وأدت لتوتير العلاقات بين واشنطن وإسلام، وفي المقابل رأت شريحة
صغيرة، 4 في المائة، أنها ستؤدي لتوطيد العلاقات بين الطرفين، ومع ذلك،
أبدى معظم الباكستانيين، في المسح، أملهم في علاقة قوية تربط بين
البلدين، ولم يكشف الاستبيان، الذي أجري عقب مقتل بن لادن، تغييرا
جوهرياً في وجهات نظر الباكستانيين تجاه الولايات المتحدة بالمقارنة مع
نتائج استطلاع أجري قبل الغارة، وأبدى فيها 12 في المائة فقط من
الباكستانيين رأياً إيجابياً حول واشنطن، قال 8 في المائة بأنهم على
ثقة بأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيتبنى سياسات عادلة حيال
الشؤون الدولية، وهو معدل ليس بأفضل عن الذي حصل عليها سلفه، الرئيس
الأسبق، جورج بوش، ولفت الاستطلاع الأخير أن أكثر من ثلثي الباكستانيين
"69 في المائة" يعدون أمريكا كعدو، بيد أن هذا الرقم ليس أعلى بكثير
من 68 في المائة ممن كان لهم الرأي عينه في استطلاع للرأي أجري قبيل
مقتل بن لادن، أمام بشأن مشاركة الحكومة الباكستانية في حملة الدهم على
مقر بن لادن، قال 29 في المائة إنها تمت بتفويض من إسلام أباد، مقارنة
بـ23 في المائة، علماً أن الولايات المتحدة نفذت مهمة تصفية بن لادن في
سرية تامة ودون استشارة باكستان أو إعلامها مسبق، وقال واحد من بين كل
خمسة من المستطلعين إن الحكومة كانت تجهل اختباء بن لادن في "أبوتاباد"،
شمالي العاصمة الباكستانية، مقارنة بـ29 في المائة. بحسب السي ان ان.
وأظهر الاستطلاع الذي أجري في الفترة ما بين الثامن إلى 15 مايو/أيار،
تراجعاً في مخاوف الباكستانيين من سيطرة المتشددين على مقاليد السلطة،
لكنه بيّن كذلك بأن الجماعات المتطرفة مازالت لا تلاقي قبولاً شعبياً،
إذ أيد 12 في المائة فقد القاعدة، من 18 في المائة العام الماضي، و12
في المائة كانت له نظرة إيجابية تجاه حركة طالبان، كما عكس تضاءل الدعم
الشعبي لسياسة الحكومة الباكستانية في مكافحة الإرهاب على مدى السنوات
القليلة الماضية، وقال ما يزيد عن 37 في المائة، إنهم يؤيدون استخدام
الجيش الباكستاني لمكافحة المتطرفين في مناطق القبائل النائية، مقال 53
في المائة قبل عامين، ورغم الانتقادات الحادة للجيش الباكستانية التي
تحرك ساكناً أثناء حملة المداهمة الأمريكية لمقر بن لادن التي استخدمت
فيها مروحيات عسكرية، إلا أن معظم المستطلعين أكدوا بأن للمؤسسة
العسكرية تأثير إيجابي في البلاد، وهو ما عزاه القائمون على الاستبيان
إلى الفئة القليلة من الباكستانيين التي تابعت تقارير عن الحملة
الأمريكية في "أبوتاباد" عن كثب، وبلغت 37 في المائة فقط، وأبدت
الغالبية العظمى من المستطلعين 97 في المائة اعتراضهم لحملات القصف
الصاروخي التي تنفذها طائرات دون طيار أمريكية في المناطق النائية،
قائلين إنها سيئة، وقال 65 في المائة إنها سيئة للغاية، وقال "مركز بيو
للأبحاث" إن استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه في الفترة ما بين 8 - 15
مايو/أيار الماضي، عقب مقتل بن لادن، وآخر نفذه ما بين 10 - 26 إبريل/نيسان
يظهر اختلافات طفيفة في الآراء ما يدل على أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة
كان له تأثير خفيف على الرأي العام في باكستان.
فرار سجناء من القاعدة
من جانبه أجرى مسؤول امريكي كبير محادثات مع مسؤولين بالحكومة في
اليمن الذي يوشك على الانزلاق الى حرب أهلية بشأن رفض الرئيس اليمني
علي عبد الله صالح لمطالبات المحتجين له بالتنحي عن الحكم، وتخشى
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية من أن تستغل القاعدة فراغ
السلطة والحرب القبلية في اليمن من خلال جناحها المحلي لشن هجمات في
المنطقة وخارجه، وفر عشرات من عناصر تنظيم القاعدة من سجن في مدينة
المكلا بجنوب اليمن في أقوى حلقة من سلسلة اشتباكات متزايدة بين قوات
الامن ومتشددين في جنوب البلاد، وقال مصدر بالحكومة اليمنية ان جيفري
فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادني اجتمع مع
وزير الخارجية ابو بكر القربي ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي
يقوم بمهام الرئيس، ويتعافى صالح في السعودية من اصابات لحقت به في
هجوم على قصره في صنعاء منذ مده، وتحدى صالح نداءات من زعماء عالميين
وعناصر في الجيش وعشرات الالاف من المحتجين بانهاء حكمه المستمر منذ 33
عام، كما اثار غضب جيرانه من دول الخليج المجاورة بتراجعه ثلاث مرات في
اللحظات الاخيرة عن التوقيع على خطة رعتها دول الخليج تتضمن تنحيه عن
الحكم. بحسب رويترز.
وفي محاولة سابقة لاسترضاء المحتجين أكد صالح انه لن ينقل السلطة
الى ابنه لكن كثيرين يقولون ان أفرادا رئيسيين من عائلة صالح بينهم
أحمد علي يمسكون بمقاليد السلطة ويعرقلون أي تسليم للسلطة دون موافقة
صالح، وتصر أحزاب المعارضة التي انحازت للنشطاء الشبان على ان يسلم
صالح السلطة رسميا الى هادي كخطوة نحو تشكيل حكومة جديدة وإرساء
الديمقراطية، وقال مساعد لصالح ان صحته في تحسن وانه يستقبل ضيوفا
ويعطي تعليمات تتعلق بالشؤون اليومية في اليمن بما في ذلك انقطاع
الكهرباء ونقص الوقود، وقال أحمد الصوفي المستشار الاعلامي للرئيس
اليمني ان الرئيس رفض طلبا من عدة أفراد من عائلته لكي يتوجهوا الى
الرياض لزيارته وأكد انه سيعود قريب، وفر عشرات من عناصر تنظيم القاعدة
من سجن بجنوب اليمن بعد هجوم على المجمع، وقالت وسائل الاعلام الحكومية
ان ثلاثة قتلوا في اشتباك مع الجيش واعيد القبض على اثنين اخرين، وقال
مسؤول امني محلي "عشرة من الهاربين عناصر خطرة ينتمون الى خلية هاجمت
مسؤولين حكوميين وسائحين"، وقال مسؤول أمني ان جنديا قتل وأصيب اثنان
عندما فتح مسلحون النار على سجن المناورة الواقع بمدينة المكلا
الساحلية الجنوبية، وقال المصدر "فتح المتشددون النار عند بوابة السجن
وتبادلوا اطلاق النيران مع الحراس فأصابوا اثنين وقتلوا واحدا" مضيفا
أن 62 سجينا فرو، وتابع قائلا ان جميع المسجونين يمنيون اعتقل أغلبهم
لدى عودتهم من العراق حيث حاربوا في صفوف المسلحين هناك.
زرع القنابل داخل الاجساد
بدوره قال مسؤول أمني أمريكي ان معلومات مخابرات تشير الى ان
متشددين ربما يحاولون استخدام قنبلة تزرع في جسم انتحاري بعملية جراحية
لتفجير طائرة ركاب غير انه لا يوجد دليل على هجوم وشيك، ونبهت السلطات
الامريكية نظيراتها في الخارج وكذلك شركات الطيران الى المعلومات
الجديدة واتخذت اجراءات لتعزيز الامن، وجاء في البيان الارشادي للسلطات
الاجنبية وفقا للمسؤول الامني الامريكي "رصدت وزارة الامن الداخلي
تهديدا محتملا من جانب ارهابيين ربما يفكرون في زرع متفجرات او مواد
ناسفة في (جسم) الانسان بعملية جراحية لشن هجمات ارهابية"، واضاف
المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ان تهديدا من هذا النوع من المرجح ان
يأتي من الخارج وليس من الداخل لكن يجري اتخاذ احتياطات في الجانبين،
وقال المسؤول ان معلومات المخابرات الجديدة لا تدل على وجود هجوم وشيك،
ورفعت السلطات الامريكية حالة التأهب منذ قتلت قوات امريكية زعيم تنظيم
القاعدة اسامة بن لادن في مايو ايار حيث قامت بتعزيز الامن في المطارات
والمباني الحكومية والمنشآت الاخرى تحسبا لهجوم انتقامي، ورفض المسؤول
الافصاح عما اذا كانت معلومات المخابرات الجديدة مصدرها الوثائق التي
عثر عليها في المجمع الذي قتل فيه بن لادن في بباكستان، ويساور السلطات
منذ فترة طويلة القلق من امكانية مهاجمة انتحاري هدفا بمتفجرات مزروعة
في جسده وهو تهديد يصعب رصده، وشملت الهجمات السابقة متفجرات مخبأة في
حقائب السفر او احذية او ملابس او متعلقات اخرى، وقال مسؤول بالامن
القومي الامريكي ان الولايات المتحدة تلقت في الاونة الاخيرة معلومات
مخابرات يعتد بها تفيد بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعكف على
اعداد وسائل لزرع قنابل داخل مهاجمين، وأشار المسؤول الى ان البحث
الخاص بتلغيم الجسم كان جزءا من جهود أشمل من جانب التنظيم لتطوير
أسلحة لا يمكن رصدها بوسائل الامن القياسية. بحسب رويترز.
واعتقل نيجيري في ديسمبر كانون الاول عام 2009 لمحاولته اشعال قنبلة
كانت مخبأة في ملابسه الداخلية على متن طائرة تقوم برحلة من امستردام
الى ديترويت، وارسلت حبارات مليئة بالمتفجرات على متن طائرات شحن كانت
متجهة الى الولايات المتحدة في اكتوبر تشرين الاول لكن جرى اعتراضها
وابطال مفعولها في الخارج قبل ان تنفجر، وكانت سلطات الطيران الامريكية
تقوم في اعقاب هجمات من هذا القبيل بتعزيز اجراءات تفتيش الاشخاص وفحص
البضائع وكانت تلزم المسافرين بفحص احذيتهم بالاشعة السينية والمرور
عبر اجهزة المسح الضوئي لكامل الجسم مع تقييد أنواع السوائل المسموح
للمسافرين بأخذها معهم في الطائرات، وقال نيكولاس كيمبول المتحدث باسم
ادارة امن النقل ان الركاب المسافرين جوا الى الولايات المتحدة ربما
يلاحظون تعزيزا في الاجراءات الامنية بما فيها التحاور معهم وتفتيشهم
ذاتيا و"استخدام ادوات ووسائل تكنولوجية متقدمة". |