ربيع التغيير وخريف السياحة العربية

انهيار قطاع الفندقة بعد انحسار عدد الزوار

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لكل شيء ثمن، ويبدو ان ثمن الثورات العربية في ربيع الحرية لايرضى باقل الاثمان، وهكذا حال الثورات، فقد تضررت العديد من المرافق الاقتصادية والحيوية واصيبت العديد منها بالشلل والكساد، ومن ضمنها قطاع السياحة الذي يعتبر من شرايين الحياة الرئيسية لبعض البلدان العربية على اثر الاحداث العنيفة التي رافقت عملية التغيير العربي الكبير، وبالاخص تلك الدول التي شهدت شرارة التغيير كتونس ومصر، فقد خسرت السياحة العربية رأس مالها المتمثل بالسائحين بعد تخوفهم من السياحة في هذه البلدان المضطربة وبالتالي خسارة مورد مهم من موارد العملة الاجنبية ورافد من روافد امتصاص البطالة العالية في الوطن العربي، وبرغم تحسن الاوضاع النسبي والتطمينات المقدمة من الحكومات والممزوجة بالتفائل في تحسن الاوضاع قريب، الا ان البحث عن عافية السياحة المفقودة تحتاج الى اكثر من مجرد كلام.  

الى السياحة الداخلية

فقد اختار عدد كبير من السعوديين قضاء اجازاتهم الصيف الحالي داخل البلاد نظرا للاحداث والاضطرابات التي تعيشها دول عربية تمثل متنفسا لعائلات عدة في المملكة، وتشكل "الثورات" في تونس ومصر وسوريا واليمن فضلا عن حالة عدم الاستقرار في لبنان عائقا كبيرا امام العديد من السياح السعوديين الراغبين في السفر اليها في حين الغى عدد كبير حجوزاتهم الى اوروبا بعد تفشي بكتيريا "اي كولاي" وتجدد مخاطر تصاعد الرماد البركاني في ايسلندا خلال الفترة الماضية، وقال الامير عبدالله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في جدة "سيكون الطلب هذا الصيف كبيرا جدا، خصوصا مع قصر فترة الاجازة قبل شهر رمضان الذي يتفرغ فيه الناس للعبادة والروحانيات"، واضاف "هناك اكثر من مئة فعالية رئيسية في مهرجان جدة يتفرع عنها كذلك نحو مئة فعالية ثانوية في المهرجان الذي يستمر سبعين يوما حتى بعد عيد الفطر"، وتابع الامير "توقعاتنا تشير الى ان مدينة جدة ستستاثر باكبر نسبة تشغيل هذا الصيف، تليها الطائف ومكة المكرمة التي ستنشط فيها الزيارة الدينية بشكل كبير، الى جانب المنطقة الجنوبية ومدينة ابها تحديدا التي يقصدها السياح الخليجيون"، من جهته، قال محمد الفلاح (35 عاما) الذي يعمل محاسبا انه الغى خطط السفر لعائلته بسبب الاوضاع غير المستقرة في المنطقة "كنا في السابق نتوجه الى القاهرة لقربها وملائمة اسعارها لمدخولنا، لكن قررت مع عائلتي ان نقضي الاجازة داخل الوطن خصوصا وان فترة ما قبل رمضان قصيرة جدا".

بدوره، قال عبدالله العجمي (49 عاما) الذي يعمل مدرسا انه قرر في اللحظات الاخيرة الغاء الحجز المؤكد الى فرنسا "وبعد ان استبعدنا الدول العربية لقضاء اجازة العام، اخترنا اوروبا لكن فجاة ظهرت بكتيريا اي كولاي واثارت الذعر، لذلك فضلنا المكوث في جدة والاستمتاع بالمهرجانات المحلية"، ويقدر حجم صناعة السياحة في المملكة العربية السعودية بحوالى 57 مليار ريال (15،2 مليار دولار) العام الماضي، لكن الامير عبدالله اكد ان اكبر عائق سيواجه التدفق السياحي الداخلي هو محدودية الرحلات الجوية، واوضح في هذا السياق ان "المملكة مترامية الاطراف والتنقل عبر الطرق مستبعد لدى السعوديين نظرا لسوء الخدمات وعدم جهوزيتها اي ان الطرق البرية ما تزال غير ممتعة للسائح مما يضطره الى اختيار النقل الجوي"، وتوقع رئيس اللجنة السياحية في جدة ان يصل حجم الانفاق السياحي في المدينة الى اربعة مليارات ريال، الى ذلك، قال محمد العمري رئيس جهاز السياحة في مكة المكرمة ان معدلات الاشغال سترتفع بين 15 الى 20 في المئة العام الحالي لان بدء العمل بالتصنيف "الجديد للفنادق والشقق المفروشة الذي اقرته هيئة السياحة الى جانب تحديد الحد الاعلى للاسعار يخلق نوعا من المنافسة الشرسة في السوق"، واستبعد العمري ان يكون للاحداث الجارية في الدول العربية اثر كبير في زيادة الاشغال محليا "ففي العام الماضي لم تكن هناك اي اضطرابات ومع ذلك ازدادت نسبة الطلب داخليا 15 في المئة مقارنة مع العام 2009". بحسب فرانس برس.

من جانبه، توقع مركز المعلومات السياحية السعودي نموا بنسبة 27،5 في المئة في عدد الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف الحالي وارتفاع اجمالي ما ينفقه السياح في الحركة المحلية 31 في المئة طوال فترة الموسم، ومن المتوقع كذلك ان تزداد عائدات الحركة المحلية الصيف الحالي الى 10،4 مليار ريال (2،8 مليار دولار) مقابل دخل بلغ ثمانية مليارات ريال العام الماضي، اي بزيادة نسبتها 30 في المئة، ووفقا للمركز، فان اعداد المسافرين للخارج خلال اجازات الاعياد العام 2010 بلغت ما لايقل عن 3،4 ملايين مقابل ثلاثة ملايين العام 2009، اي بزيادة 13 في المئة.في غضون ذلك، قال محمد عزوز مدير قطاع السفر في احدى وكالات السياحة "ان الحجوزات لصيف هذا العام شهدت تراجعا كبيرا الى مصر، فيما كان هناك إلغاء تام للسفر الى سوريا وتونس والمغرب"، واضاف "تصدرت حجوزات العام دول اوروبا وجنوب إفريقيا وتركيا، كما ان هناك طلبا جديدا على ايطاليا واسبانيا ونتوقع ان يكون هناك طلب على اوروبا الشرقية خلال الفترة المقبلة".

خسائر السياحة المصرية

الى ذلك اعلن وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور ان البلاد خسرت 13،5 مليار جنيه (2،27 مليار دولار) من عائدات قطاع السياحة منذ الاطاحة بنظام حسني مبارك قبل ثلاثة اشهر، واضاف عبد النور في مقابلة مع صحيفة "الاخبار" ان حجوزات الفنادق في مختلف المناطق السياحية تراجعت ب15% "بسبب احداث الفتنة الطائفية بامبابة وتداعياتها" حيث قتل 15 شخصا واصيب 200 بجروح في العاصمة، ونقلت صحيفة "العالم اليوم" الاقتصادية عن عبد النور قوله ان "خسائر قطاع السياحة بلغت 2،2 مليار دولار منذ بداية ثورة 25 يناير، "كما قال محمد رحمي من بنك الاستثمار بلتون فايننشال ان "حجم التدفق السياحي العام الى مصر تراجع بين كانون الثاني/يناير واذار/مارس 2011 ب45،3% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق". بحسب فرانس برس.

وتوقع رحمي انخفاض عائدات السياحة خلال النصف الثاني من العام المالي الحالي باكثر من 40% بسبب "التوترات السياسية وانخفاض نسبة اشغال الفنادق بصورة كبيرة."من جهته، اعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء مؤخراً تراجع عدد السياح بنسبة 60% ليبلغ 535 الفا خلال اذار/مارس 2011 مقارنة ب 1،3 مليونا في الشهر نفسه من العام 2010، واوضح ان السياحة "تضررت بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير"، الا ان القطاع بدا "يستعيد نشاطه نسبيا" خلال ايار/مايو الماضي، وسعت مصر جاهدة لاعادة احياء قطاع السياحة منذ الثورة حيث اضرم متظاهرون النار في عدد من مراكز الشرطة مما ادى نزول الجيش الى الشوارع، وبلغ عدد السياح 15 مليونا العام الماضي قسم كبير منهم قصد منتجعات البحر الاحمر والاثار الفرعونية.

لا تزال تلعق جراحها

في سياق متصل شعر "مينا جورج" "الذي كان يعمل موظفا في فندق" بسعادة غامرة حين أطاحت انتفاضة شعبية برئيس مصر لكن منذ أن توقف توافد السائحين بدأت هذه الفرحة تتراجع امام الخوف واليأس، وفقد جورج وظيفته في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر ولجأ الى الاقتراض من اصدقائه لمواجهة نفقات المعيشة، وقال جورج (33 عاما) "الثورة عظيمة لكنها مؤلمة، واجه العديد من أصدقائي أوقاتا عصيبة مع تسريحنا من العمل بسبب ضعف النشاط"، ومن أهرامات الجيزة الى منتجعات البحر الاحمر تراجعت أعداد السياح وهو ما وجه ضربة موجعة الى ملايين المصريين الذين يعتمدون في كسب قوتهم على ما ينفقه نحو 14 مليون سائح كانوا يزورون البلاد، وفي ذروة الانتفاضة الشعبية التي استمرت 18 يوما وأطاحت بالرئيس حسني مبارك أصدرت السفارات تحذيرات من السفر وألغت العديد من شركات السياحة رحلاتها وهو ما جعل القطاع الذي يعد مصدرا رئيسيا للعملة الاجنبية يواجه أزمة، وبعد مرور شهرين انحسرت حالة الفوضى الى حد بعيد وعادت معظم قوات الشرطة بعد ان كانت هجرت مواقعها اثناء الاحتجاجات وتراجعت التحذيرات من السفر، لكن اعداد السائحين لم تعد حتى الان الي معدلاتها السابقة وتوقع وزير السياحة المصري انخفاض ايرادات القطاع في 2011 بنسبة 25 بالمئة مقارنة مع العام السابق، وقال عمر محمد سعيد (59 عاما) الذي يملك متجرا لبيع المشغولات النحاسية في خان الخليلي السوق الرئيسية في القاهرة الاسلامية "بالكاد أستطيع أن أتذكر دخول سائح واحد الى المتجر مؤخرا"، وكان سعيد يعاني بالفعل قبل الانتفاضة لان عدد السائحين الغربيين تراجع بسبب الازمة الاقتصادية العالمية، وقال ان أعلى دخل حققه في يوم واحد منذ الاحتجاجات هو ألف جنيه (168 دولارا) وأضاف أنه طلب من العاملين لديه تقليل أيام العمل لكي يتمكن من دفع أجورهم.

ويقول أحمد سلامة "الذي يمتلك متجرا للهدايا التذكارية في القاهرة يوفر سبل العيش لاربع أسر" انه يكافح لاطعام زوجته وأولاده الثلاثة من دخله الضعيف، ويضيف سلامة (36 عاما) "لم أبع شيئا منذ قيام الثورة، طول اليوم أجلس في المحل وأشاهد التلفزيون"، وعند أهرامات الجيزة "أشهر معلم سياحي في البلاد والذي يحرص الزائرون للقاهرة على مشاهدته" يندر وجود سائحين غربيين، وفي ظل قلة العملاء المحتملين يبدو أن الباعة الجائلين والمرشدين السياحيين غير المرخصين الذين ينتشرون في المعالم الشهيرة في مصر يركزون على أموال السائحين، وقالت مجموعة من السياح الالمان والفرنسيين زاروا الاهرامات مؤخرا ان شرطة السياحة اكتفت بالمشاهدة حين تتبعتهم مجموعة من الباعة حول المكان وهم يتنافسون على جذب اهتمامهم، وقال سائح ألماني يدعى اليكس "دفع أحدهم بعلبة من الشراب الى يدي وطلب مني أن أدفع ثمنها"، ومع اقتراب الصيف الحار يأمل مسؤولو السياحة في حدوث انتعاشة بدءا من سبتمبر أيلول، لكن العميد محمد المقاطي الامين العام المساعد للامن السياحي بالجامعة العربية قال ان هذا مرهون بالوضع الامني، وانحسرت الاضطرابات السياسية لكن لا يزال بالامكان رؤية مركبات الجيش في بعض الشوارع وتحذر السفارات مواطنيها الان من تزايد السرقة بالاكراه وأعمال السطو والابتزاز في مصر، وفي شرم الشيخ التي شهدت بالكاد نفحة من الاحتجاجات التي هزت العاصمة ومدنا أخرى في مصر يجلس تجار الهدايا التذكارية متجهمين أمام متاجر خاوية على جانبي ممشى خليج نعمة الذي أصبح شبه مهجور وفي السوق القديم، ولا تزال الاجراءات الامنية مشددة في أنشط منتجع مصري على البحر الاحمر منذ وقوع سلسلة تفجيرات في 2005 أودت بحياة أكثر من 80 شخصا معظمهم مصريون، ويقوم أفراد من الشرطة وحراس أمن بدوريات في المنتجعات ويستخدمون اجهزة كشف المعادن وأجهزة لاشعة اكس على غرار تلك الموجودة في المطارات لتفتيش الوافدين. بحسب رويترز.

والان يقبع مبارك "الذي حول المدينة الى مقصد سياحي رئيسي" في مستشفى في شرم الشيخ. ويقول بعض السكان ان وجوده في المدينة أصبح عبئ، وقال جلال شعبان (33 عاما) وهو صاحب متجر "السياح يأتون الى شرم لقضاء وقت طيب، لا يمكنك الاسترخاء في ظل وجود مبارك هنا وشبح المظاهرات يخيم على شرم"، ورغم هذه الصورة القاتمة قالت هالة الخطيب الامين العام لغرفة المنشآت الفندقية ان نسبة اشغال الفنادق على مستوى البلد بأكمله انخفضت بنسبة 15 بالمئة فقط في ابريل مقارنة مع مستوياتها قبل عام، واضافت أن نسبة الاشغال بالفنادق في شرم الشيخ تعافت الى 32 بالمئة بحلول منتصف ابريل من 11 بالمئة عقب اندلاع الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني، لكن هذه النسبة أقل بكثير من 75 بالمئة التي تشهدها الفنادق في المنتجع في العادة في هذا الوقت من العام، ومع هذا لا تزال هالة متفائلة وتقول ان معالم الانتفاضة "مثل ميدان التحرير في القاهرة الذي أصبحت له شهرة عالمية كساحة للاحتجاجات" اصبحت تظهر في بعض البرامج السياحية، وأضافت قائلة "الامن يتحسن يوما بعد يوم، الناس لديهم رؤية مختلفة لمصر، لديهم رؤية أكثر ايجابية، يريدون ادراج "ميدان" التحرير في برنامجهم".

متفائل بتغير الاوضاع

بدوره قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف انه متفائل جدا بتغير الاوضاع في مصر خلال ستة أشهر الى 12 شهرا بحد أقصى وان تحقيق الديمقراطية والاصلاح السياسي لن يتحقق الا في ظل اقتصاد قوي مضيفا أنه ليس لديه أي مخاوف بشأن تدفق الاستثمارات في المستقبل وخاصة مع التخلص من الفساد، وأكد شرف على أهمية تعاون المصريين بالخارج لدعم الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة لمساعدة البلاد على الخروج من "عنق الزجاجة" مشيرا الى دراسات تتوقع أن تكون مصر بين أبرز الاقتصادات العالمية خلال العقدين المقبلين، وجاءت تعليقات شرف مؤخراً خلال لقائه مع ممثلي الجالية المصرية بمنزل السفير المصري محمود عوف في العاصمة السعودية في أجواء امتزجت بالتفاؤل بشان مستقبل البلاد والحماس لبذل الجهود لدعم الاقتصاد، وقال رئيس الوزراء الذي تولى منصبه اوائل مارس اذار "ما حدث في 25 يناير وما بعدها شيء ضخم جد، الناس التي كانت تنتظر هذا الحدث كل هذه السنوات أصبح لديها الرغبة في أن يتحقق (التغيير) بشكل سريع لذلك فالمظاهرات والمطالبات الفئوية شيء لا يزعجني"، هناك انعكاسات اقتصادية بسبب الرغبات والاستعجال وكلها حقوق مشروعة، وتراجع الانتاج والتصدير والسياحة وأصبح الاقتصاد في موقف حرج، لكن اذا كنا نتكلم عن ديمقراطية أو اصلاح سياسي فهذا لن يتم الا بقدرات اقتصادية جيدة"، وتابع "نحن نحتاج جدا للتعاون خلال الفترة الراهنة حتى تمر مصر من عنق الزجاجة لكني في منتهى التفاؤل."

وتضرر الاقتصاد المصري بدرجة كبيرة بعد الثورة وتوقع وزير المالية المصري سمير رضوان خلال اللقاء أن يتجاوز عجز الموازنة خلال السنة المالية 2011-2012 عشرة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في حال تحقيق كافة المطالبات الاجتماعية، وتكافح الحكومة الحالية برئاسة شرف من أجل تلبية مطالب عريضة ومتزايدة لفئات عريضة من المصريين بتوفير وظائف وزيادة الاجور واحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية ملموسة بعد ثورة 25 يناير كانون الثاني الانتفاضة الشعبية غير المسبوقة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في منصبه، وقال شرف الذي قال عندما تولى منصبه انه يستمد شرعيته من الثورة وميدان التحرير "كان هناك ماض شابه الكثير من الانفصال بين الحاكم والمحكوم وبعد ما حدث في الحاضر وهو الثورة تقول التقارير العالمية أن مصر ستكون في عام 2050 من أوائل الدول الاقتصادية في العالم وستحتل المكانة الخامسة عشر بين أكبر الاقتصادات في الفترة بين 2020 - 2030"، وأضاف "ما يقلقني حاليا هو أن الناس التي تشعر أن مصالحها بدأت تنتهي شرسة جد، هذا هو الوقت الذي نحتاج مساعدتكم فيه، الامر سيستغرق ستة أشهر وبحد أقصى سنة وسيختلف الامر تمام، نحتاج فقط للخروج من الازمة"، وحول المخاوف بشان التخارج من الاستثمارات في مصر ومستقبل الاستثمار الاجنبي في البلاد خلال المرحلة المقبلة قال شرف "أنا لست قلقا من الاستثمارات في المستقبل، كل عشرة مستثمرين مصريين أو من الخارج شاركوا في الاستثمار في مصر في فترة كانت تشهد فسادا سيأتي بدلا منهم 100 مستثمر في فترة تخلو من الفساد"، واضاف "بدأنا طريقا ذا اتجاه واحد للديمقراطية ولا رجوع عنه، لا أحد فوق القانون أيا كان"، وحول أبرز أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة قال شرف انه ينتهج مبدأ "المصارحة فالمصالحة فالاصلاح ليأتي الصلاح". بحسب رويترز.

وقال "من أهم المشاكل هي الحاجة الى مصالحة الشعب المصري ومن أهم الحلول تكسير الفجوة (بين الحكومة والشعب) الهدف الاول هو الفقراء وتقديم الخدمات لهم بأقصى سرعة وبجودة عالية"، وفي قاعة الاستقبال بمنزل السفير المصري والتي صممت على الطراز الاسلامي مع لمسة مصرية لتماثيل فرعونية ولوحات زيتية لبيوت ريفية ومساجد مصرية والعلم المصري جلس شرف ووفد مرافق من الوزراء للاستماع الى مقترحات عدد من الاطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات المصريين لدعم الاقتصاد في أجواء خلت بصورة شبه كاملة من أي مطالب فئوية أو فردية وركزت فقط على دعم اقتصاد البلاد، واقترح حسن لاشين رئيس مجلس ادارة صندوق رعاية المصريين في السعودية على المصريين العاملين في السعودية عدم شراء الهدايا لاقاربهم وأصدقائهم من السعودية خلال زياراتهم لمصر هذا العام وشرائها من مصر لدعم الاقتصاد، وقال لاشين الذي أطلق على اقتراحه "علشان (من أجل) خاطر بلادي سأشتري هداياي منها السنة دي (هذا العام") ان فكرة شراء الهدايا للاهل والاصدقاء من أبرز التقاليد لدى المصريين وان المغترب ينفق في المتوسط أربعة الاف جنيه (672.3 دولار)، وأضاف "لو أنفق 25 بالمئة من ثمانية ملايين مصري (في السعودية) 4000 جنيه في مصر على منتجات مصرية سنضخ سيولة وسندعم الاقتصاد المصري"، من ناحية أخرى أبدى أحمد رجب الرئيس التنفيذي لشركة نادي السفر للسياحة استعداده لدعم السياحة المصرية خلال موسم الصيف وقال "سنمنح كل سعودي يزور مصر هو وعائلته تذكرة سفر مجانية، الشيء المجاني دائما يحفز وأنا على استعداد لبذل أي شيء لدعم السياحة فقط أخبرونا بما تحتاجونه"، فيما أشار عدد من المصريين الى خطوات في اتجاه انشاء مشروع للصوامع وشركة للزراعة والمنتجات الغذائية ومشروعات في مجالات البتروكيماويات والطاقة.

شركة متخصصة للتأمين

من جهتها وبعد تعرض عدد من المساجد الاثرية في القاهرة للسرقة في السنوات الماضية اتفقت وزارتا الاوقاف والدولة لشؤون الاثار على تكليف شركة متخصصة لتأمين 67 مسجدا أثري، وأثيرت في العام الماضي قضية سرقة محتويات عدد من المساجد الاثرية اذ بدأت السرقة بانتزاع نقوش مذهبة من المنابر وفي العام الماضي سرق منبر مسجد قاني باي الرماح الذي يعد ضمن مجموعة مسجد السلطان حسن في منطقة القلعة الاثرية بالقاهرة، وقالت وزارة الدولة لشؤون الاثار في بيان انها اتفقت مع وزارة التي تعنى بشؤون المساجد على تكليف شركة متخصصة لتأمين 67 مسجدا أثريا "بشكل عاجل من السرقات والتعديات كمرحلة أولى بعد أن تعرضت بعض المساجد للسطو والسرقة"، وأضاف البيان أن زاهي حواس وزير الدولة لشؤون الاثار اتفق مؤخراً مع عبد الله الحسينى وزير الاوقاف على ضرورة وجود عناصر ذات خبرة وكفاءة عالية لادارة المساجد الاثرية التابعة لوزارة الاوقاف وعددها 128 مسجدا في البلاد، وتابع البيان أنه سيتم توفير بدائل مناسبة للذين يعيشون في الاماكن الاثرية منها منازل وتكايا وأسبلة ومعظمها في منطقة القاهرة التاريخية التي تضم الجامع الازهر ومسجد الحسين ومسجد السيدة زينب والقلعة تمهيدا لترميم هذه المنشأت الاثرية للحفاظ عليها من الانهيار "خاصة أن معظمها في حالة انشائية متردية" منذ زلزال ضرب البلاد عام 1992. بحسب رويترز.

خلال 100 يوم

من جهة اخرى أفاد تقرير حكومي أن عدد السياح الذين وصلوا إلى مدينة أنطاليا التركية عن طريق الجو بلغ مليون سائح في غضون 100 يوم بنسبة تصل إلى 12 في المائة، وفي بيان صادر عن مديرية الثقافة والسياحة التركية جاء فيه أن ما يقارب من 169 ألفا و695 سائحا قد وصلوا إلى مدينة أنطاليا خلال الأيام العشرة الأولى من هذا الشهر فيما بلغ عدد السياح القادمين الى المدينة 895 ألفا وستة سياح خلال 100 يوم، وأرجع البيان الزيادة الفائقة في عدد السياح الأجانب الذين تدفقوا إلى مدينة أنطاليا في الفترة الأخيرة إلى الدعاية الكبيرة التي قامت بها وزارة الثقافة والسياحة التركية في الأسواق الأوربية والروسية في إطار استعدادها للموسم السياحي لعام 2011، كما أوضح البيان بأن الانتفاضات والاحتجاجات التي اجتاحت تونس ومصر دفعت بالعديد من السياح الى تغيير وجهتهم الى تركيا مشيرا إلى أن ألمانيا تتصدر قائمة الدول من حيث عدد السياح الوافدين على مدينة أنطاليا خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، ويذكر ان تركيا وضعت خطة طموحة مع بداية العام إلى بلوغ عدد السياح القادمين إلى أراضيها 65 مليونا أي ما يقارب عدد سكانها بمردود يفوق 40 مليار دولار.

سيلغون عطلاتهم الصيفية

من جانبها أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة "الغارديان" مؤخراً أن 40% من البريطانيين سيلغون عطلاتهم الصيفية هذا العام بسبب أوضاعهم المالية الصعبة، ووجدت الدراسة أن السياحة المحلية في بريطانيا ستكون الأكثر تضرراً مع سعي الأسر إلى تحقيق التوازن لمواردها المالية لتغطية متطلبات المعيشة، وقالت إن أعداداً متزايدة من البريطانيين تتخلى الآن عن عطلاتها التقليدية القصيرة وتلتزم بيوتها، بشكل ألحق ضرراً كبيراً بالسياحة الداخلية، وأضافت الدراسة أن البريطانيين الذين يذهبون إلى الخارج لقضاء عطلاتهم الصيفية سيجدون أنفسهم مضطرين إلى كبح الإنفاق وجمع المال المطلوب بصورة مبكرة بدلاً من الاعتماد على بطاقات الائتمان، وكشفت الدراسة أن عدد البريطانيين الذين يقضون عطلاتهم الصيفية خارج بلادهم انخفض بشكل حاد في السنوات الثلاث الماضية.وأشارت إلى أن نحو 20% من البريطانيين ادخروا المال المطلوب للعطلة الصيفية، فيما قال 36% منهم إنهم سيدخرون مال العطلة بدلاً من استخدام بطاقات الإئتمان لتغطية تكاليفها. بحسب يونايتد برس.

بينما قال تقرير إيطالي إن 35 ألف إيطالي سوف يحصلون على قروض لقضاء عطلة الصيف، بما معدّله 7000 يورو لكل واحد، ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن تقرير لمؤسسة بريستيتي، وهي تقدم خدمة للمستخدمين على الإنترنت لمقارنة شروط القروض المصرفية، ان صقلية تبوأت المرتبة الأولى من حيث عدد الأشخاص الذين سيحصلون على قروض وبلغ المعدل 10 آلاف يورو للفرد، وحلّت مقاطعة كالابريا ثانية بمعدل 8750 يورو وسردينيا 8600 يورو، وبلغ معدل القرض للنساء 7000 يورو والرجال 8000، وفي العادة تسدد القروض طوال مدة ثلاث سنوات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/تموز/2011 - 14/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م