أفضل الأعمال في الزيارة الشعبانية....!

محمد علي جواد تقي

هل ما نزال نعيش هاجس الارهاب الطائفي خلال الزيارات المليونية في مدينة كربلاء المقدسة؟ وهل نعيش حقاً ازمة مالية لتغطية نفقات الزيارة الشعبانية؟

اذا كان الامر كذلك، اعتقد اننا ملزمون بإعطاء الاولوية للجهد الامني من خلال التعبئة الجماهيرية والحكومية لمواجهة الخطر الداهم من قبل الجماعات المسلحة كما كان الحال في السنوات الماضية، لأن ببساطة لن يهم الزائر الطعام والمنام وسائر الامور الخدماتية اذا كان يتوقع سقوطه قتيلاً او جريحاً بأي لحظة في انفجار حزام ناسف او مفخخة.

وما يتعلق بالوضع المالي للبلد لكانت التعبئة مشهودة من افراد رساليين ومؤمنين ومن جماعات رسالية ضمن مؤسسات او هيئات من داخل العراق وخارجه تطمئن وتبشرها الحكومة والمسؤولين بان (يكفيهم فضلاً انهم يفسحون المجال ويعيدون الحرية للمعتقد والشعائر الحسينية والدينية، والباقي عليهم).

 لكن الذي يروم زيارة الامام الحسين عليه السلام في ليلة الخامس عشر من شعبان المعظم ليحظى بالأجر والثواب العظيم، يلاحظ الخطوات المتقدمة في المجال الامني الى حدٍ كبير، منها تجفيف منابع الارهاب وتطويق رقعة تحرك الجماعات الارهابية المسلحة من خلال تشكيل جماعات مسلحة أخرى بالضد منها وانطلاقاً من نفس المناطق – المنبع فيما بات يطلق عليه بـ (الصحوة).

 وعلى الصعيد المالي يسمع القاصي والداني بالميزانية المكتنزة والجذابة للعراق (68) مليار دولار هذا العام بفضل ارتفاع اسعار النفط وبقاء العراق بعيداً عن عجلة التجارة الدولية والانتاج والتصنيع، فهو لا يتأثر بأي ازمة اقتصادية عالمية إلا بالقليل. انما مشغول فقط بتوفير الغذاء والدواء وصرف الرواتب وحسب.

هذه الحقائق التي نجدها امامنا في وسائل الاعلام وعلى لسان اكثر من مسؤول، تغيب فجأة خلال أيام الزيارة الشعبانية بل ايضاً الزيارة الاربعينية، فتظهر وبشكل مفاجئ جملة من الازمات والمنغّصات، كما لو ان شخصاً ما خلف الستار يردد قائلاً: (لسنا نحن مصدر الازعاج وليس الذنب ذنبنا، انما هذه هي الزيارة التي تريدونها...)!!

 طبعاً المعلن هو اتخاذ سلسلة من الاجراءات الاحترازية على كافة الصعد لادارة الحشود المليونية التي تدخل المدينة خلال عدة ايام لأداء مراسيم الزيارة وتخرج فيما بعد. فنجد انه وقبل خمسة ايام على الزيارة تطبق اجراءات مرورية وامنية فتغلق الطرق الفرعية حتى التي تؤدي الى مناطق سكنية وبيوت المواطنين بذريعة الحد من (الخروقات الامنية)، او المطالبة بتخصيصات مالية لسد حاجة الحشود الزائرة من مياه الشرب والكهرباء والوقود و وسائل النقل حتى الثلج لتبريد الماء!

لكن في زحمة الانشغالات الحكومية والامنية بحيث لايمكن لأي انسان التحدث بسهولة الى مسؤول أمني او اداري في هذه الايام، وفي ذروة المنغّصات في الشارع، اين ستكون الزيارة الشعبانية في سلّم أولوياتنا؟ بل نسأل بشكل دقيق ومباشر: ما هي افضل الاعمال في هذه الزيارة....؟ هل البحث عن الملجأ والطريق الآمن؟ او البحث عن الماء البارد والهواء البارد والمكان المناسب و.... غير ذلك كثير؟

ثم اين نحن من أعمال ليلة الخامس عشر من شعبان المعظم والتي يوازي فضلها فضل ليلة القدر؟ ألا نكتب في اللافتات: (لولا الحسين لما كان لكربلاء قدرٌ ومكانة....)، فنحن هذه الايام بالحقيقة في ضيافة الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه وهو يراقب ويلاحظ خطواتنا وسلوكنا في ذكرى يوم مولده المبارك، إذن؛ لندرك عظمة المناسبة، تلتقي عندها الولاية بالعبادة والتهجّد، او لنقل تجديد العهد والولاء لإمامنا الحجة المنتظر الغائب – الحاضر، وايضاً توثيق العلاقة والرابطة بالله سبحانه وتعالى.

نرجو ان تصب كل الجهود والامكانات عند هذا الملتقى العظيم التي تحتشد من اجله الملايين، كما ترنو اليه عيون ملايين اخرى في العالم. لنساعد ونساهم على ان نجعل كربلاء المقدسة حقاً محط رحال الزائرين عن طيب خاطر وسعة قلب.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/تموز/2011 - 14/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م