المرأة والحمل... من الجهل ما قتل

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: مع كل الامكانات الطبية المتطورة، والدراسات العلمية والابحاث المتخصصة في المجالات الطبية، والتقدم التقني الذي سرع من عجلة التقدم الطبي بشكل كبير في الاونة الاخيرة، الا ان المعاناة مازالت كبيرة والهوة واسعة فيما يتعلق بالاخطار الطبية التي تتعلق بحياة المرأة خلال مراحل الحمل ومابعد الولادة، وكذلك الحال بالنسبة لحياة الجنين، اذ تشير العديد من الارقام والاحصائيات العلمية الى وجود ضعف وتراجع كبير في توفير الاحتياجات الرئيسية "كالرعاية الطبية والقابلات والمتابعة ...الخ" للمرأة والطفل وعدم وجود الاهتمام الكافي بهما حتى في الكثير من الدول المتقدمة والغنية، مما حدا بالعديد من المنظمات الدولية الى توجيه نداءاتها المتكررة الى ضرورة اعادة النظر في تقييم نظامها الصحي ورعايتها المقدمة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع.

حكمة الخالق

حيث أكدت أحدث الدراسات والأبحاث العلمية التى أجراها فريق بحثي أمريكي حكمة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بتحديد فترة العدة للمرأة "120 يوما" وتحريم زواج الأشقاء بالرضاعة، وقال الدكتور جمال الدين إبراهيم استاذ علم التسمم بجامعة كاليفورنيا ومدير معامل أبحاث الحياه بالولايات المتحدة الأمريكية إن دراسة بحثية للجهاز المناعي للمرأة كشفت عن وجود خلايا مناعية متخصصة لها "ذاكرة وراثية" تتعرف على الأجسام التي تدخل جسم المرأة وتحافظ على صفاتها الوراثية، لافتا إلى أن تلك الخلايا تعيش لمدة 120 يوما في الجهاز التناسلي للمرأة، وأضاف أن الدراسة أكدت كذلك أنه إذا تغيرت أي أجسام دخيلة للمرأة مثل "السائل المنوي" قبل هذه المدة يحدث خلل في جهازها المناعي ويتسبب في تعرضها للأورام السرطانية، موضحا أن هذا يفسر علميا زيادة نسبة الإصابة بأورام الرحم والثدي للسيدات متعددة العلاقات الجنسية وبالتالي حكمة الشريعة في تحريم تعدد الأزواج للمرأة، وكشف أن الدراسة أثبتت أيضا أن تلك الخلايا المتخصصة تحتفظ بالمادة الوراثية للجسم الدخيل الأول لمدة "120 يوما" وبالتالي إذا حدث علاقة زواج قبل هذه الفترة ونتج عنها حدوث حمل فإن الجنين يحمل جزءا من الصفات الوراثية للجسم الدخيل الأول والجسم الدخيل الثاني. بحسب وكالة الانباء القطرية.

ومن ناحية أخرى، أشار الدكتور جمال الدين إبراهيم الذي يزور مصر حاليا إلى أن الدراسة للجهاز المناعي للمرأة كشفت أن لبن الأم يتكون من خلايا جذعية تحمل الصفات الوراثية المشتركة للأب والأم وبالتالي تنتقل تلك الصفات للطفل الذي تقوم الأم بإرضاعه مما يعلل حكمة التشريع في تحريم زواج الأشقاء بالرضاعة والذي يترتب عليه حدوث خلل في الجهاز المناعي للأطفال الناتجة عن تلك الزيجات بالإضافة إلى الأمراض الوراثية الأخرى الخطيرة، وذكر أن تلك الدراسة استمرت لمدة عام كامل وأجراها فريق بحثى مكون من 7 متخصصين من الولايات المتحدة الأمريكية من بينهم مصريون، مشيرا إلى أنه عرض نتائج تلك الدراسة التى أذهلت العلماء المتخصصين فى المؤتمر الدولى للاعجاز العلمى في القرآن الكريم والشريعة الذي عقد فى تركيا مؤخر، وأكد أن الشريعة الإسلامية تتسم أحكامها بالشمولية في تنظيم حياة الإنسان فهي شريعة شاملة ودستور حياة كامل، ووضعت أحكاما لتحرر المجتمعات من الأمراض والانحلال الأخلاقي، وتحرص على سلامة أفراد الأسرة جميعا صحيا ونفسيا وجسديا وعقليا.

بعد أربعة أشهر

الى ذلك وفي حالة نادرة على مستوى العالم، نجح فريق طبي بمستشفى سعودي خاص، في الحفاظ على حياة جنين، لأم متوفاة دماغياً منذ أربعة أشهر، إلى أن تمت ولادته بأمان بعد 28 أسبوعاً من بداية الحمل، وعقد مستشفى سعد التخصصي بالخبر الذي ملأ صراخ المولود جنباته، مؤتمراً صحفياً، للإعلان عن تفاصيل الحالة، التي رقدت فيها الأم المتوفاة دماغياً في المستشفى والجنين في أحشائها وعمره 11 أسبوع، وقال الدكتور سامر إبراهيم قارة، رئيس قسم العناية المركزة، والمدير الطبي لمستشفى سعد التخصصي، "إن المريضة تبلغ من العمر 38 عاماً، وبدأت قصتها بإصابتها بالتهاب في الأذن الداخلية، نتج عنه صداع شديد وارتفاع في درجة حرارة الجسم، وتم إدخالها إلى أحد المستشفيات بالمنطقة الشرقية، وتدهورت حالتها، وأصيبت بمرض التهاب السحايا، وتورم في الدماغ"، وأضاف "بناءً على رغبة أسرة المريضة تم تحويلها إلى مستشفى سعد، وهي في حالة حرجة للغاية، وفشل في جميع وظائف الغدد المفرزة للهرمونات الأساسية، وأجرينا متابعة لتغذية الأم عن طريق التغذية الصناعية، والمحافظة على حركة الأمعاء دوائيًّا، كي تتناسب مع حاجة الجنين إلى السعرات الحرارية، وتم إعطاؤها جميع المضادات الحيوية، لكن لشدة المرض وتورم الدماغ حدث الموت الدماغي، وهي الحالة التي يصعب معها الحفاظ على حياة الجنين"، وأردف "لكن الفريق الطبي بالمستشفى أقنع أسرة المتوفاة وزوجها، بمحاولة الحفاظ على الجنين حياً للمدة المتبقية من الحمل، ومن هنا أصبح أهم أولويات الفريق الطبي المحافظة على الجنين داخل أحشاء الأم قدر الإمكان، مراعاةً للأعراف الدينية والطبية". بحسب السي ان ان.

من جهته، قال الدكتور أحمد العالي، نائب المدير التنفيذي لمستشفى سعد "منذ دخول الأم للمستشفى، وثبوت حالة الموت الدماغي، قمنا بالمتابعة الدقيقة لصحة الحمل، وخضعت الحالة إلى تقييم دوري على مدار الساعة، للوقوف على حالة الجنين الصحية لحظة بلحظة، كما تم التنسيق المستمر مع فريق العناية المركزة، لمتابعة جميع الأدوية المستخدمة، للتأكد من عدم وجود أثار جانبية تضر بالجنين"، أما الدكتور عدنان عاشور، استشاري طب الأم والجنين، ورئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى سعد التخصصي فقال "اجتمع الفريق الطبي الممثل لأقسام العناية المركزة، وطب الأم والجنين والعناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، وطاقم التمريض، أكثر من مرة مع زوج المريضة لمراجعة كافة السيناريوهات المحتملة، وتم الاتفاق على الولادة الفورية في حالة توقف قلب الأم أو التدهور المفاجئ في صحة الجنين"، وأضاف "بعد 28 أسبوعاً ويومين من بدء الحمل لوحظ التراجع الوظيفي للجنين، وتوقف نموه، حيث أفاد التقييم الدقيق للجنين تراجعًا حادًا لتدفق دم المشيمة، كما لوحظ بدء التدهور في الوظائف الحيوية للجنين، ومع هذا التدهور في الحالة، قرر الفريق الطبي بالإجماع إجراء عملية ولادة قيصرية، وتمت الولادة بسلام لمولود ذكر وحالة الطفل مطمئنة جداً وأفضل مما كنا نتوقع، ويخضع للمراقبة الطبية"، ووصف الأطباء حالة الأب لحظة تلقى خبر ولادة ابنة بسلام، بأنها حالة امتزجت فيها مشاعر الفرحة بقدوم المولود، والأسى والحزن على زوجته التي فقدها منذ أربعة أشهر.

مضاعفات الولادة

من جهتها دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز "خدمات القبالة" من أجل بلوغ الأهداف الصحية المتعلقة بالأطفال وصحة الأمومة، قائلة إن نحو 358 ألف امرأة و3.6 مليون مولود يلقون حتفهم كل عام بسبب مضاعفات الحمل والولادة، وأشارت المنظمة الدولية في تقرير أصدرته عن "حالة القبالة" في العالم إلى الدور الأساسي الذي تؤديه القابلات في تحسين معدلات صحة الأمهات والولدان ومعدلات بقياهم، ويسلّط التقرير الأضواء على نقص القابلات الماهرات في كثير من البلدان المنخفضة الدخل، ويشدّد على ضرورة تدريب ونشر المزيد من القابلات في جميع أنحاء البلدان "لاسيما المناطق النائية والريفية"، وقال التقرير "معظم الوفيات تحدث في البلدان المنخفضة الدخل وتحدث لأنّه لا تُتاح للنساء "اللائي يعانين من الفقر والاستبعاد في غالب الأحيان" فرص الوصول إلى المرافق الصحية القائمة أو إلى المهنيين الصحيين المؤهلين، لاسيما القابلات"، ونقلل بيان عن الدكتورة فلافيا بوستريو، مديرة صحة الأسرة والمجتمع بالمنظمة قولها "إذا أردنا وقف وفيات الأمهات والرضّع فلا بدّ لنا من الاستثمار في الرعاية الماهرة. بحسب السي ان ان.

ويمكن للقابلات توفير تلك الرعاية في المجتمعات المحلية"، ويورد التقرير مسوحات أجريت في 58 بلداً تشهد، مجتمعة، حدوث نحو 60 في المائة من مجموع الولادات التي تُسجّل في كل أرجاء العالم، ولكنّها تشهد أيضاً حدوث 91 في المائة من مجموع وفيات الأمومة، ومن أصل البلدان الـ38 التي هي في أمسّ الحاجة إلى القابلات هناك 22 بلداً يجب عليها مضاعفة عدد تلك القوى العاملة بحلول عام 2015، وهناك سبعة بلدان يجب عليها رفع عدد تلك القوى العاملة بنسبة ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف، كما هناك تسعة بلدان "وهي الكاميرون وتشاد وإثيوبيا وغينيا وهايتي والنيجر وسيراليون والصومال والسودان" عليها زيادة عدد القابلات بشكل كبير، أي ضرب ذلك العدد في عامل يتراوح بين 6 و15، وتشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أنّ البلدان تحتاج، كحدّ أدني، إلى ست قابلات ماهرات لكل 1000 ولادة إذا ما أرادت بلوغ الغاية المتمثّلة في تحقيق تغطية بنسبة 95 في المائة.

عقاقير القلب لتسمم الحوامل

من جهة اخرى يمكن معالجة الآلاف من النساء الحوامل اللائي يواجهن خطر حالة تسمم الحمل التي قد تؤدي للوفاة بإستخدام أدوية مرض القلب العادية، وذكرت صحيفة التليجراف البريطانية في تقرير علمي نشر مؤخرا أن العلماء يعتقدون أن أدوية عقار الستاتين التي يستخدمها الملايين من كبار السن في بريطانيا لتقليل مستويات الكوليسترول يمكن أن تساعد في تقليل حدة تسمم الحمل، وفي حالة نجاح أول تجربة سريرية كاملة في العالم ، فإنها يمكن أن تقدم أول علاج بسيط وفعال لحالة معقدة تؤثر في 70 ألف حالة حمل سنويا في بريطانيا وتؤدي لوفاة ما يصل إلى 10 نساء ووفاة ألف جنين، وقال البروفسور آصف أحمد المشرف على الدراسة بجامعة أدنبرة "في حالة نجاحنا وأنا متفائل جدا بتحقيق ذلك ، فإن هذا العلاج سوف يمثل تحولا في علاج تسمم الحمل لدى السيدات"، وأضاف "هذه هي المرحلة الأولى ولكنني متأكد إنه خلال فترة من خمس إلى سبع سنوات فإن نوع الستاتين المستخدم في التجربة سوف يكون في وصفات العلاج"، وقال "سوف يكون نجاحا كبيرا ليس فقط للأمهات والأطفال المولودين في بلادنا فحسب، ولكن أيضا في العالم النامي حيث هناك حاجة ماسة لعلاجات رخيصة"، والمعروف أن تسمم الحمل يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وفي الحالات الأشد خطورة يمكن أن يؤدي إلى معاناة المرأة من تلف في الكليتين والكبد أو وفاة الجنين، وتعاني واحدة من بين كل مئة امرأة حامل في بريطانيا من شكل من أشكال الخطورة الأولية يكون العلاج الوحيد بشأنها عملية ولادة قبل موعده، لكن البحث أوضح أن نوعين من البروتين مرتبطان بتحفيز هذه الحالة يمكن التحكم فيهما من خلال استخدام عقار الستاتين، وسوف تشمل التجربة الجديدة التي يمولها مجلس الأبحاث الطبية 128 سيدة حامل تم تشخيص حالتهن بحالة مبكرة من حالات تسمم الحمل، وسوف تتم ملاحظة اللائي يتم إعطاؤهن عقار الستاتين لمعرفة ما إذا كانت الأدوية ستخفض مستويات أحد النوعين من البروتين والمعروف باسم إف إل تي – 1، ومن الأرجح أن يؤدي ذلك إلى أن تكون حالتهن أقل حدة ومن ثم تقليل الحاجة إلى عملية ولادة مبكرة، ورغم ثقة الباحثين في أن التجربة سوف تؤدي إلى نجاح في العلاج السريري لتسمم الحمل، فإنهم يؤكدون أن الحوامل يجب ألا يبدأن في مطالبة الأطباء بأن يصفوا لهن الأدوية المحتوية على عقار الستاتين.

عملية لزرع رحم

في سياق متصل ذكر طبيب سويدي أن أحد المستشفيات في السويد يعتزم إجراء عملية نقل رحم، الأمر الذي سيعود بالنفع على آلاف النساء غير القادرات على الحمل في حال نجاح العملية، وقال الطبيب ماتس برانستورم، الذي يترأس فريقا من ستة أطباء متخصصين في أمراض النساء والولادة واثنين من جراحي زراعة الأعضاء، إنه من المقرر إجراء العملية في العام المقبل بمستشفى جامعة ساهلجرينسكا في مدينة جوتنبرج السويدية. وقال برانستورم، أستاذ طب النساء والولادة ، للإذاعة السويدية إنه تم إجراء أبحاث في هذا الصدد منذ عام 1999، وتضمنت الأبحاث عمليات زرع أعضاء أجريت لبعض الفئران والقردة، ويذكر أن السعودية شهدت محاولة لزرع رحم بشري في عام 2000، غير أنها باءت بالفشل، ويجري حاليا تقييم عشر متبرعات محتملات وعشر مريضات بمستشفى جامعة ساهلجرينسكا. وفي معظم الحالات تكون المتبرعة أم المريضة، ومن بين المريضات الآملات في الإنجاب امرأة "25 عاما" ولدت بدون رحم بسبب حالة طبية نادرة، وأمها هي المتبرعة، وقالت الأم إيفا "56 عاما" لصحيفة "أفتون بلادت" السويدية حول قرارها بالتبرع برحمها لابنتها "كان لا بد من ذلك، إذ أنها لا تستطيع الحمل"، وكانت ابنتها سارة علمت في سن السادسة عشرة أنها ولدت بدون رحم، وقالت سارة، وهي مدرسة أحياء "دائما ما أحببت الأطفال، وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية شعرت بحزن شديد لكوني عاجزة عن الحمل". بحسب يونايتد برس.

خطر بدانة الحوامل

كشفت دراسة أمريكية أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم لدى المرأة بين حمليها الأول والثاني يرتبط بزيادة خطر إصابتها بداء سكري الحمل أثناء الحمل الثاني، مقارنة بالنساء اللاتي تظل أوزانهن مستقرة، غير أن فقدان الوزن بين الحملين الأول والثاني يقلص على ما يبدو من خطر الإصابة بالسكري أثناء الحمل الثاني، خاصة للنساء اللائي كن يعانين من زيادة الوزن أو السمنة في الحمل الأول، بحسب نتائج الدراسة التي نقلها موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني المتخصص في مجال العلوم والصحة، وأجرى هذه الدراسة قسم الأبحاث بمؤسسة "كايسر بيرماننت" الأمريكية، ونشرت على الموقع الإلكتروني لمجلة "أوبستيتريكس آند جاينكيلودجي" الطبية، ويقول الباحثون الذين أعدوا الدراسة إن الإصابة بداء سكري الحمل ترتبط بارتفاع خطر حدوث نتائج عكسية أثناء الولادة، وكذا إصابة الأم ومولودها بداء السكري بعد ذلك، وأجريت الدراسة على مجموعة متنوعة تضم 22351 امرأة في "كايسر بيرماننت" شمالي ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على مدار عشرة أعوام، حسبما ذكر موقع "ساينس ديلي"، وأظهرت الدراسة أن النساء اللائي اكتسبن ما يتراوح بين وحدتين و9ر2 وحدة على مؤشر كتلة الجسم "ما يتراوح بين 12 و17 كيلوغراما تقريبا" بين الحملين الأول والثاني تزيد احتمالات إصابتهن بداء سكري الحمل خلال الحمل الثاني بأكثر من مرتين مقارنة بالنساء اللواتي تظل أوزانهن مستقرة "حيث تقل أوزانهن أو تزيد في حدود ستة كيلوغرامات بين الحملين"، أما النساء اللائي يكتسبن ثلاث وحدات أو أكثر على مؤشر كتلة الجسم "ما يقرب من 18 كيلوغراما أو أكثر" بين الحملين الأول والثاني فإن احتمالات إصابتهن بمرض السكري أثناء الحمل الثاني مقارنة بذوات الأوزان المستقرة، وعلى العكس تماما، يقل خطر الإصابة بالسكري أثناء الحمل الثاني لدى النساء اللواتي يفقدن أكثر من ستة كيلوغرامات بين الحملين الأول والثاني بنسبة 50% تقريبا، مقارنة بأولئك اللواتي تظل أوزانهن مستقرة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويقول الباحثون إن قوة العلاقة بين فقدان الوزن وتقلص خطر الإصابة بداء سكري الحمل تصل إلى ذروتها لدى النساء اللائي كن يعانين من زيادة الوزن أو السمنة في حملهن الأول، في هذه الدراسة، جرى حساب وحدات مؤشر كتلة الجسم على أساس متوسط ارتفاع النساء المشاركات، وهو خمس أقدام وأربع بوصات، وأن كل وحدة تعادل ما يقرب من ستة كيلوغرامات، كما حذر باحثون النساء الحوامل اللاتي يفرطن في تناول الطعام ويأكلن عن اثنين، من خطر تراجع مستوى ذكاء الجنين، وذكرت صحيفة "دايلي مايل" أن علماء من جامعة "ماكماستر" في أونتاريو بكندا، أجروا بحثاً شمل العشرات من الدراسات السابقة وتوصلوا إلى أن إفراط المرأة الحامل بتناول الطعام يعرض الجنين إلى خطر مواجهة مشاكل سلوكية في المستقبل، بالإضافة إلى اضطرابات غذائية واضطرابات بالصحة العقلية مثل الانفصام بالشخصية، وحذر العلماء النساء من كسب الكثير من الوزن خلال الحمل لأنه يعرض نموّ الطفل للخطر، ووجد علماء أميركيون أن نتائج اختبارات الذكاء الذي خضع له أطفال نساء بدينات كانت أقل بخمس نقاط من تلك التي سجلها أطفال الأمهات ذات الوزن الطبيعي، واستنتج علماء سويديون أن الأطفال يعانون من نقص بالتركيز أكثر في حال كانت أمهاتهم بديانات، وقال باحثون استراليون إن خطر إصابة المراهقين باضطرابات غذائية يزيد بـ11% مقابل كلّ نقطة يزيد فيها مؤشر البدانة في جسم الأم، ورجح العلماء أن تفسر التغيرات الكيميائية والهرمونية هذه النتائج".

فضيحة قومية

في سياق متصل وصف الرقم القياسي الذي وصل إليه معدل ولادة أجنة ميتة في بريطانيا بأنه "فضيحة قومية"، وذلك بعدما أصبح أحد أسوأ هذه المعدلات في العالم المتقدم، وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية الشعبية أن أحدث الإحصاءات أظهرت أن عدد الأطفال التي تولد ميتة في بريطانيا يزيد عنه في أي دولة غنية، وتفيد إحصاءات وطنية بأن ما يزيد على 4 آلاف طفل يولد ميتا في بريطانيا كل عام ، وهو ما يوازي 11 طفلا يومي، يذكر أن هذا المعدل "الذي يبلغ عشرة أضعاف معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة ويزيد على عدد ضحايا حوادث السير" ظل بدون تغير إلى حد كبير خلال عشرة أعوام ماضية، ويضع معدل ولادة أجنة ميتة في بريطانيا "وهو 5ر3 لكل ألف" الدولة في المركز 32 بعد فنلندا التي تتمتع بالمعدل الأقل بهذا الشأن ، وذلك في قائمة تضم 193 دولة من بينها بعض الدول الأكثر فقرا في العالم، ومن بين كافة الدول الغنية، تسجل نيوزيلندا والنمسا وفرنسا فقط معدلات أعلى من المواليد الموتى، وذكرت ميرور أن الرقم القياسي الذي تعانيه بريطانيا، يضعها على قدم المساواة بهذا الشأن مع بيلاروس واستوني، وشهدت دول غنية أخرى مثل النرويج واستراليا وهولندا انخفاض كبيرا في معدل ولادة أطفال موتى، وقال معدو التقرير الذي نشر في مجلة "لانست" الطبية إن ولادة أجنة ميتة طلت مشكلة "غير ملحوظة" يجري تجاهلها إلى حد كبير، ودعوا إلى التركيز على مستوى العالم على إستراتيجيات وقائية مثل تحسين الرعاية المتعلقة بالتوليد والمراقبة الجيدة لتحديد المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الأم والجنين، وقالت وزيرة الصحة آن ميلتون إن "وفاة أي طفل يمثل مأساة، نريد توفير خدمات ممتازة للنساء عند الولادة وبعدها لتحسين النتائج، تواصل وزارة الصحة الاستثمار في البحث العلمي في هذا المجال المهم".

نقص عدد القابلات

من جانبها ذكر تقرير لمنظمة "انقذوا الأطفال" أن أكثر من مليون ام وأطفال حديثي الولادة يموتون كل عام من مضاعفات يمكن تجنبها بسهولة خلال الولادة بسبب نقص مزمن في القابلات بمختلف انحاء العالم النامي، وفي الدول النامية تلد أكثر من نصف الأمهات دون اي مساعدة من فرد مدرب "مقارنة بواحد في المئة فقط في بريطانيا" وتواجه نحو مليوني سيدة بعضا من اصعب الايام في حياتهن بمفردهن تمام، ونتيجة لذلك يموت نحو ألف أم والفي طفل حديثي الولادة كل يوم، وجاء في التقرير الذي كتب بعنوان "قابلات مفقودات" ان 350 ألفا آخرين من المهنيين المدربين مطلوبون لانقاذ حياتهن، وقالت جوستين فورسيث المديرة التنفيذية للمنظمة "لا تحتاج "المسألة" لهذا التعقيد، يمكن لشخص ما يعرف كيف يجفف المولود بشكل مناسب ويمسح على ظهره لمساعدته على التنفس ان يحقق الفرق بين الحياة والموت"، ومضت تقول "لا يتعين ان تواجه أي ام الولادة دون مساعدة"، ومن بين ثمانية ملايين طفل يموتون كل عام قبل بلوغهم عامهم الخامس لا يعيش واحد من كل عشرة منهم حتى نهاية يومه الأول، وقال التقرير ان القابلات اللائي تلقين تدريبا على ثماني اجراءات ومنها الحفاظ على دفء وغذاء المواليد الجدد يمكنهن على الفور خفض وفيات المواليد الجدد بأكثر من الثلث في 68 دولة تعاني من اعلى معدلات وفيات الاطفال حديثي الولادة.

ويقول التاريخ انه يمكن تجنب مثل هذه الوفيات، وسلط رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون الضوء على كيفية مساهمة تطبيق برنامج توليد النساء القومي في بريطانيا في اواخر الثلاثينيات في خفض وفيات الامهات بنسبة 80 في المئة على مدار 15 عام، وتكافح بعض البلدان النامية حاليا وبعضها فازت بالموافقة على تطبيق برامج مشابهة، وفي أفغانستان التي تشهد واحدة من اعلى النسب في وفيات الأمهات والأطفال ارتفع عدد حالات ولادة اطفال على ايدي مهنيين مدربين من ستة الى 19 في المئة خلال الفترة من عام 2003 وحتى 2006 وفقا لتقرير المنظمة، وانضمت نحو 2400 قابلة الى قوة العمل وتتخرج ما بين 300 و400 اخريات كل عام رغم انه ومع هذا المعدل يلزم توفير المزيد من الوقت للوصول للمعدل التي توصي به منظمة الصحة العالمية وهو قابلة واحدة لكل 175 سيدة حامل، ولكن التقرير حذر أيضا من ان علاج النقص يستلزم اكثر من مجرد توفير الاعتمادات المالية للكليات والمدارس المهنية، فالعمل كقابلة ليست مهنة جذابة في العديد من المناطق، ورغم الطلب على خدماتهن تتقاضي القابلات في دول العالم النامي اجورا زهيدة في الغالب ويعانين من فرط الاجهاد او ربما يتعين عليهن العمل في مناطق نائية وخطرة، وتجذب البلدان الغنية في الغالب موظفي الرعاية الصحية من البلدان الافقر وهو ما يتسبب في ترك الامهات الحوامل الاكثر احتياجا دون قابلات.

في لحظات الحزن

على صعيد مختلف يموت أحد، ويخرج آخر إلى الحياة، تلك هي سنة الحياة على الأرض، غير أنه بالنسبة للمرأة الحامل، فإن وفاة أحد الأعزاء يمكن أن يثير بداخلها فيضا من المشاعر الجياشة، تقول كونستانزه فايجله، وهي طبيبة نفسية في مدينة شتوتجارت الألمانية، "التوفيق بين هذه المشاعر الجياشة التي تجمع بين الحزن والفرح يشكل تحديا كبيرا"، في عيادتها الخاصة، تقدم فايجله الاستشارة الطبية للنساء اللائي يعانين من مشكلات نفسية مرتبطة بالحمل والولادة، وتشير الطبيبة إلى أنه نظرا للتنوع الكبير في شخصيات النساء وعلاقاتهن الأسرية، فإن ردود أفعالهن عند الحمل أو الولادة تختلف أيضا من امرأة لأخرى عندما يواجهن حالة وفاة أثناء فترة الحمل، تقول فايجله، "يتوقف الأمر بشكل جزئي على مدى حدوث الوفاة على نحو مفاجئ، فإذا حدثت "الوفاة" عقب مرض طويل، لربما كان ذلك سببا للارتياح، أما التعامل مع حالة وفاة مفاجئة، فغالبا ما يكون أكثر صعوبة بأي حال من الأحوال"، الكثير من التساؤلات تدور في ذهن المرأة الحامل التي تفقد أحد أبويها. فتسأل نفسها على سبيل المثال "كيف سيتأثر طفلي إذا أفرطت في البكاء؟، هل سأشعر بسعادة تجاه طفلي في الوقت الذي أصبحت فيه والدتي "أو والدي" وحيدة الآن وتواجه الإصابة بالاكتئاب؟"، تقول كلاريسا شفارتس، وهي أستاذة جامعية وقابلة قادت دراسات حول التوليد بدأت مؤخرا بكلية بوخوم الصحية منذ عام 2010، "أحاول دائما أن أبلغ المرأة التي تواجه مثل ذلك الوضع بأن كافة المشاعر مهمة ومسموح بها"، وأضافت، "عندما تمتنع امرأة نهائيا عن البكاء وتكون غير قادرة على إبداء مشاعر الحزن ، فإن ذلك يعد إشارة إنذار بالنسبة لي"، وإذا ما أدركت شفارتس أن المرأة تواجه مشكلات خطيرة، تنصحها باستشارة طبيب نفسي، تشير شفارتس إلى أن اقارب المرأة الحامل ينصحونها غالبا بعدم حضور مراسم الجنازة، حيث يقولون إنه ينبغي ألا تعرض نفسها للضغط النفسي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ورغم ذلك، تقول شفارتس، "لا أؤمن بذلك، فالمراسم "الجنائزية" قد تساعد كثيرا على العلاج، لا سيما إلقاء نظرة الوداع الأخير"، غير أنها أضافت أنه من المهم للمرأة الحامل أن تلقى مساندة في الجنازة "من شريكها على سبيل المثال" وألا تضطر هي إلى تقديم الدعم النفسي للأقارب الآخرين للمتوفي أو المتوفاة، وفقا لفايجله، يصعب الأمر بصورة خاصة على الحوامل أو الأمهات صغيرات السن في حال وفاة أمهاتهن، فتقول الطبيبة النفسية، "الكثير من هؤلاء النساء يستغرقن فترة طويلة لممارسة الأمومة بأنفسهن، فالعديد منهن يفضلن إيكال رعاية طفلهن إلى أمهاتهن عندما يرغبن في الحصول على قسط من الراحة"، كما توصي فايجله بطلب المساعدة العاجلة من الأخصائيين إذا ظهرت على المرأة بوادر قوية للاكتئاب أو خشيت من فقدان جنينه، فتقول، "من المهم لهؤلاء النساء التفكير في المصادر التي يمكن أن يستمدوا منها القوة والدعم"، مشيرة إلى أن شريك المرأة وأقاربها وأصدقاءها يلعبون دورا في ذلك بطبيعة الحال، ويمكنهم مساعدتها على توفير المساحة التي تحتاجها للتعامل مع مشاعره، وتعمل الطبيبة بترا كلارا أرك في مجال علاج آثار الضغط النفسي على الحمل والأطفال منذ 15 عام، ووفقا لدراسة أشرفت عليها الطبيبة في مستشفى جامعة شاريت بالعاصمة الألمانية برلين، يمكن أن يساهم الضغط النفسي في إجهاض المرأة الحامل من خلال وقف هرمون البروجسترون، وهو هرمون مهم للحفاظ على سلامة الحمل، وتبلغ خطورة حدوث الإجهاض ذروتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتشير فايجله إلى أن الفرحة بقرب الولادة يمكن أن تساعد كثيرا العديد من النساء الحوامل على تجاوز الحزن الذي يسببه لهن وفاة أحد الأعزاء، وتقول الطبيبة إن مهمة المرأة الحامل واضحة، ألا وهي العناية بطفلها للحفاظ على حياته التي لم تبدأ بعد.

الأكبر سناً أكثر فرحاً

بدورها أظهرت دراسة عن المشاعر النفسية المرتبطة بالأمومة والأبوة، ان الأزواج الأكبر سناً هم الأكثر سعادة عند إنجاب الأطفال، كما ان الدراسة التي نشرت في مجلة "السكان والتنمية" الأميركية أظهرت ان الأزواج الصغار السن الذين يرزقون بأطفال يشعرون ان حياتهم أقل سروراً من نظرائهم من نفس الفئة العمرية الذين لم يرزقوا بأطفال بعد، كما بينت الدراسة، ان الشعور الأكبر بالسعادة عند إنجاب الأطفال يكون بين الأزواج الذين تجاوزوا العقد الرابع من العمر.وذكرت الدراسة ان الشعور بالفرح بعد ولادة الأطفال يكون في أدنى مستوياته لدى الأزواج دون العقد الثالث من العمر، وكلما زاد عدد أطفالهم ازداد شعورهم بـ"التعاسة"، وكشفت الدراسة، التي استندت إلى بيانات من 200 ألف شخص من 86 دولة، ان إنجاب الأطفال ليس بالضرورة سبباً للسعادة لدى الأزواج في مقتبل العمر، ولكن الأمر ينقلب رأساً على عقب بمجرد تقدمهم بالسن نحو العقد الرابع من العمر، وقالت راشيل مارغوليث، وهي أخصائية في علم السكان في جامعة بنسلفانيا الأميركية "ربما تكون هذه الظاهرة مرتبطة بحقيقة ان الأزواج في مقتبل العمر لديهم الكثير من المشاغل الحياتية، وبالتالي فإن وجود الكثير من الأطفال يعني بالنسبة لهم المزيد من الإنفاق والقليل من الراحة"، وأشارت مارغوليث إلى عامل اجتماعي قد يلعب دوراً في الظاهرة، يتمثل في ان أعداد الشباب الذين يقبلون على الزواج والإنجاب في سن مبكرة يتقلص مع الوقت، ما يعني ان الأبوين الشابين لن يجدا الكثير من العائلات من نفس الفئة العمرية لمشاركتهما التجارب، أما المتقدمون في السن، فإن خياراتهم بالزواج المتأخر باتت تتوافق أكثر فأكثر مع الميل العام في المجتمعات لتأخير سن الإنجاب، ما يعني وجود الكثير من العائلات من نفس الفئة العمرية، والتي يمكن لها أن تقدم الدعم النفسي المطلوب للزوجين. بحسب يونايتد برس.

بينما أظهرت دراسة جديدة أن إنجاب المزيد من الأطفال يجعل الأزواج الشباب غير سعداء في البداية، لكن العائلات الكبيرة تجلب للأهل السعادة لاحقاً في منتصف العمر والشيخوخة، وذكر موقع "لايف ساينس" الأميركي أن الباحثين في معهد "ماكس بلانك" للبحث الديموغرافي في ألمانيا وجدوا أن الأهل في عمر اقل من الثلاثين يشعرون بعدم السعادة مع ولادة كل طفل لهم، فيما يصبح الأهل في عمر الأربعين الذين أنجبوا بين طفل وثلاثة سعداء أكثر من الأزواج الذين لم ينجبو، ويشعر الأهل في عمر الخمسين بالسعادة أكثر من الأزواج الذين لم ينجبوا، بغض النظر عن عدد أطفالهم، وكانت دراسة سابقة وجدت أن تربية الأطفال قد تكون قاسية نفسياً على الأهل، لكن الدراسة الحالية أظهرت أنه مع نمو الأطفال فإن عدم السعادة يتبدد، وتبيّن انه كلما كان للأهل الذين تخطى عمرهم الأربعين عاماً أطفال أكثر فإنهم يشعرون بالسعادة أكثر، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ميكو ميرسكيلا إن "الأطفال قد يكونون استثماراً طويل الأمد للسعادة"، وقد شملت الدراسة أكثر من 200 ألف امرأة ورجل في 86 بلداً بينها الولايات المتحدة والصين بين العامين 1981 و2005.

سرطان الاطفال

من جهتها حذرت دراسة أمريكية من مخاطر تعرض الأطفال لأشعة إكس أو الأشعة فوق الصوتية قبل سن ثلاثة أشهر أو قبل الولادة لأنها قد تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان، وركزت الدراسة الصادرة من المعهد القومي للسرطان في الولايات المتحدة، على متابعة تأثير استخدام أشعة إكس والأشعة فوق الصوتية على ألفين و690 طفلا مصابا بالسرطان وأربعة آلاف و858 طفلا سليما ممن شاركوا في دراسة بريطانية عن سرطان الأطفال حيث تبين أن أمهات 305 أطفال منهم قد خضعوا للأشعة أثناء الحمل وأن هناك170طفلا خضعوا لفحص طبي باستخدام أشعة إكس في طفولتهم المبكرة، وثبت أن الأطفال الذين خضعت أمهاتهم لأشعة إكس أثناء الحمل لديهم زيادة طفيفة في مخاطر الإصابة بمختلف أنواع سرطان الأطفال واللوكيميا "سرطان الدم" ،بينما الأطفال الذين خضعوا لفحص بنفس الأشعة في الصغر سجلوا زيادة غير كبيرة في التعرض للإصابة بسرطان الأطفال وسرطان الدم والأورام الليمفاوية، وأصدرت الدراسة تقريرا يشير إلى عدم وجود صلة واضحة بين الأشعة فوق الصوتية وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان لكنها أكدت ضرروة الحذر الشديد من الإفراط في استخدام الأشعة على البطن والحوض للأمهات أثناء الحمل أو للأطفال حديثي الولادة. بحسب يونايتد برس.

بينما قال باحثون ألمان إن على المصابات بسرطان الثدي أن لا يأخرن تلقي العلاج خوفاً على الجنين، إذ وجد ان اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي ينجبن مواليد أوزانهم أكثر من المعتاد، ونصحت الطبيبة المسؤولة عن الدراسة سيبيل لويبل من جامعة فرانكفورت الألمانية مريضاتها المصابات بالسرطان مواصلة الحمل والبدء بتلقي العلاج تحت إشراف فريق متعدد الاختصاصات، ووجدت أن الولادات المبكرة كانت أكثر رواجاً بين من لم يخضعن للعلاج الكيميائي، وتبيّن ان من خضعن للعلاج الكيميائي كن أكثر ميلاً لإنجاب مواليد اكثر وزناً، لكنه ظهر أن مواليد المجموعتين عانوا من مشاكل خلقية غالبيتها متعلق بالولادة المبكرة، وقالت لويبل "فوجئنا بعدد العاهات الخلقية، فهي تشكل من 1% إلى 3% من عامة السكان، لكنها أعلى بين هذه المجموعة"، وقد جمعت الباحثة وزملاؤها بياناتها عن 313 امرأة حامل، تراوحت أعمارهن بين 23 و47 عاماً، مصابات بأنواع مختلفة من السرطان وفي مراحل مختلفة منه، وقد توفي مولودان بعيد الولادة، وأجهضت 29 امرأة، وعرضت نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي لمركز علاج وأبحاث السرطان والجمعية الأميركية لأبحاث سرطان الثدي في سان انطونيو.

طرائف الولادات

حيث لم تتمكن امرأة أميركية من الانتظار حتى الوصول الى غرفة الولادة في أحد المستشفيات، فوضعت طفلتها في مصعد المستشفى، وذكرت صحيفة "لورانس جورنال وورلد" الأميركية ان كريستال ليننغ "25 سنة" وزوجها باتريك توجها إلى المستشفى بعدما دخلت الامرأة في المخاض ولكن الأمور تسارعت وإذ بطفلتهما التي لقبت بـ"إيلي" تولد في مصعد المستشفى، وقال الزوجان ان طفلتهما "أليسا لين" ولدت في مصعد مستشفى "لورانس ميموريال" خلال توجههما إلى قسم الولادة بعد أقل من ساعة على بدء المخاض، وأشارا إلى أنهما قررا إطلاق لقب "إيلي" على الطفلة نسبة إلى مكان ولادتها أي المصعد الذي يعني بالإنكليزية "إيليفيتور"، وقالت الوالدة ان طفلتها مذهلة.وأكد مسؤولو المستشفى ان هذا أول طفل يولد في المصعد عندهم. بحسب يونايتد برس.

بينما أنجبت امرأة اخرى في مدينة بوسطن الأميركية طفلاً يزن 6 كيلوغرامات قالت طبيبتها انه أضخم طفل تشهد ولادته طبيعياً من دون الحاجة إلى جراحة قيصرية، وأفادت صحيفة "بوسطن هيرالد" الأميركية ان أماندا بايرون البالغة من العمر 21 سنة أنجبت طفلها جوناثان باتريك روزي بعد مخاض استمر 4 ساعات وولادة استغرقت 10 دقائق، وقالت الوالدة "عندما قالوا لي وزنه لم أع ان الأمر مستغرب إلى أن بدأ الجميع التقاط صور" الطفل، وأضافت "ذهلت الممرضات بحجمه، وقيل لي ان أضخم طفل ولد من قبل كان يزن 5.4 كيلوغرامات ولكن ولادته استدعت جراحة قيصرية"، وتابعت "أخذ يسألني الجميع كيف تمكنت من ولادته، فأنا لم أشعر بألم كبير كما كنت أتوقع"، وقالت انها كانت تتوقع ولادة طفل كبير، لكن "ظننا ان وزنه سيتراوح بين 4 كلغ و4.5 مع العلم ان معدل وزن المواليد يتراوح بين 2.7 و3.6 كلغ، وهم لا يعرفون لماذا ولد كبيراً فقد اتبعت نظاماً غذائياً طبيعياً ومتوازناً وتفاديت الكافيين والصودا"، ولفتت إلى انها لا تنتمي هي أو زوجها إلى عائلة فيها أشخاص حجمهم ضخم".

حمل الأم المتقارب

من جهتها أظهرت دراسة أميركية جديدة أن إنجاب الأمهات لمولود آخر قبل إتمام الطفل الأول عامه الأول يجعل المولود الجديد عرضة للإصابة بمرض التوحد أكثر بثلاث مرات من المواليد الذين تفصل بين ولاداتهم 3 سنوات، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الدراسة التي أجريت في جامعة "كولومبيا" بنيويورك وشملت أكثر من 660 ألف مولود ثان في كاليفورنيا بين الأعوام 1992 و2002، أظهرت انه عند ولادة الطفل الثاني للأم بعد ولادة أول طفل بسنة أو أقل تزيد خطر إصابة المولود الجديد بالتوحد بمعدل ثلاث مرات، وتبين أن الأطفال الذين يولدون بعد 12 إلى 23 شهراً من الإنجاب الأول هم على الأرجح أكثر عرضة مرتين للإصابة بهذا المرض، وعزا العلماء هذه الحالة إلى أن الأم عندما تحمل بعيد الإنجاب يكون جسمها ما زال بحاجة للمغذيات الأساسية وخصوصاً لحمض الفوليك، مما يمكن ان يؤثر على صحة مولودها الجديد. بحسب يونايتد برس.

كما أظهرت دراسة جديدة أن النساء اللواتي عانين من ولادة جنين ميت أو أجهضن عدة مرات يتزايد خطر إصابتهن بأزمات قلبية في وقت لاحق من حياتهن، وذكر موقع "هيلث" الأميركي انه بالمقارنة مع نساء لم يجهضن أبداً، وجدت الدراسة ان النساء اللواتي أجهضن أكثر من 3 مرات معرضات 5 مرات أكثر للإصابة بأزمة قلبية، وبينت الدراسة ان ولادة طفل ميت ولو مرة واحدة رفعت احتمالات الإصابة بأزمات قلبية ثلاثة أضعاف، وأشارت الدراسة إلى ان كل تجربة إجهاض تمر بها المرأة تزيد احتمال إصابتها بأزمة قلبية بحوالي 40%.وقال الباحثون ان عوامل الخطر الكامنة وراء الإجهاض أو ولادة جنين ميت، مثل ارتفاع ضغط الدم أو وجود خلل في الأوعية الدموية، قد تساهم أيضاً في الإصابة بأزمات قلبية لاحق، وقالت المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة إلهام خرزمي، وهي عالمة في قسم علم الأوبئة السرطانية في مركز أبحاث السرطان الألماني في مدينة هايدلبرغ، ان "العديد من الحالات الطبية التي تتطلب الإجهاض المتكرر أو ولادة جنين ميت يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مرض القلب".وأضافت خرزمي "لا بد من اعتبار النساء اللواتي يفقدن حملهن بشكل متكرر ضمن الفئات المرشحة بقوة للإصابة بأمراض القلب والأوعية"، ويشار إلى ان الدراسة نشرت في مجلة "القلب" وشملت 11500 امرأة ألمانية حملن ولو مرة واحدة، وربع النساء أجهضن و2% أنجبن ولداً ميتاً.وتبين خلال فترة المتابعة التي دامت 11 سنة، ان 82% من النساء أصبن بأزمات قلبية.

وفيات الأمهات والموالي

في سياق متصل قال صندوق الأمم المتحدة للسكان إنه "يمكن تلافي أكثر من أربعة ملايين وفاة للأمهات والمواليد في الدول النامية سنويا وذلك بمضاعفة الاستثمار في برامج تنظيم الأسرة والرعاية الصحية المتعلقة بالحوامل"، وأشار تقرير صادر عن الصندوق ومعهد غوتماشر، إلى ضرورة زيادة الاستثمار ليبلغ 24.6 مليار دولار، ما يمكن من خفض وفيات الأمهات بنحو 70 في المائة، ووفيات المواليد إلى النصف، كما أوضح التقرير، الذي أودع الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، أن الاستثمار في تنظيم الأسرة يمكن أن يعزز من فعالية الأموال التي تنفق على رعاية الحوامل والمواليد، ونسب بيان للصندوق إلى مديرته التنفيذية ثريا عبيد قولها "إن هذا الوضع مكسب للجميع، نحن نعرف ما يجب عمله ونعرف التكاليف وحجم الاستثمار المطلوب والذي يعتبر قليلا مقارنة بالمكاسب التي ستتحقق"، وأضافت "من المهم لتحقيق التقدم في الدول الفقيرة أن نعالج مشكلة المعدلات العالية لوفيات الأمهات والمواليد المستوطنة في العديد من البلدان، بزيادة حجم الاستثمار". بحسب السي ان ان.

وأفاد التقرير أن تلبية الاحتياجات فيما يتعلق بتنظيم الأسرة والخدمات الصحية للأمهات والمواليد يمكن أن يمنع وفاة نحو 400 ألف امرأة و1.6 مليون مولود، كما يمكن أن يحد من الحمل غير المرغوب فيه بأكثر من الثلثين ومن عمليات الإجهاض غير الآمنة بنحو 75 في المائة، وتنفق الدول النامية نحو 12 مليار دولار سنويا على برامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، إلا أن 215 مليون امرأة يرغبن في تفادي الحمل لا يستخدمن وسيلة فعالة لمنع الحمل ونحو نصف النساء اللاتي يضعن كل عام، والبالغ عددهن 123 مليون امرأة، لا يتلقين الرعاية اللازمة، وأكد التقرير أن منع الحمل غير المرغوب فيه سيزيد من تمكين المرأة، ومن فرصها في التعليم والعمل، وتعزيز وضعها الاجتماعي والاقتصادي، كما أشار إلى أن مدخرات واستثمارات الأسر سترتفع مما سيزيد من النمو الاقتصادي ويحد من الفقر.

بنكرياس اصطناعي

بدورهم قال باحثون بريطانيون إن تزويد النساء الحوامل المصابات بالنوع الأول من مرض السكري، ببنكرياس اصطناعي، يمكن ينقذ حياتهن ويحسن صحة المواليد، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الباحثين في جامعة "كامبريدج" أن التغييرات الهرمونية خلال الحمل بالتزامن مع مرض السكري يجعل من الصعب تنظيم معدلات السكر في الدم مما قد يكون له تداعيات مؤذية، غير أن بنكرياساً اصطناعياً تزوّد به الحامل يمكن أن يحافظ على معدلات طبيعية للسكر في دمه، وقالت الطبيبة هيلين مارفي من جامعة "كامبريدج" إن "نصف مواليد الأمهات المصابات بالنوع الأول من مرض السكري، يولدون مع وزن زائد بسبب كثرة السكر في دم الأم"، وكانت دراسة بريطانية سابقة أشارت إلى أن معدل المواليد الذين يولدون ميتين أو وفاتهم بعد اسبوع من الولادة هو أكثر بأربع مرات عند الأمهات المصابات بالسكري النوع "1"، وقام الباحثون في كامبريدج بوضع بنكرياس اصطناعي لدى 10 نساء مصابات بالسكري النوع "1"، يقوم بمراقبة معدلات السكري في الدم، ويرسل المعلومات إلى كمبيوتر يعمل بدوره على تحفيز مضخة الانسولين بضخ الكمية المطلوبة منه، وأشار العلماء إلى انهم اثبتوا أن المبدأ مفيد وفعال، آملين ببدء اختبارات اوسع في البلاد السنة الجارية.

الإصابة بمشاكل عقلية

من جانب اخر أظهرت دراسة دنمركية جديدة أن الإجهاض لا يزيد خطر الإصابة بمشاكل في الصحة العقلية، بل الإنجاب، وذكر موقع صحيفة " ديلي ميل" البريطانية أن باحثين في جامعة "ارهوس" الدنمركية وجدوا في دراستهم التي شملت 366 ألف امرأة أجهضن أو أنجبن بين العامين 1995 و2007، أن معدلات النساء اللواتي أنجبن طلبن استشارات طبية نفسية أكثر ممن أجهضن، وأشار الأطباء الذين نشروا دراستهم في مجلة "نيو انغلاند" الطبية إلى أن المشاكل الأكثر رواجاً بين المجموعتين كانت القلق، والإجهاد الحاد، والاكتئاب.وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ترين مانك اولسن "ينبغي على المرأة أن تعرف أن خطر الإصابة بنوبات نفسية لا يزيد بعد الإجهاض"، وكانت اولسن ذكرت في دراسة سابقة ان الأمهات الجديدات يواجهن خطراً متزايداً لمشاكل عقلية عدا عن اكتئاب ما بعد الولادة، ويقول الخبراء إن التغير في معدلات الهرمونات، ونقص النوم، وأمور أخرى مرتبطة بالإنجاب قد تثير مشاكل عقلية لدى الأمهات، لكن اللواتي يجهضن لا يعانين من هذه التغييرات.

الولادة المبكرة

الى ذلك قالت دراسة يابانية ان النساء اللاتي يعشن قرب طرق رئيسية مزدحمة أكثر عرضة للولادة المبكرة ربما بسبب تلوث الهواء بعوادم السيارات، لكن تاكاشي يوريفوجي من كلية أوكاياما للطب وفريقه قالوا انه لا يزال من السابق لاوانه رصد صلة مباشرة فيما قال خبراء اخرون في الطب ان التلوث السمعي ربما يكون عامل، وخلال الدراسة التي نشرت في دورية "علم الأوبئة" فحص يوريفوجي وزملاؤه أكثر من 14 ألف طفل ولدوا بين 1997 و2008 في شيزوكا على بعد نحو 150 كيلومترا غربي طوكيو وحصلوا على السجلات التفصيلية لكل حالة ولادة ومدى قرب مكان إقامة الأمهات من الطرق الرئيسية، وأبلغ يوريفوجي نشرة رويترز هيلث عبر البريد الالكتروني "ربما كان تلوث الهواء عامل خطر مهما من عوامل الولادة المبكرة"، وبشكل عام فان 15 في المئة من الأمهات اللاتي يعشن ضمن دائرة قطرها 200 متر من الطرق الرئيسية يلدن قبل 37 أسبوعا من بدء الحمل مقابل عشرة في المئة من اللائي يعش على مسافة أبعد، وهناك عوامل أخرى ربطت الدراسة بينها وبين الولادة المبكرة مثل السن والوظيفة والتدخين، لكن حتى بعد أخذ هذه العوامل في الحسبان وجد الباحثون زيادة قدرها 50 بالمئة في حالات الولادة المبكرة بين النساء اللاتي يعشن قرب طرق شديدة الازدحام، كما يزيد احتمال ان تلد هذه النساء قبل الاسبوع الثاني والثلاثين أو الثامن والعشرين من الحمل، وأضاف يوريفوجي "علاوة على ذلك اكتشفنا أن الخطر بين ربات البيوت أعلى منه بين النساء العاملات، فربات البيوت يقضين وقتا أطول في المنزل أثناء فترة الحمل"، كما يتضاعف بنحو المثلين احتمال اصابة النساء اللاتي يعشن قرب الطرق المزدحمة بارتفاع ضغط الدم والتمزق المبكر للأغشية المحيطة بالجنين وهما سببان محتملان للولادة المبكرة، وقال خبراء آخرون ان النتائج تتضافر مع نتائج سابقة تربط تلوث الهواء بارتفاع ضغط الدم والالتهاب الأمر الذي قد يؤدي الى التمزق المبكر للأغشية المحيطة بالجنين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/تموز/2011 - 12/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م