
شبكة النبأ: في ربيع الثورات العربية،
شهد الجميع ثورات الحرية التي انطلقت من عهود الظلم واطاحت بالطغاة
والمستبدين، وأحدثت انفراجاً في عملية احتكار السلطة بيد الطغمة
الفاسدة على يد جيل جديد تواق لنسيم الديمقراطية، الا ان الأحداث الي
جرت قسمت هذه الثورات الى منتصرة "كتونس ومصر" وثورات في طريق الانتصار
"اليمن وليبيا وسوريا" واخرى أجهضت بوحشية الجلادين "البحرين
والسعودية".
وحيث ان اليمن وشعبها مازالت تناضل في طريق الخلاص من دكتاتورها
الذي مازال متشبثاً بالسلطة رغم اصابة الخطيرة والتي جعلت منه رئيساً
عاجزاً عن ادارة البلاد، ورغم تفاقم الازمات الداخلية التي عصفت بهذا
الشعب مع التدخلات الخارجية ومنذ انطلاق الثورة اليمنية، لكن يمكن
القول ان ارادة الشعب باتت قريبة من تحقيق مطالبها التي ربما تحرره من
قبضة التسلط.
تنحي صالح قريب
حيث يقول خبراء انه رغم رغبة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
التشبث بالحكم فان محاولة اغتياله ربما لم تقض على حياته لكنها نجحت في
منعه من مواصلة ممارسة مهامه كرئيس بسبب الاصابات التي لحقت به، ويعتقد
محللون أن الجهود تتركز الان على تحديد مسار الانتقال السلمي للسلطة في
اليمن تفاديا لحرب أهلية واقناع أفراد من عائلة صالح بالتخلي عن
سيطرتهم على الجيش وقوات الامن، وقال نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور
هادي الذي يدير الشؤون اليومية للبلاد منذ سفر صالح للعلاج في السعودية
بعد محاولة اغتياله في يونيو حزيران ان الرئيس لحقت به اصابات بالغة
لدرجة يستحيل معها تحديد موعد عودته الى البلاد، وقال هادي انه رأى
صالح بعد الهجوم بالقنبلة مباشرة وانه كانت هناك قطعة من الخشب بين
ضلوعه في الصدر وحروق في وجهه وذراعيه والجزء العلوي من جسمه، وتزامن
هذا مع عدم ظهور صالح في تسجيل فيديو كما أشارت وعود كثيرة لطمأنة
اليمنيين على صحته مما زاد التكهنات بأن صالح ربما لن يعود ابدا ليحكم
اليمن، وقال ابراهيم شرقية نائب مدير مركز بروكينجز الدوحة "الحديث
الان ليس عن عودة الرئيس ام عدم عودته بل كيفية انتقال السلطة سلمي، ما
يحدث الان هو مفاوضات مكثفة للخروج من الازمة، ما يجري هو بحث
السيناريو الاخير الذي سيخرج به صالح"، وتتواكب الاحتجاجات الممتدة منذ
اشهر ضد حكم صالح مع تمرد الاسلاميين المتشددين المرتبط بتنظيم القاعدة
في الجنوب مما دفع اليمن الى شفا حرب أهلية، وتخشى الولايات المتحدة
والسعودية اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم من أن تمهد الفوضى في اليمن
الطريق لتنظيم القاعدة ليشن هجمات ضد مصالحهما في المنطقة وخارجه،
وخلال زيارة لليمن دعا مساعد وزيرة الخارجية الامريكية جيفري فلتمان
الى انتقال سلمي وسريع للسلطة في اليمن، وقال فلتمان في مؤتمر صحفي
بصنعاء "حان الوقت ليعمل القادة السياسيون اليمنيون سويا من أجل انتقال
فوري وسلمي للسلطة"، وتريد السعودية حكومة مركزية قوية في اليمن تعمل
على السيطرة على الاسلاميين المتشددين، ويقول محللون ان الجهود وراء
الكواليس ستتعامل على الارجح مع اي دور مستقبلي لاقارب صالح المقربين
بما في ذلك ابنه احمد وهو لواء مسؤول عن الحرس الجمهوري ولاعب رئيسي في
غياب الرئيس. بحسب رويترز.
كما يرجح أن تتناول المحادثات اي دور مستقبلي لحزب المؤتمر الشعبي
العام الحاكم وأفراد عائلة صالح الذين يلعبون دورا رئيسيا في مواجهة
الاسلاميين المتشددين بالجنوب، وفي تصريحات نادرة لوسائل الاعلام مؤخرا
قال احمد علي عبد الله صالح انه يدعم حوارا يجريه نائب الرئيس مع
المعارضة بشأن نقل السلطة المحتمل، وقال شرقية من مركز بروكينجز "النقاط
التي يجري بحثها هي ماذا سيحدث لاركان النظام وكيف سيكونون جزءا من
المرحلة القادمة" مشيرا الى أن الكثير من الاطراف تريد أن يلعب الحزب
الحاكم دورا في المستقبل، ويقول محللون ان السعودية تضع صالح "قيد
الاقامة الجبرية بالمستشفى" بينما يجري وضع اللمسات الاخيرة على
المفاوضات بشأن تنحيه عن الحكم، وهم يرون أن الخلافات مع الولايات
المتحدة بشأن نقل السلطة أرجأت اتفاقا على رحيل صالح، لكن السعوديين
ربما انتابهم القلق بعد تقارير أفادت بأن الاسلاميين المتشددين في
الجنوب يحرزون تقدما فيما يبدو، وحقق الاسلاميون المتشددون مكاسب لا
يستهان به، وكانوا قد سيطروا على مدينة زنجبار في مايو ايار في تواطؤ
مزعوم مع صالح وهو الامر الذي وصفه معارضوه بمحاولة مكيافيلية لاظهار
أن حكمه هو الوحيد الذي يستطيع درء شر القاعدة، وقال غانم نسيبة مؤسس
شركة كورنرستون العالمية للاستشارات وكبير المحللين بمؤسسة بوليتيكال
كابيتال البحثية "السعوديون يدركون أن هذه هي النهاية لنظام صالح لكنهم
غير مرتاحين لخيارات الخلافة"، وأضاف "انهم يريدون أن يتأكدوا من الذي
سيتعاملون معه في حكومة يمنية جديدة فالسعوديون لا يريدون انتخابات بل
يريدون فقط حكومة قوية وهذا خلاف كبير بينهم وبين الامريكيين"، وقاوم
صالح السياسي الداهية الذي تولى الحكم عام 1978 في انقلاب ضغوطا
امريكية وسعودية لتسليم السلطة لنائبه بموجب مبادرة خليجية تهدف الى
ضمان انتقال سلس وسلمي للسلطة، وتراجع الرئيس اليمني عدة مرات عن توقيع
المبادرة الخليجية على امل أن يفقد المحتجون الذين يتظاهرون منذ اشهر
في صنعاء ومدن يمنية أخرى الزخم ويعودوا الى ديارهم، واتهم معارضون
صالح بأنه حاول جر البلاد الى حرب أهلية من خلال مهاجمة المتظاهرين في
الشوارع وخوض قتال ضد زعيم اتحاد حاشد القبلي صادق الاحمر، وعلى الرغم
من أن الهدنة التي تم التوصل اليها بوساطة سعودية بين القوات الحكومية
واتحاد حاشد لاتزال صامدة فان اليمن انزلق الى مزيد من الفوضى في ظل
نقص الوقود وانقطاع الكهرباء والانفجارات واطلاق الرصاص المتكرر، وقال
خالد الدخيل استاذ العلوم السياسية السعودي "هناك اجماع في اليمن على
تنحي صالح، وحتى صالح نفسه جزء من هذا الاجماع".
ترتيبات نقل السلطة
من جهتها ذكرت صحيفة يمنية ان الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني المنشق
عن النظام اللواء علي محسن الأحمر بحث مع مسؤولين غربيين عملية انتقال
سلمي للسلطة في البلاد وإحياء المبادرة الخليجية، وقالت صحيفة " أخبار
اليوم " ان الأحمر التقي السفير الفرنسي بصنعاء جوزيف سيلفا والمدير
الإقليمي للمعهد الديمقراطي الأميركي ليس كامبل، وأضافت ان الأحمر بحث
مع سيلفا مسألة إعادة إحياء المبادرة الخليجية، و"مناقشة الدور الذي
يمكن للدول الشقيقة والصديقة أن تلعبه في إحداث نقل سريع وسلمي للسلطة
في اليمن لما يلبي طموحات الشعب اليمني وتحقيق أهداف الثورة الشبابية
كاملة وإنجاح المبادرة الخليجية"، وأشارت الى ان الأحمر بحث مع كامبل
المستجدات الراهنة على الساحة اليمنية والسبل الكفيلة بخروج اليمن من
الوضع الذي تعيشه البلاد، من جهة أخرى قال الأمين العام لحزب الحق
المعارض حسن زيد ليونايتد برس انترناشونال ان أحزاب المعارضة "اللقاء
المشترك" ستلتقي اليوم نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتبحث
معه عملية تسلمه مهام الرئيس المؤقت للبلاد حسب الدستور اليمني، وأضاف
ان ما تردد عن رفض هادي اللقاء مع أحزاب "المشترك" "لم يكن دقيقا وان
هادي كان منشغلا بترتيب أوضاع الساحة اليمنية في ظل الأزمات التموينية
من انقطاع للكهرباء والمشتقات النفطية"، يشار الى ان الأحمر انشق عن
الجيش اليمني في 21 مارس / آذار الماضي وأعلن دعمه للثوار المطالبين
بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، كما أعلن عن رغبته في إكمال
حياته في ألمانيا، قائلا انه لا يرغب بتولي أي منصب بعد انتقال السلطة
السلمي.
صالح يتشبث بالسلطة
الى ذلك قال مسؤول بالحكومة اليمنية ان الرئيس علي عبدالله صالح
الذي يعالج في مستشفى بالرياض لن يتخلى عن الحكم الى ان يعود للاشراف
على انتقال السلطة مما يطيل من أمد حالة الشلل السياسي، ونجا صالح من
محاولة اغتيال مؤخراً لكنه نقل الى المملكة العربية السعودية للعلاج من
الاصابات التي لحقت به جراء هجوم على قصره، ومع تشبث صالح بالسلطة
واستمرار المأزق السياسي انزلقت محافظة أبين الجنوبية الى موجة من
أعمال العنف بعد استيلاء متشددين يعتقد ان لهم صلة بتنظيم القاعدة على
مدينتين، وتخشى الولايات المتحدة والسعودية من حدوث فراغ سياسي في
اليمن الذي يوجد به جناح للقاعدة شن هجمات فاشلة على اهداف أمريكية
وسعودية، وتطالب الدولتان بانتقال فوري للسلطة في هذا البلد، وقال
المسؤول الحكومي الذي زار الرئيس اليمني ان صالح ينوي دعم الخطة التي
صاغتها دول الخليج العربية بشأن انتقال السلطة في بلاده والتي انهارت
بالفعل ثلاث مرات بسبب تراجع الرئيس عن التوقيع عليها في اللحظة
الاخيرة، وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "ينوي صالح دعم
اتفاق مجلس التعاون الخليجي وطلب من وزير الخارجية ان يفعل كل ما هو
ممكن لانجاح الخطة"، وأضاف "انتقال السلطة يتطلب وجود الرئيس في اليمن"،
وقال ايضا ان من المتوقع ان يدير صالح عملية الانتقال بنفسه، واستطرد"
اجراء انتخابات لائقة يتطلب فترة تتراوح من ستة الى ثمانية شهور وسيظل
صالح هو الرئيس خلال تلك الفترة"، ويقول محللون ان القنبلة التي زرعت
في مسجد بقصر صالح ستمنع الرئيس البالغ من العمر 69 عاما من استئناف
مهامه الرئاسية رغم انها لم تقتله. بحسب رويترز.
وتريد جماعات المعارضة ومئات الالاف من المحتجين في انحاء اليمن
تغييرا فوريا في الحكومة التي يديرها عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس
في ظل غياب صالح، وقالت سامية الغباري وهي ناشطة بارزة في تعز جنوبي
العاصمة حيث يعتصم عشرات الالاف ان عودة صالح اصبحت مستحيلة، وأضافت
انه اذا تحسنت حالته وهو أمر محل شك من وجهة نظرها فانها تطالبه
بالبقاء حيث هو وأن يصطحب بقية عائلته معه، وقالت ان صالح وأعوانه
يريدون حرق هذا البلد تمام، ورغم انشقاق عدد من القادة العسكريين ومئات
الجنود ما زال نجل صالح يسيطر على الحرس الجمهوري القوي الذي يقول
المحتجون في تعز انه حاول مهاجمة مخيمهم وقتل اربعة من رجال القبائل
المسلحين المدافعين عن المحتجين اربعة جنود بالرصاص واصابوا 12 اخرين،
ومع تعثر المحادثات السياسية يعتزم اليمن تكثيف العمليات العسكرية على
امل استعادة المناطق التي فقدها أمام المتشددين الاسلاميين ورجال
القبائل المسلحين وسط تزايد الاضطرابات في البلاد، وفرضت وزارة الدفاع
طوقا أمنيا حول مدينة عدن الساحلية الجنوبية والواقعة قرب ممر للشحن
تمر من خلاله نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يومي، ويخشى سكان عدن
الذين يرون تدفقا لالاف النازحين على مدى الاسابيع الماضية من امتداد
اعمال العنف من أبين المجاورة حيث تندلع اشتباكات يومي، ويشكو سكان
أبين من نقص حاد في الوقود والغذاء والمياه، وقالت قاعدة عسكرية تقع
خارج مدينة زنجبار التي يسيطر عليها المتشددون انها واقعة تحت الحصار
منذ اكثر من شهر، وطلبت مؤخراً المساعدة من الدولة التي لم ترسل بعد اي
تعزيزات اليه، وقال الضابط خالد النعماني عبر الهاتف من القاعدة انهم
محاصرون منذ أكثر من شهر ولم يحصلوا على تعزيزات بشرية أو معدات أو حتى
قطرة ماء منذ أكثر من اسبوعين، وأضاف ان 15 متشددا وعشرة جنود قتلوا
واصيب العشرات خلال اشتباكات عنيفة خارج القاعدة، وفي صنعاء قال هادي
القائم بعمل الرئيس ان اليمن سيصلح انابيب النفط في محافظة مأرب، وكان
رجال قبائل فجروا انبوبا فارغا بعد اغلاق الخط الرئيسي في هجوم في مارس
اذار، وقالت وزارة الدفاع اليمنية انها سترسل قوات لملاحقة "العناصر
الارهابية" المسؤولة عن الهجمات التي عطلت انتاج اليمن البالغ 110 الاف
برميل يومي، وحاصر رجال قبائل المنطقة مما كلف الحكومة ملايين
الدولارات يوميا كخسائر تصدير وتسبب في ازمة وقود وانقطاع التيار
الكهربائي لعدة ساعات وارتفاع الاسعار في بلد يعيش 40 في المئة من
سكانه على اقل من دولارين يومي، واندلعت اشتباكات عند محطات البنزين
بسبب نقص الوقود.
وراء التفجيرين
في سياق متصل اتهم قيادي من الحوثيين من محافظة صعدة شمال اليمن
الاستخبارات الأمريكية بالوقوف وراء عمليات تفجير استهدفت منزل الزعيم
القبلي صادق الأحمر ومسجد الرئيس علي عبد الله صالح، وقال رئيس الدائرة
السياسية لجماعة الحوثي صالح هبره في بيان صحافي "ان الولايات المتحدة
الأمريكية هي من قام بقصف مسجد النهدين أثناء تواجد علي صالح وأركان
نظامه لغرض زرع الحقد بين جميع فصائل قبائل اليمن لتخلق مناخا يمكنها
من الدخول فيما بعد كواقع يقدم الحل ومن ثم تفرض رؤيتها ومصلحتها وتعمق
من وجودها السياسي والعسكري والإستخباراتي"، وأضاف هبره، احد أهم
قيادات جماعة الحوثي التي خاضت ستة حروب مع الحكومة" المعطيات تؤكد أن
الاستخبارات الأمريكية من قام بقصف منزل الشيخ صادق الأحمر اثناء تواجد
مئات المشايخ من مختلف مناطق اليمن من أجل الدفع بالبلد إلى الحرب
الأهلية"، وكان السكرتير الصحافي للرئيس اليمني احمد صوفي سبق ان اتهم
الإدارة الأمريكية بتدبير عملية اغتيال صالح مؤخراً، وردت الخارجية
الأمريكية على تصريحاته بأنها" كلام سخيف" واتهم هبره الإدارة
الأمريكية بالعمل على إجهاض الثورة اليمنية منذ بدية انطلاقتها تارة
بمحاولة فرض مبادراتها المسمومة على الشعب وتارة بمحاولتها الزج باليمن
في حروب أهلية شاملة. بحسب يونايتد برس.
وشدد على "أن الثورة اليمنية ثورة سلمية وان الشعب اليمني لن ينجر
لحرب أهلية تخدم في الأخير الأمريكيين"، وقال "مهما حاولت الاستخبارات
الأمريكية الوقيعة بين اليمنيين غير ان سياستها أصبحت مكشوفة، كما يؤكد
الشعب اليمني ان اليمن معني بالدرجة الأولى بإدارة شؤونه دون التدخل من
أي طرف آخر"، وينشط السفير الأمريكي جيرالد ستيافين وسفراء الاتحاد
الأوربي في صنعاء في عقد لقاءات مع المسؤوليين اليمنيين وقيادات
المعارضة من اجل انتقال سلمي سلس للسلطة لنائب الرئيس اليمني عبد ربه
منصور هادي عقب مغادرة الرئيس صالح اليمن للعلاج في السعودية، ولم يسفر
لقاء جمع هادي وقيادات المعارضة "اللقاء المشترك" في وقت سابق اليوم
بالتوصل إلى حل حول انتقال السلطة إلى نائب الرئيس اليمني حسب الدستور.
تعثر خطة أمريكية
على صعيد مختلف قال مسؤول أمريكي ان خطة وضعتها ادارة الرئيس باراك
اوباما للتوسع في استخدام طائرات بدون طيار ضد متشددين في اليمن تواجه
عقبات وستأخذ جهدا كبيرا حتى تطبق بشكل كامل، واضاف المسؤول الذي اطلع
على الخطة لرويترز ان الامر "قد يستغرق اشهرا لا اسابيع" حتى يمكن
لوكالة المخابرات المركزية استخدام هذه الطائرات في اليمن، ويقول
مسؤولون أمريكيون آخرون ان "السي.اي.ايه" تحاول بناء قدرة استطلاع
وهجوم في اليمن بالطائرات بدون طيار مماثلة للبرنامج الذي تستخدمه
الوكالة ضد المتشددين في المناطق القبلية على طول الحدود الباكستانية
مع افغانستان، لكن المسؤولين قالوا ان الاضطرابات في اليمن تعوق جهود
الوكالة لتوسيع انشطته، ويقول مسؤولون ان حالة الفوضى التي تشهدها
الحكومة اليمنية والاحتجاجات المناهضة لها في الآونة الأخيرة تجعل من
الصعب إنشاء مثل هذا النوع من الهيكل المادي ونشر معدات لتشغيل برنامج
للطائرات بدون طيار، كما تجعل هذه الامور المعاكسة من الصعب على
الوكالات الامريكية جمع هذا النوع من المعلومات الدقيقة اللازمة لشن
الطائرات بدون طيار هجمات صاروخية مع ضمان إبقاء الضحايا المدنيين عند
الحد الادنى، وأصبحت الاضطرابات المدنية العنيفة مزمنة في اليمن في
الآونة الأخيرة في ظل الاحتجاجات الواسعة النطاق ضد حكومة الرئيس علي
عبد الله صالح الذي غض الطرف على مدى سنوات عن الانشطة الامريكية
لمكافحة الارهاب على الاراضي اليمنية والذي يعالج الان في السعودية من
اصابات خطيرة أُصيب بها في هجوم بقنبلة فيما يبدو على مسجد بقصره
الرئاسي. بحسب رويترز.
وذكرت تقارير لصحيفتي وول ستريت جورنال وواشنطن بوست ان "السي.اي.ايه"
تجهز لتوسيع كبير للجهود الامريكية لمكافحة الارهاب في اليمن، وقالت
التقارير ان قوات عسكرية امريكية خاصة تنفذ منذ نحو عام عمليات محدودة
بينها انشطة الاستطلاع وبعض الهجمات ضد متشددين يتخذون من اليمن مقرا
لهم مع دعم مخابراتي من "السي.اي.ايه"، وتشير وول ستريت جورنال الى ان
احد المزايا المتوقعة لتوسيع عمليات الوكالة بالطائرات بدون طيار في
اليمن هو انها ستتمكن من العمل بحرية اكثر من الجيش الامريكي حتى لو حل
محل صالح زعيم اقل تسامحا تجاه العمليات الامريكية لمكافحة الارهاب،
ولم تعلق "السي.اي.ايه" على عملياتها لمكافحة الارهاب او خططها الخاصة
باليمن، وكان مدير الوكالة الحالي ليون بانيتا قد ذكر في جلسة لمجلس
الشيوخ لمناقشة ترشيحه لخلافه وزير الدفاع روبرت جيتس قد اعلن ان
الوكالة "لا تزال مستمرة بقوة" في عملياتها داخل اليمن رغم الاضطرابات
الحالية.
تأييد مجلس انتقالي
من جهة اخرى دعا "شباب الثورة" في اليمن دول مجلس التعاون الخليجي
الى دعم "ارداة الشعب" في تشكيل مجلس انتقالي لانهاء الاضطرابات التي
تواجهها البلاد منذ حوالى خمسة اشهر، وانتقد بيان للشبان المحتجين "مواقف"
دول مجلس التعاون التي "لم ترق الى تطلعاتنا وطموحاتنا في التغيير
للتخلص من نظام لم يخلف فينا سوى الفقر والقتل والتجهيل والتنكيل"،
واتهم الرئيس علي عبدالله صالح بـ"استخدام" المبادرة التي اطلقتها دول
المجلس "غطاء لكل جرائمه في حقنا" منددين بـ"تنكره لكل ما قدمتموه له"،
ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي القلقة من تدهور الاوضاع في اليمن خطة
لنقل السلطة سلميا وافق عليها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لكنه ما
لبث ان امتنع عن توقيعها، قبل ان يصاب وينقل الى السعودية لتلقي العلاج،
وتابع البيان "ندعوكم في هذه اللحظة التاريخية للوقوف الى جانب ارادة
الشعب ومساعدته في الانتقال الى دولة مدنية حديثة"، يشار الى ان "شباب
الثورة" الذين يشكلون احدى الجهات المعارضة لصالح ينظمون اعتصامات
للمطالبة برحيله منذ اواخر كانون الثاني/يناير الماضي، من جهة اخرى،
فان عشرات الالاف تظاهروا اليوم قرب ساحة التغيير، قلب الحركة
الاحتجاجية في صنعاء، مطالبين بتشكيل مجلس انتقالي، كما سارت تظاهرات
مماثلة في اب وحضرموت والحديدة وذمار وصعدة للمطالبة بسرعة تشكيل
المجلس و"محاكمة قتلة المعتصمين والمحتجين"، واكدت "اللجنة التنظيمية
للثورة الشعبية تمسك شباب الثورة باسقاط بقايا رموز واركان حكم صالح
وتقديمهم للمحاكمة ورفض اي حوارات او مبادرات معه"، مؤكدة ان "لا شرعية
لاي اتفاقات ولن تكون هناك اي شرعية يقبل بها الشعب اليمني الا الشرعية
الثورية"، وحمل "شباب الثورة" نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "المسؤولية
القانونية والاخلاقية عن كل الجرائم التي ترتكب من قبل بقايا فلول صالح
وابنائه الآن". بحسب فرانس برس.
واضاف البيان ان "شباب الثورة وهم يؤكدون انهم لا يعولون على اكمال
نجاح ثورتهم على اي موقف اقليمي او دولي، فانهم يحذرون من بعض التدخلات
الخارجية التي تعمل لمصالحها على حساب دماء اليمنيين ومصلحة اليمن
ويشددون على أن هذه المواقف لن تمحى من ذاكرة اليمنيين"، يذكر ان "شباب
الثورة" يرفضون المبادرة الخليجية لحل الازمة في اليمن، وقد وضعت دول
الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير،
خطة بالتعاون مع واشنطن والاتحاد الاوروبي تتضمن تشكيل حكومة وحدة
وطنية وتخلي الرئيس صالح عن الحكم لنائبه بعد شهر مقابل منحه حصانة من
الملاحقة القضائية، ثم تنظيم انتخابات رئاسية خلال شهرين، على صعيد اخر،
حذرت القوى الاقتصادية من "تدهور خطير" في الاقتصاد ودعت الى ممارسة
ضغوط اقليمية ودولية من اجل ضمان انتقال السلطة في اليمن، واعتبر اتحاد
الغرف التجارية والصناعية في بيان انه "يجب استخدام جميع وسائل الضغط
بطريقة جدية وحازمة للمساعدة في انتقال السلطة"، واكد ان "العنف اصاب
بالشلل جميع القطاعات الاقتصادية ما اسفر عن ازمة تهدد بكارثة حقيقية"
مشيرا الى "مغادرة الشركات والخبراء الاجانب" اليمن، وقد التقى نائب
الرئيس مؤخراً وفدا من المعارضة البرلمانية واتفق الطرفان على التهدئة
في انتظار اعادة اطلاق العملية السياسية، واطلع منصور هادي الحكومة على
نتائح محادثاته مع المعارضة واحتمالات اخراج البلاد من الازمة، بسحب
وكالة الانباء الرسمية.
بين الجيش والاسلاميين
الى ذلك حول أكثر من 15 ألف يمني فروا من القتال بين الجيش ومسلحين
اسلاميين في محافظة أبين مدارس في مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد الى
مأوى مؤقت للنازحين، وشكا النازحون من أن السلطات لم تمدهم بما يكفي من
الادوية والملابس والاغطية، وينام ما بين 20 و30 نازحا في كل غرفة
دراسية ويأكلون ما تقدمه لهم جمعيات خيرية محلية من أطعمة منها الفول
مع الخبز أو الارز مع السمك أو اللحم وينتظرون الحصول على ملابس بدلا
من التي تركوها وراءهم، وقال نازح يدعى فاضل حسن حسون "تركنا وراءنا كل
ما نملك، تركت منزلي لا أحمل شيئا وخرجت مع أطفالي الاربعة وأمهم"، وفي
احدى المدارس حلت حشايا وأغطية محل مكاتب ومقاعد الدراسة واكتظت الغرف
الدراسية بالكبار بينما كان الصغار يلهون خارجه، ولا يزال الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح غائبا عن البلاد منذ اصابته في هجوم على قصر
الرئاسة في وقت سابق من شهر يونيو حزيران الماضي في خضم احتجاجات
مستمرة منذ شهور على حكمه الممتد منذ ثلاثة عقود، وقال نازح يدعى عبيد
أحمد بمدرسة المنصورة الابتدائية وهي واحدة من عشرات المدارس في
المدينة لجأ اليها نازحون من محافظة أبين التي سقطت عاصمتها زنجبار في
أيدي متشددين اسلاميين الشهر الماضي "هربنا بحياتنا من جحيم القتال"،
وأضاف أحمد قوله عن اليوم الذي فر فيه مع زوجته وأطفاله الثلاثة "هربنا
لا نحمل شيئا نتغطى به". بحسب رويترز.
ويتهم خصوم صالح الرئيس بتسليم زنجبار الى الاسلاميين لتأكيد تهديده
بأن انهاء حكمه نزولا على رغبة المحتجين سوف يعني سيطرة تنظيم القاعدة
على المنطقة، وذكرت السلطات المحلية أنها تجري مسحا للمدارس في عدن
ولحج لتقييم احتياجات النازحين، وجاء منصور صالح الذي يقيم مع أقاربه
في عدن الى مدرسة المنصورة للاطمئنان على اخوته وعائلاتهم الذين لجأوا
الى المدرسة، وحكى صالح عن أول أيام القتال بين قوات الحكومة
والمتشددين الاسلاميين الشهر الماضي، وقال "كان الامر مثل صاعقة نزلت
على رؤوسنا أثناء نومن، استيقظنا على أصوات أعيرة نارية وانفجارات"،
وذكر الجيش اليمني أنه قتل 21 متشددا ينتمون الى تنظيم القاعدة، لكن لا
توجد مؤشرات تذكر على قرب انتهاء القتال، ويعتبر علي أحمد سبيت الذي
يعمل موظفا في الحكومة نفسه سعيد الحظ اذ يملك والده منزلا في عدن أقام
فيه مع أسرته، وكان أحمد واحدا من قلائل تجاسروا على العودة الى زنجبار
لانقاذ ما يمكن انقاذه من محتويات المنازل، وعاد أحمد بجهاز تلفزيون
وجهاز لاستقبال بث القنوات الفضائية، وقال "أصبحت المدينة مخيفة، مدينة
أشباح بدون ماء أو كهرباء وكل شيء مغلق".
مدونة يمنية
بدورها قالت مدونة يمنية انها تقدمت بطلب اللجوء السياسي في السويد
بعدما تلقت تهديدات بالقتل لانتقادها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
ومخاوف من العنف المتزايد في بلاده، وصلت أفراح ناصر (26 عاما) الى
السويد في مايو ايار لحضور ندوة، وقررت البقاء بسبب تصاعد العنف في
اليمن وبعدما تلقت التهديدات، وقالت في مقابلة معها في العاصمة
السويدية "انها مسألة حياة أو موت"، والسويد من البلاد الاكثر انفتاحا
بشكل تقليدي في أوروبا لطالبي اللجوء واللاجئين، وقالت المدونة "تلقيت
رسالة من اشخاص لا أعرفهم على موقع فيسبوك، بانني يجب ان اتوقف"،
واضافت أن اخر رسالة كانت من شخص يقول "نعرف مكان منزلك وسنأتي لقتلك،
وقالت رسالة اخرى "نعرف انك خارج البلاد وننتظر عودتك وسنلقنك درسا عن
كل كلمات عدم الاحترام التي تقولينها عن الرئيس"، ولا يزال صالح في
المملكة العربية السعودية يعالج من جروح أصيب بها في هجوم على قصره في
وقت سابق من شهر يونيو حزيران بعد أشهر من الاحتجاجات المناهضة لحكمه
المستمر منذ ثلاثة عقود. بحسب رويترز.
وقالت أفراح "كل الانباء التي احصل عليها سيئة جد، هذا يبلغني انه
ينبغي ألا أعود في الوقت الراهن"، وزاد الشلل السياسي والصراعات طويلة
الامد مع المتمردين الاسلاميين والانفصاليين ورجال القبائل المتمردين
من المخاوف الغربية والاقليمية من انزلاق اليمن الى الفوضى ومنح
القاعدة معقلا قرب ممرات شحن النفط، وتعمل افراح صحفية ولها 2000 متابع
على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وقالت ان أفراد عائلتها وهم في
اليمن حثوها على التهدئة وحذروها من لفت الانتباه لنفسه، ولكنها قالت
انها ستواصل التدوين من السويد على أمل زيادة الوعي بنضال شعب اليمن،
وقالت "لا استطيع السكوت عندما ارى الفساد أو الظلم في البلاد، حتى
المبدأ البسيط الذي يمد الناس بحرية التعبير لا يمنح ولذا فانني لا
يمكن أن اصمت"، وابدت شعورها بالغموض ازاء مستقبل بلاده، وقالت "كنت
أقول أنه لا يمكن ان تقع حرب أهلية ولكن بسبب كل ما حدث ليس لدي أي
فكرة عما هو ات."
اطراف مؤثرة
من جانبها ومع وجود الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مستشفى
بالسعودية والشكوك التي تكتنف مستقبله في قيادة البلد تتنافس اطراف
مؤثرة اخرى للوصول الى السلطة، وفيما يلي بعض الشخصيات التي يحتمل أن
يكون لها دور في المرحلة التالية لحكم صالح:
1.عائلة الاحمر: ترأس عائلة الاحمر قبيلة حاشد أكبر الاتحادات
القبلية اليمنية نفوذ، وكانت حاشد بقيادة الشيخ عبد الله الاحمر قد
ساعدت صالح على الوصول الى السلطة في السبعينات وساندته قرابة 30 عام،
وبدأ التوتر بين عائلتي الاحمر وصالح بعد وفاة الشيخ عبد الله عام
2007، وأسست عائلة الاحمر حزب الاصلاح الاسلامي الذي كان جزءا من
الائتلاف الحاكم الى أن انفصل عنه وانضم الى المعارضة.
2.صادق الاحمر: تولى الشيخ صادق الاحمر أكبر أبناء الشيخ عبد الله
العشرة زعامة اتحاد حاشد عقب وفاة والده، وكانت قواته التي تضم اللواء
الاول للدبابات في طليعة الهجمات على الموالين للحكومة في العاصمة
صنعاء.
3.حميد الاحمر: حميد رجل أعمال ثري يملك شبكة سبأفون لاتصالات
الهاتف المحمول وقناة سهيل التلفزيونية الفضائية المعارضة وهو أيضا عضو
بارز في حزب الاصلاح، وكانت شبكة سبافون التي يملكها حميد في بداية
موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة توجه رسائل نصية قصيرة بمواعيد
وأماكن المظاهرات، ويتولى حميد ايضا رئاسة مجلس ادارة مصرف سبأ
الاسلامي ويملك حق امتياز مطاعم كنتاكي فرايد تشيكن في اليمن، وكان
أخواه حسين وحمير الاحمر عضوين في الحزب الحاكم ثم استقالا منه بعد
اندلاع الاحتجاجات.
4.اللواء علي محسن الاحمر: اللواء علي محسن قائد عسكري ويرتبط بصالح
بصلة مصاهرة، وانشق اللواء علي محسن في مارس اذار وألقى بثقله وراء
المحتجين وضم معه جزءا من القوات المسلحة الى معسكر المعارضة، وهو لا
ينتمي الى عائلة الاحمر رغم تشابه الاسماء، وبدات علاقة اللواء علي
محسن بصالح تسوء في السنوات الاخيرة بسبب المنافسة بينه وبين أحمد علي
أكبر أبناء الرئيس، وكان كل من أحمد علي وعلي محسن قد أرسل ليقاتل
المتمردين في شمال اليمن وقالت وسائل الاعلام ان القوات التي يقودها كل
من الرجلين خاضت حربا بالوكالة، وتشير برقيات سربت من السفارة
الامريكية في السعودية الى أن الحكومة اليمنية قدمت احداثيات موقع منزل
علي محسن الاحمر للسعوديين ودعتهم لقصفه قائلة انها لقاعدة للمتمردين،
وتصف برقية أخرى مسربة من السفارة الامريكية ومؤرخة في عام 2005 علي
أحمد بأنه " أقوى رجل عسكري في البلاد".
5.تحالف المعارضة: تجمع انتقائي يضم اسلاميين واشتراكيين وشخصيات
قبلية تحت اسم أحزاب الاجتماع المشترك وهو المعارضة الرسمية في اليمن،
وقضى هذا التجمع اسابيع يحاول التوسط في خروج صالح ثم وقع في مايو ايار
اتفاقا صاغه مجلس التعاون الخليجي الذي سعى لانهاء حكم صالح، ووضع
التوقيع أحزاب الاجتماع المشترك في موضع خلاف مع المحتجين في شوارع
اليمن الذين أثار غضبهم تعهد الاتفاق بمنح حصانة للرئيس وامهاله 30
يوما لترك السلطة.
6.ياسن نعمان: نعمان هو الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني
والرئيس الدوري لاحزاب الاجتماع المشترك، وولد نعمان في محافظة لحج
بجنوب اليمن ودرس الاقتصاد بجامعة القاهرة وتولى رئاسة الحكومة في
اليمن الشمالي عام 1986 حتى توحيد شطري اليمن.
7.محمد اليدومي: تولى اليدومي السيطرة على حزب الاصلاح الاسلامي حزب
المعارضة الرئيسي في اليمن بعد وفاة الشيخ عبد الله الاحمر، وحزب
الاصلاح هو القوة الرئيسية وراء تحالف أحزاب المعارضة التقليدية التي
تقود المفاوضات باسم المحتجين مع مجلس التعاون الخليجي.
8.محمد باسندوة: باسندوة مولود في عدن وهو رئيس اللجنة التحضيرية
للحوار الوطني الذي يقوده حميد الاحمر، وكان مرشحا من المعارضة لرئاسة
حكومة مؤقتة في المرحلة السابقة للخطة التي توسطت فيها دول الخليج.
9.أحمد علي صالح: هو أكبر أبناء الرئيس وكان يعتقد على نطاق واسع
أنه سيخلف والده قبل اندلاع الاحتجاجات، وفي محاولة مبكرة لتهدئة
المحتجين تعهد صالح ألا يترك السلطة لابنه الذي يتولى المسؤولية عن
الحرس الجمهوري.
ازمة اقتصادية
من جانب اخر أدى الوضع السياسي المتفاقم في اليمن إلى أزمة في
المشتقات النفطية، التي اختفت من جميع نقاط البيع الحكومية والخاصة، في
مقابل ظهور سوق سوداء لبيع تلك المواد، التي تضاعفت أسعارها بشكل كبير،
وقال المواطن علي صعصعة، القاطن في شارع خولان في العاصمة، صنعاء، حيث
تباع المشتقات النفطية على شاحنات صغيرة تعود "لنافذين يعملون في
معسكرات ويحصلون على مخصصات من مادتي البترول والديزل ويقومون ببيعها
في السوق السوداء"، ويتحدث صعصعة عن "صعوبة الحياة في ظل اختفاء مشتقات
النفط والغاز المنزلي والنتائج المترتبة"قائلا ان الأزمة تفاقمت "خلال
الفترة الأخيرة وجعلت غالبية السكان ينزحون عن هذه المدينة البائسة
وباقي مدن اليمن الى الريف"، وتظهر مركبات نقل على امتداد شارع خولان
الرئيسي محملة بمشتقات النفط واسطوانات الغاز، ويتجمع حولها حشود كبيرة
من المواطنين لإجراء مفاوضات مع أصحابها للحصول على أسعار تناسب
ميزانياتهم، ويصر البائعون على فرض أسعار مرتفعة، ولا يتردد أحدهم في
القول بصوت عالٍ "من لا يريد الشراء عليه المشي راجلاً ولا حاجة له
لركوب السيارات"، وباتت صنعاء أشبه بمدينة للأشباح بعدما كانت تعج
بالحياة، اثر نزوح نحو 30 % من ساكنيها الذين يقدر عددهم بنحول مليون
ونصف المليون نسمة إلى الأرياف، عقب مواجهات شهدتها العاصمة بين القوات
الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والزعيم القبلي صادق الأحمر، وتسبب
ارتفاع أسعار المواد البترولية في ارتفاع حاد في أسعار كل ما يتعلق
بوسائل النقل والمواد الاستهلاكية الأخرى، وأصبح المنظر المألوف في
شوارع صنعاء وباقي المدن اليمنية، التي أصبحت شبه فارغة من الناس، تجول
المسلحين، والميلشيات التابعة لرجال القبائل الذين يحملون أسلحة متنوعة
ويرتدون زيا مدني، وحذر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في
اجتماع رسمي لكبار رجال الدولة "من خطورة انعدام المشتقات النفطية لسد
احتياجات المستهلكين"، وأمر بضرورة "توفيرها حتى لو اقتضي الأمر
استيرادها من الخارج وخاصة للشركات الكبيرة بعدما تعطلت أعمالها". بحسب
يونايتد برس.
ويصدّر اليمن نحو 300 ألف برميل من النفط الخام يوميا، ولديه مصفاة
في عدن بجنوب البلاد وأخرى في مأرب (شمال شرق) لكنهما لا تفيان
بالاحتياجات المحلية، واختفت اسطوانة الغاز المنزلي في البدء ووصل
سعرها إلى خمسة أضعاف سعرها الرسمي البالغ 1500 ريال، أي ما يعادل نحو
7 دولارات، ليصل إلى خمسة ألاف ريال، أي أكثر من 25 دولار، واختفت مادة
البترول، ثم تبعتها بها مادة الديزل، الهامة للمزارعين وأصبح مشهد
المركبات المنتظمة بالمئات على طول الشوارع أمام محطات الوقود منظرا
يوميا اعتياديا في صنعاء، وباقي المدن اليمنية في رحلة البحث عن تلك
المواد، واتهمت الحكومة اليمنية أحزاب "اللقاء المشترك" بافتعال هذه
الأزمة، وبقطع الطرق، وتفجير أنابيب النفط في محافظة مأرب للتضييق على
النظام والتعجيل برحيله، ورفضت أحزاب المعارضة الاتهام الحكومي واعتبرت
ان "انعدام مادتي البنزين، والغاز وتصاعد وتيرة انقطاع الكهرباء
المبرمج هي أزمات يفتعلها النظام ويحاول استغلالها بهدف ابتزاز
المواطنين وحرمان غالبيتهم منها"، وعبرت المعارضة عن إدانتها لهذه
التصرفات واستمرار الرئيس صالح، ونظامه في اختلاق الأزمات، وتضليل
الرأي العام بشأن أسبابها، والمتسببين فيها وتوجيه الاتهامات للآخرين،
ويعزو خبراء اقتصاديون أزمة الوقود في اليمن إلى تراجع إنتاج البلاد من
النفط الخام بشكل كبير بعد تفجير أنبوب النفط اثر خلاف بين بعض رجال
قبائل من محافظة مأرب مع السلطة، وقامت الحكومة اليمنية بوضع حلول
مؤقتة كشراء مادتي البترول والديزل من الدول المجاورة كسلطنة عمان
والسعودية التي منحت اليمن نحو 3 مليون طن من البترول، وأعلنت الحكومة
كأجراء مؤقت انها ستوزع اسطوانات الغاز عن طريق "عُقّال الحارات "في
العاصمة صنعاء لسد احتياجات المستهلكين لكنها خطوة لم تنفذ بشكل دقيق.
وأكدت قرارات حكومية على ضرورة تعبئة كميات محددة من الوقود في
المحطات، فيما قامت بعض المحطات الحكومية والخاصة ببيع كميات محدودة
لأصحاب السيارات، وقال نبيل الباشا، احد المترددين على تلك المحطات،
إنه لم يسمح له بتعبئة أكثر من 20 لترا في أي من المحطات التي توجه
إليها لشراء حاجته من الوقود، وارتفع سعر صفيحة البنزين، سعة 20 ليترا،
في السوق السوداء الى نحو 50 دولاراً في حين أن سعرها الرسمي لا يزيد
عن 7 دولارات، وتضطر شريحة واسعة لشرائها لان غالبية أعمالهم تعتمد على
شراء تلك المادة المهمة، وعن الأماكن التي يتم إحضار هذه المواد منها
أكد احد البائعين رافضا ذكر اسمه "انه يتم جلبها من محافظة مأرب عبر
طرق وعرة بسبب انقطاع الطرق الرسمية، ومنع دخول السيارات والناس إلى
مدينة صنعاء"، ويقول بائع آخر أنه يجلب بضاعته من محافظة الحديدة
وبالطريقة نفسها، بينما قال ثالث أنه يحضرها من محافظة شبوة ويقوم بدفع
رشاوى في الحواجز العسكرية حتى دخوله لصنعاء، وقال المواطن صادق
المهدي، أن بعض مواد الوقود تكون مخلوطة بنسب متفاوتة بالماء، وكثيرا
ما تحدث مشاحنات بسبب ذلك بين البائعين والمشترين، وقالت منى العاقل إن
"سائقي سيارات الأجرة قاموا برفع الأسعار إلى الضعف رغم قلة الازدحام
التي كانوا يتعللون بها في السابق"، ولم تتوقف النتائج المترتبة على
اختفاء هذه المواد الأساسية عند هذا الحد، بل تشعبت بعد أن أغلقت أبواب
عدد من المخابز في معظم المحافظات اليمنية لعدم توفر مادة الديزل، وقام
بعض أصحاب المخابز برفع سعر الرغيف أو تقليص حجمه لمواجهة ارتفاع سعر
هذه المادة التي يتزودون بها من الأسواق السوداء، وانقطعت خدمة المياه
العمومية عن كثير من الأحياء والمنازل في الوقت الذي ارتفعت فيه قيمة
شراء الماء عبر الصهاريج إلى خمسة أضعاف سعرها المعتاد بسبب اعتماد ها
على مادة الديزل، وانتشرت ظاهرة تجول النساء والأطفال في الشوارع وهم
يحملون صفائح لتعبئة المياه من الأماكن العمومية أو المساجد أو محطات
المياه المختلفة، وارتفعت أسعار المنتجات الغذائية أو اختفت من الأسواق
بسبب هذه الأزمة، وزادت أسعار الخضروات والفواكه ولكن بنسب ضئيلة نتيجة
لقلة الإقبال عليها، بالمقابل ارتفعت بعض أسعار المواد الأساسية الدقيق
والسكر والأرز وغيره، كما ارتفعت أسعار الأطعمة والمأكولات المختلفة في
عدد كبير من المطاعم. |