إسرائيل تطرف سياسي وغلو ديني

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: كثيرة هي الالقاب التي يطلقونها على انفسهم  ومنها "شعب الله المختار" و"احباب الله" و"الصفوة" وهم بهذا يمتاز عن غيرهم من الاجناس التي خلقها الله (عز وجل)، كما ويحسبون ان كل شيء فيهم مختلف عن الاخرين وما سواهم اقل منهم مرتبة وشأن، ومن هذا المنطلق جاء ايمانهم المكتسب من التورات "المحرفة" على يد رهبانهم وحاخاماتهم بأنهم الشعب الاوحد الذي سترجع اليه مقاليد الامور وسيتبع له الجميع في نهاية المطاف، لكن بعد ان يقضوا على اعدائهم من العرب والمسلمين وهم من يمثل في وجة نظرهم الخطر الاكبر الذي يهدد بني اسرائيل ويومهم الموعود، لذ تجد ان كل اعمال التطرف والتعصب لديهم مبررة، وكل اعمالهم الاجرامية وتدميرهم وقتلهم للشعب الفلسطيني مباح ومبارك، فهم شعب مريض في وجدانه ويعاني من عقدة الـ"انا".

الهجمات النووية

فقد تحصن زعماء اسرائيليون في مخبأ جديد تحت الارض محصن ضد الهجمات النووية مؤخراً في اطار مناورات سنوية في أنحاء البلاد للاستعداد لحرب صاروخية محتملة مع ايران وسوريا والجماعات اللبنانية والفلسطينية المتحالفة معهم، وقال مسؤولون انها المرة الاولى التي تختبر فيها الحكومة الامنية المصغرة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المخبأ العميق الذي جرى حفره عند سفح تلال بالقدس الغربية على مدى العقد المنصرم وأطلقت وسائل اعلام محلية عليه اسم "نفق الامة"، وتجري اسرائيل بشكل متزايد تدريبات واسعة على الدفاع المدني منذ حرب لبنان عام 2006 والتي أطلق خلالها مقاتلو حزب الله الاف الصواريخ قصيرة المدى على بلدات شمال اسرائيل، وحدثت هجمات مماثلة من حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الى الجنوب من اسرائيل ويقول مسؤولون اسرائيليون ان أي حرب ربما تندلع في المستقبل قد تشمل هجمات صاروخية غير تقليدية من سوريا وايران، وقال ماتان فيلنائي وزيرالدفاع المدني "انه تصور بعيد بالطبع". بحسب رويترز.

وأطلق على التدريبات "نقطة التحول 5" والتي تتصور قصفا كثيفا وسقوط الاف القتلى والجرحى في عدد من الجبهات الاسرائيلية، وصرح لراديو الجيش "نفترض أن أعداءنا لن يجرؤوا على التصرف بهذه الطريقة، نظرا لقوة الردع لدينا"، وقصفت اسرائيل "التي يفترض أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط" مفاعلا نوويا عراقيا عام 1981 في اطار ما تصفه بسياسة منع الاعداء من امتلاك وسائل للتهديد بتدميره، وشنت اسرائيل هجوما مماثلا ضد منشأة سورية عام 2007 لكن تهديداتها المستترة بمهاجمة مواقع تخصيب اليورانيوم الايرانية المحصنة والنائية كثيرا ما كانت توصف بأنها مجرد تهديد نظرا للصعوبات التي تواجه هذه العملية، وتقول قوى عالمية انها تفضل التوصل الى حل من خلال التفاوض مع ايران التي تنفي السعي لامتلاك اسلحة نووية، ودفع الكشف عن وجود مثل هذ المخبأ الحصين في القدس بعض الاسرائيليين الى التساؤل عما اذا كانت بلادهم التي تطور أيضا درعا صاروخية تتخذ موقفا أكثر ميلا الى الدفاع تجاه التهديدات النووية المحتملة، ويقول مسؤولون ان توفير ملاذ امن سري يمكن للزعماء الاسرائيليين الرد منه على الهجمات من شأنه في حد ذاته أن يمنع أو على الاقل يحتوي أي حرب في المستقبل، وقال فيلنائي "أصبحت اسرائيل أخيرا تمتلك مكانا ملائما يمكن من خلاله العمل أثناء الطواريء".

صهينة مناهج التعليم

من جهتهما اتهم خبيران فلسطينيان في شؤون التعليم المؤسسات التربوية الاسرائيلية بالعمل على "صهينة" المناهج التربوية العربية التي تدرس للتلاميذ الفلسطينيين والعمل على منعهم من تعلم التاريخ الفلسطيني، ويلزم التلاميذ العرب الاسرائيليون بتعلم المناهج الاسرائيلية مثل تاريخ الامة اليهودية، وباتوا اخيرا ملزمين بتقديم امتحان في موضوع "المحرقة" ضمن مادة التاريخ للثانوية العامة، كما تمنعهم من دراسة مواد عن التاريخ الفلسطيني والشعر الفلسطيني والنكبة الفلسطينية، وتقول هالة اسبنيولي رئيسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي ان وزارة المعارف الاسرائيلية تقوم "بصهينة المناهج التعليمية العربية"، وتتبع لجنة متابعة قضايا التعليم العربي لجنة المتابعة العربية التي تعنى بشؤون العرب داخل اسرائيل، وقالت هالة اسبنيولي "يمنع العرب من معرفة تاريخهم في حين يلزمون بتعلم التاريخ اليهودي وتاريخ الصهيونية والمحرقة ودراسة الشعراء الصهيونيين والاسرائيليين"، واضافت ان "الهولوكوست (المحرقة) كانت تدرس طوال الوقت ضمن تاريخ الصهيونية، لكن الجديد انها اصبحت مادة الزامية ضمن امتحان التاريخ للثانوية العامة"، وقالت "نحاول من جهتها ان نجد طرقا بديلة بفرض برنامجنا، ولقد نشرنا كتابا تحت عنوان "الهوية" نتحدث فيه عن مناسباتنا الوطنية، واسماء قرانا ومدننا بالعربية ونسرد فيه قصة النكبة والحكم العسكري، واسماء شعرائنا وادبائن، وتقدمنا بالكتاب لوزارة المعارف ولم نحصل على جواب بعد"، واضافت "ان الوزارة لا تقبل تدريس تاريخنا او مناسباتنا او شعرائنا، ولذا نحن ندرسها بطريقة غير رسمية، ولكن قسما كبيرا من المعلمين يخافون من تدريسها، ولذلك نحن نطالب بتغيير المناهج من الاساس". بحسب فرانس برس.

واضافت "نحن نتعلم في المدارس عن شعراء الصهيونية مثل الشاعر نحمان بيالك وتشرنخوفسكي ولكننا لا ندرس عن محمود درويش او سميح القاسم او توفيق زياد"، واكدت اسبنيولي "ليس لدينا مانع ان ندرس المحرقة لانه حدث انساني، لكن المشكلة بالمقابل انهم يسنون قوانين تمنعنا من تعلم تاريخنا ومن احياء نكبتنا، ويوما بعد يوم يزدادون عنصرية وعداء للعرب"، وصدرت عدة كتب باللغة العربية عن "الهولوكوست" ونظمت دورات تكميلية للمعلمين العرب بالتعاون مع مؤسسة متحف "ياد فاشيم" المخصص للمحرقة، في السنة الماضية، وقالت اسبنيولي ان جهاز الشاباك الاسرائيلي (الامن الداخلي) "مسؤول عن تعيين المعلمين، والوزارة مسؤولة عن المناهج لصهينة المجتمع العربي"، واحيت اسرائيل مؤخراً ذكرى المحرقة التي قضى فيها ستة ملايين يهودي في الحرب العالمية الثانية، وتوقف الاسرائيليون دقيقتي صمت بينما علت صفارات الانذار في الساعة العاشرة صباح، وصادقت الكنيست الاسرائيلية في 22 اذار/مارس الماضي على قانون حظر احياء ذكرى "النكبة" التي تحل في منتصف ايار/مايو من كل عام، ويخول هذا القانون وزير المالية بخفض التمويل او الدعم الذي يمنح للمؤسسات التي تتلقى تمويلا حكوميا في حال قيام المؤسسة بنشاط يعارض تعريف دولة اسرائيل كدولة "يهودية وديمقراطية" او بنشاط يعتبر يوم "استقلال اسرائيل يوم حداد"، وقال ايمن اغبارية الاستاذ المحاضر في جامعة حيفا والباحث في السياسات التربوية "ان مضامين المناهج المدرسية للعرب صهيونية منذ قيام الدولة العبرية".

واضاف اغبارية " لا تقوم هذه المناهج على تغييب الرواية الفلسطينية فقط، بل تعمل ايضا على ان يقبل الفلسطيني بدونيته وهامشيته كحل اخلاقي، في ربط وجوده كمواطن عربي داخل دولة اسرائيل"، واكد اغبارية "ان العرب لا يشاركون في انتاج وصناعة المناهج، والتمثيل العربي محدود وهو اجرائي فقط، وليس على مستوى وضع السياسات واتخاذ القرار، حتى ان نقاش موضوع مناهج المدارس العربية يتم باللغة العبرية"، ومضى يقول وهناك قضية ثانية ونحن كعرب نشارك فيها، وهي اختزال تاريخ وجود الشعب الفلسطيني بالنكبة، والجدل مع السلطات الاسرائيلية هو هل حدثت النكبة ام لم تحدث، لا يجوز اختزال وجود الشعب الفلسطيني الحضاري والثقافي بالنكبة او يوم النكبة فقط"، واشار الى "ان المناهج الاسرائيلية تقوم على تكريس التفرقة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين والدروز، وعلينا كفلسطينيين وعرب ان نعمل على جعل مناهجنا تتحدث عن الهوية الاجتماعية، بمعنى اننا مجتمع متنوع الثقافات والاديان، وعلينا دراسة هذه الاديان وهذا التنوع"، واكد اغبارية "ان اسرائيل معنية بهذا التجهيل والتقسيم، وعلينا كفلسطينيين المشاركة في انتاج المناهج لانها تخص اولادنا ومجتمعنا"، ويشكل العرب 20% من سكان اسرائيل وهم احفاد الفلسطينيين الذين بقوا في ديارهم ولم ينزحوا خلال حرب 1948 وبعد قيام اسرائيل.

اعتقال حاخام متطرف

الى ذلك أثار اعتقال الشرطة الإسرائيلية الحاخام المتطرف دوف ليئور من مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية بشبهة التحريض على قتل العرب، غضبا واسعا في صفوف اليمين المتطرف الإسرائيلي وخصوصا بين المستوطنين المتطرفين، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة اعتقلت ليئور على أثر تأييده لكتاب بعنوان "نظرية الملك" الذي يدعو لقتل غير اليهود وخصوصا الفلسطينيين، والذي صدر قبل عام ونصف، وبعد رفض الحاخام المثول في مركز للشرطة للتحقيق، وكانت الشرطة الإسرائيلية فتحت تحقيقا عقب صدور الكتاب العنصري واعتقلت مؤلفه الحاخام يتسحاق شابيرا من مستوطنة "يتسهار" التي تعتبر أحد معاقل غلاة المتطرفين بين المستوطنين، لكن الشرطة أخلت سبيله بعد تحقيق معه، واستدعت الشرطة ثلاثة حاخامات للتحقيق بسبب موافقتهم وتأييدهم لمضمون الكتاب، إلا أن ليئور والحاخام يعقوب يوسف رفضا المثول في مركز للشرطة للتحقيق بينما تم التحقيق مع الحاخام يوسف غينزبورغ، واعتقلت الشرطة ليئور وهو حاخام مستوطنة "كريات أربع"، ما يعني أنه يتقاضى راتبا من الخزينة الإسرائيلية العامة. بحسب يونايتد برس.

ويعتبر أحد كبار الحاخامات الذين يدعون إلى رفض الأوامر العسكرية المتعلقة بإخلاء مستوطنات، وكان ليئور قال سابقا إن "التوراة فوق القانون" وأنه لا يجوز التحقيق مع حاخام بسبب نشر كتاب عن التوراة رغم أنه يحرض على القتل، وقال عضو الكنيست ميخائيل بن أري اليميني المتطرف والذي يدعو إلى طرد الفلسطينيين من البلاد تعقيبا على اعتقال ليئور انه "يجب إقالة وزير الأمن الداخلي (الإسرائيلي يتسحاق أهارونوفيتش)، والشرطة تتعامل مع قادة عرب بقفازات من حرير، وهنا تهين أحد كبار إسرائيل"، واعتبر رئيس مجلس المستوطنات داني دايان أن "اعتقال الحاخام ليئور هو عمل لا يقبله العقل ويشكل مسا خطيرا بالمبادئ الأساسية لحرية التعبير عن الرأي، وعلى الشرطة إعادة الحاخام ليئور إلى بيته فورا والاعتذار أمامه على الاعتقال المخزي"، كذلك ندد حاخامات من "طاقم إنقاذ الشعب والبلاد" اليميني المتطرف باعتقال ليئور واعتبروه "تجاوزا لكافة الخطوط الحمراء وجريمة لا يمكن التكفير عنها"، وكان أعضاء الكنيست من كتلة "الوحدة القومية" حزبي شاس ويهدوت هتوراة طرحوا مشروع قانون بات يعرف باسم "قانون الحاخام ليئور" وينص على منح حصانة للحاخامات من المسؤولية الجنائية عندما يحرضون ضد العرب أو اليهود اليساريين، ما يعني وضع هؤلاء الحاخامات فوق القانون.

تعليقات معادية للاسلام

على صعيد اخر ذكرت صحيفة اسرائيلية مؤخراً ان أحد أبناء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تعليقات مناهضة للاسلام بصفحته على موقع الفيسبوك، وقالت صحيفة هاارتس ان يائير نتنياهو وهو جندي في الجيش الاسرائيلي كتب بعد مقتل عائلة يهودية في مارس اذار في الضفة الغربية المحتلة ان "الارهاب له دين وهو الاسلام"، واتهم رجلان فلسطينيان في وقت لاحق بقتل الزوجين الشابين وأطفالهما الثلاثة، وقالت هاارتس ان التعليقات حُذفت بعدما تحرت عنها ولم تعد مرئية على صفحة يائير نتنياهو على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، ولم ينف دافيد شيمرون وهو محام لعائلة نتنياهو التقرير لكن وصفه بأنه "استخدام سخيف وسيء الظن لتعليقات مراهق"، وقال شيمرون ايضا ان ابن نتنياهو "عبر عن نفسه في منتدى افتراضي غير رسمي" وانه "يحترم كل الناس وانه مستعد للعيش في سلام في اسرائيل مع اناس من كل الهويات"، ومن بين التعليقات الاخرى التي قيل ان يائير نتنياهو نشرها قوله ان الفلسطينيين "ليس لهم أرض، هذا جزء من اسرائيل، لم توجد دولة فلسطينية في التاريخ على الاطلاق"، وقال ايضا "ليس كل المسلمين ارهابيون لكن كل الارهابيين مسلمون"، ويقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي نفسه على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وغالبا ما يستخدم صفحة خاصة على الفيسبوك وعلى موقع يوتيوب لتوصيل رسالته السياسية. بحسب رويترز.

من جهة اخرى اعلن متحدث باسم الحركة الاسلامية في اسرائيل اعتقال رئيس الحركة الشيخ رائد صلاح في لندن خلال جولة كان يقوم بها في بريطاني، وقال الشيخ عزام الخطيب ان صلاح "اعتقل في لندن وما زال في السجن، ولا نعلم ان كان سيتم ترحيله الا اننا نتوقع اخبارا من محاميه اليوم"، واضاف الخطيب ان سبب احتجاز الشيخ صلاح ما زال غير واضحا الا انه القى باللوم على "اللوبي الصهيوني في بريطانيا" الذي مارس ضغوطا على الشرطة لاعتقال صلاح، واشارت الاذاعة الاسرائيلية العامة الى ان صلاح اعتقل بسبب اطلاقه تصريحات معادية للسامية بشكل علني، وخرج صلاح من السجن في كانون اول/ديسمبر 2010 بعد قضائه خمسة اشهر بتهمة البصق على الشرطة الاسرائيلية خلال احد التظاهرات، واعتقل الشيخ صلاح عدة مرات خصوصا بعد مشاركته في 31 من ايار/مايو في اسطول المساعدات الدولية المتجه الى قطاع غزة، وتخضع الحركة الاسلامية في اسرائيل للرقابة الصارمة مع انها منظمة قانونية وذلك للاشتباه بصلتها مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ومع حركات اسلامية اخرى في العالم، ويشكل عرب اسرائيل حوالي 20% من سكان اسرائيل ويصل عددهم الى اكثر من 1،3 مليون شخص وهم ينحدرون من اصل 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948، ويعاني العرب في اسرائيل من التمييز ضدهم في فرص العمل والسكن في البلدات اليهودية.

تراجع معاداة السامية

في سياق متصل قال تقرير سنوي تعده جامعة إسرائيلية، إن عدد الحوادث المعادية للسامية تراجع بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في عام 2010 عن الذروة التي بلغها في 2009، غير أنه ما يزال أعلى مما كان عليه قبل عقد من الزمن، ووفقا للتقرير الذي صدر عن معهد ستيفن روث لدراسات معاداة السامية والعنصرية في جامعة تل أبيب، لمناسبة ذكرى "الهولوكوست،" فإن النزعة المعادية للسامية بدأت تأخذ منحى متزايدا قبل أكثر من 10 سنوات، وأظهر التقرير انخفاضا كبيرا في حوادث العنف الجسدي والتهديدات المباشرة وأعمال التخريب الرئيسية بنسبة 46 في المائة، من 1129 حادثا في 2009، إلى 614 في عام 2010، ورغم أن الرقم يمثل انخفاضا، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن 614 حادثا هو ثالث أعلى رقم رصدته الإحصاءات في جميع أنحاء العالم منذ بدأ التوثيق لتلك الحوادث في أواخر الثمانينيات، وتعزى ذروة معاداة السامية في عام 2009 إلى الاجتياح الاسرائيلي لقطاع غزة في أوائل العام ذاته، والذي قال مؤلفو التقرير إنه أثارت موجة من العنف ضد اليهود، مضيفين "وبما أن الخلط في كثير من الأحيان بين اليهود والإسرائيليين واعتبارهم شيئا واحدا شائع في الشرق الأوسط فإن الجماعات المعادية لليهود ترتكب أنشطة عدائية ضدهم". بحسب السي ان ان.

وفي عام 2010، وقع أكبر عدد من الحوادث العنيفة في كل من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، وقال التقرير إن الدول الثلاث شهدت 60 في المائة من مجمل الحوادث في جميع أنحاء العالم، وأعرب التقرير عن القلق إزاء "عدد لا يحصى من المناظرات والخطب والمقالات الصحفية المعادية للسامية، وخصوصا في الكتابات على شبكة الانترنت، إذ كانت المواضيع الرئيسية هي، اليهود، والصهيونية، وربطهما بنظرية المؤامرة، ونزع الشرعية عن إسرائيل بشكل رئيسي من خلال مقارنتها بألمانيا النازية، واعتبارها دولة فصل عنصري"، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية "السؤال المهم الذي يجب أن يطرح اليوم هو، هل تعلمنا من دروس المحرقة في العالم؟ أسفنا كبير لأن الجواب هو لا"، وأضاف أن "نزعة متجددة من معاداة السامية بدأت تنتشر، هناك عدة قوى تنضم معا وتغرق العالم بمعاداة السامية، وكراهية اليهود، وإنكار وجودهم، نزعات تحولت الى كراهية الدولة اليهودية، وإنكار من وجودها".

سكان اسرائيل

من جهة اخرى اعلن مكتب الاحصاء المركزي ان عدد سكان اسرائيل فاق 7،7 ملايين نسمة معظمهم ولدوا في الدولة العبرية فيما تستعد اسرائيل لاحياء الذكرى الثالثة والستين لقيامه، وقال مكتب الاحصاء في بيان ان "عدد سكان اسرائيل بلغ 7746000" عشية ذكرى اعلان اسرائيل لافتا الى ان اسرائيل كانت تعد 806 الاف نسمة فقط عند تاسيسها في 1948، واضاف ان 75،3% من شعب اسرائيل هم يهود فيما تشكل الاقلية العربية 20،5% والمهاجرون غير اليهود واولادهم 4،2%، ويحتسب مكتب الاحصاء ضمن سكان اسرائيل، ال270 الف فلسطيني المقيمين في القدس الشرقية التي ضمتها احتلتها اسرائيل وضمتها عام 1967، كما يحتسب ايضا السكان الدروز في هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل ايضا عام 1967 وضمتها في 1981 والبالغ عددهم 18 الف نسمة، وسكان اسرائيل يعدون حاليا غالبية ولدت داخل الدولة العبرية تشكل 70% من الاسرائيليين، وحوالى نصفهم من الجيل الثاني كما اضاف مكتب الاحصاء، وتظهر هذه الارقام ايضا ان ست مدن اسرائيلية اصبحت تعد الان اكثر من 200 الف نسمة وهي، القدس وتل ابيب وحيفا وريشون لتسيون واشدود وبتاح تكف، وبدأ الاسرائيليون احياء ذكرى اعلان دولة اسرائيل باطلاق الاسهم النارية والتجمع في شوارع ابرز المدن للاحتفال، ونظم الاحتفال الرسمي بذكرى اعلان دولة اسرائيل في 14 ايار/مايو 1948، ويحيي الاسرائيليون الذكرى بحسب التقويم العبري ويصادف تاريخ الاعلان هذه السنة في 10 ايار/مايو، وفي المقابل يحيي الفلسطينيون في 15 ايار/مايو ذكرى النكبة التي تسببت بتهجير مئات الاف الفلسطينيين. بحسب فرانس برس.

بسبب ذكر الله

بدوره يخوض الجيش الاسرائيلي معركة علنية حول ما اذا كان ينبغي أن يذكر اسم الله في طقوس لاحياء ذكرى الجنود الذين قتلو، وضراوة النقاش الذي تطرق إلى محور انقسام اليهود بين العلمانيين والمتدينين في إسرائيل دفعت إلى تدخل لجنة برلمانية مؤخراً طالبت حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المنقسمة بالبت في القضية، وكان الخلاف بشأن ما اذا كانت الصلاة العبرية لاحياء الذكرى (يذكر) يجب أن تبدأ في مراسم عسكرية بعبارة "لعل الله يذكر" أو "لعل شعب اسرائيل يذكر"، وتدعو سياسة الجيش الى النص الذي يذكر الله ولكن التنفيذ متفاوت في اشارة واضحة لمشاعر الاغلبية العلمانية للدولة اليهودية، وكانت تقارير وسائل الاعلام التي افادت بأن رئيس الاركان الاسرائيلي الجديد اللفتنانت جنرال بيني جانز انحاز الى صف رجال الدين الذين أصروا على استخدام عبارة "لعل الله يذكر" أثارت شكاوى من أن الجيش أصبح متعصبا للغاية. بحسب رويترز.

وقال ايلان جيلون النائب اليساري "سيصبح جيش الشعب شيئا فشيئا جيش الله"، والخدمة العسكرية الزامية في إسرائيل للرجال والنساء اليهود الذين بلغوا 18 عام، ومع أن الغالبية العظمى من الجنود غير متدينين فان عددا متزايدا من كبار الضباط من اليهود المتدينين، واتهم المشرع اينات ويلف المنتمي لحزب الاستقلال بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك مسؤلين عسكريين في اجتماع للبرلمان "بافساد توازن دقيق" بين المطالب المتضاربة للاسرائيليين المتدينين والعلمانيين، وحث بعض المشرعين المتدينين من احزاب ائتلاف نتنياهو الى التوصل لحل وسط مثل الجمع بين النصوص الدينية والعلمانية في الصلاة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/تموز/2011 - 10/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م