
شبكة النبأ: تؤكد الخلافات بين الشعوب
وقادة دول الشرق الأوسط عن وجود قضايا صعبة وشائكة لم تحسم بعد، فمعظم
الشعوب العربية باتت تتهم القادة بالاستيلاء على حقوق المواطنين
ابتدائا من الحقوق الديمقراطية وصولا الى الحالة الاقتصادية، فمعظم
الدول العربية تواجه تحديات هائلة وهي تبعث قلقا متناميا عن نشأت فكرة
التقسيم وتطبيقها، فهناك انعدام في قطاع الرعاية الصحية والخدمية
ويرى محللون سياسيون أن الأمن مثير للقلق، فان أغلب الشعوب العربية
تعاني من الفقر الشديد، ومن أعلى معدل الوفيات وأدنى معدلات الالتحاق
بالمدارس الابتدائية. كما أن الكثير من المواطنين يعيشون في ظل الفقر
وهناك مخاوف تتعلق بشأن القادة، فإن معظمهم يمارسون سياسة الإقصاء
والتهميش.
وفي مطلع العام الحالي لم يستوعب المواطن العربي بعد صدمة وهول
تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ بدءاً من السودان. وللتذكير فقد بدأ عام
2011 بالاستفتاء على انفصال جنوب السودان، ثم تلا ذلك تفجر تسونامي
الثورات العربية المستمرة. وقد ودع العالم العربي إلى الأبد السودان
بصفته أكبر دولة عربية مساحة سابقاً، ليصبح سودانَين.
وفي مطلع هذا العام أيضاً لم يكن نظام مبارك في مصر قد سقط بعد، ولم
يكن القذافي قد حوصر، ولم ينخرط بعد الناتو والثوار في حرب التحرير
لإنهاء حكم أطول حاكم عربي معاصر فترة زمنية. وكذلك أيضاً لم يكن قد
بدأ يتهاوى حكم ثالث أطول حاكم عربي وهو الرئيس اليمني، الذي تحولت
بلاده إلى واحدة من الدول التي تهدد كيانها وجيرانها. وقد تعرض لمحاولة
اغتيال إلى اليوم لم تتضح تفاصيلها. ولكنه ظهر قبل أيام ليدحض الإشاعات
عن وفاته أو شلله، ليظهر محروق الوجه، مضمد اليدين، على رغم ثماني
عمليات، مبقيّاً على تحديه وحديثه عن الشراكة والحوار، وهو في ظروف
صحية صعبة، ليرد عليه الشعب اليمني فيما سمي جمعة رفض الوصاية.
دعت هذه الحالة اجندات دولية وشركات عالمية اتبعت الولايات طريقة
بريطانيا الشهيرة فَرِّق تَسُدْ" لضعضعة الكتل السياسية القائمة في
منطقة الشرق الأوسط خاصة الدول العربية وتفكيكها ثم تفتيتها تفاديا
لصعوبة كسر حزمة فروع الشجرة ولسهولة كسر أي فرع مفرد علي حدة، وقد بدأ
ذلك ومباشرة بعد قليل من قيام جامعة الدول العربية في عام 1945 تكونت
يومها من سبع دول عندما صدر قرار تقسيم فلسطين علي أساس ديني إلي
دولتين: عربية تضم مسلمي ومسيحيي فلسطين) ويهودية في عام 1947 والذي
أصبح واقعا معترفا به دوليا منذ 15 مايو 1948.
وتتبع الولايات المتحدة مصائر شعوب الدول العربية في الماضي والحاضر
وربما المستقبل طريقة، فبعد تقسيم فلسطين الى دولتين علي أساس عقائدي
هاهي تسعى الآن إلي تقسيم العراق بعد احتلاله وتمزيقه إلي ثلاث دول أو
دويلات أو كيانات أيضا علي أساس عرقي ـ عقائدي ، ثم فرضت علي الحكومة
السودانية إتفاقية ماشاكوس المبرمة بينها وبين حركة التمرد في جنوب
السودان وهذا مانجح به..هذا إذا لم تنفصل دارفور هي الأخري ثم منطقة
شرق السودان ليتفتت القطر العربي إلى أربع كيانات منفصلة قبل إكتمال
العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
ولأن مخابرات دولية وشركات كبرى تسعى إلي إعادة صياغة المنطقة
العربية بطريقة تجزيء المجزأ، كما هناك السعودية التي هي الأخرى مرشحة
للتقسيم فأنها دولة تمول الإرهاب وقد وضعت على خريطة التقسيم كما يرى
محللون سياسيون تقسم ضمن الدول المراد تقسيمها إلي ثلاثة دول: شرقية
بترولية الإحساء ووسطي رعوية نجد وغربية دينية الحجاز حيث الأماكن
المقدسة في مكة والمدينة وقد مهدت لذلك بتقرير يتهم المملكة بأنها بؤرة
للشر وقاعدة خلفية للإرهاب تكن العداء للولايات المتحدة وتخطط وتمول
العمليات الإرهابية ولذلك فجزاؤها هو السيطرة علي منابع بترولها وتجميد
أرصدتها في الخارج
ولقد بلغ إنتاج العالم من البترول مؤخراً نحو 3.5 مليار طن جاءت
السعودية في المركز الأول (12%) فالولايات المتحدة (10%) فإيران في
المركز الرابع فالعراق في المركز الخامس وقد أنتجت دول الخليج العربي
وحدها: السعودية وإيران والعراق والإمارات والكويت وعُمان نحو 28% من
هذا الإنتاج العالمي.
أما عن الاحتياطي العالمي فقد بلغ 140.4 مليار طن تمتلك السعودية
وحدها 26% منه تليها العراق 15% فالكويت 9.4% فالإمارات 9% فإيران 8.8%
وتحوى أراضى هذه الدول مجتمعة 63.5% من احتياطي البترول العالمي في حين
تمتلك الولايات المتحدة أقل من 2.5% !! أما الاستهلاك العالمي من
البترول فقد بلغ 3.5 مليار طن استهلكت الولايات المتحدة وحدها منه نحو
26% تليها اليابان 7.5% وإذا أضفنا إليهما كل من ألمانيا وفرنسا
وإيطاليا وكندا وبريطانيا فإن استهلاك هذه الدول الصناعية السبع بلغ
47% من الاستهلاك العالمي.
وبعدما تصاعدت حدة الأزمة السياسية بين السعودية والولايات المتحدة
كشفت مصادر دبلوماسية في واشنطن النقاب عن وجود خطة أمريكية تهدف إلى
تقسيم السعودية ودعم المعارضة المناوئة لنظام الحكم في الرياض، وها نحن
نري السعودية اليوم وقد انتشرت الأحداث الإرهابية في بعض مدنها.
وقد تقدم ماكس سينجر مؤسس معهد هدسون بخطة للمسئولين بوزارة الدفاع
الأمريكية تتلخص في تقسيم المملكة العربية وإقامة جمهورية إسلامية شرق
البلاد مهددا بأن واشنطن سوف تقوم بوضع الخطة موضع التنفيذ إذا لم تقم
الحكومة السعودية بوقف ما أسماه بتمويل المدارس التي تتولى تعليم وزرع
الكراهية ضد أمريكا المدارس الدينية
ولقد أقر مجلس النواب الأمريكي مؤخرا بعد تصديق الرئيس الأمريكي
عليه مشروع قانون محاسبة سوريا وهو القانون الذي يفرض علي دمشق عقوبات
اقتصادية ودبلوماسية، ويدعو إلى فرض حظر علي بيع السلاح والمواد غير
الإنسانية والمواد ذات الاستخدام المزدوج (المدني والعسكري) إليها،
ويمنع طائراتها من الهبوط في الأراضي الأمريكية أو التحليق فوقها...
كما يمنع تقديم مساعدة مالية إلى أية مشروعات تنموية تقام في سوريا ،
وينص على تقليص التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في دمشق، ويفرض قيوداً على
تنقل الدبلوماسيين السوريين في الولايات المتحدة..
ويرى محللون سياسيون حتى لو كانت تغييرات تاريخية غير حاسمة إلا أن
من شأنها أن تؤسس لما بعدها، على كل حال، من كسر لحاجز الخوف وتحرر
الناس وإزاحة بعض الطغاة، على رغم مخاوف التقسيم والتجزئة، حيث أصبح
السودان سودانين وليبيا ليبيتين ولبنان لبنانين والعراق أكثر من عراقين
واليمن مجهول المصير، والصومال أصبح بقايا دولة.
وتسائل محللون حول مايمكن ان يحدث خلال النصف الثاني من عام 2011
الذي شهد منذ مطلعه ثورات وتحولات. |