أعداء الكتاب ونصوص أخرى

حسن آل حمادة

تَصَحُّر

تجلس إلى جواره، ولا يشعر بها.

تمسح بيديها وجنتيه، ولا تتحرك أحاسيسه.

تُمَسِّدُّ بأصابعها خصلات شعره، ولا يدير لها بالاً.

تطبع قبلة على ثغره، فيشيح بوجههِ عنها.

تتأفَّف وتمضي بعيدًا عنه، فيحزن لفراقها!

***

كيمياء السعادة

كانت تنتظر فارس أحلامها؛ لينتشلها من بؤسها. وحين عاشت معه تحت سقف واحد، شعرت بالضياع!

انتظرت وليدها الأول؛ ليُسَلِّيَهَا ويُسعدَها. ولكنها، بقيت تجرجر تعاستها أينما حلّت.

قصدت حكيمًا فقال لها: لكي تنبت شجرة السعادة في حياتك، اسقي بذرة قلبك بماء المحبة. امتَثلتْ نصيحة الحكيم، فغنَّت البلابل وتفتحت الزهور.

***

الطبعةُ الأهم

اتفق مع الناشر على إجراءات الطبعة الثانية من كتابه. لكنه، طبع قبلة أخرى على ثغر حبيبته! قبل أن يوقِّع العقد.

***

شاعر

التقيت به في معرض الكتاب الدولي، وأهداني ديوانه الجديد بتوقيعه الجميل، ثم أشار نحو إصدارات الدار الكثيرة، وقال لي: للأسف الشديد، الكل يتسابق على طبع ما يحسبهُ شعرًا، وما هو من الشعر بشيء!

تصفحت ديوانه بشغفٍ؛ فشدني غلافه الأنيق، وإخراجه البديع. ولكن، لم أجد الشعر الذي حدثني عنه!!

***

أعداء الكتاب

سألتني صغيرتي عن أعدى أعداء الكتب. أجبتها: حرائق الجيوش الفاتحة، الحشرات الطفيلية، التقنية الحديثة، الرطوبة، الحرارة... ابتسمت وقالت لي: هكذا أنت يا أبي، تقف على الهامش وتترك الأصل. ثم مضت وهي تلعن الرقيب!

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/تموز/2011 - 10/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م