
شبكة النبأ: كلما اقترب موعد
الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الامريكية أطلت بصراعها
المحموم على العالم، لفتت انظار الجميع واستقطبت كل الاهتمامات، كيف لا
وهي القطب الذي لا ينازع والدولة رقم واحد في كل شيء "تقريباً"، حتى ان
هذه الانتخابات تحولت الى هوس يطال الجميع ويتقاسم جنونه الحزبين
الكبيرين "الجمهوري والديمقراطي" داخل الولايات المتحدة ويسري الى
الناخبين من الشعب الامريكي مع استخدام الاعلام الدعائي للتأثير في
الرأي العام.
واليوم يعيش اوباما وسط معمعة الاعلام والانتخابات والمناظرات، وبات
يناضل من اجل كسب ولاية ثانية ربما تنعش اماله في تحقيق مالم يتمكن منه
في الاربع سنوات الماضية، خصوصاً وان هناك العديد من القضاياً التي
ظلت عالقة سواء على المستوى الداخلي "البطالة والظمان الصحي والميزانية
الاتحادية والانتعاش الاقتصادي" ام الخارجي " انسحاب القوات الامريكية
من العراق والوضع في افغانستان وليبيا والقضية الفلسطينية...الخ" والتي
استخدمها خصوم اوباما كسلاح ينتزع منه حلم الرئاسة لولاية ثانية.
رئيساً جديداً للبلاد
حيث أظهر استطلاع جديد انقسام الأميركيين بشأن إعادة انتخاب الرئيس
باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، اذ اعتبر 43% أنه ينبغي
إعادة انتخاب أوباما، مقابل 48% قالوا إنهم يؤيدون رئيساً جديد، وبيّن
الاستطلاع الذي أجرته جامعة "سافولك" في مدينة بوسطن الأميركية مؤخراً
أن 43% ممن يرجّح أن يصوتوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمعة في
العام 2012 يظنون بأنه ينبغي إعادة انتخاب أوباما لولاية جديدة، في ما
يقول 48% إنهم سيؤيدون شخصاً جديد، وظهر أنه لو أجريت الانتخابات
الرئاسية الآن فإن 46% سيصوتون لأوباما، و43% سيصوتون لحاكم ماساتشوستس
السابق الجمهوري ميت رومني، وفي منافسة بين أوباما ورئيس مجلس النواب
السابق نيوت غينغريش، قال 52% إنهم سيصوتون لأوباما، مقابل 38%
لغينغريش، أما في حال المنافسة بين أوباما وحاكم إنديانا ميتش دانيلز
فقال 48% إنهم سيصوتون للأول مقابل 30% للثاني، وبمعزل عمن يؤيدون
شخصياً، قال 46% إنهم يشعرون أن أوباما سيفوز بولاية ثانية، فيما قال
37% إنهم يظنون أن جمهورياً سيفوز في الانتخابات المقبلة، ورأى 42% أن
أوباما سيبقى ملتزماً بوعوده الانتخابية، مقابل 48% عارضوا هذا الرأي،
وقال 12% إنهم يؤيدون أداء الكونغرس لمهامه، مقابل 72% عبروا عن عدم
الرض، وشمل الاستطلاع 1070 شخصاً، ولم يسجّل هامش للخطأ. بحسب يونايتد
برس.
من جهته قال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية نيوت غينغريتش ان
الرئيس باراك أوباما لا يفقه شيئاً في السياسة الخارجية، داعياً إلى
إعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية مع باكستان، وذكرت صحيفة "واشنطن
بوست" الأميركية ان غينغريتش افتتح حملته الانتخابية الرئاسية بالإعلان
عن خطة لتوفير الوظائف تقوم على تخفيض الضرائب والاستغناء عن مجموعة من
القوانين البيروقراطية، وإذ أكد ان إدارته في حال وصوله إلى الرئاسة
ستؤكد على "الاستثنائية" الأميركية، أوضح ان شعاره للرئاسة سيكون "معاً
يمكننا بناء المستقبل"، وشدد على ان السياسات الصحيحة تخلف نتائج صحيحة،
مشيراً إلى ان أوباما سيخسر المستقبل لأن السياسات الخاطئة تؤدي إلى
نتائج خاطئة، ووجه غيغريتش اللوم إلى أوباما وسياساته على الركود
الاقتصادي والوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي، قائلاً ان أوباما هو
أكثر الرؤساء اعتماداً على المساعدات الغذائية في التاريخ الأميركي في
حين انه يريد ان يكون أنجح الرؤساء في دفع الرواتب في التاريخ الأميركي،
وقال غينغريتش ان أوباما "لا يفقه شيئاً" بشأن السياسة الخارجية، قائلاً
ان الولايات المتحدة ستعيد تقييم روابطها الدبلوماسية مع باكستان بعدما
تبين ان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان يعيش هناك منذ عدة سنوات،
وقال "كنت أحاول تحديد معنى كلمة حليف، وأعرف معنى كلمة مصاص، فكم
تقدرون نسبة غباءنا؟"، يشار إلى ان غينغريتش، وهو رئيس أسبق لمجلس
النواب الأميركي أعلن مؤخراً عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية
في العام 2012.
الجمهوريون والانتخابات
بدورهم حمل المتنافسون للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات
الرئاسية الاميركية عام 2012 بشدة على الرئيس الديموقراطي باراك اوباما
خلال اول مناظرة تلفزيونية نظمت في نيوهامشير بهدف عرض افكارهم على
الناخبين، واغتنم الجمهوريون الطامحون للوصول الى البيت الابيض هذه
المناظرة لمهاجمة الرئيس منتقدين سياسته الاقتصادية والخارجية بدل ان
يركزوا على مجادلة بعضهم البعض لتقديم طروحاتهم للناخبين، واعتبر
المتنافسون ان الانتعاش الاقتصادي الذي لا يزال هشا ونسبة البطالة
المرتفعة يضعان اوباما في موقع ضعيف وقد يحولان دون فوزه بولاية رئاسية
ثانية، لكن الواقع ان الحزب الجمهوري نفسه يشهد توترات وتجاذبات داخلية
قوية ولا سيما بين المعتدلين والجناح اليميني المتمثل في حركة حزب
الشاي، وشارك سبعة جمهوريين بعضهم اعلن ترشيحه للرئاسة والبعض الاخر لم
يعلنه بعد، في المناظرة التي نظمت في مانشستر كبرى مدن هذه الولاية
الريفية الصغيرة في منطقة نيو انغلاند حيث باشر حزبهم حملته.وستكون
نيوهامشير بعد ثمانية اشهر اول ولاية تنظم الانتخابات التمهيدية
الرامية الى اختيار مرشح من بين المتنافسين في الحزبين الجمهوري
والديموقراطي لتمثيل حزبه في السباق الى البيت الابيض في تشرين الثاني/نوفمبر
2012، وباشر ميت رومني الذي يبدو الاوفر حظا للفوز بالترشيح الجمهوري
بعدما لم يحالفه الحظ قبل اربع سنوات، مداخلته بالقول "الكل في هذا
الاستديو سيكون رئيسا افضل من باراك اوباما"، وتابع "لماذا لا يقود
الرئيس البلد؟ انه لا يعمل على تصحيح وضع ميزانيتنا، ولا يتولى قيادة
سياسة التوظيف، لقد خان الشعب الاميركي، ولذلك لن يعاد انتخابه". بحسب
فرانس برس.
واعلن رومني الذي حصل على تاييد 24% من الناخبين الجمهوريين بحسب
استطلاع للراي اجراه معهد غالوب، انه في حال انتخابه فسوف يعيد النظر
في نظام الضمان الصحي الذي اقره اوباما ويعارضه الجمهوريون بشدة، وسلطت
الاضواء بشكل عابر على ميشال باكمان النائبة الجمهورية عن ولاية
مينيسوتا المدعومة من المحافظين المتشددين في حزب الشاي، حين اعلنت
رسميا ترشيحها لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية العام
المقبل، وهتفت "الرئيس اوباما فشل كقائد" للبلاد، واغتنم رئيس مجلس
النواب السابق نيوت غينغريتش احدى الشخصيات التي يعرفها الجمهور الكبير
من بين المشاركين في المناظرة، هذه الفرصة للتنديد بـ"كارثة اوباما"،
وعلى صعيد السياسة الخارجية، لم يظهر فرق يذكر بين مختلف المرشحين
الجمهوريين، وقد صبوا جميعا جهودهم على اتهام اوباما بانه اضعف
الولايات المتحدة على الساحة الدولية وفشل في ليبي، كما اعرب جميع
المشاركين في المناظرة على تاييد عودة القوات الاميركية من افغانستان،
وقال ميت رومني "هذه اول مرة يكون لنا رئيس ليس لديه سياسة خارجية"،
ولقي النائب عن تكساس رون بول الذي يصف نفسه بانه ليبرالي متطرف ويدعو
الى تقليص دور الدولة الفدرالية الى اقصى حد، تصفيقا حادا حين اعلن انه
"لن ينتظر حتى يقول له الجنرالات ان الوقت حان للانسحاب من افغانستان"،
وقال رافعا نبرة صوته "بصفتي قائدا اعلى للقوات المسلحة، سوف اعيد (الجنود)
الى الديار في اسرع وقت ممكن"، وكانت الغائبة الكبرى عن مناظرة الاثنين
المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الماضية ساره بايلن،
الشخصية الاشهر في الحزب، ومن الملفت ان حاكمة الاسكا سابقا التي تقوم
حاليا بجولة على مواقع تاريخية من البلاد لم تعلن بعد ان كانت ستخوض
السباق الجمهوري.
مع الدول النامية
الى ذلك اعلن وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر من نيويورك ان
مشروع الميزانية الذي تطرحه المعارضة الجمهورية سيضع الولايات المتحدة
في صفوف الدول النامية، وقال غايتنر في كلمة القاها ان "مشروع
الميزانية الذي قدمه الجمهوريون في مجلس النواب ينص على تخفيضات كبيرة
في النفقات لكنه يخصص شريحة كبيرة من المدخرات التي سيتم جمعها للحفاظ
على مستوى منخفض من الضرائب للاكثر ثراء وليس للطبقات الوسطى فقط"،
وتابع ان "هذا النهج لن يمر في الكونغرس" معددا من بين اسباب رفضه انه
"سيفرض اقتطاعات ذات حجم لا يصدق في التقديمات الاجتماعية للمسنين
والفقراء، ولانه سيخفض باقي نفقات الدولة الاميركية الى ما كانت عليه
قبل المرحلة الحديثة، او الى مستوى تسجله بعض الدول النامية"، وانتزع
الجمهوريون الغالبية في مجلس النواب من الديموقراطيين في كانون الثاني/يناير
ما يسمح لهم بعرقلة عمل الحكومة او ارغامها على القيام بتسويات لاقرار
مشاريعه، ووصل الطرفان الى طريق مسدود في المسائل المتعلقة بالسيطرة
على الديون وضبط العجز في الميزانية الا انه يتحتم عليهم التوصل الى
تفاهم بهذا الصدد قبل الثاني من اب/اغسطس والا فان البلاد سوف تتخلف عن
سداد بعض الديون المتوجبة عليها مع بلوغ ديونها حدها الاقصى، وتطلب
الخزانة الاميركية منذ كانون الثاني/يناير من الكونغرس رفع سقف الدين
المحدد ب14294 مليار دولار، موضحة ان في وسعها ايجاد احتياطات تسمح
للدولة بمواصلة العمل بشكل طبيعي حتى الثاني من اب/اغسطس كحد اقصى.
الا ان طلب الخزانة يصطدم برفض الجمهوريين وهم يطالبون في المقابل
بتخفيض كبير للنفقات العامة، وهو ما يشير اليه مشروع الميزانية للسنة
2012 (تبدا في 1 تشرين الاول/اكتوبر) الذي قدموه في مجلس النواب
بموازاة مشروع ميزانية الحكومة، وكرر غايتنر ان هدف الحكومة هو اعادة
العجز في الميزانية الذي يقارب حاليا 10% من اجمالي الناتج الداخلي "الى
ما دون 3% من اجمالي الناتج الداخلي" بدون ان يحدد مهلة لتحقيق ذلك،
وقال "لا يمكننا القيام بذلك بسرعة كبيرة، بل ينبغي ان يمتد على سنوات"
مؤكدا على موقف الحكومة التي تعتقد ان تخفيضا للنفقات بشكل سريع جدا قد
يضر بالانتعاش الاقتصادي الذي لا يزال هشا في البلاد، وفي بادرة انفتاح
على الطرف الاخر قال غايتنر ان وزارته تعمل على التفاوض مع الجمهوريين
حول مشروع "اطار لعدة سنوات" يتضمن "اهدافا في الميزانية"، واوضح ان
هذه "الالية" ستؤدي الى "اقتطاعات تلقائية في النفقات وتخفيضات ضريبية"
اذا ما توصل الكونغرس الى الاتفاق على سبل تحقيق هذه الاهداف التي سيتم
تحديدها سنة بعد سنة.
باكمان تدخل الانتخابات
من جهة اخرى انطلقت ميشيل باكمان المنضوية تحت لواء المحافظين
المتطرفين من "حزب الشاي"، مدعومة باستطلاع، في السباق نحو السباق
التمهيدي للانتخابات الرئاسية الاميركية سنة 2012 عبر جولة في ثلاث
ولايات اساسية، وافتتحت باكمان هذه الجولة بارتياح في آيوا (وسط) حيث
توقع استطلاع اجرته صحيفة "ديس موينز رجستر" المحلية ان يكون الفارق
ضئيلا بينها (22%) وبين ميت روني (23%) الجمهوري ايضا، بينما حل بقية
المرشحين متاخرين بفارق كبير، لكن باكمان تدرك ان الطريق امامها ما زال
طويل، وقالت في مهرجان انتخابي في واترلو (آيوا) "انا في حاجة اليكم،
فهل ستساعدونني؟"، مذكرة الحاضرين الخمسمئة بانها ولدت في هذه المدينة،
وفي قاعة المهرجان حملت احدى الحاضرات كارول ديدز قبعة علقت عليها عدة
اكياس شاي رمز الحركة المحافظة المتطرفة وقالت "نحن في حاجة الى قيم
معقولة ونعلم انها تؤمن بالفرد الاميركي وانها ام مسؤولة"، والتقط
الشاب كيث ديبال صورة تذكارية مع المرشحة بعد ان القت خطابها وقال انه
يرى فيها "امراة متحدرة من مدينة صغيرة، اعتقد انها اصيلة"، ووصلت
نائبة مينيسوتا (شمال) (55 سنة) ظهر قادمة من واشنطن، واعلنت نهائيا
ترشيحها في واترلو بعد مواصلة جولتها في نيو همشير (شمال شرق)
وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق)، وتعتبر آيوا احدى الولايتين الاهم حيث
ستحسم مطلع 2012 الانتخابات التمهيدية الجمهورية للانتخابات الاميركية
لاختيار مرشح جمهوري لمواجهة الرئيس باراك اوباما الذي يترشح لولاية
ثانية.
وقد صنعت النائبة الحدث في 13 حزيران/يونيو عندما اعلنت مبكرا
ترشيحها امام الملايين من مشاهدي التلفزيون، لكن غريمتها في "حزب الشاي"
ساره بالين لم تعلن بعد نواياها وتنوي باكمان في غيابها ملا الفراغ
ميداني، وعلى غرار منافسيها الرجال في سباق الترشيح بين الجمهوريين ميت
روني وباولنتي ورون بول وهرمان كاين ونيوت غينغريتش وريك سنتروم وجون
هانستمان، ترغب باكمان في خوض حملة ضد اوبام، وصرحت لقناة سي.بي.اي ان
"الرئيس قال شخصيا انه اذا كان عاجزا عن النهوض بالاقتصاد فانه لا
يستاهل ولاية ثانية"، ومما دعم حملة باكمان المراة الوحيدة التي اعلنت
ترشيحها الى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري حتى اليوم، صورتها
الانيقة المناسبة للشاشة الصغيرة رغم ان الاميركيين ما زالوا لا
يعرفونها كثير، وتتمسك رئيسة ومؤسسة مجموعة "حزب الشاي" في مجلس النواب،
بالشعارات التي يدافع عنها اليمين الاميركي عادة، وترغب في الغاء اصلاح
الضمان الاجتماعي الذي اقره الرئيس اوباما وخفض الضرائب على المؤسسات،
وتعارض هذه الام لخمسة ابناء بشدة الاجهاض وتدعم بقوة القيم المسيحية،
وفي ردها على سؤال قالت ان الله الهمها كي تترشح الى البيت الابيض،
بينما اكدت لقناة فوكس انها تحترم خيار ولاية نيويورك التي اقرت زواج
مثليي الجنس لكنها قالت انها تدعم فكرة "تعديل دستوري" يحدد بوضوح
الزواج كعقد بين "رجل وامراة"، ورغم انها تحظى بشعبية كبيرة بين انصار
"حزب الشاي" لا يتوقع ان تتمكن من فرض نفسها امام الناخبين المستقلين
او جمهوريي الوسط. بحسب فرانس برس.
بينما أعلن الملياردير الأميركي دونالد ترامب انه لن يسعى للحصول
على ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، قائلاً انه يفضل
البقاء في القطاع الخاص، وقال ترامب في بيان انه "بعد مداولات كثيرة
وتفكير عميق، قررت عدم المضي قدماً للسعي إلى منصب الرئاسة"، مضيفاً "هذا
القرار لا يأتي بسهولة أو دون أسف خصوصاً حين يكون ترشيحي المحتمل لا
يزال يتفوق على ترشيح المتنافسين الجمهوريين في استطلاعات الرأي في
جميع أنحاء البلاد"، وأعرب عن ثقته بأنه لو مضى في ترشحه لكان فاز في
الانتخابات التمهيدية والانتخابات العامة إلاّ أنه أقر بأن الترشح
لمنصب عام "لا يمكن أن يحصل من دون حماسة"، موضحاً "في النهاية،
الأعمال هي ولعي الأخير ولست مستعداً لمغادرة القطاع الخاص"، وتوجه إلى
مؤيديه، متعهداً بمواصلة التعبير عن آرائه والمساعدة "على تشكيل أفكار
سياسيينا"، وقال انه يتطلع "لدعم المرشح الذي الأكثر أهلية لمساعدتنا
على معالجة أهم قضايا بلدنا"، ولكن استطلاعات الرأي لم تعط الكثير
لترامب إذ لم يعبّر أكثر من 19% من الأميركيين عن دعمهم لترشيحه.
رومني يواجه اوباما
من جانبه اعلن رجل الاعمال الاميركي ميت رومني، الاوفر حظا في
استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين، الخميس ترشحه الى الانتخابات
التمهيدية للحزب الجمهوري لنيل ترشيحه الى الانتخابات الرئاسية المقررة
في 2012 ضد الرئيس باراك اوبام، وميت رومني (64 عاما)، الحاكم السابق
لولاية ماساتشوستس (شمال شرق) اعلن ترشيحه في شريط فيديو ابرز فيه
نجاحاته كرجل اعمال، مشددا على الاقتصاد ومنتقدا بشدة اداء اوبام، وقال
ان السياسة الاقتصادية للرئيس اوباما "فشلت"، متعهدا بخفض الدين العام
الهائل الذي ترزح تحته مالية الدولة الفدرالية، وذلك كي لا يتحمل الجيل
الاتي "فاتورة" هذه الازمة، على حد قوله، واضاف رومني ان اوباما "عندما
تولى مهامه كان الاقتصاد في حالة انكماش، وقد جعله في حالة اسوأ"، ورد
المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني على اتهامات المرشح الجمهوري،
مدافعا عن حصيلة عمل الرئيس وفي صدارتها "14 شهرا متتاليا من خلق فرص
عمل في القطاع الخاص"، ويبدو ان تركيزه على الجانب الاقتصادي في هجومه
على اوباما خيار مفيد لا سيما وان البلاد لم تنهض بعد من اسوأ ازمة
اقتصادية مرت بها منذ الكساد الكبير في 1930، وفي الوقت الذي تلعب فيه
وسائل التواصل الحديثة دورا متزايدا في الحياة السياسية الاميركية،
اختار رومني ان يعلن ترشيحه عبر خدمة الفيديو المباشر على صفحته على
موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، وقد نقل التلفزيون وقائع هذا الاعلان
مباشرة على الهواء.
واعلن رومني ترشيحه من مزرعة في ستراتهام في نيو هامبشاير (شمال شرق)،
وهي ولاية تعتبر تاريخيا مفتاحا هاما للانتخابات التمهيدية الاميركية،
وارتدى رومني خلال اعلان ترشيحه قميصا بلا ربطة عنق ووقف امام المزرعة
التي زينت واجهتها البيضاء بالعلم الاميركي، وادلى بخطابه، على غرار
الرئيس باراك اوباما، امام كاميرتين وضعت كل منهما في احد جانبي المنصة،
وفي مجال السياسة الخارجية انتقد ميت رومني سياسة اوباما تجاه اسرائيل،
معتبرا ان الرئيس الحالي ينظر الى اسرائيل "بتشكك"، على غرار ما يفعل
الاوروبيون، غير انه اقر بان اوباما قام بالخيار الصائب باصداره الامر
بتنفيذ العملية العسكرية التي قتل خلالها اسامة بن لادن في باكستان في
2 ايار/مايو، وكان رومني خاض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في
2008 ولكنه خسرها امام السناتور جون ماكين، وفي غياب اي مرشح بارز في
المعسكر الجمهوري يتصدر رومني استطلاعات الرأي كالمرشح الاوفر حظا
للفوز ببطاقة الترشيح الجمهورية، ولكن صدارته تقتصر على 17% فقط من
الاصوات بحسب استطلاع اخير اجراه معهد غالوب وتقدم فيه بنقطتين مئويتين
فقط على المرشحة المحافظة سارة بايلين التي اختارها ماكين لتكون نائبته
في الانتخابات الرئاسية السابقة، وتعكس هذه الارقام الضئيلة المنافسة
الباهتة التي يشهدها المعسكر الجمهوري، واذا كانت استطلاعات الرأي تضعه
في الصدارة فان رومني قد يواجه رياحا لا تشتهيها سفينته الانتخابية،
ذلك ان اصلاح النظام الصحي الذي قام به في ولاية ماساتشوستس يوم كان
حاكما لها يشبه الى حد كبير الاصلاح الصحي الذي قام به اوباما، وهو ما
يعتبر كعب اخيل بالنسبة الى مرشح محافظ. بحسب فرانس برس.
وهو ايضا من طائفة المورمون، ما قد يجعل من الصعب عليه فرض نفسه في
المعسكر الجمهوري المتمسك قسم كبير منه بقيم مسيحية اخرى، كما انه
يتعين على رومني ان يواجه سهاما من المعسكر المقابل، فالديموقراطيون لم
ينتظروا اعلان ترشيحه لبدء هجومهم عليه، اذ انهم يركزون في انتقادهم له
على تغييره المستمر لمواقفه، الى درجة ان الديموقراطيين في ولاية
نيوهامبشاير اطلقوا عليه في بيان لقب "فليبينغ ميت" اي ميت المتقلب،
ويخوض رومني السباق الى بطاقة الترشيح الجمهورية امام كل من الزعيم
السابق لليمين في التسعينيات نيوت غينغريتش، والحاكم السابق لولاية
مينسوتا تيم باولنتي ورجل الاعمال الاسود هيرمان كين، وهناك مرشحون
آخرون يحتمل ان ينضموا الى هذا السباق ابرزهم سارة بايلن ومنافستها
المحافظة المتشددة ميشال باخمان والسفير الاميركي السابق في الصين جون
هانتسمان.
الثقة بالجيش
على صعيد اخر أظهر استطلاع للرأي في الولايات المتحدة أن غالبية
الأميركيين يثقون بالجيش والقوات المسلحة مقابل عدد قليل فقط يثق
بالكونغرس، واظهر الاستطلاع الذي أجراه مركز "غالوب" ونشر مؤخراً إن
78% من الأميركيين يثقون في الجيش فيما لا يثق إلا 12% فقط في الكونغرس،
وقال معدو الاستطلاع إن الثقة بالجيش ترتفع دائماً عند مشاركة القوات
المسلحة الأميركية في حرب بالخارج، وقد ظهر ذلك العام 1991 عند حرب
الخليج ومستمر في السنوات العشرة الأخيرة مع مشاركة الجيش الأميركي في
حروب بأفغانستان والعراق، وظهر أن نسب ثقة الأميركيين بالمنظمات مثل
الكونغرس والرئاسة والمصارف والمؤسسات الكبرى قد تراجع عن المعدلات
التاريخية بسبب عدم رضى الأميركيين بشكل عام على طريق سير الأمور في
بلادهم، وبلغت الثقة بالكنيسة والمؤسسات الدينية 48% والأخبار
التلفزيونية 27% والقضاء الجنائي 28% والمؤسسات الصغيرة 64% والشرطة
56% والرئاسة 35% والمؤسسات الكبرى 19%.
استخدم الدين
من جانبها ترى باحثة ليبية أن الادارة الامريكية استخدمت الدين بقوة
في تحفيز الشعب الامريكي للرد على هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 وأن تلك
الرؤى الدينية انعكست على المعالجات الامريكية لقضايا الشرق الاوسط
وبخاصة قضيتي الارهاب والصراع العربى الاسرائيلي، وتقول نزيهة أحمد
التركي ان مبدأ الفصل بين الدين والدولة في الدستور الامريكي لم يهدف
الى فصل المجتمع عن الدين أو التقليل من دور الدين في الحياة
الاجتماعية بل كان القصد منه "حماية الدين ليؤثر بقوة دون تدخل الدولة،
كان دعم الحكومة الأمريكية لاسرائيل ضد الفلسطينيين لاسباب دينية تتعلق
بعقيدة المسيح وايمانهم بالعودة الثانية للمسيح"، وترى في دراسة نالت
عنها درجة الدكتوراه بتقدير امتياز أن الدين "يتسلل الى السياسة
الخارجية (الامريكية") عبر قنوات تتلخص في النسق العقيدي العام وجماعات
المصالح والنخب السياسية التي تتبنى أحيانا قضايا دينية ومعتقدات صانع
القرار وارتباطاته الدينية، وحملت الرسالة بعنوان (البعد الديني في
السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط )2001-2008/ ونوقشت
مؤخراً في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. بحسب رويترز.
وتقول نزيهة أحمد التركي ان العلمانية في أمريكا لا تعني الابتعاد
عن الدين أو نفيا لوجوده أو تهميشه "بل العكس تماما" مسجلة أن فلسفة
الاباء المؤسسين للدولة في وثيقة الحقوق عام 1791 عنيت بحماية الدين
وليس اقصائه من الحياة العامة، وتضيف أن الولايات المتحدة حافظت منذ
تأسيسها على وجود "حس ديني متوقد" بها كما حرصت على وجوده الجماعات
الدينية المختلفة، وتسجل أن اليمين الديني في البلاد لم يظهر فجأة في
انتخابات عام 1980 التي فاز فيها رونالد ريجان بل كانت له جذور عميقة
وأنه اتخذ أشكالا ووسائل مختلفة حسب تطور الأوضاع في كل مرحلة من مراحل
تطور الأمة، وترى في وصول رموز اليمين الديني الى قلب الادارة
الامريكية في فترة حكم جورج دبليو بوش وتوليهم مناصب بارزة في دوائر
صنع القرار "تتويجا لعمل وحركة هذا اليمين لفترة زمنية طويلة مكنته من
الوصول الى مراكز صنع القرار"، وتقول إن مسيرة اليمين الديني في أمريكا
تفسر "الاستثنائية الامريكية" التي تجمع الدستور العلماني والشعب
المتدين مشددة على أن العلمانية في الدستور الامريكي لا تعني ابتعاد
الشعب عن الدين.
فضيحة اخلاقية
بدوره اعترف عضو في الكونغرس الأمريكي بإرسال صورة مقربة للجزء
السفلي من جسده وهو يرتدي سروالا داخليا إلى فتاة، لكن على الرغم من
اعترافه، أصر انتوني وينر على أنه لن يستقيل من منصبه، وأقر وينر،
العضو الديمقراطي في الكونغرس، كذلك بعدد من "المحادثات غير اللائقة"
مع نساء عبر شبكة الانترنت.وقال وينر من قبل إن حسابه على موقع التواصل
الاجتماعي تويتر قد تعرض للقرصنة وأرسلت منه صورة لرجل يرتدي سروالا
داخلي، لكنه اعترف فيما بعد بأن ذلك لم يكن صحيحا وأنه كان "مذعورا"
عندما أدلى بتلك التصريحات، وقال وينر أمام الصحفيين، وعيناه تدمعان،
إنه شعر "بخجل شديد" من تصرفه، وأضاف "أنا نادم بشدة على ما فعلت لكنني
لن استقيل"، واعترف قائلا "الصورة لي وأنا أرسلتها"، وذكر وينر أنه
أجرى مراسلات عبر شبكة الانترنت مع ستة نساء، قبل وبعد زواجه من هوما
ابيدن المساعدة البارزة في طاقم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري
كلينتون العام الماضي، لكنه أضاف إنه لم يقم علاقة جسدية خارج إطار
الزواج في حياته لا مع اولئك النساء ولا مع غيرهن، ويأتي هذا الاعتراف
في نفس اليوم الذي نشر فيه مدون محافظ صورة زعم أنها لوينر وهو يرتدي
سرواله الداخلي، وقال المدون أندرو برايتبارت إنه حصل على الصورة من
إمرأة كان وينر يغازلها على شبكة الانترنت، وعرف عن وينر حديثه العلني
عن آرائه الليبرالية وخطبه الحماسية في الكونغرس، وكان يتوقع على نطاق
واسع أن يترشح وينر لمنصب حاكم نيويورك في عام 2013.
رواتب البيت الابيض
الى ذلك قال البيت الابيض انه دفع 37121463 دولارا لعدد 454 موظفا
في 2011، ولا يتقاضى ثلاثة مستشارين سياسين رواتب في حين يتقاضى اكثر
من 20 اعلى حد للرواتب البالغ 172200 دولار، وقال التقرير السنوي
الصادر في 2011 للعاملين بالبيت الابيض ان اكثر من 30 بالمئة حصلوا على
ما بين 100000 و 200000 دولار سنويا فيما حصل 154 على اقل من 50000
سنوي، وتضمنت مجموعة اعلى الرواتب جون برينان أكبر مستشار للرئيس
الامريكي للامن الداخلي ومكافحة الارهاب وجيمس كارني السكرتير الصحفي
ووليام دالي كبير موظفي البيت الابيض وجوناثان فافرو مدير كتابة الخطب،
وبلغ متوسط المرتب في البيت الابيض في 2011 حوالي 82000 دولار، وفي
2010 دفع البيت الابيض 38796307 لعدد 469 موظفا بنحو 83000 دولار في
المتوسط سنوي، ومنذ 1995 طالب الكونجرس من البيت الابيض تسليم تقرير به
قائمة بالرواتب ولقب كل موظف، ويقول تقرير 2011 ان الادارة تنشر
التقرير على شبكة الانترنت سنويا منذ تولي الرئيس باراك اوباما المنصب
"تمشيا مع التزام الرئيس اوباما بالشفافية". |