
الكتاب: زمن الضباع
الكاتب: أشرف العشماوي
الناشر: الدار العربية للكتاب
عدد الصفحات: 248 صفحة من القطع المتوسط
عرض: المحيط
شبكة النبأ: صدر عن "الدار العربية
للكتاب" رواية جديدة بعنوان "زمن الضباع" من تأليف المستشار أشرف
العشماوي وهي أولى رواياته، ويصور من خلالها كواليس الحكم وعالم
السياسة وما يحيط بهما من دسائس ومكائد، تقع الرواية في 248 صفحة من
القطع المتوسط وتم ترشيحها للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"
لعام 2011.
تدور أحداث الرواية في غابة افتراضية غير محدِّدة المكان أو الزمان،
جميع أبطالها من الحيوانات، وقادة الغابة كلهم حاضرون: الأسد ملك
الغابة وحاكمها، والثعلب مسئول المعلومات والتقارير بالجزيرة المركزية
الذي يعمل تحت إدارته الكثير من الجراء والحمير، وكبير الضباع رئيس
الحكومة والمسئول عن إنهاء المظاهرات وأحداث العنف. وفرس النهر الكسول
المنافق الذى قفز إلى أعلى درجات سلم الإدارة دون مقتضى وغيرهم كثيرون.
بحسب موقع المحيط.
تبدأ أحداث الرواية بإيقاع سريع فيتكشف لنا صراع جماعات القوى
والمصالح في الغابة لتحقيق السيطرة عليها، فمن ناحية محاولات الضباع
لاستئناس الأسد الذي تمكن كبير الضباع منه حتى حجب عنه بقية حيوانات
الغابة المخلصين. ومن ناحية أخرى صراع لا ينتهي بين الثعلب العالم
ببواطن الأمور وكبير الضباع الذي نشر أتباعه: المرقط والبني والمائل
إلى السواد والمخطط وغيرهم كالطاووس والتمساح في أرجاء الغابة ووجنبات
العرين. فالثعلب خبير المعلومات، يستطيع التنبؤ بما سيقع من أحداث، مما
توافر له من معلومات أو أحداث صغيرة لا يقف أمامها الكثيرون، لكنها ذات
دلالة في عالم المؤامرات.
الأحداث والوقائع والتغيرات بتفاصيلها ومؤامراتها ودسائسها يرويها
لنا الثعلب بطل الرواية، وهو شخص مقرَّب جدًّا من الأسد، وبسبب وجوده
على مقربة من صانعي القرار يكون دائماً فريسة للمؤامرات الكثيرة التي
تحدث في المملكة وعرضة للمفاجآت التي تتوالى كلما تصاعدت الاحداث.
فالضباع تتغوَّل وتسمح لخرتيت بالجلوس على عرش الغابة وهو يحل بذلك
محل الأسد فيصبح كبير الضباع بين ليلة وضحاها معاوناً للخرتيت والرجل
الثاني في المملكة، ليستمتع بتحريك الأحداث من وراء الستار حتى تحين له
الفرصة لتولى مقاليد الأمور بالكامل بمفرده.
واللافت للنظر أن بطل الرواية الثعلب يستطيع التنبؤ بما سيقع من
أحداث، حيث تتوافر له دائما المعلومات ويتابع بمكره الأمور الصغيرة
التي لا يقف أمامها الكثيرون ولكنه بخبرته في عالم المؤامرات يتعامل
معها بدهاء أحياناً وببساطة أحياناً أخرى وبخوف في كثير من الأحيان
خاصة حين يتراءى له أن كل من الطامحين في الجلوس على كرسي العرش لهم
مآرب أو أغراض شخصية، وأن الصالح العام لم يكن من بين اهتمامات أياً
منهم، وبالتالي يكون الإنهيار الذى جرى مؤخرا هو النتيجة الحتمية التي
ستأخذنا لها الأحداث بسلاسة ومتعة.
ولم يقف المؤلف أمام المظاهر الخارجية الخادعة بل استفاد من خبرته
فى العمل القضائى في معرفة خبايا القضايا، واعتمد عليها كثيراً في
معالجته لروايته الأولى مما سهل عليه تفسير الدوافع النفسية للصراع على
الحكم في الغابة، وظروف كل طامح إلى العرش، فإذا كان الوضيع يغالي في
التعالي لمداراة أصله، فإن كريم الأصل والشريف الساعي لمصلحة الأمة
يلتزم الصمت حيطة وحذرًا وينأى عن الدسائس والمؤامرات ويتفرغ للعمل.
أشرف العشماوي يعمل مستشارًا بمحكمة استئناف القاهرة، وكان قاضيًا
بالمحاكم الجنائية والمدنية، ومحققًا في قضايا رأي عام شهيرة على مدى
زمني طويل كوكيل للنائب العام. |