صناع الحياة... يسلبون حياة الآخرين

شبكة النبأ: متى يدرك الإنسان حقيقة مفاده، انه يتقاسم العيش على الكرة الأرضية مع كائنات اخرى لاتعد ولاتحصى، وانه ليس الكائن الوحيد الذي له حق الحياة دون الاخرين، واذا كان هو الاقوى والاكثر ذكاءً فلا يعني هذا سلب الحياة التي وهبها "الخالق" لتلك الكائنات من خلال ممارسات جائرة تدمر البيئة وتهدد انواع كثيرة بالانقراض بعد ان قضى الانسان على العديد منه، بالاضافة الى الثأثيرات السلبية التي تعرضت لها الطبيعة والحيوانات "على حد سواء" نتيجة الانبعاثات السامة للصناعات الثقيلة والتي انعكست مدياتها على البحار والمحيطات والغابات وسببت كوارث بيئية خطيرة.

ان التدمير المنظم والممنهج للطبيعة والكائنات التي تترعرع في كنفها "من قبل الانسان" مازال قائم على قدم وساق، وبالمقابل فان الجهود التي من شأنها ان تقلل الاضرار البيئية الناجمة عن تسلط الانسان وتفرده بالقضاء على البيئية الارضية ذات التنوع الحيوي، مازالت جهود متواضعة للغاية، وقد نادت العديد من المنظمات العالمية المهتمة بالقضايا البيئية الى ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الارادات للتسابق مع الزمن لايقاف عجلة التدمير والتي لن تتوقف الا بالقضاء على جميع الكائنات الحية التي تعيش الى جانب الانسان.

الحياة في المحيطات

حيث يفيد تقرير جديد لمجموعة من العلماء المتخصصين بأن أوضاع الحياة في المحيطات باتت أسوأ مما كان يعتقد، وينبه التقرير الى أن بعض أنواع الاحياء البحرية يهددها "خطر الانقراض بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية"، ويخلص واضعو التقرير الى أن مجموعة من العوامل تضافرت، كل بطريقته، للوصول الى هذا الوضع المقلق، خصوصا صيد الاحياء البحرية الى حد الاستنزاف، وتلوث البيئة، والتغير المناخي، ويقولون إن نتائج تأثير هذه العوامل السلبية على الإنسانية يبدو جلي، ونظم اجتماع هيئة العلماء والمختصين هذه "البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات، المعروف اختصارا بـ IPSO، حيث تداول هؤلاء في النتائج التي توصلوا اليها، كل حسب اختصاصه، الذي توزع بين خبراء في الشعب المرجانية، وعلماء في السميات، وآخرون في صيد الأسماك، ويقول أليكس روجرز، مدير المشروع العلمي واستاذ الأحياء في جامعة أوكسفورد، "إن النتائج التي خلص اليها المشاركون في المشروع مرعبة"، ويضيف روجرز، "عندما نظرنا في التأثير السلبي الجماعي للإنسان على المحيطات، فإن تداعيات هذا التأثير أصبحت واضحة للعيان.

وتبين أنه أسوأ مما كان يعتقد كل منا منفردا"، ويؤكد المدير الفني للمشروع، "لقد جلسنا في منتدى واحد وتداولنا في النتائج التي توصلنا اليه، وبشكل عام، تولدت لدينا قناعة بأن وتيرة التغيرات التي تحدث للاحياء البحرية أسرع بكثير مما كنا نظن، أو لنقل تغيرات لم تحدث الا عبر مئات السنين"، ويشير روجرز الى "أن هذا التغيرات المتسارعة تشمل ذوبان جليد البحر المنجمد الشمالي، وغرينلاند وألواح الجليد في القطب المنجمد الجنوبي، وارتفاع مناسيب البحار، وانطلاق غاز الميثان المحصور في قيعان البحار"، لكن مما جعل أعضاء الفريق يقلقون أكثر هو ملاحظتهم للطريقة التي تتفاعل فيها الأمور المختلفة وتتعاون فيما بينها لزيادة المخاطر التي تتهدد الاحياء البحرية.فعلى سبيل المثال، إن بعض الملوثات التي تلتصق بأسطح بعض المواد البلاستيكية الدقيقة توجد الآن في قيعان المحيطات، وتجد هذه المواد طريقها الى سلسلة المواد الغذائية التي تقتات عليها بعض انواع الاسماك التي تتخذ من قاع المحيط موطنا له، وهنال ملوثات اخرى تجد طريقها الى المحيطات وتستقر في قيعانها، كفضلات الحيوانات ومخلفات المزارع، وبشكل عام، فإن زيادة حامضية مياه المحيطات، وارتفاع درجات هذه المياه، وزيادة صيد الاسماك التي تتهدد وجود أنواع مختلفة منها، كلها تزيد من الاخطار المحدقة بالشعاب المرجانية، الى درجة أن ثلاثة ارباع الموجود منها في العالم قد يختفي عاجلا.

من جانب اخر فقد شهدت الحياة على الأرض "خمس حوادث أتت على جميع مظاهر الحياة فيها"، ومن بينها ارتطام كويكب سيار به، ويقال إن الحادث السادس المتوقع الذي يلحق الأذى بالارض الآن هو تأثير سكانها مجتمعين على الحياة فيه، ويستنتج تقرير "البرنامج العالمي للنظر في حال المحيطات" أنه من المبكر حسم الأمر بشكل لا لبس فيه، ولكن جميع المعطيات تشير الى أن الأمر محتمل الوقوع وبوتيرة تفوق أي من الحوادث الخمس السابقة، ويذكر التقرير أن الحوادث الكارثية الخمس التي وقعت على الأرض ارتبطت بتغيرات نلاحظ مثيلاتها اليوم، ومنها عدم انتظام الدورة الكاربونية، وزيادة نسبة الحوامض، ومعدلات نضوب الاوكسجين في مياه البحر، ويختتم التقرير النتائج التي توصل اليها بالقول "إن نسبة امتصاص المحيطات لثاني اوكسيد الكاربون أعلى بكثير مما كانت عليه عندما وقعت الكارثة التي قضت على الاحياء البحرية في الارض عن بكرة أبيها قبل نحو 55 مليون سنة"، هذا وستعرض النتائج التي توصل اليها تقرير فريق علماء وخبراء الأرض على الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك، حيث يناقش مبعوثون إصلاح إدارة المحيطات، وتتضمن توصيات التقرير الفورية إيقاف صيد الاحياء البحرية غير المسؤول وغير المنظم، والعمل على تخفيض نسبة الملوثات التي تجد طريقها الى مياه المحيطات، والتخفيض الهائل في نسبة انبعاث الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، ويقول دان لافولي، رئيس اللجنة العالمية للمناطق المحمية، مستشار الاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة، "التحديات التي تواجهنا في الحفاظ على المحيطات جمة، ولكن، بخلاف الاجيال الماضية، فإننا نعلم ما يجب فعلهو إن الوقت لحماية القلب الأزرق لكوكبنا قد حان."

كائنات حية جديدة

على صعيد اخر اكتشف العلماء أكثر من 615 نوعا من الكائنات الحية غير المعروفة في السابق في مدغشقر خلال العقد الماضي، بينها 41 حيواناً من الثدييات ولكن معظمها مهدد بالانقراض، وقال صندوق الحياة البرية العالمي في بيان إنه تم اكتشاف 385 نوع نبات و42 حيواناً لا فقرياً و17 نوع سمك و67 نوع حيوانات برمائية و61 نوعاً من الزواحف و41 نوعاً من الثدييات، غير أن الصندوق حذر من أن المساكن الفريدة التي تأوي هذه النباتات تواجه العديد من التهديدات، أبرزها قطع الغابات، إذ أشارت التقديرات إلى أن البلاد فقدت 90% من غطاء الغابات الأصلي، وقال مدير الصندوق في مدغشقر ناني راتسيفاندريها مانانا إن التقرير يظهر مدى أهمية الأنظمة البيئية المختلفة والمتنوعة في مدغشقر لضمّ الأنواع المختلفة من الحيوانات، وتضم جزيرة مدغشقر 5% من مجمل أنواع النبات والحيوانات في العالم، و70% منها لا تتواجد في أي مكان آخر على الأرض. بحسب يونايتد برس.

جينات نجم البحر

الى ذلك درس الباحثون تحت إشراف جون بوريتز من معهد هاوي للأحياء البحرية منطقة في جنوب كاليفورنيا بايت وهو خليج يقع قبالة كاليفورنيا تحمل فيه العديد من الأنهار والقنوات القادمة من محطات تنقية المياه كميات كبيرة من مياه الصرف للمحيط الهادي، وتحمل هذه المياه معادن ثقيلة ومواد هيدروكربونية مختلطة بالكلور وبكتريا والعديد من المواد الغذائية، وتمثل الكثير من هذه المواد خطورة على أحياء البحر وخاصة اليرقات، وهي حقيقة كانت معروفة قبل هذه الدراسة بالفعل، قام الباحثون بدراسة نجم البحر من نوع باتيريا مينياتا المستوطنة في هذه المنطقة وتنتشر يرقاتها عبر مساحات واسعة شأنها في ذلك شأن العديد من الكائنات الدقيقة في البحر في حين لا تبعد الحيوانات البالغة من هذا النوع كثيرا عن المناطق القريبة من هذه المصبات، وأظهرت التحليلات الجينية لـ 16 من أنواع نجوم البحر وجود اختلافات جينية بين حيوانات النوع الواحد، ويرجح الباحثون أن يكون سبب هذه الاختلافات هو وجود هذه المواد الكميائية بنسب مرتفعة في هذه المناطق وهو ما يعني حسب العلماء أن الإنسان يحد من استمرار التوارث الجيني بين هذه الأنواع بعد أن كان يعتقد أنها بمنأى عن نفوذه مما يؤدي الى اخطار كبيرة على هذه الاحياء. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

من جانب اخر ذكر تقرير إخباري حديث أن تزايد أعداد قناديل البحر قد تؤدي إلى كارثة بيئية في العالم، وذكرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن ارتفاع درجات الحرارة على الكرة الأرضية قد يعزى إليه الزيادة الكبيرة في أعداد قناديل البحر في العالم، لكن أحد الأبحاث العملية الحديثة أوضح إن تلك الكائنات بدورها قد تزيد المشكلة سوءا بإنتاجها المزيد من غاز ثاني أكسيد الكربون بدرجة أكثر مما تستوعبها المحيطات، ويركز البحث الذي يقوده روب كوندون من معهد فرجينيا للعلوم البحرية في الولايات المتحدة على التأثير الذي يحدثه تزايد أعداد قناديل البحر على البكتريا البحرية التي تلعب دورا في تدوير المواد الغذائية التي توجد من خلال تحلل الكائنات العضوية مرة أخرى في شبكة الغذاء، وتوصلت الدراسة التي نشرت في مجلة "بروسيدينجز أوف ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" إلى إنه في حين أن البكتريا قادرة على إمتصاص الكربون الأساسي والنيتروجين والفوسفور والمواد الكيميائية الأخرى التي تخرج من معظم الأسماك عند موتها، فإنها لا تستطيع أن تفعل نفس الشئ مع قناديل البحر.

النمور في الهند

من جهتها أعلنت الهند مؤخراً تسجيل ارتفاع في عدد النمور التي تأهل البلاد للمرة الأولى منذ سنوات، وهذا أمر يشجع على المحافظة على جنسها، وقد أتى ذلك بحسب عملية إحصاء أكثر دقة.وبحسب الإحصاء الأخير للهيئة الحكومية الموكلة بالمحافظة على النمور "برودجيكت تايغر"، فإن الهند قد أحصت العام الماضي 1706 نمور مقابل 1411 نمرا في العام 2006، وأعلن راجيش غوبال أحد القيمين على "برودجيكت تايغر" أنهم عمدوا إلى "توسيع عملية الإحصاء لتشمل البلد كله، وقد أتت تقديراتنا اليوم أكثر دقة"، وكانت الدراسة قد شملت مناطق يصعب الوصول إليها مثل غابات الأيكة الساحلية في منطقة "ساندربانز" على الحدود مع بنغلادش، ولفت وزير السياحة جايرام راميش إلى أن الارتفاع المسجل في أعداد النمور "دليل مشجع جدا"، وتضم الهند عدد النمور الأكبر في العالم، مع أكثر من نصف المجموع العام، لكن برامجها الخاصة بالمحافظة على هذه الحيوانات تجهد من دون نتيجة تذكر على وقف انخفاض اعداده، ما زال عدد النمور الحالي بعيدا جدا عما تم تسجيله في العام 2002 عندما تم إحصاء 3700 نمر، وبحسب التقديرات، كان 40 ألف نمر يأهل الهند في العام 1947 عندما نالت البلاد استقلاله، وكما هي الحال بالنسبة إلى بلدان آسيوية أخرى، تحاول الهند مكافحة الصيد غير المشروع والقضاء على البيئة الطبيعية الذي يتسبب به النمو المدني وإزالة الأشجار من الغابات. بحسب فرانس برس.

بينما شطبت الإدارة الأميركية رسميا الذئب الرمادي من لائحة الانواع المهددة بالانقراض مؤخراً، بعد سنوات عديدة من الجدل واقرار إجراء مناسب في الكونغرس خلال الفترة الماضية، وفي النهاية وقع الذئب الرمادي ضحية غير متوقعة لتسوية الميزانية الأميركية الاخيرة، عندما خسر وضعه كنوع مهدد بهدف تفادي تعطيل إداري، وهذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الكونغرس الأميركي بهدف شطب حيوان ما من لائحة الانواع المهددة بالانقراض، وكانت منظمات تعنى بالدفاع عن الحيوان قد حاولت معارضة عملية الشطب هذه، لكنها اضطرت إلى التراجع بعدما نازعت قضائيا الإجراء الذي كان قد أعلن عنه بداية في العام 2009، وترى وزارة الداخلية الأميركية أن الذئب الرمادي الذي ما زال يحصي 1300 حيوان في سلسلة جبال روكي، قد بلغ مستوى "قابلا للاستمرار"، ويعتبر انتشار الذئب الرمادي خلال السنوات الأخيرة في الولايات المتحدة "نجاحا رائعا" بحسب ما أعلن وزير الداخلية كين سالازار، وشطب الحيوان من لائحة الانواع المهددة بالانقراض يعني أن صيد الذئاب قد ينشط من جديد في ولايات إيداهو ومونتانا وأوريغون وواشنطن وفي جزء من ولاية يوت، لكن في وايومينغ الولاية التي كانت قد اعترضت على إعادة إدخال الذئب الرمادي إلى أراضيها قبل حوالى 15 عاما، يبقى الحيوان محميا.

خطورة صيد الحيتان

من جهة اخرى يقول باحثون متخصصون في الحيتان إن الصيد العرضي يشكل أحد الأسباب الرئيسية وراء نفوق الكائنات البحرية، والصيد العرضي هو عبارة عن وقوع بعض الكائنات البحرية غير المرغوب في صيدها في الشباك عند اصطياد أنواع أخرى، يقول هارالد بينكه، رئيس المتحف البحري الألماني، إن دراسة أجراها باحثون فرنسيون أظهرت في الحقيقة اكتشاف ثمانية في المئة فقط من الحيوانات البحرية التي نفقت بسبب الصيد العرضي، وأوضح قائل، "هذه النتائج تنذر بالخطر"، وأشار بينكه، خلال مؤتمر لباحثين أوروبيين متخصصين في الحيتان عقد في قادس بأسبانيا، إلى أن الصيد العرضي يمثل على ما يبدو مشكلة أكبر مما كان يعتقد في السابق، معربا عن أمله في إجراء تحقيقات مماثلة بشأن خنازير البحر المهددة بالانقراض في موانئ بحر البلطيق، ولفت إلى أن إحصائيات الصيد العرضي تتضمن في الغالب عددا من الحالات التي لم يتم الإعلان عنها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وقد أجرى هذه الدراسة علماء فرنسيون تحدثوا خلال مؤتمر قادس، حيث وضع هؤلاء الباحثون علامة على مئة من الدلافين وخنازير البحر التي وقعت في شباك الصيد بصورة عرضية على الساحل الفرنسي وأعادوها مرة أخرى إلى المحيط الأطلسي، وفي وقت لاحق، تم العثور على ثمانية في المئة فقط من جثث تلك الحيوانات على الساحل، يقول العلماء أيضا إن صناعة الصيد تشكل تهديدا على خنازير البحر في البلطيق كذلك.ففي الأعوام الأخيرة، عثر الباحثون على طول الساحل الألماني على عدد متزايد من الحيوانات النافقة، ووفقا للمتحف البحري الألماني، جرى العثور على جثث 23 خنزير بحر على سواحل ولاية مكلنبورج فوربومرن في عام 2004، وفي عام 2009 ، زاد هذا العدد إلى 52 خنزير، وقد أشارت دراسة أجريت العام الماضي حول جثث الكائنات البحرية المحفوظة أن ما يتراوح بين 30% و60% منها وقع ضحية "الصيد العرضي"، وقال بينكه في المؤتمر، "في كافة الدول التي تكشف عن نتائج مهمة للفحوصات، كان الصيد العرضي هو السبب الرئيسي وراء نفوق الحيوانات التي جرى فحصها"، وتظهر الدراسة الفرنسية أنه لم يتم الكشف سوى عن بعض الحيوانات النافقة بهذه الطريقة.

حساء زعانف الحيتان

من جانب اخر فان حساء زعانف الحيتان يعتبر نجم المائدة في عشاء فاخر بالنسبة لزبائن المطاعم في هونغ كونغ واسوأ طبق في العالم للمدافعين عن الطبيعة الا انه يشكل بالنسبة للصينيين قبل كل شيء، مؤشرا الى مكانتهم الاجتماعية، المغرفة الذهبية تقدم على ركيزتها فيما تضع النادلة اناء الحساء على الطاولة وتصبه بعناية في اطباق صغيرة، وتقول ليزا لي التي تحتفل بعيد ميلادها مع اصدقاء لها في المطعم "في الثقافة الصينية عندما يخرج المرء مع عائلته وعندما نريد ان نكرم الاصدقاء نأكل شيئا لذيذا وفي غالبية الاحيان يكون حساء زعانف الحوت"، بالنسبة للاجانب لا شيء مميزا في الطعم، فهي قطع مطاطية بعض الشيء خالية من الطعم فيما المذاق يأتي فقط من الصلصة التي ترافقه، الان ان الصينيين الكانتونيين يعتبرون الزعانف طبقا خارجا عن المألوف وطعمه هو العنصر الاقل اهمية، وبما ان هذا الطبق غالي الثمن يسمح استهلاكه اذا ما قدم الى معارف العمل او الاقارب او الاصدقاء بتعزيز المكانة الاجتماعية وهو عنصر اساسي في الثقافة الصينية، وتوضح فيرونيكا ماك عالم الانتروبولوجيا في جامعة هونغ كونغ الصينية "المآدب المهمة ولا سيما حفلات الزفاف تتضمن عادة حساء الزعانف، وهذا امر حيوي للطبقات المتوسطة وحتى العاملة التي تريد ان تظهر لمعارفها ان بامكانها ان تتحمل كلفة هذا الطبق"، المهم هو حجم الزعانف ومظهره، فزعانف الظهر اهم من زعانف الطبق او الصدر لكن الذنب ايضا يحظى بالتقدير على ما يقول البائعون، وزعانف الحوت-النمر هي الاكثر طلبا. بحسب فرانس برس.

وفي الطب الصيني التقليدي، يعزز تناول الزعانف الصحة والعظام، في معطم "فونغ شينغ" في هونغ كونغ الذي يستهلك 200 كيلوغرام من الزعانف في الاسبوع تكلف صحفة حساء تكفي ل12 شخصا 1080 دولارا محليا اي 95 يورو، ويؤكد تام كووك كينغ مسؤول المطعم "عندما تنظم مادب طعام رسمية من غير اللائق الا تقدم حساء الزعانف، فهذا يوازي فقدان ماء الوجه"، وفي المطبخ تنقع الزعانف لساعات حتى يصبح شكلها مطاطيا ومن ثم تقلى سريعا مع التوابل، وتضاف بعدها الى الحساء وتوضع على نار حفيفة لاربع ساعات حتى تصبح الزعانف شبه شفافة وتنكمش، الا ان هذا الامر يثير استنكار المدافعين عن الطبيعة الذين يشيرون الى ان صيادي الاسماك يقطعون الزعانف فيما الحيتان حية ويعيدونها الى البحر لتنفق بعدما تعجز عن السباحة، ويؤدي اقبال الصينيين على هذا الطبق الى تراجع كبير في اعداد الحيتان هي حيوانات قانصة تلعب دورا مهما في السلسلة الغذائية البحرية على ما يقول هؤلاء.وتقول سيلفي بون من الصندوق العالمي للطبيعة في هونغ كونغ "غالبية اصدقائي يعتبرون ان لا ضير في استهلاك الزعانف من وقت الى اخر، الا ان هذا الاستهلاك الظرفي الذي يدفع الكثير من سفن الصيد الى مطاردة الحيتان في العالم"، وتضيف "نقضي على حوت لاستهلاك 2،5 % منه فيما يحتاج الحوت الى عشر سنوات ليبلغ"، الا ان السلوك بدأ يتغير لا سيما في صفوف سكان المدن الشباب، شي اون كوين الذي يبيع الزعانف منذ عقود في حي متخصص في هونغ كونغ يشير الى ان المزيد من الشباب يقررون التخلي عن هذا الطبق في مآدب الاعراس احتراما للطبيعة.

الاحترار المناخي

في سياق متصل يتزايد التهديد الذي يستهدف طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية "أنتركتيكا" نتيجة لانخفاض عدد القشريات التي تعتبر مصدر غذائها الأساسي وذلك بعدما أصابها الاحترار المناخي بالإضافة إلى ذوبان الثلوج الذي يقلص من مساحة بيئتها الطبيعية، بحسب دراسة نشرت مؤخر، وهذه الدراسة التي امتدت على العقود الثلاثة الأخيرة تناولت فصيلتين من طيور البطريق ذي الزناق "بيغوسيليس أنتركتيكوس" وبطريق آديلي "بيغوسيليس أديلياي"، اللتين تستهلكان القشريات ذاتها لكنها تعيش في أماكن مختلفة، الفصيلة الأولى تحاول تفادي الجليد في حين أن الثانية تبحث عنه، والانخفاض في أعداد هاتين الفصيلتين يأتي أكثر وضوحا خلال السنوات العشر الأخيرة، إذ انخفضت أعداد بطريق آديلي بمعدل 2،9% في العام أما أعداد البطريق ذي الزناق فقد انخفضت بنسبة 4،3% في العام، وكانت بعض المجموعات قد شهدت انخفاضا بلغ 50%، بحسب معدي الدراسة التي نشرت في حوليات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم "بناس" في 11 نيسان/أبريل. بحسب فرانس برس.

وتتغذى هاتان الفصيلتان بشكل شبه حصري من القشريات الصغيرة "يوفاوساشيا" التي انخفضت أعدادها في المحيط الأطلسي نتيجة للاحترار المناخي بحوالى 80% منذ سبعينات القرن الماضي، وهذه القشريات التي تشبه الروبيان تعيش في أعماق المحيطات المتجمدة وتشكل حلقة أساسية في السلسلة الغذائية، ويشرح ويين ترايفلبيس الباحث في الوكالة الفدرالية الأميركية للمحيطات والجو والمعد الرئيسي لهذه الدراسة، أنه "مهما كانت تفضيلات البطريق البيئية، نلاحظ انخفاضا كبيرا في هذه الحيوانات ترتبط خصوصا بتقلص مساحة البيئة الطبيعية لهذه القشريات التي تشكل غذائها الأساسي"، ويتوقع هذا الباحث أن "يكون لخسارة قشريات "يوفاوساشيا" أثر كبير على كامل النظام البيئي في أنتركتيكا نتيجة للاحترار المناخي" وليس فقط على طيور البطريق، ولعل الاختفاء التدريجي لهذه القشريات يدفع بطيور البطريق إلى إيجاد أماكن جديدة للبحث عن غذاء له، وهذا الأمر يشكل صعوبة إضافية لطيور البطريق الصغيرة التي سوف تجد مشقات أكبر عندما تبلغ لإيجاد غذاء لها مقارنة مع الأكبر سنا، بحسب ما يوضح معدو هذه الدراسة.

تهريب العاج

من جانبه قال مسؤول ان السلطات الكينية ألقت القبض على رجل صيني وصادرت 96.5 كيلوجرام من العاج كانت بحوزته خلال محاولته تهريبها عبر المطار الرئيسي في البلاد، ولمواجهة عصابات الصيد الجائر التي تهدد الحياة البرية تعارض كينيا رفع حظر مدته تسعة اعوام على مبيعات العاج فرض في عام 2007 بناء على اتفاقية التجارة الدولية في الانواع المهددة بالخطر، وقال ايثر واليا القائم بأعمال رئيس الاتصالات في هيئة الحياة البرية الكينية "ألقي القبض على المواطن الصيني في مطار جومو كينياتا الدولي خلال توقفه وهو قادم من جمهورية الكونجو الديمقراطية"، وأضاف ان العاج كان مخبأ في ثلاث حقائب وان الرجل المحتجز سيواجه تهمة حيازة غير قانونية للعاج، ووزن العاج المصادر يعني ان الشحنة ربما تشمل انياب بضعة افيال، واعترضت كينيا في العام الماضي اكثر من طنين من انياب الافيال وقرون الكركدن خبئت في صناديق للفاكهة كانت متجهة الى ماليزي، وأضاف واليا انه يجري حاليا تدريب نحو 500 شخص على الحراسة لارسالهم الى الحدائق الوطنية لحماية الحياة البرية، ويتم تهريب العاج من الافيال الافارقة الى اسيا ويستخدم في صناعة الحلي وتنقل قرون الكركدن الى الصين لاستخدامها في الطب الشعبي الصيني ويصل سعر كليهما لمئات الدولارات

للكيلوجرام الواحد. بحسب رويترز.

ارز الاطلس

بدورها فان عمليات القطع غير المشروعة تهدد اشجار الارز المهيبة في جبال الاطلس مما قد يؤثر سلبا على التوازن البيئي في منطقة تضم خزان المياه الرئيسي في المغرب، وتشكل هذه الاشجار من فصيلة الصنوبريات ثروة طبيعة في المغرب حيث تنتشر على مساحة 134 الف هكتار، في غابة اجدير في قلب الاطلس المتوسط كانت اشجار الارز تغطي كل الجبال في ما مضى "الا انها باتت تحصى على اصابع اليد" على ما يقول السكان وغالبيتهم من البربر، ويقول عزيز عكاوي من الجمعية المغربية لحقوق الانسان "تقطع سنويا الاف الاشجار بعضها اشجار معمرة بطريقة غير شرعية مع تواطؤ بعض حراس الغابات خصوصا"، غالبية اشجار الازر في المغرب التي تمتد على 134 الف هتكار موجودة في الاطلس المتوسط، الا ان الاتجار بالاخشاب يهدد وجود هذه الاشجار التي يستخدم خشبها خصوصا في صنع الاثاث في مؤشر الى الثراء في دارات المغرب الفسيحة، على بعد حوالى عشرة امتار من مركز حراس الغابات قبالة بحيرة تحيط بها الغابات، جذع شجرة ارز مقطوعة.

ويقول عكاوي "هذه الشجرة قطعت بمنشار يصدر صوتا قويا يمكن لحراس الغابات سماعه بسهولة" ملمحا بذلك الى امكانية تواطئهم، ويضيف "هناك الاشخاص الذين يقومون بقطع اشجار الارز بطريقة غير مشروعة والنجارون الذي يشترون الخشب وبعض الموظفين الفاسدين في ادارة المياه والغابات وبعض الموظفين الفاسدين في القضاء، اذا يمكن ان نتحدث عن مافيا الارز، مافيا منظمة"، في الغابة يقر بعض السكان انهم قطعوا اشجارا بطريقة غير شرعية لضرورات الحياة في منطقة جبلية خالية من اي نشاط اقتصادي، وتحتاج شجرة الارز الى حوالى 30 عاما للبلوغ ويمكن ان تدر على من يقطعها بطريقة غير مشروعة حوالى 800 يورو، وفي حال بيعت بطريقة مشروعة فإن السعر يزيد ثلاثة اضعاف، ويقول احمد، احد سكان المنطقة "كلما ارادت مجموعة من السكان قطع شجرة تعطي حارس الغابة مبلغا من المال"، سنويا تنظم بلدات المنطقة عملية "قطع" يتم خلالها بيع اشجار الارز المقطوعة في مزاد، وتدر عملية البيع هذه لكل بلدة مليون يورو تقريبا في السنة، الا ان السكان الغاضبين يؤكدون انهم لا يستفيدون من هذه الاموال". بحسب فرانس برس.

وقال احمد الذي لا يتقن العربية بتاتا "انظروا من حولكم لا يتوافر شيء، نعيش في البؤس هن، لا نستطيع الاستفادة من عائدات بلدتنا بعد بيع الارز بطريقة مشروعة"، ويضيف قائلا "ليس لدينا عمل، لا مدارس ولا مستشفيات، نطالب بعمل وتجهيزات ومشاريع لمساعدتنا حتى تتحسن ظروف عيشنا"، ويقول محمد شديد من مركز تطوير وحماية موارد الغابات "عندما نلقي القبض على احدهم يتهم بطبيعة الحال حراس الغابات، الا انه لا تتوافر اي ادلة دامغة بانه دفع المال للحراس"، ويعتبر الاستاذ الجامعي عبدالسلام اوحجو ان "قطع اشجار الارز من دون اي اشراف يؤدي الى انجراف التربة والى التصحر الامر الذي يهدد التوازن البيئي في المنطقة برمتها"، ويختم محذرا من ان "غابات الاطلس المتوسط هي خزان المياه الرئيس في المغرب وكل اختلال في التوازن سيكون له تبعات على مستوى البلاد بكاملها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/تموز/2011 - 3/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م