القنوات الفضائية... غياب لحيادية الطرح

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: من حق الجميع البحث عن فرص البقاء واثبات الوجود وسط هذا الخضم الهائل من التكرار والتقليد في كل شيء، وطبعاً فان القنوات الاعلامية "الفضائية" ليست استثناءً عن القاعدة التي دائب على تطبيقها الجميع في الوقت الحديث، لكن الشيء الذي يختلف عنده هذا الجمع هو "الكيفية" والسبيل في ايجاد طريق معين لوضع استراتيجية تميز مسير هذه القناة عن مثيلاتها من خلال الطرح والافكار والمواضيع التي تعبر عن اهداف القناة واسلوبه، حيث يسعى بعضاً منها الى اساليب بعيدة عن المهنية والوفاء لمجال الاعلام والحقيقية من اجل تحقيق مكاسب ربحية سريعة او شهرة زائفة، بينما يحافظ البعض الاخر "وهم القلة" على منهاجية رصينة واستراتيجية واضحة في تحقيق اهداف الاعلام الصادق.

فرانس 24 تزدهر

فبمعدل مشاهدة فاق ستة ملايين مشاهد وفق إحصاءات «إيبسوس» استطاعت قناة «فرانس 24» الفرنسية الناطقة بالعربية، أن تتفوق في امتحان الربيع العربي، وتحتل المرتبة الثانية، وتقارب نسبة مشاهدة قناة «الجزيرة»، متخطية قناة «العربية»، وحول هذا التفوق السريع أشار رئيس مجموعة «فرانس 24» ألان دو بوزياك، وفق ما نشرته صحيفة الأخبار، إلى أن «منهج القناة يتوخى تعدد وجهات النظر عبر إفساح المجال لكل الآراء على نحو متوازن، وهذه نقطة تمايز أساسية بيننا وبين قنوات أخرى»، لافتا إلى اعتزازه بنجاحات القسم العربي، «منذ انطلاق خدمته الإخبارية على مدار الساعة منتصف أكتوبر الماضي، يطمح القسم العربي من (فرانس 24) إلى تفادي الوقوع في فخّ الخطاب الأحادي والمؤدلج لـ(الإعلام الأجنبي الموجّه إلى العالم العربي)»، يعزو ألان دو بوزياك ذلك إلى «هامش الحرية والاستقلالية للقناة عن الموقف الرسمي الفرنسي»، ويضيف أنه «بخلاف قنوات أخرى، ليست (فرانس 24) صوت فرنسا الرسمي، بل تعكس النظرة الفرنسية إلى العالم، أوهي نظرة عمادها الدفاع عن التعددية والحريات وحقوق الإنسان»، مشيرا إلى ان «فرانس 24 -عربي» بعد ثلاثة أشهر من انطلاق خدمتها الإخبارية على مدار الساعة، استطاعت جذب 4.5 ملايين مشاهد، معظمهم في المغرب العربي فقط، وأضاف «بالفعل، كان الربيع العربي نقطة تحوّل في مسار فرانس 24 -عربي التي بدأ بثها التجريبي قبل أربع سنوات، وسط لا مبالاة المشاهد العربي، إذ لم ينجح الطاقم السابق للقناة في تمديد ساعات البث التجريبي من 10 ساعات إلى 15 ساعة يومياً، من هنا جاءت فكرة الاستعانة بإعلامية عربية مثل ناهدة نكد، لما تتسم به من مهنية وتجربة ومعرفة بالعالم العربي، ولمواجهة هذا التحدي، وُسع طاقم القناة ليضم صحافيين من 14 جنسية عربية، وأُطلقت شراكة مع إذاعتين عريقتين تنتميان إلى (الإعلام الخارجي الفرنسي)، هما (مونتي كارلو) و(إذاعة فرنسا الدولية)».

من جهة اخرى قالت المحطة التلفزيونية الإخبارية الفرنسية "فرانس 24" إنها قررت رفع دعوى قضائية أمام الادعاء العام الفرنسي تتهم فيه "سيدة" بتهمة "انتحال شخصية ووظيفية" فيما يخص المداخلة الهاتفية على شاشتها لامرأة حددتها على أنها السفيرة السورية لدى باريس، لمياء شكور، وخلال المقابلة، قالت المرأة إنها تعلن استقالتها بسبب العنف الدائر في سوريا، مضيفة، "لا يمكنني دعم دائرة العنف المتطرف، ولا تجاهل الشباب والنساء والأطفال الذين يقتلون"، وبعد وقت قصير، أنكرت شكور، على العديد من شاشات التلفزة الإخبارية أنها أدلت بأي تصريح، وزعمت بأن شخصيتها تعرضت للانتحال، وفي بيانها، قالت فرانس 24 إنها دعت شكور للمشاركة في برنامج حواري "هذه الدعوة تمت عبر السفارة السورية، التي زودتنا، عند الاتصال بها هاتفيا وبالبريد الإلكتروني، برقم هاتف قالت إنه يعود للسفيرة، كما زودتنا بصورة لها"، وفي مقابلة أجرتها شبكة "بي أف أم" التلفزيونية مع شكور، في وقت لاحق، هددت السفيرة السورية في باريس، وأضافت القناة "لقد كانت تستخدم هذا الرقم الذي استخدم بالمحادثة، والذي تم من خلاله إعلان استقالة السفيرة، والتي أكدتها وكالة رويترز للأنباء، ونسبت القول للسفيرة"، وتابعت "فرانس 24 لا يسعها إلا أن تأخذ علما بالتصريحات التي نفتها السيدة السفيرة و هي قامت بالتحليل المقارن الذي أظهر أننا بصدد صوتين مختلفين. بحسب السي ان ان.

وأضافت "ولا تشك قناة فرانس 24 في أن السيدة شكور وسفارة الجمهورية العربية السورية، اللتين سارعتا بالتنديد بتلاعب قد تكونا ضحيته مثال فرانس 24 ، في دعمهما الكامل لهذه الدعوى، ومساعدتها في التحقيقات التي سيتم إجراؤها بعد هذه الدعوى"، كما جاء في البيان على موقع القناة التلفزيونية الفرنسية، واتهمت شكور القناة الفرنسية بأنها تتبع أجندة، وأنها جزء من حملة تضليل منذ بداية مارس/آذار الماضي، منحت بموجبه مجالاً للمعارضين لاسوريين وتسجيلات الفيديو المفبركة، من ناحيته قال نائب مدير تحرير القناة فرانس 24، رينيه كابلان، في اتصال هاتفي إن الوضع مربك للغاية، مضيفاً "لقد حلت ضيفة علينا في السابق، وأن القناة أضافت رقم الهاتف الخلوي لشكور لديه، وأنه الذي كانت قد ردت عليه سابق، وأضاف، نحن واثقون من أن الشخص الذي خاطبناه على الهواء مباشرة كان هي، ولا يوجد سبب يدفعنا للاعتقاد أن شخصاً آخر يمكنه أن يرد على رقم الهاتف نفسه."

رفع دعوى قضائية

الى ذلك اعلن مصدر رسمي ان السفيرة السورية في باريس قامت بالادعاء على قناة فرانس 24 لدى مدعي الجمهورية الفرنسية بتهمة "اشاعة انباء كاذبة"، على خلفية بث مقابلة مع امرأة انتحلت شخصيتها واعلنت استقالته، وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) نقلا عن بيان اصدرته السفارة السورية في باريس ان السفيرة لمياء شكور "تقدمت في 15 حزيران/يونيو بادعاء لدى السيد مدعي الجمهورية الفرنسية امام المحكمة البدائية في باريس (ضد فرانس 24) بتهمة اشاعة انباء كاذبة"، وكانت القناة الاخبارية الفرنسية بثت مساء السابع من حزيران/يونيو تصريحات لامراة قدمت نفسها على انها لمياء شكور واعلنت استقالتها رفضا "لدورة العنف" في سوري، الا ان شكور سارعت الى نفي هذه التصريحات مشيرة الى ان امرأة انتحلت صفته، واعلنت نيتها التقدم بشكوى ضد قناة فرانس 24، مؤكدة ان خبر استقالتها يندرج في اطار "الحملة الاعلامية التشويهية والتزييفية المغرضة ضد سوريا". بحسب فرانس برس.

وقال بيان السفارة السورية انه "كان يقتضي ان يسترعي انتحال الصفة الفاضح هذا انتباه اي صحفي جاد وملتزم"، وقررت فرانس 24 في 9 حزيران/يونيو رفع دعوى امام النائب العام الفرنسي بتهمة "انتحال وظيفة وشخصية" بعد وقوعها ضحية تلاعب من جانب امرأة ادعت انها السفيرة السورية في باريس واعلنت استقالتها من منصبها، وذلك بحسب بيان صادر عن القناة، واكد بيان السفارة السورية ان "الاستمرار في نشر نبأ الاستقالة المزعومة، من قبل وسائل اعلامية ومواقع انترنت يعرض هذه الوسائل والمواقع لملاحقات قضائية"، ولم يقدم اي سفير سوري استقالته منذ بدء التحركات الاحتجاجية ضد النظام في سوريا منتصف اذار/مارس الماضي، وادت اعمال العنف في سوريا الى مقتل 1297 مدنيا و340 من عناصر الامن واعتقال حوالى عشرة الاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف اذار/مارس، وفق مصادر حقوقية، كما ادت الى فرار اكثر من 8500 سوري الى تركيا وخمسة الاف اخرين الى لبنان .

مكتب فرانس برس في عمان

من جهة اخرى تظاهر نحو 300 اردني امام مكتب وكالة فرانس برس في عمان مطالبين باغلاق المكتب بعد ان نشرت الوكالة خبرا ان الموكب المرافق للعاهل الاردني الملك عبد الله تعرض للرشق بالحجارة اثناء زيارة لجنوب الاردن، وهو خبر نشرته وكالات عالمية ووسائل اعلام اخرى، وكان مصدر امني اكد لفرانس برس ان "الموكب المرافق لموكب جلالة الملك تعرض خلال زيارته الى الطفيلة (179 كلم جنوب عمان) الى القاء حجارة وزجاجات فارغة من قبل فئة من الشباب"، مشيرا الى "انها فئة مندسة في العشرينات والثلاثينات من العمر"، وكانت وسائل اعلام عالمية اخرى نقلت الخبر، ونفى الديوان الملكي والحكومة ونواب محافظة الطفيلة تعرض موكب الملك للرشق بالحجارة، وحمل احد المتظاهرين امام مكتب الوكالة، ومن بينهم شباب واحد النواب، لافتة طالبوا فيها بمحاكمة مديرة مكتب فرانس برس رندا حبيب امام محكمة امن الدولة وطردها واغلاق مكتب الوكالة، وانتشر نحو 40 من رجال الشرطة في محيط مكتب الوكالة فيما حمل المتظاهرون صورا للعاهل الاردني، بينما دان ايمانويل هوغ رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس ومديرها العام في رسالة بعث بها لرئيس وزراء الاردن معروف البخيت الاعتداء على مكتب الوكالة في عمان والانتقادات الرسمية "القاسية" الموجهة لموظفيه، وندد هوغ في رسالته بـ"اتهام الوكالة بأنشطة تخريبية بذريعة انها نقلت كما يملي عليها واجبها الاعلامي، احداثا ونشاطات اعتبرت سلبية لصورة البلاد وقادتها". بحسب فرانس برس.

وشجب هوغ "اعتداء الاربعاء 15 حزيران/يونيو على مكتب وكالة فرانس برس في عمان والانتقادات القاسية التي تتعرض لها الوكالة ومديرة مكتبها في عمان رندا حبيب وطاقمه من قبل السلطات الأردنية ووسائل الاعلام الرسمية"، كما دان "تهديدات شفهية موجهة لحبيب"، ومهاجمة اشخاص مجهولين مكتب فرانس برس في عمان وحطموا اثاثه، بعد تظاهرة نددت بنشر الوكالة معلومات عن تعرض موكب للملك عبدالله الثاني لرشق بالحجارة، الامر الذي نفته السلطات، وقال هوغ ان "هذه التصرفات غير مفهومة ابدا في بلد يقدم نفسه على انه دولة قانون، اعمال العنف هذه الشفوية والفعلية تهدد بصورة خطيرة عمل الصحافيين ونتيجة لذلك حريات التعبير والمعلومات"، واضاف "اخذنا علما بالتدابير المتخذة لحماية الموظفين والمكاتب التابعة لوكالة فرانس برس في عمان، وبادانتكم لما حصل ونتمنى ان تنفذ التدابير بصورة فورية وملموسة"، وقال هوغ "بهذه المناسبة اشيد بشجاعة السيدة حبيب وزملائها وبالطبع اجدد دعمي المطلق لهم في ادائهم لواجبهم"، وافاد طاهر العدوان وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصال لوكالة فرانس برس انه قدم استقالته من الحكومة بسبب قوانين "تقيد حرية الرأي".

وقال العدوان لفرانس برس "قدمت استقالتي من منصبي اعتراضا على قوانين المطبوعات والنشر التي ادرجت على الدورة الاستثنائية لمجلس النواب والتي تتعارض مع الاستراتيجية الاعلامية التي قدمتها في وقت سابق"، واوضح العدوان رئيس التحرير السابق لصحيفة "العرب اليوم" انه يعتبر ان مناقشة التعديلات لمشاريع قوانين مكافحة هيئة الفساد والعقوبات والمطبوعات والنشر فيها تقييد لحرية الرأي، وصدرت الارادة الملكية بعقد دورة استثنائية لمجلس الامة ادرجت على جدولها مشاريع قوانين بينها قانون المطبوعات والنشر وقانون هيئة مكافحة الفساد وقانون العقوبات، وشجب العدوان بشدة الاعتداء على مكتب وكالة فرانس برس في عمان، ودعا الى حملة للرأي العام لنبذ هذه الممارسات.وتولى العدوان منصبه وزيرا للدولة لشؤون الاعلام والاتصال في التاسع من شباط/فبراير الماضي.

مقاضاة قناة الجزيرة

على صعيد اخر قالت قاضية أمريكية ان ضحايا هجمات صاروخية تعرضت لها اسرائيل في عام 2006 لا يمكنهم رفع دعوى قضائية ضد قناة الجزيرة الفضائية وزعم أنها تعمدت مساعدة حزب الله على مهاجمة مدنيين عن طريق ذكر مواقع الانفجارات، وقال أصحاب الدعوى وبينهم اسرائيليون طلبوا مبلغ 1.2 مليار دولار من الجزيرة كتعويضات عن الاضرار ان شبكة الاخبار ومقرها قطر ساعدت مقاتلي حزب الله على توجيه صواريخهم بدقة أكبر خلال الحرب التي استمرت 34 يوما مع اسرائيل عام 2006، وذكرت الدعوى التي رفعت قبل عام أن محكمة بمنطقة مانهاتن في نيويورك لها اختصاص في القضية لان مواطنين أمريكيين تعرضوا للأذى في الهجمات، وفي رفضها للدعوى قالت القاضية الاتحادية بمانهاتن كيمبا وود ان الضحايا لم يتمكنوا من إثبات أن الجزيرة كانت لديها نية محددة لمساعدة حزب الله، وأضافت "لم يقدم أصحاب الدعوى أي حقائق تشير الى أن المدعى عليه كان يعلم حتى أنه كان يقدم أي شيء لحزب الله"، وذكرت أن الضحايا "لم يقدموا حقائق تشير الى أن حزب الله كان يتابع ما يبثه المدعى عليه". بحسب رويترز.

وفي أوراق القضية قال أصحاب الدعوى وهم أمريكيون واسرائيليون وكنديون أصيبوا أو قتل أفراد في أسرهم في الهجمات ان الجزيرة تعمدت مساعدة حزب الله عن طريق بث أسماء المواقع المحددة للهجمات على الهواء وما أسفرت عنه هجمات الصواريخ، وقالت واحدة ممن رفعوا الدعوى انها تعرضت للاجهاض نتيجة لانفجار صاروخ بالقرب من منزله، وقال اخر انه "رأى زوجته تمزق اربا"، ولم يتسن الوصول على الفور الى روبرت جوزيف تولتشين محامي المدعين للتعليق على الامر، وأحجم محام لقناة الجزيرة عن التعليق، وطلب أصحاب الدعوى 1.2 مليون دولار من الجزيرة بالاضافة الى أضرار عقابية تقررها المحكمة، واستمرت الحرب بين اسرائيل وحزب الله من السادس من يوليو تموز الى 14 أغسطس اب 2006، وتوقف القتال بعد قرار أصدره مجلس الامن الدولي بعدما قتل المئات.

مقدم البرامج غلين بيك

بدوره أعلن مقدم البرامج الأميركي المحافظ غلين بيك عن إطلاق قناة تلفزيونية خاصة به على الانترنت، في أيلول/سبتمبر المقبل، حيث سيكون بإمكان معجبيه الانتساب إليه، وأوضح بيك، الذي استطاع خلال عامين ونصف العام جذب مشاهدين أوفياء لبرنامجه الذي يعرض على قناة "فوكس" المحافظة التابعة لمجموعة روبيرت موردوك، ان قناته الإلكترونية "جي بي تي في" ستبدأ البث في 12 أيلول/سبتمبر، ويمكن لمشاهدي "جي بي تي في دوت كوم" الحصول على ساعتين من البث اليومي لقاء 4،95 دولارات شهريا، على ما أوضحت شركة الإنتاج "ميركوري راديو ارتز" ومقرها نيويورك، أما النسخة الأشمل "جي بي تي في بلاس"، لبث برنامج غلين بيك الإذاعي بصورة متزامنة. بحسب فرانس برس.

ولبث أخبار عن النشاطات الخاصة والافلام الوثائقية فتكلف 9،95 دولارات شهري، وقال بيك، الذي يقدم آخر حلقة له على "فوكس" في 30 حزيران/يونيو "جي بي تي في ليست قناة جماهيرية، بل هي موجهة الى الاميركيين الذين يعرفون ما يؤمنون به، ويعرفون الى اين يذهبون، ويريدون ان يتقدموا وعدم اضاعة الوقت"، ومن غير المؤكد ما إذا كان هذا المقدم المثير للجدل بإمكانه ان يقنع ما يكفي من معجبيه لإنفاق المال من أجل متابعة برنامجه إلكترونيا، حتى في بلد اعتاد فيه المستهلكون على دفع المال للحصول على الترفيه الإلكتروني، كما في حال موقع "نيتفليكس" لبث الأفلام والمسلسلات الذي أثبت نجاحه، وغالبا ما يثير بيك الجدل بسبب استفزازاته، خاصة تلك التي تستهدف الرئيس باراك اوباما، متهما اياه بأنه "يكره البيض".

الخليفي والمناصب

في سياق متصل تزداد مناصب مدير عام قنوات "الجزيرة الرياضية" ناصر الخليفي بشكل ملحوظ وكأنه في سباق مع الوقت، وآخر المهمات التي اوكلت اليه منصب رئيس مجلس المراقبة في نادي باريس سان جرمان الفرنسي، الخليفي (39 عاما) خريج كلية الادارة والاقتصاد في جامعة قطر، وكان لاعبا في كرة المضرب حيث مارس اللعبة اكثر من 15 عاما، ومثل بلاده فيها في العديد من المناسبات، كان الخليفي يشغل سابقا منصب مدير الحقوق في قناة الجزيرة الرياضية، ويعرف بمهنيته اذ جلب اقوى البطولات للقناة في زمن قصير جد، تولى في 2008 منصب مدير عام قنوات الجزيرة الرياضية التي حصلت اخيرا على حقوق نقل اهم الاحداث العالمية ومنها نهائيات كأس العالم عامي 2018 و2022، علما بأنها نقلت فعاليات مونديال جنوب افريقيا 2010، وتملك حقوق نقل مونديال البرازيل 2014، عين الخليفي قبل نحو عامين رئيسا للاتحاد القطري لكرة المضرب أشرف خلالهما على بطولة الماسترز للسيدات التي تضم اللاعبات الثماني الاوليات في العالم، وبطولة الرجال المقررة في الاسبوع الاول من كل عام، كما انتخب قبل نحو اسبوع نائبا لرئيس الاتحاد الاسيوي لكرة المضرب (عن منطقة غرب آسيا) في الانتخابات التي اقيمت في طشقند، وسيتولى الخليفي منصب رئيس مجلس المراقبة في نادي العاصمة الفرنسية بعد ان اشترت شركة استثمار قطرية 70 بالمئة من أسهم النادي قبل ايام قليلة. بحسب فرانس برس.

استراتيجية قطرية

من جانب اخر تتسع رقعة الامتداد القطري في ميادين الرياضة العالمية مع ارتفاع سقف الطموحات التي بلغت ذروتها في نيل هذا البلد الغني بالنفط والغاز شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، واحتكار قنوات "الجزيرة الرياضية" القطرية حقوق نقل أهم البطولات العالمية في الشرق الاوسط، وأخيرا الدخول في استثمارات مباشرة في الاندية الاوروبية، أحدث الانجازات القطرية في هذا المجال دخول "الجزيرة الرياضية" مؤخراً شريكا ل"قنال بلوس" الفرنسية في بث مباريات الدوري الفرنسي لكرة القدم في السوق المحلية بين عامي 2012 و2016 مقابل 510 ملايين يورو نصيب القناة القطرية منها 90 مليونا "علما بأنها حصلت مؤخرا ايضا على حقوق النقل خارجيا اعتبار من 2012-2013"، وسبق ذلك بأيام قليلة فقط حصول شركة استثمارية قطرية على 70 بالمئة من أسهم نادي باريس سان جرمان، مع احتفاظ شركة "كولوني كابيتال" الاميركية المالك السابق للنادي بحصة 30 بالمئة، يذكر ان سان جرمان انهى منافسات الدوري الفرنسي هذا الموسم في المركز الرابع خلف ليل البطل ومرسيليا وليون، وسيشارك بالتالي في مسابقة يوروبا ليغ في الموسم المقبل، وسيوكل الى مدير عام قنوات "الجزيرة الرياضية" ناصر الخليفي منصب رئيس مجلس المراقبة في نادي العاصمة الفرنسية، وكشف الخليفي بعد اجتماعه مع اعضاء مجلس الادارة ان رئيس النادي روبين لوبرو سيحتفظ بمنصبه، والامر عينه ينطبق على المدرب انطوان كومبواريه، ويبدو ان انتقال اكثرية أسهم النادي الفرنسي الى شركة استثمارية قطرية لم تعجب رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، الذي دافع عن "هوية الاندية". بحسب فرانس برس.

وقال بلاتيني "افهم اني ادافع عن شيء لا يمكن الدفاع عنه، لكني لست من انصاره، انا من انصار الحفاظ على هوية الاندية وليس شراء الناس يمنة ويسرة"، واضاف "لست من مشجعي تملك الاجانب للاندية، وقلت هذا الامر للانكليز "شراء بعض الاندية من مستثمرين اجانب وعلى سبيل المثال نادي مانشستر سيتي"، الا ان قوانين الانظمة الفرنسية والانكليزية تسمح بذلك، ولا استطيع القيام بشيء حيال ذلك"، وتابع بلاتيني "قد نرى مالكا قطريا ومديرا رياضيا برازيليا ومدربا ايطاليا ولاعبين من جنسيات اخرى، لكني لا ارى الرابط مع باريس سان جرمان"، ولا تقتصر الاستثمارات القطرية الرياضة على فرنسا، اذ باتت مؤسسة "قطر فاونديشن" الراعي الرسمي لبرشلونة بطل اسبانيا واوروبا في عقد يمتد حتى 2016 مقابل 166 مليون يورو، وسيحل شعار مؤسسة قطر مكان شعار ال"يونيسيف" التابعة للامم المتحدة والتي تعنى بحماية الاطفال، وسجلت قطر في الاونة الاخيرة نجاحات كبيرة على الصعيد الرياضي وضعتها في صلب خارطة الاحداث العالمية في مختلف الالعاب والبطولات، وأهم انجاز رياضي في تاريخ قطر كان حصولها على حق استضافة مونديال 2022 عقب تفوق واضح على الولايات المتحدة في الجولة الاخيرة من تصويت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي "فيفا" في زيوريخ في الثاني من كانون الاول/ديسمبر الماضي، وتكرر المشهد بفوز قطر بتنظيم بطولة العالم لكرة اليد بعد نحو شهرين، والتي بقيت حكرا على الدول الاوروبية في غالبية دوراتها، لتصبح اول دولة خليجية وشرق اوسطية تحصل على شرف تنظيم هذه البطولة، وثالث دولة عربية بعد مصر عام 1999، وتونس عام 2005.

من جهته امين عام اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ سعود به عبد الرحمن آل ثاني أكد في حينها الاهداف الاستراتيجية وراء هذه النقلة النوعية في استضافة البطولات العالمية، وقال الشيخ سعود "انها استراتيجية دولة قطر، وقد بدأنا بها قبل عشر سنوات ولم تأت من فرغ"، مضيفا "ان رؤية دولة قطر واللجنة الاولمبية برئاسة الشيخ تميم بن حمد هي لنكن وطنا رائدا يجمع العالم من خلال الرياضة"، وتابع "المسؤولون في دولة قطر يعتقدون ان الرياضة هي أهم استثمار في الشباب، رياضيا وصحيا وثقافيا، فضلا عن فوائدها الاعلامية والسياحية وعلى صعيد البنية التحتية"، ليس هذا فقط، بل ان قطر تقدمت في اذار/مارس الماضي بطلب استضافة بطولة العالم لالعاب القوى في الهواء الطلق والمقررة عام 2017، وسيجري التصويت على الدولة التي تحتضنها في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في موناكو، وكانت قطر استضافت بطولة العالم لالعاب القوى داخل صالة في اذار/مارس 2010 في اكاديمية اسباير، وكل ذلك دفع امين عام اللجنة الاولمبية الى القول "ان موسم 2010-2011 لن يمر من ذاكرتنا كغيره من المواسم وانما سيبقى خالدا في اذهاننا لانه شهد تحقق الحلم الذي انتظرناه ليس في قطر فقط وانما "حلم الامة" بالحصول على شرف استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 والتي دون شك تعتبر الانجاز الاكبر على مدار تاريخ الرياضة القطرية"، ودأبت قطر على استضافة احداث رياضية عالمية كبيرة منذ اكثر من 15 عاما وفي مختلف الالعاب خصوصا في العاب القوى وكرة المضرب وكرة اليد وكرة القدم، وباتت الجزيرة المصدر الرئيسي ان لم يكن الوحيد لنقل الاحداث الرياضية العالمية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد ان احتكرت أهم الاحداث من كأس العالم وكأس اوروبا وبطولات الاندية الاوروبية ومعظم الدوريات الاوروبية لكرة القدم "باستثناء الدوري الانكليزي"، مرورا بالالعاب الاولمبية، فضلا عن بطولات عالمية اخرى في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وغيرها.

وسبق ان اعلنت "الجزيرة الرياضية" مطلع العام الجاري حصولها على حقوق البث الحصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختي 2018 في روسيا و2022 في قطر، وكانت نقلت ايضا مباريات مونديال جنوب افريقيا 2010، وعلق مدير "الجزيرة الرياضية" ناصر الخليفي في وقت سبق خلال رده على مسألة احتكار البطولات الكبيرة بالقول "لا اريد الدخول في ما اذا كان احتكار الحزيرة الرياضة امر صحي ام لا، اترك هذا الامر للنقاد، لكن اذا نظرنا الى فرنسا نرى وجود قناة واحدة تعنى بنقل البطولات الكبرى وهي (قنال بلوس) والامر ذاته موجود في بريطانيا (سكاي سبورت)"، ويلخص الخليفي هدف القناة قائلا "انه يعزز الوجه المشرق للجزيرة الرياضية التي بات ينظر اليها ككيان اعلامي عربي ينشد ايصال رسالة سامية للشباب العربي من المحيط الى الخليج، وايضا لكل الرياضيين من شتى بقاع الدنيا، حيث تجمعنا محبة الرياضة وفلسفتها نحو التلاقي والتعايش بين الامم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/تموز/2011 - 2/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م