أعمال إبداعية تتعدى نطاق الأرقام

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: مزادات عالمية تنتشر في العديد من دول العالم تهتم بعرض وبيع اللوحات العالمية والتحف النفيسة في مزادات علنية اكتسبت شهرة عالمية من خلال عمليات البيع بمئات الملايين في كل عام، لكن الفن الجميل الذي تحول الى عبارة عن سلعة تقيم من خلال المال في عمليات البيع والشراء يفقد الهدف الذي من اجله رسمت هذه اللوحات، وفي حين ان اغلب الرسامين اللذين أبدعوا هذه اللوحات العالمية قد ماتوا وهم فقراء جد، نجد ان لوحاتهم قد تحولت الى ارقام فلكية تناقلها أيادي التجار والمعجبين.

اخفاء مسروقات

حيث ذكرت صحيفة "لوموند" في عددها الصادر الاحد ان تهمة اخفاء مسروقات وجهت الى الفني الكهربائي بيار لو غينيك (71 عاما) وزوجته اللذين كان يحتفظان ب271 عملا غير منشور لبيكاسو في منزلهما في موان سارتو (جنوب شرق فرنسا)، وتعذر على النيابة العامة في غراس من تأكيد هذه المعلومة في حين تعذر الاتصال ببيار لو غينيك ومحاميته ايفلين ريس، وذكرت "لوموند" ان التهمة وجهت الى لو غينيك وزوجته في الثالث من ايار/مايو من قبل قاضية التحقيق كاترين بونيتشي، وقد كشف عن القضية عندما توجه الكهربائي الى ورثة بيكاسو للحصول على شهادات تثبت صحة الاعمال ال271 التي احتفظ بها في منزله قرابة الاربعين عاما. بحسب فرانس برس.

ويؤكد بيار لو غينيك ان هذه الاعمال اعطاه اياها بيكاسو وزوجته جاكلين عندما كان يقوم باعمال في مزرعتهما في "نوتر-دام-دو-في" في موجان (جنوب شرق)، وقد رفع ورثة بيكاسو شكوى بتهمة اخفاء مسروقات وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر فتحت النيابة العامة في غراس تحقيقا بهذا الخصوص، ولتبرير توجيه التهمة الى لوغينيك وزوجته كشف محققون لصحيفة "لوموند" خصوصا وجود "تناقضات" في بعض تصريحات الزوجين وبعض المعلومات العملية التي وفرتها مؤسسة بيكاسو ومفادها ان جزءا من هذه الاعمال الفنية لم يكن موجودا في تلك الفترة في "نوتر-دام-دو-في" بل في "فيلا كاليفورني" وهي دار اخرى كان يملكها بيكاسو في كان، وقد صودردت الاعمال وبينها "كولاج ورسوم" بانتظار قرار القضاء.

لوحة لمايكل أنجلو

الى ذلك فمن المتوقع أن يجلب رسم تحضيري للوحة "معركة كاسكينا" المفقودة لفنان عصر النهضة الايطالي مايكل أنجلو بوناروتي بين ثلاثة ملايين جنيه استرليني الى خمسة ملايين (5-8 ملايين دولار) عند بيعه في مزاد يوم الخامس من يوليو تموز، وحسبما ذكرت دار كريستي للمزادات التي ستعرض العمل في لندن فان رسم الرجل العاري يرجع تاريخه الى حوالي عام 1504 بعد فترة وجيزة من بدء مايكل أنجلو العمل في مهمته الرئيسية للاحتفال بذكرى الفضيلة المدنية لفلورنس، وكانت حكومة فلورنسا قد كلفت مايكل أنجلو وزميله ليوناردو دافنشي برسم لوحات جدارية عن معركة لقاعة في قصر المدينة، ولم تستكمل لوحة "معركة أنغياري" لدافنشي ولا "معركة كاسكينا" لمايكل أنجلو وفقدت الاثنتان رغم ما تبقى منهما من النقوش والرسومات، وقال بنيامين برونيت الرئيس الدولي للفنون القديمة ورسوم القرن التاسع عشر في دار كريستي للمزادات "هذا الرسم يقدم صلة نادرة بشكل استثنائي ومباشرة لاحد أعظم الروائع الغربية التي لم تكتمل". بحسب رويترز.

مبيعات الفن المعاصر

في سياق متصل حققت مبيعات الفن الانطباعي والحديث والمعاصر التي نظمتها دار سوذبيز مؤخراً في باريس ما مجموعه 41 مليون يورو متجاوزة بكثير التوقعات التي كانت تراوح بين 24،4 مليونا و34،9 مليون، وهو اعلى مجموع تحققه مجموعة من المزادات ينظمها فرع دار المزادات هذه منذ افتتاحه في باريس قبل عشر سنوات، وتجاوز 11 عملا سعر المليون يورو على ما اوضحت سوذبير في بيان، وكانت نجمة المزاد لوحة باستيل لجوان ميرو رسمها في العام 1942 وهي بعنوان "نساء وعصفور امام الشمس" وقد بيعت بسعر 2،3 مليون يورو، وبيعت منحوتة برونزية لالبرتو جاكوميتي بسعر 1،52 مليون يورو، ويعرض مزاد سوذبي بلندن لوحة الراهب التي اعيدت نسبتها الى الرسام انتوني فان دايك بعد ان كان يظن في السابق انها من اعمال الرسام روبنز، وامتلكت هذه اللوحة عائلة فرنسية لأكثر من 200 عام وكانت تعرف باسم راهب روبنز، بيد ان خبراء مزاد سوذبي لاحظوا إن ضربات الفرشاة في هذه اللوحة أكثر تطابقا مع ضربات تلميذه الفنان فان دايك، ومن جهة اخرى تحدث تاجر أعمال فنية عن اكتشافه في عام 2010 للوحة اخرى لفان دايك هي بورترية فتاة. بحسب فرانس برس.

وستعرض لوحة بورترية الراهب التي قدرت سعر بيعها بـ 600 الف إلى 800 الف جنيه استرليني في المزاد في السادس من يوليو/تموز بين مجموعة اعمال فنية تعود لعائلة قام مكتب المزاد في باريس بتقييمه، وقال جورج غوردن من مزاد سوذبي ان الطريقة التي رسم فيها رأس الراهب ملتفتا جانبا تعطي انطباعا بالعفوية، على العكس من التكوين الاكثر رسمية في بورتريهات روبنز، واضاف إن ضربات الريشة تبدو بوضوح أكثر قربا إلى خصائص اسلوب فان دايك عندما كان يعمل في مشغل روبنز الفني فضلا عن استخدام الالوان الكثيفة التي هي خصيصة اخرى لدى فان دايك، ويقول مزاد سوذبي ان عددا كبيرا من الدارسين يتفقون الان مع وجهة النظر القائلة إنها رسمت من قبل فان دايك قرب نهاية فترة عمله مع روبنز في الفترة نحو 1617 الى 1620، وفي هذه الاثناء كشف الخبير فيليب مولد كيف انه شخص امكانيات كبيرة في لوحة كانت معروضة في مزاد كريستي بباريس بقيمة تقديرية 15 الف الى 20 الف يورو وصفت حينها بأنها لوحة لفنان مجهول من المدرسة الفلامنكية، وبعد اجراء المزيد من البحث خلص الى شراء اللوحة وهي بورترية فتاة للرسام فان دايك بمبلغ مليون يورو أي اكثر بخمسين مرة من سعرها المقدر لاول مرة.ويقول إن سعرها الان يعادل ثلاثة اضعاف هذا المبلغ.

نادرا ما شوهدت

بدورها عرضت دار كريستيز في لندن لايام قليلة حوالى مئة عمل فني نادرا ما شوهدت او لم يسبق ان عرضت امام الجمهور منها لوحات عائدة لميكيلانجلو وبيكاسو ومونيه، قبل عرضها للبيع في مزاد، واوضح يوسي بيلكانين رئيس دار كريستيز لمنطقة اوروبا والشرق الاوسط وروسيا والهند "يأتي تقديم هذه الاعمال الفنية ليس فقط بغية بيعها بل لعرضها امام الجمهور" موضحا انها اعمال يملكها افراد.ومن بين التحف الفنية التي تعرض حتى الاربعاء "رجل عار من الظهر" لميكيل انجلو و هي احدى المخططات ال24 التي نفذها الفنان الايطالي تحضيرا ل "معركة كاسينا"، ويقدر سعر العمل بين 3 و5 ملايين جنيه استرليني (3،4 و5،7 ملايين يورو) وسبق ان عرضت مرة واحدة فقط. بحسب فرانس برس.

ومن المعروضات ايضا احدى لوحات مونيه في سلسلة "النيلفور" الشهيرة التي تقدر بسعر 17 مليون جنيه استرليني فضلا عن لوحتين لبيكاسو "الشابة النائمة" وبورتريه لدوريا مار نادرا ما عرض، يضاف الى ذلك لوحة لغينسبوروه بعنوان "بورتريه الانسة ريد التي تحولت الى السيدة وليام فيلوبوا" التي لم تعرض منذ العام 1936 فضلا عن اثاث نادر ومخطوطات تعود الى القرون الوسطى ومنحوتة ضخمة للاسترالي رون مويكل تعود الى العام 1996 بعنوان "بيغ بايبي"، وغالبية هذه الاعمال التي يقدر سعرها مجتمعة باكثر من 250 مليون جنيه استرليني (280 مليون يورو) حيث تعرض للبيع في مزادات دار كريستيز الصيفية.

لوحة "العذراء"

على صعيد اخر تغادر لوحة "عذراء فولينيو" للفنان رافاييل للمرة الاولى متاحف الفاتيكان لتشارك في معرض في دريسدن في ايلول/سبتمبر، في بادرة من البابا بنديكتوس السادس عشر بمناسبة زيارته الرسمية لالماني، وستنضم اللوحة الى "شقيقتها" لوحة "عذراء سيستينا" الموجودة في دريسدن، وهاتان اللوحتان تعتبران من اهم لوحات الفنان الايطالي وقد رسمهما في الفترة ذاتها تقريبا قبل 500 سنة، وقال مدير متاحف الفاتيكان انطونيو بولوتشي في بيان مشترك مع متحف دريسدن العام "يقدم البابا بنديكتوس السادس عشر من خلال فتح الباب امام التقاء اللوحتين، دعمه لحدث مهم جدا من الناحيتين الثقافية والتاريخية-الفنية"، والمعرض الذي يستمر من السادس من ايلول/سبتمبر الى الثامن من كانون الثاني/يناير سيقدم عدة وجوه شهيرة للسيدة العذراء وهو بعنوان "بهاء سماوي"، وقال الكاردينال جيوفاني لاجولو "انه معرض يقام بمناسبة زيارة البابا".ويقوم البابا في ايلول/سبتمبر بزيارة رسمية ورعوية لمسقط رأسه مع محطات في برلين وايرفورت وفرايبورغ. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى عثر على لوحة يبدو انها من اعمال الرسام الفرنسي الشهير في القرن الثامن عشر جان اونوريه فراغونار في قصر اوتفور في جنوب غرب فرنسا خلال عملية ترميم اخيرة، وقال جاك مولان المهندس المعماري في هيئة النصب التاريخية "لدينا الان ادلة تشير بنسبة 80 % الى ان اللوحة لفراغونار"، واوضحت المرممة كلودين باستيكوس انها من خلال عملها على لوحة "راع شاب مع قطيعه" تكونت لديها القناعة "انها على الارجح من اعمال فراغونار"، وتابعت تقول "طابعها المميز واختلافها عن اللوحات الاخرى لفت انتباهي" مشددة على ان معجونة اللوحة "شخصية جدا وفريدة"، وعثر على حرف مخبأ وراء اللوحة مما يؤكد تقريبا نسب هذه اللوحة، واوضحت "كتب حرف ف بحجم سنتيمترين"، قد تصل قيمة هذه اللوحة في حال اثبت خبير انها لفراغونار الى مليوني يورو، وهذه اللوحة تأتي من مجموعات دافيد-دافيد فيل احد كبار جامعي التحف الفنية في القرن العشرين التي اشتراها شخصيا من جامع لاعمال فراغونار في القرن التاسع عشر.

الرسم الذاتي لفان غوخ

من جانبه قد تكون اللوحة الشهيرة جدا المعنونة "اتوبورتريه" (رسم ذاتي) للرسام فنسنت فان غوخ، تمثل في الواقع وجه أخيه تيو، على حد قول خبراء من متحف فان غوخ في أمستردام حيث أجروا دراسة طويلة حول الموضوع امتدت على 600 صفحة، وأكد متحف فان غوخ في بيان له "بحسب الرأي الشائع، لم يرسم فنسنت فان غوخ ابدا أخاه تيو الذي كان معيله"، أما لويس فان تيلبورغ، أحد كبار خبراء المتحف، فيظن أن اللوحة المرسومة في العام 1887 والتي تجسد رجلا يعتمر قبعة فاتحة اللون وسترة لونها أزرق داكن هي في الواقع تتناول شقيقه تيو الذي يصغره بخمس سنوات، وأعلن المتحف في بيانه أن "هذا الاستنتاج يستند إلى اختلافات ظاهرة بين الشقيقين" في إشارة إلى أوجه اختلاف منها اللحية وشكل الأذنين المدور "وهما ليسا من سمات فنسنت"، وأكد البيان "أن شكل اللحية ولونها المائل إلى الأمغر أكثر منه إلى الأحمر يشكلان دليلا أيضا" بالإضافة إلى "لون العينين وطريقة اللبس اللذين يعززان هذه النظرية الجديدة"، وقال لويس فان تيلبورغ إن "الصورة تطابق صور تيو"، وقد توفي تيو فان غوخ بعد ستة أشهر على انتحار أخيه في تموز/يوليو 1890 في حقل قمح في مقاطعة أوفير الفرنسية قرب باريس في السابعة والثلاثين من العمر، وقد وثق لويس فان تيلبورغ وثلاثة خبراء آخرين من المتحف الذي يضم أكبر مجموعة لوحات ورسائل لفان غوخ نتائج هذا البحث في مجلد يمتد على 600 صفحة. بحسب فرانس برس.

ثلاث لوحات لبيكاسو

الى ذلك بيعت ثلاث لوحات لبيكاسو تمثل ثلاث عشيقات للفنان الاسباني بسعر تجاوز 42 مليون جنيه استرليني (حوالى 48 مليون يورو) مؤخراً في مزاد علني لدار كريستيز في لندن، فقد بيع بورتريه عائد للعام 1939 يمثل دورا مار عشيقة بيكاسو وملهمته التي "حلت" مكان ماري تيريز ولتر بسعر 17،9 مليون جنيه (20،2 مليون يورو) متجاوزة التقديرات، وقد رسمت اللوحة بعيد اندلاع الحرب العالمية الثانية وهي تحمل عنوان "امرأة جالسة وفستان ازرق" ولم تعرض امام الجمهور منذ العام 1967 في سويسر، وكان سعرها مقدرا ين 4،5 و9 ملايين يورو، وحققت لوحة "الشابة النائمة" وهي بورتريه لماري تيريز ولتر نفذ العام 1935، بسعر 13،5 مليون جنيه (15،5 مليون يورو) متجاوزة التقديرات المعلنة وهي عشرة ملايين يورو، وكان بابلو بيكاسو في سن الخامسة والاربعين عندما التقى الشابة التي كانت في السابعة عشرة عند مدخل محطة قطار انفاق في باريس العام 1927، والبورتريه الذي يظهر ماري تيريز نائمة وهبه مواطن اميركي لم يكشف عن هويته الى جامعة سيدني في نيسان/ابريل الماضي شرط ان يذهب ريع عملية البيع الى البحث العلمي"، اما اللوحة الثالثة فهي "تمثال فرنسواز النصفي" وهو بورتريه لفرنسواز جيلو الذي بيع بسعر 10،6 ملايين جنيه (11،9 مليون يورو)، وتعود اللوحة الى العام 1946 وهي تظهر عشيقة بيكاسو في اربعينات القرن الماضي التي انجب منها طفلين، الا ان القطعة الاثمن في المزاد وهي لوحة "الحوريات" لكلود مونيه المقدر سعرها بحدود 27 مليون يورو، لم تجد من يشتريها.

بيكاسو في رام الله

من جانب اخر تتيح "الاكاديمية الدولية للفنون فلسطين" للجمهور الفلسطيني للمرة الاولى مشاهدة لوحة أصلية للفنان العالمي بابلو بيكاسو في رام الله بعد عمل استمر عامين من أجل ذلك ضمن مشروع "بيكاسو في فلسطين"، وقال الفنان التشكيلي خالد الحوراني المدير الفني للاكاديمية بعد ان تم اخراج اللوحة الاصلية من صندوق مخصص لها نقلت فيه من هولندا الى فلسطين "لقد استمرينا على مدار عامين دون كلل او ملل وفي كثير من الاحيان كنا نعود للمربع الاول في العمل لاستعارة لوحة من لوحات الفنان بيكاسو من متحف "فان ابه" في هولندا لعرضها في رام الله"، واضاف "المشروع بالنسبة لنا كان فنيا بامتياز ولكن السياسة تفرض نفسها كما ان دور الفن هو الحديث عن السياسة فكانت كل خطوة من خطوات نقل هذه اللوحة من هولندا في فلسطين تعكس واقعا سياسيا صعبا فعندما يتم استعارة لوحة من متحف الى اخر تكون الرحلة من المتحف الى المطار الى المتحف ولكن الوضع هنا مختلف بسبب اجراءات الاحتلال وتعقيداته". بحسب رويترز.

وعمل موظفان من متحف "فان ابه" مساء على اخراج اللوحة من الصندوق بعناية فائقة داخل غرفة متحف صغيرة تبلغ مساحتها 16 مترا مربعا صممها المهندس اسامة حمدان وفق المواصفات العالمية من حيث وجود اجهزة قياس درجات الحرارة والرطوبة وكاميرات التصوير الخاصة من اجل عرض هذه اللوحة وهي عبارة عن صورة امراة، واوضح بيان صادر عن الاكاديمية "ان هذه اللوحة "صورة امراة 1943" احدى ابرز الاعمال التي تعبر عن الفترة التعبيرية التي رسم فيها الفنان العالمي بيكاسو وهي الفترة التي رسم فيها متاثرا بالحرب الاهلية في اسبانيا"، واشار الحوارني الى ان ثمن اللوحة يقدر بحوالي عشرة ملايين دولار، ويرى الحوارني وهو صاحب فكرة المشروع الذي يتم توثيقه في فيلم وثائقي يعده المخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي سيعرض لاحقا "ان وجود اللوحة في فلسطين يضع امام الفن العالمي اسئلة اكاديمية حول علاقة الفن بالسياسة والجغرافيا وبهذا ستكون اول رحلة للوحة بيكاسو التي تم اختيارها من قبل طلبة الاكاديمية من بين مجموعة من لوحاته رحلة بحث في الانظمة التي تحكم حياتنا ومسارتنا في التنقل والعلم"، وعمل طلبة الاكاديمية التي تحتفل هذا العام بتخريج اول فوج منهم في تخصص الفنون المعاصرة على رسم نسختين طبق الاصل عن اللوحة الاصلية التي تتولى حراستها مجموعة من الاجهزة الامنية الفلسطينية تشمل عناصر من الشرطة المسلحة يتواجدون امام الغرفة التي توضع فيها في مبنى الاكاديمية، وقال الحوارني "من محاسن الصدف انه في الوقت الذي تعرض فيه لوحة بيكاسو هنا في الاكاديمية سيكون هناك معرض اخر لاول ستة طلاب من خريجي الاكاديمية التي يلتحق بها حاليا 32 طالبا وطالبة اضافة الى انه تم قبول عشرة طلاب جدد يشتمل على عدة اعمال فنية بين الرسم والنحث والتصوير وفن الفيديو.

ونقل بيان صادر عن الاكاديمية الدولية للفنون عن تشارلز ايشه مدير متحف فان ابه "مشروع بيكاسو في فلسطين جزء من تطور مداه اكثر اتساعا ففيه يترافق الفن التقليدي الحديث مع التغييرات الثقافية والاجتماعية الجارية من حولنا"، ويضيف "ان لوحتنا ستتغير برحلتها الى رام الله وستاخذ معنى اضافيا وستبقى القصة جزءا من تاريخ هذه اللوحة حتى اللحظة اذ نشعر باننا نصنع تاريخا جديدا في هذا المشروع بالبناء على سابق تاريخ اللوحة"، ويفتتح المعرض الذي يقام بدعم من عدد من المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية امام الجمهور لثلاثة اسابيع، يترافق مع المعرض في رام الله معرضان توثيقيان لرحلة اللوحة من هولندا الى فلسطين والمراسلات التي تمت من اجل استعارة اللوحة وصور لعملية النقل من هولندا الى فلسطين في القدس وغزة.

متحف اللوفر لن يوافق

من جانبهم قال القيمون على متحف اللوفر إن لوحة الموناليزا لليوناردو دافينشي "حساسة جدا" ونقلها "غير وارد على الاطلاق"، وذلك بعد طلب شركة ايطالية استعارة اللوحة من المتحف، أطلقت اللجنة الوطنية لتثمين الأملاك الثقافية التي يرئسها سيلفانو فينسنتي، نداء عبر شبكة الانترنت كي يعير متحف اللوفر لوحة الموناليزا من أجل معرض مرتقب سنة 2013 في ايطالي، وقد نال الطلب دعم حكومة فلورنسا المحلية، وأشار فنسنت بوماريد، مدير قسم اللوحات في اللوفر، إلى أنه "من حيث الشكل لم نتلق أي طلب رسمي للاعارة"، وأضاف "من حيث المضمون، نرفض إعارة الموناليزا لأنها حساسة جدا وقد يسبب نقلها أضرارا لا يمكن إصلاحها"، رسمت لوحة الموناليزا الزيتية بحدود العامين 1503 و1506 على لوح رفيع جدا من خشب الحور. بحسب فرانس برس.

ومع الوقت، التوى اللوح وبان على ظهره صدع واضح، نادرا ما خرجت اللوحة من متحف اللوفر وقد سرقت منه سنة 1911 على يد ايطالي أوقف سنة 1913 بينما كان يحاول بيعها إلى جامع تحف، نقلت اللوحة إلى الولايات المتحدة الأميركية سنة 1963 ثم إلى اليابان سنة 1974 ولم تخرج من متحف اللوفر مذاك، وهي موضوعة في واجهة مزودة بنظام متطور لتكييف الهواء لتفادي أي تقلبات في الحرارة والرطوبة، ويشرح فنسنت بوماريد إن "نقلها غير وارد على الإطلاق لأننا لن نستطيع التحكم بالحرارة، بما في ذلك داخل صناديق مكيفة"، ويضيف أن "التأرجح سيكون مؤذيا جدا" للوحة و"سنجازف كثيرا إن قمنا بإعارتها"، سبق أن تلقى متحف اللوفر طلبات في السنوات الأخيرة لإعارة اللوحة، يقول بوماريد "في كل مرة، أجبنا بالنفي أيا كانت المؤسسة التي تطلب اللوحة"، كذلك، تشكل الموناليزا إحدى التحف الفنية الأساسية في المتحف، فمعظم الزائرين الذي يقصدون المتحف للمرة الأولى ينتظرون رؤيتها بتلهف.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/تموز/2011 - 29/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م