حروب أمريكا... فواتير مكلفة وخطايا مرعبة

شبكة النبأ: في الاقتصاد الحر الذي يتبعه العالم المتمدن كل شيء يخضع للعرض والطلب في عملية تنقل السلع والبضائع بين المستهلكين وحسب رغبتهم في اغلب الأسواق العالمية، ويبدو ان الحروب تسير على خطى الاقتصاد الجديد وخصوصاً في الولايات المتحدة الامريكية حيث الحروب لديها أصبحت تتقلب بين العرض والطلب، وكما هو معلوم تنحصر في جهات معينة تختار ماهو "ضروري" واخر "اختياري"، وبعدها تعد من قبل صناع القرار في الولايات المتحدة (الرئيس الامريكي وادارته، الكونغرس الامريكي، البنتاغون، جماعات الضغط) ثم تعرض أمام الشعب الامريكي من اجل المباركة عليها والذهاب الى الحرب.

وفي احداث 11/سبتمبر بعد ان تعرضت الولايات المتحدة الى هزة عنيفة من الداخل بعد ان فقدت الشعور الوهمي بالامان وانهارت الاحلام الامريكية وتنامي الشعور العام بضرورة الانتقام، كان "الطلب" قوياً على حرب "ضرورية" وفرها بوش من خلال "عرضين مثيرين" في افغانستان والعراق، اما في عهد اوباما فيبدو ان "الشهية الحربية" لدى الشعب الامريكي لاترغب بالمزيد (في الوقت الحاضر) وهذا مايسعى اليه اوباما من خلال لملمة ماكسد من بضائعهم، والكونغرس بتخفيض ميزانية وزارة الدفاع الامريكية، مع تغيير العديد من القيادات العسكرية المرموقة في الجيش.

غيتس وحروب الاختيار

حيث أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان التكاليف البشرية لحربي العراق وأفغانستان دفعته إلى القلق بشكل متزايد من استخدام القوات المسلحة الأميركية في "حروب الاختيار"، وقال غيتس، الذي يستعد لمغادرة وزارة الدفاع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" انه "عندما تسلمت منصب وزير الدفاع، كانت الولايات المتحدة تقاتل في حربين شديدتي الصعوبة وكبيرتي التكلفة، وفكرت انه لا بد من إنهاء هذا الأمر قبل البحث عن فرص أخرى"، وأضاف "لو كان الأمر يتعلق بمهاجمتنا أو بحصول شيء يهدد المصلحة الوطنية الأميركية الحيوية، لكنت أول من يقول فلنذهب، وأنا سأكون دائماً مؤيداً لحروب الضرورة، وأقف موقف الحذر من حروب الاختيار"، يشار إلى ان حرب الاختيار، يعني عندما تكون المصالح المهددة غير حيوية، وعندما تكون هناك بدائل أخرى لحماية هذه المصالح، أو عندما يكون ممكناً احتمال الموقف الذي تواجهه الدولة، وهذه العبارة تأتي في مقابل عبارة حرب الضرورة عندما تكون المصالح الحيوية للدولة مهددة، وعندما لا يتاح لها خيار آخر غير القوة العسكرية لحماية هذه المصالح، وذلك بعد أن تستنفد الخيارات الأخرى أو يثبت عدم نجاعته، يذكر ان غيتس عبر مؤخراً عن تحفظاته بشأن التدخل الأميركي في ليبي، وقال وزير الدفاع الأميركي "الشيء الوحيد الذي أظن انني سأقوله هو، آمل انني تفاديت قيامنا بأمور غبية خلال السنوات الأربع ونصف الماضية، وربما غبية ليست الكلمة المناسبة وإنما أقصد الأمور التي لم تكن في الحقيقة في مصلحتنا"، وطلب من غيتس إعطاء مزيد من التفاصيل، فابتسم وقال "سأفعل ذلك في كتابي" في إشارة إلى مذكراته التي سيصدرها. بحسب يونايتد برس.

وقال غيتس، وهو أول وزير دفاع يعمل مع رئيسين من حزبين مختلفين هما الرئيس السابق جورج بوش والرئيس الحالي باراك أوباما، انه تمكن من الانتقال من بوش إلى أوباما من خلال استخدام درس تعلمه من التغييرات المتعددة لمدراء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وهو "لا تتكلم كثيراً"، ورفض غيتس المقارنة بين بوش وأوباما، كما رفض مناقشة علاقته بالرئيس الحالي، أو الدور الذي يمكن أن يكون لعبه لحث أوباما، الذي عارض حرب العراق، على تبني العديد من سياسات الأمن القومي التي اعتمدت في إدارة بوش، واكتفى بالقول "الحقيقة هي معلم فعال جداً، وأقول الحقيقة والمسؤولية، وكل رئيس يواجهها"، وقال غيتس انه يعي ان "ثمة مسائل كبيرة عالقة" فيما يسلم البنتاغون إلى مدير الـ"سي آي إيه" ليون بانيتا، ومن بينها كيفية تقليص البيروقراطية في وزارة الدفاع، وادخار 400 مليار دولار خلال 12 سنة وسحب القوات من أفغانستان وغيره، وسئل عن النشاطات التي ستكون أول ما يقوم بها بعد مغادرة منصبه فأجاب "التوجه إلى (مطعم الوجبات السريعة) برغر كينغ والقيادة إلى هناك بنفسي"، وكان أوباما رشح بانيتا الشهر الماضي لتبوء منصب وزير الدفاع خلفاً لغيتس الذي يشغل هذا المنصب منذ الولاية الثانية للرئيس بوش، كما راى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان خطر تدخل الولايات المتحدة مجددا في بلد اجنبي كما فعلت في افغانستان والعراق ضئيل، وتطرق خلال خطاب امام طلاب مدرسة وست بوينت العسكرية المرموقة شرق الولايات المتحدة الى مستقبل النزاعات التي قد يواجهها الجيش الاميركي، وقال غيتس الذي من المفترض ان يترك مهامه خلال العام الجاري والذي يقوم بزيارة وداعية لطلاب مدرسة وست بوينت "خطر حصول "افغانستان جديدة" او "عراق جديد"، بمعنى غزو واعادة السلام وادارة بلد كبير من العالم الثالث ضئيل على الارجح"، وبراي الوزير فان "الاجدى باي وزير دفاع مستقبلي سينصح الرئيس بارسال قوة اميركية كبيرة مجددا الى اسيا او الشرق الاوسط او افريقيا ان "يعالج دماغه" في استعادة للتعبير الدقيق للجنرال ماك ارثر"، واعتبر غيتس ان التدخلات العسكرية الاميركية في الخارج ستتخذ على الارجح في المستقبل شكل العمليات السريعة الرامية الى الرد على التهديد بعمل ارهابي او بكارثة.

فاتورة الحرب

بدوره ادلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مؤخراً خطاب، حول خفض القوات الأمريكية في أفغانستان، لأول مرة منذ غزو الدولة الآسيوية أواخر عام 2001، في حملة عسكرية كلفت الخزينة الأمريكية، حتى اللحظة، 443 مليار دولار، وكان من المتوقع أن يعلن أوباما سحب 30 ألف جندي أرسلوا إلى أفغانستان كقوة إضافية إبان ذروة العنف عام 2009، إلا أن حجم وتوقيت الانسحاب مازالا في طي الكتمان، ويرى محللون إن التأثير الاقتصادي للانسحاب، على المدى المنظور، لن يكون مؤثراً وقدر "المركز الأمني الأمريكي الجديد، إنه في حال سحب 15 ألف في عام 2012، فأن حجم الإنفاق العسكري يتراجع بمقدار 7 مليارات دولار، وعقب ترافيس شارب من المركز قائل، سبعة مليارات مبلغ متواضع للغاية، إذا أعتقد البعض بأن خفض القوات الإضافية كفيل بحل أزمة موازنة البنتاغون، فعليهم التفكير مجدداً"، وخلال الأعوام القليلة الماضية، ارتفعت تكلفة الحرب الأفغانية بحدة، جنباً إلى جنب زيادة حجم القوات الأمريكية هناك، ففي عام 2008 أنفقت الإدارة الأمريكية 43 مليار دولار. بحسب السي ان ان.

وكان حجم القوات حينها 33 ألف جندي، ارتفعوا إلى 102 ألف حالياً للتسلق التكلفة إلى 118 مليار هذا العام، وفقاً لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس، ويقدر باحثون أن الجندي الأمريكي في أفغانستان يكلف الخزانة مليون دولار سنوياً"، ونسب الباحثون ارتفاع فاتورة الحرب إلى عوامل عدة أهمها الطبيعة الجغرافية لأفغانستان ذات التضاريس الوعرة وافتقاد الدولة الآسيوية للموانئ وافتقارها للبنى التحتية الأساسية، علي سبيل المثال، الوقود، الذي ينقل بقوافل من الشاحنات من باكستان تمر بمناطق جبلية وعرة للغاية ليس بها طرق سريعة ممهدة، وكثيراً ما تتعرض لهجمات المسلحين أثناء عبورها الحدود إلى أفغانستان، وهو ما يرفع التكلفة، علاوة على توسع العمليات العسكرية في مناطق أخرى في أفغانستان وصيانة المعدات العسكرية، ما ضاعف التكلفة من 42 مليار دولار إلى 80 مليار دولار خلال الفترة من عام 2004 إلى 2008.

هيئة الاركان الامريكية

الى ذلك اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما عن تعيين الجنرال مارتن دمسي رئيسا جديدا لهيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية (ارفع موقع عسكري في الولايات المتحدة) خلفا للادميرال مايكل مولن، وسيتولى الجنرال دمبسي، الذي كانت له مشاركة في حرب العراق، مهام منصبه الجديد في الثلاثين من سبتمبر/ايلول المقبل، وعلى مجلس الشيوخ المصادقة على تعيين الجنرال دمبسي في موقعه الجديد، كما اعلن الرئيس اوباما عن تعيين الادميرال جيمس وينفيلد، القائد الحالي للقيادة الشمالية، رئيسا لاركان القوات البحرية، والجنرال ريموند اوديرنو رئيسا لاركان القوات البرية وهو الموقع الذي كان يشغله الجنرال دمبسي، ووصف الرئيس الامريكي الجنرال دمبسي بأنه واحد من اكثر جنرالاتنا احتراما وخبرة قتالية، وفي حال مصادقة مجلس الشيوخ على تعيينه، سيصبح الجنرال دمبسي مسؤولا عن سحب القوات الامريكية من العراق وافغانستان، ومن المعروف عن الجنرال دمبسي تحفظه ازاء اعتماد التقنيات العسكرية المتطورة، حيث ان خبرته في مجال محاربة الحركات المسلحة جعلته يؤمن بافضال الاعتماد على الجنود الموجودين على الارض. بحسب البي بي سي.

الا ان التحدي الاكبر الذي سيواجهه الجنرال دمبسي يتمثل في كيفية المحافظة على ميزانية الدفاع (التي تبلغ 20 في المئة من ميزانية الدولة) في وقت يطالب السياسيون من كل اطراف الطيف السياسي بخفض النفقات، وسيتعين على الجنرال دمبسي تعيين الاولويات فيما يخص خفض ميزانية الدفاع بالتعاون مع وزير الدفاع الجديد ليون بانيتا، الذي يتطلب تعيينه الحصول على مصادقة مجلس الشيوخ هو الآخر، وكان دمبسي قد تولى منصبه الحالي كرئيس لاركان القوات البرية في ابريل الماضي، ولكن خبرته الواسعة رجحت كفته في الفوز بمنصب رئيس هيئة الاركان المشتركة، فقد خدم كقائد للفرقة المدرعة الاولى في العراق، كما شارك في تدريب قوات الامن العراقية، وخدم ايضا كقائد للقيادة المركزية واشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الاوسط والخليج وآسيا الوسطى.

القتلى من المدنيين

من جهتها خلصت دراسة الى ان أكثر من (92600) مدني قتلوا في العنف المسلح في العراق من عام 2003 حتى عام 2008 وان قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة تتحمل معدلات عالية من القتل العشوائي للنساء والاطفال أكثر من قتلها المسلحين، وحلل باحثون بريطانيون وسويسريون بيانات مجموعة حصر القتلى في العراق (اي.بي.سي) المدافعة عن حقوق الانسان عن القتلى المدنيين في العراق من مارس اذار عام 2003 الى مارس عام 2008 وخلصوا الى ان غالبية حوادث القتل ارتكبها جناة مجهولون في عمليات اعدام تنفذ خارج ساحات القضاء وفي تفجيرات انتحارية وقذائف مورتر، لكن طبقا "لمؤشر الحرب القذرة" الذي وضعه الباحثون لقياس عدد النساء والاطفال القتلى بين المدنيين كان أداء قوات التحالف سيئا أيض، وخلصت الدراسة الى انه في عمليات قتل عشوائي للنساء والاطفال بلغت قراءة مؤشر الحرب القذرة بالنسبة لجناة مجهولين يطلقون قذائف مورتر 79 ومن يستخدمون سيارات ملغومة في هجمات غير انتحارية بلغت القراءة 54 بينما بلغت 69 في الهجمات الجوية التي تشنها قوات التحالف. بحسب رويترز.

وقال الباحثون انه فيما يتعلق بكل أنواع الاسلحة ونيران الاسلحة الصغيرة كانت قراءة مؤشر الحرب القذرة مرتفعة بالنسبة لقوات التحالف مقارنة بالقوات المعادية للتحالف، وحرصت مادلين هسياو ري هيكس من معهد الطب النفسي في جامعة كينجز كوليدج في لندن التي قادت الدراسة ان هذا لا يعني ان قوات التحالف قتلت عددا أكبر من النساء والاطفال لكن كان هناك نسبة أعلى من النساء والاطفال بين المدنيين الذين قتلوا على أيدي قواته، وقالت ان من الاسباب المحتملة لارتفاع قراءة مؤشر الحرب القذرة بالنسبة للقوات التي تقودها الولايات المتحدة ان خصومها لا ينتمون الى قوة منظمة ولا يرتدون زيا موحدا ولذلك يصعب التفريق بينهم وبين المدنيين العاديين، ومجموعة حصر القتلى في العراق هي مشروع غير حكومي يجمع التقارير الاعلامية عن القتلى المدنيين في العراق ويقارنها مع بيانات المستشفيات والمشارح ومنظمات غير حكومية اخرى ومع أرقام رسمية، وفي أحدث تقرير للمجموعة نشر في ديسمبر كانون الاول انخفض عدد المدنيين العراقيين القتلى في العنف الى أدنى مستوى له عام 2010 منذ الغزو الامريكي للبلاد عام 2003 .

ميزانية البنتاغون

في سياق متصل وللمرة الاولى منذ 2001، شهدت الميزانية العامة لوزارة الدفاع الاميركية انخفاضا طفيفا بسبب الانسحاب الاميركي من العراق غير ان نفقات تجهيز الجيش والافراد ارتفعت وذلك للتصدي لمختلف التهديدات، وبلغت قيمة مشروع موازنة البنتاغون 671 مليار دولار للعام 2012، مقابل 708 مليارات طلبتها ادارة اوباما العام الماضي، وبذلك فان ميزانية وزارة الدفاع الاميركية التي تضاعفت منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، شهدت انخفاضا بسيطا وللمرة الاولى منذ تلك الاعتداءات والحرب على الارهاب التي تلتها وغزو العراق في 2003، غير ان هذا الانخفاض المضلل يعود فقط الى الخفض "اللافت نسبيا" بحسب وزير الدفاع روبرت غيتس، لتكلفة العمليات في العراق وافغانستان، وستبلغ كلفة هذه العمليات في ميزانية 2012 ما قدره 117،8 مليار دولار اي اقل بـ(41،5) مليار دولار مقارنة مع السنة الماضية (-26%)، وقال وزير الدفاع الاميركي ان ذلك "يعكس الانسحاب المرتقب للقوات من العراق بحلول نهاية الفصل الاول من السنة المالية للعام 2012 (نهاية 2011) وتراجعا متواضعا لتمويل العمليات في افغانستان"، ويفترض ان تبدأ الولايات المتحدة في تموز/يوليو سحب قسم كبير من قواتها المنتشرة في افغانستان والبالغ عددها 97 الف عنصر، لكن باستثناء العمليات الخارجية، فان موازنة الدفاع "العادية" تواصل ارتفاعها فقد طلب اوباما 553 مليار دولار من الكونغرس للعام 2012 مقابل 548 السنة الماضية، ويتوقع ان يكون ارتفاع ميزانية الدفاع اعلى من مستوى التضخم في السنوات القادمة. بحسب فرانس برس.

من جهته اعتبر غيتس ان هذه الميزانية "معقولة ومسؤولة وقابلة للاستمرار" وتشمل "الحد الادنى لنفقات الدفاع الضرورية" للمساح للجيش الاميركي بمواجهة مختلف التهديدات في هذه الفترة التي تتميز بالضغط على الميزانية للقضاء على العجز الفدرالي، ويتوقع ان يتم اقتصاد 154 مليار دولار بحلول 2016 وذلك عبر اعادة هيكلة او التخلي عن برامج تسلح وخفض نفقات التشغيل منها 78 مليار دولار ستستخدم لخفض عجز الميزانية، وتنقسم آراء النواب خصوصا الجمهوريين، ازاء ميزانية الدفاع حيث يطالب بعضهم باقتطاعات واضحة في حين يعرب البعض الاخر عن مخاوف من ان يهدد ضعف زيادة نفقات الدفاع القدرات العسكرية للبلاد، ويقول وينسلو ويلر الخبير في مركز الاعلام لشؤون الدفاع ان ميزانية 2012 "هي نفسها اجمالا"، ويضيف لورين تومسون الخبير في معهد ليسنتون ان الميزانية تظهر ان النواب والادارة ليسا "مستعدين للقيام بتضحيات كبرى"، ومن 113 مليار دولار مقررة لتجهيز القوات سيتم تخصيص 4،8 مليارات للطائرات بدون طيار، كما تنوي وزارة الدفاع انفاق عشرة مليارات دولار لشراء مروحيات جديدة و20 مليار دولار لشراء بوارج وغواصات و2،3 مليار دولار للامن الالكتروني و3،7 مليارات دولار لتصميم طائرة قاذفة جديدة بنطاق عملاني واسع.

النجاح أو الموت

من جانبها تولت الفرقة الأميركية الخاصة «نيفي سيل» مهمة الهجوم الناجح على المجمع الذي كان يختبئ فيه اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» على مقربة من أبوت آباد في باكستان، وتعتبر هذه الفرقة المقاتلة المعروفة أقوى فرق سلاح البحرية الأميركية واشدها كفاءة، وغالباً ما يتم تكليفها بمهام خاصة، وتتكون هذه الفرقة التي تسمى احيانا «سيل تيم ـ 6» من عناصر من البحرية الأميركية، يتم اختيارها بمواصفات في غاية الدقة وتتمتع بمهارات خاصة، وقدرات يمكن وصفها بالخارقة حتى تتمكن من العمل في بيئات قاسية، وترمز كلمة «سيل» الى الحروف الأولى من التمارين التي يتلقاها افراد الفرقة في البر والبحر والجو، وما يكتسبونه من قدرات ومهارات يمكن وصفها بغير الطبيعية او الخارقة، ويعود تاريخ هذه الفرقة الى خمسينات القرن الماضي حيث كان يتم انتقاء عناصرها من سلاح البحرية وتتخذ من «دام نك» في فرجينيا مقراً لقيادتها وتعتبر شقيقة لفرقة اخرى تسمي نفسها «المحترفين الهادئين» وتنتمي كلتاهما الى «قيادة العمليات الخاصة المشركة» التي تتصل ميزانيتها السنوية الى مليار دولار، كما لعبت فرقة «نفي سيل» دوراً مهماً خلال حرب فيتنام، من خلال العديد من العمليات والمهام الناجحة التي قامت بها خلف خطوط العدو.

وقد تصاعدت اهمية دورها في الصومال ومن ثم في افغانستان والعراق، ويمكن للرئيس الأميركي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة تحريك نيفي سيل وغيرها من وحدات «مكافحة الإرهاب» وتكليفها بمهمات من دون الرجوع الى وكالة الـ«سي.آي.إيه»، ومؤخراً قامت الوحدة بعملية اطلق عليها اسم «جيرو نيمو» نسبة الى اسم احد زعماء الهنود الحمر الذي قاتل الأميركيين لسنوات، وشارك في العملية ما بين 20 و25 عنصراً، وتحدث قادة العملية بلغة الباشتو الى سكان المجمع والمباني المجاورة له، وطلبوا منهم إطفاء الأنوار وعدم مغادرة منازلهم، ثم جرى اشتباك وتبادل لإطلاق النار استمر 40 دقيقة لينتهي بمقتل بن لادن بعد اصابته بطلقتين في الرأس، ولم يصب أي احد من عناصر «نيفي سيل» التي شاركت في العملية بينما تحطمت مروحية اميركية، ويقول القائد السابق لـ«نيفي سيل» كريغ سواير «يتلقى افراد هذه الفرقة تدريبات مختلفة على مدار الساعة ولا يتوقفون، وهم يدركون تماماً ان الفشل ليس خياراً مطروحاً وليس امامهم الا النجاح او عدم العودة الى وطنهم او قاعدتهم»، ويضيف سواير انه «يمكن لأي مجموعة منهم ان تظل بعيدة عن ارض الوطن وخارجه لأكثر من 300 يوم في السنة، ولكن يتم الاستغناء عن العنصر بعد ثلاث سنوات من الخدمة»، وتعكف بعض شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود على دراسة امكان انتاج فيلم سينمائي استوحيت قصته من كتاب وضعه القائد السابق للفرقة هوارد واسدن، اثناء قيادته لها في الصومال خلال التسعينات.

وفاة فرانك باكلز

على صعيد اخر ذكرت تقارير اعلامية ان فرانك باكلز الذي يعتقد انه اخر الجنود الامريكيين الذين شاركوا في الحرب العالمية الاولى توفي عن 110 أعوام، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ابنته قولها ان باكلز توفي في مزرعته في غرب فرجيني، وباكلز الذي احتفل بعيد ميلاده العاشر بعد المئة في الاول من فبراير شباط كان كذب بشأن سنه لينضم للجيش عندما كان يبلغ من العمر 16 عام، وهو من مواليد ميزوري وكان بين نحو خمسة ملايين امريكي شاركوا في الحرب العالمية الاولى في عامي 1917 و1918، ونقل عنه قوله في السنوات الاخيرة "كنت اعلم ان محاربا واحدا سيبقى على قيد الحياة لفترة ولكن لم اتوقع أن أكون هو"، وقاد باكلز سيارة اسعاف خلال الحرب، وفي عام 1941 حين كان يمارس عملا مدنيا في مانيلا القت القوات اليابانية الغازية القبض عليه واسرته لمدة 38 شهرا إبان الحرب العالمية الثانية، وذكرت الصحيفة انه بوفاة باكلز لم يتبق على قيد الحياة سوى استرالي عمره 109 اعوام وبريطانية تبلغ من العمر 110 اعوام كانا من بين 65 مليون شخص يعتقد أنهم شاركوا في الحرب بين عام 1914 و1918 . بحسب رويترز.

من جهة اخرى اعلن جنرال اميركي مثير للجدل كان قائد القوات الاميركية البرية في العراق خلال فضيحة ابو غريب انه ينوي الترشح عن الحزب الديموقراطي لمقعد في مجلس الشيوخ في تكساس، وطلب من اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز الترشح للمنصب الذي يشغله حاليا الجمهوري كاي بيلي هاتشيسون في الولاية التي يهيمن عليها الجمهوريون عادة، وقال "يشرفني ان يختارني الناس" للترشح، مؤكدا "خدمت بلادي لسنوات وستكون هذه طريقة اخرى لخدمة بلدي". لكنه اضاف "حتى الآن لم يتخذ اي قرار"، وبرأ الجيش الاميركي سانشيز من اي تورط في فضيحة سجن ابو غريب في 2004 التي اضرت بمصداقية القوات الاميركية في العراق، وبعد تقاعده في 2006، كان سانشيز واحدا من اشد منتقدي ادارة الرئيس جورج بوش ووزارة الدفاع الاميركية ودعا مرارا الى تشكيل لجنة حقيقة ومصالحة لتحديد اسباب حرب العراق، ورفض سانشيز ان يكشف القضايا التي سيدافع عنها في مجلس الشيوخ لكنه قال ان الفقر الذي عاشه في طفولته على حدود تكساس مع مكسيكو دفعه الى دعم الحزب الديموقراطي، وقال  "عشت على الاعانة ايام الدراسة وبدون هذا الدعم لما كنت تمكنت مع عائلتي من انجاز ما انجزناه".

شبكة جواسيس أفغانستان

من جهة اخرى قال مسؤولون ومقاولون خاصون امريكيون ان مكتب التحقيقات الفدرالي 'إف بي آي' بدأ سراً يستخدم شبكة جواسيس خاصة، لم يمض وقت طويل على قطع البنتاغون علاقته بها، للمساعدة في التحقيق بمقتل 10 عمال إنقاذ في شمال أفغانستان، ونقل عن المسؤولين والمقاولين قولهم ان شبكة التجسس، التي يديرها المسؤول الرفيع السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية دوان كلاريدج (78 سنة)، زودت عملاء الـ'إف بي آي' في كابول بتقارير استخباراتية عن مسلحين قد تكون لهم صلة بالهجوم الذي تسبب بمقتل 6 امريكيين في آب/أغسطس الماضي، ويذكر إلى ان كيفية استخدام الـ'إف بي آي' للمعلومات، وإن كانت قيمة، ما يزال غير واضح لكن استخدام المكتب لمجموعة كلاريدج، في الوقت الذي يحقق البنتاغون إن كانت هي أو غيرها من شبكات التجسس الخاصة استخدمت في أفغانستان وباكستان في انتهاك لسياسة وزارة الدفاع، يظهر حدود مصادر المعلومات الخاصة بالحكومة الامريكية في فوضى منطقة حرب، ويضاف ان كلاريدج، الذي يدير هذه المجموعة من منزله في كاليفورنيا، لا يتقاضى أي مال وإنما يريد أن يظهر للحكومة أهمية أعمال فريقه. بحسب يونايتد برس.

ونقل عن أشخاص مطلعين على أعمال المجموعة، التي أطلق عليها اسم 'مجموعة الكسوف' طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم انها قدمت معلومات لفريق عمل تشرف عليه الـ'إف بي آي' في كايبول ومهمتها اجتثاث الفساد من داخل الحكومة الأفغانية، وأضافت المصادر ان المعلومات شملت تعاملات أحمد ولي كرزاي الأخ غير الشقيق للرئيس الأفغاني حامد كرزاي والشائعات عن نقل مسؤولين أفغان مبالغ مالية ضخمة إلى دبي، ورفع متحدث باسم 'إف بي آي' التعليق على عمل كلاريدج مع المكتب في أفغانستان، فيما رفض محاميه مناقشة أية صلة تربط بين الطرفين لكنه قال ان المجموعة 'تتعاون مع تحقيق وزارة العدل في قتل 10 عمال إنقاذ وهي مستعدة للمساعدة في مجالات أخرى أيضاً'، ويشار إلى ان كلاريدج أدين في العام 1991 بالكذب على الكونغرس بشأن دوره في فضيحة 'إيران كونترا' لكن أعفي عنه بعد سنة واحدة، ويذكر انه قضية 'إيران كونترا'، تعرف أيضاً باسم فضيحة 'إيران غيت'، ويقصد بها اتفاق إدارة الرئيس الامريكي الراحل رونالد ريغن مع إيران خلال حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن الماضي لتزويدها بالأسلحة مقابل إطلاق سراح 5 امريكيين كانوا محتجزين في لبنان، وكان الاتفاق يقضي ببيع إيران وعن طريق إسرائيل ما يقارب 3 آلاف صاروخ 'تاو' مضاد للدروع وصواريخ صقر (أرض/جو) مضادة للطائرات، وعقد جورج بوش الأب، عندما كان نائباً للرئيس ريغن، هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، بحضور المندوب عن الموساد آري بن ميناشيا.

لغة النساء

بدورهن فان نساء الجيش الأميركي لا يقاتلن في الصفوف الأمامية في أفغانستان، لكن بعضهن يشارك عن قرب بمهمة "أسر النفوس والقلوب" التي تعتبر جانبا أساسيا من الاستراتيجية الأميركية لمحاربة التمرد في هذا البلد، وتماما كما هي الحال بالنسبة إلى أي جندي ينفذ مهمة في أفغانستان، تقوم جنديات وحدات المهمات النسائية "فيت" بدوريات بكامل عتادهن العسكري وبخوذاتهن وستراتهن المضادة للرصاص، لكن، في المنازل الأفغانية حيث تدعوهن نساء القرى، يستبدلن خوذاتهن بالوشاحات، فيلقين أسلحتهن ويتحدثن عن العائلة والصحة والأمن، أما مهمة هؤلاء فتقضي باكتساب دعم الشعب للقوى المتعددة الجنسيات وتلك الأفغانية التي تقاتل منذ حوالى عشر سنوات متمردي حركة طالبان، وذلك بهدف قطع هؤلاء عن قواعدهم في القرى، في المناطق المصنفة "استراتيجية"، أحيانا، يكون من الصعب دفع نساء القرى للتحدث، فحركة طالبان تهدد كل من "يتعامل" مع التحالف بأعمال انتقامية قاسية، وتشرح السرجنت سافانا من إحدى وحدات "فيت" الواقعة في ولاية هلمند الجنوبية أحد معاقل طالبان، "في بعض القرى يقولون لنا "لا يهمنا إن كنت امرأة، لن تتحدثي إلى نسائنا"، أو تكون هؤلاء النساء خائفات"، وتضيف أنه في بلدات أخرى "رؤية جنديات يثير حماسة الناس"، وعندما ينطلق النقاش، تبرز النقاط المشتركة بين النساء، على الرغم من الهوة التي تفصل بينهن، وتقول السرجنت ماليندوسكي التي تحمل معها دائما صورة ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، "يسألنني لماذا أنا بعيدة عن ابني، لكنني عندما أشرح لهن بأنني أؤمن احتياجات عائلتي بهذه الطريقة ويقلن لي "أنت أم ونحن أمهات، وهؤلاء هم أولادنا". بحسب فرانس برس.

في أفغانستان أربعون وحدة "فيت"، غالبيتها في ولاية هلمند وولاية نمروز المجاورة، بدأ البرنامج قبل سنتين، أما عديده فمن المتطوعات، وهن كن قد خدمن سابقا في وحدات مختلفة تقنية أو لوجستية، على سبيل المثال، غالبيتهن في العشرينات من عمرهن وهن من قوات مشاة البحرية الأميركية ومن البحرية الأميركية، وعلى الرغم من أنهن لا يشاركن مباشرة في المعارك، إلا أنهن يطلقن النار أحيانا كما يضطررن لتحمل تشكيك الجنود الذكور بمهمتهن، بالنسبة إلى الكابورال أشلي كاردونا عضو آخر في وحدات "فيت"، "بين جنديات الجيش الأميركي، نحن اكثر من يقترب من الجبهة، وهذا أمر يثير اهتمام النساء في قوات مشاة البحرية الأميركية"، والنساء لا تقاتل في الصفوف الأمامية بل يوكلن بالمهام اللوجستية أو التقنية، أما في ما يتعلق باستهزاء الرجال، فتقول أن الجيش "عالم يسيطر عليه الرجال، وبالتالي لا بد أن أكون معتادة"، وتروي الجنديات ان الرجال في الجيش يحاولون احيانا جعلهن يحملن عتادا اثقل مما ينبغي او يقومون بتطويل الدورية لاختبارهن، لكنهن يشددن على انهن ينجحن في الاختبار ويحصلن في النهاية على احترامهم (يذكر ان البحرية الأميركية سرحت خلال العام الجاري عشرات الضباط القياديين في صفوفها بسبب اتهامات تتعلق بالجنس والكحول والسلوك الشخصي، وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" ان عمليات التسريح في الأشهر الـ18 الأخيرة شملت 29 ضابطاً في مناصب قيادية، وهو رقم قياسي، ومن بين هؤلاء 8 تم تسريحهم بسبب تهم التحرش الجنسي أو إقامة علاقات شخصية غير مناسبة، و3 بسبب اتهامات تتعلق بالكحول و2 بسبب السلوك الشخصي، ووصف قائد العمليات العسكرية في البحرية الأميركية الأميرال غاري روغيد، زيادة عدد المسرحين بـ"المقلق"، لكنه أكد التصميم على تنفيذ معايير صارمة تتعلق بالسلوك الشخصي، ومن بين المسرحين أيضاً ثلاث نساء)، قائد الفرق العاملة في ثلاثة اقاليم هلمند مقتنع بأهمية هؤلاء النساء، فيؤكد العقيد ديفيد فورنس أن "للنساء تأثيرهن على الرجال، وكل امرأة تعلم هذا، وكل رجل متزوج يدرك ذلك أيض، وإذا لم تحاول الوصول إلى النساء، فأنت تتوجه فقط إلى نصف المجتمع"، لكن بعض المحللين يشككون في فعالية هذه الوحدات في بلد محافظ إلى هذه الدرجة وذكوري كأفغانستان، وتشرح كانداس روندو محللة في مجموعة "إنترناشونال كرايسيسس غروب" أن اشراك النساء الأفغانيات "قد يكون فكرة سديدة، لكن اختيار المكان والزمان ليس مناسبا"، فجنوب أفغانستان هو إحدى المناطق الأكثر تشددا في البلاد.

بين الاخفاق والنجاح

الى ذلك افاد مصدر من سلاح الجو الاميركي الجمعة ان كامل اسطول طائرات ال"اف-22"، اول طائرة مطاردة خفية عاملة في العالم، يمنع من الطيران منذ قرابة الشهرين بسبب مشكلة في نظام التغذية بالاوكسجين، وحوالى 170 نسخة من هذه الطائرة التي تعرف بالجيل الخامس من اصل 187 تمت التوصية عليها هي عملانية، لكن جميعها يمنع من الطيران منذ 3 ايار/مايو في انتظار انتهاء التحقيق بشأن مشكلة في نظام التغذية بالاوكسجين بالنسبة للطيار، وقالت الكابتن جنيفر فيرو من سلاح الجو "اننا لا نزال في بداية التحقيق، ونسعى الى معرفة طبيعة المشكلة بدقة"، واضافت "بما ان سلامة طيارينا امر اساسي فاننا نأخذ الوقت اللازم" موضحة انها لا تعلم متى ستتمكن الطائرات من الطيران مجدد، وذكرت مجلة "فلايت غلوبال" المتخصصة التي كشفت المعلومة انه اعطي الامر بمنع الطائرات من الطيران بعد تقارير عن حوادث من خمسة طيارين اشاروا الى مشكلة في نظام التغذية بالاوكسجين، ومنذ كانون الثاني/يناير يمنع طيارو ال"اف-22" من الطيران على علو 7600 متر، بعد شهرين من فقدان طائرة في الاسكا اثناء رحلة تدريب، ولم يعرف الى الان سبب ذلك الحادث. بحسب فرانس برس.

ومن النادر ان يبقى اسطول باكمله مسمرا على الارض بحسب سلاح الجو، فذلك قد حدث خلال اسابيع في تشرين الثاني/نوفمبر 2007 بعد حادث طائرة مطاردة من طراز اف-15 بحسب الميجور تشاد ستيفي، وطائرة اف-22 التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن، موضوعة في الخدمة في سلاح الجو الاميركي منذ نهاية 2005، والهدف هو ان تحل فيما بعد مكان طائرات اف-15 المتقادمة، بينما نفذ الجيش الاميركي بنجاح "الاختبار الاكثر طموحا" لنظام الدفاع المضاد للصواريخ، بحسب ما اعلنت الوكالة الاميركية للدفاع الصاروخي (ام دي ايه)، واوضحت الوكالة في بيان بعد اختبار للنظام الاميركي للدفاع ضد الصواريخ البالستية فوق المحيط الهادىء "بحسب المؤشرات الاولية فان كافة المكونات تفاعلت كما كان مقررا"، واعترض الدرع صاروخا متوسط المدى، واضافت الوكالة ان "القمرين الصناعيين للرصد والمراقبة في الفضاء (اس تي اس اس) اللذين نشرتهما الوكالة منذ 2009، رصدا الصاروخ وتبعناه منذ ولادته حتى وفاته"، وتهدف الدرع الصاروخية الاميركية الى حماية الولايات المتحدة من هجوم بالستي مصدره كوريا الشمالية او ايران.

سري جداً

من جانبها نشرت وثائق كاملة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) مؤخراً وأصبحت متاحة للجمهور بعد مرور 40 عاما كاملة على نشر صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات مسربة من تقرير سري جدا عن تورط الولايات المتحدة في فيتنام، وقالت ريجينا جرينويل كبيرة مسؤولي الارشيف في مكتبة ومتحف ليندون بي. جونسون للصحفيين "على الارجح لن تكشف هذه المواد عن أسرار جديدة لكن لاول مرة سيمكن الاطلاع عليها كما وضعت"، وهذا جديد ان تنظر اليها في شكلها الاصلي وفي سياقها الكامل"، وتم الكشف عن الوثائق بعد ان ختم عليها بالاحمر "نزع عنها السرية" في مؤتمر صحفي في المكتبة التي تحمل اسم الرئيس الامريكي الراحل ليندون بي. جونسون في اوستن وهي واحدة من عدة أماكن يمكن للباحثين الان الاطلاع على الوثائق فيه، وهي أيضا متوفرة في مكتبتي جون اف. كنيدي وريتشارد ام. نيكسون الرئاسيتين وفي الارشيف الوطني بكوليدج بارك في ولاية ماريلاند وأيضا على موقع الارشيف الوطني الالكتروني على الانترنت، ويقع التقرير في 7000 صفحة وكان قد أمر باعداده وزير الدفاع الامريكي الاسبق روبرت مكنمارا عام 1967، وقال الارشيف الوطني ان نحو 34 في المئة من التقرير ينشر الان لاول مرة وان الباقي سرب او نشر بشكل او اخر، وكتب هنري ترويت في "مكنمارا ومحنته في البنتاجون" ان وزير الدفاع الامريكي الاسبق رأى ان تلك الدراسة ستساعد الاجيال القادمة على تفادي الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في فيتنام.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 2/تموز/2011 - 29/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م