شبكة النبأ: تدرك قيادات حزب الله حجم
ما يحتف بالحزب من أخطار، إقليمية كانت أم دولية، خصوصا من دول الغرب
الداعمة لإسرائيل، فيما يراقب عن كثب الأحداث السياسية التي تمر بها
سوريا... أبرز الداعمين له التي تعد عمق استراتيجي لصراعه المتواصل مع
عدوه الاستراتيجي إسرائيل.
ولا يعول الحزب مقارنة بدعم القيادة السورية الذي أعلن عن مساندته
لها إزاء الأحداث السياسية الداخلية التي تمر بها، لا يعول على الدعم
الشعبي او الرسمي لبقية دول العالم العربي، خصوصا بعد تحذيرات البعض من
احتمال خسارته له.
سوريا
حيث يتابع حزب الله اللبناني بانزعاج الاضطرابات في سوريا وهو عازم
على منع الغرب من استغلال الاحتجاجات الشعبية هناك في إسقاط حليفه
الرئيس السوري بشار الاسد. وعلى مدى ثلاثة أشهر راقبت الجماعة الشيعية
التي أيدت الانتفاضتين الشعبيتين اللتين أطاحتا بالرئيسين المصري
والتونسي الاضطرابات من بعيد وأصدرت بين الحين والآخر بيانات مؤيدة
للاسد.
ويقول مسؤلون ان حزب الله لن يقف مكتوف الايدي بينما تتصاعد الضغوط
الدولية على الاسد للاستجابة الى المحتجين. وحزب الله ملتزم ببذل كل ما
يلزم سياسيا للمساعدة في تشتيت ما يعتبره حملة أجنبية على دمشق لكنه
يستعد في الوقت نفسه لحرب مع اسرائيل اذا ضعف موقف الاسد.
وقال مسؤول لبناني مطلع على طريقة تفكير حزب الله "حزب الله لن
يتدخل نهائيا ومطلقا في سوريا وفي ما يجري في سوريا. ما يحصل الان هناك
هو شأن داخلي سوري. ولكن عندما يري الحزب ان الغرب يحشد ليطيح بالأسد
فانه لن يقف متفرجا. سيحاول بكل ما يستطيع ان يبعد الضغط الدولي عن
سوريا لانه باعتقاده هذا الضغط الدولي هو نتيجة حملة امريكية -
اسرائيلية. انها معركة بقاء."
وخاض حزب الله الذي تأسس منذ ما يقرب من 30 عاما لمحاربة الاحتلال
الاسرائيلي لجنوب لبنان حربا استمرت 34 يوما مع اسرائيل في عام 2006.
ونفى كل من حزب الله وسوريا ان تكون الجماعة قد أرسلت أي مقاتلين لدعم
الحملة العسكرية الدامية على الاحتجاجات المناوئة لحكم الأسد.
ويعتقد حزب الله ان الغرب يعمل على إعادة تشكيل الشرق الاوسط عن
طريق ابدال الاسد برئيس اكثر ودا مع اسرائيل ويعادي حزب الله. وقال
مسؤول عربي مقيم في لبنان وقريب من دمشق "الان المنطقة في معركة. معركة
بين ما هو جيد وبين ما هو مدعوم من امريكا..وسوريا هي الجيد الآن."
وقال ان الولايات المتحدة التي خسرت حليفا مهما بالاطاحة بالرئيس
المصري حسني مبارك في فبراير شباط تريد ان تقلب الآية في الازمة بدعم
الاحتجاجات ضد غريمها. واضاف بعد ان طلب عدم الكشف عن اسمه "كل الازمات
التي يريد ان يصدرها الامريكي سأواجهها وسأخوض هذه المعركة بأفضل الطرق
الممكنة."
ويستبعد المحللون وقوع حرب اقليمية شاملة بين سوريا وايران ولبنان
في جانب ضد اسرائيل التي تدعمها الولايات المتحدة وقالوا ان الارجح ان
تقع الحرب بين حزب الله واسرائيل.
وقال المحلل السياسي اللبناني اسامة صفا "ربما كانت هناك حرب محدودة
هنا او هناك لكن لا احد له مصلحة في حرب اقليمية... المنطقة بالطبع في
طريقها نحو تغيير جذري... ولم يتضح بعد كيف ستنظم او الى أين سيقودها
ذلك."
وألحق حزب الله باسرائيل أضرارا كبيرة وخسائر بشرية باطلاقه
الصواريخ الى داخل العمق الاسرائيلي خلال حرب عام 2006 وتمكن من مواصلة
هجومه الصاروخي لاسابيع على الرغم من العملية العسكرية الضخمة التي
قامت بها اسرائيل في لبنان.
وتقول اجهزة مخابرات غربية ان الترسانة العسكرية لحزب الله قد أُعيد
بناؤها بما يكفي ويزيد بعد انتهاء الحرب بينما لا تملك قوة الامم
المتحدة لحفظ السلام التي تقودها اوروبا القدرة على منع امدادات السلاح
لحزب الله التي يدخل معظمها من سوريا.
وتتمتع سوريا التي لها حدود مع كل من اسرائيل ولبنان والعراق وتركيا
والاردن بنفوذ اقليمي بفعل تحالفها مع ايران ودورها المستمر في لبنان
على الرغم من انتهاء وجودها العسكري هناك والذي استمر 29 عاما في 2005.
كما تتمتع بنفوذ في العراق.
وقال المسؤول العربي "لن ينهار الوضع في سوريا كما يريد الامريكيون
واذا انهار ستكون له انعكاسات تتخطى سوريا- لا احد من كل حلفاء سوريا
سيقبل بانهيار في سوريا ولو كان سيؤدي ذلك الى قلب الطاولة.. الحرب (مع
اسرائيل) هي احد الخيارات."
وقال المسؤول اللبناني "كل الخيارات مفتوحة بما في ذلك فتح جبهات
الجولان وجنوب لبنان." واضاف ان الاحتجاجات التي جرت الشهر الماضي على
الحدود اللبنانية والسورية مع اسرائيل كانت رسالة "بأن سوريا لن تقف
وحدها في مواجهة الحملة الاسرائيلية الامريكية."
واسرائيل وسوريا من الناحية النظرية في حالة حرب لكن الجبهة بينهما
هدأت منذ حرب عام 1973 عندما صدت اسرائيل هجوما سوريا استهدف استعادة
السيطرة على مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وبالنسبة الى حلفاء سوريا في لبنان اتخذت الخطوة الاولى لدعم دمشق
بالفعل. فبعد أشهر من التأجيل شكل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الحكومة
اللبنانية الجديدة الاسبوع الماضي وهي حكومة تهيمن عليها الاحزاب
المؤيدة لسوريا ومن بينها حزب الله.
وجاء ذلك بعد خمسة أشهر من الفراغ السياسي بعد ان أسقط حزب الله
وحلفاؤه حكومة سعد الحريري التي يدعمها الغرب بسبب نزاع يتعلق بالمحكمة
التابعة للامم المتحدة التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق
الحريري.
ومن المتوقع ان توجه المحكمة اتهامات لاعضاء في حزب الله فيما يتعلق
بمقتل الحريري واعتقد بعض اللبنانيين ان تأخر تشكيل الحكومة ربما كان
متعمدا لتفادي الازمة التي قد تقع فيها الحكومة الجديدة في حالة صدور
لائحة الاتهام.
وقال المسؤول اللبناني "اعتقد الناس في البداية ان الفراغ سيكون
لمصلحتنا ولكن بعد الاحداث في سوريا لاحظنا ان الفراغ سيكون مؤذيا."
وجرى تعديل لائحة الاتهام التي ما زالت سرية الشهر الماضي بعد ان
قال الادعاء ان "ادلة جديدة ظهرت" لكن سوريا وحلفاءها يعتقدون ان
اللائحة ستتضمن هذه المرة مسؤولين سوريين. وتنفي سوريا وحزب الله أي
صلة لهما بمقتل الحريري.
وقال المسؤول ان الحكومة الجديدة قد توقف تعاون الدولة اللبنانية مع
المحكمة واسهامها في تمويلها وانها من الممكن ان تسحب القضاة
اللبنانيين من تشكيلها.
وقال "ان الحكومة بشكلها الحالي لن تقبل ان يكون موقع لبنان ضد
سوريا ولن تسمح بوجود من يروج للمشروع الامريكي على حساب سوريا."
وتزايد التوتر في لبنان خلال الاسابيع الاولى من الاحتجاجات ضد
الاسد عندما اتهمت سوريا انصار الحريري بتمويل وتسليح المحتجين وهي
تهمة نفاها انصار الحريري.
وقال المسؤول "كما وقفت سوريا الى جانب لبنان في حربه ضد اسرائيل
عام 2006 فان لبنان سيقف الى جانبها في معركتها والتي لا تقل خطورة عن
حرب 2006 وان اختلفت الادوات والاشكال."
وحتى الان يعتقد حلفاء سوريا ان الاسد ما زال مسيطرا على الموقف وان
الاضطرابات التي قالت جماعات حقوقية انها اسفرت عن مقتل 1300 شخص لم
تمثل تهديدا لحكمه.
ولا يرتبط بقاء حزب الله بمستقبل الاسد كعامل وحيد ومع ذلك فقد يؤدي
رحيله الى صعوبات بالنسبة الى الجماعة التي تعتمد على الحدود السورية
في الحصول على السلاح.
وقال مسؤول لبناني آخر طلب عدم الكشف عن اسمه "سوريا هي بمثابة
الرئة لحزب الله ... وهي جبهة الاسناد له من ناحية الحصول على السلاح
وغيره."
وكانت بداية حزب الله الذي شكل بموجب ارشادات المؤسسة الدينية
الايرانية شائكة مع الرئيس السوري السابق حافظ الاسد لكنه اصبح فيما
بعد حليفا قويا لسوريا. وتحسنت العلاقات اكثر بعد خلافة بشار لابيه عام
2000.
وقال هلال خشان المحلل السياسي في الجامعة الامريكية في بيروت "حزب
الله متوتر جدا وهم قلقون بشأن التطورات في سوريا. "العاصفة تتجمع الان
وبعدها سوف يتغير كل شيء... وفي كل الحالات وبصرف النظر عن اي شيء يحدث
في سوريا لن تكون التطورات هناك في صالح حزب الله."
واستبعد اوجوستس ريتشارد نورتون الذي وضع كتابا عن حزب الله امكانية
وقوع حرب اقليمية شاملة لكنه قال ان احتمال وقوع حرب اسرائيلية لبنانية
قائم. واضاف انه يعتقد ان اسرائيل على الارجح هي التي ستبادر بالهجوم.
وقال "ليس من الصعب تخيل سيناريو اندلاع حرب اسرائيلية لبنانية خاصة مع
المنهج المتساهل والخالي من الثقة بالنفس الذي تتبعه ادارة (الرئيس
الامريكي باراك) اوباما مع اسرائيل. "من الارجح جدا ان تشن اسرائيل
حربا بهدف تعويق حزب الله."
الاحتضان الشعبي العربي
من جهته يقول مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر ونائب مدير مركز
الاهرام للدراسات الاستراتيجية وحيد عبدالمجيد «يبدو حزب الله في موقع
القلق، لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والاسلامي إليه، اذ
يفترض انه حزب مقاوم، لكنه يقف الآن الى جانب نظام يقتل كل يوم العشرات
من ابناء شعبه» حسب زعمه. ويضيف «لا يختلف اثنان على ان كل ما يجري في
سورية اليوم يؤثر سلبا في حزب الله في لبنان. فسورية شديدة الاهمية
بالنسبة الى حزب الله، انها منفذ اساسي له وداعم سياسي مهم».
من جهتها، ترى الباحثة اللبنانية أمل سعد غريب، صاحبة كتاب «حزب
الله، السياسة والدين»، أن الهدوء في خطاب نصر الله «قد يكون سببه ان
المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفاً كبيراً مع
المحتجين السوريين».
وعلى الرغم من اصرار غريب على ان «ما تشهده سورية ليس ثورة بل
احتجاجات متفرقة وتدخل اجنبي»، فإنها تقر بموقع سورية المهم بالنسبة
الى «حزب الله» وتقول إن «الحدود السورية ممر لاسلحة حزب الله، وإن كان
ذلك غير معلن، والنظام السوري يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة».
وترى استناداً الى ذلك أن «حزب الله قد يجد نفسه امام اشتداد الضغوط
على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا أو امنيا، لحماية عمله
المقاوم، او للرد على الدور الاميركي في الاحتجاجات السورية من خلال
الضغط على اسرائيل عبر الحدود الجنوبية».
لكن عبدالمجيد يرى ان «القلق» الذي يعيشه الحزب لن يدفعه سوى الى
مزيد من «الهدوء والترقب»، وإن قيادة الحزب تعلم انه ينبغي عليها العمل
على «تقليص الخسائر، لا اعادة عقارب الساعة الى ما قبل 15 مارس» تاريخ
اندلاع التحركات الاحتجاجية في سورية.
ويوضح ان «الانقضاض على الداخل اللبناني صعب ولا نتيجة منه، وفتح
حرب مع اسرائيل سيضيف خسائر جديدة الى الحزب الذي يحتاج اكثر من اي وقت
مضى الى الحفاظ على قوته كاملة في المرحلة المقبلة».
ولا يستبعد عبد المجيد ان يعمل «حزب الله» على فتح علاقات مع القوى
السورية المعارضة، لا سيما الاسلامية منها، في حال اتجهت الامور في
سورية الى ما اتجهت اليه في تونس ومصر، مرتكزا على علاقاته الجيدة مع
بعض القوى الاسلامية العربية.
خرق وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية
من جانب آخر كشف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة ان جهاز
مكافحة التجسس في حزبه تمكن من كشف حالتي تعامل على الاقل داخل الحزب
مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، متهما السفارة الاميركية في
لبنان بانها "وكر للجاسوسية".
وعلى الفور، رد متحدث باسم السفارة على نصرالله بالقول ان اتهاماته
"فارغة ولا اساس لها"، رابطا اياها "بمشاكل داخلية" يعاني منها الحزب
الشيعي المدرج على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية.
واعلن نصر الله في حديث تم بثه مباشرة عبر تلفزيون "المنار" التابع
لحزبه، وجود ثلاث حالات تعامل كشفتها تحقيقات جهاز مكافحة التجسس في
حزب الله. وقال "قبل اشهر وضمن المتابعة المسؤولة لجهاز مكافحة التجسس
في حزب الله، تبين وجود حالتين منفصلتين على اتصال بضباط في المخابرات
الاميركية يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الاميركية في عوكر" (مقر
السفارة شمال بيروت).
واوضح ان "الحالة الاولى تتعلق بشخص حرفا اسمه هما أ.ب. تم تجنيده
حديثا، قبل خمسة اشهر فقط. (...) وقد اعترف بعلاقته بالسي آي ايه خلال
التحقيق". اما الحالة الثانية "م.ح.، فقد تم تجنيده في فترة اقدم.
واعترف ايضا بعلاقته مع السي آي ايه". واشار الى "حالة ثالثة، م. ع.،
تاكدنا من ارتباطه الامني مع جهة خارجية وقد اعترف بذلك، لكننا ما زلنا
ندقق بالجهة المخابراتية: سي اي ايه ام جهاز اوروبي ام اسرائيلي".
ومنذ 2009، اوقفت الاجهزة الامنية اللبنانية اكثر من مئة شخص بتهمة
التعامل مع اسرائيل. وهي المرة الاولى التي يقر فيها حزب الله باختراق
صفوفه. ويأتي ذلك اثر تقارير صحافية تحدثت خلال الايام الماضية عن
اختراق اسرائيلي واسع لحزب الله، وعن عدد كبير من العملاء، وتورط
قياديين في عملية التجسس.
وقد اكد نصرالله ان الخرق محصور بثلاثة اشخاص، نافيا وجود قياديين
بينهم او من "هم في الحلقة القريبة من الامين العام"، او من "لهم علاقة
بالجبهة (مع اسرائيل) او بالوحدات العسكرية الحساسة كالوحدات الصاروخية
او غيرها التي يسعى الاميركي والاسرائيلي الى جمع معلومات عنها".
واكد ان "ايا من هؤلاء لا يملك معلومات حساسة يمكن ان تلحق ضررا
ببنية المقاومة العسكرية والامنية وقدرتها على المواجهة في اي حرب"،
وان "لا علاقة لاي من المتهمين الثلاثة باغتيال الشهيد عماد مغنية"،
القيادي في حزب الله الذي اغتيل في سوريا العام 2008.
كما اكد ان "لا علاقة لاي من المتهمين بملف المحكمة الدولية" التي
تنظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الذي قتل في عملية
تفجير في بيروت في 2005، والتي يرجح ان توجه الاتهام في الجريمة الى
حزب الله. ووصف نصرالله السفارة الاميركية بانها "وكر الجاسوسية في
عوكر".
وقال "حيث عجز الاسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بالسي آي
ايه، اقوى جهاز استخبارات في العالم". واضاف ان "السي آي ايه في لبنان
هي في خدمة الاجهزة الامنية الاسرائيلية تجمع معلومات لاسرائيل وليس
للادارة الاميركية".
وتابع "تأكد بشكل قاطع ان السفارة الاميركية في عوكر هي مركز تجسس
ومركز تجنيد لصالح اسرائيل، وهذا يسلط الضوء (...) بالتالي على المستوى
الوطني، على المستوى الشعبي، على المستوى الرسمي، كيف يتم التعاطي مع
وكر للجاسوسية يقوم بهذه المهام".
وقال المتحدث باسم السفارة الاميركية ردا على سؤال لوكالة فرانس برس
عن تصريح نصرالله "انها النوع نفسه من الاتهامات الفارغة التي سمعناها
تكرارا من حزب الله". واضاف "لا اساس لاتهاماته"، متابعا "يبدو ان حزب
الله يتعامل مع مشاكل داخلية ضمن حزب الله لا علاقة لنا بها".
واعتبر نصرالله ان كشف الخرق "انجاز امني" لحزب الله، مؤكدا انه ليس
"بالخطورة التي حكي عنها". وقال متوجها خصوصا الى انصاره، "يجب ان نعرف
اننا الآن دخلنا في مواجهة جديدة. نحن كنا في مواجهة امنية مع
الاسرائيلي (...) لكن ان نصبح هدفا مباشرا للمخابرات الاميركية بهذا
الشكل يضعنا امام مرحلة جديدة من الصراع الامني ومن صراع الادمغة
الامنية".
واضاف "اصبنا بجراح لكننا نتغلب على هذه الجراح ونتجاوز هذا الخطر.
سنقوي حصانتنا اكثر من اي وقت مضى وسنحبط كل الجهد الامني الاميركي
وغير الاميركي وستبقى مقاومتنا منيعة صلبة قادرة على صنع الانتصار
المأمول في كل الساحات".
واشنطن تقيّم سبل التحادث مع حزب الله
في سياق متصل ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن إدارة الرئيس
باراك أوباما تقيّم أفضل السبل للتحادث مع خصومها مثل حركة "طالبان"
وربما "حزب الله" اللبناني، في ظل التغييرات المتسارعة في العالم
الإسلامي.
وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن أحد النماذج المطروحة لدى تفكير
الإدارة بشأن الدخول في حوار مع "الأعداء"، هو مسار الحوار البريطاني
مع الجناح السياسي "سين فاين" في الجيش الإيرلندي في تسعينيّات القرن
الماضي، الذي أدّى لتحقيق اختراق في محادثات السلام وحل النزاع الذي
امتد لأكثر من قرن.
وأفادت أن البيت الأبيض "ركز عليها "قضية حزب الله" خلال الأسابيع
الأخيرة بسبب اقتراب إنجاز تقريرٍ استخباراتي قومي جديد حول الحزب".
ونقلت الصحيفة، عن مسؤولين اطّلعوا على النسخة الأوّلية للتقرير أن
التقرير يقيّم حزب الله ضمن سياق واسع، كقوة سياسية واجتماعية في لبنان
إضافة إلى "الميليشيا التابعة له المدرجة من قبل الولايات المتحدة على
لائحة المنظّمات الإرهابيّة الأجنبيّة".
ولفتت إلى أن التقييم يتضمن مجموعة واسعة من الآراء، حيث يشدد بعض
المحللين على قدرات الحزب، فيما يشير البعض الآخر إلى الدور السياسي
المتنامي الذي يلعبه ، بما في ذلك مشاركته في الحكومة. بحسب يونايتد
برس.
وذكرت أن "القنبلة الموقوتة السياسية" في التقييم هو "التساؤل إن
كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى حوار مباشر أو غير مباشر
مع حزب الله، وأقله مع جناحه السياسي".
وأشارت إلى أن المسؤولين الداعمين لهذا المسار يعتبرون الحزب شبيها
بالجيش الجمهوري الإيرلندي ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث يمكن الحوار
مع العناصر غير العسكرية.
ولفتت الصحيفة أخيراً إلى أنّ "النقاش الدائر حالياً على أعلى
المستويات بشأن حزب الله يصوّر قلقاً في طريقة تفكير الولايات المتحدة
بشأن الشرق الأوسط الذي يتحول عبر الانتفاضات الديمقراطية الحاصلة.
ويحذر المسؤولون من أن مسألة "حزب الله" في الوقت الراهن، هي بأيدي
المحللين الاستخباراتيين وليس المسؤولين السياسيين.
وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض يقر بوجود ما يكفي من المسائل
لمعالجتها من دون فتح مسألة جديدة ستحدث موجات من الصدمة في إسرائيل
والسعودية ودول أخرى.
الف ملجأ تحت الارض
من جهتهم اعلن عسكريون اسرائيليون ان حزب الله الشيعي اللبناني
انشأ الف ملجأ في جنوب لبنان بالاضافة الى مستودعات اسلحة تحت الارض
ايضا في مناطق مدنية. وجاء في مذكرة اعدها عسكريون وارسلت الى سفارات
اسرائيل، ان حزب الله كثف نشاطاته في مجال تعزيز المنطقة الحدودية مع
اسرائيل منذ حرب 2006.
وتعتبر المخابرات الاسرائيلية انه منذ حرب تموز/يوليو-اب/اغسطس 2006
بين حزب الله واسرائيل، قام حزب الله ب"انشاء 550 ملجأ تحت الارض في
جنوب لبنان بالاضافة الى حوالى 300 منشأة تحت الارض ومئة مستودع اسلحة
قد تحتوي على صواريخ وقذائف وانواع اخرى من الذخائر"، واضافت المذكرة
ان "معظم هذه المنشآت تقع بالقرب من المستشفيات والمنازل والمدارس".
بحسب فرانس برس.
وفي العام 2006، وبعد اقدام حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين، شن
الجيش الاسرائيلي هجوما مدمرا على لبنان تميز باخفاقات عديدة ضد حزب
الله الذي نجح في اطلاق اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل. واسفرت
الحرب عن سقوط 1200 قتيل في الجانب اللبناني معظمهم من المدنيين و160
في الجانب الاسرائيلي معظمهم من العسكريين. |