القذافي يترنح ويتوعد بيوم القيامة

شبكة النبأ: آلت الأحداث في ليبيا الى غير ما هو متوقع، سيما مع استمرار القذافي في استماتته للتشبث في السلطة، وفشل قوات الناتو في حسم المعركة على الرغم من استمرار ضرباته الجوية على معاقل القذافي وكتائبه المندحرة.

فيما شكك البعض في قدرة حسم المعركة حتى لو أزيح القذافي عن العاصمة طرابلس، كما تسرب عن نيته الفرار منها مع اشتداد القصف الجوي، حيث يرى الكثير من المراقبين ان مصير تلك الدولة بات يشكل قلق متنام لدى المجتمع الدولي كونها قد تفقد الاستقرار والأمن لسنوات، مع بوادر حالات الانتقام في بعض المدن من المقربين السابقين للسلطة.  

الى يوم القيامة

فقد اكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي "اننا مسنودون على الحائط ولسنا خائفين والمعركة ضد الغرب الصليبي ستستمر الى يوم القيامة"، وذلك في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي. وقال القذافي في اشادة برفيقه القديم الخويلدي الحميدي الذي قتل عدد من افراد عائلته في غارات للحلف الاطلسي على مقر اقامته "لسنا خائفين ولا نبحث عن الحياة او النجاة نحن سنصمد والمعركة ستستمر الى يوم القيامة الى ان تنتهوا انتم ونحن لن ننتهي".

واضاف "ليس بيننا اي تفاهم بعدما قتلتم ابناءنا واحفادنا (...) اننا مسنودون على الحائط. وانتم (الغرب) تستطيعون ان ترجعوا الى الوراء".

واكد "نحن نبغي الموت افضل لنا من انكم موجودون وطائراتكم فوق رؤوسنا نحن نريد ان نستشهد كلنا" منددا بحملة صليبية على بلد مسلم تستهدف المدنيين والاطفال.

وكان موسى ابراهيم المتحدث بلسان الحكومة الليبية قال ان 15 شخصا بينهم ثلاثة اطفال قتلوا في غارة الاطلسي على مسكن الخويلدي الحميدي احد الرفاق القدامي لمعمر القذافي في صرمان الواقعة على مسافة 70 كيلومترا غرب طرابلس. ولكن الحلف الاطلسي قال انه شن غارة محددة استهدفت مركز قيادة ومراقبة على مستوى عال.

وسأل القذافي في رسالته "باي حق تستهدفون السياسيين وعائلاتهم؟" واوضح ان مكتب الخويلدي الحميدي في طرابلس قصف اربع مرات. واضاف "هم يبحثون عنه لانه بطل، لانهم يعرفون وزن الحميدي. وعندما لم يجدوه في مكتبه حاولوا ان يقتلوه في منزله". ودعا الامم المتحدة لارسال محققين لمنزل الحميد للتثبت من انه موقع مدني وليس موقعا عسكريا كما قال الحلف الاطلسي. بحسب فرانس برس.

ووعد باقامة اعلى نصب تذكاري في شمال افريقيا لتخليد خالدة، حفيدة الخوليدي التي قتلت في الغارة على صرمان كما قالت السلطات.

وقال ايضا "نحن باقون وصامدون ولن نستسلم. اضربوا بصواريخكم سنتين، ثلاث او عشر او مئة سنة". وختم بالقول "الشرف لعائلة الحميدي والمجد لنا".

القذافي يخسر اصدقاءه وتأثيره في افريقيا

في سياق متصل بدأ الزعيم الليبي معمر القذافي يخسر اصدقاءه في افريقيا وهي القارة التي اشترى له فيها سخاؤه لقب "ملك الملوك" ولكنها بدأت الان تتحول لحلفاء اجانب اخرين للمساعدة في رسم مستقبلها.

وتعد تحركات دول من بينها السنغال وموريتانيا وليبيريا وتشاد وجامبيا كي تنأى بنفسها عن القذافي رهانا الى حد ما على ان المعارضين الذين يدعمهم حلف شمال الاطلسي سينجحون في نهاية الامر في انهاء حكمه السلطوي والخيالي الذي استمر اربعة عقود.

ولكنها تظهر ايضا انحسار دور القذافي في منطقة يتفوق فيها اقبال المستثمرين الاجانب والعلاقات التجارية مع اسيا وتلهف داخلي على الديمقراطية على جاذبية الاموال الليبية .

وتؤيد معظم دول الاتحاد الافريقي التي تزيد عن 50 دولة انتهاج الاتحاد سياسة محايدة تدعو لوقف لاطلاق النار و"خارطة طريق" للخروج من الحرب الاهلية التي فجرتها اعمال شغب وقعت في فبراير شباط بسبب حقوق الانسان.

ولكن الجهود الرامية الى الحفاظ على خط افريقي واحد تبددت بسبب مجموعة من الدول التي اما دعت القذافي الى الرحيل او ربطت مصيرها صراحة بالمعارضين بتشجيع من فرنسا والولايات المتحدة العضوين في حلف شمال الاطلسي. بحسب رويترز.

واصبح الرئيس السنغالي عبدالله واد اول رئيس من الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء يزور مدينة بنغازي معقل المعارضين للاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي واستقبل ايضا زعماء المجلس في العاصمة السنغالية دكار.

وبنفس القدر من الاهمية صدر بيان نسب الى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والذي كان جزءا في السابق من لجنة وساطة الاتحاد الافريقي بشأن ليبيا قال فيه ان رحيل القذافي اصبح ضرورة.

واوضحت الان تشاد التي واجهت اتهامات من المجلس الوطني الانتقالي الليبي بان جنودها يقاتلون الى جانب قوات القذافي انها لا تدعم القذافي وذلك حسبما اعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بعد محادثات مع وزير الخارجية التشادي الاسبوع الماضي.

وقطعت ايلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا يوم الثلاثاء معلنة ان القذافي فقد شرعيته في حين حذت حذوها جامبيا الواقعة في غرب افريقيا والتي تشتهر بانها مقصد للسائحين الذين يزورون شواطئها واحراشها.

وبالنسبة لمعظمهم فان الاثر الاقتصادي للتخلي عن القذافي سيكون محدودا بشكل مفاجيء. فعلى الرغم من الوعد المبالغ فيه بتنفيذ ما يعرف باسم محفظة ليبيا-افريقيا للاستثمار لتحويل مليارات الدولارات الى "الموارد الطبيعية والتكنولوجيا والسياحة والعقارات والخدمات والشؤون المالية" على مدى خمس سنوات يقول مراسلو رويترز في شتى انحاء افريقيا ان كثيرا من تلك المشروعات لم تنفذ تقريبا.

وهذا هو الحال بالنسبة لمشروع ليبي تبلغ تكلفته 300 مليون دولار لتشجيع الانتاج المحلي من الارز في ليبيريا وتجديد فندق دوكور في منروفيا وهو احد بضعة فنادق خمسة نجوم في افريقيا ولكنه سقط ضحية الحرب الاهلية في التسعينات هناك.

ودفع تجميد الامم المتحدة للتحويلات المالية الليبية النيجر المجاورة الاسبوع الماضي الى الغاء عقد للاتصالات قيمته 30 مليون دولار مع الشبكة الخضراء الليبية مشيرة الى عدم احترام بنود الصفقة.

وقال مارك شرويدر المحلل في مؤسسة ستراتفور عن المنح النقدية السخية التي استخدمها القذافي لتملق النخبة السياسية المحلية "انه لا يستطيع استخدام حساباته الخارجية ومن ثم فانه لا يستطيع تحويل اموال لشبكة اصدقائه القدامى في الساحل."

والزعماء الافارقة الذين يتعين على القذافي التعامل معهم الان اذكياء ومدركين لدورهم المحوري في الهرولة العالمية على الموارد الطبيعية بشكل اكبر مما كانوا عليه قبل بضع سنوات.

وتعد افريقيا التي خرجت سليمة الى حد كبير من الازمة المالية عام 2009 جذابة بشكل كاف للمستثمرين الى حد ان صندوق الاستثمار الافريقي الخاص هيليوس شهد في الاسبوع الماضي اعلى مستوى له من ضخ المال مسجلا 900 مليون دولار.

وتبرم الصين وهي اكبر شريك تجاري لافريقيا الان اتفاقيات في مجال البنية الاساسية والموارد في شتى انحاء القارة مثل الاتفاق الذي ابرمته في مارس اذار لبناء سكك حديدية تمتد لاكثر من 1300 كيلومتر في تشاد ومحادثات التي تجريها بشأن ابرام اتفاقية لمصايد الاسماك مع موريتانيا.

ولا يحظى القذافي بسطوة تذكر لدى العمالقة الجدد بافريقيا مثل جنوب افريقيا او نيجيريا او مصر كما ان محاولاته في الماضي لاكتساب نفوذ اثار غضب البعض ولاسيما سيراليون وليبيريا حيث قام بتمويل المتمردين الذين اغرقوا البلدين في حرب اهلية.

وعلى الرغم من ان الافارقة يحيون دوره في مساعدة حركات مثل المجلس الوطني الافريقي في جنوب افريقيا خلال سياسة التفرقة العنصرية فانه ينظر اليه على انه غير متوافق مع الجهود القائمة منذ فترة طويلة جنوب الصحراء لتعزيز السياسات التعددية وذلك قبل سنوات من "الربيع العربي."

وقال باباكار جوستين ندياي المحلل السياسي السنغالي المستقل "لقد فعل امورا طيبة في الماضي.  "ولكنه ليس ديمقراطيا ..لا يوجد مثقف افريقي واحد يستطيع ان يقول الان ان ما يفعله امرا جيدا."

والقلق الافريقي الواسع الانتشار من قنابل حلف شمال الاطلسي التي تسقط على القارة وذلك بعد اسابيع فقط من انتهاء الصراع في ساحل العاج من خلال التدخل العسكري الفرنسي يعني ان زعماء كثيرين سيحجمون عن توجيه نداءات علنية للقذافي كي يتنحى. وانتقد جاكوب زوما رئيس جنوب افريقيا حلف شمال الاطلسي لسعيه لتغيير النظام.

وقال باتريك سميث من نشرة افريقيا كونفدينشال انه تعين ايضا على الدول القريبة مثل النيجر وتشاد وموريتانيا ان توزان سياستها تجاه القذافي مدركة ان الصراع اثار بالفعل مخاوف بشأن الاسلحة الصغيرة والمرتزقة والمهاجرين العاطلين الذين يتدفقون الى منطقة هشة.

وقال محذرا "مازال بامكان القذافي خلق فوضى في المنطقة."

الجمود سيدفع الغرب الى قبول الخطة الافريقية

من جانبه يعتقد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أن الغرب سيعود حتما ويقبل الخطة التي وضعها الاتحاد لوقف اطلاق النار في ليبيا حيث فشلت حملة القصف الجوي التي يشنها حلف شمال الاطلسي في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال جان بينج في مقابلة ان الجمود يهدد بتقسيم ليبيا ويؤدي الى صراع شبيه بالصراع في الصومال حيث استفاد زعماء الميليشيات والمتشددون الاسلاميون من فراغ السلطة. وتابع "اعتقدوا أن (حملة القصف الجوي) شيء سيستمر 15 يوما." ومضى يقول "الجمود موجود بالفعل. لا يوجد طريق اخر (سوى خطة الاتحاد الافريقي). سيقبلونها."

وتدعو خريطة الطريق التي أعدها الاتحاد الافريقي الى انهاء فوري للاعمال الحربية لتمهيد الطريق لتحديد فترة انتقالية لكنه لا يشير الى مستقبل القذافي.

وقال "هناك احتمال للتقسيم بين سيرنايكا وتربوليتانيا" في اشارة الى الاسمين اللذين كانا يستعملان ابان الاستعمار الايطالي لمنطقة الساحل الشرقي الليبي حيث معقل المعارضة الليبية للقذافي والمنطقة المحيطة بالعاصمة طرابلس. ومضى يقول "هناك أيضا خطر "صوملة" البلاد فالنظام كان يقوم على العشائر وهو ما قد يكون خطرا ليس فقط على ليبيا وانما أيضا على جميع الدول المجاورة."

ورفضت المعارضة الليبية الخطة مطالبين بخروج القذافي في الحال. وقال بينج ان خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي تعالج مسألة تغيير الحكم في ليبيا. وأضاف "كل هذه القضايا مطروحة بما في ذلك ضرورة تغيير النظام.. ليس فقط تغيير شخص أو شخصين وانما نظام. والهدف الاخير لموقفنا هو أن ليبيا يجب أن تحدث الاصلاحات الضرورية استجابة للطموحات المشروعة للشعب الليبي."

وزار جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا طرابلس مرتين لاجراء مباحثات مع القذافي بشأن خريطة الطريق الافريقية لكنه قال انه لم يجر قط بحث استراتيحية لخروج الزعيم الليبي المخضرم. واتهم الاتحاد الافريقي الدول الغربية بتقويض جهوده لايجاد حل محلي للصراع.

وعلى الرغم من قبول خطة السلام التي أعدها الاتحاد الافريقي كموقف رسمي للقارة الا ان عناصرها أحدثت انقسامات بين الدول أعضاء الاتحاد البالغ عددها 53 عضوا.

ولكن هناك علامات على أن تأييد القذافي بين حلفائه السابقين في أفريقيا يضعف. واعترفت بعض الدول مثل السنغال وجامبيا بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي. وطالب اخرون من بينهم ملس زيناوي رئيس وزراء اثيوبيا سرا في جلسات مغلقة باتخاذ الاتحاد الافريقي موقف أكثر تشددا من القذافي.

وتوقع بينج أن تعترف دول أخرى بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض ولكنه أنحى باللائمة في هذه الخطوات على الضغوط الخارجية.

وقال "العدد يتزايد وسيزداد مرة أخرى بسبب الضغوط. "بعض الدول تهدد بل وتبتز بعضا من هذه الدول الاخرى. وبعضها في وضع لا تستطيع معه مقاومة هذه الضغوط."

اموال المعارضة تنفد

الى ذلك قال علي الترهوني مسؤول النفط والمالية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ان المال بدأ ينفد من المعارضة التي تخوض حربا طويلة للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واتهم الغرب بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة.

وجاءت مناشدة الترهوني في حين تظهر تصدعات في حلف شمال الاطلسي بخصوص حملة القصف المستمرة التي ينفذها منذ ثلاثة أشهر ضد قوات القذافي حيث يبدو على بعض الحلفاء الاجهاد من المهمة وتتهم الولايات المتحدة بعض الحلفاء الاوروبيين بعدم بذل ما يكفي من الجهد.

وحقق المعارضون مكاسب مهمة على جبهات مختلفة في الاسابيع القليلة الماضية لكنهم مازالوا بعيدين عن نيل جائزتهم الكبرى بالوصول الى طرابلس معقل القذافي والمناطق المحيطة بها رغم الدعم الجوي من أقوى حلف عسكري في العالم.

وقال مصدر من المعارضة المسلحة ان ثمانية على الاقل من المقاتلين المعارضين قتلوا بالقرب من بلدة نالوت في شمال غرب ليبيا حيث كان تقدم المعارضة صوب الاراضي التي يسيطر عليها القذافي بطيئا بالرغم من الهجمات الجوية التي يشنها حلف الاطلسي على القوات الموالية للزعيم الليبي.

وجاءت المعارك بالاسلحة النارية في قرية تاكوت القريبة من نالوت يوم السبت في أعقاب تبادل لنيران المدفعية الثقيلة قرب مدينة زليطن -على الجانب الاخر من طرابلس- حيث حاول المعارضون السيطرة على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية شرقي المدينة.

ولكن التصريحات التي أدلى بها الترهوني في مقابلة مع رويترز سلطت الضوء على الصعوبات التي تواجهها المعارضة في تسيير الامور في حين تسبب الضرر الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية للطاقة في المنطقة الشرقية التي تخضع لسيطرتهم في تعطيل انتاج النفط هناك.

وتساعد القوى الغربية المعارضة من خلال الهجمات الجوية اليومية على القوات الموالية للقذافي وتعهدت بزيادة المساعدات باستغلال الاصول الليبية المجمدة في الخارج.

ولكن الترهوني الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية في المجلس الوطني الانتقالي قال ان الغرب لم يف بهذه الوعود.

وتعهد الاتحاد الاوروبي بضخ أموال للمعارضة ووعدت الولايات المتحدة -التي اضطلعت بدور بارز في تأمين اصدار قرار من الامم المتحدة فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا- بتقديم مساعدات أخرى وعروض بقروض لدعم المعارضة.

وكان الترهوني قدر في وقت سابق أن المعارضة تنفق ما يصل الى 100 مليون دينار ليبي (86 مليون دولار) في اليوم.

وتوجه مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي الى العاصمة التونسية لاجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين في تونس.

وأبدت رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي اشارات ترحيب بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا لكن لم تصل الى حد الاعتراف الرسمي بالمجلس.

وقال عبد الجليل بعد مؤتمر صحفي انه تم تجاوز هذه المرحلة. وأضاف "استقبالنا هنا من المسؤولين في تونس يعد اعترافا ضمنيا..نحن تجاوزنا هذه المرحلة.. تجاوزنا مرحلة المعونات الانسانية وتونس سيكون لها دور كبير في المرحلة المقبلة في ليبيا." بحسب رويترز.

وأرجأ وزير الخارجية النمساوي مايكل شبندليجر زيارة لبنغازي كانت مقررة بسبب مخاوف أمنية. ويحاول المعارضون حصار العاصمة الساحلية طرابلس من الشرق والغرب ولكن تقدمهم كان بطيئا وفشلت هجمات حلف شمال الاطلسي التي بدأت منذ أسابيع والتي شملت قصف مجمع للقذافي وأهداف أخرى في انهاء حكم الزعيم الليبي المستمر منذ 41 عاما.

وقال أحد المقاتلين من نالوت التي تقع وسط تلال قاحلة على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي طرابلس ان المعارك اندلعت الجمعة في تاكوت وتواصلت السبت.

وتابع قائلا "الثوار دمروا ست عربات مصفحة وقتلوا أكثر من 45 جنديا من جنود العدو. المعارضون حاصروا قوات القذافي التي تحصنت في مجمع (في تاكوت)." وأضاف أن 13 معارضا أصيبوا في القتال.

ولا يتسنى على الفور التحقق من صحة التقرير لعدم قدرة وسائل الاعلام المستقلة على الوصول الى المنطقة ولم يرد تعليق على الفور من جانب قوات القذافي.

وعلى الجانب الاخر من طرابلس يتقدم المعارضون تجاه زليطن التي تبعد 160 كيلومترا فقط شرقي العاصمة وهي البلدة الرئيسية التالية بعد معقل المعارضة في مصراتة باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي المطل على البحر المتوسط. ومن شأن السيطرة عليها ان تعزز استراتيجية المعارضين الرامية الى عزل طرابلس من كل الجهات.

وقال متحدث باسم المعارضة في مصراتة يدعى محمد سعيد "وقعت مناوشات هذا الصباح في توارغة جنوب غربي مصراته". لكنه لم يدل بتفاصيل أخرى.

وقال احد السكان ويدعى علي صلاح في مصراتة ان قوات القذافي تطلق من حين لاخر صواريخ على منطقة الميناء ومعمل تكرير للنفط في مصراتة اليوم السبت مما أدى الى مقتل امرأة من جيرانه.

وقالت المعارضة انها لن تهاجم زليطن بسبب الحساسيات القبلية لكنها تجند مقاتلين من البلدة وتنتظر ان ينتفض سكانها ضد القذافي.

وتقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهة أخرى في شرق البلاد حول مدينة البريقة النفطية التي تقع على بعد 800 كيلومتر الى الشرق من طرابلس.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/حزيران/2011 - 22/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م