حروب الانترنت... تحقيق ما عجزت عن انجازه الحروب التقليدية

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: زادت في الآونة الأخيرة وتيرة الأحداث المتمثلة بالاعتداءات الالكترونية التي تستهدف مواقع اقتصادية وتكنولوجية وحكومية حساسة ويكون أبطالها مجموعة من هواة القرصنة تحت عنوان "الهكرز" يتنوع هدفهم المعلن بين السرقة والانتقام واثبات الوجود وفي احيان كثيرة يكون "التخريب" المقصود والمدعوم من دول معينة تجاة دول اخرى في حرب الكترونية "بالنيابة" شملت اضرارها اغلب دول العالم التي باتت تعتمد على الانترنت في تسيير معظم مجالاتها الحيوية اعتماداً وثيقاً حيث بات اي تهديد يمس هذا الجانب لديها من الممكن ان يؤدي الى انهيارات كبيرة داخل مؤسساتها المهمة.

ان الامثلة على ذلك أصبحت كثيرة ويكفي ذكر الفايروس الذي اصاب المفاعل الايراني ونجح في اخراجه عن الخدمة مؤقتاً بعد ان تسبب في اضرار قوية حيث اتهمت ايران الولايات المتحدة واسرائيل في الوقوف خلف هذا الهجوم الالكتروني، كما ان العديد من المواقع الالكترونية الرسمية للولايات المتحدة الامريكية نفسها تعرضت الى هجوم ايضاً مما حدى بوزارة الدفاع الامريكية الى التصريح حول تقديمهم لدراسة تقتضي استخدام القوة "بمختلف اشكالها" في حال تعرضت مصالح الولايات المتحدة الامريكية الى الخطر نتيجة هذه الهجمات، مما يفتح الباب على مصراعية امام حرب جديدة الملامح.

استخدام القوة للرد

فقد قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان انظمة الدفاع الامريكية تتعرض بشكل مستمر للهجوم فيما يطلق عليه حرب الانترنت وان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تعمل على التعرف على القراصنة الذين سترد عليهم بهجوم مماثل او بعمل عسكري تقليدي، وكان جيتس يتحدث في حوار (شانجري لا) وهو اجتماع امني اسيوي بعد ايام من اعلان جوجل عن عرقلتها محاولة لسرقة كلمات المرور السرية لمئات من حسابات مستخدمي البريد الالكتروني الخاص بها ومن بينهم مسؤولون كبار في الحكومة الامريكية وناشطون صينيون وصحفيون، وكانت تلك المحاولة احدث حلقات الهجمات الالكترونية التي استهدفت ايضا شركة لوكهيد مارتن المصنعة للسلاح وشركة سوني، وقالت جوجل ان الهجوم الاخير يبدو ان منشأه في الصين لكن الشركة والحكومة الامريكية لم تقولا ان الحكومة الصينية ضالعة في الهجوم، غير ان وزارة الخارجية الامريكية طلبت من بكين التحقيق في الامر، وقال جيتس "نحن نتعامل مع التهديد على الانترنت بجدية شديدة ونتوقعه من عدة مصادر ليس فقط من دولة واحدة أو أخرى"، احدي مشاكل الهجمات على الانترنت هو ان الوصول الي مصدرها يمثل مشكلة صعبة احيان، من الصعب او ربما يستغرق الامر وقت طويلا لمعرفة مصدر الهجوم"، واضاف جيتس ان البنتاجون يتعامل مع التهديدات على الانترنت في اطار المسؤوليات الدفاعية، وقال "ليس هناك شك في ان انظمتنا الدفاعية تتعرض للهجوم طول الوقت"، ما الذي تعتبره الحكومة عملا عدائي، ما الذي يمكن ان يمثل عملا من اعمال الحرب من خلال الانترنت ويتطلب قدرا من الرد سواء بالمثل او حركيا"، يمكننا تفادي بعض التوترات الدولية الخطيرة في المستقبل اذا امكننا وضع بعض القواعد على الطريق مبكرا قدر الامكان كي يعرف الناس اي الهجمات يكون مقبولا وأي الافعال لا تكون مقبولة واي افعال من الممكن حقا ان تكون من اعمال الحرب". بحسب رويترز.

بينما قال مسؤولون امريكيون أنهم امروا بإجراء مراجعة أمنية بعد تمكن قراصنة كومبيوتر من اختراق موقع احد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي مؤخر، وقال مسؤول امريكي إن الحادثة كانت "مزعجة" بيد انها لم تهدد امن كادر العاملين في مجلس الشيوخ، وجاء هذا التأكيد بعد أن قالت مجموعة "لولز سيكيورتي" وهم مجموعة من القراصنة الالكترونيين انها قامت بالهجوم على الموقع لغرض التسلية ونشرت بعض الملفات على الانترنت، وسبق لمجموعة لولز أن استهدفت شركات سوني ونينتيندو وفوكس نيوز، وقالت مارتينا برادفورد أنه تمت ملاحظة الاختراق الالكتروني في عطلة نهاية الاسبوع، وان المسؤولين يقومون الان بمراجعة كل المواقع التي تستضيفها الشبكة الرسمية لمجلس الشيوخ، واضافت انه لم تتعرض للكشف أي معلومات من حسابات الأفراد الموجودة على مخدم (سيرفر) شبكة مجلس الشيوخ، ووضعت "لولز سكيورتي" ملفات على الانترنت تشير الى أنها اخذت من شبكة مجلس الشيوخ، على الرغم من انها لا تبدو من المعلومات الحساسة، ووضعت مجموعة لولز في أعلى الوثائق التي نشرتها عبارة "نحن لانحب الحكومة الامريكية كثيرا"، واوضحت المجموعة ان هذا العمل شيء صغير ومجرد ضربة بسيطة تتمثل بنشر بعض المعلومات الداخلية من شبكة مجلس الشيوخ الرسمية، وكانت السلطات الامريكية قالت أنها تعتبر الهجمات الالكترونية بمثابة "عمل حربي" وتستحق الرد عليها بالوسائل المناسبة اذا وجدوا أنها قد نظمت من قبل دولة اخرى، ولولز استعارة تستخدم على الانترنت وترمز الى عبارة "اضحك بصوت عال".

تهديد (FBI  وCAI) الامريكي

الى ذلك قال روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي ان المكتب يعتزم زيادة تركيزه على خطر هجمات الانترنت المتزايد على مدى العامين القادمين متحدثا في أعقاب هجوم استهدف خدمة البريد الالكتروني الخاصة بجوجل، وقال مولر للجنة القضائية بمجلس الشيوخ التي تبحث تمديد خدمته في المكتب التي استمرت عشر سنوات لعامين اخرين "سنركز بشكل متزايد على التصدي لتهديدات الانترنت بكل أشكالها"، واضاف ان تهديدات الانترنت والتركيز على الارهاب هما أهم قضيتين يعتزم التركيز عليهما اذا وافق الكونجرس على تمديد فترة خدمته، وكان الرئيس باراك أوباما طلب من مولر البقاء في منصبه بينما قام بتغيير كثير من الاعضاء الاخرين في فريق الامن القومي، وقال مولر "عمليات الاختراق لخدمات جوجل على الانترنت العام الماضي اضافة الى عمليات الاختراق الاخيرة تبرز ما يمثله احتمال وقوع هجوم على الانترنت من خطر داهم"، وأضاف ان مثل هذه الهجمات تهدد "بتقويض تماسك الانترنت" وتضر بالشركات، وتابع مولر ان مكتب التحقيقات الاتحادي في حاجة الى ضمان امتلاك العاملين به للمعدات والمهارات والقدرات الضرورية لمواجهة تهديدات الانترنت مباشرة، وكانت شركة جوجل قد أعلنت انها رصدت وأحبطت حملة استهدفت سرقة كلمات المرور الخاصة بمئات المشتركين في حسابات البريد الالكتروني التابع لها بما في ذلك مسؤولين كبار في الادارة الامريكية ونشطاء صينيين وصحفيين، وقالت جوجل ان مصدر الهجوم كان على ما يبدو من داخل الصين ويراجع مكتب التحقيقات الاتحادي الحادث مع الشركة. بحسب رويترز.

بينما زعم قراصنة كمبيوتر وعدوا "بتقديم ترفيه عالي الجودة على حسابك" سيطرتهم على موقع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على الإنترنت، وذلك دعماً لوثائق "ويكيليكس"، غير أن الموقع عاد الخميس ليعمل بصورة طبيعية، وقال القراصنة في رسالة نشروها على صفحة تويتر، "سيطرت مجموعة 'لولزسيك' المويدة لويكيليكس على موقع CIA، الذي لديه فريق مهام داخل ويكيليكس"، يشار إلى لولزسيك LulzSec هي اختصار لكلمتي لولز وأمن Lulz Security، وقالت الناطق باسم الوكالة الاستخباراتية الأمريكية، جنيفر يونغبلود" إن موقع الوكالة "تعرض لمشاكل فنية تسببت للاستجابة ببطء لفترة قصيرة من الوقت، غير أنه تم حل هذه المشاكل الفنية"، ولم تؤثر المشاكل الفنية على المعلومات السرية، كذلك نفى مسؤول أمريكي في تصريح له حدوث قرصنة أو اختراق لموقع الوكالة، مضيفاً أنه لم يحصل أي دخول على الموقع، من ناحية ثانية، قلل مسؤول أمني من شأن الحادثة، وقال إن ما حدث أشبه بمهاجمة جسر بالكتابة عليه بالألوان، وكانت مجموعة "لولز بوت" Lulz Boat قد زعمت الشهر الماضي أنها هاجمت موقع "بي بي أس" الإخباري في الولايات المتحدة ونشرت قصة تقول إن مغني الراب "توباك شاكور"، الذي مات قبل 15 عاماً، حي يرزق ويعيش في نيوزيلندا.

جواسيس بريطانيون تسللوا الى القاعدة

من جهتها ذكرت تقارير صحفية أن جواسيس بريطانيين تسللوا الى موقع الكتروني تابع للقاعدة لإبدال تعليمات عن كيفية صنع القنابل بوصفات عن صنع الكعك، وقع التسلل الالكتروني العام الماضي بعد ان دشن انصار القاعدة في جزيرة العرب مجلة تصدر باللغة الانجليزية اطلق عليها (انسباير) موجهة الي المسلمين في الغرب، وذكرت صحف بريطانية ان ضباطا من المخابرات البريطانية يعملون بمقر الاتصالات الحكومية وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن التنصت اخترقوا المجلة المؤلفة من 67 صفحة ليتركوا أغلب الموقع في صورة مشوهة، وبدلا من قراءة كيفية "صنع قنبلة في المطبخ" يرى القراء رمزا الكترونيا يحوي في الواقع وصفات لافضل انواع الكعك في امريكا نشرتها ايلين ديجنريز مقدمة البرامج الحوارية التلفزيونية الامريكية، وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان التحرك البريطاني اعقب خلافا بين وكالة المخابرات المركزية الامريكية والوحدة الامريكية المعنية بالانترنت التي تشكلت مؤخر، ورغبت الوحدة في حجب مجلة القاعدة لكن الوكالة التي رأت ان مثل هذا الهجوم سيكشف عن مصادر واساليب المخابرات فازت بالنقاش ورفضت السماح بالهجوم على انسباير، وقالت الصحيفة ان القاعدة في جزيرة العرب احتاجت اسبوعين لبث نسخة مصححة من المجلة بعد تخريبه، وقال مصدر امني بريطاني ان تقرير صحيفة واشنطن بوست صحيح لكن لم يؤكد تفاصيل عملية "وصفات صنع الكعك"، وفي العام الماضي صنفت احدث نسخة من استراتيجية الامن القومي الهجمات الالكترونية على انها واحدة من اخطر التهديدات على البلاد كما تحدث وزراء علانية أكثر من مرة عن الخطر الذي تمثله المواقع الالكترونية للمتطرفين الاسلاميين. بحسب رويترز.

من جهة اخرى كشف وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن إرهابيي الانترنت يشنون حرباً على بلاده من خلال استهداف الملفات الحساسة السرية لوزارات الدفاع والخارجية والخزانة، وذكرت صحيفة "ديلي ستار" إن فوكس اعترف بأن وزارة الدفاع تتعرض لثلاث هجمات على الأقل يوميا من قبل قراصنة الانترنت، فيما أكد خبراء في الشؤون الأمنية أن قراصنة من روسيا والصين "يستقتلون" للحصول على المعلومات السرية للحكومة البريطانية، وأضافت أن الخبراء أبدوا قلقهم من احتمال تعرض الخطط العسكرية البريطانية في ليبيا للسرقة وعرضها للبيع على الأعداء، وبرز هذا التهديد في أعقاب الإعلان عن تعرض صندوق النقد الدولي، المشرف على الشؤون المالية العالمية، لهجوم من قبل قراصنة الانترنت، ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني وصفته بالبارز قوله "إن مسؤولي أجهزة الاستخبارات البريطانية يخشون من احتمال أن تؤدي هجمات القرصنة إلى إغلاق نظام الطاقة الالكترونية بأكمله الذي يعمل على أجهزة الكمبيوتر، والتسبب بالتالي في شل حركة الأمة"، وكان وزير الدفاع البريطاني فوكس حذّر من أن المملكة المتحدة تواجه هجمات على صعيد يومي تستهدف أنظمتها الالكترونية.

الصين تحذر جوجل

في سياق متصل قالت صحيفة رسمية صينية ان شركة جوجل اصبحت "اداة سياسية" لتشويه سمعة الحكومة الصينية وحذرت من ان تصريحات عملاق الانترنت الامريكي عن محاولات التسلل المنسوبة الى الصين قد تضر باعماله، ويشير التحذير الصارم الذي نشر في النسخة الدولية لصحيفة الشعب اليومية وهي الصحيفة البارزة للحزب الشيوعي الحاكم في الصين الى ان التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والصين بشأن امن الانترنت قد تستمر، وقالت جوجل انها قوضت محاولة لسرقة كلمات المرور الخاصة بمئات مستخدمي حسابات بريد جوجل الالكتروني ومن بينهم مسؤولون حكوميون امريكيون وانصار حقوق انسان صينيون وصحفيون، وقالت ان الهجمات يبدو انها قادمة من الصين، ورفضت وزارة الخارجية الصينية تلك الاتهامات وحذرت صحيفة الحزب جوجل من لعب لعبة سياسية خطيرة، وقالت صحيفة الشعب اليومية في تعليق في صفحتها الاولى انه بقول ان نشطاء حقوق انسان صينيين كانوا بين المستهدفين من التسلل فان جوجل "ترضي عن عمد الملاحظات الغربية السلبية عن الصين وتلمح بشدة الى ان هجمات التسلل كانت من عمل الحكومة الصينية". بحسب رويترز.

وقال التعليق الذي كتبه محرر في الصحيفة ان "اتهامات جوجل الموجهة الى الصين زائفة ولها دوافع ابعد وتحمل نوايا ضارة"، واضافت الصحيفة "يجب على جوجل الا تتورط على نحو مفرط في الصراع السياسي الدولي وتلعب دور اداة لنزاع سياسي"، وقالت بدون تحديد كيف يمكن ان تتضرر اعمال جوجل "لانه عندما يتغير مسار الرياح الدولية ربما يتم التضحية بها للسياسة وستزدريها ساحة السوق"، وقالت جوجل ان هجمات التسلل يبدو انها قادمة من جينان عاصمة اقليم شاندونغ بشرق الصين ويوجد بها وحدة مخابرات تابعة لجيش التحرير الشعبي، وحذر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس خلال عطلة نهاية الاسبوع من ان واشنطن مستعدة لاستخدام القوة ضد هجمات الكترونية تعتبرها افعال حرب.

اختراق مواقع عالمية

بدورها أعلنت مجموعة "سيتي غروب" أنها اكتشفت حدوث عمليات اختراق لنظامها الأمني أتاح للمخترقين الوصول إلى البيانات والمعلومات الشخصية لحسابات مئات الآلاف من عملائه، وقالت المجموعة إن الاختراق وقع الشهر الماضي وأثر على نحو 200 ألف عميل.وأضافت المجموعة في بيان لها إنه "أثناء عملية مراقبة روتينية، اكتشفنا مؤخراً حدوث اختراق غير مصرح له" لنظام المجموعة المصرفي عبر الإنترنت، وقالت إن الاختراق لم يؤثر سوى على 1 في المائة من المعلومات المتعلقة ببطاقات ائتمان أصحاب الحسابات، مثل الاسم ورقم الحساب وهواتف الاتصال، بما في ذلك عناوين البريد الإلكتروني، يشار إلى أنه بحسب التقرير السنوي لسيتي غروب فإنه لها ما يقرب من 21 مليون حساب بطاقة ائتمان في أمريكا الشمالية وحدها، حيث وقع الاختراق الأمني، وأضاف البيان أن البيانات المتعلقة بأرقم الضمان الاجتماعي وتاريخ الميلاد وتواريخ انتهاء بطاقات الائتمان والشفرات الأمنية للبطاقات لم تتعرض للاختراق، وقالت إنها أجرت اتصالات بالعملاء الذين تعرضت بياناتهم للاختراق، وطبقت إجراءات موسعة ومحسنة لمنع حدوث مثل هذا الأمر ثانية، ويعد هذا الاختراق الأخير في سلسلة الأنباء السيئة التي تتعلق بسيتي غروب، إذ إن سعر سهم المجموعة تراجع بنسبة 15 في المائة عما كان عليه الشهر الماضي جراء شكوك بشأن تأثير قانون الإصلاح في وول ستريت، كذلك تراجعت أسعار أسهم المصارف المنافسة مثل "جي بي مورغان" و"ويلز فارغو" و"مصرف أمريكا" و""غولدمان ساش". بحسب السي ان ان.

كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت نقلا عن مسؤول كبير في صندوق النقد الدولي ان هذه المؤسسة المالية الدولية تعرضت لاختراق لانظمتها المعلوماتية خلال العام الجاري، ويملك الصندوق معلومات مفصلة عن حركة الاسواق لاقتصادات العالم، وقال مسؤول في الصندوق "انه اختراق كبير جدا"، حسب الصحيفة التي اوضحت ان الاختراق الذي استمر شهرا كاملا بدأ قبل اتهام مدير الهيئة الدولية دومينيك ستروس كان باعتداء جنسي، وتعذر الاتصال بالصندوق لكن "نيويورك تايمز" نقلت عن الناطق باسمه قوله ان الصندوق يحقق في الحادث و"لم يتوقف عن العمل"، واوضحت الصحيفة ان البنك الدولي الذي يقع مقره مقابل مقر صندوق النقد قطع الاتصالات الالكترونية بين الهيئتين في اجراء وقائي، ورفض المسؤولون الذين نقلت الصحيفة تصريحاتهم الكشف عن تفاصيل الهجوم، وكانت مجموعة من قراصنة المعلوماتية تطلق على نفسها اسم "انونيموس" تحدثت عن اختراق ضد الصندوق نظرا للشروط الصارمة التي فرضها في منحه قرضا لليونان، الى ذلك اعلنت مجموعة الالعاب اليابانية "سيغا" الاحد ان هجوما لقراصنة معلوماتية عبر الموقع الالكتروني لفرعها الاوروبي ادى الى سرقة بيانات شخصية ل1،29 مليون من زبائنه، واوضحت الشركة ان الموقع الالكتروني "سيغا باس" الذي تستخدمه "سيغا اوروبا" ومقره في لندن لم يكن يحتوي معلومات بشأن بطاقات اعتماد الزبائن، الا ان قراصنة المعلوماتية سرقوا خلال هجوم اكدته الشركة مؤخراً، اسماء الزبائن وتاريخ ولادتهم وكلمات السر المشفرة على ما اضافت الشركة، وتعرضت المجموعة اليابانية الاخرى "سوني" العملاقة في مجال الالكترونيات اخيرا لهجمات شنها

كوريا الجنوبية تعزز دفاعاتها

من جانبها تسابق كوريا الجنوبية الزمن لحماية أنظمة الكمبيوتر بعد تعرض الوكالات الحكومية والمؤسسات المالية لهجمات كشفت عن نقاط ضعف في دولة تتعرض لاكبر عدد في العالم من عمليات الاختراق عبر الانترنت، وكلفت قوة عمل حكومية بمهمة وضع خطة امنية كبرى للانترنت تتعامل مع المخاطر القائمة وقال مسؤولون انهم سيخصصون ميزانيات جديدة وموارد بشرية لتعزيز حماية الاقتصاد القومي والمنشات الصناعية، وتتعرض الشركات الحكومية والمتعددة الجنسيات والمؤسسات العالمية لهجمات متلاحقة على أنظمة الكمبيوتر، وتعرض موقع الكتروني لمجلس الشيوخ الامريكي لعملية اختراق في مطلع الاسبوع وشكل ذلك حرجا بالغا رغم ان المتسللين لم يتمكنوا من الوصول الى أجزاء حساسة من الشبكة، ويقول مسؤولون ان موقف كوريا الجنوبية وهي رسميا في حالة حرب مع كوريا الشمالية لانتهاء الحرب بينهما باتفاق هدنة لا اتفاق سلام يعتبر هشا نتيجة لعمليات الاختراق الكبيرة التي تتعرض لها من خلال الانترنت ولانها هدف مرجح من جانب خصمها الشمالي الشيوعي المنعزل، وقال مسؤول في جهاز مراقبة الاتصالات "ضمان الامن الالكتروني لم يعد مسألة اختيار بل قضية بالغة الاهمية تؤثر على الامن القومي"، وطلب المسؤول عدم الكشف عن اسمه لانه غير مخول له بالحديث مع وسائل الاعلام. بحسب رويترز.

وأصيبت شبكات الكمبيوتر في بعض الاجهزة الحكومية بما في ذلك البيت الازرق مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية ووكالة المخابرات بالشلل او البطء لمدة ساعات خلال هجوم وقع عام 2009 بعد ان أغرقت شفرات خبيثة الشبكة بطلبات دخول وهمية، وتكرر هجوم مماثل في مارس اذار وان كان تأثيره محدودا بعد ان تمكن خبراء أمن الانترنت في الحكومة والقطاع الخاص من تتبع واحباط البرنامج، وعانى مصرف نونجهيوب وهو بنك تجاري كبير من تعطل شامل في شبكته في ابريل نيسان وهو ما أثر على ملايين المستخدمين وكشف هشاشة وضع الاف المؤسسات المالية التي تعتمد بدرجة كبيرة على شباكاتها لادارة رابع أكبر اقتصاد في اسي، وبفضل الاستثمارات الحكومية الكبيرة في الشبكات زادت نسبة الاشتراك الدائم في الانترنت عن 95 في المئة من الاسر الكورية الجنوبية، وقال مدعون في كوريا الجنوبية ان متسللي الكمبيوتر في كوريا الشمالية هم المسؤولون عن الهجوم على بنك نونجهيوب ووصفوا ذلك بانه "عمل ارهابي غير مسبوق على الانترنت"، ونفت كوريا الشمالية الاتهام واتهمت سول باللجوء الى نظرية المؤامرة لتصعيد المواجهة بين الشطر الشمالي والجنوبي بالرغم من تحذير منشق كوري شمالي مؤخرا من ان بيونجيانج تجند الالاف في حربها الالكترونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/حزيران/2011 - 20/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م