شبكة النبأ: قبل ايام قليلة اعلن
تنظيم القاعدة عن خليفة بن لادن المتوقع "ايمن الظواهري" لتنهي بذلك
الجدل الذي كان قائماً حول من سيخلف اسامة بن لادن خصوصاً بعد تنصيب
المصري "سيف العدل" قائداً للتنظيم بصورة مؤقته، ويبدو ان القاعدة بدأت
تفقد قاعدتها وذلك اثر الضربات القوية التي تلقتها بدءً من مقتل رمزهم
وقائدهم "بن لادن" ومروراً بقتل ابرز قياداتهم الميدانية وعقولهم
المدبرة (امثال الياس كشميري و فضل عبد الله محمد) وانتهاءً بفشل
العديد من العمليات والقاء القبض على المخططين لها قبل تنفيذها اضافة
الى خسارتها لابرز معاقلها كالعراق، وبرغم محاولة التنظيم ابراز صورة
مغايرة لما هو موجود على ارض الواقع عبر التهديد والوعيد بعمليات
انتقامية كبرى وكذلك الدعوات المتكررة لمسلمي الغرب بحمل السلاح
والجهاد ضد الانظمة الغربية، الا ان الضعف بدء يدب في اوصال القاعدة
وربما سيكون القادم اسوء.
الانتربول والقاعدة
حيث قال الامين العام لمنظمة الشرطة الدولية (الانتربول) ان تنظيم
القاعدة والجماعات المرتبطة به لاتزال تمثل أكبر تهديد أمني في العالم
رغم مقتل أسامة بن لادن زعيم التنظيم، وقال رونالد نوبل الامين العام
لمنظمة الانتربول للصحفيين على هامش اجتماع في سنغافورة عن الطيران ان
خطوط الطيران وأشكال النقل الاخرى هي الاكثر عرضة للخطر اذ يستخدم
الارهابيون جوازات سفر مزورة للتنقل بأمان في المناطق محط الاهتمام
الخاص، وأضاف "حتى قبل الامساك بابن لادن وقتله كان الخطر الاكبر لا
يتمثل في القاعدة وحسب بل وفي الجماعات الارهابية المرتبطة بالقاعدة
حول العالم، وأعتقد أن هذا لايزال الخطر الاكبر الان كما كان قبل موته"،
لاتزال خطوط الطيران وصناعة النقل الجوي هدفا رئيسيا للارهابيين لكننا
رأينا من خلال المعلومات المستخلصة وغيرها أنهم يركزون كثيرا أيضا على
النقل الجماهيري، غير أن خطوط الطيران تظل هدفا خاصا"، وأضاف أن من
دواعي القلق بشكل كبير استخدام جوازات سفر مسروقة أو مفقودة وعدم قيام
دول كثيرة بمضاهاة جوازات الركاب بقاعدة معلومات الوثائق المفقودة،
ومضى قائلا "هناك واحد من كل اثنين على رحلات الطيران الدولية لا يمر
عبر أجهزة الفحص، وهذا يعني عدم خضوع نصف مليار شخص تقريبا للفحص كل
عام". بحسب رويترز.
وقال "نحن نعلم أنه اذا تمكن الارهابيون من التنقل من بلد لاخر دون
كشفهم فان ذلك يمثل خطرا على كل البلدان وهذا من وجهة نظر الانتربول
الخطر الاول الذي يؤثر على كل الدول في مختلف أنحاء العالم"، وأضاف أن
أجهزة الامن فحصت 490 مليون جواز سفر عام 2010 ووجدت أن 40 ألفا منها
كانت اما مسروقة أو مفقودة، وقال ان قاعدة بيانات الانتربول تحتوي على
تفاصيل 16 مليون جواز مفقود و12 مليون بطاقة رقم قومي مفقودة، وتابع "يجب
أن يركز كل بلد على أولئك الافراد الذين لا يعرف عنهم سوى أقل القليل
والذين يبدو عليهم أنهم من غير مواطني البلد"، وواصل حديثه قائلا "ومن
ثم فان تركيز كل البلدان يجب أن ينصب على الحصول على أكبر قدر ممكن من
المعلومات عن غير المواطنين عندما يجيئون اليها ومن ثم يمكن للدولة أن
تقرر ما اذا كانت ستصدر تأشيرة دخول أم ل، وهي تفعل ذلك من خلال فحص
وثائق الهوية وتبادل المعلومات عبر أجهزتها الاستخباراتية والشرطية ومن
خلال الانتربول في أنحاء العالم".
تأثير مقتل بن لادن على القاعدة
الى ذلك اعلن مسؤول اميركي كبير ان تأثير مقتل اسامة بن لادن في
غارة اميركية قرب اسلام اباد في 2 ايار/مايو الماضي على تنظيم القاعدة
هو في الواقع اكبر مما كانت تتوقعه الولايات المتحدة لان بن لادن كان
حتى اللحظة الاخيرة من حياته يشارك بفعالية في ادارة تنظيمه، وقال منسق
شؤون مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية السفير دانيال
بنجامين للصحافيين ان "الاكتشاف الاكثر اهمية في مخبئه هو ان بن لادن
كان ضالعا في عمل التنظيم اكثر بكثير مما يتوقعه المرء من رجل معزول
الى هذا الحد"، واضاف ان بن لادن "لم يكن رمزا فحسب، بل كان ضالعا بعمق
في استراتيجية" القاعدة، وبناء عليه اعتبر المسؤول الاميركي ان القضاء
على بن لادن حقق نتيجتين وليس نتيجة واحدة فقط، فقد تم القضاء على رمز
القاعدة وفي الوقت نفسه على مخطط استراتيجي "كان له فعلا تأثير كبير
على طريقة عمل التنظيم"، واضاف "من هنا نعتقد ان تأثير (مقتله) كان
اكبر مما كنا نتوقع"، وقتل بن لادن في غارة نفذتها فرقة كوماندوس
اميركية على مخبئه في ابوت اباد، المدينة الحامية التي تقع على بعد
حوالى مئة كلم شمال العاصمة الباكستانية، وضبط الاميركيون خلال العملية
الاف الوثائق العائدة الى زعيم القاعدة ومنظمته. بحسب رويترز.
واثر مقتل المطلوب رقم واحد في العالم كثفت الولايات المتحدة خلال
الفترة الماضية الغارات التي تشنها بواسطة طائرات بدون طيار على
المناطق القبلية الباكستانية ما اسفر عن مقتل العديد من مسؤولي هذا
التنظيم، وسواء كان تكثيف هذه الغارات قد تم بناء على معلومات حصل
عليها الاميركيون من الوثائق التي عثروا عليها في مخبأ بن لادن ام ان
الامر مجرد صدفة، فان النتيجة كانت مقتل مسؤولين كبار من القاعدة
ابرزهم الياس كشميري، احد المسؤولين العسكريين للتنظيم، وذلك في غارة
في 3 حزيران/يونيو في باكستان، ولكن السفير بنجامين رفض تأكيد مقتل
كشميري، وقال "نعتقد انهم يتنقلون لانهم ضائعون وبسبب الغموض الذي
يكتنف امنهم"، وبحسب المسؤول الاميركي، هناك نتيجة اخرى لمقتل بن لادن
هي عزم القاعدة على الانتقام لزعيمها رغم انه لم يتم الكشف عن اي مخطط
محدد في هذا الاتجاه، وقال محذرا "في حالة مماثلة علينا ان نعترف بان
هناك خطرا متزايدا ان يتصرف شخص غاضب من تلقاء ذاته"، مشددا على امكان
ان تقع هجمات ينفذها من وصفهم بانهم "ذئاب مستوحدة".
ضربة جديدة للقاعدة
في سياق متصل وبضربة جديدة نالها تنظيم القاعدة بعد مرور سبعة
اسابيع تقريبا على مقتل زعيمه اسامة بن لادن في باكستان وذلك من خلال
مقتل فضل عبد الله محمد الذي كان يتولى مهمة تدريب المنضمين حديثا
للتنظيم تاركا ارثا مهدد، وقالت الشرطة الصومالية ان محمد احد أهم قادة
القاعدة المطلوبين ومهندس تدبير الهجمات والخبير في التخفي والتهرب وفي
اللغات قتل في العاصمة الصومالية مؤخر، وتقول واشنطن ان محمد الشهير
كذلك باسم هارون متهم بالقيام بدور رئيسي في الهجوم على سفارتي
الولايات المتحدة في عام 1998 في نيروبي ودار السلام الذي قتل فيه 240
شخص، ويقول مسؤولون غربيون ان محمد الذي ينحدر من جزر القمر ويعتقد انه
في منتصف الثلاثينات تزعم هجوما على فندق يمتلكه اسرائيلي على الساحل
الكيني في نوفمبر تشرين الثاني 2002 قتل فيه 15 شخصا.لكن بعض
الاكاديميين وخبراء الامن يعتقدون أنه قضى وقتا طويلا في السنوات
الاخيرة في مجال تدريب المتشددين وتخطيط هجمات ضد الغرب وتبادل الخبرات
مع الشبان الصوماليين ومع المسلمين الذين سافروا الى الصومال لاكتساب
خبرة شبه عسكرية، وتقول نيلي لحود الاستاذ المساعد بمركز مكافحة
الارهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الامريكية "ربما كان (محمد)
صفوة الصفوة بالقاعدة من ناحية العمليات". بحسب رويترز.
واضافت "وفاته خسارة للقاعدة لكني أظن ان دوره في الفترة الاخيرة
كمدرب لابد وانه منحها فائدة عظيمة"، وتابعت "هو واحد من قصص النجاح في
القاعدة، كان يشعر ان لديه رسالة وهي نقل كل معرفتة للاخرين، كان نعمة
من العطاء المتواصل"، وتقول الحكومة الصومالية ان مئات من المقاتلين
الاجانب انضموا لحركة التمرد من بلدان محتلفة منها افغانستان وباكستان
ومنطقة الخليج ودول غربية مثل الولايات المتحدة وبريطاني، واحتل بعض
الرموز الجهادية الاجنبية مواقع قيادية في الجماعات المتشددة ومنها
شباب المجاهدين الصومالية المسلحة، واقام محمد في السنوات الخمس
الماضية علاقات مع جماعة الشباب التي تقاتل من اجل اسقاط الحكومة
الاتحادية الصومالية ويقول مسؤولون امنيون غربيون انه عمل كأحد حلقات
الاتصال بين المتمردين الصوماليين والقيادة المركزية للقاعدة في جنوب
اسي، ويقول مسؤولون أمنيون غربيون انهم يشتبهون في أن محمد كان ينسق
كذلك مع متشددين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينطلق من اليمن
وهو التنظيم المسؤول عن أجرأ الهجمات على أهداف غربية في السنوات
الاخيرة، ويقول متخصصون امنيون تناولوا شخصية محمد بالدراسة انه يبدو
عمليا بدرجة عالية ونادر الانفعال ويحسب كل شيء بعناية، وكان يجيد
العربية ولغة جزر القمر والسواحيلي والانجليزية، ويقول الباحث
الاسترالي ليه فاريل الخبير من شؤون القاعدة ان وفاة محمد سيكون لها
مردود على "وجود (تنظيم القاعدة) وقدرات العمليات الخارجية للتنظيم في
المنطقة"، "لكن على صعيد العلاقات بين القاعدة والشباب فالعلاقة لها
اوجه عديدة، هناك شخصيات اخرى داخل الشباب لها علاقات مع المركز
الرئيسي للقاعدة وتنظيمها في جزيرة العرب وهناك رسل اخرون للقاعدة
موجودون في المنطقة، وبهذه الطريقة ستتواصل الاتصالات والتجهيزات"،
ويشتبه بعض الخبراء الامنيين في أن ما قدمه محمد من تدريب كان له دور
في هجمات نفذتها جماعة الشباب بقنابل على العاصمة الاوغندية كمبالا عام
2010 والتي أودت بحياة 79 شخصا كان معظمهم يشاهدون مباراة لكرة القدم
في اطار نهائيات كأس العالم.
وجاء الهجوم الذي كان الاول من نوعه للشباب خارج الصومال انتقاما
لمساهمة اوغندا في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي العاملة في
الصومال (أميسوم) والبالغ قوامها 6300 فرد، وفي هجوم مشابه في سبتمبر
ايلول 2009 نفذ متشددو الشباب هجوما مزدوجا بسيارتين ملغومتين على
قاعدة عسكرية للاتحاد الافريقي في مقديشو مما اودى بحياة 17 من افراد
اميسوم، والمراوغة هي واحدة من مهارات محمد الفريدة، فقد تمكن من
الافلات من قبضة الشرطة الكينية مرة على الاقل وظل طليقا لمعظم العقد
الماضي في الصومال وهو مجتمع فضولي لا يترك الغريب القادم اليه وشأنه
عادة، وطبقا لسيرته الذاتية قام محمد بتدريب سيف العدل العضو المخضرم
المصري في تنظيم القاعدة والذي لا يزال حرا طليقا ويعتقد أنه يعيش في
المنطقة الحدودية بين افغانستان وباكستان، ويقول خبراء امنيون ان العدل
يقود القاعدة مؤقتا بعد رحيل بن لادن (قبل اختيار الظواهري مؤخراً
لقيادة القاعدة)، وفي التسيعينات شملت واجبات محمد الرئيسية داخل
القاعدة العمل كأمين سر للعدل وطبقا لكتاب خطه بنفسه لعب دور الامين
السري للقيادة المركزية للتنظيم حيث كان له حق معرفة الكثير من اسرار
عمليات التنظيم، وطبقا لكتابه وبينما كان يكن احتراما كبيرا لبن لادن
الا انه لم يصل لحد عبادة البطل، ففي واحد من الرسائل وطبقا لمقال
كتبته لحود في مطبوعة لدى ويست بوينت تساءل محمد ماذا سيكون رد الفعل
في حال وفاة بن لادن، وجاء في الرسالة "على (الصهاينة والامريكيين) أن
يفهموا ان وفاة اسامة بن لادن لا تعني نهاية الاسلام والجهاد، كلا والف
كل، لقد مات من هم اعلى شأنا من بن لادن من المسلمين، كل الابطال رحلوا
من العالم الفاني اما الاسلام فباقي الى ما يشاء الله".
القاعدة تدعو مسلمي الغرب
حيث بث تنظيم القاعدة شريط فيديو جديد بعد مقتل اسامة بن لادن دعا
فيه المسلمين الذين يعيشون في الغرب الى الجهاد في "ارض العدو"، حسب ما
ذكر المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية "سايت"، وتصل مدة شريط
الفيديو المؤلف من جزئين ساعة واربعين دقيقة، ومن بين الخطباء في هذا
الشريط هناك ايمن الظواهري، احد قادة القاعدة، وكذلك الاميركي ادام
غادهان، المتحدث باسم التنظيم، وقال غادهان باللغة الانكليزية وحسب
موقع سايت، ان المسلمين الذين يعيشون في الغرب هم "في مركز مهم جدا
للعب دور حاسم في الجهاد ضد الصهاينة والصليبيين"، واشار غادهان الى ان
المسلمين في الولايات المتحدة بامكانهم وكما اي شخص اخر ان يحصلوا
بسهولة كبيرة على اسلحة رشاشة من دون تقديم اي وثيقة شخصية، وقال ايضا
"من المهم ان نضعف الشعور العدواني لاعدائنا الجبناء من خلال استهداف
شخصيات عامة مؤثرة في وسائل الاعلام والحكومات والاقتصاديات الصهيونية
والصليبية".وحسب موقع سايت، فان شريط الفيديو الذي يحمل عنوان "لستم
مسؤولون الا ان انفسكم" انتجه موقع الشهاب للاعلام التابع لتنظيم
القاعدة، ووضع شريط الفيدو على المواقع الالكترونية، ويفتح على صور
لاسامة بن لادن وهو جالس الى جانب الظواهري ويلقي خطابا ينتقد فيه
احتلال الدول الغربية للدول الاسلامية، ويعتقد سايت ان شريط الفيديو
سجل بعد وفاة بن لادن لانه عند ذكر اسم الزعيم السابق لتنظيم القاعدة
تليه عبارة "رحمه الله". بحسب فرانس برس.
ويذكر ان قناة الجزيرة التلفزيونية الاخبارية قالت نقلا عن مراسلها
ان تنظيم القاعدة اختار قائدا مؤقتا وقائدا لعمليات التنظيم بعد مقتل
أسامة بن لادن زعيم التنظيم على يد فرقة كوماندوس أمريكية، وقالت
الجزيرة في نبأ عاجل ان المتشدد المصري سيف العدل عين قائما بأعمال
التنظيم بينما عين محمد مصطفى اليمني قائدا لعمليات القاعدة، وقتلت
قوات خاصة امريكية زعيم القاعدة في مخبأه خارج العاصمة الباكستانية في
وقت سابق من الشهر الماضي، ويقول مدعون أمريكيون ان العدل من القادة
العسكريين البارزين لتنظيم القاعدة وانه ساعد في تخطيط التفجيرات التي
استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998 وأقام
معسكرات تدريب للقاعدة في السودان وافغانستان في التسعينات، وقال خبير
في شؤون القاعدة ان العدل على الارجح لن يقوم بدور القائد العام
للتنظيم، وقال نعمان بن عتمان وهو معاون سابق لبن لادن يعمل الان محللا
لدى مؤسسة كويليام البحثية البريطانية "هذا الدور الذي اضطلع به ليس
دور قائد عام لكنه يتولى القيادة في شؤون العمليات والنواحي العسكرية"،
ويعتقد ان العدل فر الى ايران بعد الغزو الامريكي لافغانستان بعد هجمات
11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة وذكرت تقارير اعلامية
انه قضى في ايران فترة رهن ما يشبه الاقامة الجبرية، وقالت وسائل اعلام
عربية ان السلطات الايرانية افرجت عنه من الحبس قبل نحو عام وانه عاد
الى منطقة الحدود بين افغانستان وباكستان، ويقول بعض المحللين ان العدل
الذي يعتقد كثيرون انه كان يعيش في المناطق النائية بشمال باكستان منذ
12 شهرا قد عاد الى ايران أو الى افغانستان في الاسابيع الاخيرة، وقبل
ايام قليلة تم اختيار الظواهري ليكون زعيماً لتنظيم القاعدة بدلاً عن
بن لادن.
فضّل الجهاد على الجنس
من جهتها كشفت وثائق أمريكية سرية عن معتقل غوانتانامو حصل عليها
موقع «ويكيليكس» ان عضواً بارزاً في تنظيم القاعدة محتجزاً في المعتقل،
فضّل الجهاد على التمتع بحياة جنسية وأخذ حقناً لتعزيز عجزه الجنسي
وتجنب الاهتمام بالنساء، وقالت صحيفة «ديلي تليغراف» الصادرة نقلاً عن
الوثائق ان السعودي عبدالرحيم حسين محمد عبده النشيري، والذي تردد بأنه
كان على صلة مباشرة بزعيم القاعدة أسامة بن لادن «كرس نفسه للجهاد
وتلقى الحقن لتعزيز العجز الجنسي لديه وأوصى محتجزين آخرين باستخدام
هذه الحقن»، وذكرت الوثائق السرية ان النشيري»حصل على الحقن لقضاء
المزيد من الوقت في الجهاد لصرف اهتمامه بالنساء»، ووصفت النشيري بأنه
«واحد من أبرز المنسقين العملياتيين في تنظيم القاعدة ولعب دوراً بارزاً
في الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في أكتوبر 2000 في ميناء يمني،
كما اتُهم بالتخطيط للهجوم الانتحاري الذي ألحق اضراراً كبيرة بناقلة
النفط الفرنسية (لمبورغ) عام 2002»، وقالت الوثائق المسربة إن النشيري
(42 عاماً) تورط بعشرات المؤامرات لمهاجمة الولايات المتحدة والمصالح
الغربية، كما ان خليته كانت مسؤولة عن شن عمليات انتحارية وعمليات
تخريب خارج افغانستان، واشارت الصحيفة الى ان النشيري اعتُقل في
الامارات العربية المتحدة في 2002، لكنه لم يُنقل الى غوانتانامو إلا
في عام 2006 ما يعني أنه أمضى قدراً كبيراً من الوقت في شبكة السجون
السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتردد بأنه التقى بن
لادن بعد أشهر قليلة من هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. بحسب
يونايتد برس.
المانيا تحبط مخطط للقاعدة
بدورها اكدت السلطات الالمانية انها احبطت مخططا لتنفيذ اعتداء في
المانيا في المهد عبر تفكيك خلية كان مسؤولها يتلقى اوامره من تنظيم
القاعدة، واعلن المدعي العام الالماني في بيان ان هناك شبهات قوية بان
مسؤول الخلية المفترض، المغربي عبد الكريم ال-ك، وعمره 29 عاما، "كلفه
مسؤول كبير من القاعدة في خريف 2010 بتنفيذ اعتداء بالمتفجرات في
المانيا"، وبعد تدريبه على السلاح والمتفجرات في معسكر للتنظيم على
الحدود الافغانية الباكستانية، عاد عبد الكريم الى المانيا في ايار/مايو
2010 وبدأ التحضيرات الاولى، وفق البيان، وقالت السلطات الالمانية ان
الاستخبارات الاميركية هي التي ابلغتها بنشاطات المشتبه به، واوضح قائد
الشرطة الفدرالية يورغ تسيركي في مؤتمر صحافي ان المغربي عبد الحكيم ال-ك
كان مقيما بطريقة غير قانونية في المانيا منذ تشرين الثاني/نوفمبر
2010، وانه كان على اتصال باشخاص في النمسا والمغرب وكوسوفو وايران،
وبالاتفاق مع قيادة القاعدة، قام بتجنيد جميل س (31 سنة) الذي يحمل
الجنسيتين المغربية والالمانية والايراني الالماني عميد س (19 سنة)،
وتم توقيف المشتبه بهما مع عبد الكريم في بوخوم ودوسلدورف (غرب المانيا)،
وقالت وزارة الداخلية انهما كانا يشكلان "خطرا وشيكا"، وفي كانون الاول/ديسمبر
الماضي بدأ الموقوفون يعدون لاعتداء كانوا يعتزمون ارتكابه في منطقة
دوسلدورف (غرب) من دون ان يحددوا الهدف، وتفيد مكالماتهم الهاتفية
والتنصت على احاديثهم في شققهم انهم كانوا يعتزمون ضرب حافلة او موقف
للباصات. بحسب فرانس برس.
وقال النائب العام الفدرالي "كانوا يتلقون المعلومات عبر الانترنت
حول صنع المتفجرات والصواعق"، وقاموا بالتحقق من التدابير الامنية في
الاماكن العامة والمطارات ومحطات القطار، كما سعوا الى شراء مواد
كيميائية تستعمل في صنع القنابل مثل الاسيتون، وقال تسيركي ان المشتبه
فيهم الثلاثة ينتمون الى خلية اكبر، مؤكدا "اننا نرجح ان يكونوا على
الاقل سبعة او ثمانية"، واعلنت السلطات الالمانية ان الاستخبارات
الاميركية انذرتها بشأن انشطة المشتبه فيه الرئيسي، وتم تجنيد 65 شرطيا
لمراقبة الثلاثة طوال ستة اشهر قبل اعتقالهم، ويفيد التنصت عليهم انهم
فرحوا بعد سماعهم نبأ تفجير مراكش الاخير والذي اسفر عن مقتل 16 شخص،
ولم تتبن القاعدة التفجير لكن يشتبه بانها تقف وراءه، وقال تسيركي ان
الشرطة قررت اعتقالهم على الاثر خشية ان يحرضهم ذلك على التحرك، حتى
قبل اكتمال التحقيق، وقال تسيركي "علينا ان نتوقع مزيدا من الاعمال
الارهابية التي ينفذها متطرفون اسلاميون في المانيا"، وقدر عدد
المنفذين المحتملين لاعتداءات اجرامية بحوالى 130 شخص، واعلنت المانيا
في ايلول/سبتمبر 2007 احباط هجمات تستهدف مصالح اميركية في غرب البلاد.
سيف العدل ومقتل الصحفي بيرل
من جهة اخرى قال محققون أمريكيون في تقرير ان المتشدد المصري سيف
العدل الذي عين في الاونة الاخيرة قائدا مؤقتا لعمليات تنظيم القاعدة (فبل
اختيار الظواهري مؤخراً) كانت له صلة بقتل الصحفي الامريكي دانييل بيرل
في باكستان عام 2002، وكان بيرل صحفيا في جريدة وول ستريت جورنال وخطف
في كراتشي أكبر مدن باكستان في يناير كانون الثاني عام 2002 بينما كان
يعد لكتابة قصة عن المتشددين الاسلاميين ثم قتل بعد ذلك بقطع رأسه،
وكشفت المعلومات التي توصل اليها المحققون فيما يسمى "مشروع بيرل" عن
أن سيف العدل ناقش خطف بيرل مع خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر
لهجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة، وقال المحققون
في تقريرهم الذي نشر في يناير كانون الثاني "أبلغ خالد شيخ محمد مكتب
التحقيقات الاتحادي بأن زعيما رفيع المستوى في القاعده وهو مصري يدعى
سيف العدل ضمه الى (عملية) الخطف وقال له أن يجعل الخطف عملية للقاعدة"،
وشارك في تأسيس مشروع بيرل أكاديمية الصحافة وطلاب بجامعة جورج تاون
ومركز السلامة العامة في الولايات المتحدة للتحقيق في خطف بيرل ومقتله،
وتكشف الصلة بين سيف العدل ومقتل بيرل عن الروابط القائمة منذ وقت طويل
بين تنظيم القاعدة وحركة التشدد في باكستان المنتشرة لا في منطقة
الشمال الغربي التي تفتقر الى سلطة القانون بمحاذاة الحدود الافغانية
فحسب بل أيضا في كراتشي ومدن أخرى. بحسب فرانس برس.
وسقط بيرل في أيدي القاعدة بعد أن خطفه متشددون باكستانيون كانوا
موضوع بحث الصحفي، وعلم سيف العدل بشأن بيرل وفاتح خالد شيخ محمد في
استلامه من المتشددين الباكستانيين، وأبلغ شيخ محمد ضباط مكتب
التحقيقات الاتحادي بأن سيف العدل "رأى في ذلك فرصة، نستطيع الاستفادة
منه، وقال انه يريد التأكد من أنه أمر يخص القاعدة"، واعتقل شيخ محمد
في باكستان عام 2003 ونقل الى المعتقل الامريكي في خليج جوانتانامو ثم
اقر في وقت لاحق بأنه قطع رأس بيرل، وجاء في التقرير أن شيخ محمد قال
للمحققين انه لم يكن يعلم شيئا عن خطف بيرل في باديء الامر كما ذكر أن
أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تردد أنه غضب من الاسلوب الوحشي الذي
قتل به الصحفي، وقال رئيس سابق للادعاء في اللجان العسكرية بخليج
جوانتانامو للباحثين "قال أحد المحتجزين المهمين للمحققين ان أسامة بن
لادن غضب لان خالد شيخ محمد ذبح بيرل بهذا القدر من العلنية والوحشية
مجادلا بأن القتل جذب انتباها لا داعي له الى التنظيم"، وسيف العدل هو
أحدث متشدد اسلامي يذكر أن له صلة بقتل بيرل، واختير قائدا مؤقتا
للقاعدة في أعقاب مقتل بن لادن في عملية نفذتها قوات خاصة أمريكية في
بلدة باكستانية في الثاني من مايو ايار قبل ان تختار القاعدة الظواهري
خليفة لزعيمهم بن لادن، ويقول مدعون أمريكيون ان سيف العدل واحد من
كبار القادة العسكريين في تنظيم القاعدة وانه ساعد في تخطيط الهجمات
على السفارتين الامريكيتين في كينيا وتنزاني، كما يقولون انه أنشأ
معسكرات للتدريب تابعة لتنظيم القاعدة في السودان وأفغانستان في
التسعينات.
القاعدة تستهدف بلاد المغرب
حيث قال خبير جزائري في شؤون الامن انه من المتوقع ان يصعد جناح
القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي من هجماته ليعزز مسوغاته لتولي زعامة
التنظيم الدولي بعد مقتل اسامة بن لادن، وقال الاستاذ الجامعي مهند
برقوق رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والامنية في الجزائر انه بعد ان
قتلت قوات امريكية خاصة بن لادن في فيلا قرب العاصمة الباكستانية اسلام
اباد ستتنافس أجنحة القاعدة على القيادة، وتزعم القاعدة ببلاد المغرب
الاسلامي انها الجناح الاقوى في التنظيم لانها تملك الاسلحة وملاذا
امنا في منطقة الصحراء وأموالا طائلة جمعتها من عمليات الخطف، وقال
برقوق وله علاقات وثيقة مع قوات الامن الجزائرية التي تقاتل القاعدة
ببلاد المغرب الاسلامي ان الطريق مفتوح امام تنافس كل أجنحة القاعدة
على الزعامة وان كل فرع يسعى الى اضفاء شرعية على مسعاه لزعامة القاعدة،
وأضاف ان القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ستتحرك لشن المزيد من الهجمات
وعمليات الخطف وأعمال العنف "لاعطاء ثقل لترشحها لزعامة الشبكة
الارهابية الدولية". بحسب رويترز.
وتصدرت الجزائر جهود محاربة القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي ويرجع
ذلك جزئيا الى ان قادتها جزائريون كما انها خرجت من معطف ما كان يعرف
من قبل باسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي قاتلت في صفوف
المتمردين ضد قوات الامن الجزائرية، وقال عبد المالك درودكال زعيم
القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في تسجيل فيديو بث على منتديات جهادية
على الانترنت ان جناحه سيصعد من اعمال العنف بعد مقتل بن لادن، وذكر
موقع (سايت SITE ) المتخصص في مراقبة مواقع الاسلاميين على الانترنت
ويتخذ من الولايات المتحدة مقرا له ان درودكال خاطب "الامريكيين
والصليبيين" قائلا انهم بهذا العمل اشعلوا نيران الحرب والغضب وزادوا
من عداء "الامة" الاسلامية ضدهم ورغبتها في الثأر منهم، وأجنحة القاعدة
الاخرى هي القاعدة بجزيرة العرب والقاعدة في العراق المعروفة باسم دولة
العراق الاسلامية وجماعات القاعدة الاخرى التي تعمل على حدود أفغانستان
وباكستان، وأقامت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي قاعدة لها في منطقة
شمال مالي والنيجر وموريتانيا مستغلة المساحات الصحراوية المترامية
والفساد المتفشي في الاوساط الرسمية وضعف الجيوش في المنطقة.
وعلى الرغم من أن الهجمات الفتاكة التي تشنها القاعدة ببلاد المغرب
الاسلامي على قوات الامن الجزائرية تحدث بانتظام الا ان هجماتها على
اهداف غربية محدودة حتى الان.وقتلت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي
مواطنا أمريكيا يعمل في منظمة اغاثة في نواكشوط عاصمة موريتانيا عام
2009، وفي فبراير شباط حاول مسلحون يعتقد انهم من القاعدة تفجير
السفارة الفرنسية، ويقول برقوق ان الاضطرابات في ليبيا حيث تقاتل
المعارضة المسلحة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قد تعطي القاعدة
ببلاد المغرب الاسلامي فرصة لتوسيع هجماتها.وقال ان تقسيم ليبيا الى
شرق تسيطر عليه المعارضة وغرب يسيطر عليه القذافي وتفكك شبكة مؤسسات
الامن سيحول ليبيا الى ساحة معارك للقاعدة ببلاد المغرب الاسلامي،
واستطرد برقوق قائلا ان المنطقة متجهة في المستقبل الى مزيد من التفسخ
الامني.
مقتل إلياس كشميري
الى ذلك أكدت مصادر التنظيمات المتشددة في باكستان أن إلياس كشميري،
الملقب بـ"العقل العسكري" لتنظيم القاعدة قتل مؤخراً في غارة نفذتها
طائرة من دون طيار في باكستان، ما يجعله أكبر قيادي في التنظيم يسقط
بعد مقتل زعيم القاعدة ومؤسسها، أسامة بن لادن، بعملية أمريكية قرب
إسلام أباد مطلع مايو/أيار الماضي، وقال أبوحنظلة كشر، الناطق باسم
حركة الجهاد الإسلامي المرتبطة بالقاعدة، والتي كان كشميري بتزعمها، إن
الأخير قتل "مع عدد من مساعديه في الغارة التي وقت قبل منتصف الليل"،
وأضاف كشر "المعتدون الأمريكيون هم هدفنا الوحيد، وبإذن الله سنأخذ
بثأرنا من أمريكا قريبا وبكل قوتنا"، بالمقابل، قال مسؤولون حكوميون في
باكستان إنهم لم يتمكنوا حتى الساعة من تأكيد خبر مقتل كشميري، ويعتبر
إلياس كشميري أحد أقدم المنخرطين في ما يعرف بـ"حركات الجهاد" في
المنطقة، وترى بعض أجهزة المخابرات الدولية أنه أحد أخطر المطلوبين حول
العالم، وقاد كشميري في السابق مجموعة تحمل اسم "الكتيبة 313" في حركة
الجهاد الإسلامي، وهي مسؤولة عن بناء العلاقات الوثيقة مع القاعدة، كما
ارتبط بصلات مع الأمريكي ديفيد هادلي، الذي يعتقد أنه قام بتنفيذ
عمليات استطلاع مهدت لهجوم مومباي في الهند بنوفمبر/تشرين الثاني 2008.
بحسب رويترز.
وقد سبق لهادلي أن أقر بأنه قابل كشميري لمرتين عام 2009، وذلك في
مقره بمناطق خاضعة لسيطرة القبائل الباكستانية، وفي شبابه، قاتل
الكشميري الجيش الهندي ضمن المجموعات المسلحة التي كانت تنشط في الجزء
الخاضع لسيطرة نيودلهي من كشمير، وفي وقت لاحق شارك الكشميري في القتال
ضد القوات السوفيتية بأفغانستان، ويعتقد أن كشميري أوقف في الهند
لفترة، ومن ثم فر من سجنه وانضم إلى وحدة من القوات الباكستانية
الخاصة، وبعد ذلك توترت علاقته مع إسلام أباد فانتقل إلى مناطق
وزيرستان القبلية، واعتقلته باكستان عام 2003 بتهمة الضلوع في مخطط
لاغتيال الرئيس السابق برويز مشرف، ولكنها أفرجت عنه في وقت لاحظ
لأسباب غير معروفة، مسؤول اميركي يعتبر عمليات الخطف التهديد الرئيسي
لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعتبر مسؤول اميركي لمكافحة
الارهاب ان التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي
يكمن في عمليات الخطف اكثر من قدرته على القيام باعتداءات. |