
شبكة النبأ: كثيراً ما خلف الاستعمار
(الذي كان سمة القرن الماضي) العديد من المشاكل التي امتدت افرازاتها
الى وقتنا الحاضر، وكما قيل (الشيطان يكمن في التفاصيل) فان الدول
المستعمرة عندما اجبرت على الاعتراف باستقلال الدول التي كانت تحت
سيطرتها نتيجة قيام حركات التحرر والثورات المطالبة بالاستقلال ونيل
الحرية بعد زيادة الوعي الوطني، تركت تلك الدول الاستعمارية ورائها
مشاكل حدودية بالتأكيد كانت تعتبر بسيطة مقارنة بهدف نيل الاستقلال
وامتلاك المصير وكذلك قامت بدمج شعوب غير متجانسة في دولة واحدة وشطر
شعب واحد الى اكثر من دولة، وبالتالي ضمنت في هذه التفاصيل الاخيرة ان
تثار المشاكل في نهاية المطاف وتلجأ تلك الدول الطامحة في الاستقرار
اليها مجدداً (لتعاد دورة الاستعمار لكن بوجه اخر) بعد تحولت هذه
التفاصيل الى حروب طاحنة راحت ضحيتها الملايين من الابرياء والمتناحرين،
وفي نفس السياق فان ايبي وجنوب كردفان وغيرها في السودان الساعي الى
الاستقرار بعد عقود من الحرب الاهلية المروعة هي "التفاصيل" التي خلفها
الاستعمار البريطاني والتي لن تترك السلام الهش يمر مرور الكرام بين
الشمال والجنوب السوداني.
أبيي تفسد فرحة الجنوب
فبعد نصف قرن من العنف المسلح والمعاناة الإنسانية، قرر شعب جنوب
السودان الانفصال عن الشمال في التاسع من يناير الماضي، بأغلبية ساحقة،
كانت متوقعة، لكن مشكلة أبيي عكرت صفو الفرحة التي عمت الجنوب، كما أن
الأسلحة ظلت في مخازنها، وأعلن المسؤولون في الشمال والجنوب أن الحرب
لن تعود، وولدت دولة جنوب السودان واصبحت كياناً منفصلاً على خريطة
إفريقي، ولعل الانقسام بالنسبة للبعض أمر طبيعي، فقد تم توحيد الشطرين
من طرف البريطانيين عام،1956 رغم اختلافهما اللغوي والثقافي، وتناقضهما
العرقي والتاريخي، وقد أدى التدخل من بعض الدول الاستعمارية إلى حرب
أهلية، من أطول الحروب في تاريخ إفريقيا الحديثة، فقد قتل نحو مليوني
شخص خلال عقود من العنف الدامي، عرفت فيه المنطقة انتهاكات صارخة لحقوق
الإنسان، واستخدم الفرقاء وسائل بشعة في التنكيل والتعذيب، كما عانى
الأهالي من الاختطافات والمعارك التي تجري في مناطق مدنية، ولم تنته
المأساة إلا بتوقيع اتفاقية السلام في،2005 التي حددت يناير 2011 موعداً
لاستفتاء الانفصال، الذي حدث بالفعل، وقبل أسابيع من الانفصال الرسمي
عن الشمال، طفت على السطح علامات تنذر بمشكلات حقيقية، ففي الربيع نشب
نزاع بين قبائل جنوبية وهجمات للجيش الجنوبي على العسكريين الذين
اعتبروا «خونة» وأنهم موالون لحكومة الخرطوم، وكانت هذه النزاعات
مدفونة في زمن الحرب الأهلية، وكان التركيز على صد الهجمات التي يقوم
بها الجيش السوداني ومحاولة تنظيم الفصائل الجنوبية، أما الآن، وبعد
نهاية الحرب وانفصال الجنوب، فمن المحتمل أن تطفو هذه النزاعات على
السطح. بحسب نيويورك تايمز.
وقد قامت الشرطة الجنوبية بمداهمة مقر صحيفة محلية، وتهديد
الصحافيين بالسلاح، بعد نشر مقال انتقدت فيه الصحيفة أداء الحكومة في
الجنوب، في المقابل، يقول مراقبون للشأن السوداني إن منطقة أبيي
الحدودية تمثل عائقاً حقيقياً أمام السلام الدائم بين الشطرين، فقد
اندلعت مواجهات دامية بين الجيش السوداني ومسلحين في أبيي في الآونة
الأخيرة، وفي مايو الماضي، قامت قوات جنوبية بمهاجمة دورية للجيش
السوداني في أبيي، مرتين، ولم ترد الخرطوم في البداية، إلا أن قوات
شمالية اقتحمت المدينة نهاية مايو واحتلتها بالكامل، واعتبر ذلك رداً
غير مناسب لاستفزاز غير ضروري، وقتل في المواجهات 116 شخصاً، إضافة إلى
عدد غير معروف من عناصر الجيش والشرطة، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعد
فيه الاتحاد الإفريقي مسودة مشروع لجعل أبيي منطقة منزوعة السلاح، وليس
من الواضح إن كانت القوات الجنوبية التي هاجمت الجنود الشماليين في
أبيي، قد تلقت تعليمات بذلك من القيادة في جوبا، أم تصرفت من تلقاء
نفسه، ومن جانب آخر، تبدو حكومة الخرطوم وكأنها تلعب على عواطف أهل
أبيي الذين طالما عارضوا تقسيم السودان، إضافة إلى ذلك نشب نزاع طويل
بين قبيلة دينكا نقوك، وهم سكان مقيمون في أبيي، من جهة، وأبناء قبيلة
المسيرية الرحّل، الذين يتنقلون إلى أبيي بشكل موسمي لرعي الماشية،
ويذكر أن الاستفتاء حول مصير أبيي، الذي كان مقرراً في يناير الماضي،
أجّل بسبب الخلاف على من يحق لهم التصويت، ولا يبدو أي من الطرفين
مستعداً للتنازل في ما يخص المسائل المذكورة، وقد يرى الشماليون في ذلك
فرصة للحصول على تنازلات من الجنوبين في مسائل خلافية أخرى، بما في ذلك
ترسيم الحدود النهائية، وكيفية تحديد المواطنة وأهم من ذلك تقسيم
عائدات النفط، ومهما يكن فإن الاستقلال، بالنسبة للجنوبيين أهم بكثير
من أي مكاسب جانبية، وقد تكون طاولة المفاوضات هي المكان المناسب
للاعتراف بأن استفزاز أبيي، الذي قامت به قوات جنوبية، كان خطأ، وأن
قرار الانفصال لا رجعة فيه.
حملة تطهير عرقي في ابيي
الى ذلك اظهرت صور جديدة التقطتها اقمار اصطناعية في منطقة ابيي
ادلة على ارتكاب جيش شمال السودان جرائم حرب من بينها "حملة تطهير عرقي
برعاية حكومية"، حسبما اوردت مجموعة مراقبة، وسيطرت القوات الشمالية
على منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها مؤخراً مما اثار ادانات من
القوى الكبرى التي حذرت من ان ذلك يهدد السلام بين الشمال والجنوب، وفر
عشرات الالاف من ابيي باتجاه الجنوب عندما تدفقت القوات والدبابات
الشمالية اضافة الى المليشيات المسلحة المتحالفة مع الشمال لتسيطر على
المنطقة، وقالت مجموعة "ستلايت سنتينال بروجكت" التي حصلت على الصور
وقامت بتحليلها، ان تلك الصور تظهر "تدميرا واسعا ومتعمدا واستيلاء على
ممتلكات دون تبرير وجود ضرورة عسكرية لذلك"، وتظهر مجموعة الصور
الحديثة لاول مرة حجم الدمار، وقالت المجموعة ان ثلث المنازل "والمباني
المدنية" في مدينة ابيي دمرت تماما، كما تم تفجير جسر رئيسي يصل ابيي
بالجنوب، واضافت الجماعة التي اسسها نجم هوليوود وناشط حقوق الانسان
جورج كلوني العام الماضي ان ذلك "سيصعب على عشرات الآلاف من المشردين
العودة الى المنطقة"، وقال كلوني "سلطنا الاقمار الاصطناعية على منطقة
ابيي لان كل المعنيين بالوضع هناك يعتقدون انه اذا حاولت الحكومة
السودانية تقويض السلام، فان ذلك سيحدث من خلال ابيي". بحسب فرانس برس.
واضاف "اصبح لدينا الان دليل مؤكد بجرائم الحرب التي ارتكبها نظام
الخرطوم في ابيي"، واشار الى انه يتم حاليا ارسال الادلة الى مجلس
الامن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت في السابق مذكرة
اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهم ارتكاب اعمال ابادة في
اقليم دارفور، وقالت المجموعة التي مقرها الولايات المتحدة في بيان ان
"حكومة السودان ارتكبت انتهاكات خطيرة لميثاق جنيف وغيرها من جرائم
الحرب يمكن ان يشكل بعضها جرائم ضد الانسانية"، واضافت ان "مجموع
الادلة التي تم جمعها من الاقمار الاصطناعية والمصادر الارضية تشير الى
حملة تطهير عرقية ترعاها الحكومة في معظم منطقة ابيي المتنازع عليها"،
ودافعت قوات شمال السودان عن دورها في ابيي، وقال المركز السوداني
للخدمات الصحافية الذي يعتقد انه يرتبط بقوات الامن ان تدخل القوات
السودانية في ابيي قانوني وشرعي وياتي في اطار مسؤولياتها لحماية
البلاد وسيادتها وامنها"، وتبذل الجهود حاليا لنزع فتيل التوتر، والتقى
كبار القادة من الجيشين الشمالي والجنوبي في العاصمة الاثيوبية اديس
ابابا في محالة لايجاد حل للازمة، من جهة اخرى، قال مسؤول ملف ابيي في
حكومة الخرطوم في المنطقة الدرديري محمد احمد انه يتوقع نجاح جهود عقد
اجتماع رئاسي بين الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه رئيس جنوب السودان
سلفا كير خلال الايام القليلة المقبلة، وسيجري اللقاء بوساطة من لجنة
من الاتحاد الافريقي بقيادة ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق، كما
يزور نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار الخرطوم لمحاولة تخفيف حدة
التوترات في المنطقة.
كما قال التقرير ان نحو ثلث اجمالي المنشات المدنية في البلدة
الرئيسية في منطقة ابيي المتنازع عليها دمرت بعدما سيطر الجيش الشمالي
على المنطقة، وارسلت الخرطوم الدبابات الى ابيي في 21 مايو ايار الماضي
مما اثار غضبا دوليا قبل أقل من شهرين من الانفصال المزمع للجنوب مما
أجج مخاوف بتجدد صراع شامل بين الشمال والجنوب، وقالت المجموعة ان
الصور التي التقطت عبر الاقمار الصناعية في الاونة الاخيرة اظهرت ان
الجيش الشمالي نشر دباباته والمدفعية ووسائل النقل الثقيلة والمركبات
المدرعة الاخرى داخل ابيي وحوله، ونقل التقرير عن تشارلي كليمنتس
المدير التنفيذي لمركز كار بجامعة هارفارد "شرد مئات الالاف من
المدنيين، نحو ثلث المنشات المدنية في ابيي سويت بالارض"، وقال الجيش
انه اوقف عملياته العسكرية في ابيي بعدما سيطر على المنطقة بالكامل
ودعا السكان للعودة لمنازلهم، وقال التقرير ان الصور تظهر تدمير جسر
رئيسي يعرف باسم جسر بينتون جنوبي بلدة ابيي ويزيد نسفه من صعوبة عودة
عشرات الالاف من النازحين لديارهم، وكانت ابيي احدى ساحات المعارك
الرئيسية في الحرب الاهلية الاخيرة بالسودان ولها اهمية رمزية لكل من
الجانبين، وتصاعد التوتر في المنطقة عقب هجوم على قافلة للقوات
الشمالية في 20 مايو ايار حملت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة
القوات الجنوبية مسؤوليته، وارسل الشمال الدبابات في اليوم التالي وفر
عشرات الالاف مع شيوع اعمال النهب والحرق، ومنذ ذلك الحين رفض الشمال
نداءات من الامم المتحدة والولايات المتحدة ورئيس جنوب السودان
للانسحاب من المنطقة قائلا انها تتبع الشمال.
بعد ابيي جنوب كردفان
في سياق متصل كثفت الخرطوم غاراتها الجوية على ولاية جنوب كردفان
الواقعة على الحدود بين شمال وجنوب السودان متسببة بما وصفته الامم
المتحدة بـ"المعاناة الكبيرة" للسكان المدنيين، وتعريض عمليات الاغاثة
الانسانية للخطر، وتاتي الهجمات بعد اقل من يوم من اختتام الرئيس
السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير يومين من المحادثات
في اثيوبيا انتهت باتفاق مبدئي على سحب القوات الشمالية من منطقة ابيي
المتنازع عليه، وصرح مسؤول من الاتحاد الافريقي توسط في المحادثات، انه
رغم تركيز الزعيمين بشكل رئيسي على مسالة ابيي التي احتلها القوات
الشمالية الشهر الماضي، الا انهما ناقشا مسالة الامن على طول الحدود
بين الشمال والجنوب، ولكن يبدو الان ان الامن على تلك الحدود يمر في
ازمة قبل اسابيع قليلة من الاعلان المرتقب لاستقلال جنوب السودان، اذ
لا مؤشرات الى توقف القتال في وسط السودان، وصرح قويدر زروق المتحدث
باسم بعثة الامم المتحدة في السودان "نحن قلقون للغاية من عمليات القصف
التي تتسبب بمعاناة كبيرة للسكان المدنيين وتعرض المساعدات الانسانية
للخطر"، وقال ان "القصف المكثف الذي شنته القوات المسلحة (التابعة
لحكومة الخرطوم) يستمر في كادقلي وكاودا حيث القت الطائرات 11 قنبلة،
استهدفت على ما يبدو مهبطا للطائرات"، واضاف رزوق ان قذيفتين سقطتا
بالقرب من مقر الامم المتحدة الذي يبعد 150 مترا عن مهبط الطائرات، الا
ان القوات الشمالية نفت استهداف المدنيين في جنوب كردفان، وصرح المتحدث
باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد "لدينا تمرد في ولاية
جنوب كردفان ونحن نستهدف هذا التمرد"، واتسع القتال بين الجيش السوداني
ومقاتلي الحركة الشعبية الشماليين (متمردون سابقون) ليشمل مختلف مناطق
ولاية جنوب كردفان، وازدادت المخاوف وسط المدنيين من القصف الجوي للجيش
السوداني في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية التي تمثل مناطق
سكن لمجموعات النوبة التي قاتلت الى جانب جنوب السودان ابان الحرب
الاهلية بين الشمال والجنوب 1983 – 2005، واضاف زروق "نجدد مناشدتنا
للقوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي والمجموعات المسلحة الاخرى
المشاركة في القتال، العمل فورا على تسهيل وصول منظمات الاغاثة
للمدنيين وتقديم المساعدات اليهم، ووقف استهداف المدنيين وحمايتهم وفق
القانون الدولي". بحسب فرانس برس.
وقال مصدر اخر في الامم المتحدة "القتال يدور في كاودا على بعد 20
الى 15 كلم من مجمع الامم المتحدة بما في ذلك القصف الجوي وقصف
المدفعية"، ولم يتسن لبعثة الامم المتحدة توفير ارقام ضحايا العنف
الاخير في جنوب كردفان، غير ان "المجموعة السودانية للديموقراطية اولا"
قالت ان 65 شخصا قتلوا جراء قصف شنته طائرات الخرطوم على مختلف مناطق
ولاية جنوب كردفان، واتهمت المجموعة في تقريرها بان نظام الخرطوم يقوم
بدعم من ميليشيات مؤيدة للحكومة بحملة ابادة في جنوب كردفان بوسط
السودان مستهدفا قبيلة النوبة، وقالت ان القوات الحكومية ترتكب "جرائم
وانتهاكات لحقوق الانسان بحق السكان المدنيين في جنوب كردفان وولاية
جبال النوبة"، من ناحيتها، ناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين
السلطات السودانية توفير امكان عبور الوكالات الانسانية جوا وبرا الى
ولاية جنوب كردفان التي تعرضت مكاتب ومخازن الامم المتحدة فيها الى
النهب، وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ انه تم منع
الطائرات من الهبوط كما ان نقاط التفتيش تعوق عملية الدخول الى الولاية
بر، كما بدأت انباء تنتشر حول فظائع مفترضة تشنها القوات المسلحة ضد
المدنيين وموظفي الامم المتحدة السودانيين، وذكرت مجموعة حقوقية
سودانية ان العديد من عمليات القتل من دون محاكمة ارتكبت خلال عمليات
بحث من منزل الى منزل على اشخاص يشتبه بانهم متعاطفون مع القوات التي
تقاتل الجيش الشمالي، وقالت ان اثنين من عناصر بعثة الامم المتحدة هما
نميري سيليك وجمعة بحر قتلا امام مقر البعثة في كادقلي بينما عثر على
جثة اخر ملقاة هناك، وتجددت المعارك في الخامس حزيران/يونيو بين قوات
من الشمال وعناصر سابقين من جيش التمرد في الجنوب في جنوب كردفان
الولاية النفطية الوحيدة في شمال البلاد، وفر بين 30 و40 الف شخص من
عاصمة الولاية كادقلي بحسب الامم المتحدة.
ميزانية السودان بعد انفصال الجنوب
من جانبها اعلنت الحكومة السودانية ان ميزانيتها ستفقد 36،5% من
ايرادتها بعد انفصال الجنوب في التاسع من تموز/يوليو 2011 بسبب فقدانها
لحصتها من عائدات النفط المنتج في جنوب السودان، وقال وزير المالية
السوداني علي محمود محمد للصحافيين "انفصال الجنوب سيؤثر على الموازنة
العامة وسنفقد 36،5% من الايرادات اعتبارا من التاسع من تموز/يوليو
القادم وخلال السنوات القادمة"، واضاف انه تم توجيه رسالة "لحكومة جنوب
السودان نعلمها فيها اننا لن نسمح لهم باستخدام خط انابيب النفط
والمصفاة وميناء التصدير بعد التاسع من تموز/يوليو الا بعد الاتفاق على
قيمة ايجار هذه البنية التحتية"، وينتج السودان 490 الف برميل نفط في
اليوم 73% تنتجها حقول في جنوب السودان بينما تتواجد خط انابيب النفط
والمصفاة وميناء التصدير في اراضي شمال السودان. بحسب فرانس برس.
ومن جهته قال محافظ بنك السودان المركزي محمد خير الزبير للصحافيين
ان مفاوضات مع جنوب السودان بدأت في اديس ابابا لبحث "كيفية ايجار
البنية التحتية للبترول الموجودة في الشمال وهي خط الانابيب ومصفاة
التكرير وميناء التصدير"، ودخل السودان مجال تصدير النفط عام 1999
وبموجب اتفاق السلام الشامل 2005 والذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال
والجنوب يتقاسم شمال السودان وجنوبه عائدات البترول بنسبة 50% لكل منهم،
وقال علي محمود ان الحكومة السودانية ستعمل على سد العجز في ميزانيتها
من جراء خسارة حصتها من عائدات النفط، باعادة هيكلة الدولة وزيادة
الايرادات عبر توسيع المظلة الضريبية وزيادة انتاج سلع القمح والسكر
والحبوب الزيتية، كما اكد محافظ البنك المركزي ان السودان "سيفتح الباب
على مصراعيه للاستثمار في السودان"، وسيصبح جنوب السودان دولة مستقلة
في التاسع من تموز/يوليو المقبل. |