مهمة القاعدة في ظل زعامة الظواهري المفترضة

التأثير السياسي والأمني وتحديات المستقبل

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: أحدث مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن خلال إحدى عمليات المخابرات الأمريكية في باكستان أثراً كبيراً على المشهد السياسي والأمني، سيتضح مع مرور الوقت. كما يمكن التنبؤ ببعض الآثار المترتبة على مقتل بن لادن، ذلك الحادث الذي أنهى عقداً من الحرب على الإرهاب والتي بدأت فور إعلان تنظيم القاعدة تبنيه لهجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 على برجي التجارة العالمية في نيويورك ومقر البنتاجون.

ويعد مقتل بن لادن بعد عقود طويلة استغرقتها عمليات مطاردة واشنطن له وتتبعه ومحاولات اعتقاله على مدار عهود ثلاثة رؤساء للبلاد انتصاراً كبيرا لأدارة الرئيس أوباما الذي أعطى الأمر بتنفيذ العملية. مما قد يثبط ذلك محاولات المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة للنيل من أوباما -المرشح الديموقراطي- على أي صعيد كان على الأقل على المدى القريب.

لكن ظهور الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري في  شريط فيديو جديد للتنظيم يرثي فيه أسامة بن لادن أعتبره محللون عسكريون على انه دليل على عدم تعيين القاعدة لقائد جديد لها.

وقام الظواهري بمدح بن لادن في التسجيل واصفاً اياه بأنه  مصدر إلهام للمسلمين وحذر الولايات المتحدة الأمريكية بأن القاعدة ستنتقم لمقتل قائدها.

المسؤولين الأمريكيين من جهتهم قالوا بأنهم صدموا من غياب أي تأكيد من قبل الظواهري الى انه استلم قيادة التنظيم، ما يظهر وجود خلافات داخل التنظيم حول هذه المسألة.

وبعض المحللين السياسيين لفتوا الى ان عدة تقارير صدرت الشهر الماضي تفيد ان القاعدة عينت شخص آخر من الجنسية المصرية وهو سيف العدل  ليكون خلفاً لبن لادن. غير انه لدى السلطات الأمريكية شكوك كبيرة حول الموضوع.

فانه عندما جاءت القوات الخاصة الأميركية بمعلومات هامة عن مخبأ أسامة بن لادن في باكستان تمكن المسؤولون الأميركيون من التوصل بثقة إلى نتيجة واحدة على الأقل وهي أن زعيم القاعدة لم يكن مجرد رئيس صوري، فقد كان نشطا في توجيه شبكته الإرهابية.

يذكر ان الظواهري انتقد أيضاً في التسجيل مزاعم الإدارة الأمريكية بأن بن لادن قد منح مراسم دفن لائقة بحسب الشريعة الإسلامية.

بغض النظر عن تلك التجاذبات يبقى التساؤل يفرض نفسه عما يُفترض أن يقوم به خليفته أيمن الظواهري، خاصة بعد أن أصبح أمنه أقل استقرارا من قبل، وكيف سيتمكن من القيام به؟ فمن المرجح بأن الظواهري أن يضع إستراتيجية الجماعة الطويلة الأجل ويحدد الأولويات، ولا يقدم أوامر تكتيكية. وأول وأهم شيء هو أنه من المرجح أن يسعى للانتقام لمقتل بن لادن، وسيقوم بذلك من خلال هجوم واسع النطاق.

يقول ماغنوس راندستورب، محلل بشؤون الإرهاب بكلية الدفاع الوطني السويدية إذا تمكن الظواهري من تنفيذ عملية ما فستعود القاعدة لنشاطها مرة أخرى. وهذا الهجوم بالنسبة للقاعدة يمكن أن يعيد الاعتبار لصورة الجماعة بعد مقتل بن لادن. غير أنه يمكن أن يساعد أيضا في تعزيز الولاء للظواهري، الذي يعتبر على نطاق واسع شخصية مسببة للخلاف بين ما وصفتهم الصحيفة بالجهاديين، جزئيا بسبب أسلوب قيادته غير المرن.

ويضيف راندستورب الظواهري ارتكب بعض الأخطاء، باعتباره شخصية غير كارزمية مثل بن لادن، وهو أكثر حدة في الطبع وكان منشغلا بالصراع المصري وهو ما يخلق تصدعات داخل التنظيم.

وربما إن تنظيم القاعدة لم يعد نفس الجماعة التي كانت منذ عقد مضى. ومع نمو توابع له في اليمن والصومال وشمال أفريقيا أصبح التنظيم الآن أكثر انتشارا في مداه وفي مهمته. ولا يمكن لقائد واحد أن يراقب كل الشبكة على أساس يومي وربما ليس حتى على المدى الطويل.

ويقول الباحث بمركز تشاتام هاوس بلندن ديفد ليفنغستون ما حدث هو أن تنظيم القاعدة أصبح أقرب إلى اسم علامة تجارية في تأجيج الإرهاب. وبرغم ذلك فإن زعيم القاعدة يظل أساسيا في وضع مفهوم العمليات.

وسواء تمكن الظواهري من القيام بذلك الآن بفعالية فهذا أحد الأسئلة الكثيرة المطروحة. ومع امتلاك المسؤولين الأميركيين الآن هذا الكم الكبير من المعلومات الاستخبارية عن مجمع بن لادن، فقد يكون الظواهري حذرا في الاتصال بأتباعه. وقد لا يكون نظام المراسل أفضل طريقة للوصول إليه.

فهل سيستخدم الظواهري نفس الأسلوب الذي تبين فشله؟ فلابد أن يتمكن من الاتصال بطريقة ما.

وربما يخطط تنظيم القاعدة لشن هجمات جديدة باستخدام طائرات مختطفة كما حدث فى هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، لتحقيق مكاسب وردا على مقتل زعيم التنظيم بن لادن.

فان المعلومات بشان الهجمات المحتملة والتى قد تقع فى اواخر الصيف، ايدتها معلومات اخرى تم الحصول عليها عن طريق الرصد الالكتروني.

يقول غوردون جوندرو المتحدث باسم وزارة الامن القومى قوله ان دوائر الاستخبارات الاميركية تلقت معلومات بشان اهتمام القاعدة المتواصل باستخدام الطيران التجارى فى الولايات المتحدة وفى الخارج لتحقيق اهدافهم. وقال ان الوزارة اصدرت مذكرة حول هذه المعلومات الى شركات الطيران واجهزة الامن خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي.

وافاد المسؤولون الاميركيون انه تم الحصول على المعلومات حول الهجمات المحتملة الاسبوع الماضى من اعضاء القاعدة المعتقلين. وقال جوندرو نحن نواصل التحقيق فى مصداقية المعلومات. ولم يكشف المسؤولون عن هوية افراد القاعدة الذين ادلوا بتلك المعلومات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/حزيران/2011 - 16/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م