التلوث... تدهور بيئي يقلص من فرص الحياة في المدن

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: كما هو معلوم لدى الجميع قد يستطيع الإنسان الاستغناء عن الماء لعدة أيام قبل ان يتعرض الى الجفاف وبالتالي الى خطر الموت، لكن لا يستطيع العيش بدون الهواء سوى دقائق معدودة بعدها يصاب بالاختناق والموت اثر نقص الأوكسجين في خلايا جسم الانسان، واذا كان الماء مصدر الحياة فهو أيضا لا يستطيع الاستغناء عن الهواء الذي يدخل في تركيبة.

ومع كل هذه الأهمية لهذه النعمة العظمى فانها هي الأخرى لم تسلم من شر الانسان وجشعه بعد ان حول الهواء الى مصدر مليء بالغازات السامة والانبعاثات الكاربونية والتي ارتفعت الى مستويات قياسية وفي سنوات قليلة حتى خرج الامر عن سيطرة الانسان نفسه وبات يهدد كل سكان الكرة الأرضية بكارثة بيئة لا تعرف الحدود.

خفض الانبعاثات في الخليج

فقد زادت الاضطرابات السياسية في منطقة الخليج من صعوبة السعي الى خفض دعم الوقود للمساعدة على خفض مستويات الكربون في منطقة تشهد أعلى مستوى من نصيب الفرد من الانبعاثات الكربونية الضارة على مستوى العالم، وتريد بلدان الخليج التي تصل فيها درجات الحرارة في فصل الصيف الى 50 درجة مئوية أن تتبني موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية من أجل تخصيص النفط للتصدير بأسعار عالية وكذلك لخفض الانبعاثات الكربونية التي تبلغ ستة أمثال المتوسط العالمي، غير أن هذه البلدان تتلكأ في السير في هذا الطريق بتقديم 30 مليار دولار أمريكي سنويا في صورة دعم لاستهلاك النفط والغاز وبيع البنزين والكهرباء في السوق المحلية بأسعار تقل كثيرا عن الاسعار العالمية، وتضغط دول مجموعة العشرين على المنطقة لتلغي الدعم الذي يحول دون تحقيق كفاءة الوقود ويؤدي الى زيادة استخدام النفط في توليد الكهرباء للسوق المحلية ويجعل مشروعات الطاقة المتجددة غير قادرة على المنافسة، وقال سامويل سيزوك محلل شؤون الشرق الاوسط في اي.اتش.اس انرجي في لندن "مع اندلاع الاحتجاجات لن يجرؤ نظام من الانظمة الحاكمة على أن يمس الدعم لفترة زمنية غير قصيرة لان تكاليف المعيشة كانت احدى المظالم الرئيسية في أنحاء شمال أفريقيا والخليج"، وتقدم السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر جميعا خصوما في أسعار الوقود المحلية، وفي الكويت يبلغ متوسط الخصم في أسعار الوقود 83 في المائة وذلك حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي يوجد مقرها في باريس، وقد زادت الاضطرابات في المنطقة العربية من صعوبة الغاء الدعم وأثارت قلق المستثمرين الاجانب ولذلك فانها قد تحد من صادرات النفط من الخليج بل قد تؤخر الخطط الاقليمية المتواضعة لتبني مصادر الطاقة النظيفة. بحسب رويترز.

وتسعى السعودية الى ابدال عشرة في المائة من استهلاكها من الوقود الاحفوري بموارد متجددة بحلول عام 2020 بينما تهدف الامارات العربية الى سبعة في المائة، وقال روب شيروين المدير المنتدب في ريجستر لاركين في أبوظبي "حيثما لا تكون عوامل السوق هي المحدد لاسعار الطاقة فان موارد الطاقة المتجددة تعجز عن المنافسة"، ويشيع تقديم الدعم للوقود في البلدان الغنية بالنفط وقد تفجر المساعي لالغائها اضطرابات خطيرة، ففي ايران تسبب توزيع البنزين بالحصص في عام 2007 في وقوع احتجاجات وفي فنزويلا فجرت محاولة الحكومة عام 1989 رفع أسعار البنزين حوادث شغب راح ضحيتها المئات، والرهان يبلغ أشده في السعودية أكبر دولة في تصدير النفط في العالم، ففي عام 2009 قال وزير النفط على النعيمي أن المملكة قد تجعل في يوم من الايام صادراتها النفطية تعادل صادراتها من الطاقة الشمسية، ولكن حتى الان تحركت المملكة ببطء اذ يجري انشاء محطة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية ومحطة طاقة صغيرة، وقال مدير تنفيذي للطاقة الشمسية في شركة بي.بي الشهر الماضي انه مع بلوغ معدل نمو الطلب على الكهرباء ثمانية في المائة سنويا فان المملكة تستهلك ما يصل الى ثلاثة ملايين برميل يوميا من انتاجها من النفط أي ما يعادل في قيمته نحو 300 مليون دولار في الاسواق الدولية بالاسعار الحالية، وحذرت شركة أرامكو التي تديرها الدولة في عام 2008 من أنه اذا لم يتحقق المزيد من تدابير تحسين الكفاءة واستخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية فان الطلب السعودي على النفط في طريقه الى أن يبلغ ثمانية ملايين برميل بحلول عام 2030 وهو ما يزيد على صادراتها في الوقت الحالي، وفي الصين حيث يسير استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بخطى حثيثة فان بيانات وكالة الطاقة الدولية تظهر أن دعم الوقود الاحفوري تبلغ نسبته 3.9 في المائة وهو مستوى منخفض.

وتعتمد الطاقة الشمسية في العادة على الدعم لاسعارها ولكن من اجل الترويج لاستخدام هذه الطاقة سيتعين على حكومات الشرق الاوسط أن تنفق المزيد لكل ميجاوات لان استخدام أنواع الوقود الاحفوري أرخص وأقل تكلفة، غير أن الحكومات تنفق أقل، وقال اريك أوشر من برنامج الامم المتحدة للتنمية ان نصيب الشرق الاوسط من استثمارات الطاقة المتجددة في العالم البالغة قيمتها 250 مليار دولار بلغ واحدا في المائة العام الماضي، وقال أوشر "ان منطقة الخليج في وضع يؤهلها للحاق بالركب"، وتواجه عدة مشروعات للطاقة المتجددة خطر الالغاء أو التأجيل الامر الذي يوضح قلق المستثمرين بشأن ضعف عوائد الاستثمار، وفي يناير كانون الثاني قامت شركة بي.بي بتجميد مشروع للطاقة الهيدروجينية النظيفة يتكلف 2.2 مليار دولار مع شركة مصدر في ابوظبي، ويهدف مشروع مدينة مصدر الى انشاء مدينة صحراوية تعتمد على الطاقة النظيفة وخالية من الانبعاثات الكربونية وكان مقررا في وقت من الاوقات افتتاحه قبل عام 2019 لكن تم تأجيله الى عام 2025، وقالت الشركة السعودية للصناعات الاساسية سابك انها قد تسعى الى حرق المزيد من سوائل النفط في مصانعها في خطوة قد تحد من صادراتها النفطية، وسيأتي ذلك في وقت تسعى فيه السعودية جاهدة في مواجهة ندرة الغاز الطبيعي الذي يباع في السوق المحلية مقابل 0.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية او نحو خمس سعره في كند، وقد يؤدي التخلف عن زيادة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة أيضا الى زيادة معدلات التلوث بالكربون في منطقة الخليج، وتظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مجلس التعاون الخليجي تبلغ 26.6 مليون طن متري للفرد أي ستة أمثال المتوسط العالمي، وبلدان مجلس التعاون من الموقعين على بروتوكول كيوتو الذي يقضي بخفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة خمسة في المئة بحلول عام 2012 عن مستويات خط الاساس في عام 1990، ووقعت الامارات العربية المتحدة اتفاق كوبنهاجن الذي يشجع على اجراء مزيد من هذه التخفيضات بحلول عام 2020.

تلوث الهواء ونوبات القلب

حيث من المعلوم أن ارتفاع الكولسترول وضغط الدم والسمنة (إلى جانب عوامل سلوكية أخرى خطيرة) كالغضب والإجهاد والإرهاق كلها من العوامل التي قد ترفع خطر الإصابة بالنوبة القلبية، إلا أن دراسة حديثة وجدت أن العديد  من المؤثرات الأخرى، كنوعية الهواء الذي نتنفسه، قد تلعب دوراً كذلك، ولتحديد العوامل البيئية المساهمة في مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، قام باحثون في بلجيكا وسويسرا بتحليل بيانات 36 دراسة مختلفة، تتناول العوامل المسببة، بما في ذلك الكافيين والإجهاد البدني والوجبات الدسمة والغضب وحتى استخدام الكوكايين، ووجد العلماء أن التعرض لحركة المرور، التي يمكن أن تزيد من ارتفاع ضغط الدم، فضلا عن امتصاص العوادم المؤذية للقلب، تشكل أكبر خطر بالنسبة للقلب، وتساهم بنسبة 7.5 في المائة من الإصابات بالنوبات القلبية، يليها الإجهاد البدني المسؤول عن نحو ستة في المائة من الإصابات، ومن ثم تبرز عوامل مثل الكحول والقهوة والتلوث، وتساهم جميعها بحوالي 5 في المائة من معدل الإصابات، وتوسع الدراسة نطاق الأسباب التقليدية المعروفة للعوامل المسببة للنوبة القلبية كنوعية الهواء أو التعرض المستمر لحركة المرور. بحسب السي ان ان.

وتعد من المشاكل المزمنة في كافة المدن، والدراسة تضيف إلى بحث آخر نشر في يناير/كانون الثاني الفائت وحد أن الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون قد يؤثر على القلب ويقصر العمر حتى لو كان الفرد يتمتع بلياقة بدنية عالية جراء قضاء وقت طويل في ممارسة الرياضة، ووجد البحث أن من يقضون أربعة ساعات، على الأقل، في مشاهدة التلفاز أو للهو بألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر، أكثر عرضة، وبمعدل الضعف، للإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب الأخرى، والسكتة الدماغية عن سواهم من يقضون حوالي ساعتين في المشاهدة، كما لحظت الدراسة أن احتمالات الوفاة، بسبب أي من تلك الأمراض خلال السنوات الأربعة التي استغرقتها الدراسة، ارتفعت بواقع 50 في المائة بين الفئة الأولى، كما وجد الباحثون أن الارتباط بين قضاء وقت طويل أمام الشاشة والإصابة بأمراض القلب تتغير بالكاد عند الأخذ في الحسبان ممارسة المشاركين في الدراسة لتمارين رياضية معتدلة أو عنيفة، ووضع الباحثون في الاعتبار عوامل أخرى مثل السمنة، والتدخين، ومرض السكري والطبقة الاجتماعية وغيرها من العوامل.

دراجة هوائية لتنقية المياه

بدورها تستعد شركة يابانية لبدء انتاج دراجات هوائية تنقي المياه في بنغلادش، وهذه الدراجات مخصصة للمناطق النائية أو التي لحقت بها اضرار من جراء الكوارث الطبيعية، يشرح يويشي كاتسورا، رئيس شركة "نيبون بيزيك" التي ابتكرت هذه الدراجة، في معرض التكنولوجيا البيئية في كاوازاكي (منطقة طوكيو) "تقود الدراجة الى نهر او مستنقع او مصدر مياه آخر، وتكفي رجلاك لانتاج مياه الشرب"، ما على الدراج سوى ايقاف دراجته على عكازتها ووضع انبوب في حوض المياه ثم التدويس لضخ السائل الذي سيصبح نقيا بعد مروره عبر ثلاثة فلاتر مثبتة على العجلة الخلفية، ويتيح هذا النظام تنقية خمسة ليترات من الماء في الدقيقة الواحدة، المضخة القوية بما يكفي لسحب الماء من على عمق خمسة امتار موجودة في جراب موضوع على حاملة الامتعة الخلفية، وقد باعت "نيبون بيزيك" حوالى 200 دراجة من هذا النوع منذ اطلاقها في اليابان العام 2005 وبدأت بإنتاجها في بنغلادش حيث الطلب كبير عليها، كما يقول كاتسور، سعر الدراجة البالغ 550 الف ين في الارخبيل الياباني (4850 يورو) باهظ جدا بالنسبة إلى جنوب آسيا، وتنوي الشركة تخفيضه من خلال تصنيع 100 الى 200 دراجة سنويا في بنغلادش بالاشتراك مع شركة محلية، ويمكن لهذه الدراجة ان تكون مفيدة جدا في حال حصول كوارث طبيعية، لأنها توفر مياه الشرب بسرعة للسكان المحرومين من هذا المورد الثمين، حتى الآن، معظم دراجات "سايكلوكلين" تم شراؤها من قبل بلديات يابانية، لكن بعضها بيع ايضا في بنغلادش وبورما وكمبوديا والصين واندونيسيا والفيليبين، كما اوضح كاتسورا. بحسب فرانس برس.

الى ذلك أعلنت مجموعة الأغذية الأميركية "بيبسي كو" أنها ابتكرت أول زجاجة بلاستيكية مصنعة حصرا من مواد نباتية متجددة ويمكن اعادة تدويرها 100%.وتتكون الزجاجة من "مواد حيوية خام" بحسب ما يوضح بيان لشركة "بيبسي كو"، وتحديدا "الثمام العصوي" وهو نبات عشبي معمر متواجد في السهول بالإضافة إلى لحاء الصنوبريات وأوراق الذرة، يضيف البيان أن "المجموعة تنوي في المستقبل إضافة قشور البرتقال والبطاطس والشوفان، إلى جانب منتجات زراعية أخرى صادرة عن نشاطات المجموعة الخاصة بالأغذية الزراعية"، وقالت المديرة العامة للمجموعة إندرا نويي أن "بيبسي كو" وهي إحدى أكبر المجموعات المنتجة للأغذية الزراعية في العالم، هي الوحيدة القادرة على استخدام المنتجات الزراعية المشتقة بهدف تصنيع زجاجة بيئية مناسبة للمشروبات التي ننتجها" متحدثة عن "نموذج عمل مستدام"، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج هذه الزجاجة الجديدة في العام 2012، في اطار مشروع تجريبي، وكانت "بيبسي كو" قد تميزت بواسطة أغلفة رقاقات البطاطاس "فريتو لاي" القابلة للتدوير 100%، لكن أكياس رقائق البطاطا تلك سحبت من الأسواق الأميركية بعدما اعتبرها المستهلكون كثيرة الضوضاء، وفي ما يتعلق بالزجاجة الصالحة للتدوير، تؤكد "بيبسي كو" أنها سوف تأتي بالشكل المعتمد نفسه لزجاجة بلاستيكية تقليدية، وهي تؤمن الإحساس نفسه والحماية ذاته، وفي فرنسا، أعلنت مجموعة "دانون" أن منتجها "أكتيمل" سوف يسوق في فرنسا في عبوة بلاستيكية مصنعة من قصب السكر بنسبة 95%، وذلك بعدما كانت المجموعة قد أدخلت البلاستيك النباتي في زجاجات مياه "فولفيك".

لوحة جدارية

من جهتهم مجموعة من الفنانين وأساتذة الفنون التشكيلية في سوريا يعملون معا في الوقت الحالي لاضفاء لمسة جديدة على شوارع دمشق، وبدأ الفنانون مشروعهم بتزيين سور مدرسة بلوحة جدارية طولها 180 مترا مكونة من مواد مستغى عنها مثل الزجاجات وعلب المأكولات الفارعة وقطع المعدن والزجاج وغيره، ودعي سكان المنطقة القريبة من المدرسة الى تقديم بعض أشياءهم القديمة مثل الاطباق والفناجين وقطع المرايا والخزف المكسورة ليستخدمها الفنانون في تكوين اللوحة الجدارية، وأوضح الفنان التشكيلي السوري موفق مخول الذي يتولى الاشراف على المشروع أهمية ربط الناس بالعمل الفني، وقال مخول "لازم تطرح فكرة تكون قريبة لروح الانسان، ما تكون غربية عنه، وهذه الفكرة قريبة"، تشارك الفنانة التشكيلية الشابة ليال نصر الله في العمل باللوحة الجدارية، وذكرت ليال أن الفنانين المشاركين في المشروع يحاولون اضافة الالوان الى جدران مباني قديمة في دمشق، وقالت ليال نصر الله "الفكرة الاكبر والاهم بمدينة دمشق لانه ما فيها ألوان، يعني نشوفها من جبل قيسون تحسي أن المدينة بلا ألوان، يعني تحسي كأنها كتلة أسمنت، والناس كلها بالمجتمع السوري بالفعل متعطش للابداع والابتكار ويشوف دمشق بالالوان يعني وروابط الالفة والمحبة. بحسب رويترز.

واضافت ايض، ممكن نأخذ أبنية من دمشق بموافقة المحافظة ونعمل لها تغليف كامل للابنية"، استخدام المخلفات والاشياء المستغنى عنها في تكوين اللوحات الفنية طريقة اقتصادية لتزيين شوارع المدن ويمكن أن تساهم في تقليل كميات القمامة، وهي أيضا تساعد في تقريب الشخص العادي من الفن التشكيلي، وعبر تلاميذ المدرسة التي تزين اللوحة الجدارية السور المحيط بها عن اعجابهم بالعمل الفني الجديد، وقالت تلميذة في المدرسة تدعى فرح "أنا مبسوطة لانه عم يسووا حيطة مدرستي هيك (هكذا) وأكثر شيء حبيته الالوان"، وقالت زميلته، أمل "هي كثير حلوة لانه عملوها قدام (امام) مدرستي"، يقول القائمون على المشروع ان اللوحة الجدارية خطوة أولى ستليها لوحات أخرى لتزيين جدران المباني في دمشق وغيرها من المدن السورية.

معرض صديق للبيئية

حيث تجد فرشاة اسنان مصنوعة من علب لبن اعيد تدويرها وشوك وملاعق مصنوعة من القصب وغسالة تعمل بقبضة اليد، كل هذا وغيره في معرض الادوات المنزلية الدولي في شيكاغو وهو من الاكبر في العالم يركز على الاقتصاد في استهلاك الطاقة لجذب زبائن جدد، العبوات التي يمكن اعادة استخدامها مثل قناني المياه واقداح القهوة واكياس السندويش المصنوعة من القماش او الغسالة المنمنة التي يمكن تشغيلها باليد هي من المنتجات التي يعرضها على الزوار نحو الفي عارض، وتقترح شركة "صوداستريم" اجهزة لصنع المشروبات الغازية لاستبدال الكوكا كولا بمشروبات غازية تصنع في المنزل، ولطالما استحسن الاميركيون المشروبات الغازية المصنوعة في المنزل الا ان الجديد هو التركيز على جانبها "المراعي للبيئة" في حجة تسويقية، وللتشديد على هذه النقطة يعرض جناح "صوداستريم" قفصا يضم عشرة الاف قنينة وعبوة فارغة ترمز الى استهلاك وسطي لعائلة اميركية على خمس سنوات، اما مع صوداستريم فيمكن التخلص من الزجاجات والعبوات والاكياس البلاستيكية التي تستخدم لنقلها من المتجر، في محيط القفص شاشات تظهر الاضرار البيئية الناجمة عن الاستهلاك الجماعي، فتعرض جزر صغيرة عائمة من النفايات البلاستيكية تطفو على سطح المياه بسبب 340 مليار قنينة وعبوة ترمى اينما كان بدلا من اعادة تدويره، فضلا عن صور طيور عالقة في بقع نفط وهو الوقود الضروري لصنع القناني. بحسب فرانس برس.

وتقول كريستين هارب مديرة التسويق في الولايات المتحدة لهذه الشركة "مع صوداستريم لا قناني ولا عبوات بعد الان"، هذا يخفض التبذير بشكل كبير"، وهذا ما تستفيد منه "صوداووتر" التي تبيع حوالى مئة من نكهات الشراب لاضافتها الى المشروبات الغازية، وكل هذه المنتجات يمكنها ان تؤثر على البيئة من خلال تغيير تصرفات المستهلكين، الا ان عددا من الشركات تعمد الى خفض استهلاكها لغازات الكربون من خلال تغيير طريقة انتاجه، فخفض كميات المياه المستخدمة في سلسلة الانتاج وفي توضيب السلع المباعة هي اكثر التقنيات استخدام، فقررت شركة "هاندي-فويل" اخيرا استخدام ورقم الالمونيوم "المدور 100%" في السوق الاميركية فزادت مبيعاتاها منذ ذلك الحين بنسبة 6 % رغم الارتفاع الطفيف في السعر، العائد الى هذه الثورة الصغيرة، جيفري روزينهول خبير اعادة تدوير البلاستيك والمستشار لدى شركة "نيكستلايف" يعتبر انه يجب حث المستهلكين "على مراعاة البيئة" لمساعدة الشركات على القيام بثورتها الخضراء، ويوضح الخبير "في غالبية الاحيان تكون للشركات الكثير من الانشغالات، لذا نحاول ان نسهل عليها مهمتها".

الدراجة الهوائية في بوينوس ايريس

في سياق متصل بدأت الدراجة الهوائية تحتل شوارع بوينوس ايريس مع 65 كيلومترا من الممرات المخصصة لها ودفعة اولى من 500 دراجة للايجار، الا ان هذا الاستحداث يثير جدلا في مدينة حيث السيارات والحافلات ملكات الساحة، وفي بلدية بوينوس ايريس البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة اعلنت خطة لتوسيع المساحات المخصصة للدراجات الهوئية لتصل الى مئة كيلومتر، ويقول وزير التنمية المدنية دانييل تشاين "خطتنا تحصد النجاح لاسيما في صفوف الشباب نحن في خضم مرحلة توسيع الممرات المخصصة للدراجات الهوائية"، واطلقت بوينوس ايريس ما سمى ب "باسينغ" اي الدراجة الهوائية التي يمكن استئجارها في الشارع، شأنها في ذلك شأن الكثير من العواصم الاخرى مع دفعة اولى من 500 دراجة صفراء متوافرة في 12 محطة، واوضح الوزير "سجلنا 11 الف مستخدم في غضون اربعة اشهر" في حين ان "النزهة الكبيرة" الاخيرة بالدراجة الهوائية ضمت نحو 500 شخص، الا ان محبي الدراجة الهوائية لديهم انتقادات، ويوضح كارلوس كاياري (37 عاما) ببعض التوتر وهو يمتطي دراجته الهوائية "الممر يساعد الا ان علينا ان نحاول على الدوام تجنب المارة والدراجات النارية فهم لا يحترمون هذه الممرات"، اما غابرييلا الخمسينية فتعتبر "ان هذا لا يفيد بشيء"، وتقول "نحن بحاجة الى ممرات مخصصة على الجادات الكبرى وهي غائبة عليها!" وتضيف "في الشوارع الصغيرة نقع على سيارات مركونة في الممرات، انه امر لا يطاق"، على بعد مسافة قصيرة يواجه ازكييل اكوستا (19 عاما) الوضع ببسمة وبهدوء، ويقول "وسط المدينة مكان غير معقول، فاننا نواجه خطر الموت في كل لحظة، واسلك الممرات لكني اعرف انني عندما اصل الى زاوية الشارع يجب ان اتنبه لان سائقي الحافلات لا يحترمون اي شيء ويمكن ان يقتلوننني"، وتشكل حوادث السير احدى الاسباب الرئيسية للوفيات في الارجنتين مع 21 قتيلا في معدل يومي لا سيما في صفوف الشباب. بحسب فرانس برس.

وقد توفي 7659 شخصا جراء حوادث سير في العام 2010.وتشكل الحافلات الضخمة الملوثة بسبب افتقارها للعادم المناسب والتي يقودها سائقوها على انها سيارات سباق تشكل الهاجس الاكبر للدراجين، وتشكل الحافلات وسيلة النقل العام الرئيسية بسبب النقص في خطوط قطارات الانفاق، ويعتبر غونزالو هيريرا الامين العام لجمعية راكبي الدراجات الهوائية في بوينوس ايريس ان "تطوير الدراجات الهوائية امر ايجابي، لكن بناء الممرات الحصرية امر خطر لان السائقين لم يعد بمقدورهم رؤية الدراجين"، وتصدر الانتقادات خصوصا في خضم الحملة الانتخابية، من جانب المعارضة، فرئيس البلدية اليمني موريسيو ماكري المرشح لولاية جديدة في تموز/يوليو هو المروج الاكبر للدراجة الهوائية، وغالبا ما تلتقط له صور على دراجته، وقد اثار ذلك حساسية منافسيه، ويقول دانييل فيلموس المرشح عن الحزب البيروني الحاكم على المستوى الوطني "الكثير من ممرات الدراجات الهوائية يجب ان تلغى، وممرات اخرى يمكن ان تبقى لانها لا تزعج حركة السير"، خلافا لنظيرتها البرازيلية ديلما روسيف التي اعلنت بناء ممرات مخصصة للدراجات الهوائية في 81 مدينة وبلدة وقدمت مئة الف دراجة، فان رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشرن لم تركب بعد موجة وسيلة النقل والترفيه هذه، ويعتبر مرشح اخر هو رئيس البلدية السابق خورخي تيليمران ان "هذه الممرات صممت ونفذت بطريقة سيئة، يجب تفكيكها لانها خطرة وتعيق حركة السير"، ويعتبر سائقو الحافلات وسيارات الاجرة من كبار المعارضين لحلول الدراجة الهوائية في المدينة، ففي الشوارع التي فيها ممرات مخصصة للدراجات، حددت السرعة القصوى ب30 كيلومترا في الساعة ويمنع ركن الاليات فيه، ويعتبرون ذلك كابوسا في مدينة تشهد ازمات سير خانقة باستمرار.

شجرة نخيل نادرة

اذ ازهرت شجرة نخيل من نوع نادر جدا، في حديقة النبات في نانسي (شرق) الامر الذي يشكل سابقة اوروبية، وكانت شجرة واحدة من هذا النوع اعطت ثمارا قبل 30 عام، واكتشف هذا النوع من اشجار النخيل المعروفة باسم "بريتكارديوبسيس جانيني" في جنوب كاليدونيا الجديدة قرابة العام 1890 قرب احد السجون، واوضح مارك ريمي المسؤول في حديقة نانسي ان "السجناء كانوا يستخدمون هذه الاشجار كغذاء ما ادى الى اختفائها"، الا انه تم اكتشاف احدى هذه الاشجار في العام 1980 في كاليدونيا الجديدة ايض، وتتميز هذه الاشجار النادرة جدا باوراق راحية ممددة وليس ريشية، واخذت بذور عثر عليها على جذع الشجرة وارسلت بالعشرات الى مناطق مختلفة من العالم.تلك التي ارسلت الى حديقة النبات في نانسي سمحت بانبات شجرة في الارض في بيت زجاجي، واوضح ريمي "بدأت تنمو ببطء ومن ثم في العام 2006 راحت تنمو بسرعة اكبر حتى تضاعف حجمها في غضون خمس سنوات"، ومنذ ايام قليلة بدأت الشجرة تزهر وهو حدث استثنائي لم يكن مأمولا ابدا وهو فريد من نوعه في اوروب، وقال المسؤول "الازهار ستعطي ثمارا وهذه الثمار ان اينعت ستسمح بالحصول على بذور جديدة"، وفي حال جرت الامور على ما يرام فان الثمار ستصبح يانعة في غضون 16 شهرا.

معضلة البريطانيون

حيث تدوير النفايات المنزلية يتحول الى معضلة في عدة مناطق في بريطانيا حيث على السكان فرز نفاياتهم في سبعة صناديق قمامة او حتى تسعة على ما اظهرت دراسة نشرتها جمعية مستقلة، وبشكل وسطي ينبغي على السكان فرز نفاياتهم في اربعة صناديق على ما تفيد جمعية "تحالف المكلفين" التي اجرت الدراسة في كل بلديات البلاد، وتجسل منطقة نيوكاسل-اندر-لايم في وسط انكلترا الغربي الرقم القياسي اذ على سكانها توزيع نفاياتهم على تسعة صناديق، فعلى سكان هذه الميدنة الصغيرة فرز النفايات الكرتونية والبلاستيكية والورق والزجاج والعبوات والنسيج ونفايات الحدائق، وامامهم ايضا صندوقان للنفايات الغذائية وصندوق تاسع للنفايات غير القابلة للتدوير، وفي عشرين بلدية اخرى ينبغي على السكان فرز نفاياتهم في سبعة صناديق، وقال كريس دانيال من "تحالف المكلفين" "هذا امر سخيف، هذا يشكل ضغطا غير مفيد على العائلات وهذه ليست الطريقة المناسبة لتشجيع التدوير". بحسب فرانس برس.

تلوث هونغ كونغ

من جهتهم قال خبراء إن ارتفاع معدلات تلوث الهواء في هونغ كونغ يتسبب في وفاة 1860 شخصا سنويا ويكلف المدينة تكاليف صحية وعائدات مفقودة تقدر بـ5ر2 مليار دولار، وخلصت دراسة قام بها فريق من العلماء من جامعة هونج كونج إن الإخفاق في القضاء علي الضباب الدخاني له تأثير سيئ للغاية علي صحة المواطنين، وأفاد الباحثون بأن تلوث الهواء مسئول في تقديرهم عن 92745 يوما إضافيا بالمستشفيات و2ر5 مليون زيارة للطبيب، ودعا الباحثون من كلية الصحة العامة بالجامعة الحكومة لتطبيق قواعد منظمة الصحة العالمية بدلا من قيود الحد من التلوث الهوائي التي وضعتها هي، وجاء في التقرير إن قواعد الحكومة ليست صارمة ومن غير المرجح أن تؤدي إلى قواعد بيئية فعالة أو تحسن لجودة الهواء"، وتفاقمت مشكلة تلوث الهواء في المدينة التي يقطن بها 7 مليون نسمة خلال العقدين الماضيين كما أنها تعد السبب وراء إصابة المواطنين بمشاكل التنفس واضطرار بعض المستثمرين الأجانب إلى الرحيل. 

بينما ذكرت تقارير إخبارية أن رجلا تايوانيا جمع ثروة من الإبلاغ عن مخالفات إلقاء القمامة والبصق من السيارات، وذكرت صحيفة تايوانية أن تشو /27 عاما/ هو أول تايواني يتخذ من الإبلاغ عن مخالفات إلقاء القمامة مهنة له، وبدأت الفكرة تختمر في رأس تشو قبل عامين عندما غرم لإلقائه عقب سيجارة وهو يقود دراجته البخارية وتصادف تصوير أحد المارة له وإبلاغ إدارة حماية البيئة في تايبه، وفكر تشو في أن بإمكانه فعل الشيء نفسه للحصول على مال حيث ينص القانون التايواني على تغريم من يثبت تورطه في بصق أو إلقاء قمامة من مركبته ثم حصول الشخص المبلغ على ربع قيمة الغرامة، وقام تشو بتركيب كاميرا في مقدمة خوذته لالتقاط صور المخالفات وهو يجوب الطريق، وعندما يلاحظ أي مخالفة يلتقط لها صورا ويسجل رقم اللوحة المعدنية ثم يرسل الصور إلى سلطات حماية البيئة مع توضيح زمان ومكان حدوث المخالفة، وعلى مدار العامين الماضيين ، أبلغ تشو عن عشرات الآلاف من المخالفات ، وحصل على 5ر1 مليون دولار تايواني (50 ألف دولار) من خمسة آلاف مخالفة جرى تحصيل غراماتها بالفعل، الأغرب من ذلك أن تشو يعطي دروسا حاليا للناس ليكونوا "خبراء في الإبلاغ"، وبالفعل انضم 70 شخصا لهذه الدروس. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/حزيران/2011 - 15/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م