اجراءات أمنية مشددة

حيدر محمد الوائلي

في كل دائرة، ومديرية، ووزارة، وفي كل مراجعة روتينية مملة (لا تدفع فساداً ولا تلغي تزويراً) لدائرة رسمية، وكلما تغتدي وتروح لدائرة خدمية وحكومية، إلا وتستقبلك إجراءات أمنية مشددة وموظفي إستعلامات وحمايات وأمن منشئات وحراس خاصين وسيطرات ونقاط تفتيش أكثر شدة.

هذه كلها وغيرها تستقبلك بوجهك في الصباح... (وأصبحنا وأصبح الملك لله)، في يوم جديد مثل يوم الأمس الماضي وسيبقى على حاله في اليوم التالي إن لم يكن أسوأ في المستقبل...

تستقبل وجهك وجوه تراها أحياناً مرحبة، وأحياناً مستبشرة، وأحياناً معتذرة، وأحياناً غليظة، وأحياناً مستهترة، وأحياناً عبوسة، واحياناً كئيبة، وأحياناً طاردة، وأحياناً قليلة الأدب...

ارجاء مراجعة (أحياناً) قد أوردتها عن قصد وعمد، لتعرفوا كم هي الأحيان الجيدة وكم هي الأحيان السيئة وهذا واقع.

ومن أمن العقوبة أساء الأدب عموماً على كل من أساء من المراجعين من المواطنين وكذا برجال الأمن والشرطة والحمايات والاستعلامات جميعاً وليس على المواطن قوانين الغضب وعليهم قوانين الرحمة...

والشعب في خدمة الشرطة!! أولاً وأخيراً.

لا أعرف ما هو الغرض من مصادرة الهاتف النقال لدى المراجعة لدوائر مرموقة والسماح للبعض الأخر بالدخول بهواتفهم!!

هل هم يخافون أن ترسل إحداثيات معينة لتنظيم (القاعدة) الإرهابي أو للاتصال ببقايا النظام السابق الذين لا يعرفون شيئاً ولا يعرفون كيف يفجرون يومياً وكيف يغتالون كما فجروا وزارت وسط بغداد واغتالوا الشهيد علي اللامي... وهربوا من سجون القصور الرئاسية في البصرة، وإختطفوا وسيطروا على مبنى مجلس محافظة صلاح الدين!!

هم لا يعرفون شيئاً إذاً بالرغم أن الهواتف النقالة تصادر في تلك المؤسسات ولكن تم التفجير بدقة، وكذا باغتيال شهيد المبدأ علي اللامي بدقة ودراية...

تصادر بعض الهواتف دون البعض الأخر لدى مراجعتك مضطراً لمديرية الـ.... أو مديرية الـ... أو مديرية....الخ.

وما الداعي من تفتيش (الخصر) و(البطن) فقط!! لدى المراجعة ولا أعرف ألا يمكن إخفاء السلاح في الحذاء!! أو في قبعة الرأس أو تحت عباءة إمرأة!!

أما أن يتم التفتيش لغرض معين وبصورة تامة أو لا يتم التفتيش أصلاً وليحافظ المراجع على كرامته وعزته وأناقته.

ولماذا إذا كان لابد من ذلك، أن تجلبوا أجهزة ألكترونية للتفتيش بصورة سريعة وبدون حرج على المراجعين ألا يستحق المواطن ذلك على الأقل، وهي اجهزة توفر الدقة والحيطة والحذر أكثر...

وأما موظفي الأستعلامات كما في دائرة..... ومديرية...... و..و..و..و.. الخ. يصرخون بك ممنوع الدخول أو السؤال والاستجواب لغرض وماهية المراجعة وسرد تفاصيل مملة وأحياناً محرجة واحياناً تكون مراجعتك خاصة لا يصح التصريح بها لأي أحد...

ولكن...!!

وما إن تأتي مراجعة أنثى جميلة!! بقوام جميل وممشوق!! مع مكياج وعطر فرنسي (كلاوات)!! حتى تدخل بسلام وامان، وتلغى جميع الأجراات الأمنية المشددة...

فما حدا مما بدا ولماذا السؤال إذا كان البعض يدخلون من دونه أصلاً!!

وما هو ذنبنا أن خلقنا الله وجوهنا (مدوحسة) وليست جميلة!!

أنا لا أقصد إلغاء الإجراءات الأمنية أبداً وهذا ضرب من الغباء في هذه الظروف الصعبة، ولكن إلغاء الإجراءات التي لا داعي لها ولا مبرر لها...

أو الإجراءات التي كانت ذات نفع فيما مضى واليوم لا داعي لها...

أو الإجراءات السخيفة والتافهة والتي لا تدفع شراً ولا تأتي بخير، ويرحمكم الله لا تضيفوا ذلاً للمواطنين فوق ذلهم ولا تضيفوا إهانة فوق إهانتهم من قلة الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي وغيرها.

وكذلك تقليل السيطرات الداخلية، وتعليم موظفي الاستعلامات والحمايات ونقاط التفتيش وغيرها ممن هم ذوي علاقة أدب التعامل وضرورة تحمل جميع المراجعين وضرورة الاستقبال الحسن لهم والتعامل معهم بطيب وأخلاق وكرامة...

ومن يسيء يتم أخذه أخذاً جميلاً لمكان على انفراد وإفهامه بالتي هي أحسن...

طبعاً ذلك يحصل إذا أكد مسؤول وحدة الاستعلامات وآمر السيطرة وضابط الأمن ومسؤولي الحماية مثقفين مؤدبين وأصروا وراقبوا على سير العمل على أفضل وجه وواظبوا عليها وعاقبوا المسيء.

هنالك من يستغل زيه وملبسه العسكري للصراخ والعياط وإهانة سائق أو مراجع أو الكلام بتثاقل وبأسلوب بذيء أو التهجم على المراجعين، طبعاً المراجع يتعوذ بالله لدى حصول ذلك و(ويتجنب الشر) ويتحمل الإهانة لا لضعف فيه ولكن ما أن يهين هذا اللابس لزي حكومي رسمي أو حتى يضربه بما هو يستحق، إلا وانقلب عليك ركضات البساطيل والأحذية ركضاً ورفساً بحجة (التهجم على منتسب حكومي)!!

طبعاً هؤلاء قلة قليلة أكيداً...

ولابد أن القارئ الكريم صادف بعضهم ولكننا نصرخ ونطالب بمسؤوليهم وقياداتهم أن يعلمونهم أصول المعاملة والأدب فلربما لم يتعلموا ذلك من بيوتهم ومدارسهم ولم يتربوا عليها، فربوهم أنتم يا قيادات ويا مسؤولين وتذكروا أن:

( من أمن العقوبة أساء الأدب)!!

وطبقوها على المنتسبين الحكوميين أولاً قبل تطبيقه على المواطنين...

وإذا لم يطبق القانون من هو وظيفته حارس للقانون فلا خير في القانون...

وتذكروا أن القانون يُحترم ولا يفرض فرضاً، ولا خير في قانون يتم فرضه بالقوة، فعلموا المنتسبين ممن ذوي العلاقة بتطبيق القانون على أساس ثقافة واحترام القانون ليكونوا قدوة للناس بذلك فيقلدونهم ويبدأ الناس بحب القانون واحترامه وحتى يصبح من العيب مخالفة القانون...

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/حزيران/2011 - 15/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م