انتشار المخدرات... ظاهرة تفحم المجتمع الدولي

شبكة النبأ: منذ سنيين طويلة والعالم يعاني من لعنة المخدرات والتي فاقت كل اللعنات امثال لعنة الذهب والفراعنة والسياسة وغيرها, وامست الحروب المتوالية التي تشنها الدول مجتمعة او منفردة لاتؤتي ثمارها المرجوة, ويبدوا ان قادة العالم ومنظمة الامم المتحدة قد اعترفوا (على مضض) بهذه الحقيقة المرة, وبات الكل على يقين بضرورة تغيير استراتيجية المكافحة والقضاء على المخدرات وابدالها بتكتيكات جديدة من اجل الحد من نار الافيون والكوكايين والقنب والوونغا وغيرها العشرات من الاسماء التي التهمت بين السنتها الملايين من الشباب والمراهقين وتركتهم على حافة الموت وهم يعنون الادمان.

الحرب الدولية فشلت

فقد قال تقرير صادر عن اللجنة العالمية لمكافحة المخدرات وهي مجموعة من الزعماء السياسيين والقادة السابقين إن الحرب العالمية على المخدرات فشلت, ودعت اللجنة في تقريرها إلى اتخاذ خطوات لتشريع تعاطي بعض أنواع المخدرات ووضع حد لتجريم المتعاطين, وتضم اللجنة الدولية 19 عضوا على رأسهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان ورؤساء المكسيك وكولومبيا والبرازيل السابقين والسير ريتشارد برانسون ورئيس بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي الأسبق بول فالكر, وتقول اللجنة إن سياسة مكافحة المخدرات فشلت في معالجة القضية وذلك لأنها زادت من نشاط الجريمة المنظمة وكلفت دافعي الضرائب ملايين الدولارات إضافة إلى وفاة آلاف الضحايا.وتضمن التقرير تقديرات الأمم المتحدة بزيادة استخدام الأفيون بمقدار 35 في المائة ما بين عامي 1998 و 2008 كما زاد استخدام مخدر الكوكايين بمعدل 27 في المائة والقنب بمعدل 8.5 في المائة, وانتقد التقرير حكومات الدول الحالية التي تزعم أن سياسة مكافحة المخدرات فعالة.

وقال التقرير " القادة السياسيون والشخصيات العامة يجب أن يتحلوا بالشجاعة للإفصاح علنا عما يعرفونه فيما بينهم وهو أن الأدلة القاطعة تبثت أن الاستراتيجية المتبعة في الوقت الحالي لن تحل مشكلة المخدرات وأن الحرب على المخدرات لم نستطع ولم نستطيع كسبها", وترى اللجنة أنه بدلا من معاقبة متعاطي المخدرات الذي وصفهم التقرير بأنهم " لا يتسببون في أذى للاخرين" يجب على الحكومات أن تشرع تعاطي المخدرات وأن تلجا إلى نماذج قانونية من شأنها تقويض عصابات الجريمة المنظمة وتقديم الرعاية الصحية والعلاج لمدمني المخدرات, ودعت اللجنة إلى اتخاذ استراتيجيات أثبتت بالتجارب أنها فعالة في الحد من الجريمة وتعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وانتقدت اللجنة الولايات المتحدة بشكل خاص وطالبتها بالتخلي عن منهجها الحالي لمكافحة المخدرات والاعتماد على استراتيجيات جديدة أساسها الرعاية الصحية ومراعاة حقوق الإنسان, وكان البيت الأبيض قد رفض تقرير اللجنة الدولية ووصفه بأنه "مضلل", وقال المتحدث باسم مكتب سياسة مكافحة المخدرات في البيت الأبيض غيل كيرليكووسكي إن " المطالبة بإتاحة المخدرات حسبما يدعو التقرير سيجعل من الصعب علينا الحفاظ على مجتمعاتنا أكثر صحة وأمنا".

زراعة الافيون في افغانستان

الى ذلك تعد أفغانستان المنتج الأول في العالم للأفيون الذي يبدأ موسم حصاده والذي يشكل لسهولة زرعه وحفظه وتسويقه الزراعة "الأمثل" في هذا البلد والاكثر ربحا حيث يباع بسعر محدد سلفا ويسلم للمشتري في مكان زراعته, يوجد في افغانستان ما يقارب 123 الف هكتار من الخشخاش، يقوم على زراعتها حوالى 250 الف عائلة، أي ما يوازي 67% من السكان، بحسب مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة, يقول حاجي عبد الحميد، وهو مزارع في ولاية قندهار الجنوبية المعقل التاريخي لحركة طالبان "السبب الأساسي لزراعة الخشخاش هو انه مربح", ويضيف "انه يتطلب وقتا أقل، وجهدا أقل، ويدر الكثير من المال، وهو سهل البيع ولا داعي لتسويقه، حيث يباع بسعر محدد سلفا", ويقول جان لوك اومايو مدير مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في افغانستان "في زمن الحرب او الاضطراب، الافيون هو أفضل محصول زراعي", ويشرح قائلا "يأتي تجار الأفيون الى المزرعة، ويوفرون البذور، ويدفعون النفقات، ثم يعودون عند الحصاد"، في الوقت الذي يطرح تسويق الخضار أو القمح مشاكل بسبب بعد الأسواق ومخاطر الطرق, ويمكن ايضا تخزين الأفيون لوقت أطول من الفاكهة والخضار التي قد تتلف بسرعة اذا حالت الاضطرابات دون القدرة على بيعها, كما أن الأفيون يتطلب كميات قليلة من مياه الري مقارنة بالقمح، ويدر عائدات زادت في العام 2010 باربعة أضعاف عن عائدات القمح، أكبر محاصيل البلاد, بدأت عملية زراعة الافيون في افغانستان في العام 1979 على يد الفصائل المسلحة التي كانت تحارب الاتحاد السوفياتي، وباتت هذه الزراعة في افغانستان اليوم تشكل 90% من الانتاج العالمي من الافيون, لم تفلح سياسة مكافحة زراعة الافيون التي اطلقتها السلطات الافغانية قبل سنوات عدة بالتعاون مع حلفائها الغربيين، في تحقيق نتائج ذات اهمية, وتنتج ولايتا قندهار وهلمند، معقلا المتمردين الاسلاميين، وحدهما 74% من الافيون الأفغاني, وتعاني تلك المناطق من ضعف نفوذ السلطات لصالح عناصر طالبان, ويتوقع مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ارتفاعا كبيرا في زراعة الافيون في شمال البلاد وشمالها الشرقي في العام 2011، لا سيما في بعض الولايات التي توقفت فيها هذه الزراعة في الآونة الأخيرة, والسبب في ذلك يعود الى الارتفاع الكبير في الاسعار، اذ يقدر مكتب الامم المتحدة هذا الارتفاع بنسبة 306% خلال عام, ويعود السبب ايضا الى تفاقم حدة الاضطرالات في هذه المناطق, فمنذ نهاية العام 2009، تركزت القوات الافغانية وقوات التحالف الدولي في جنوب البلاد التي تعد معقل متمردي حركة طالبان، لكن طالبان تمكنت في المقابل من توسيع نفوذها في شمال البلاد. بحسب رويترز.

ومع أن زراعة الأفيون تدر عائدات عالية تصل الى ملياري دولار بحسب مكتب الامم المتحدة، الا أن الموارد التي يحصل عليها المزارعون تعد ضئيلة جدا نسبيا, أما أكبر المستفيدين، فهم المهربون وعناصر طالبان من جهة، وامراء الحرب السابقون المتحالفون اليوم مع الرئيس حميد كرزاي من جهة اخرى وتربط هؤلاء جميعا احيانا شبكة واحدة من المصالح, وعلى عكس الفكرة السائدة، فإن زراعة الافيون لم تنحسر في ظل حكم نظام طالبان بين العامين 1996 و2001، بل انها كانت تشكل موردا ضريبيا لها, واليوم، يواصل عناصر الحركة فرض ضرائب على المزارعين في المناطق التي ما زالوا يسيطرون عليها، على ما يقول حاجي مطيع الله، وهو مزارع آخر من قندهار، ياخذون منه 20% مما يجني, ومقابل ذلك، يؤمن مقاتلو الحركة الحماية للمزارع من حملات الاتلاف التي تشنها السلطات, وبحسب جون لوك لومايو فإن الافيون يدر على حركة طالبان بين 125 و155 مليون دولار سنويا, أما أمراء الحرب السابقون، الذين أصبحوا من وجهاء البلاد وبعضهم تقلد مناصب حكومية، فهم إما يرعون تجارة المخدرات أو يحمونها من خلال شبكات فساد معقدة، بحسب شبكة "افغان اناليست نيتوورك" في كابول, كما قالت الامم المتحدة في بيان لها ان نباتات الخشخاش التي يصنع منها المخدرات تزرع حاليا في أجزاء من افغانستان بعد اختفائها العام الماضي لكن المساحة الاجمالية المزروعة بهذا النبات المخدر ستنخفص قليلا, وقال مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقرير له يحمل عنوان "تقييم سريع لزراعة الخشخاش في الشتاء" ويتوقع الاتجاهات الخاصة بزراعته العام المقبل ان اربعة اقاليم في شرق وغرب وشمال كانت "خالية من زراعة الخشخاش" عادت الى زراعته, لكن هلمند وهو اقليم هام في جنوب افغانستان تزرع فيه نحو نصف نباتات الخشخاش من المتوقع ان يشهد انخفاضا طفيفا في مساحة الارض المخصصة لزراعتها هذا العام وهو ما سيكون كافيا ليفوق اي زيادة في اي مكان اخر بالبلاد.

وقالت الامم المتحدة ان اسعار الخشخاش ارتفعت في افغانستان الى أكثر من مثليها العام الماضي بعد أن خفضت افة غير معروفة الانتاج الى النصف الامر الذي أدر أموالا طائلة على الزراع مما شجعهم على الزراعة, وأشار ثلاثة أرباع الاشخاص الذين استطلعت اراؤهم الى أن "ارتفاع سعر مبيعات الخشخاش" كان القوة المحركة لقرارهم بزراعة المحصول هذا العام, وما بين فبراير شباط 2010 والشهر نفسه من العام الحالي ارتفعت أسعار الخشخاش الجاف لثلاثة أمثال والطري بأكثر من المثلين, وأرجع جان لوك ليماهيو رئيس مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في أفغانستان الفضل الى حاكم اقليم هلمند جولاب مانجال في ضمان ألا يدفع اغراء ارتفاع الاسعار الى معاودة زراعة الخشخاش في الاقليم, وأسس مانجال "برنامج منطقة للاغذية" يقوم على نهج العصا والجزرة لوقف زراعة الخشخاش ويتمثل في القضاء على بعض المحاصيل مع دعم للمزارعين الذين يختارون ان يزرعوا بدائل مثل القمح, وأفغانستان منذ فترة طويلة هي اكبر مزود عالمي للافيون وتمكنت في السنوات الاخيرة من انتاج الاف الاطنان اكثر من الطلب العالمي الاجمالي على المخدر, وصدر أغلب هذا الانتاج عبر تجارة عالمية مزدهرة بقيمة مليارات الدولارات, ويعتقد أن المتشددين الذين تقودهم طالبان يحصلون على ايرادات تتراوح بين 100 و 400 مليون دولار سنويا من انتاج وتجارة الافيون مما يغذي حالة انعدام الامن في البلاد.

مكافحة المخدرات وارباح التجار

الى ذلك ادت مكافحة تجارة المخدرات الى رفع اسعار الكوكايين بنسبة 68 % في الولايات المتحدة منذ العام 2007، وبالتالي زيادة ارباح عصابات المخدرات، على ما اظهرت وثيقة مقدمة الى مؤتمر في كانكون في المكسيك, وهذه الوثيقة هي ورقة عمل وضعت بأيدي الوزراء والقادة الامنيين وكبار المسوؤلين من 120 بلدا الذين يشاركون في المؤتمر الدولي الثامن والعشرين لمكافحة المخدرات، في مدينة كانكون السياحية في المكسيك، في ظل اجراءات امنية مشددة, وتنقل هذه الوثيقة عن المكتب الوطني لمراقبة المخدرات في الولايات المتحدة ان قيمة الغرام الواحد من الكوكايين ارتفعت من 97,7 دولارا في كانون الثاني/يناير 2007 الى 164,9 دولار في الفصل الاخير من العام 2010, ويعد هذا الارتفاع في السعر بالنسبة للمستهلك النهائي في الولايات المتحدة مؤشرا على النتائج الايجابية المحققة في مجال مكافحة المخدرات, وفي الوقت نفسه لم يسجل تعاطي المخدرات تراجعا يذكر، في حين يزداد الاقبال على المخدرات في اوروبا وبعض الاسواق الناشئة مثل الارجنيتن والبرازيل، على ما اظهر تقرير للمنظمة الدولية لمراقبة المخدرات, وترى مونيكا سيرانو الخبيرة في جامعة المكسيك ان ارتفاع سعر المخدرات يعكس ازدياد القبضة الامنية على تهريب المخدرات، لكنه يظهر ايضا زيادة في ارباح اعمال التهريب. بحسب فرانس برس.

وتضيف ان "احد مصادر الربحية في تجارة المخدرات يرجع الى السياسية المتبعة في مكافحتها"، معتبرة ان آليات مكافحة المخدرات تحولت الى سبب لارتفاع ارباح المهربين, وقال منظمو مؤتمر كانكون في بيان ان احد اهداف المؤتمر تشكيل "جبهة مشتركة" تتيح "القيام بعمليات عبر العالم ذات اهداف محددة، بفضل تبادل المعلومات وتنسيق الجهود", والهدف من هذه العمليات بالدرجة الاولى ضرب القدرة المالية والتشغيلية للمهربين, لكن بعض الخبراء يرون ان الجريمة المنظمة تزداد قوة مع كل ضربة لها, ويقول ادموندو هرنانديز الباحث في مركز العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ان "المفارقة تكمن في أن ايرادات كرتلات المخدرات وصلت ربما الى مستوى لم تبلغه من قبل", فارتفاع الاسعار يعوض عن الخسائر التي تتكبدها عصابات المخدرات جراء ضبط شحنات تابعة لها، او جراء صراعها القاسي مع السلطات، على ما يؤكد هرنانديز, ويرئس وزير الامن العام المكسيكي خينارو غارسيا لونا ومديرة الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات ميشيل ليونهارت مؤتمر كانكون، ومعظم جلساته مغلقة.

وونغا تثير الذعر

من جانبها وفي مدن صفيح جنوب إفريقيا يخشى حاملو فيروس الإبدز من أن يسرق مروجو المخدرات مضادات الفيروسات القهقرية الخاصة بهم, فهؤلاء قد يستخدمونها لتصنيع نوع جديد ورائج من المخدرات يطلق عليه اسم "وونغا", السلطات تشكك بهذه الشائعة التي يغذيها تجار مخدرات أعمالهم متعثرة, فتؤكد أن "وونغا" هو مزيج من الهيرويين وسم للجرذان ومواد كيميائية أخرى, لكن ذلك لم يبدد القلق لدى هؤلاء الذين يحتاجون إلى عقاقيرهم حتى يبقوا على قيد الحياة, تقيم نونلانلا في مدينة صفيح كواماشو بالقرب من دوربان (شرق), هي تعرضت لسرقة مضادات الفيروسات القهقرية خاصتها, فتروي أن "مجموعة من الفتيان دخلت إلى منزلي فيما كنت نائمة, ورمى هؤلاء المياه المالحة على وجهي حتى لاأتمكن من فتح عيني وسرقوا مخزون العقاقير الذي أحتفظ به", بالنسبة إليها ما من شك, المسؤولية تقع على تجار المخدرات, وتصر المرأة الأربعينية على أنهم "يستخدمون الأطفال لسرقة مضادات الفيروسات القهقرية", تضيف "في مدينة الصفيح، هناك فتيان يسرقون عقاقير أهلهم!", وفي البلد الذي سجل فيه اكبر عدد إصابات بالإيدز مع 5,7 ملايين حامل للفيروس من بين 48 مليون نسمة، يأتي خطر سرقة مضادات الفيروسات القهقرية كتهديد بالموت, على بعد مئات الأمتار، يساهم تامي لانغا مروج مخدرات سابق بنشر الشائعة, فهو يحاول إعادة إحياء أعماله, ويعدد "ماذا نضع في الوونغا؟ مضادات فيروسات قهقرية وسم للجرذان ومواد أخرى", والعقار الذي يدعي المروجون استخدامه هنا هو "ستوكرين", وعندما يفتت ويمزج مع مواد أخرى، يتم بيع الجرعة الواحدة منه بسعر يتراوح بين 20 و35 راند (ما بين 2 و 3,50 يورو), وفي حال مزج مع الماريجوانا، فإنه يضمن نشوة فورية, لكن السلطات تنفي ذلك مشددة أن الإشاعة خاطئة وخاطئة جدا, وهذه الإشاعة التي تولد الذعر في نفوس حاملي فيروس نقص المناعة المكتسب. بحسب فرانس برس.

وقد دفعت بالرئيس جاكوب زوما إلى نفيها في إطلالة إعلامية, فشدد رئيس البلاد على أن "خبراء من جامعة (كوازولو ناتال بينوا) أن الوونغا لا يحتوي على مضادات الفيروسات القهقرية، والأمر يتعلق بالهيرويين الممزوج مع سم للجرذان ومواد كيميائية أخرى", تابع قائلا أن "تكرار مثل هذه السخافات أمر خطير, فهو يشجع المدمنين على سرقة مضادات الفيروسات القهقرية, وقد يشكل ذلك خطرا على حاملي فيروس الإيدز", ويدخن بعض مدمني المخدرات من وقت إلى آخر هذه العقاقير، لكن ذلك يشكل ظاهرة هامشية بحسب أنور جيوا مدير مركز معالجة الإدمان "مايندز ليف" في دوربان, هو يحاول طمأنة العامة, بالنسبة إليه "وونغا" منتج قديم هو "هيرويين ممزوج بمواد أخرى" وقد أعيدت تسميته لجذب العملاء, ويشرح جيوا أن "الهيرويين باهظ الثمن, لذا رأى المروجون أن سكان مدن الصفيح قد يتمكنون من شراء المخدرات إذا ما كانت تحتوي مواد أخرى" أقل كلفة, ويوضح أنه يتم مزجه مع مواد كثيرة لزيادة حجمه قبل بيعه, لكنه نادرا ما يمزج مع مضادات الفيروسات القهقرية, وقد أطلق على المنتج اسم "وونغا" للترويج الإعلاني, ويلفت إلى أن "الناس كانوا قد بدأوا فعلا بتدخين مضادات الفيروسات القهقرية, لكنه عندما طرح وونغا في الأسواق، خطف الأضواء", يضيف "اليوم يسجل تعاطي بسيط لمضادات الفيروسات القهقرية، لكن الأمر أكبر بكثير في ما يتعلق بالهيرويين", مهما كانت الوصفة، يبقى "وونغا" مادة مخدرة رديئة بحسب ما يشير مستهجنا سانتوش باسديو الصيدلاني في عيادة كواماشو, فيلفت إلى أنه "يمكننا أن نجد فيه أي مكون كان, فالمروجون يهدفون إلى المحافظة على كلفة تصنيع منخفضة، قدر المستطاع, هم يريدون تحقيق الأرباح".

اضرار المخدرات

فقد ادخل اربعة تلاميذ في المرحلة المتوسطة في واشنطن لفترة وجيزة الى المستشفى بعدما تنشقوا او ابتلعوا كمية من الكوكايين جلبها تلميذ الى الصف على ما افاد ناطق باسم ادارة المدارس في العاصمة, وجاء في بيان لهذه الادارة ان "تلميذا في مدرسة (تومسون المنتري سكول) جلب كمية غير محددة من الكوكايين الى المدرسة وتقاسمها مع تلاميذ في صفه", والاطفال الذين ادخلوا المستشفى هم في الصف الرابع متوسط (تسع سنوات) على ما اوضح ناطق باسم الخدمات المدرسية فريد لويس معتبرا ان هذا النوع من الاحداث "استثنائي جدا", واشار الى ان المدعي العام في واشنطن المكلف الجنح التي يرتكبها قصر، وجه تهمة حيازة الكوكايين وجهت الى احد الاطفال, واضاف المصدر ذاته ان "اربعة تلاميذ استهلكوا الكوكايين بعضهم عبر الفم والبعض الاخر عبر تنقشه بالانف, ولم تتضح الكمية التي استهلكت", ووجه مدير المدرسة الواقعة في وسط العاصمة البرت دوبون رسالة الى الاهالي اوضح فيها ان الشرطة تجري تحقيقا مع الطفل الذي يشتبه انه جلب المخدرات ومع عائلته ايضا, وكان احد الاطفال ابلغ الادارة بما حدث, وقامت ممرضة المدرسة بفحص الاطفال المعنيين فورا قبل نقلهم الى المستشفى, واوضح المدير في رسالته "جميعهم بخير الان", واضاف "هذا الوضع لا يحصل عادة في مدرستنا الا اننا نأخذ ذلك على محمل الجد, سنعالج مسألة الوقاية من المخدرات على انها مشكلة جماعية تطال كل المدرسة". بحسب فرانس برس.

بينما قد يعزز تعاطي الشباب لمخدر القنب من إصابتهم بمرض الذُهان (الاضطراب العقلي أو الجنون), وأشارت الجمعية الألمانية لطب نفس الأطفال والشباب والطب النفس جسدي والعلاج النفسي في العاصمة برلين، إلى أن الدراسات الحديثة توصلت إلى أن الشباب الذي يتعاطى مخدر القنب تظهر لديه أعراض الذُهان أكثر من الشباب الذي لا يتعاطى هذا المخدر بمقدار الضعف تقريباً, وتأثير مخدر القنب واسع النطاق، فإلى جانب الإحساس يؤثر المخدر بالسلب أيضاً على كل من الذاكرة والتفكير والإدراك, وأوضحت الجمعية الألمانية أن المؤشرات الدالة على الذُهان تكون غير مميزة في الغالب, إذ يمكن أن تحدث اضطرابات في الانتباه والتركيز والذاكرة، كما يمكن أن تتدهور القدرة على بذل الجهد، بالإضافة إلى الانطوائية والانعزالية وتملك مشاعر الخوف والقلق من النفس, وتعتبر زيارة الطبيب النفساني المتخصص في سيكولوجية الأطفال والشباب هي السبيل الوحيد لاستيضاح سبب هذه الأعراض, ولفتت الجمعية الألمانية إلى أن تأثير تعاطي مخدر القنب في الشباب يمتد إلى سن البلوغ والرشد، فإذا تم تعاطي هذا المخدر عبر فترة زمنية طويلة، يزداد خطر الإصابة بالفصام (شيزوفرينيا) في سن البلوغ والرشد. من جهتها أعلنت الشرطة الكولومبية السبت ضبط 7,9 أطنان من الماريجوانا بقيمة 700 ألف دولار، خلال ثلاث عمليات نفذتها في ميديلين (شمال غرب البلاد) وفي مقاطعة ميتا (الوسط), وكانت العملية الأولى قد سمحت بضبط 5,6 أطنان من الماريجوانا في شاحنة في ميديلين ثاني أهم مدن كولومبيا، التي تقع على بعد 400 كيلومتر شمال شرق بوغوتا, وقد تم توقيف الأشخاص الثلاثة الذي كانوا في الآلية، بحسب ما أعلنت الشرطة في بيان من دون أن تذكر تاريخ هذه العملية, وفي منطقتين ريفيتين من مقاطعة ميتا، تم ضبط 2,2 طنا من الماريجوانا, وبحسب ما أفادت الشرطة، فإن الماريجوانا المضبوطة في هذه المقاطعة تعود إلى قوات كولومبيا المسلحة الثورية (فارك) التي تأسست في العام 1964 والتي ما زالت تنشط على نصف الأراضي الكولومبية تقريبا, كذلك كانت الشرطة قد كشفت في 19 كانون الثاني/يناير عن عملية ضبط 7,5 أطنان في مقاطعة ميتا, أما في الرابع من شهر كانون الثاني/يناير فقد أعلنت عن ضبط اربعة أطنان من الماريجوانا في جنوب غرب البلاد, وكانت عمليات ضبط المخدرات بين كانون الثاني/يناير 2010 وتشرين الثاني/نوفمبر 2010 قد سجلت 200 طن، بحسب البيانات الأخيرة المتوفرة والخاصة بالعام المنصرم, ويأتي ذلك بزيادة تبلغ 48% مقارنة مع الفترة الزمنية نفسها من العام الذي سبقه.

آخر صيحات الموضة

في سياق متصل فان مظهر "الرانشيرو" (المزارع) القديم الذي كان يتميز به تجار المخدرات المكسيكيون بقمصانهم ومجوهراتهم الباهرة واحزمتهم ذات الحلقات الكبيرة بدأ يتلاشى، فالجيل الجديد من مهربي المخدرات يفضل ارتداء ملابس من أفخر الماركات واتباع موضة تجمع بين الأناقة والمظهر غير الرسمي, العام الماضي، عرضت الصحافة صور ثلاثة مهربين يرتدون ملابس من ماركة رالف لورن، من بينهم ادغار فالديز الملقب ب"باربي" وخوسي خورخي بالديرا المعروف ب"جاي جاي", ويؤكد مسؤول شارك في العمليات التي أدت الى توقيف هذين المجرمين اللذين أطلقا بشكل غير متعمد موضة جديدة "انها الملابس التي كانا يرتديانها عند القاء القبض عليهما", في اسواق شوارع العاصمة المكسيكية تباع قمصان بولو خضراء مقلدة كتبت عليها عبارة "لندن" كتلك التي كان يلبسها "باربي" أو قمصان بولو زرقاء كتلك التي كان يرتديها "جاي جاي" لقاء 30 دولارا, تقول ايلسا التي تبيع الملابس في صندوق سيارتها المفتوح "انها (موضة المهربين) الجديدة, نبيع الكثير منها, يطلبون منا موديلات (باربي) أو (جاي جاي), أعتقد أن لهذه المشتريات جانبا منحرفا لكن كوني بائعة، علي أن ألبي الطلبيات, أنا اعتاش من ذلك", وفي مكان غير بعيد، يقول المسؤولون عن احد المتاجر الانيقة التي تضم جناحا مخصصا لملابس رالف لورن وحيث يبلغ سعر قميص بولو من ماركة فاخرة 150 دولارا، ان هذين الموديلين شهدا طلبا كبيرا أيضا, ويشرح خيسوس مانويل، وهو طالب يدرس فن الطبخ في الحادية والعشرين من العمر يرتدي قميص بولو شبيها بقميص "جاي جاي" "أنا لست مهرب مخدرات، لكن قميص البولو هذا يعجبني, هذا كل ما في الأمر". بحسب فرانس برس.

وعلى موقع البيع الالكتروني "ميركادو ليبري"، يعرض نحو مئة مستخدم هذين الزيين, ويتضمن نحو عشرين اعلانا صورا للمهربين المعتقلين, يقول فرانسيسكو سيبايوس مدير الموقع "منعنا الكثير من الاعلانات التي تلمح الى ما تسميه بـ(موضة المهربين) ونحن نفرض رقابة دائمة", ويوضح ان ملايين المنتجات تباع على الموقع وأن ازالة الاعلانات التي تنتهك سياسة الموقع تستغرق بعض الوقت, ويقول فيكتور غوردوا مدير معهد مستشاري الصورة العامة في المكسيك ان ابناء الجيل الجديد من مهربي المخدرات "دخلوا المدارس وتعلموا ادارة الاعمال" وبالتالي لم يعودوا يرتدون ملابس "على طراز الرانشيرو ومزينين بالمجوهرات", يضيف "انهم الآن شبان مدينيون يبحثون عن احياء افضل للاقامة فيها ويرتدون ملابس انيقة", ويتابع "ارتداء (باربي) و(جاي جاي) قميصي بولو من ماركة رالف لورين هو مصادفة سيئة للماركة, لكنها ليست الماركة الوحيدة التي يرتدون ازياءها", فقد ارتدى مهربو مخدرات آخرون مثل فيسنتي كاريو لايفا، وهو ابن زعيم سابق لكارتل خواريز تم توقيفه في نيسان/ابريل 2009، ملابس من ماركات اخرى مثل ابركومبي, وقبل بضعة اسابيع، عرضت على شاشات التلفزيون صور لفينسينتي زامبادا من كارتل سينالوا بملابس رجال اعمال غير رسمية, والشخص الثالث الذي اوقف في 7 آذار/مارس العام الماضي وهو يرتدي ملابس من ماركة رالف لورن هو ماركوس كارمونا المعروف باسم "ال كابريتو"، وهو احد اعضاء كارتل "ثيتاس".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/حزيران/2011 - 14/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م