فلسطين... محن إنسانية وقضايا اجتماعية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مازال حلم العودة الى فلسطين يراود كل ابنائها اللذين تفرقوا وابتعدوا عنها تحت ضغط الاحتلال والخوف والاجبار، ومازالت القدس في نظر جميع الفلسطينيون هي عاصمتهم الابدية الى جانب حلم الاسرائيليين في تحويل القدس الى اورشليم (عاصمتهم التي يحلمون بها منذ شتاتهم)، وفي ظل الحصار المفروض على معظم الاراضي والاحتلال الاسرائيلي وتقطيع اوصال فلسطين الا ان الحنين الى الماضي مازال ينبض في قلوبهم في انشاء دولة فلسطين المستقلة.

احصاءات فلسطينية

حيث أظهرت احصاءات فلسطينية رسمية ان نسبة الافراد دون سن الخامسة عشرة في الاراضي الفلسطينية بلغت 41 بالمئة من اجمالي عدد السكان البالغ اربعة ملايين وخمسين الف نسمة، وقال بيان صادر عن جهاز الاحصاء الفلسطيني في ذكرى احياء الفلسطينيين ليوم الطفل الفلسطيني تشير التقديرات السكانية المبينة على نتائج التعداد 2007 الى ان عدد الاطفال دون سن 18 عاما قد بلغ حوالي 1.9 مليون طفل في الاراضي الفلسطينية من اجمالي عدد السكان البالغ عددهم 4.05 مليون فرد في منتصف عام 2010، واضاف تظهر البيانات ارتفاع نسبة الافراد دون الخامسة عشرة حيث تشكل هذه الفئة حوالي 41.3 بالمئة من اجمالي السكان، واشار البيان الى ان عدد طلبة المدارس في الاراضي الفلسطينية حسب بيانات العام الدارسي 2009-2010 بلغ 1113802 طالب وطالبة تشكل الاناث ما نسبته 50 بالمئة منهم، كما أوضحت نتائج احصاءات فلسطينية رسمية ان نسبة الفقر بين الاسر الفلسطينية في العام الماضي بلغت 25.7 في المئة بواقع 18.3 في المئة في الضفة الغربية و38 في المئة في قطاع غزةو وقال بيان صادر عن جهاز الاحصاء المركزي بلغ معدل الفقر بين الاسر الفلسطينية خلال العام الماضي وفقا لانماط الاستهلاك الحقيقية 25.7 في المئة  بواقع 18.3 في المئة في الضفة الغربية و38.0 في المئة في قطاع غزة. بحسب رويترز.

وأضاف البيان كما تبين أن حوالي 14.1 في المئة من الافراد في الاراضي الفلسطينية يعانون من الفقر المدقع وفقا لانماط الاستهلاك الحقيقية للاسرة بواقع 8.8 في المئة في الضفة الغربية و23.0 في المئة في قطاع غزة، وفي عام 2009 بلغت نسبة الافراد الفقراء 26.2 في المئة 19.4 في المئة في الضفة الغربية و38.3 في المئة في قطاع غزة، واشار البيان الى أن المساعدات المقدمة للأسر خلال العام الماضي خفضت معدلات الفقر للافراد بنسبة مقدارها 16.8 في المئة على مستوى الاراضي الفلسطينية 10.7 في المئة في الضفة الغربية و21.2 في المئة في قطاع غزة، ولم يوضح البيان حجم هذه المساعدات او طبيعته، ويستند جهاز الاحصاء الفلسطيني في تحديد نسبة الفقر للأسرة المرجعية المكونة من خمسة أفراد وهم بالغان اثنان وثلاثة أطفال في الاراضي الفلسطينية الى دخل بقيمة 2237 شيقلا اسرائيليا جديدا خلال عام 2010 حوالي 609 دولارات، بينما بلغ خط الفقر المدقع لنفس الاسرة المرجعية 1783 شيقلا اسرائيليا جديدا (حوالي 478 دولارا) وخلال فترة اجراء الدراسة بلغ متوسط سعر صرف الدولار الامريكي 3.73 شيقل خلال عام 2010.

الى ذلك اظهرت نتائج اول تعداد زراعي تجريه السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها ان الفلسطينيين يزرعون ما يقرب من مليون دونم تشكل ما نسبته 16 في المئة من اجمالي الاراضي الفلسطينية، وقال بيان صادر عن جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني ان فترة تنفيذ التعدادات تمتد عادة على ثلاث سنوات ابتداء من المرحلة التحضيرية ومرورا بمرحلة جمع البيانات وانتهاء بمرحلة معالجة ونشر البيانات الاولية والتفصيلية، واشارت النتائج الاولية للتعداد الى ان عدد الابقار التي يتم تربيتها في الاراضي الفلسطينية 38259 رأسا منها 28666 رأسا في الضفة الغربية و9593 رأسا في قطاع غزة، واضافت ان عدد رؤوس الضأن التي يتم تربيتها في الاراضي الفلسطينية 563636 رأسا منها 503431 رأسا في الضفة الغربية و60205 رؤوس في قطاع غزة. واوضحت النتائج ان عدد رؤوس الماعز التي يتم تربيتها في الاراضي الفلسطينية 228981 رأسا منها 215774 رأسا في الضفة الغربية و13207 رؤوس في قطاع غزة. وذكر بيان الاحصاء الفلسطيني انه سيتم نشر النتائج النهائية للتعداد الزراعي في الربع الثالث من العام الجاري.

حنين وحلم العودة

الى ذلك وعلى غرار حشود الفلسطينيين الذين هزوا الاسيجة الحدودية الاسرائيلية مؤخرا تحن صبحية اللوباني الى العودة لوطنها الذي اضطرت للفرار منه عند قيام دولة اسرائيل عام 1948، وعلى الرغم من هذا وفي اختلاف عن كثيرين منهم فان لديها منزلا جديد، حصلت اللوباني على مفتاح لواحد من أوائل المنازل القليلة التي بنتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا في مخيم نهر البارد بشمال لبنان والذي دمر تماما خلال معارك وقعت قبل نحو أربع سنوات، لكنها تقول انه مازالت امامها فرصة وتضيف سأترك المنزل وأذهب الى فلسطين بلدي، لا يمكن أن أنسى فلسطين، وجاءت الاحتجاجات على الحدود التي جرت في الاونة الاخيرة وسقط خلالها 13 قتيلا على الاقل بنيران اسرائيلية لتعيد للاذهان أن معاناة 4.5 مليون لاجيء فلسطيني والتي تجاهلتها اتفاقيات السلام المؤقتة في معظم الاحيان تحتل لب الصراع العربي مع اسرائيل الذي هز منطقة الشرق الاوسط وخارجها لعشرات السنين، وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يحرص على اعادة احياء مفاوضات السلام المتوقفة بين الاسرائيليين والفلسطينيين ان الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي تجعل جهود السلام اكثر حيوية، وترفض اسرائيل حق الفلسطينيين في العودة الى الاراضي التي فقدوها باعتبار أن ذلك يرقى الى درجة تدمير اسرائيل، واستغل تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الشعور المستمر بالظلم الذي يساعد على اضطراب المنطقة باستمرار، وفي نهر البارد ادت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم فتح الاسلام الذين يستلهمون فكر القاعدة الى هدم المخيم الساحلي الذي كان يعيش به ما يصل الى 30 الف شخص. بحسب رويترز.

وربما تكشف البيانات التي عثرت عليها القوات الامريكية التي قتلت اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان في الثاني من مايو ايار ما اذا كان هذا الفصيل له صلات مباشرة بتنظيم القاعدة، وأسفر القتال في مخيم نهر البارد عام 2007 وهو أسوأ اقتتال داخلي في لبنان منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 عن مقتل اكثر من 400 شخص بينهم 170 جنديا وتدمير ستة الاف منزل، وفر أفراد عائلة اللوباني من نيران الدبابات والمدفعية الخاصة بالجيش ليفقدوا كل شيء باستثناء الملابس التي كانوا يرتدونه، وقالت الارملة المسنة وهي تتذكر الصدمة الجماعية التي عاشها الفلسطينيون المعروفة باسم النكبة والتي تم احياء ذكراها بتجمعات حاشدة عند الحدود في 15 مايو ايار حين غادرت نهر البارد شعر بأنني أترك فلسطين مرة أخرى، وتقول اللوباني التي لم يكن عمرها يتجاوز الاربعة أعوام في سنة 1948 ان والدها حملها من قرية سعسع عبر الجانب الاخر من الحدود الى لبنان القريب لينتزعها من مستقبل من الاحلام المحطمة واليأس، وتقفز كلمة نكبة بسهولة الى شفتي جهاد عوض 49 عاما وهو بائع أحذية من أوائل اللاجئين الذين سيحصلون على منازل جديدة الذي يقول واصفا فرار أسرته من نهر البارد وتدمير منزلها لا توجد كارثة أسوأ من هذه، انتقلت اللوباني الى منزلها الجديد مع ابنتين بالغتين، ويتميز المنزل بالتهوية والاضاءة الجيدة بالمقارنة بالظروف السيئة لمعظم مخيمات اللاجئين لكن به القليل من الاثاث لان الاسرة أنفقت المنحة التي خصصتها اونروا لهذا الغرض على الفواتير الطبية، كما أن المنزل خال من اي ممتلكات شخصية مثل التذكارات او الصور، بل ان السيدة الواهنة التي تعاني من كسر في احدى ساقيها فقدت شهادات ميلاد ابنائها وعقد زواجها وبعض المدخرات حين فرت من القتال، ولا تستطيع اللوباني أن تنزع من نفسها الخوف من نشوب صراع اخر، وقالت حتى حين أنام أخشى أن أستيقظ لارى المنزل قد دمر مجددا. الله وحده يعلم متى ستندلع الحرب، الاسرائيليون يمكن أن يأتوا في أي وقت ويقصفوننا لهذا فنحن خائفون.

وقالت اللوباني التي توفي زوجها قبل شهرين من بدء الجيش اللبناني ما تحول الى صراع طاحن استمر 15 يوما لسحق مقاتلي جماعة فتح الاسلام بمخيم نهر البارد انها كانت تشك في أن تعود الى منزلها الى هناك ذات يوم.ونسف الجيش الذي لا يزال يحكم رقابته على دخول المخيم مباني بالمنطقة بالديناميت حتى بعد أن هدأ القتال في المخيم، وتعيد منظمة اونروا ببطء شديد بناء المخيم من الصفر وتنشيء صرفا صحيا ملائما الى جانب وسائل أخرى للراحة يندر وجودها في مخيمات اللاجئين، وربما يسكت تسليم اول وحدات سكنية للاجئين الشائعات بأن هذه الوحدات مقاملة للبنانيين او السائحين، ويتذكر سكان ما ال اليه مخيم تل الزعتر وهو مخيم فلسطيني قرب بيروت حيث كان بعضهم يعيش الى أن حاصرته ميليشيات مسيحية مدعومة من سوريا ودمرته في عام 1976، وعلى غرار مخيمين اخرين دمرا في الحرب الاهلية لم تتم اعادة بنائه قط، ويقول تشارلز هيجينز الذي يدير مشروع اعادة البناء التابع لمنظمة اونروا أزمة الثقة كانت حادة في الفترة التي لم نسلم فيها شيئا تبدد هذا لكن الان هناك تطلع مبرر ليقولوا 'حسنا استمروا في هذا'، وأسهمت ازالة العبوات الناسفة غير المنفجرة والحصول على موافقات من سلطات التخطيط العمراني وعمليات الانقاذ للحفاظ على البقايا الاثرية الموجودة أسفل المخيم في تعطيل العمل.وتمثل المنازل التي سلمت الدفعة الاولى من 72 مجموعة، ولدى اونروا التمويل الكافي لاعادة بناء 40 في المئة من المخيم بما في ذلك المرافق وست مدارس ومركز صحي، وعبر هيجينز عن ثقته في أن يوفر المانحون المزيد من الدعم متى يرون انبعاث المخيم من الرماد، وتقدر الفجوة في التمويل الان بنحو 207 ملايين دولار ولا يتضمن هذا المبلغ الاموال اللازمة لرعاية اللاجئين الذين ينتظرون اعادة تسكينهم.ويحمل المشروع الذي وصف بأنه صعب جدا ومحبط الى حد كبير ويتطلب عملا شاقا للغاية قيمة رمزية بعيدا عن تحقيق فائدة سكان نهر البارد، وقال هيجينز الفلسطينيون شعب لا يتاح له كثيرا العودة الى مكان ما بأمر رسمي في اشارة الى موجات التهجير القسري والايواء المؤقت التي شهدها بعض سكان المخيم ثلاث او اربع مرات في حياتهم.وأضاف بالنسبة لهم العودة الى مكان ما حتى ولو كانت العودة الى مخيم للاجئين ظل قائما لمدة 60 عاما تمثل أهمية كبيرة، وسيعني هذا الكثير لفادي الطيار المسؤول الاعلامي للانروا الذي ينتظر اعادة بناء منزله، وقال محوت أربعة أعوام من تاريخي، انت حي لكنك لا تشعر بأنك حي الى أن تعود، وأضاف فقدت المنطقة التي كنت فيها طفلا حيث لعبت وبكيت ووقعت لي حوادث، لهذا أفتقدها كثيرا ذاكرتي مازالت مرتبطة بتلك الاماكن.

ثقافة المقاهي تزدهر

من جهة أخرى لا تشتهر الضفة الغربية المحتلة مثل الضفة اليسرى لنهر السين في باريس بالمطاعم الانيقة والمقاهي المزدحمة، ولكن ذلك الوضع أوشك على التغير، فمدينة رام الله المقامة على تلال والتي تقع شمالي القدس مباشرة شهدت في السنوات الاخيرة ازدهارا هائلا بدعم من مانحين غربيين حيث تتكاثر بسرعة المطاعم الانيقة والمقاهي الى جوار عدد كبير من المباني الادارية البكر، وتشير أحدث البيانات الى أن رام الله وبلدة البيرة المتاخمة والتي تداخلت معها تماما فيهما أكثر من 120 مبنى ونحو 300 مطعم وأن 50 مطعما جديدا افتتح في العام الماضي وحده، وقال بيتر نصير الذي حول في عام 2007 منزل العائلة الى مطعم صاخب يجتذب نحو 150 زبونا في اليوم عندما بدأت كنت أتنافس مع ثلاثة أو أربعة مطاعم أخرى، الان أتنافس مع الكثير من المطاعم، وأضاف نصير صاحب مطعم الازور الواقع بالقرب من وسط رام الله المطاعم استثمار جيد، وارتفع في السنوات العشر الماضية عدد سكان رام الله التي كانت بلدة صغيرة في الضفة الغربية المحتلة الى مثليه وبلغ عدد سكانها الان 100 ألف وتشهد المدينة جيشا متناميا من العاملين في المنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين ونخبة ثرية من الطبقة الوسطى تزداد عدد، وقال محمد أمين رئيس الغرفة التجارية في رام الله ان هؤلاء الناس يحتاجون أن يأكلوا وأن يجلسوا معا ويتحدثوا وأن يقيموا حفلات الاستقبال وهذا يفسر الزيادة في عدد المطاعم، ويأمل الفلسطينيون أن تكون القدس القريبة عاصمة الدولة المستقلة التي يحلمون باقامتها منذ فترة طويلة، ولكن نظرا لسيطرة اسرائيل على القدس سيطرة كاملة وعدم وجود اتفاق سلام في الافق تحتل رام الله الصدارة على نحو متزايد.

وأقامت السلطة الفلسطينية هنا عند انشائها في عام 1994 وتبني بتصميم عددا من مؤسسات الدولة في المدينة استعدادا للسعي لاعلان الاستقلال من جانب واحد والمتوقع على نطاق واسع في وقت لاحق هذا العام، ولكن ليس الجميع راض عن الازدهار المصاحب في قطاع الخدمات ويقول بعض أصحاب المنشات الاقدم عهدا انه لا يوجد ما يكفي من الزبائن، وقال نضال حسن الذي فتح مشروعه في عام 1999 قبل عام من اندلاع الانتفاضة الثانية ان رام الله مشبعة بالمطاعم، وتقلصت ايرادات المطعم الذي يديره حسن بنسبة 40 في المئة في العام الماضي بسبب الزيادة المجنونة في المنافسة، ولكن المستثمرين الاخرين أكثر تفاؤلا ويرون مستقبلا ورديا للمطاعم في مجال تقل فيه المنافسة مقارنة بأشكال أخرى من الترفيه حيث لا توجد سوى سينما واحدة ولا توجد متنزهات عامة، وعلاوة على ذلك يفضل الفلسطينيون في القدس الشرقية التوجه الى رام الله الاكثر تحررا لقضاء أمسية مريحة بدلا من البقاء في أحيائهم الاكثر توترا والتي لا ترى غير تطور ضئيل في الفترات الاخيرة.

ختم بصورة الفن

في سياق متصل فهو ليس مثل أي مكتب جوازات على وجه الارض فليس هناك موظف عابس وراء حاجز زجاجي ولا فحص لوثائق السفر ولا أسئلة مقتضبة عن وجهتك بل هناك فنان يستقبل الزوار القادمين ويسألهم بلطف عما اذا كانوا يحتاجون لختم دخول، فالفلسطينيون الذين يعيشون في أرض محتلة ليس من حقهم وضع قيود لدى عبور حدود أراضيهم وكل من يعبر نقاط التفتيش الاسرائيلية يذوب بسرعة في شوارع مدن الضفة الغربية المزدحمة مثل رام الله، لكن خالد جرار الذي يدرس الفن قرر سد الفراغ المؤسسي بختم دخول فني من تصميمه يقدمه للأجانب لدى نزولهم من الحافلات، ويقول جرار أنا أؤمن بالفن الذي يعمل تغيير والذي يحكي عن التغيير، وفني يعبر عن رسالة سياسية، ولكن رغم ما بدا من حماس السياح الواصلين من القدس القريبة للفكرة لم يبد كثيرون منهم استعدادا لتقديم جوازات سفرهم الغالية من أجل الفن، استمع جيف رينولدز القادم من كندا باهتمام لشرح جرار للفكرة وراء الختم غير الرسمي ثم رفض بلطف خوفا من أن يواجه أسئلة طويلة من السلطات الاسرائيلية عندما يقرر العودة لدياره، وقال مشيرا الى حراس الأمن الذين يفحصون جوازات السفر بدقة قبل المغادرة ويسألون أين ذهبت؟ ومن قابلت؟ أنا فقط قلق من أن تفوتني طائرتي في مطار تل أبيب اذا استجوبوني لفترة طويلة بشأن هذا. بحسب رويترز.

ويريد الفلسطينيون اقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون القدس الشرقية عاصمة لها على أراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، وعلى مدى نحو 20 عاما لم تنجح عملية السلام المتقطعة في التوصل الى اتفاق ويقول الفلسطينيون انهم سيسعون الان الى موافقة الامم المتحدة على اعلان دولة ذات سيادة، ويقول دبلوماسيون ان من المستبعد أن تنجح هذه الخطوة ما يعني أن جرار البالغ من العمر 35 عاما قد يظل موظف الجوازات الوحيد في الضفة الغربية لفترة، وختمه الصغير المستدير تحوطه عبارة دولة فلسطين مكتوبة بالعربية والانجليزية، وفي الوسط رسم لعصفور الشمس الفلسطيني يطير قرب الزهور، ويقول جرار الذي فتح صفحة على فيسبوك للترويج لختمه بالنسبة لقضية الدولة انا افكر ان ابعث برسالة وعملت الذي علي وسوف نرى النتيجة، وأضاف انا لاحظت ان في فلسطين لاتختم الجوازات وبدأت اختم جوازات الاجانب، وبعد أن واجه رفضا رقيقا مرات عديدة وجد جرار أخيرا مجموعة من الاجانب المتحمسين لتقديم جوازاتهم لختمه، وقالت مرجانا بنيديتي التي تزور رام الله قادمة من ايطاليا أنا مؤيدة بشدة للقضية الفلسطينية واعتقد ان هذا احتلال، لذلك أجد من المثير للغضب أن لا يكون لهم الحق في وجود سلطة خاصة بهم، وطلبت من جرار وضع الختم على الصفحة رقم تسعة من جواز سفرها قائلة انه رقمها المفضل وان من المهم بالنسبة لها أن يكون على جواز سفرها الختمان الاسرائيلي والفلسطيني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/حزيران/2011 - 10/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م