شبكة النبأ: يذهب الكثير من المحللين
للشؤون السياسية في رأيهم حول طبيعة السياسة التركية الأخيرة ازاء
القضايا العربية خصوصا ما يتعلق بالثورات التي اجتاحت تلك الدول مؤخرا،
ان أنقرة تسعى الى ركوب الموجة لاستعادة هيمنتها على العالم العربي
مجددا، سيما ان نفوذها في ما مضى انحسر قسرا بعد الانتفاضة العربية
الكبرى عام 1917، التي انهت حقبة طويلة من الاحتلال العثماني بشكل
كامل.
ويتهم البعض انقرة باتخاذها معايير مزدوجة وتباين مشبوه لما يحدث في
الدول العربية، وتميل حسب مصالحها الخاصة على العكس مما يدعيه قادة
الحزب الإسلامي الحاكم، وهو يواجهه جولة انتخابية قادمة قد تقصيه عن
السلطة في أسوء السيناريوهات.
الدور قيادي
فعلى بعد أقل من ميل عن الحدود السورية وفي الاراضي التركية يعيش
أحمد شيخ سعيد متحدياً هوية الأراضي التي يعيش فيها، وهو مولود في بلدة
عزاز السورية، وترعرع في بلدة كيليس التركية، ويملك محل بقالة، ويتحدث
التركية مثل السكان الاصليين لارض كمال اتاتورك، في حين أنه يفتح أذنيه
جيداً على بث قناة الجزيرة خلال عمله في دكانه.
وعلى الرغم من أن امه وزوجته تركيتان، فإن ثمة دماء عربية تسري في
عروقه «حتى نهاية العمر»، كما يقول. ويقول سعيد، الذي يقع دكانه الآن
قبالة شارع كان ينقل تجارة الامبراطورية العثمانية الى الامصار البعيدة
في السابق، إلا انه اصبح الآن خط حدود تركيا «يأتي خبز عزاز من كيليس،
وخبز كيليس يأتي من عزاز، ونحن شعب واحد، واخوة، ولا أدري ما الذي
يقسمنا». ويمكن سماع تردد صدى تلك المشاعر في المناطق الحدودية مثل
غازنتيب، بالقرب من متجر سعيد، حيث يلتقي رجال الاعمال ويتحدثون
بالانجليزية، والتركية، والعربية، وحتى بالكردية. وينظر الى ذلك عبر
ضبابية الكلمات العشوائية، إذ تمتزج الكلمات العربية والكردية مع
الكلمات اللاتينية للتركية عبر الحدود مع سورية والعراق.
ويقول وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو، الذي حاولت حكومته أن
تعمل على تكامل المنطقة عن طريق إلغاء تأشيرات الدخول والترويج للتجارة
الحرة في الشرق الاوسط، وهي تنشر رجال أعمالها في مناطق امبراطوريتها
السابقة، كما أنها تقوم بتصدير أعمالها الفنية الى جمهور متلهف، «ليس
هناك من الحدود التركية ما هو طبيعي، ومعظمها تقريباً اصطناعي، وبالطبع
علينا احترام الدول التي تحدها تلك الحدود، لكن في الوقت ذاته علينا أن
نفهم أن هناك استمرارية طبيعية، وهذا ما كانت عليه الامور منذ قرون عدة».
كان رسم الحدود في القرن العشرين قد انطوى على الكثير من الاذى، بعضها
صغير والآخر كبير، واحد الامثلة على ذلك بلدة مرجعيون، وهي البلدة التي
ينحدر منها أجداد كاتب هذا المقال، في لبنان، وتقع بالقرب من الحدود
الاسرائيلية السورية، في قلب الدولة العثمانية سابقاً.
وعلى بالرغم من ان أحداً من مرج عيون لا يحن الى أيام الحكم
العثمانيين حيث وقعت المجازر، والتمييز بين الناس بحسب الاديان في
الضرائب، ووقعت المجاعات خلال الفترة الاخيرة من حكم العثمانيين، إلا
أن أعداداً متزايدة من اهل مرجعون الآن ربما تعبر عن حنينها لتلك
الايام، وما كانت السلطة العثمانية تمثله، عندما كان تجار مرجعيون
يذهبون الى العريش في سيناء المصرية، ويبحرون الى السودان عبر فلسطين،
وكانت مرجعيون محطة على الطريق بين حوران في جنوب سورية الى عكا.
وكانت الحرب العالمية الاولى والحدود التي جاءت بعدها قد انذرت
بانعدام هذه الحرية في حركة التجار، وليس في مرجعيون فحسب، وكانت
الايديولوجية التي سادت في هذه البلدة بعد ذلك هي تحدي هذه الحدود، اي
القومية العربية، ودولة سورية الكبرى، والنظام الشيوعي، لكنها فشلت
جميعها، إذ إن هذه الحدود ازدادت بعد حروب مثل 1948 و1967.
ويختصر داوود اوغلو وجهة نظره في «إعادة تشكيل السياق التاريخي
والطبيعي، كما أن القومية العربية لاتزال متجذرة في مستقبل فلسطين
قضيتها المحورية، فإن القومية التركية تنطوي على مشاعر مفادها ان
الدولة تستحق ان يكون لها دور في المنطقة. وبناء عليه فإن تركيا ترفض
بشدة ان يكون لها توجهات امبريالية جديدة في المنطقة».
المجلس العسكري المصري.. وسوريا
فيما شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ثقته في تعهدات
المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وإدارته للمرحلة الانتقالية
الحالية، والتي ستؤدي إلى نقل السلطة ديمقراطياً، فيما أعرب عن قلقه
تجاه الأوضاع في سوريا.
وقال أردوغان - في تصريحات للصحفيين الأتراك المرافقين له في رحلة
عودته من لندن الجمعة، إننا نتابع بقلق بالغ التطورات الجارية في سوريا،
ولهذا السبب سأتصل بالرئيس السوري بشار الأسد مجدداً خلال يوم أو يومين
للمطالبة بتلبية مطالب الشعب السوري، ومنها إلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق
سراح المعتقلين السياسيين وإعداد دستور جديد للبلاد وتغيير الحكومة.
وأضاف: أنه سيحصل على معلومات من الأسد خلال الاتصال، لافتاً إلى أن
قلق تركيا تجاه الأوضاع في سوريا طبيعي نظراً لأنها دولة جارة تربطها
بتركيا أطول حدود مشتركة مع دولة أخرى جارة لتركيا ،فضلا عن وجود
علاقات عائلية بالمحافظات الحدودية التركية والسورية مثل هطاي وحلب
وقامشلي؛ لكن مع كل ذلك لا أتمنى أن تحدث هجرة من سوريا الى تركيا جراء
الأحداث الراهنة لأننا سنواجه صعوبة بالغة في هذا الموضوع.
وتطرق أردوغان إلى الأوضاع في مصر وتونس، فأشار الى أن المشير حسين
طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، أكد خلال لقائه مع
الرئيس التركي عبد الله جول خلال زيارته لمصر أنه سيتم تسليم السلطة
مباشرة للطرف الذي سيفوز بالانتخابات.
وأضاف أردوغان: ''هذا وعد عسكري ولن يتولى الجيش في مصر أي مهام بعد
انتقال السلطة ، وتم رسم خريطة لانتقال السلطة خلال 6 أشهر أو عام على
الأكثر وستسير الأمور في مصر بشكل طبيعي ونحن نثق في تعهدات المجلس
العسكري''.
وبالنسبة لتونس، لفت أردوغان إلى أنه تم تأسيس 50 حزبا سياسيا وأن
عدد الأحزاب السياسية سيتزايد، مثلما هو الأمر في مصر.
وحول الانتخابات البرلمانية في تركيا في يونيو المقبل، قال أردوغان
إن حزبنا '' العدالة والتنمية الحاكم '' حصل على نسبة 47 % من الأصوات
في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحصلنا على 340 مقعدا بالبرلمان،
وسيتحدد عدد مقاعد الحزب في البرلمان في الانتخابات المقبلة بناء على
عدد الأحزاب التي ستدخل البرلمان.
وتوقع أردوغان أن يحصل حزبه على ما بين 315 و335 مقعداً في
الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن حكومته ستعمل على إعداد دستور جديد
بعد الانتخابات كما ستعمل على تحقيق أهداف تركيا حتى عام 2023 وقال
إننا سنعلن للرأي العام التركي بتاريخ 15 ابريل الجاري عن برنامجنا
الانتخابي.
ايران
الى ذلك كشفت برقيات دبلوماسية امريكية مسربة ان اسرائيل تعتقد ان
تركيا تساعد ايران على تجنب العقوبات الاقتصادية كما تغاضت عن تهريب
اسلحة ايرانية الى سوريا. وقالت صحيفة هاارتس نقلا عن وثائق حصل عليها
موقع ويكيليكس ان مسؤولين اسرائيليين كبارا ابلغوا الولايات المتحدة ان
تركيا تتقرب الى ايران بشكل غير مسبوق بسبب حاجتها الى امدادات الطاقة
ولانها تراجع استراتيجيها العالمية.
وكانت اسرائيل تتمتع في السابق بعلاقات ممتازة مع تركيا لكن شاب
علاقتهما التوتر في السنوات الاخيرة مع قلق اسرائيل البالغ إزاء دفء
العلاقات بين طهران وأنقرة.
وجاء في برقية امريكية ترجع الى نوفمبر تشرين الثاني 2009 أن جهاز
الامن الداخلي "قال ان الحكومة التركية تساعد ايران الان على تجاوز
العقوبات الاقتصادية الدولية وتتجاهل تهريب اسلحة ايرانية الى سوريا
... عبر تركيا."
وفرضت الامم المتحدة اربع جولات من العقوبات على ايران في اطار جهود
لدفع ايران الى التخلي عن برنامجها النووي الطموح والذي يقول منتقدوه
انه يهدف الى تصينع قنبلة ذرية. وتنفي ايران هذا وتقول انه مشروع مدني
لتوليد الطاقة. بحسب رويترز.
وحملت تدوينات من اجتماع مع مستشار الامن القومي الاسرائيلي انذاك
عوزي أراد تلميحا بأن اسرائيل متشائمة بشان إمكانية تحسن علاقاتها مع
تركيا التي كانت قوية ذات يوم.
وجاء في البرقية أن اسرائيل لا ترى أن بامكانها فعل الكثير "
للحيلولة دون تدهور العلاقات مع تركيا لكنها تحاول الحفاظ على ما
تستطيع من خلال تقليل الخلافات لادنى حد ممكن والسعي تدريجيا لتكثيف
الاتصالات الدبلوماسية."
وازدادت العلاقات سوءا بين البلدين بعد ستة اشهر من تاريخ كتابة هذه
البرقية عقب قتل مشاة البحرية الاسرائيلية تسعة نشطاء أتراك على متن
سفينة كانت تحاول كسر الحصار الاسرائيلي على غزة.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا
بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان متعاطف مع حركة حماس الاسلامية
التي تسيطر على غزة وترفض الاعتراف بدولة اسرائيل.
وجاء في البرقية الامريكية أن جهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد)
يعتقد ان حزب العدالة والتنمية "يرى أوجه شبه تاريخية بين حماس والايام
الاولى لكفاح الحزب ضد المؤسسة العلمانية في تركيا."
واضافت البرقية نقلا عن الكولونيل شمعون أراد المسؤول الرفيع بالجيش
الاسرائيلي "يعتقد حزب العدالة والتنمية انه يستطيع مساعدة حماس على ان
تصبح أكثر اعتدالا وتتسيد كما فعل حزب العدالة والتنمية."
وقال أراد ايضا لدبلوماسيين امريكيين ان تركيا لم تساند بشكل فعال
تهريب اسلحة ايرانية الى حزب الله اللبناني عبر سوريا لكنه أضاف ان
أنقرة لم تتدخل الا تحت ضغط دولي معين.
وجاء في البرقية أن أراد "ألمح الى ان الاتراك ربما يستجيبون بشكل
أكبر لضغط امريكي بشان هذا الامر أكثر من شكاوى اسرائيل."
تراجع شعبية حزب أردوغان
في سياق متصل أظهر استطلاع للرأي ان حزب العدالة والتنمية الحاكم في
تركيا سيفوز للمرة الثالثة على التوالي في الانتخابات التي تجري في 12
يونيو حزيران المقبل لكن نصيبه من الاصوات سيقل عن نسبة 46 في المئة
التي حصل عليها في انتخابات عام 2007 .
وجاء في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة دور اينسايت ان نسبة تأييد حزب
العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي تقف
عند 39 في المئة.
وتتناقض نتيجة الاستطلاع مع نتائج استطلاعات أخرى أجرتها مؤسسات
معروفة أكثر توقعت ان يحصل الحزب الحاكم على ما بين 45 و50 في المئة من
الاصوات.
وحزب العدالة والتنمية هو حزب محافظ اجتماعيا يدعو لسياسات الاقتصاد
الحر وتعتمد قوته بدرجة كبيرة على دفعه الاقتصاد الى افاق جديدة مع
المحافظة على الاستقرار السياسي.
وتولى الحزب السلطة عام 2002 وينسب اليه الفضل في كسر دائرة مفرغة
من الازمات السياسية والمالية التي اعترضت طريق التنمية في تركيا في
الماضي. بحسب رويترز.
وأجري استطلاع دور اينسايت في الفترة ما بين 11 و18 مايو ايار وشمل
2508 ناخبين في اقاليم تركيا الواحدة والثمانين وقالت المؤسسة التي
أجرته ان مستوى الدقة فيه يبلغ 99 في المئة.
الحزب الإسلامي يرفض ترشيح محجبات
من جانب آخر رفض الحزب الاسلامي المحافظ الحاكم في تركيا دعوات
ناشطاته وامتنع عن دعم المرشحات المحجبات الى الانتخابات التشريعية
المقررة في حزيران/يونيو رغم ان هذا الحزب يعتبر نفسه بطل الحريات
الدينية.
وقال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انه "لا يجب ابدا ان يكون الحجاب
موضع مساومة للدخول الى البرلمان"، وذلك ردا على مبادرة قامت بها
مثقفات طلبن دعم المرشحات المحجبات في الانتخابات التشريعية.
واطلق عدد من المحجبات من صحافيات وروائيات وجامعيات حملة "لا
مرشحات محجبات، لا اصوات"، تنديدا بالتمييز الذي يطالهن على حد قولهن.
وترتدي زوجة اردوغان وبناته الحجاب، وينتقد حزبه "العدالة والتنمية"
المنبثق من التيار الاسلامي، منذ توليه السلطة سنة 2002، القوانين التي
تحظر الحجاب في الاماكن العامة في تركيا، البلد المسلم ولكن العلماني.
لكن الاوساط العلمانية، بما فيها الجيش، ترى في الحجاب مؤشر تشكيك في
القيم الجمهورية.
ورغم ان الجمعية الوطنية لا تحظر الحجاب صراحة، فان مناهضيه يؤكدون
انه لا يمكن ارتداء هذا الرمز الواضح على الانتماء الى الاسلام، تحت
قبة البرلمان.
ويخشى اردوغان وبعض المثقفين المحافظين من استغلال هذه المسألة
الحساسة بطريقة تؤدي الى ملاحقة حزب العدالة والتنمية مجددا امام
القضاء.
وقد افلت الحزب سنة 2008 من عقوبة بتهمة "نشاطات مناهضة للعلمانية"
عندما حاول افساح المجال امام المحجبات لدخول الجامعات. ومن حينها تم
تخفيف الحظر، لكن الحجاب يبقى ممنوعا في الوظائق العمومية والمدارس.
ومن الاسباب التي ادت في 2001 الى حظر حزب الفضيلة الاسلامي الذي
انبثق عنه حزب العدالة والتنمية، كان اصرار النائبة مروة قاوقجي على
آداء اليمين الدستورية في 1999 وهي ترتدي الحجاب، فطردت من البرلمان
واسقطت عنها جنسيتها لاحقا.
ولم يسجل حزب العدالة والتنمية سوى امراة واحدة محجبة على لوائحه
للانتخابات التشريعية المقررة في 12 حزيران/يونيو هي غولدرين غولتكين
لكنها لا تملك فرصا كبيرة للفوز لانها في اسفل اللائحة.
واعتبرت المثقفات المحبطات ان موقف اردوغان هو مناورة انتخابية
لاستدراج اصوات ناخبين غير محافظين. واضافت المثقفات ان "راحة حزب
العدالة والتنمية ليست افضل من حقوقنا ولن نترك الدفاع عن حقوقنا رهن
اجندة حزب العدالة والتنمية".
ويرى المحلل السياسي ترخان اردم ان الحجاب يشكل خطرا على حزب
العدالة والتنمية الذي يتطلع الى الفوز بولاية ثالثة، مؤكدا ان الحزب "لا
يريد ان يثير نقاشا حول ذلك الموضوع".
وتفيد الاستطلاعات ان نصف التركيات يغطين رؤوسهن اما بالمنديل
التقليدي او بالحجاب الاسلامي. واعتبر بولنت ارينج المسؤول في الحزب ان
زمن النائبات المحجبات لم يحن بعد.
وقال انه "لا علاقة للحجاب بالعلمانية او النظام لكن لدينا مخاوف
تقليدية وشبهات"، مضيفا "اعتقد انه يجب علينا مزيدا من الانتظار". ولم
تتجرأ الاحزاب الاخرى على ترشيح محجبات.
مشروع القرن
وقبل أقل من شهرين على الاقتراع الشعبي للانتخابات العامة في تركيا،
أعلن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، عن خطط طموحة لشق قناة
جديدة عبر مدينة اسطنبول تتفوق على قناتي بنما والسويس، لتشكل رافداً
آخر مواز لمضيق البسفور، وسيطلق عليها مبدئياً اسم "قناة اسطنبول."
وقال أردوغان في مؤتمر لحزبه: "اليوم نشمر عن سواعدنا من أجل أحد أمبر
المشاريع في القرن، بحيث تبز قناتي بنما والسويس."
يشار إلى أن طول قناة بنما يبلغ 77 كيلومتراً في حين يبلغ طول قناة
السويس أكثر من 190 كيلومتراً. وستشق القناة مدينة اسطنبول، التي تعد
أكبر مدينة تركية والعاصمة التجارية لها، وستكون "قناة اسطنبول" موازية
لقناة البوسفور، وهي قناة بحرية طبيعية تقسم مدينة اسطنبول إلى قسمين،
واحد في آسيا والآخر في أوروبا. بحسب السي ان ان.
وقال أردوغان إنه "بفضل هذا المشروع العملاق ستتحول اسطنبول إلى
مدينة يخترقها بحران"، وفقاً لما نقله موقع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون
التركية TRT.
ولدى إعلانه عن المشروع تحدث رئيس الوزراء أردوغان قائلا " تم على
وجه التقريب تحديد موقع و تكاليف المشروع . و أعمال دراسة المشروع فقط
ستستغرق نحو عامين."
وتابع: "ومن خلال المشروع سنشق قناة بطول يتراوح ما بين 45 و50
كيلومتراً بين البحر الأسود وبحر مرمرة. وسيبلغ عمق مياه القناة حوالي
25 متراً، أما عرضها فسيتراوح ما بين 140 و150 متراً على السطح و120
مترا عند القاع، بحيث يكون بمقدور السفن الضخمة عبور القناة الجديدة."
وحسب المشروع سيتم شق قناة في غرب إسطنبول ، وستربط هذه القناة بين
البحر الأسود و بحر مرمرة ، و بمعنى أخر سيكون في مدينة إسطنبول مضيق
ثاني إضافة إلى مضيق البسفور، وبذلك ستصبح المدينة مؤلفة من جزيرة و
شبه جزيرتين.
وقال أردوغان إن من بين اهداف هذه القناة المقترحة تقليل عدد سفن
الشحن الضخمة التي تعبر قناة البوسفور وتقليل التهديدات، خصوصاً وأن
نحو 100 سفينة تعبر يومياً قناة البوسفور، والعديد منها تحمل مواد خطرة،
مثل النفط الخام وغاز النفط المسال.
وكانت حادثة مميتة وقعت في المضيق عام 1979، عندما انفجرت ناقلة نفط
رومانية بعد اصطدامها بسفينة أخرى، ما أدى إلى مقتل عشرات من الناس
إضافة إلى تسرب أطنان من النفط إلى البحر.
فضحية جنسية
من جهة أخرى قدم ستة من قادة حزب العمل الوطني المعارض في تركيا
استقالاتهم على خلفية فضيحة جنسية طالتهم ، وذلك قبل وقت قصير من
الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في شهر يونيو القادم. وتقول وسائل
الاعلام التركية إن من بين الستة أربعة نواب لرئيس الحزب وإن
استقالاتهم جاءت بعد تهديدات تلقوها بنشر مقاطع فيديو تتضمن صورهم وهم
في أوضاع مخلة.
وكان أربعة آخرين من زعماء الحزب قد استقالوا في وقت سابق من الشهر
الحالي بعد أن نشرت لهم صور غير لائقة على الإنترنت.
وأسهمت تلك الفضيحة في تأجيج التوتر على الساحة السياسة التركية قبل
أقل نحو شهر من إجراء الإنتخابات التركية العامة في يونيو ، وهي
الانتخابات التي يأمل حزب العدالة والتنمية الحاكم أن يفوز من خلالها
بفترة ثالثة في السلطة.
وقال النائب التركي دينيز بولوكابسي ، وهو واحد من المعارضين الستة
المستقيلين إنه وقع ضحية مكيدة وراءها الحزب الحاكم بزعامة رئيس
الوزراء رجب طيب إردوغان، وزعم النائب أن قوى داخلية وخارجية كانت وراء
تلك المكيدة البغيضة على حد قوله.
ونسبت وكالة أسوشيتد برس للنائب قوله أتقدم باستقالتي لأوفر على
حزبي الضرر الذي قد ينجم عن مثل هذه المزاعم .
وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن من بين المستقيلين
أربعة من نواب رئيس الحزب وأنهم قد تخلوا أيضا عن حقهم في الترشح
للانتخابات البرلمانية.
وتكمن خطورة تلك الفضيحة في أنها قد تؤثر على فرص حزب العمل الوطني
في الحصول على نسبة 10 % من الأصوات ، وهي النسبة الضرورية التي تؤهله
للاحتفاظ بنحو سبعين مقعدا له في البرلمان التركي المؤلف من 550 مقعدا.
وكانت استطلاعات الرأي قبل تفجر قضية الشرائط المخلة ترشح الحزب
للحصول على نسبة تتراوح بين 10و 15% من الأصوات. ومن الواضح أن تزعزع
التأييد الذي يتمتع به حزب العمل المعارض نتيجة لتلك القضية سيصب في
صالح حزب العدالة والتنمية، إذ من المعتقد أن نسبة ملموسة من أنصار حزب
العمل الوطني قد يتحولون بأصواتهم إلى أحزاب يمينة أخرى وهو ما يعني
تفتيت أصوات المعارضة برمتها.
مؤامرة انقلاب
في حين قررت السلطات القضائية التركية حبس جنرال تركي على ذمة
المحاكمة فيما يتصل بمؤامرة زعم تدبيرها عام 2003 للاطاحة بحكومة رئيس
الوزراء رجب طيب اردوغان في خطوة من شأنها تأجيج التوتر قبل الانتخابات
البرلمانية بأسبوعين.
والجنرال بلجين بالانلي قائد الاكاديميات العسكرية التركية هو ارفع
ضابط عامل من بين نحو 200 من الضباط العاملين والمتقاعدين يتهم بالضلوع
في المؤامرة التي اطلق عليها "عملية المطرقة".
وادت القضية التى تفاقم التوتر بين الجيش العلماني وحزب العدالة
والتنمية الحاكم ذي الاصول الاسلامية الذي يتوقع فوزه بالحكم فترة
ثالثة مع تسارع الحملة الانتخابية قبل الانتخابات التي تجرى في 12
يونيو حزيران.
وأمرت محكمة في اسطنبول بحبس الجنرال بالانلي في انتظار المحكمة
بتوصية من الادعاء الذي استجوبه على مدى ثلاث ساعات يوم الاثنين وقالت
محطات تلفزيونية ان معظم المتهمين محتجزون في سجن قرب اسطنبول.
وافرجت المحكمة عن خمسة ضباط عاملين اخرين برتبة جنرال واثنين برتبة
كولونيل واخر برتبة اميرال كانوا استدعوا للاستجواب يوم الجمعة بعد ضبط
وثائق في بيت ضابط متقاعد برتبة كولونيل. وامتنع اردوغان عن التعليق
على القرار.
وكانت وسائل الاعلام التركية أشارت الى ان قرار التحقيق مع
الجنرالات هو السبب في الالغاء المفاجئ في اخر لحظة لمناورات عسكرية
كبيرة في بحر ايجة الاسبوع الماضي.
وقال مسؤول في القوات المسلحة ان المناورات الغيت لاسباب عسكرية
بينما امتنع الزعماء السياسيون عن التعليق.
والمشتبه به الاول في القضية هو الجنرال المتقاعد جتين دوجان القائد
السابق للجيش الاول الذي يقوم بحملة انتخابية للفوز بمقعد في البرلمان.
ويقول المتهمون في قضية المطرقة ان بعض الوثائق التي قدمها الادعاء
جزء من سيناريو خاص بمناورة حربية استخدم في ندوة عسكرية وان الوثائق
الاخرى مزورة.
وعلى صعيد اخر ذكرت وكالة الاناضول للانباء ان الادعاء طلب من
جنرالين قادا انقلاب عام 1980 بالادلاء بأقوالهما في تحقيق بخصوص
الاشتباه في "السعي لتغيير النظام الدستوري بالقوة المسلحة". بحسب
رويترز.
وطلب مكتب المدعي العام افادتين من رئيس اركان القوات المسلحة
المتقاعد الجنرال كنعان افرين (93 عاما) الذي قاد الانقلاب ثم اصبح
رئيسا للجمهورية وقائد القوات الجوية المتقاعد تحسين شاهين كايا.
وكانت تعديلات دستورية اجريت العام الماضي فتحت السبيل لمحاكمتهما.
ويعتزم اردوغان تقديم دستور جديد يحل محل الدستور الذي وضع في ظل حكم
افرين العسكري بعد انقلاب 1980. |