امريكا وباكستان... عداء غير معلن

 

شبكة النبأ: تمر العلاقات الامريكية الباكستانية هذه الفترة باسوء اوضاعها وان تعالت المجاملات الدبلوماسية بين البلدين، حيث اثار كشف مكان بن لادن بهذه الطريقة قبل مقتله، العديد من الشكوك في جدية تعاون اسلام اباد في مكافحة الارهاب، التي طالما تشبثت بدعوى عدم تواجد الاخير على اراضيها.

وتتهم العديد من الاوساط الامريكية الاستخبارات الباكستانية بتقديم الدعم الى فلول القاعدة، خصوصا في افغانستان، الا ان ذلك لم يحد من الابقاء على استمرار عن التحالف المزعوم بين واشنطن وباكستان نظرا للظروف الاستثائية للحرب الامريكية في تلك المنطقة.

الاستخبارات الباكستانية بين المنظمات الارهابية

فقد كشفت وثائق سربها موقع ويكيليكس ان محققين اميركيين استجوبوا معتقلين في غوانتانامو كانوا يعتبرون اجهزة الاستخبارات الباكستانية من المنظمات الارهابية. واجهزة الاستخبارات الباكستانية مدرجة بين سبعين منظمة تعتبر "ارهابية او داعمة لكيانات ارهابية" في قائمة سرية وضعها الاميركيون عام 2007، بحسب الوثائق التي سلطت الضوء على الريبة القائمة بين الدولتين الحليفتين في مكافحة الارهاب.

والقائمة التي تصنف الاجهزة الباكستانية في فئة حماس وحزب الله والاستخبارات الايرانية العدوة القديمة للولايات المتحدة، مدرجة في مذكرة وضعت في غوانتانامو ونشرها موقع ويكيليكس.

وياتي نشرها بعد ايام على اتهام رئيس الاركان الاميركي الاميرال مايك مولن هذه الاجهزة باقامة علاقات مع شبكة حقاني التابعة لطالبان الافغان الذين يتخذون المناطق القبلية الباكستانية قاعدة خلفية لهم.

وردا على ذلك اعلن قائد اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني في بيان رافضا "الدعاية المقيتة التي تقول ان باكستان لا تبذل ما يكفي من الجهود في هذه المعركة".

وبحسب وثائق اخرى سربها ويكيليكس، فان بعض المحققين في غوانتانامو تلقوا تحذيرات بوجوب اعتبار اي روابط بين المعتقلين واجهزة الاستخبارات الباكستانية قبل العام 2003 بانها مؤشر الى وجود تحالف مع طالبان او القاعدة.

ودعمت باكستان قيام حركة طالبان التي استولت على السلطة في افغانستان عام 1996، غير ان اسلام اباد تحالفت مع الولايات المتحدة عند اجتياح افغانستان اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وهي منذ ذلك الحين تنفي ان تكون تلعب لعبة مزدوجة.

عير ان وثائق اخرى كشفت ان افغانيا يدعى حاج صاحب روح الله وكيل ساعد ناشطين من القاعدة على الفرار من باكستان بعد حصوله على اذن من هذا البلد لعبور الحدود في قوافل.

واشارت الوثائق الى ان وكيل "تحرك بالاتفاق" مع الاستخبارات الباكستانية "من اجل زعزعة الحكومة الافغانية" برئاسة حميد كرزاي.

مستقبل العلاقات

على صعيد متصل قال مسؤولون أميركيون كبار إن الإدارة الأميركية لا تزال منقسمة بشأن مستقبل علاقاتها مع الأخيرة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن اكتشاف بن لادن في مدينة أبوت آباد بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام آباد دفع بكثيرين في الإدارة الأميركية بعيدين عن أي استعداد لتحمّل علاقات باكستانية غامضة مع مجموعات متطرّفة.

وأشارت إلى أنه بعد سنوات من التحذيرات الأميركية، يصل كثير من المسؤولين الأميركيين إلى استنتاج بأن تغيير في السياسة مع باكستان قد تأخر طويلاً.

وذكرت الصحيفة أن هذه التحذيرات جاءت ضمن "سلسلة من الحسابات المكتوبة المعاصرة" التي حصلت عليها، تؤرّخ لثلاث سنوات من الاجتماعات المتواصلة غالباً التي شملت مسؤولين رفيعي المستوى من البلدين.

وبتأكيد من المشاركين الأميركيين والباكستانيين في هذه اللقاءات، فإنها مثلت جدالاً كررت فيه الولايات المتحدة القول بأن لديها دليلاً لا يمكن دحضه لعلاقات بين القوات العسكرية الباكستانية والممسؤولين الاستخباريين مع طالبان الأفغانية ومتمردين آخرين، وحذرت بأن رفض باكستان للتحرك ضد هؤلاء سيكون له ثمنه. بحسب يونايتد برس.

وقال المسؤولون الأميركيون إنه لا يوجد دليل على أن القوات الباكستانية أو القادة المدنيين كانوا على علم بمكان بن لادن أو سمحوا بأي دعم رسمي له، لكن إقامته في منطقة قريبة من مبان عسكرية باكستانية جعلت العلاقات بين البلدين في نقطة تأزم.

وذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً في البيت الأبيض، أيدوا انتقاماً قوياً، وخصوصاً في حال واصلت باكستان رفض حصول الأميركيين على المواد التي تركها الكوماندوس الأميركي الذي أخذ كل الأوراق والحواسيب التي تمكن من الوصول إليها خلال العملية التي نفذت على مكان سكن بن لادن وأدت لمقتله في 2 أيار/مايو الجاري.

وقال أحد المسؤولين الكبار في الإدارة الأميركية "لا يمكنكم مواصلة العمل كالمعتاد.. عليكم أن تنقلوا بشكل ما للباكستانيين بأنهم وصلوا إلى خيار كبير.. من كانوا جاهزين للاستماع للقصة الباكستانية لمدة طويلة ما عادوا جاهزين لذلك".

لكن عددا قليلاً من المسؤولين يحرصون على التفكير ببدائل إن اتخذت باكستان الخيار الخطأ، وذكر المسؤول أن لا أحد بين المسؤولين الأميركيين "يريد اتخاذ قرار خاطئ وسريع".

وأشارت الصحيفة أن أي خيار موجود بدءاً من الحد من المساعدات الأميركية لباكستان والتواصل الرسمي معها، إلى شن مزيد من الهجمات الأرضية الأحادية الجانب ضد أهداف "إرهابية"، يعرض المساعدة الباكستانية للخطر. وذكرت أن النجاح العسكري والتوصل لتسوية عبر التفاوض للحرب الأفغانية يعتبر أمرا غير ممكن من دون بعد المساعدة من باكستان.

وأفادت الصحيفة أن مسؤولين في الأمن الوطني بالإدارة الأميركية عقدوا لقاءات عدة حول باكستان في البيت الأبيض.

حماية بن لادن

من جهتها صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأنه لا يوجد دليل يشير إلى أن كبار المسؤولين الباكستانيين كانوا يعلمون بوجود زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وقالت كلينتون لدى وصولها إلى باكستان في زيارة مفاجئة إن العلاقات الأمريكية الباكستانية قد وصلت إلى نقطة تحول وإن تلك العلاقات بحاجة إلى مزيد من التعزيز حتى يتسنى للدولتين التصدي لما وصفته بالعنف الإسلامي .

وأضافت أنه بالرغم من أن أسامة بن لادن قد قتل إلا أن تنظيم القاعدة والتنظيمات الأخرى التي وصفتها بأنها إرهابية لا تزال باقية ، مما يتعين معه على واشنطن أن تكون ملتزمة بقوة بتطوير علاقاتها مع باكستان.

وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأن أي اتفاق للسلام في أفغانستان لن يقدر له النجاح ما لم تكن باكستان جزءا منه. وهذه هي أول زيارة لمسؤول أمريكي رفيع إلى باكستان منذ قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يوم 2 مايو/أيار الجاري على يد قوات خاصة أمريكية. ورافق كلينتون في تلك الزيارة الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.

وعقد المسؤولان الأمريكيان سلسلة لقاءات مع كبار القادة العسكريين والسياسيين الباكستانيين بهدف تعزيز التعاون بين البلدين حول سبل التصدي لتنظيم القاعدة وحركة طالبان.

ونفت كلينتون أن يكون الاجتماع قد اتسم بالتوتر وقالت إنها تلقت تأكيدات من الجانب الباكستاني بشأن اتخاذ ما قالت إنه خطوات محددة وحاسمة في مواجهة التطرف.

وتقول كيم غطاس مراسلة بي بي سي التي رافقت كلينتون في رحلتها لباكستان إن الزيارة تمت في ظل إجراءات أمنية مشددة ، وأنه كان من المقرر أن تتم يوم الأربعاء الماضي ولكنها تأجلت إلى اليوم لأسباب أمنية.

وأشارت غطاس إلى أنه بالرغم من الابتسامات المتبادلة أمام كاميرات الصحافة في زيارات مسؤولي البلدين ، إلا أن العلاقات الأمريكية الباكستانية شهدت توترا حقيقيا خلال الفترة الماضية بعد مقتل أسامة بن لادن داخل مخبأه في بلدة أبيت أباد الباكستانية، حيث طالبت واشنطون إسلام أباد بتقديم إيضاحات عن السبب في عدم اكتشاف وجود بن لادن داخل أراضي باكستان لأكثر من ست سنوات، وبما يوحي بأن هناك من كان يساعد في إخفاء زعيم القاعدة من داخل الحكومة الباكستانية.

وأبدت الحكومة الباكستانية انزعاجها من عدم إخبارها مسبقا بالغارة الأمريكية على المجمع السكني الذي كان يقيم فيه بن لادن في مدينة أبوت آباد.

وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الحكومة الباكستانية ستوافق على تفتيش عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آيه إيه) لمجمع بن لادن في أبوت آباد.

وفي هذا الإطار، من المتوقع أن يصل فريق من الطب الشرعي الأمريكي إلى إسلام آباد خلال أيام، وسيحضر معه معدات متطورة في محاولة للبحث عن أي مواد مخبأة في جدران بيت بن لادن أو مدفونة تحت الأرض.

وكانت الغارة التي قتل فيها بن لادن قد أسفرت أيضا عن تجميع كمية كبيرة من المعلومات الاستخبارية لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن زيارة الوفد الأمريكي قد تكون مناسبة لتجميع معلومات أوفى عن القاعدة.

وتأتي زيارة كلينتون لباكستان ن القوات الأمريكية أنها بدأت بسحب بعض قواتها من باكستان بطلب من الحكومة إسلام أباد. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تلقت طلبا من الحكومة الباكستانية بشأن تقليص وجودها في البلد.

تساؤلات جادة

الى ذلك قال السناتور الامريكي جون كيري ان الولايات المتحدة تريد من باكستان ان تصبح حليفا "حقيقيا" في القتال ضد المتشددين داخل حدودها لكن مازالت هناك تساؤلات جادة بشأن العلاقات بين البلدين بعد قتل اسامة بن لادن.

وقال كيري الذي يزور افغانستان قبل زيارة يقوم بها الى باكستان لبحث العلاقات الثنائية المتوترة ان اسلام اباد تحتاج الى تحسين الجهود في محاربة التطرف لكن موت بن لادن قدم فرصة حاسمة للتحرك الى الامام.

وقال كيري للصحفيين في مدينة مزار الشريف بشمال أفغانستان "نحن نريد بالطبع باكستانا لديها الاستعداد لاحترام مصالح افغانستان وان تكون حليفا حقيقيا في جهودنا لمحاربة الارهاب."

وقال "نعتقد انه توجد أشياء يمكن القيام بها على نحو أفضل. وتوجد أسئلة خطيرة تحتاج الى اجابات في تلك العلاقة. لكننا لا نحاول ايجاد وسيلة لتفتيت العلاقة وانما نحاول ايجاد وسيلة لبنائها." بحسب رويترز.

وشكك كيري عضو مجلس الشيوخ الامريكي فيما اذا كانت باكستان جادة بشأن محاربة المتشددين في المنطقة بعد اكتشاف ان بن لادن كان يعيش في باكستان. ودعا البعض الى تعليق المساعدات الامريكية لاسلام اباد. ورفضت باكستان مزاعم بأن القتل أظهر عدم فاعلية أو تواطوءا في اخفاء زعيم القاعدة.

وقال كيري وهو ديمقراطي مقرب من ادارة الرئيس باراك اوباما ويتولى منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في الاسبوع الماضي انه "من الصعب بدرجة غير عادية الاعتقاد" بأن بن لادن يعيش في باكستان منذ فترة طويلة دون ان يعلم بذلك أحد.

ويقول مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون في تصريحات غير رسمية ان الولايات المتحدة أبلغت باكستان مرارا بأن واشنطن سترسل قوات امريكية الى ذلك البلد اذا توفرت لديها أدلة على ان بن لادن يختبىء هناك.

وعندما سئل اذا كانت الولايات المتحدة ستشن غارة مماثلة داخل باكستان لقتل الملا عمر زعيم طالبان الافغانية اذا علموا بمكانه رد كيري بقوله ان واشنطن ستبحث كل الخيارات.

وقال كيري "حكومة الولايات المتحدة ستحتفظ بكل الخيارات لتكون قادرة على حماية شعبنا. هناك مؤامرات اخرى تم تنظيمها والتخطيط لها خارج باكستان ومن الامور الحيوية ان نتحدث مع الباكستانيين كأصدقاء."

جدوى مساعدة باكستان

فيما تساءل المرشح الرئاسي الجمهوري نيوت جينجريتش عن جدوى المساعدات الامريكية لباكستان مع وصول حملته الى جورجيا مسقط رأسه. وأعلن جينجريتش الذي رأس مجلس النواب الامريكي خلال التسعينيات ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية 2012 فيما وصفها عدد من المحليين بأنها ستكون معركة شرسة للفوز بالرئاسة.

وفي كلمة امام اعضاء حزب جورجيا الجمهوري قال جينجريتش ان الولايات المتحدة بحاجة لاعادة تقييم مليارات الدولارات التي تقدمها في شكل مساعدات لباكستان بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن هناك.

وقال جينجريتش "عندما علمت انه بعد دفع 20 مليار دولار منذ الحادي عشر من سبتمبر انه كانوا يأوونه في باكستان نسيت ما تعنيه كلمة "حليف." ومضى يقول "توجد نقطة يتعين عندها ان تقول للناس حول العالم "الى اي مدى تعتقدون اننا اغبياء.."

وسخر جينجريتش ايضا من سياسة الطاقة التي ينتهجها الرئيس الامريكي باراك اوباما وجادل بأن فتح المزيد من مناطق التنقيب في الولايات المتحدة قد يساعد في خفض اسعار البنزين.

ويعرف عن جينجريتش المحافظ (67 عاما) صراعاته بشأن الميزانية مع الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون بعد ان قاد "ثورة الجمهوريين" في انتخابات عام 1994.

ووضع المرشح الرئاسي الامريكي اجندة اقتصادية مشجعة للاستثمار باعتبارها محور حملته وتعهد بتقليص حجم الحكومة وخفض الضرائب لمساعدة الاقتصاد الامريكي المتعثر.

دعم طالبان الباكستانية

في سياق متصل اعلنت وزارة العدل الاميركية انه تم في فلوريدا اتهام ستة اشخاص بينهم ثلاثة اميركيين من اصل باكستاني، بتقديم دعم مالي الى طالبان الباكستانية التي تعتبر جزءا من منظمة ارهابية.

وتم اعتقال إمام في ميامي هو حافظ محمد شير علي خان الذي يحمل الجنسية الاميركية اضافة الى نجليه اروان خان (37 عاما) وازهر خان (24 عاما) اللذين يقيمان ايضا في فلوريدا ويحملان الجنسية الاميركية.

واوضحت وزارة العدل في بيان ان المتهمين الثلاثة الاخرين يقيمون في باكستان وهم حاليا غير معتقلين وبينهم ابنة إمام ميامي وأحد احفاده. وجميع هؤلاء متهمون بالتآمر لتقديم الدعم الى منظمة ارهابية بهدف ارتكاب جرائم قتل وعمليات اغتيال.

ويتهمهم القضاء الاميركي تحديدا بجمع اموال من مناصري طالبان الباكستانية في الولايات المتحدة ونقلها الى باكستان. وكان هذا المال مخصصا لشراء اسلحة ومساعدة عناصر طالبان الباكستانية وعائلاتهم، وفق البيان.

وتعتبر الولايات المتحدة طالبان الباكستانية منظمة ارهابية منذ آب/اغسطس 2010 وتحملها خصوصا مسؤولية الاعتداء الذي اودى بسبعة عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في كانون الاول/ديسمبر 2009 في خوست بشرق افغانستان.

البرلمان الباكستاني يدين الهجوم الامريكي

من جهة اخرى أدان البرلمان الباكستاني الغارة التي شنتها الولايات المتحدة للبحث عن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وقتله ودعا الى مراجعة العلاقات الامريكية محذرا من أن باكستان قد تقطع خطوط الامداد الى القوات الامريكية في أفغانستان اذا شنت المزيد من مثل هذه الهجمات.

ونقل عن مدير المخابرات الباكستانية قوله انه مستعد للاستقالة بسبب قضية بن لادن التي أحرجت بلاده وأدت الى اثارة شكوك بأن قوات الامن الباكستانية كانت على علم بمكان اختبائه.

وهاجم انتحاريان أكاديمية عسكرية في بلدة بشمال غرب البلاد مما أسفر عن سقوط 80 قتيلا فيما قال متشددون من حركة طالبان الباكستانية انه أول عمل ثأري لمقتل بن لادن في الثاني من مايو ايار.

وقال البرلمان في قرار صدر بعد أن قدم قادة في الجيش والمخابرات افادة في جلسة مغلقة للبرلمان "يدين البرلمان... العملية التي شنت من جانب واحد في أبوت أباد والتي تمثل انتهاكا لسيادة باكستان."

وقال أعضاء البرلمان بمجلسيه ان الحكومة عليها مراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة لحماية مصالحها القومية ودعوا أيضا الى نهاية للهجمات الامريكية على متشددين بالطائرات الامريكية بلا طيار.

وتعارض باكستان رسميا الهجمات بطائرات بلا طيار قائلة انها تنتهك سيادتها وتؤجج الغضب العام رغم أن مسؤولين أمريكيين يقولون انهم ينفذونها بالاتفاق بين البلدين.

كويتا الباكستانية

من جهتهم قال مسؤولون امريكيون ان عمر يقيم في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان في مكان غير بعيد عن الحدود الافغانية حيث يرأس مجلس شورى طالبان. وترفض باكستان تأكيدات بان عمر في البلاد وتشكك في وجود ما يطلق عليه مجلس شورى كويتا. ولكن هذا النفي لا يجد صدى بعد العثور على زعيم القاعدة في البلاد بعد سنوات من الاعتراضات المشابهة. وينتاب القلق سكان كويتا ويبدون استياءهم من الجانبين.

ويقول ذو الفقار تارين مندوب شركة مستحضرات دوائية وهو يتلقى طلبات من مديري المحال في احدى الاسواق الرئيسية في كويتا "لا اتعاطف مع الملا عمر او طالبان وكذلك لا أكن اي تعاطف للامريكيين. نعم طالبان ارهابيون والامريكيون ايضا."

والقبض على عمر أو قتله قد يكون حاسما في مساعي الولايات المتحدة المستميته لايجاد وسيلة ما لانهاء الحرب الافغانية المستمرة منذ عشرة اعوام.

وقال دبلوماسي عربي في باكستان "اذا ارادوا حقا تحقيق الاستقرار في افغانستان وباكستان فينبغي ان يلاحقوا الملا عمر. انه السبيل. لن يدهشني ان يكون الهدف التالي."

ويقطن كويتا نحو 2.5 مليون نسمة من بينهم عدد كبير من الافغان. وكانت المدينة مركزا لاستقبال اللاجئين الافغان والمتعاطفين مع طالبان وتقع على ممر جبلي على بعد مئة كيلومتر من الحدود واقليم قندهار الافغاني الذي يشهد أعمال عنف. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون افغان ان كويتا قاعدة خلفية لطالبان حقا حيث يمكن ان تستخدم كاستراحة للمقاتلين والتقاط الانفاس وتلقي العناية الطبية وحيث يحيك قادتها المؤامرات. وفي بعض الضواحي ينظر البشتون للغرباء بريبة.

وتخضع كويتا عاصمة اقليم بلوخستان لاجراءات امنية مشددة ويوجد عدة نقاط تفتيش على الطرق بينما يقوم حراس يحملون البنادق بدوريات خارج المباني. ولكن المشاكل في كويتا يسببها متمردون انفصاليون يسعون لحكم ذاتي أكثر من اسلاميين مثل طالبان.

ويقول ناصر خان عامل باحد فنادق المدينة ان باكستان ينبغي ان تنأي بنفسها عن الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد طالبان. وقال خان "لا شأن للملا بباكستان انه يحارب الامريكيين في افغانستان.. بلاده."

ورغم سمعتها كمعقل لطالبان لا تظهر اي سيطرة واضحة للمتشددين على المدينة وترتاد اعداد كبيرة من النساء المتاجر في الاسواق وتبيع المتاجر افلاما واغاني بوب هندية. وسواء كان زعيم طالبان في كويتا ام لا فان القلق ينتاب مسؤولي الامن.

وقال مسؤول بارز في المخابرات رفض نشر اسمه "انه وضع حرج اذا سألتنا هل الملا عمر في كويتا سنجيب بلا. فليس لدينا مثل هذه المعلومات ونحن واثقون بذلك." ورغم ذلك يقول ان رجاله كثفوا جهود مطاردة عمر ولم يصلوا لاي معلومات تقود اليه.

وقال "بالطبع سنقبض عليه اذا علمنا مكانه. من المهم بالنسبة لنا ان نقبض عليه قبل الولايات المتحدة لا نريد موقفا على غرار ماحدث في ابوت أباد."

ولم ترد تقارير مؤكدة عن ظهور عمر منذ الاطاحة بحكومة طالبان التي كان يتزعمها اثر غارات جوية امريكية وهجمات لمقاتلين افغان تقودهم الولايات المتحدة في الاسابيع التالية لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة.

وتقول افغانستان انه غير موجود في اراضيها ولكن في باكستان. ويشكك كثيرون من الباكستانيين في صحة ذلك. وثمة حديث عن وجود عمر في مدينة كراتشي لانه يخشى هجمات تشنها طائرات امريكية دون طيار في كويتا.

وتنفي باكستان رسميا مساندتها لحركة طالبان الافغانية ولكنها تعتبر منذ فترة الاسلاميين وغالبيهم من البشتون حليفا طبيعيا في افغانستان حيث معظم الجماعات السياسية والاقليات الاخرى على صلة وثيقة بالهند الخصم القديم لباكستان.

ومع قرب نهاية الحرب في افغانستان واستعدادات امريكية للانسحاب من هناك. يرجح ان تسعى باكستان لحماية اوراقها واهمها الملا محمد عمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/حزيران/2011 - 7/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م