مناشدات دولية للحد منها... (أكياس) عدوة للبيئة

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: في اطار الحملات الدولية التي وحدت الجهود المشتركة للدول والمنظمات من اجل تقليل الأضرار البيئة الكبيرة والناتجة عن التلوث الذي أصاب الكرة الأرضية جراء الاستثمار السيئ للطبيعة من قبل الإنسان والذي خلف مواد صناعية سامة ساهمت بشكل كبير في تغيرات مناخية هائلة أدت الى تلوث البحار والمحيطات ونفوق العديد من الأنواع النادرة من الحيوانات، إضافة الى الكوارث البيئية التي يصعب على الجميع التقليل من مخاطره، حيث سعت هذه الحملات البيئية الى القضاء او التقليل من أخطار بعضاً من هذه المنتجات الأكثر إضرارا على البيئة ومنها أكياس البلاستك والتي تصنع من النفط الخام (وهو مصدر غير متجدد)، ومن أهم الأمور التي سعت إليها الدول هو محاوله البحث عن وسائل بديلة عن البلاستك من خلال الأبحاث والدراسات العلمية التي تجري على يد العلماء والباحثين وكذلك إصدار العديد من التشريعات والقوانين في بعض البلدان لمنع استخدام الأكياس البلاستيكية واقتصار استخدامها في أمور محدودة تمهيداً لمنع انتشارها في المستقبل القريب.    

أكياس البلاستيك والبيئة

فقد يسعى الاتحاد الأوروبي لحظر استخدام المواطنين للأكياس البلاستيكية، لما لها من تأثير على نضوب النفط والأضرار على حياة الحيوانات والكائنات البحرية كما يقول الخبراء والذين يوصون باستخدام الأكياس الليفية عوضاً عنه، تسعى المفوضية الأوروبية إلى حظر استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة في التسوّق في بلدان الاتحاد الأوروبي كخطوة من خطوات الحفاظ على البيئة، ووفقاً للمفوضية فإن كل مواطن في الاتحاد الأوروبي يستهلك ما معدله خمسمائة كيس من أكياس البلاستيك في السنة الواحدة، ويؤكد الخبراء أن الأكياس البلاستيكية التي نستخدمها أثناء التسوق تترك أضراراً على البيئة، ففي الأسواق يسألنا البائعون في المتاجر ما إذا كنا نريد كيساً من البلاستيك بعد شراء أحدنا بعض البضائع منهم، وبعدها عادة ما يتم رمي أكياس البلاستيك في القمامة، لكن أيضاً كثيراً ما يتم رميها في الشوارع أو في البيئة المحيطة، وهذا ما حدا بمسؤول البيئة في المفوضية الاتحاد الأوروبي يانيز بوتوتشنيك إلى السعي إلى حظر استخدام أكياس البلاستيك أثناء التسوق، لكن آراء المواطنين في ألمانيا تختلف من شخص إلى آخر، وبينما يقول أحد المواطنين الألمان، "أعتقد أن قانوناً مثل هذا غير ضروري"، يعارضه الآخر بالقول، "أنا مع منع أكياس البلاستيك تفادياً لاستنفاد المواد الخام البترولية"، والذي وافقته إحدى الألمانيات بقوله، "الحظر جيد، فالأكياس الورقية أفضل من أكياس البلاستيك"، وقال أحد الألمان، "أكياس البلاستيك عملية ولها استخدامات عديدة"، يذكر ان الأكياس البلاستيكية تتراكم على شواطئ البحار وفي محاولة لتخفيف تلوّث البيئة، قامت حوالي خمسة وعشرين في المائة من بلدان العالم بالفعل بحظر الأكياس البلاستيكية، مثل بعض البلدان الأفريقية وأستراليا والهند، أو بفرض ضرائب على استخدامها، مثل بلجيكا وإيرلندا، وذلك وفقاً لمعلومات وزارة البيئة وحماية الطبيعة الألمانية، من الجدير بالذكر أن البحر الأبيض المتوسط ​والأرياف المطلة عليه تعاني من تلوث كبير بسبب أكياس البلاستيك ولا سيما من الأجزاء البلاستيكية الصغيرة العالقة في البحر كما يقول الدكتور هيربيرت فيفرس من جمعية الحفاظ على البيئة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويرى هيربيرت فيفرس في الأجزاء البلاستيكية الصغيرة العالقة في البحر خطراً على البيئة موضح، "الخطر لا يأتي من الأكوام البلاستيكية الضخمة فقط، فالقلق يساورنا على وجه الخصوص من الجسيمات البلاستيكية الصغيرة العائمة في المحيطات والتي أصبحت نسبتها أكبر من العوالق الطبيعية الموجودة فيه، وهذا يعني أن الأسماك تبتلع هذه الأجزاء البلاستيكية، وذلك يعني أن أمعاء الأسماك والحيتان تحتوي على بلاستيك أكثر من العوالق البحرية الغذائية، وهذا يعني أن الأسماء قد تموت جوعاً لأن أمعاءها ممتلئة"، فأمعاء الأسماك لا تستطيع هضم البلاستيك وبالتالي يمنع امتلاؤها بالبلاستيك من دخول العوالق البحرية الغذائية وهضمه، وليست الأسماك فقط من تعاني من أضرار أكياس البلاستيك بل الطيور البحرية أيضاً، والتي قد تعلق بالأكياس البلاستيكية وتموت اختناقا به، ويذكر ان أكياس نبات الجوت الليفي والأكياس القطنية هي البديل الأمثل لأكياس البلاستيك كما يقول الخبراء، كما أن الأكياس البلاستيكية يتم إنتاجها من الموارد النفطية القـيّمة والآيلة بعد وقت غير ببعيد إلى الانتهاء والنضوب، كما يقول شتيفان غابرييل هاوفيه من مكتب البيئة الألماني، "يتم إنتاج الأكياس البلاستيكية من النفط الخام، وهذا المورد الطبيعي سينتهي قريباً وسينضب، وهذا يعني أن استخدام الأكياس البلاستيكية بشكل أقل يوفر من الموارد الطبيعية الأرضية ويحافظ عليها لوقت أطول"، وفي ألمانيا تنتشر تقنية إعادة تصنيع أكياس البلاستيك، وما يزال الألمان يستخدمون هذه الأكياس، بمعدل ستين كيساً في السنة للشخص الواحد، ومن الخبراء من يرى أن الأكياس الورقية ليست قوية ومستقرة بما يكفي كما أنها تحتاج إلى عناصر كيميائية لجعلها متماسكة، وبالتالي فإنها ليست البديل الأمثل للأكياس البلاستيكية، ولكنهم يوصون باستخدام الأكياس الطبيعية المكونة من ألياف قطن الأشجار أو من النباتات الليفية مثل ما يسمى بنبات الجوت.

الخشب بديل افضل

الى ذلك فأن القنينات البلاستيكية قد تختفي يوما ويظهر بدلها قنينات من الخشب السائل، حيث ابتكر فريق من العلماء الألمان مادة أسموها "أربوفورم" وهي بالأساس خشب سائل لتكون بلاستيك القرن الحادي والعشرين، هذه المادة يمكن خلطها بألياف الخشب لإنتاج بديل قوي وغير سام للمواد البلاستيكية المشتقة من النفط، يرى علماء ألمان أن البلاستيك كان واحدا من الاختراعات العظيمة في القرن العشرين، أما الخشب السائل فقد يكون بلاستيك القرن الحادي والعشرين، والمواد البلاستيكية غير قابلة للتحلل الحيوي أيضا وفي كثير من الحالات تحتوي على مسرطنات ومواد سامة أخرى، وبعيدا عن ذلك كله فإن معظم المواد البلاستيكية تقوم على البترول وهو مصدر غير متجدد، والنقط الخام هو أساس المادة الكيميائية اللازمة للمواد البلاستيكية، حسبما يشير نوربرت آيزنرايخ، كبير باحثين ونائب المدير في معهد فراونهوفر للتكنولوجيا الكيميائية في بفاينتستال في ألماني، يذكر ان الاختراع الجديد سيحل محل البلاستيك في أجهزة واختراعات مختلفة ويشير آيزنرايخ إلى أنه مع ارتفاع أسعار النفط الخام ترتفع أسعار المواد البلاستيكية ويزيد الاهتمام بإيجاد بدائل، ويقول آيزنرايخ إنها مشتقة من مادة الليجنين المشتقة من لباب الخشب ويمكن خلطها بالقنب الهندي أو الكتان أو ألياف الخشب وإضافات أخرى مثل الشمع لتخليق بديل قوي وغير سام للمواد البلاستيكية المشتقة من النفط، لكن ما هو بالضبط الخشب السائل؟ توضح رئيسة فريق الـ(آي سي تي) إيميليا ريجينا إنونه كوفمان بالقول "صناعة السيليلوز تفصل الخشب عن ثلاثة مكونات أساسية هي الليجنين والسيليلوز والهيميسيليلوز". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

والليجنين ليس مطلوبا في تصنيع الورق، وزملاؤنا يخلطون الليجنين بالألياف الطبيعية الدقيقة المصنوعة من الخشب والقنب أو الكتان وإضافات طبيعية مثل الشمع، ومن هذا ينتجون خلطة جافة يمكن صهرها وتشكيلها بالحقن في قوالب، كما ان التسوق مستقبلا قد يكون بحقائب من الخشب السائل وتوجد بالفعل أجزاء سيارات وأشياء أخرى معمرة مصنوعة من هذا البلاستيك الحيوي لكنه لا يناسب لعب الأطفال ولا الأجهزة المنزلية بشكله هذ، ولفصل الليجنين عن الألياف الخلوية يقوم العاملون في صناعة السيليلوز بإضافة مواد كبريتية، ولعب الأطفال والأجهزة المنزلية يجب ألا تحتوي على كبريت لا لسبب إلا لأنه يطلق رائحة كريهة للغاية، وتمكن الباحثون الألمان من تقليل المحتوى الكبريتي في "الأربوفورم" بنسبة 90 في المائة، لكن هل يمكن إعادة تدوير المادة؟ تقول إنونه كوفمان "لمعرفة ذلك أنتجنا مكونات وكسرناها قطعا صغيرة وأعدنا معالجة القطع المكسرة، فعلنا ذلك عشر مرات، ولم نجد أي تغير في الخواص المادية للبلاستيك الحيوي المنخفض الكبريت وهو ما يعني أن من الممكن إعادة تدويره".

منع استخدامها

في سياق متصل ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن السلطات الصينية قررت توسيع نطاق قرار منع استخدام الأكياس البلاستيكية الممنوحة مجانا في المتاجر الكبرى، ليطال قطاعات تجارية أخرى، وأوضحت وكالة الصين الجديدة ان المكتبات والصيدليات لن يكون بإمكانها بيع حاجياتها في الأكياس البلاستيكية الممنوحة مجانا، من دون تحديد الموعد الفعلي لبدء تنفيذ هذه الخطوة، ومنذ مطلع حزيران/يونيو 2008، أصبحت المتاجر الكبرى ملزمة ببيع الأكياس البلاستيكية لزبائنها لكي يضعوا مشترياتهم فيه، ومذاك منعت الصين انتاج الأكياس المصنوعة من البلاستيك الرقيق وبيعها واستخدامها، لتصبح بكين واحدة من البلدان القليلة التي تتبنى إجراءات على هذا القدر من الصرامة، وقبل العام 2008، وكان استخدام الصين اليومي للأكياس البلاستيكية يصل إلى 3 مليارات كيس، وقد سمح قرار المنع هذا بخفض حجم استهلاك الأكياس البلاستيكية الى 24 مليارا سنويا، بحسب لجنة الإصلاح والتطوير الوطني "ان دي ار سي"، وتسجل الصين التي تعتبر واحدة من أكثر البلدان المنتجة لغازات الدفيئة، مستويات تلوث عالية جدا في مياهها وأجوائها، جراء ثلاثة عقود من النمو الكبير، كما دخل الحظر حيز التنفيذ في يناير الماضي، بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في ضاحية مونتنلوبا في العاصمة مانيلا، بعد مرور عام من إقرار مجلس المدينة مرسوماً يحظر على المؤسسات التجارية استخدام الأكياس المصنوعة من البلاستيك والستايروفوم، ومنذ ذلك الحين، أغلقت حكومة المدينة متجراً سنغافورياً لبيع الخبز، ومطعماً لبيع الوجبات الصينية، بسبب انتهاكهما للحظر، وقال ألدرين سان بيدرو عمدة مونتنلوب، تعودنا على استخدام الأكياس البلاستيكية لأنها مناسبة للغاية، وتناسينا أثارها المرضية، مضيفاً أعتقد أنه يجب أن نبذل ما في وسعنا من أجل منع استخدام أكياس البلاستيك تماماً في أنحاء البلاد، يشار إلى أن مونتنلوبا هي أول مدينة تفرض مثل هذا الحظر، وقد صارت نقطة انطلاق للمدافعين عن حماية البيئة الداعين إلى فرض حظر كلي في أنحاء البلاد على استخدام مواد تغليف غير قابلة للتحلل، مثل أكياس البلاستيك و الستايروفوم، ورحبت نيني سانتوس (49 عاماً) التي تعمل بائعة للحوم في سوق عام في مونتنلوبا بقرار الحظر، رغم أن الكثيرين من زبائنها شكوا إليها صعوبة استخدام الأكياس الورقية، وقالت هذا الحظر يعلم الناس الانضباط، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتخلص من القمامة، ووفقاً لحكومة المدينة، يجري جمع 132 طناً من القمامة يومياً، يصل حجم النفايات البلاستيكية إلى نحو %13 منها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وفي العاصمة مانيلا، يجري جمع نحو تسعة آلاف طن من القمامة يومياً، نحو %25 من متوسط القمامة اليومية في الفلبين التي تزيد على 36 ألف طن، وتشكل المواد البلاستيكية ما يقرب من %25 من تلك النفايات، وتقول أيكو ويست كواليشن، وهي هيئة مراقبة مقرها مانيلا، تضم المدافعين عن البيئة والمكافحين للتلوث، إنها تأمل أن يكون للحظر في مونتنلوبا تأثير الدومينو على الحكومات المحلية، التي تكافح من أجل إيجاد حلول مستدامة لمشكلات القمامة، ويقول رئيس الهيئة روي ألفاريز، حظر استخدام البلاستيك في مونتنلوبا يقدم الأمل لحكوماتنا التي تواجه المشكلات، واقترحت لورين ليجاردا عضوة مجلس الشيوخ سن قانون في أنحاء البلاد يحظر استخدام حقائب البلاستيك غير القابلة للتحلل في محلات البقالة والأسواق الكبرى (سوبر ماركت)، والمطاعم، والمتاجر، ومؤسسات أخرى مشابهة، وقالت توجد بدائل كثيرة لأكياس البلاستيك غير القابلة للتحلل، وذلك أثناء طرحها مشروع القانون في أبريل الماضي، مضيفة يجب أن نكون مبدعين وبارعين في إيجاد مواد تغليف بديلة، أو حاويات، من جهتها تبحث مفوضية الاتحاد الاوروبي فرض ضريبة او حظر على الاكياس البلاستيكية وذلك في اطار محاولتها للقضاء على استخدامها ومكافحة التلوث، ودعت المفوضية الى تقديم اقتراحات بشان كيفية التعامل مع مليارات الاكياس المستعملة في الاتحاد الاوروبي كل عام لكنها تستغرق مئات السنين للتحلل، وقال يانز بوتوشنيك مفوض الشؤون البيئية بالاتحاد الاوروبي في بيان "قبل خمسين عاما لم نكن نسمع تقريبا عن حالة واحدة لاستخدام الاكياس البلاستيكية، الان نستخدمها لبضع دقائق ثم تلوث بيئتنا لعقود"، يستخدم كل شخص في دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرين 500 من الاكياس البلاستيكية في المتوسط كل عام واغلبها يستخدم لمرة واحدة، وبلغ اجمالي انتاج الاكياس البلاستيكية المنتجة في اوروبا 3.4 مليون طن عام 2008 وهو ما يساوي وزن نحو مليوني سيارة، وتنتهي المشاورات العامة للمفوضية في نهاية شهر اغسطس اب، كما أعلنت حكومة هونج كونج أمس أنها تريد أن تعمم العمل بضريبة الأكياس البلاستيكية على كل متجر بالمدينة بعد أن شهد برنامج تجريبي تراجع استخدام تلك الأكياس بنسبة 90%، وكان المواطنون في تلك المدينة الثرية اعتادوا إلقاء ثلاثة أكياس بلاستيكية في المتوسط يوميا قبل أن يتم فرض ضريبة قدرها 50 سنتا هونج كونجيا (6 سنتات أميركية) على 3 آلاف متجر كبير ومحل في يوليو عام 2009، وقال وزير البيئة إدوارد ياو إن استخدام الأكياس البلاستيكية تراجع في المحال والمتاجر المشاركة في البرنامج بنسبة 90%، ويريد الآن تمديد البرنامج ليشمل كل متاجر التجزئة التي يصل عددها إلى 60 ألف متجر، وقال ياو إن الضريبة غيرت عادات المواطنين في هونج كونج، تلك المدينة التي يبلغ عدد سكانها 7 ملايين نسمة، والتي تشتهر بارتفاع نسبة الكربون به، كانت دراسة نشرت في نوفمبر الماضي أن متوسط عدد الأكياس البلاستيكية الملقاة من جانب كل شخص في هونج كونج قد تراجع من 3 إلى 1،8 كيس يومي، وقال ياو إن الضريبة سوف يتم تعميمها على كل المتاجر في هونج كونج إذا ما أفضت ثلاثة أشهر من المشاورات العامة التي ستنتهي في 16 أغسطس إلى تأييدها.

الإمارات خالية والتجاوب كبير

من جهة اخرى لاقت حملة " الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية" التي أطلقتها هيئة بيئة أبوظبي في شهر فبراير الماضي تجاوبا من العديد من المؤسسات والشركات العاملة في القطاع الخاص الذين عمدوا للحد من استخدام الأكياس البلاستكية وتشجيع موظفيهم وعملائهم على استخدام الأكياس المستدامة والصديقة للبيئة للحفاظ على البيئة خالية من النفايات البلاستيكية، وتأتي الحملة في إطار المبادرة التي أطلقتها دولة الإمارات لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل عبر برنامج وطني للتخلص منها تدريجيا للحد من التأثيرات السلبية لها على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى تمهيدا لحظرها نهائيا بحلول عام 2013، كانت وزارة البيئة والمياه قد أطلقت في عام 2009 مبادرة "الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية" بالاضافة الى ذلك أصدر المجلس الوزاري للخدمات قرارا يقضي باعتماد برنامج خفض استهلاك الأكياس البلاستيكية ومنع استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل وذلك بالتنسيق مع هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، من جانبها أطلقت شركة اكسترامكس للحلول الخرسانية مبادرة تبنت فيها أهداف "حملة الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية" وذلك في حفل أقيم في أحد مصانع الشركة القائم في جزيرة السعديات وتحت إشراف شركة التطوير والاستثمار السياحي المطور الرئيسي للجزيرة، وأعربت فوزية المحمود مديرة إدارة التعليم البيئي بهيئة بيئة أبوظبي عن سعادتها بتجاوب القطاع الخاص مع حملة "الإمارات خالية من الأكياس البلاستيكية" التي تهدف بشكل عام إلى توعية الجمهور بمخاطر الأكياس البلاستيكية وتشجيعهم على استخدام الأكياس البديلة وتطبيق قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية والذي يطبق قريبا في إمارة أبوظبي. بحسب وكالة انباء الامارات

من جهتها أكدت فاطمة الجابر الرئيسة التنفيذية للعمليات بمجموعة الجابر بهذه المناسبة أن الأكياس البلاستيكية تعتبر واحدة من المشاكل البيئية التي تواجهها دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الأكياس البلاستيكية التقليدية تسبب تلوثا خطيرا في البيئة لذلك قررت إدارة اكسترامكس المساهمة في الحد من هذا التلوث ودعم مبادرة الهيئة من خلال تشجيع العاملين لديها على التخفيف من استعمال الأكياس البلاستيكية التقليدية والتوجه لاستخدام الأكياس الصديقة للبيئة، وقالت انه في إطار هذه المبادرة قامت الشركة بتوزيع 500 كيس صديق للبيئة يمكن إعادة استخدامه ولا يشكل خطرا على البيئة مثل الأكياس البلاستيكية، مشيرة الى ان هذه المبادرة تأتي في إطار حرص الشركة على المساهمة بحماية البيئة وذلك إدراكا منها بأن الحفاظ على البيئة مسؤولية تضامنية بين كافة أفراد المجتمع ومؤسساته الرسمية والأهلية، وأشادت فاطمة الجابر بالجهود التي تبذلها شركة أكسترامكس عضو مجموعة شركات الجابر التي يمثلها عبد الرزاق الدجاني العضو المنتدب الذي ساهم في طرح هذه المبادرة لخدمة العمل البيئي والتطوعي وخدمة المجتمع.

أخرى تدمر البحار والمحيطات

على صعيد اخر فأن أغلب النفايات البحرية تأتي من مصادر برية حذر التقرير الأخير للأمانة العامة المشرفة على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي من الاستمرار في تجاهل الخروقات التي تهدد سلامة البحار والمحيطات، ويبرز من بينها تزيد نسبة النفايات والصيد العشوائي للأسماك قد تتحول البحار والمحيطات إلى مجرد مزابل كبيرة، إذا لم تتوقف عمليات نهب ثرواتها السمكية و التخريب البيئي الذي تتعرض له في مناطق مختلفة من العالم، هذا ما حذرت منه الأمانة العامة المشرفة على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحماية التنوع البيولوجي في تقريرها الأخير حول الحالة البيئية للأرض، ويتزامن هذا التحذير مع تزايد الكوارث البيئية التي تكون البحار والمحيطات مسرحا له، وكان آخر هذه الحوادث التلوث النفطي في عرض خليج المكسيك، الذي نتج عن تسرب كميات هائلة من النفط، كان مصدرها البئر النفطي الذي يقع على عمق 1500 متر قبالة ساحل لويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتلعب البحار دورا بالغ الأهمية في المحافظة على التوازن البيئي، وذلك بضمان حياة واستمرار وجود مجموعة من الكائنات، من بينها الإنسان الذي جعل من البحر منذ آلاف السنين أحد أهم مصادر غذائه، أما اليوم فقد أصبحت الحياة في البحار والمحيطات مهددة بفعل تزايد نسبة النفايات التي تأتي في الغالب من المصادر البرية مثل مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي، إضافة إلى مختلف أنواع القمامة التي تصل عبر الشواطئ.

بدورهم فأن الخبراء يدقون ناقوس الخطر بسبب ارتفاع نسبة النفايات في البحار أظهرت تجربة لاختبار جودة مياه البحر، قام بها عالم الأحياء البحرية ثيلو ماك في أعالي البحار، على متن قارب "أسبرنسا" التابع لمنظمة السلام الأخضر العالمية، بأن أعداد القطع البلاستيكية الموجودة في عينات المياه المأخوذة، تفوق ست مرات عدد العوالق أو ما يعرف كذلك بالبلانكتون، وهي كائنات حية دقيقة تعيش في المسطحات المائية، ويقول ثيلو ماك بشأن هذه الملاحظة، "لا يبدو الأمر على شكل كومة قمامة تحوم حولها النوارس وتطوف بها الجرذان، لكن الأكياس البلاستيكية دائمة الحضور في أعماق البحار"، ويتسبب هذا الوضع بعواقب وخيمة تؤثر على السلسلة الغذائية، لأن اللدائن تحتوي على كثير من المنتجات الكيميائية، يؤكد ثيلو ماك، "تنتقل هذه المواد الكيميائية السامة عبر عملية السلسلة الغذائية لتصل إلى الحيوانات، ثم إلى الإنسان في آخر المطاف"، كما تشكل الأسماك أحد أهم المكونات الغذائية المعتمدة في كثير من المطابخ العالمية، نظرا لفوائده الصحية، غير أن كثيرا من أنواع الأسماك لم تعد قابلة للاستهلاك بسبب التلوث الذي لحق بيئتها، وأصبحت مهددة في وجودها بسبب ممارسات الصيد المدمرة التي لا تراعي فترات الراحة البيولوجية المحددة، وانتشار عمليات الصيد غير الشرعية، وقد فشلت مجموعة من المبادرات الدولية في إيقاف هذه الممارسات غير المسؤولة، التي تهدد استنزاف الثروة السمكية، كان آخرها المؤتمر الخامس عشر للاتفاقية الدولية لتنظيم الاتجار بالكائنات المهددة بالانقراض ومنتجاتها/CITES، خلال هذا المؤتمر، الذي انعقد في الدوحة في شهر مارس/آذار الماضي، فشلت بعض الدول في تمرير مقترحها بوضع سمك تونة البلوفين الشمالي في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، ويعتبر هذا النوع من أنواع السمك الفاخر التي تدر أرباحا طائلة. ويتم اصطياد ستون ألف طنا من البلوفين الشمالي سنويا، تحصل الأسواق اليابانية على حصة الأسد منها بنسبة 80 بالمائة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/حزيران/2011 - 3/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م