الضحايا الصامتون... ينبئون بمستقبل مشوه

اليوم العالمي للأطفال

تقرير: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في اليوم العالمي للطفل للعام 2010 وقبل تفجر الاحداث الاخيرة في البحرين رصد مركز البحرين اعتداءات جسدية وجنسية واختطاف واعتقال تعسفي لأطفال بالمملكة بلغ عددهم 76 طفلا من المناطق الشيعية بين معتقلي الحملة الأمنية قي تلك السنة يشكلون ٢١٪ من مجموع المعتقلين.

ولا ندري اعدادهم في هذه السنة بعد انتفاضة البحرينيين المطالبة بالحريات والحقوق والمساواة والتي جوبهت بالقسوة والتنكيل واستدعت تدخلا سعوديا عبر قوات درع الجزيرة للقضاء على تلك المطالبات والحفاظ على عرش ال خليفة.

في اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات تتكاثر الارقام بشكل مفزع حول هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعمل على تدمير نفسيات الاطفال ومستقبلهم وقسم منهم يتحول الى معتدي يمارس اعتداءاته على اطفال اخرين.

ففي الامارات العربية المتحدة على سبيل المثال ذكرت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بأن «58٪ من الأطفال المعتدى عليهم جنسياً وجسدياً والمعنفين لفظياً والذين احتموا بالمؤسسة، مواطنون».

ورصد التقرير النصف سنوي العام الصادر عن المؤسسة أن 40٪ من الحالات التي احتوتها المؤسسة لأطفال تعرضوا لاعتداءات وعنف، فيما 60٪ من الحالات لنساء، 23٪ مواطنون (بين نساء وأطفال من دون 18 سنة) و30٪ من بنغلاديش و12٪ من لبنان و9٪ من مصر، معظم الحالات التي حصلت على المساعدة طلبت المساعدة، فيما 17٪ حولت حالاتهم من مراكز الشرطة.

وكشف التقرير أن 45٪ من الحالات تم الاتجار فيها لغرض الدعارة و14٪ لممارسة نشاطات متفرقة لكسب المال و12٪ للرقص في ملاهي ليلية.

وذكر التقرير أن 15٪ من الحالات غير متعلمة في المقابل 32٪ حاصلة على شهادة ابتدائية و29٪ حاصلة على شهادة ثانوية.

وتغيب الاحصائيات الدقيقة في البلدان العربية لاسباب عديدة لامجال لذكرها. بينما توجد الكثير من الاحصاءات في الولايات المتحدة وكندا.

ففي آخر احصائية: تتعرض فتاة واحدة من كل 4 فتيات على الأقل وولد واحد من كل 10 أولاد للاعتداء الجنسي في فترة ما من حياتهم قبل سن الـ18.

10% من هؤلاء الأطفال يكونون في سن ما قبل المدرسة.

85-90 % من هذه الحالات يكون فيها المعتدي قريبا للطفل.

35% من هذه الحالات يكون المعتدي فيها أحد أفراد العائلة.

10% فقط من هذه الحالات تضمنت عنفا جسديا.

50% من جميع الاعتداءات وقعت إما في منزل الطفل أو المعتدي.

إن متوسط المعتدين تعاملوا مع أكثر من 70 طفل أثناء فترة اعتدائهم.

"إن ظاهرة الإهمال والاعتداء على الأطفال باتت تمثل حالة طوارئ وطنية في أي بلد، ولم تعد حماية الأطفال من الأذى مجرد واجب أخلاقي وإنما مسألة بقاء وطنية".

يعيش عدد كبير من الأطفال تجربة الاعتداء بشكل يومي حتى أصبحت هي المظهر الغالب في حياتهم.

تم الإبلاغ عن أكثر من 2.9 مليون حالة اعتداء على الأطفال خلال العام الماضي في الولايات المتحدة.

تتضمن حوالي 1 من كل 3 حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال أطفالا دون السادسة من عمرهم.

تتعرض فتاة من كل أربع فتيات وولد من كل سبعة أولاد للاعتداء الجنسي قبل بلوغ الثامنة عشرة.

85-90 % من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال يقترفها أشخاص على معرفة بالطفل.

بيد أن هذه الأرقام لا تفصح عن الحقيقة كلها، فالأدلة تشير إلى أن سوء معاملة الأطفال تنذر بمشاكل اجتماعية متفاقمة بعد البلوغ، وفيما يلي بعض الإحصائيات:

95% من المعتدين على الأطفال تعرضوا هم أنفسهم للاعتداء في طفولتهم.

80% من متعاطي المواد الضارة (الكحول والمخدرات) تعرضوا للاعتداء في طفولتهم.

80% من الفارين من منازلهم يشيرون إلى الاعتداء كعامل أساسي في هروبهم.

78% من السجناء تعرضوا للاعتداء في طفولتهم.

95% من العاهرات تعرضن للاعتداء الجنسي في طفولتهن.

90% من الجمهور يعتقدون بأن المدارس الابتدائية يجب أن توفر برامج لوقاية الأطفال من الاعتداء.

 يمكن تقسيم الاعتداء على الطفل الى أربعة أقسام:

 الاعتداء الجسدي: وهو اي اذى جسدي مقصود يمارس على الطفل. ويشمل الضرب، الرفس، الخض، جر الشعر، العض، القرص، الخنق، او غيره من الاعتداءات سواء تركت اثارا على جسم الطفل ام لم تترك.

الاعتداء العاطفي: وهو اي تصرف ينتج عنه تشويه لنفسية الطفل او نموه الاجتماعي، وهذا النوع من الاعتداء لا يستلزم اللمس ولكنه يمارس عبر تصرفات او كلمات جارحة تقال للطفل. ويشمل الصراخ، الشتم، اطلاق الاسماء المكروهة على الطفل، المقارنة السلبية بالغير، التفوه بجمل تحط من شخصية الطفل كالقول "أنت سيء" او "أنت لا تساوي شيئا" او "أنت غلطة".

الاعتداء الجنسي

انجسم الانسان شيء خاص به وخاصة الاجزاء التي تغطى بالملابس الداخلية سواء كان ولدا ام بنتا، اذا طلب احد من الطفل او تحايل عليه ليجعله يرضى بان يلمس، يرى او يصور هذه الاجزاء من جسده فانه يعتدي عليه جنسيا.

اذا طلب منه احد ان يلمس هو او يرى هذه الاجزاء او صورها فهذا ايضا يعني انه يعتدي عليه جنسيا.

ان نسبة كبيرة من الاعتداءات على الاطفال تقع من اشخاص قريبين جدا من الطفل وممن يثق بهم الطفل.

 قد يكون المعتدي احد الوالدين، فرد من افراد العائلة، صديق العائلة، جار، معلم، مدرب، رمز من الرموز الدينية، قائد منظمات شبابية، صديق او اي شخص يستطيع التحايل او السيطرة على الطفل وجعله يمارس او يمارس معه هو امورا اعتدائية.

يبدو المعتدي ظاهريا كأي شخص عادي. انه يلبس ويتصرف في الأماكن العامة كشخص عادي جدا وقد يبدو في غاية التهذب و الاخلاق العالية.

يمكن ان يتواجد المعتدون في اي مكان. من الممكن ان يكون موجودا في البيت او المدرسة او منزل الاقرباء او المحافل الدينية، او الشارع او اي مكان اخر. من الممكن ان يكون المعتدي ثريا او فقيرا او متوسط الحال من الناحية المادية. قد يكون ذو مكانة اجتماعية عالية او على العكس فقد يكون ذا منصب عال او يعمل في اي مكان او حتى يكون عاطل عن العمل.

قد يكون المعتدي اي شخص لديه اي نوع من السيطرة على الطفل.

كثيرا ما يشمل الاعتداء على الاطفال استغلالا لثقة الاطفال بالشخص المعتدي.

هناك طرق عديدة يستخدمها المعتدي لإغراء الطفل و الاعتداء عليه.

من هذه الحيل التي قد يستخدمها المعتدي:

· استغلال براءة الطفل

· قد يطلب منه المعتدي المساعدة

· يشعرونه بأنهم وحيدون او خائفون وانه يستطيع مساعدتهم

استغلال براءة الطفل

عادة ما يستخدم المعتدي براءة الطفل كسلاح ليمارس الاعتداء على الطفل. ويشمل ذلك تخويف الطفل او تهديده بأنه لا احد سوف يصدقه اذا ما قال عما حدث له.

 قد يوهم المعتدي الطفل بأن هذا الفعل "عادي" او ان يلقنه بأن الاعتداء هو غلطة الطفل

او ان الاعتداء ما كان ليحدث لو لم يكن الطفل سيئ او تافه.

يشعرونه بأنهم وحيدون او خائفون وانه يستطيع مساعدتهم

إن الطفل الذي يتعرض للاعتداء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي لا يعاني من الآثار العديدة والمدمرة لتجربة الاعتداء فحسب، وإنما يصبح أكثر عرضة لتكرار تجربة الاعتداء الأليمة مرة أخرى.

هناك تأثيرات سلبية قريبة المدى و اخرى بعيدة المدى على الطفل نتيجة الاعتداء. ان تجربة كل طفل من الاعتداء فريدة. فليس كل الاطفال ينفعلون ويتأثرون بنفس الطريقة لاعتداءات متشابهة وذلك يعتمد على عوامل كثيرة بعضها تركز على نوعية الاعتداء وشدته والاخرى على نوعية العلاقة وقربها وكلتاهما شديدي الاهمية.

هذه بعض العوامل المؤثرة: عمر الطفل عند وقوع الاعتداء عليه. كلما كان عمر الطفل اصغر كلما كان تأثيرة السلبي و التدميري اكبر و هو يعتمد كثيرا على مراحل النمو المختلفة للطفل و نوع الاعتداء الواقع عليه ومدته.

الشخص الذي يمارس الاعتداء. كلما كان المعتدي اقرب الى الطفل وثقة الطفل به اكبر، كلما كان تأثيره السلبي اكبر على الطفل.

هناك تأثيرات كثيرة للاعتداء على صحة الطفل الجسدية و النفسية و هذه بعض اهمها: اختلال الصورة الذاتية ونقص الثقة بالنفس، تعبّر الصورة الذاتية عن تصور الفرد لنفسه وإحساسه بذاته. وهي تتضمن إيمان الفرد بذاته واحترامه لها في الآن نفسه. وتتشكل صورة الطفل عن ذاته إلى حد كبير وفق تصوره للطريقة التي ينظر إليه بها البالغون المحيطون به.

والأفراد الذين يتمتعون بصورة ذاتية ناصعة أو جيدة يتكيفون بشكل إيجابي وفعال مع متطلبات الحياة وظروفها. والصورة الذاتية للطفل تستبطن في عمقها آماله وتطلعه إلى المستقبل. فقد برهنت الدراسات أن الجهود التي يبذلها المرء لتحسين صورته الذاتية تؤدي إلى أداء أفضل وإنجازات أكبر في حياته.

ويلعب الثناء والقبول دورا هاما في تعزيز الصورة الذاتية للطفل، والعكس صحيح بالنسبة للنقد والتوبيخ. ولذلك فإن الاعتداء الذي يتعرض له الطفل، بأشكاله، هو بمثابة المسمار الذي يُدق في نعش صورته الذاتية واعتداده بنفسه ويقتلعها من الجذور. وللاعتداء ضربة سريعة موجعة يصعب تلافي آثارها. كما أن الأطفال الذين يتمتعون بمستوى جيد من الثقة في النفس هم أيضا الأفضل تحصيلا في المدرسة والنشاطات الرياضية وغيرها من الأنشطة المتنوعة. ومن ثم فإن العمل على تنمية الصورة الذاتية للطفل وتعزيزها قد يشكّل أهم مجسّ للتنبؤ بنجاحه في المستقبل.

الشعور بالذنب - الانتهاك - فقدان السيطرة.

وحتى الأطفال الذين يحاولون التغلب على هذه المشاعر قد تعتريهم مخاوف أخرى منها: الخوف من تكرار الاعتداء - الخوف من كونهم السبب في الاعتداء - الخوف من العلاقات المستقبلية.

تأثيرات الاعتداء على المدى البعيد: لا تنتهي مشكلة ومضاعفات الاعتداء بانتهاء المعتدي من عملية الاعتداء ولكن غالبا ما تمتد اثارها وتبقى طوال طفوله الضحية واحيانا مراهقته وبلوغه وحتى شيخوخته. من المشاكل الشائعة التي يتعرض لها الأشخاص الذين كانوا ضحايا للاعتداء في طفولتهم هي:

المشاكل العاطفية - المشاكل السلوكية - ضعف التحصيل الدراسي - تكرار التعرض للاعتداء

ومع أن هذه التأثيرات قد لا تكون جلية دائما إلا أنها بالغة الأهمية، فالدراسات طويلة الأمد للفاشلين والمشردين ومدمني المخدرات والعاهرات والمساجين ترسم صورة قاتمة كئيبة. فماضيهم ملطخ بتجارب الاعتداء المريرة وشخصياتهم يطغي عليها ضعف الثقة بالنفس واختلال احترام الذات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/حزيران/2011 - 3/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م