وماذا أعطانا هذا الوطن؟

زاهر الزبيدي

كثيراً ما يتردد هذا السؤال في مخيلة الكثير من شبابنا هذا اليوم على عمق ما يتحمله أولئك الشباب من مصير مجهول في ظل التخبط الكبير في إدارة المسيرة التنموية في البلد وعدم قابلية الحكومة على طرح فرص العمل التي تتناسب ونسب البطالة بين الشباب.. وهو سؤال صحيح بنسبة 100% ولكنهم نسوا ان الوطن لا يعطي ولكنه يسمح لك أن تأخذ ماتريد.. أما ماذا تأخذ من الوطن فأنظر:

موقع جغرافي متميز واستراتيجي، المئات من المراقد الدينية، مساحات من حضارة لا يمكن مطلقاً إغفالها، نهران عظيمان (والعظمة لله) لم نكن قادرين على كبح جماح فيضانهما قبل خمسينات القرن الماضي، أراضي زراعية كافية ليكتفي من سلتها الغذائية العراق وما حوله، تنوع كبير في التضاريس الأرضية من السهول الى الجبال الى الهضاب يرافقها تنوع كبير في المناخ،

 مسطحات مائية (الأهوار) واسعة جداً.. مما تمثل أهم مرتكزات الثروة السمكية في العراق،

 رابع احتياطي نفط في العالم بـ 200 مليار برميل يتيح له تصدير 6 ملايين برميل يوماً لمدة 50 عاماً.. في حين هناك الكثير المناطق لم يتم استكشافها لغاية الآن كالهضبة الغربية، عاشر احتياطي غاز في العالم بكمية 112 ترليون قدم مكعب من الغاز،

 ثاني احتياطي في العالم في الفوسفات الذي يصنع منه السماد الفوسفاتي، تعتبر حقول كبريت المشراق في العراق الأكبر من نوعها في العالم من ناحية الاحتياطي المثبت مع مصادر أخرى للكبريت في العراق، المرتبة الثانية في احتياطيات الخامات الفوسفاتية على مستوى العالم وتوجد هذه الخامات في منطقة عكاشات،

 العراق من الدول الغنية جداً بأطيان الكاؤولين الملون والأبيض وتتركز هذه الأطيان في الصحراء الغربية وتستعمل هذه الأطيان في صناعة الاسمنت الابيض والسيراميك والحراريات والعوازل الكهربائية والمرشحات الفخارية وبوادق صهر المعادن، رمال السليكا والكوارتزايت ويكثر في الصحراء الغربية ويستعمل في صناعة الزجاج والسيراميك والحراريات الا انه يستعمل في العراق في انتاج مطحون السيليكا لأغراض الحفر النفطي أما الكوارتزايت فيستعمل حاليا في صنع البطانات الحمضية للمصاهر والأفران،

الحصى والرمال: مثل موقع النباعي أهم مواقع وجود الحصى في حين تتركز الرمال في كربلاء وتستعمل في انتاج الخرسانة والقواعد التحتية للطرق في حين يستخدم الرمل لإنتاج الثرمستون والطابوق الجيري والاستخدامات الانشائية الاخرى..

 القائمة طويلة وتلك لما هو منظور في الوطن أما غير المنظور فالله وحده يعلمه والراسخون في العلم !!

أتمنى أن لا نكون قد أرهقنا العد فالوطن أكبر من السؤال وأكبر حتى من كل الإجابات.. العراق كبيراً لدرجة يصعب معها إمكانية تقدير ما يمتلكه هذا الوطن وكثيراً من الروايات عن أن رمل العراق قد يتحول الى ذهب يوماً ما وهي ليست بالغريبة فالعراق كان ولا يزال مباركاً ومبروكاً بحب أهله له واكتشاف أرض العراق وما حباها الله من نعم تحتاج الى وقت كبير وتقنيات عالية لاستكشاف ما تحويه بطون أرضه... ولكنها السياسة والحكومة والدولة والقائمين على العراق وأولي الأمر هم من يجب أن يوجه لهم هذا السؤال..

 أين ذهبت ترليوناتنا، بعدما أصبحت المليارات غير مقبولة في شرع فسادنا وهدرنا لثروات شعبنا، وكم من الوقت سنحتاج لنرفع رؤوسنا بلا شكوى.. فالوطن لم يقتلنا في زمن الطائفية وهو بالذات لم يهجّرنا بل هو من يرغب في احتضاننا وضمنا في خاصرته.. وهو مطلقاً لا يمانع أن تأخذ أي شيء تريده منه.. فقائمة ثرواته طويلة بأذن الله ولا ينقصها طلبك.. وسؤالنا أعلاه علينا أن نوجهه لأولي الأمر ممن حكموا العراق من سابق عهودهم وحتى عصرنا هذا.. أين العراق اليوم وأين هو بالأمس.. ولماذا لا زلنا "نراوح" في مكاننا بعد طول لتلك السنين التي شابت رؤوس النخل منها.. ومتى نرى نور الله في أرضه الطاهرة.. وتتفتح أمامنا آفاق المستقبل الموعود.. ومتى نعود كبناة لأرقى الحضارات الإنسانية بعدما مضى وقت طويل على تخلفنا وتقصيرنا بحق العراق وشعب العراق.. فبربكم لا تبخسوا حق الوطن !

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/حزيران/2011 - 3/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م